عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 03:48 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {انفروا خفافاً وثقالاً...}
يقول: لينفر منكم ذو العيال والميسرة، فهؤلاء الثقال. والخفاف: ذوو العسرة وقلّة العيال. ويقال: {انفروا خفافاً}: نشاطا {وثقالا} وإن ثقل عليكم الخروج). [معاني القرآن: 1/439]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل اللّه ذلكم خيرٌ لّكم إن كنتم تعلمون}
وقال: {انفروا خفافاً وثقالاً} في هذه الحال. إن شئت {انفروا} في لغة من قال "ينفر" وإن شئت {انفروا} ). [معاني القرآن: 2/30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {انفروا خفافاً وثقالًا} أي لينفر منكم من كان مخفا ومثقلا. و«المخف»: يجوز أن يكون: الخفيف الحال: ويكون: الخفيف الظهر من العيال. و«المثقل: يجوز أن يكون: الغني. [ويجوز أن يكون الكثير العيال].
ويجوز أن يكون [المعنى] شبابا وشيوخا. واللّه أعلم بما أراد. وقد ذهب المفسرون إلى نحو مما ذهبنا إليه). [تفسير غريب القرآن: 187]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقال جلّ وعزّ: {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل اللّه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}
فقيل {خفافا وثقالا} أي موسرين ومعسرين.
وقيل {خفافا وثقالا} خفت عليكم الحركة أو ثقلت، وقيل ركبانا ومشاة، وقيل أيضا شبابا وشيوخا.
ويروى أن ابن أمّ مكتوم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أعليّ أن أنفر، فقال نعم، حتى أنزل اللّه عزّ وجلّ: {ليس على الأعمى حرج} ). [معاني القرآن: 2/449]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {انفروا خفافا وثقالا}
في معنى هذا أقوال منها:
أن أنس بن مالك روى أن أبا طلحة تأولها شبابا وشيوخا
وقال المقداد لا أجدني إلا مخفا أو مثقلا
وقال الحسن في العسر واليسر
وروى سفيان عن حصين بن عبد الرحمن عن أبي ملك الغفاري قال أول ما نزل من سورة براءة انفروا خفافا وثقالا
وقال أبو الضحى كذلك أيضا
ثم نزل أولها وآخرها
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد انفروا خفافا وثقالا قال فيه الثقيل وذو الحاجة والضيعة والشغل وأنزل الله عز وجل: {انفروا خفافا وثقالا}
وروى سفيان عن منصور في قوله: {انفروا خفافا وثقالا} قال مشاغيل وغير مشاغيل
وقال قتادة ومذهب الشافعي ركبانا ومشاة
وقال قتادة نشاطا وغير نشاط
وقال زيد بن أسلم المثقل الذي له عيال والمخف الذي لا عيال له
وهذا حين كان أهل الإسلام قليلا ثم نزل وما كان المؤمنون لينفروا كافة
قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة
والمعنى انفروا على كل الأحوال
ومن أجمع هذه الأقوال قول الحسن
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد الكناني بالأنبار قال نا نصر بن علي قال أخبرني أبي قال نا شعبة عن منصور بن
زاذان عن الحسن انفروا خفافا وثقالا قال في العسر واليسر
وقول أبي طلحة حسن لأن الشاب تخف عليه الحركة والشيخ تثقل عليه). [معاني القرآن: 3/210-213]

