عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23 رجب 1434هـ/1-06-2013م, 05:23 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قل أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول} [النور: 54] يعني المنافقين.
ثمّ قال: {فإن تولّوا} [النور: 54] يعني: فإن أعرضتم عنهما، وهو تفسير السّدّيّ، عن اللّه وعن الرّسول.
{فإنّما عليه ما حمّل} [النور: 54] أي من البلاغ.
{وعليكم ما حمّلتم} [النور: 54] من طاعته.
وهذا تفسير الحسن.
- وحدّثني حمّادٌ وشريكٌ، عن سماك بن حربٍ، عن علقمة بن وائلٍ الحضرميّ قال: قام يزيد بن سلمة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، أرأيت إذا كان علينا أمراءٌ يأخذوننا بالحقّ ومنعوناه فكيف نصنع؟ فأخذ الأشعث بثوبه فأجلسه في حديث حمّادٍ، ثمّ قام فعاد فأخذ الأشعث بثوبه فقال: لا أزال أسأله حتّى تغيب الشّمس أو تخبرني.
فقال رسول اللّه: «إنّما عليكم ما حمّلتم وعليهم ما حمّلوا».
قوله: {وإن تطيعوه} [النور: 54] يعني النّبيّ.
{تهتدوا وما على الرّسول إلا البلاغ المبين} [النور: 54] كقوله: {وما جعلناك عليهم حفيظًا} [الأنعام: 107] تحفظ عليهم أعمالهم حتّى تجازيهم بها). [تفسير القرآن العظيم: 1/458]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:
{فإن تولّوا...}

واجه القوم ومعناه: فإن تتولّوا. فهي في موضع جزم. ولو كانت لقومٍ غير مخاطبين كانت نصباً، لأنها بمنزلة قولك: فإن قاموا. والجزاء يصلح فيه لفظ فعل ويفعل،
كما قال {فإن فاءوا فإنّ الله غفورٌ رحيم} ). [معاني القرآن: 2/258]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فإن تولّوا} أي اعرضوا، {فإنّما عليه} أي على الرسول {ما حمّل}: من التبليغ، {وعليكم ما حمّلتم}: من القبول.
أي ليس عليه إلّا تقبلوا). [تفسير غريب القرآن: 306]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم}
والمعنى فإن تتولوا ثم حذف ويدل على أن بعده وعليكم ما حملتم ولم يقل وعليهم
والمعنى فإنما على النبي صلى الله عليه وسلم التبليغ وعليكم القبول وليس عليه أن تقبلوا). [معاني القرآن: 4/549]

تفسير قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وعد اللّه الّذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الّذين من قبلهم} [النور: 55] من الأنبياء والمؤمنين.
{وليمكّننّ لهم دينهم الّذي ارتضى لهم} [النور: 55] أي: سينصرهم بالإسلام حتّى يظهرهم على الدّين كلّه، فيكونوا الحكّام على أهل الأديان.
- عبد الرّحمن بن يزيد، عن سليم بن عامرٍ الكلاعيّ قال: سمعت المقداد بن الأسود يقول: سمعت رسول اللّه يقول: «لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدرٍ ولا
[تفسير القرآن العظيم: 1/458]
وبرٍ إلا أدخله اللّه كلمة الإسلام بعزٍّ عزيزٍ أو ذلٍّ ذليلٍ، إمّا يعزّهم اللّه فيجعلهم من أهلها وإمّا يذلّهم اللّه فيدينون لها».
الفرات بن سلمان، عن ميمون بن مهران الجزريّ أنّ عمر بن عبد العزيز قال: اللّه أجلّ وأعظم من أن يتّخذ في الأرض خليفةً واحدًا واللّه يقول: {وعد اللّه الّذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم في الأرض} [النور: 55]، ولكنّي أثقلكم حملًا.
قال: {وليبدّلنّهم من بعد خوفهم أمنًا} [النور: 55] كقوله: {واذكروا إذ أنتم قليلٌ مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطّفكم النّاس} [الأنفال: 26] فارس والرّوم.
{فآواكم وأيّدكم بنصره ورزقكم من الطّيّبات} [الأنفال: 26] قال: {يعبدونني لا يشركون بي شيئًا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} [النور: 55] يقول: من أقام على كفره بعد هذا الّذي أنزلت: {فأولئك هم الفاسقون} [النور: 55] يعني فسق الشّرك). [تفسير القرآن العظيم: 1/459]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:
{وعد اللّه الّذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم...}

