عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 جمادى الآخرة 1434هـ/6-05-2013م, 06:57 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {وحففناهما بنخلٍ} مجازه: اطفناهما وحجزناهما من جوانبهما قال الطّرمّاح:
تظلّ بالأكمام محفوفةً.......ترمقها أعين جرّامها).
[مجاز القرآن: 1/402]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {واضرب لهم مّثلاً رّجلين جعلنا لأحدهما جنّتين من أعنابٍ وحففناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زرعاً * كلتا الجنّتين آتت أكلها ولم تظلم مّنه شيئاً وفجّرنا خلالهما نهراً * وكان له ثمرٌ فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعزّ نفراً}
وقوله: {واضرب لهم مّثلاً رّجلين} وقال: {وكان له ثمرٌ} وإنّما ذكر الرجلين في المعنى وكان لأحدهما ثمر فأجزأ ذلك من هذا.
وقال: {كلتا الجنّتين آتت أكلها} فجعل الفعل واحد ولم يقل "آتتا" لأنه جعل ذلك لقوله: {كلتا} في اللفظ.
ولو جعله على معنى قوله: {كلتا} لقال: "آتتا"). [معاني القرآن: 2/77]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وحففناهما بنخل}: أي أحطناهما). [غريب القرآن وتفسيره: 228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنّتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا }
كان المشركون سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بمشورة اليهود عليهم أن يسألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قصة أصحاب الكهف وعن الروح وعن هذين الرجلين، فأعلمه اللّه الجواب وأنه مثل له عليه السلام وللكفار، ومثل لجميع من آمن باللّه وجميع من عَند عنه وكفر به، فقال تعالى: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنّتين من أعناب وحففناهما بنخل}.
{رجلين} منصوب على معنى المفعول على معنى: واضرب لهم مثلا مثل رجلين.
{وحففناها بنخل} أي جعلنا النخل مطيفا بهما، يقال: قد حفّ القوم بزيد إذا كانوا مطيفين به.
{وجعلنا بينهما زرعا} فأعلم اللّه أن عمارتهما كاملة متصلة لا يفصل بينهما إلا عمارة، وأعلمنا أنهما كاملتان في تأدية حملهما من نخلهما وأعنابهما والزرع الذي بينهما.
فقال: {كلتا الجنّتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجّرنا خلالهما نهرا } ). [معاني القرآن: 3/284]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب}
يروى أن اليهود قالوا: سلوه عن أصحاب الكهف، وعن الروح، وعن رجلين؛ فأنزل الله عز وجل هذا، وجعله مثلا لجميع الناس). [معاني القرآن: 4/238-237]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وحففناهما بنخل}
أي حوطناهما به، وقد حف القوم بفلان إذا حدقوا). [معاني القرآن: 4/238]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وجعلنا بينهما زرعا} فأخبر أنه ليس بينهما إلا عمران). [معاني القرآن: 4/238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حَفَفْناهما}: حفظناهما). [العمدة في غريب القرآن: 189]

تفسير قوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنّتين من أعنابٍ وحففناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زرعًا * كلتا الجنّتين آتت أكلها} أطعمت ثمرتها.
قال: {ولم تظلم منه شيئًا} قال قتادة والسّدّيّ: أي: ولم تنقص منه شيئًا.
{وفجّرنا خلالهما نهرًا} بينهما نهرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/185]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كلتا الجنّتين آتت أكلها...}

ولم يقل: آتتا. وذلك أن (كلتا) ثنتان لا يفرد واحدتهما، وأصله كلّ كما تقول للثلاثة: "كلّ" فكان القضاء أن يكون للثنتين ما كان للجمع، لا أن يفرد للواحدة شيء فجاز توحيده على مذهب كلّ. وتأنيثه جائز للتأنيث الذي ظهر في كلتا.
وكذلك فافعل بكلتا وكلا وكلّ إذا أضفتهنّ إلى معرفة وجاء الفعل بعدهن، فاجمع ووحّد.

