عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولقد آتينا موسى الهدى} وهو ما بعثه اللّه به من الهدى والنّور، {وأورثنا بني إسرائيل الكتاب} أي: جعلنا لهم العاقبة، وأورثناهم بلاد فرعون وأمواله وحواصله وأرضه، بما صبروا على طاعة اللّه واتّباع رسوله موسى، عليه السّلام، وفي الكتاب الّذي أورثوه -وهو التّوراة- {هدًى وذكرى لأولي الألباب} وهي: العقول الصّحيحة السّليمة). [تفسير ابن كثير: 7/ 151]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فاصبر} أي: يا محمّد، {إنّ وعد اللّه} أي: وعدناك أنّا سنعلي كلمتك، ونجعل العاقبة لك ولمن اتّبعك، واللّه لا يخلف الميعاد. وهذا الّذي أخبرناك به حقٌّ لا مرية فيه ولا شكّ.
وقوله: {واستغفر لذنبك} هذا تهييجٌ للأمّة على الاستغفار، {وسبّح بحمد ربّك بالعشيّ} أي: في أواخر النّهار وأوائل اللّيل، {والإبكار} وهي أوائل النّهار وأواخر اللّيل). [تفسير ابن كثير: 7/ 151]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ أتاهم} أي: يدفعون الحقّ بالباطل، ويردّون الحجج الصّحيحة بالشّبه الفاسدة بلا برهانٍ ولا حجّةٍ من اللّه، {إن في صدورهم إلا كبرٌ ما هم ببالغيه} أي: ما في صدورهم إلّا كبرٌ على اتّباع الحقّ، واحتقارٌ لمن جاءهم به، وليس ما يرومونه من إخمال الحقّ وإعلاء الباطل بحاصلٍ لهم، بل الحقّ هو المرفوع، وقولهم وقصدهم هو الموضوع، {فاستعذ باللّه} أي: من حال مثل هؤلاء، {إنّه هو السّميع البصير} أو من شرّ مثل هؤلاء المجادلين في آيات اللّه بغير سلطانٍ. هذا تفسير ابن جريرٍ.
وقال كعبٌ وأبو العالية: نزلت هذه الآية في اليهود: {إنّ الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ أتاهم إن في صدورهم إلا كبرٌ ما هم ببالغيه} قال أبو العالية: وذلك أنّهم ادّعوا أنّ الدّجّال منهم، وأنّهم يملكون به الأرض. فقال اللّه لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم آمرًا له أن يستعيذ من فتنة الدّجّال، ولهذا قال: {فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع البصير}.
وهذا قولٌ غريبٌ، وفيه تعسّفٌ بعيدٌ، وإن كان قد رواه ابن أبي حاتمٍ في كتابه، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 7/ 151-152]

تفسير قوله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (57) وما يستوي الأعمى والبصير والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكّرون (58) إنّ السّاعة لآتيةٌ لا ريب فيها ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون (59)}
يقول تعالى منبّهًا على أنّه يعيد الخلائق يوم القيامة، وأنّ ذلك سهلٌ عليه، يسيرٌ لديه -بأنّه خلق السّموات والأرض، وخلقهما أكبر من خلق النّاس بدأةً وإعادةً، فمن قدر على ذلك فهو قادرٌ على ما دونه بطريق الأولى والأحرى، كما قال تعالى: {أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلق السّموات والأرض ولم يعي بخلقهنّ بقادرٍ على أن يحيي الموتى بلى إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} [الأحقاف: 33]. وقال هاهنا: {لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}؛ فلهذا لا يتدبّرون هذه الحجّة ولا يتأمّلونها، كما كان كثيرٌ من العرب يعترفون بأنّ اللّه خلق السّموات والأرض، وينكرون المعاد، استبعادًا وكفرًا وعنادًا، وقد اعترفوا بما هو أولى ممّا أنكروا). [تفسير ابن كثير: 7/ 152]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {وما يستوي الأعمى والبصير والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ولا المسيء} أي كما لا يستوي الأعمى الّذي لا يبصر شيئًا، والبصير الّذي يرى ما انتهى إليه بصره، بل بينهما فرقٌ عظيمٌ، كذلك لا يستوي المؤمنون الأبرار والكفرة الفجّار، {قليلا ما تتذكّرون} أي: ما أقلّ ما يتذكّر كثيرٌ من النّاس). [تفسير ابن كثير: 7/ 152]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إنّ السّاعة لآتيةٌ} أي لكائنةٌ وواقعةٌ {لا ريب فيها ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون} أي: لا يصدّقون بها، بل يكذبون بوجودها.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، حدّثنا أشهب، حدّثنا مالكٌ، عن شيخٍ قديمٍ من أهل اليمن -قدم من ثمّ- قال: سمعت أنّ السّاعة إذا دنت اشتدّ البلاء على النّاس، واشتدّ حرّ الشّمس).[تفسير ابن كثير: 7/ 152-153]

رد مع اقتباس