العدة قول يصلح فيها أن وجواب اليمين. فتقول: وعدتك أن آتيك، ووعدتك لآتينّك. ومثله {ثمّ بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننّه} وإنّ أن تصلح في مثله من الكلام. وقد فسّر في غير هذا الموضع.
وقوله: {وليبدّلنّهم} قرأها عاصم بن أبي النّجود والأعمش (وليبدّلنّهم) بالتشديد. وقرأ الناس {وليبدلنّهم} خفيفة وهما متقاربان. وإذا قلت للرجل قد بدّلت فمعناه غيّرت وغيّرت حالك ولم يأت مكانك آخر. فكل ما غيّر عن حاله فهو مبدّل بالتشديد. وقد يجوز مبدل بالتخفيف وليس بالوجه: وإذا جعلت الشيء مكان الشيء قلت: قد أبدلته كقولك (أبدل لي) هذا الدراهم أي أعطني مكانه. وبدّل جائزةً فمن قال {وليبدّلنّهم من بعد خوفهم أمناً} فكأنه جعل سبيل الخوف أمناً. ومن قال (وليبدلنّهم) بالتخفيف قال: الأمن خلاف الخوف فكأنه جعل مكان الخوف أمنا أي ذهب بالخوف وجاء بالأمن. وهذا من سعة العربية وقال أبو النجم:
* عزل الأمير للأمير المبدل *
فهذا يوضح الوجهين جميعاً). [معاني القرآن: 2/259-258]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وعد اللّه الّذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الّذين من قبلهم وليمكّننّ لهم دينهم الّذي ارتضى لهم وليبدّلنّهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}
{وعد اللّه الّذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم}
وإنما جاءت اللام لأن " وعدته بكذا أو كذا " و " وعدته لأكرمنّه بمنزلة قلت لأن الوعد لا ينعقد إلا بقول.
ومعنى ليستخلفهم في الأرض، أي ليجعلنّهم يخلفون من بعدهم من المؤمنين فاستخلف الذّين من قبلهم.
وقرئت {كما استخلف الذين من قبلهم}.
{وليمكّننّ لهم دينهم الّذي ارتضى لهم}.
يعني به الإسلام.
{وليبدّلنّهم من بعد خوفهم أمنا} وقرئت {وليبدلنّهم}.
وقوله: {يعبدونني لا يشركون بي شيئا} يجوز أن يكن مستأنفا، ويجوز أن يكون في موضع الحال، على معنى وعد اللّه المؤمنين في حال عبادتهم وإخلاصهم للّه - عزّ جل -
ليفعلنّ بهم.
ويجوز أن يكون استئنافا على طريق الثناء عليهم وتثبيتا كأنّه قال: يعبدني المؤمنون لا يشركون بي شيئا). [معاني القرآن: 4/51]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض}
جاء باللام لأن معنى وعد وقال واحد
والمعنى ليجعلنهم يخلفون من قبلهم
وليمكنن لهم دينهم وهو الإسلام). [معاني القرآن: 4/550]

تفسير قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأقيموا الصّلاة} [النور: 56] الصّلوات الخمس، وإقامتها أن تحافظ على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها.
{وآتوا الزّكاة} [النور: 56] يعني الزّكاة المفروضة.
{وأطيعوا الرّسول لعلّكم ترحمون} [النور: 56] لكي ترحموا، فإنّكم إذا فعلتم ذلك رحمتم). [تفسير القرآن العظيم: 1/459]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {لعلّكم ترحمون} واجبة من الله).
[مجاز القرآن: 2/69]


تفسير قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لا تحسبنّ الّذين كفروا معجزين في الأرض} [النور: 57] قال قتادة: سابقين في الأرض.
{ومأواهم النّار ولبئس المصير} [النور: 57] أي: لا تحسبنّهم يسبقوننا حتّى لا تقدر عليهم فنحاسبهم، وحسابهم أن يكون {ومأواهم النّار ولبئس المصير} [النور: 57] المرجع.
والمأوى، المنزل). [تفسير القرآن العظيم: 1/459]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:
{لا تحسبنّ الّذين كفروا...}

قرأها حمزة (لا يحسبنّ) بالياء ها هنا. وموضع (الذين) رفع. وهو قليل أن تعطّل (أظنّ) من الوقوع على أن أو على اثنين سوى مرفوعها. وكأنه جعل {معجزين} اسماً،
وجعل {في الأرض} خبراً لهم؛ كما تقول: لا تحسبنّ الذين الذين كفروا رجالا في بيتك، وهم يريدون أنفسهم. وهو ضعيف في العربية.
والوجه أن تقرأ بالتاء لكون الفعل واقعاً على (الذين) وعلى (معجزين) كذلك قرأ حمزة في الأنفال (ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا) ). [معاني القرآن: 2/259]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا تحسبنّ الّذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النّار ولبئس المصير}
القراءة بالتاء على معنى: لا تحسبنّ يا محمد الكافرين معجزين، أي قدرة اللّه محيطة بهم وقرئت: لا يحسبن على حذف المفعول الأول من يحسبن على معنى لا يحسبن الذين كفروا إياهم معجزين في الأرض، كما تقول زيد حسبه، فإنما تريد حسب نفسه قائما، وكأنه لا يحسبنّ الذين كفروا أنفسهم معجزين، وهذا في باب ظننت، تطرح فيه النفس يقال ظننتني أفعل، ولا يقال ظننت نفسي أفعل، ولا يجوز ضربتني، استغني عنها بضربت نفسي). [معاني القرآن: 4/52]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض}
أي هم في قبضة الله عز وجل). [معاني القرآن: 4/550]

رد مع اقتباس