من التوحيد قوله: {وكلّهم آتيه يوم القيامة فرداً} ومن الجمع {وكلٌّ أتوه داخرين} و(آتوه) مثله. وهو كثير في القرآن وسائر الكلام.
قال الشاعر:
وكلتاهما قد خطّ لي في صحيفتي.......فلا العيش أهواه ولا الموت أروح
وقد تفرد العرب إحدى كلتا وهم يذهبون بإفرادها إلى اثنتيها،
أنشدني بعضهم:
في كلت رجليها سلامي واحده.......كلتاهما مقرونة بزائده
يريد بكلت كلتا.
والعرب تفعل ذلك أيضاً في (أيّ) فيؤنثون ويذكّرون، والمعنى التأنيث، من ذلك قول الله تبارك وتعالى: {وما تدري نفسٌ بأيّ أرضٍ تموت} ويجوز في الكلام بأيّة أرض.
ومثله {في أي صورة} يجوز في الكلام في أيّة صورة.
وقال الشاعر:
بأيّ بلاء أم بأيّة نعمة.......يقدّم قبلي مسلم والمهلّب
ويجوز أيّتهما قال ذاك. وقالت ذاك أجود. فتذكّر وقد أدخلت الهاء، تتوهّم أنّ الهاء ساقطة إذا جاز للتأنيث {بأيّ أرضٍ تموت} وكذلك يجوز أن تقول للاثنتين: كلاهما وكلتاهما
قال الشاعر:
كلا عقبيه قد تشعّب رأسها.......من الضرب في جنبي ثفالٍ مباشر
الثفال: البعير البطيء.
فإن قال قائل: إنما استجزت توحيد (كلتا) لأن الواحد منهما لا يفرد فهل تجيز: الاثنتان قام وتوحّد، والاثنان قام إذ لم يفرد له واحد؟
قلت: إن الاثنين بنيا على واحد ولم يبن (كلا) على واحد، ألا ترى أن قولك: قام عبد الله كلّه خطأ، وأنك تجد معنى الاثنين على واحد كمعنى الثلاثة وزيادات العدد،
ولا يجوز إلا أن تقول: الاثنان قاما والاثنتان قامتا.
وهي في قراءة عبد الله:
* كلّ الجنتين آتى أكله *
ومعناه كلّ شيء من ثمر الجنتين آتى أكله. ولو أراد جمع الثنتين ولم يرد كل الثمر لم يجز إلاّ كلتاهما، ألا ترى أنك لا تقول: قامت المرأتان كلهما، لأن (كل) لا تصلح لإحدى المرأتين وتصلح لإحدى الجنّتين. فقس على هاتين كل ما يتبعّض مما يقسم أو لا يقسم.
وقوله: {وفجّرنا خلالهما نهراً} يقال: كيف جاز التّشديد وإنما النهر واحد؟ قلت: لأن النهر يمتدّ حتى صار التفجر كأنه فيه كلّه فالتخفيف فيه والتثقيل جائزان.
ومثله {حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً} يثقّل ويخفّف). [معاني القرآن: 2/144-142]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {ولم تظلم منه شيئاً} ولم تنقص، ويقال: ظلمني فلان حقي أي نقصني، وقال رجل لابنه:
تظلّمني مالي كذا ولوى يدي.......لوى يده الله الذي لا يغالبه
{وفجّرنا خلالهما نهراً} أي وسطهما وبينهما، وبعضهم يسكّن هاء النهر). [مجاز القرآن: 1/402]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({واضرب لهم مّثلاً رّجلين جعلنا لأحدهما جنّتين من أعنابٍ وحففناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زرعاً * كلتا الجنّتين آتت أكلها ولم تظلم مّنه شيئاً وفجّرنا خلالهما نهراً * وكان له ثمرٌ فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعزّ نفراً}
وقوله: {واضرب لهم مّثلاً رّجلين} وقال: {وكان له ثمرٌ} وإنّما ذكر الرجلين في المعنى وكان لأحدهما ثمر فأجزأ ذلك من هذا.
وقال: {كلتا الجنّتين آتت أكلها} فجعل الفعل واحد ولم يقل "آتتا" لأنه جعل ذلك لقوله: {كلتا} في اللفظ. ولو جعله على معنى قوله: {كلتا} لقال: "آتتا"). [معاني القرآن: 2/77] (م)
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ([وزاد محمد بن صالح في روايته]:
وأما {ولم تظلم منه شيئا} قال: قيل لأبي الجراح: أتأكل الضب؟ قال: ما ظلمني من أن آكله!؛ أي ما منعني.
قال الراجز:
ما ظلم الغبيط أن يرفضا = وأسفل الهودج أن ينقضا
وقالوا: قدم فلان واليوم ظلم؛ أي حقا قدم.
وقال الراجز:
قالت له مي بأعلى ذي سلم
أما تزورنا إن الشعب ألم
قال بلى يا مي واليوم ظلم
وقال بعضهم: اليوم ظلم ولا ظلم.
قال أبو علي وأنشدنا الثقة:
وما ظلم الجنوب غداة هبت = بريا أم عمرو أن تطيبا
أليست أحملت في حسن خلق = كما شاءت وجنبت العيوبا
[معاني القرآن لقطرب: 868]
[إلى هاهنا زيادة محمد] ). [معاني القرآن لقطرب: 869]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ولم تظلم منه شيئا}: تنقص يقال ظلمتني حقي أي نقصتني.
{خلالهما}: أي بينهما). [غريب القرآن وتفسيره: 228]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولم تظلم منه شيئاً} أي لم تنقص منه). [تفسير غريب القرآن: 267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ويكون الظلم: النّقصان، قال الله تعالى: {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} أي ما نقصونا.
وقال: {آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} أي لم تنقص منه شيئا. ومنه يقال: ظلمتك حقّك، أي: نقصتك. ومنه قوله تعالى: {وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}
و{لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} ). [تأويل مشكل القرآن: 468-467] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({كلتا الجنّتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجّرنا خلالهما نهرا}
أي لم تنقص منه شيئا، وقال آتت ولم يقل آتتا، رده على (كلتا) لأن لفظ (كلتا) لفظ واحد، والمعنى كل واحد؛ منهما آتت أكلها،
ولو كان (آتتا) لكان جائزا أن يكون المعنى الجنتان كلتاهما آتتا أكلهما.
{وفجّرنا خلالهما نهرا} ولو قرئت نهرا لكان جائزا.
يقال نهر ونهر، فأعلمنا أن شربهما. كان من ماء نهر وهو من أغزر الشرب). [معاني القرآن: 3/285-284]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم أخبر أنهما في تأدية الحمل والثمر على النهاية فقال: {كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا} أي ولم تنقص).
[معاني القرآن: 4/238]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وفجرنا خلالهما نهرا}فأخبر أن شربهما كان من نهر وهو أغزر الشرب). [معاني القرآن: 4/239-238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ولم تظلم منه شيئا} أي لم تنقص). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 143]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ولَمْ تظْلِم}: لم تنقص). [العمدة في غريب القرآن: 189]

