عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى بقصة موسى عليه السلام وما آتاه الله تعالى من النبوة تأنيسا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وضرب أسوة، وتذكيرا لما كانت العرب تعرفه من أمر موسى عليه السلام، فيبين ذلك أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس ببدع من الرسل. و"الهدى": النبوة والحكمة، والتوراة تعم جميعه. وقوله تعالى: "وأورثنا" عبارة عن أن طوائف بني إسرائيل قرنا بعد قرن تصير فيهم التوراة إماما، فكان بعضهم يرثها عن بعض، وتجيء التوراة في حق الصدر الأول منهم على تجوز. و"الكتاب": التوراة). [المحرر الوجيز: 7/ 450]

تفسير قوله تعالى: {هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) }

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر وانتظار إنجاز الوعد، أي: فستكون عاقبة أمرك كعاقبة أمره، وقال الكلبي: نسخت آية القتال الصبر حيث وقع، وقوله تعالى: {واستغفر لذنبك} يحتمل أن يكون ذلك قبل إعلام الله إياه أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر; لأن آية هذه السورة مكية وآية سورة الفتح مدنية متأخرة، ويحتمل أن يكون الخطاب في هذه الآية له والمراد أمته، أي أنه إذا أمر هو بهذا فغيره أحرى بامتثاله. و"الإبكار" والبكور بمعنى واحد، وقال الطبري: الإبكار من طلوع الفجر الثاني إلى طلوع الشمس، وحكي عن قوم أنه من طلوع الشمس إلى ارتفاع الضحى، وقال الحسن: "بالعشي" يريد صلاة العصر، [والإبكار] يريد به صلاة الصبح).[المحرر الوجيز: 7/ 450]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن أولئك الكفار الذين يجادلون في آيات الله بغير حجة ولا برهان، وهم يريدون بذلك طمسها والرد في وجهها، أنهم ليسوا على شيء، بل في صدورهم وضمائرهم كبر وأنفة عليك حسدا منهم على الفضل الذي آتاك الله تعالى، ثم نفى أن يكونوا يبلغون آمالهم بحسب ذلك الكبر فقال: ما هم ببالغيه، وهنا حذف مضاف تقديره: ببالغي إرادتهم فيه، وهذا النفي الذي تضمن أنهم لا يبلغون أملا تأنيس لمحمد صلى الله عليه وسلم. ثم أمره تعالى بالاستعاذة بالله في كل أمره من كل مستعاذ منه لأن الله يسمع أقواله وأقوال مخالفيه، وهو بصير بمقاصدهم ونياتهم ويجازي كلا بما يستوجبه، والمقصد بأن يستعاذ منه عند قوم الكبر المذكور، كأنه قال: هؤلاء لهم كبر لا يبلغون منه أملا، فاستعذ بالله من حالهم في ذلك. وذكر الثعلبي: أن هذه الاستعاذة هي من الدجال وفتنته، والأظهر ما قدمناه من العموم في كل مستعاذ منه).[المحرر الوجيز: 7/ 450]

تفسير قوله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون * وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون * إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون * وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}
قوله تعالى: {لخلق السماوات والأرض} الآية توبيخ لهؤلاء الكفرة المتكبرين، كأنه تعالى قال: مخلوقات الله تعالى أكبر وأجل قدرا من خلق البشر، فما لأحد منهم يتكبر على خالقه، ويحتمل أن يكون الكلام في معنى البعث والإعادة، فأعلم تعالى أن الذي خلق السماوات والأرض قوي قادر على خلق الناس تارة أخرى، و"الخلق" - على هذا التأويل - مصدر مضاف إلى المفعول. وقال النقاش: المعنى: مما يخلق الناس; إذ هم في الحقيقة لا يخلقون شيئا، فالخلق في قوله تعالى: {من خلق الناس} مضاف إلى الفاعل على هذا التأويل.
وقوله تعالى: {ولكن أكثر الناس} يقتضي أن الأقل منهم يعلم ذلك، ولذلك مثل الأكثر الجاهل بالأعمى، والأقل العالم بالبصير، وجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات يعادلهم قوله: {المسيء}، وهو اسم جنس يعم المسيئين. وأخبر تعالى أن هؤلاء لا يستوون، فكذلك الأكثر الجهلاء من الناس لا يستوون مع الأقل الذين يعلمون.
وقرأ أكثر القراء، والأعرج، وأبو جعفر، وشيبة والحسن: [يتذكرون] بالياء على الكناية عن الغائب، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وقتادة، وطلحة، وعيسى، وأبو عبد الرحمن: "تتذكرون" بالتاء من فوق على المخاطبة، والمعنى: قل لهم يا محمد).[المحرر الوجيز: 7/ 451]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم جزم تعالى الإخبار بأن الساعة آتية، وهي القيامة المتضمنة للبعث من القبور، والحساب بين يدي الله تعالى، واقتران الجمع إلى الجنة وإلى النار. وقوله تعالى: {لا ريب فيها} أي في ذاتها ونفسها، وإن وجد من العالم من يرتاب فيها فليست فيها في نفسها ريبة). [المحرر الوجيز: 7/ 451]

رد مع اقتباس