الموضوع: سورة التوبة
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 24 محرم 1434هـ/7-12-2012م, 01:18 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي


قوله تعالى: {
عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)}

قال محمد بن كثيرٍ العَبْدي (ت:223هـ) حدثنا همّام بن يحيى البصري قال: (ومن سورة التوبة
وعن قوله عز وجل: {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين} ثم أنزل بعد ذلك في سورة النور فقال : {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم} ) . [الناسخ والمنسوخ لقتادة: 1/43]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ):
(
الآية الرابعة: قوله تعالى: {عفا الله عنك لم أذنت لهم...} الآية [43 مدنية / التوبة / 9] منسوخة وناسخها قوله تعالى: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم}
[62 / النور 24].). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 40]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (وقد أدخلت الآية السّادسة في النّاسخ والمنسوخ باب ذكر الآية السّادسة من هذه السّورة
قال أبو جعفرٍ حدّثنا عليل بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن هشامٍ، قال: حدّثنا عاصم بن سليمان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ،: {عفا اللّه عنك لم أذنت لهم حتّى يتبيّن لك الّذين صدقوا وتعلم الكاذبين لا يستأذنك الّذين يؤمنون باللّه واليوم الأخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم واللّه عليمٌ بالمتّقين إنّما يستأذنك الّذين لا يؤمنون باللّه واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يتردّدون}: " نسخ هذه الآيات الثّلاث {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62]
«قال الحسن، وعكرمة» {لا يستأذنك الّذين يؤمنون باللّه واليوم الآخر} [التوبة: 44] نسخت الآية الّتي في سورة النّور {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62] "
قال أبو جعفرٍ وحدّثني جعفر بن مجاشعٍ، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا عبيد اللّه، قال: حدّثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة: {لا يستأذنك الّذين يؤمنون باللّه واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم} [التوبة: 44] " ثمّ نزل في النّور {فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62] " ومن العلماء من يقول: هذه الآيات كلّها محكماتٌ قال كما حدّثنا بكر بن سهلٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قال: وقوله {إنّما يستأذنك الّذين لا يؤمنون باللّه واليوم الآخر} [التوبة: 45] " فهذا تعييرٌ للمنافقين حين استأذنوا في القعود عن الجهاد بغير عذرٍ وعذر اللّه تعالى المؤمنين فقال: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62] "
قال أبو جعفرٍ: وهذا من أحسن ما قيل في الآيات لأنّ قوله تعالى: {إنّما يستأذنك الّذين لا يؤمنون باللّه واليوم الآخر} [التوبة: 45] صفات المنافقين لأنّهم لا يؤمنون بوحدانيّة اللّه ولا بعقابه أهل معصيته ولا بثوابه أهل طاعته ثمّ قال تعالى: {وارتابت قلوبهم} [التوبة: 45] أي شكّكوا لأنّهم على غير بصيرةٍ من دينهم فهم في ريبهم يتردّدون متحيّرين لا يعملون على حقيقةٍ ).[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/396-469]

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ):(الآية التّاسعة قوله تعالى {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتّى يتبيّن لك} الآية ثمّ رخص له بعد ذلك بقوله تعالى {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إنّ الله غفور رحيم}). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 97-101]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {عفا الله عنك لم أذنت لهم} الآيات الثلاث:
قال ابن عباس: نسخ هذه الآيات الثلاث قوله تعالى: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62].
وقال الحسن وعكرمة: إنّ قوله: {لا يستأذنك الّذين يؤمنون بالله واليوم الآخر} [التوبة: 44]. نسخه قوله: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62].
وعن ابن عباس أنه قال: الثّلاث الآيات محكمات، وإنما هو تعييرٌ وتوبيخ للمنافقين حين استأذنوا النبي عليه السلام في القعود عن الجهاد بغير عذر، وعذر الله المؤمنين فقال: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم}.
قال أبو محمد: وهذا قولٌ حسنٌ، فلا ينسخ جواز الاستئذان للمؤمنين منع الاستئذان للمنافقين، لأن استئذان المنافقين لغير عذر كان،
واستئذان المؤمنين لعذر، فهما استئذانان مختلفان، لا ينسخ أحدهما الآخر، وهو الصّواب إن شاء الله.
وأيضًا، فإن استئذان المنافقين، إنما كان في أن يتخلفوا عن الخروج مع رسول الله إلى الجهاد، واستئذان المؤمنين إنما هو في أمر يعرض لهم في حال قتالهم والمكافحة للمشركين، وقد روي أن المؤمنين إنّما استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم لبعض حوائج يقضونها ويرجعون، وهم يحفرون الخندق حول المدينة).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:307 - 322]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (السادس: قوله عز وجل: {عفا الله عنك لم أذنت لهم..} إلى قوله: {.. فهم في ريبهم يترددون} الآية [التوبة: 43-45] قالوا: نسخ هذه الآيات الثلاث قوله عز وجل: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} الآية [النور: 62] قال ذلك الحسن وعكرمة، واختلف عن ابن عباس فقيل عنه مثل هذا، وقيل عنه إنه قال: (الثلاث محكمات نزلت في المنافقين الذين استأذنوا في العقود، والتي في النور إنما هي في المؤمنين يستأذنون لبعض أمورهم ثم يعودون إليه صلى الله عليه وسلم)، قيل: كان ذلك وهم يحفرون الخندق، وهذا هو الحق والصواب، والاستئذانان مختلفان ولا نسخ بينهما). [جمال القراء:1/315-319]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس