عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 06:13 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والّذين يرمون أزواجهم...}
بالزنى نزلت في عاصم بن عدي لمّا أنزل الله الأربعة الشهود، قال: يا رسول الله إن دخل أحدنا فرأى على بطنها رجلاً (يعني امرأته) احتاج أن يخرج فيأتي بأربعة شهداء إلى ذلك ما قد قضى حاجته وخرج. وإن قتلته قتلت به. وإن قلت: فعل بها جلدت الحدّ. فابتلي بها. فدخل على امرأته وعلى بطنها رجل، فلاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما. وذلك أنها كذّبته فينبغي أن يبتدئ الرجل فيشهد فيقول: والله الذي لا إله إلا هو إنّي صادق فيما رميتها به من الزنى، وفي الخامسة، وإنّ عليه لعنة الله إن كان من الكاذبين فيما رماها به من الزنى: ثم تقول المرأة فتفعل مثل ذلك، ثم تقوم في الخامسة فتقول: إنّ عليها غضب الله إن كان من الصّادقين فيما رماها به من الزنى. ثم يفرّق بينهما فلا يجتمعان أبداً.
وأمّا رفع قوله: {فشهادة أحدهم} فإنه من جهتين. إحداهما: فعليه أن يشهد فهي مضمرة، كما أضمرت ما يرفع {فصيام ثلاثة} وأشباهه، وإن شئت جعلت رفعه بالأربع الشهادات: فشهادته أربع شهادات كأنك قلت والذي يوجب من الشهادة أربع، كما تقول: من أسلم فصلاته خمس. وكان الأعمش ويحيى يرفعان الشهادة والأربع، وسائر القراء يرفعون الشهادة وينصبون الأربع؛ لأنهم يضمرون للشهادة ما يرفعها، ويوقعونها على الأربع. ولنصب الأربع وجه آخر. وذلك أن يجعل {باللّه إنّه لمن الصّادقين} رافعة للشهادة
كما تقول: فشهادتي أن لا إله إلا الله، وشهادتي إن الله لواحد. وكلّ يمين فهي ترفع بجوابها، العرب تقول: حلفٌ صادقٌ لأقومنّ، وشهادة عبد الله لتقومنّ. وذلك أن الشهادة كالقول. فأنت تراه حسناً أن تقول: قولي لأقومنّ وقولي إنك لقائم.
و (الخامسة) في الآيتين مرفوعتان بما بعدهما من أنّ وأنّ. ولو نصبتهما على وقوع الفعل كان صواباً: كأنك قلت: وليشهد الخامسة بأنّ لعنة الله عليه. وكذلك فعلها يكون نصب الخامسة فإضمار تشهد الخامسة بأن غضب الله عليها). [معاني القرآن: 2/247-246]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والّذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلّا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات باللّه إنّه لمن الصّادقين}
معناه والذين يرمون أزواجهم بالزنا.
وقوله: {فشهادة أحدهم أربع شهادات باللّه}.
ويقرأ أربع شهادات باللّه بالنصب، فمن قرأ أربع بالرفع فعلى خبر الابتداء، المعنى فشهادة أحدهم التي تدرأ حدّ القاذف أربع،
والدليل على ذلك قوله عزّ وجلّ: {ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات باللّه}.
ومن نصب أربعا فالمعنى فعليهم أن يشهد أحدهم أربع شهادات.
وعلى معنى فالذي يدرأ عنها العذاب أن يشهد أحدهم أربع شهادات (والخامسة أن لعنة الله عليه).
ويجوز والخامسة أن لعنة اللّه عليه، وكذلك والخامسة أن غضب اللّه عليها، والخامسة جميعا، فمن قال: والخامسة فعلى معنى ويشهد الخامسة.
فإذا قذف القاذف امرأته، فشهادته أن يقول: أشهد باللّه إني لمن الصادقين فيما قذفتها به، أو يقول: أحلف باللّه إني لمن الصادقين فيما قذفتها به، أربع مرات،
ويقول في الخامسة لعنة اللّه عليه إن كان من الكاذبين.
وكذلك تقول المرأة: أشهد بالله إنه لمن الكاذبين فيما قذفني به، أربع مرات، وتقول في الخامسة: وعليّ غضب الله إن كان من الصادقين.
وهذا هو اللّعان، فإذا تلاعنا فرق بينهما، واعتدّت عدّة المطلّقة من وقتها ذلك.
فإذا فعلا ذلك لم يتزوجها أبدا في قول أكثر الفقهاء من أهل الحجاز وبعض الكوفيين يتابعهم، وهو أبو يوسف، والقياس ما عليه أهل الحجاز، لأن القاذف قذفها بالزّنا،
فهو لا ينبغي له أن يتزوّج بزانية، وليس يظهر لهذا توبة، واللّعان لا يكون إلا بحاكم من حكام المسلمين). [معاني القرآن: 4/33-32]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {والذين يرمون أزواجهم}
في هذا قولان:
أحدهما أن المعنى والذين يقولون لأزواجهم يا زواني أو يقول لها رأيتك تزنين وهذا قول أهل الكوفة
والقول الآخر أنه يقول لها رأيتك تزنين لا غير وهذا قول أهل المدينة
قال أبو جعفر والقول الأول أولى لأن الرمي في قوله: {والذين يرمون المحصنات} هو أن يقول لها يا زانية أو رأيتك تزنين فيجب أن يكون هذا مثله). [معاني القرآن: 4/504]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم}
روى إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كان رجل معنا جالسا ليلة جمعة فقال إن أحدنا وجد مع امرأته رجلا فإن قتله قتلتموه وإن تكلم حددتموه وإن سكت سكت على غيظ اللهم احكم فأنزلت والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم إلى آخر الآية
وقال سهل بن سعد جاء عويمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وسط الناس فسأله وذكر الحديث وقال في آخره فطلقها ثلاثا
وقال عبد الله بن عمر فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما.

تفسير قوله تعالى: {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين}
وتقرأ والخامسة بمعنى ويشهد الشهادة الخامسة
والمعنى أنه لعنة الله عليه وأنشد سيبويه:
في فتية كسيوف الهند قد علموا.......أن هالك كل من يحفى وينتعل

). [معاني القرآن: 4/506-505]



تفسير قوله تعالى: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {والّذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهاداتٍ باللّه إنّه لمن الصّادقين {6} والخامسة أنّ لعنة اللّه عليه إن كان من الكاذبين {7} ويدرأ عنها} [النور: 6-8] عن المرأة.
{العذاب} [النور: 8] الحدّ، الرّجم إن كان دخل بها أو أحصنت قبله، أو الجلد إن لم تكن محصنةً). [تفسير القرآن العظيم: 1/430]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" ويدرأ عنها العذاب " مجازه، عنها الحد والرجم). [مجاز القرآن: 2/63]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ويدرأ عنها العذاب}: يدفع عنها. والعذاب ها هنا الحد والرجم). [غريب القرآن وتفسيره: 269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ويدرؤا عنها العذاب} أي يدفعه عنها. والعذاب: الرّجم). [تفسير غريب القرآن: 301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويدرأ عنها العذاب}
معنى يدرأ يدفع
وفي معنى العذاب ههنا قولان:
أحدهما أنه الحبس
والآخر أنه الحد). [معاني القرآن: 4/506]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَيَدْرَأُ}: أي يدفع عنها العذاب، أي الحد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 167]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {العَذَابِ}: الحـد). [العمدة في غريب القرآن: 218]