تفسير قوله تعالى: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وكان له ثمرٌ} وهي تقرأ على وجهين: ثمرٌ وهو الأصل.
وقال قتادة: من المال.
وقال مجاهدٌ: ذهبٌ وفضّةٌ.
و{ثمرٌ} وهي الثّمرة.
{فقال لصاحبه} بلغنا أنّهما كانا أخوين من بني إسرائيل، ورثا عن أبيهما مالا فاقتسماه، فأصاب كلّ واحدٍ منهما أربعة آلاف دينارٍ.
فأمّا أحدهما فكان مؤمنًا فأنفقه في طاعة اللّه وقدّمه لنفسه،
وأمّا الآخر فكان كافرًا فاتّخذ بها الأرضين والجنان والدّور والرّقيق وتزوّج.

فاحتاج المؤمن ولم يبق في يده شيءٌ، فجاء إلى أخيه يزوره ويتعرّض لمعروفه؛ فقال له أخوه: فأين ما ورثت؟ قال: أقرضته ربّي، وقدّمته لنفسي.
فقال له أخوه: لكنّي اتّخذت به لنفسي ولولدي ما قد رأيت.
قال اللّه: {فقال لصاحبه وهو يحاوره} والمحاورة: مراجعة الكلام.
{أنا أكثر منك مالا وأعزّ نفرًا} أكثر رجالا وناصرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/185-186]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {وكان له ثمرٌ...}

