عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 12:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في "تركنا" لله تعالى، وقوله: "يومئذ" يحتمل أن يريد به يوم القيامة لأنه قد تقدم ضميره، فالضمير في قوله: "بعضهم" على ذلك -لجميع الناس، ويحتمل أن يريد بقوله: "يومئذ" يوم كمال السد، فالضمير في قوله: "بعضهم" ليأجوج ومأجوج، واستعارة "الموج" لهم عبارة عن الحيرة وتردد بعضهم في بعض كالوالهين من هم وخوف، فشبههم بموج البحر الذي يضطرب بعضه في بعض.
وقوله تعالى: {ونفخ في الصور} الآية. المعنى به يوم القيامة، فلا احتمال لغيره، فمن تأول الآية كلها في يوم القيامة اتسق تأويله، ومن تأول الآية إلى قوله: {يموج في بعض} في أمر يأجوج ومأجوج تأول القول: "وتركناهم يموجون" دأبا على مر الدهر
[المحرر الوجيز: 5/663]
وتناسل القرون بينهم وقيامهم، ثم نفخ في الصور فيجتمعون، و"الصور": في قول الجمهور وظاهر الأحاديث الصحاح هو القرن الذي ينفخ فيه للقيامة، وفي الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقط القرن وحنا الجبهة وأصغى بالأذن متى يؤمر"، فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قولوا: حسبنا الله، وعلى الله توكلنا، ولو اجتمع أهل منى ما أجلوا ذلك القرن"، وأما "النفخات" فأسند الطبري رحمه الله إلى أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصور قرن عظيم ينفخ فيه ثلاث نفخات: الأولى نفخة الفزع، والثانية نفخة الصعق، والثالثة نفخة القيام"، وقال بعض الناس: "النفخات" اثنتان: نفخة الفزع، وهي نفخة الصعق، ثم الأخرى التي هي للقيام. وملك الصور هو إسرافيل عليه السلام. وقالت فرقة: الصور جمع صورة، فكأنه أراد صور البشر والحيوان نفخ فيها الروح. والأول أبين وأكثر في الشريعة). [المحرر الوجيز: 5/664]

تفسير قوله تعالى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {وعرضنا جهنم} معناه: أبرزناها لهم لتجمعهم وتحطمهم، ثم أكد بالمصدر عبارة عن شدة الحال، وروى الطبري في هذا حديثا مضمنه أن النار ترفع لليهود والنصارى كأنها السراب، فيقال لهم: هل لكم في الماء حاجة؟ فيقولون: نعم، ونحو هذا مما لا صحة له). [المحرر الوجيز: 5/664]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل
[المحرر الوجيز: 5/664]
سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا}
قوله تعالى: "أعينهم" كناية عن البصائر؛ لأن عين الجارحة لا نسبة بينها وبين الذكر، والمعنى: الذين فكرهم بينها وبين ذكري والنظر في شرعي حجاب وعليها غطاء، ثم قال: إنهم كانوا لا يستطيعون سمعا، يريد: لإعراضهم ونفارهم عن دعوة الحق). [المحرر الوجيز: 5/665]

تفسير قوله تعالى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "أفحسب الذين" بكسر السين، بمعنى: أظنوا، وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والحسن البصري، وابن يعمر، ومجاهد، وابن كثير -بخلاف عنه- "أفحسب الذين" بسكون السين وضم الباء، بمعنى: أكافيهم ومنتهى غرضهم؟ وفي مصحف ابن مسعود: "أفظن الذين كفروا"، وهذه حجة لقراءة الجمهور. وقال جمهور المفسرين: يريد كل من عبد من دون الله تبارك وتعالى، كالملائكة، وعزير، وعيسى، فيدخل في الذين كفروا بعض العرب واليهود والنصارى، والمعنى: إن ذلك ليس كظنهم، بل ليس لهم من ولاية هؤلاء المذكورين شيء، ولا يجدون عندهم منتفعا.
و"أعتدنا" معناه: يسرنا، و"النزل": موضع النزول، و"النزل" أيضا: ما يقدم للضيف والقادم من الطعام عند نزوله، ويحتمل أن يراد بالآية هذا المعنى، إن المعد لهم بدل النزول جهنم، كما قال الشاعر:
تحية بينهم ضرب وجيع). [المحرر الوجيز: 5/665]

رد مع اقتباس