تفسير قوله تعالى: {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أن تشهد أربع شهاداتٍ باللّه إنّه لمن الكاذبين {8} والخامسة أنّ غضب اللّه عليها إن كان من الصّادقين {9}} [النور: 8-9] يعني زوجها في قذفه إيّاها.
وذلك إذا ارتفعا إلى الإمام.
وإن لم يرتفعا إلى الإمام فهي امرأته.
وإن ارتفعا إلى الإمام وثبت على قذفها، قال أربع مرّاتٍ عند الإمام: أشهد باللّه إنّي لصادقٌ، أشهد باللّه إنّي لصادقٌ، أشهد باللّه إنّي لصادقٌ، أشهد باللّه إنّي لصادقٌ.
ثمّ يقول الخامسة: لعنة اللّه عليّ إن كنت من الكاذبين.
وتقول هي أربع مرّاتٍ: أشهد باللّه إنّه لكاذبٌ يعني زوجها، أشهد باللّه إنّه لكاذبٌ، أشهد باللّه إنّه لكاذبٌ، أشهد باللّه إنّه لكاذبٌ.
ثمّ تقول الخامسة: غضب اللّه عليّ إن كان من الصّادقين.
قال يحيى: ذكره حمّادٌ، عن أيّوب، عن سعيد بن جبيرٍ.
ثمّ يفرّق بينهما ولا يجتمعان أبدًا.
- نا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن المغيرة، عن إبراهيم أنّ عمر بن الخطّاب قال: إذا لاعن الرّجل امرأته ثمّ فرّق بينهما، لم يجتمعا أبدًا.
فإن أكذب نفسه قبل أن يفرغا من الملاعنة جلد حدّ القاذف ثمانين، وهي امرأته.
ذكره حمّادٌ، عن الحجّاج بن أرطاة، عن عطاءٍ.
وإن كان لاعنها في إنكار ولدها، ألحق الولد بها وهي عصبته وعصبتها بعدها.
وإن أكذب نفسه وقد بقي من الملاعنة شيءٌ جلد حدّ القذف وهي امرأته والولد له.
وإن أكذب نفسه بعد اللّعان، جلد ولا سبيل له عليها.
قال بعضهم: ويلحق الولد به.
أبو بكر بن عيّاشٍ، عن المغيرة، عن إبراهيم قال: إذا لاعن الرّجل امرأته ثمّ أكذب نفسه، جلد وردّ إليه ولده.
ولا يلاعن الرّجل امرأته الأمة، ولا اليهوديّة، ولا النّصرانيّة.
وإن أنكر الرّجل ولده من اليهوديّة أو النّصرانيّة لزمه الولد، وإن أنكر ولده من الأمة، بعد ما أقرّ به مرّةً واحدةً، لزمه الولد.
وإذا قذف الرّجل امرأته الحرّة قبل أن يدخل بها، ثمّ ارتفعا إلى السّلطان، تلاعنا.
وإذا طلّق الرّجل امرأته الحرّة واحدةً أو اثنتين ثمّ قذفها، تلاعنا ما كانت في العدّة إن ارتفعا إلى السّلطان). [تفسير القرآن العظيم: 1/430-431]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته} [النور: 10] سعيدٌ عن قتادة في قوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا} [يونس: 58] قال: فضل اللّه الإسلام، ورحمته القرآن.
وقال السّدّيّ: {ولولا فضل اللّه} [النور: 10] يعني: ولولا منّ اللّه عليكم ورحمته، يعني ونعمته أي لأهلك الكاذب من المتلاعنين.
{وأنّ اللّه توّابٌ حكيمٌ} [النور: 10] توّابٌ على من تاب من ذنبه، حكيمٌ في أمره). [تفسير القرآن العظيم: 1/431-432]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته...}

متروك الجواب؛ لأنه معلوم المعنى. وكذلك كلّ ما كان معلوم الجواب فإن العرب تكتفى بترك جوابه؛ ألا ترى أن الرجل يشتم صاحبه فيقول المشتوم: أما والله لولا أبوك، فيعلم أنه يريد لشتمتك، فمثل هذا يترك جوابه. وقد قال بعد ذلك فبيّن جوابه فقال {لمسّكم فيما أفضتم فيه عذابٌ عظيمٌ} {وما زكى منكم من أحدٍ} فذلك يبيّن لك المتروك).
[معاني القرآن: 2/247]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته وأنّ اللّه توّاب حكيم}
ههنا جواب لولا متروك، والمعنى - واللّه أعلم - ولولا فضل الله عليكم لنال الكاذب لما ذكرنا عذاب عظيم، ويدل عليه:{ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته في الدّنيا والآخرة لمسّكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم} ). [معاني القرآن: 4/33]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم}
في الكلام حذف
والمعنى ولولا فضل الله عليكم ورحمته لنال الكاذب منكم عذاب عظيم). [معاني القرآن: 4/507]


رد مع اقتباس