عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 09:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {اصبر على ما يقولون}، أي: من هذه الأقاويل التي يريدون بها الاستخفاف، ولا تلتفت إليها، واذكر عبدنا داود ذا الأيد في الدين والصدع به، فتأس به وتأيد كما تأيد، و"الأيد": القوة، وهي في داود متضمنة قوة البدن وقوته على الطاعة. و"الأواب": الرجاع إلى طاعة الله تعالى، وقاله مجاهد وابن زيد، وفسره السدي بالمسبح، وذكر الثعلبي أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الزرقة يمن"، وكان داود أزرق). [المحرر الوجيز: 7/ 330]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأخبر تبارك وتعالى عما وهب لداود من الكرامة في أن سخر الجبال معه تسبح، وظاهر الآية عموم الجبال، وقالت فرقة: بل هي الجبال التي كان فيها وعندها، وتسبيح الجبال هنا حقيقة. و"الإشراق": وقت ضياء الشمس وارتفاعها، ومنه قولهم: "أشرق ثبير كيما نغير"، أي: ادخل في الشروق. وفي هذين الوقتين كانت صلاة بني إسرائيل، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: صلاة الضحى عندنا هي صلاة الإشراق، وهي في هذه الآية). [المحرر الوجيز: 7/ 330-331]

تفسير قوله تعالى: {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "والطير" عطف على "الجبال"، أي: وسخرنا الطير، و"محشورة" نصب على الحال، ومعناه: مجموعة، وقرأ ابن أبي عبلة: [والطير محشورة] بالرفع فيهما، والضمير في "له" قالت فرقة: هو عائد على الله تعالى، فـ "كل" على هذا يراد به:داود، والجبال، والطير. وقالت فرق: هو عائد على داود عليه السلام، و"كل": الجبال والطير). [المحرر الوجيز: 7/ 331]

تفسير قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وشددنا ملكه} عبارة عامة لجميع ما وهبه الله تعالى من قوة وخير ونعمة، وقد خصص بعض المفسرين في ذلك أشياء دون أشياء، فقال السدي؛ بالجنود، وقال آخرون: بهيبة جعلها الله تعالى له، وقرأ الجمهور: "وشددنا" بتخفيف الدال الأولى، وروي عن الحسن: (شددنا) بشدها على المبالغة. والحكمة: الفهم في الدين وجودة النظر، هذا قول فرقة، وقالت فرقة: أراد بـ (الحكمة) النبوة، وقال أبو العالية: الحكمة; العلم الذي لا ترده العقول.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
هي عقائد البرهان.
واختلف الناس في "فصل الخطاب"، فقال ابن عباس، ومجاهد، والسدي: هو فصل القضاء بين الناس بالحق وإصابته وفهمه. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشريح، والشعبي: هو إيجاب اليمين على المدعى عليه، والبينة على المدعي، وقال زياد، والشعبي أيضا: أراد قول: "أما بعد"، فإنه أول من قالها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله
والذي يعطيه لفظ الآية أن الله تعالى آتاه أنه كان إذا خاطب في نازلة فصل المعنى وأوضحه، وبينه، لا يأخذه في ذلك حصر ولا ضعف، وهذه صفة قليل من يدركها، فكان كلامه عليه السلام فصلا، وقد قال الله تبارك وتعالى في صفة القرآن: {إنه لقول فصل}، ويزيد محمد صلى الله عليه وسلم على هذه الدرجة بالإيجاز في العبارة، وجمع المعاني الكثيرة في اللفظ اليسير، وهذا هو الذي تخصص - عليه الصلاة والسلام به في قوله: "وأعطيت جوامع الكلم"، فإنها في الخلال التي لم يؤتها أحد قبله، وذكر "جوامع الكلم" معدود ومسلم له صلى الله عليه وسلم). [المحرر الوجيز: 7/ 331-332]

رد مع اقتباس