... وحدثني المعلّي بن هلال الجعفي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: ما كان في القرآن من ثمر بالضمّ فهو مال، وما كان من ثمر مفتوح فهو من الثمار). [معاني القرآن: 2/144]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وكان له ثمرٌ} وهو جماعة الثّمر). [مجاز القرآن: 1/402]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (ابن عباس رحمه الله {وأحيط بثمره} بالإشباع، {وكان له ثمر} يضمها جميعًا، وهي قراءة مجاهد والأعرج والأعمش.
[معاني القرآن لقطرب: 849]
وقرأ أبو عمرو {وأحيط بثمره} {وكان له ثمر} بإسكان الميم.
قراءة الحسن {وأحيط بثمره} {وكان له ثمر} بفتحهما جميعًا، وهي قراءة أبي جعفر وعاصم.
وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: الثمر: المال والولد.
وقال الحارث بن حلزة:
ولقد رأيت معاشرًا = قد ثمروا مالا ًوولدًا
ثمروا؛ أي جمعوا.
وقال النابغة:
مهلاً فداء لك الأقوام كلهم = وما أثمر من مال ومن ولد
وقال بعضهم "الثمر": جمع الثمر، كما قالوا: أسد وأسد، وثمر وثمر؛ وهذا موجود على هذا الجميع.
وقال ابن عباس: من قرأ {ثمر} فهو مال، ومن قرأ {ثمر} فهي الثمرة). [معاني القرآن لقطرب: 850] (م)
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {وهو يحاوره} فقالوا: الحوار والحوار؛ وقالوا: الحور للمحاورة، بكسر الحاء). [معاني القرآن لقطرب: 872]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (الثمر): المأكول و(الثمر) المال). [غريب القرآن وتفسيره: 228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعزّ نفرا }
وقرئت ثمر، وقيل الثمر ما أخرجته الشجر، والثمر المال، يقال قد ثمّر فلان مالا. والثمر ههنا أحسن، لأن قوله: {كلتا الجنتين آتت أكلها}.
قد دلّ على الثمر، وتجوز أن يكون ثمر جمع ثمرة. وثمار وثمر.
وقوله: {فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعزّ نفرا}.
مالا، ونفرا، منصوبان على التمييز، وأخبره أنه أعز منه ناصرا، أي يخبر أنّ نصّاره كثير). [معاني القرآن: 3/285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وكان له ثمر} ويقرأ (ثمر) فالثمر معروف وفي الثمر قولان:
أ- قال مجاهد كل ما كان في القرآن من ثمر فهو المال وما كان من ثمر فهو من الثمار.
ب- وقال أبو عمران الجوني الثمر أنواع المال والثمر الثمرات.
ج- وقال أبو يزيد المدني الثمر الأصل والثمر الثمرة.
قال أبو جعفر: وكأنه يريد بالأصل الشجر وما أشبهها.
وهذه الثلاثة الأقوال ترجع إلى معنى واحد وهو أن الثمر المال.
والقول الآخر: حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرني عمران بن بكار قال حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا شعيب بن إسحاق قال حدثنا هارون قال: حدثني أبان بن تغلب عن الأعمش أن الحجاج قال: لو سمعت أحدا يقول (وكان له ثمر) لقطعت لسانه.
فقلت للأعمش: أتأخذ بذلك؟
قال: لا، ولا نعمة عين. فكان يقرأ (ثمر) ويأخذه من جمع الثمر.

قال أبو جعفر: فالتقدير على هذا القول أنه جمع ثمرة على ثمار ثم جمع ثمارا على ثمر وهو حسن في العربية إلا أن القول الأول أشبه والله أعلم؛ لأن قوله تعالى: {كلتا الجنتين آتت أكلها} يدل على أن له ثمرا). [معاني القرآن: 4/240-239]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {فقال لصاحبه وهو يحاوره} أي يخاطبه {أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا}
النفر: الرهط، وهو ما دون العشرة، وأراد ههنا الأتباع والخدم والولد). [معاني القرآن: 4/241-240]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الثَّمَرُ}: المأكول.
(المُثْمِرُ): المائل). [العمدة في غريب القرآن: 189]