تفسير قوله تعالى: (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {الشّقّة} السفر البعيد، يقال: إنك لبعيد الشّقّة، قال الأّخوص الرّياحي وحمل أبوه حمالة فظلع فقدما البصرة فبادر أباه فقال: إنا من تعرفون
وأبناء السبيل وجئنا من شقة ونسأل في حق وتنطوننا ويجزيكم الله. فقام أبوه ليخطب فقال: يا إياك، إني قد كفيتك، وليس بنداء إنما هي ياء التنبيه. إياك كف، كقولك: إياك وذاك، فقال معاوية للأخوص: وكيف غلبت الأبيرد وهو أسن منك؟ قال: إن قوافي علائق وأنبازي قلائد، فقال معاوية: قاتلك الله جِنِّي بر ونكَتَ بالقضيب في صدره). [مجاز القرآن: 1/260-261]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {بعدت عليهم الشقة} برفع العين؛ ولغة تميم "بعدت" بكسر العين؛ وبعض [تميم] يقول الشقة؛ والشقة من المشقة، ولم نسمعها مكسورة في القراءة.
قال لبيد:
رحلن لشقة ونصبن نصبا = لوغرات الهواجر والسموم
ومن ذلك أيضًا قوله {إلا بشق الأنفس}.
قال العجاج:
أصبح مسحول يوازي شقا
وشقا أيضًا، من المشقة مثل {إلا بشق الأنفس} ). [معاني القرآن لقطرب: 630]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الشقة}: السفر يقال إن فلانا لبعيد الشقة). [غريب القرآن وتفسيره: 164]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الشّقّة}: السّفر). [تفسير غريب القرآن: 187]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتّبعوك ولكن بعدت عليهم الشّقّة وسيحلفون باللّه لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم واللّه يعلم إنّهم لكاذبون}
العرض كل ما عرض لك من منافع الدنيا، فالمعنى: لو كانت غنيمة قريبة، أي لو كان ما دعوا إليه غنما، وسفرا قاصدا أي سهلا قريبا لاتبعوك لكن بعدت عليهم الشّقّة.
أي بعدت عليهم الغاية التي تقصدها. وكان هذا حين دعوا إلى غزوة تبوك، فثقل عليهم الخروج. إلى نواحي الشام). [معاني القرآن: 2/449-450]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك}
العرض ما يعرض من منافع الدنيا أي لو كانت غنيمة قريبة وسفرا قاصدا أي سهلا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة والشقة الغاية التي يقصد إليها). [معاني القرآن: 3/213]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {الشقة} السفرة البعيدة الشاقة). [ياقوتة الصراط: 242]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الشُّقَّةُ}: بعد السفر). [العمدة في غريب القرآن: 148]

تفسير قوله تعالى: (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) )
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({عفا الله عنك لم أذنت لهم حتّى يتبيّن لك الّذين صدقوا وتعلم الكاذبين}
وقال: {عفا الله عنك لم أذنت لهم} لأنه استفهام أي: "لأيّ شيء"). [معاني القرآن: 2/30]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {عفا اللّه عنك لم أذنت لهم حتّى يتبيّن لك الّذين صدقوا وتعلم الكاذبين}
أي حتى يتبين لك من ينافق ممن يصحّح. ثم أعلمه جل وعلا أن
علامة النفاق في ذلك الوقت الاستئذان في التخفف عن الجهاد فقال:
{لا يستأذنك الّذين يؤمنون باللّه واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم واللّه عليم بالمتّقين (44) }). [معاني القرآن: 2/450]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين}
أي حتى يتبين من نافق ومن لم ينافق
قال مجاهد هؤلاء قوم قالوا نستأذن في الجلوس فإن أذن
لنا جلسنا وإن لم يؤذن لنا جلسنا
وقال قتادة نسخ هذه الآية بقوله في سورة النور: {فإن استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} ). [معاني القرآن: 3/213-214]

تفسير قوله تعالى: (لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا يستأذنك الّذين يؤمنون...}
أي {لا يستأذنك} بعد غزو تبوك في جهادٍ {الّذين يؤمنون} به.
ثم قال: {إنّما يستأذنك} بعدها {الّذين لا يؤمنون} ). [معاني القرآن: 1/441]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا يستأذنك الّذين يؤمنون باللّه واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم واللّه عليم بالمتّقين}
موضع {أن} نصب.
المعنى لا يستأذنك هؤلاء في أن يجاهدوا، ولكن " في " حذفت فأفضى الفعل فنصب " أن ".
قال سيبويه، ويجوز أن يكون موضعها جرا، لأن حذفها ههنا إنما جاز مع ظهور " أن " فلو أظهرت المصدر لم تحذف في " لا يستأذنك القوم الجهاد " حتى تقول في الجهاد ويجوز لا يستأذنك القوم أن يجاهدوا). [معاني القرآن: 2/450]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم بين أن أمارة الكفر الاستئذان في التخلف فقال تعالى: {لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم} ). [معاني القرآن: 3/214]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّما يستأذنك الّذين لا يؤمنون باللّه واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يتردّدون)
وأعلم اللّه جل ثناؤه أنّ من ارتاب وشكّ في اللّه وفي البعث فهو كافر}. [معاني القرآن: 2/450]


رد مع اقتباس