تفسير قوله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {ودخل جنّته وهو ظالمٌ لنفسه}، يعني: بشركه.
{قال ما أظنّ} ما أوقن.
{أن تبيد هذه أبدًا} ، أي: تفنى هذه أبدًا.
تفسير الحسن ليس يعني أنّها لا تفنى فتذهب ولكنّه يعني أنّه يعيش فيه حتّى يأكلها حياته، كقوله: {يحسب أنّ ماله أخلده} ، أي: يحسب أنّه يخلّد في ماله حتّى يأكله). [تفسير القرآن العظيم: 1/186]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {ودخل جنته} فالجنة عندي من عمارتها، وأنها تجن الشيء بما فيها من النبات؛ وقد ذكرها بشر فقال:
المانح المائة الهجان بأسرها = تزجى مطافلها كجنة يثرب
قال ابن عباس: الجنة: البستان). [معاني القرآن لقطرب: 872]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {أن تبيد} بادت تبيد، بيودا المصدر.
قال ذو الرمة:
من عطن قد هم بالبيود = ............). [معاني القرآن لقطرب: 872]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ودخل جنّته وهو ظالم لنفسه قال ما أظنّ أن تبيد هذه أبدا}
وكل من كفر باللّه فنفسه ظلم، لأنه يولجها النار ذات العذاب الدائم.
فأي ظلم للنفس فوق هذا). [معاني القرآن: 3/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ما أظنّ أن تبيد هذه أبدا * وما أظنّ السّاعة قائمة ولئن رددت إلى ربّي لأجدنّ خيرا منها منقلبا }
فأخبر بكفره بالساعة وبكفره بفناء الدنيا). [معاني القرآن: 3/285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (قال الله جل وعز: {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه} وكل من كفر فقد ظلم نفسه لأنه يولجها النار). [معاني القرآن: 4/241]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا * وما أظن الساعة قائمة}
فكفر بالبعث وبأن الدنيا تفنى). [معاني القرآن: 4/241]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أظنّ السّاعة قائمةً} وما أوقن أنّ السّاعة قائمةٌ.
يجحد بالبعث.
{ولئن رددت إلى ربّي لأجدنّ خيرًا منها} من جنّتي.
{منقلبًا} في الآخرة إن كانت آخرةٌ، كقوله: {ولئن رجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى} الجنّة إن كانت جنّةٌ، أي ولكن ليس جنّةٌ ولا مردٌّ.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: لأجدنّ خيرًا منهما منقلبًا، يعني: الجنّتين، وهي في موضعٍ جنّةٌ وفي موضعٍ جنّتان.
قال: {ودخل جنّته}، وقال: {جعلنا لأحدهما جنّتين} فهي جنّةٌ بينهما نهرٌ فصارت جنّتين، وهي جنّةٌ، وهي جنّتان). [تفسير القرآن العظيم: 1/186]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {خيراً مّنها منقلباً...}

مردودة على الجنّة وفي بعض مصاحف أهل المدينة {منهما منقلباً} مردودةً على الجنّتين). [معاني القرآن: 2/144]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الأعرج وأبو جعفر وشيبة ونافع {لأجدن خيرا منهما منقلبا} على الجنتين.
عاصم والأعمش وأبو عمرو {خيرا منها} يصيرها واحدة). [معاني القرآن لقطرب: 850]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ما أظنّ أن تبيد هذه أبدا * وما أظنّ السّاعة قائمة ولئن رددت إلى ربّي لأجدنّ خيرا منها منقلبا}
فأخبر بكفره بالساعة وبكفره بفناء الدنيا.
{ولئن رددت إلى ربّي لأجدنّ خيرا منها منقلبا}.
فدل على أن صاحبه المؤمن قد أعلمه أن السّاعة تقوم وأنه يبعث، فأجابه بأن قال له: {ولئن رددت إلى ربّي} كما أعلمتني أن أبعث ليعطيني في الآخرة خيرا مما أعطاني في الدنيا،
لأنه لم يعطني هذا في الدنيا إلا وهو يزيدني إن كان الأمر على هذا في الآخرة، فقال له صاحبه منكرا له بهذا القول:
{أكفرت بالّذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلا } ). [معاني القرآن: 3/286-285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {ولئن رددت إلى ربّي لأجدنّ خيرا منها منقلبا}.
فدل على أن صاحبه المؤمن قد أعلمه أن السّاعة تقوم وأنه يبعث، فأجابه بأن قال له: {ولئن رددت إلى ربّي} كما أعلمتني أن أبعث ليعطيني في الآخرة خيرا مما أعطاني في الدنيا،
لأنه لم يعطني هذا في الدنيا إلا وهو يزيدني إن كان الأمر على هذا في الآخرة، فقال له صاحبه منكرا له بهذا القول:
{أكفرت بالّذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلا} ). [معاني القرآن: 3/286-285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة}
فكفر بالبعث وبأن الدنيا تفنى). [معاني القرآن: 4/241] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا} وهذا مما يسأل عنه؛ فيقال كيف ينكر البعث ويقول (ولئن رددت إلى ربي) ويحكم أنه يعطي خيرا منهما ؟
فالجواب أن: المعنى ولئن رددت إلى ربي على قولك وقد أعطاني في الدنيا، فكما أعطاني في الدنيا فهو يعطيني في الآخرة.
ونظير هذا قوله جل وعز: {أين شركائي} أي على قولكم ومن قرأ منها أراد الجنة). [معاني القرآن: 4/242-241]


رد مع اقتباس