عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 07:37 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا انفصام لها} أي: لا تكسر، وقال الكميت:
فهم الآخذون من ثقة الامر... بتقواهم وعرىً لا إنفصام لها)
{بالطّاغوت}: الطّاغوت: الأصنام، والطواغيت من الجن والإنس شياطينهم. {العروة الوثقى} شبّه بالعرى التي يتمسك بها). [مجاز القرآن: 1/79]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن باللّه فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها واللّه سميعٌ عليمٌ}
قال: {قد تّبيّن الرّشد من الغيّ} وإن شئت {الرّشد من الغيّ} مضمومة ومفتوحة). [معاني القرآن: 1/149]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن {قد تبين الرشد من الغي} .
قراءة أبي عبد الرحمن "الرشد"، وقالوا: رشد يرشد رشدًا، في المصدر، ورشودًا ورشدًا ورشادًا؛ وقالوا: هي الرشدة، بالهاء، وقالوا أيضًا: رشد، رشدًا). [معاني القرآن لقطرب: 274]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله}، فكان الحسن يقول: الجبت السحر، والطاغوت الشيطان). [معاني القرآن لقطرب: 376]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {لا انفصام لها} فإنه يقال: انفصم الشيء انفصامًا: انقطع، وفصمته أفصمه فصمًا.
[معاني القرآن لقطرب: 377]
تعدو به خوصاء يفصم جريها = حلق الرحالة فهي رخو تمزع). [معاني القرآن لقطرب: 378]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({الطاغوت}: الأصنام والطواغيت من الجن والإنس شياطينهم
{العروة الوثقى}: شبهت بالعروة التي يتمسك بها). [غريب القرآن وتفسيره: 96-97]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): {لا انفصام لها} أي: لا انكسار. يقال: فصمت القدح، إذا كسرته وقصمته). [تفسير غريب القرآن: 93]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {لا إكراه في الدّين قد تبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن باللّه فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها واللّه سميع عليم}
(إكراه) نصب بغير تنوين، ويجوز الرفع " لا إكراه " ولا يقرا به إلا أن تثبت رواية صحيحة وقالوا في (لا إكراه في الدّين) ثلاثة أقوال:
1- قال بعضهم إن هذه نسخها أمر الحرب في قوله جلّ وعزّ: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم}
2- وقيل إن هذه الآية نزلت بسبب أهل الكتاب في أنّ لا يكرهوا بعد أن يؤدوا الجزية، فأما مشركو العرب فلا يقبل منهم جزية وليس في أمرهم إلا القتل أو الإسلام.

3- وقيل معنى {لا إكراه في الدّين} أي: لا تقولوا فيه لمن دخل بعد حرب أنه دخل مكرها، لأنه إذا رضي بعد الحرب وصح إسلامه فليس بمكره.
ومعنى {فمن يكفر بالطّاغوت}: قيل الطاغوت مردة أهل الكتاب، وقيل إن الطاغوت الشيطان، وجملته أن من يكفر به، وصدق باللّه وما أمر به فقد استمسك بالعروة الوثقى، أي: فقد عقد لنفسه عقدا وثيقا لا تحله حجة.
وقوله عزّ وجلّ: {لا انفصام لها}: لا انقطاع لها.
يقال فصمت الشيء أفصمه فصما أي قطعته.
ومعنى {واللّه سميع عليم} أي: يسمع ما يعقد على نفسه الإنسان من أمر الإيمان، ويعلم نيته في ذلك). [معاني القرآن: 1/338-339]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله تعالى: {لا إكراه في الدين}
حدثنا أحمد بن محمد بن سلمة يعنى الطحاوي قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا وهب بن جرير عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {لا إكراه في الدين} قال: كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن عاش ولد لتهودنه فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم ناس من أبناء الأنصا،ر فقالت: الأنصار يا رسول الله أبناؤنا، فأنزل الله: {لا إكراه في الدين}.
قال سعيد ابن جبير: فمن شاء لحق بهم ومن شاء دخل الإسلام.
قال أبو جعفر: أي وأقام.
وقال الشعبي: هي في أهل الكتاب خاصة لا يكرهون إذا أدوا الجزية.
وقال سليمان بن موسى: نسخها جاهد الكفار والمنافقين وتأولها عمر على أنه لا يكره المملوك على الإسلام.
وقيل لا يقال لمن أسلم من أهل الحرب أسلمت مكرها لأنه إذا ثبت على الإسلام فليس بمكره). [معاني القرآن: 1/266-268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {فمن يكفر بالطاغوت}
روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: الطاغوت الشيطان والجبت السحر.
وقال الشعبي وعكرمة والضحاك: الطاغوت الشيطان.
وقال الحسن: الطاغوت الشياطين.
وحدثنا سعيد بن موسى بقرقيسيا قال حدثنا محمد بن مالك عن يزيد عن يزيد عن محمد بن سلمة عن خصيف قال: الجبت الكاهن والطاغوت الشيطان.
وقال الشعبي وعكرمة والضحاك: الطاغوت الشيطان.
وقال مجاهد في قوله تعالى: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت}هو كعب بن الأشرف.
قال أبو جعفر: وهذه الأقوال متقاربة وأصل الطاغوت في اللغة مأخوذ من الطغيان يؤدي عن معناه من غير اشتقاق كما قيل اللآل من اللؤلؤ.
قال سيبويه وأما الطاغوت فهو اسم واحد مؤنث يقع على الجمع
فعلى قول سيبويه: إذا جمع فعله ذهب به إلى الشياطين وإذا وحده ذهب به إلى الشيطان.
قال أبو جعفر: ومن حسن ما قيل في الطاغوت أنه من طغى على الله وأصله طغووت مثل جبروت من طغى إذا تجاوز حده ثم تقلب اللام فتجعل عينا وتقلب العين فتجعل لاما كجبذ وجذب ثم تقلب الواو ألفا لتحركها وتحرك ما قبلها فتقول طاغوت.
والمعنى: فمن يجد ربوبية كل معبود من دون الله ويصدق بالله.
وأصل الجبت في اللغة: الذي لا خير فيه.
وقال قطرب: أصله الجبس وهو الثقيل الذي لا خير فيه.
وقال أبو عبيدة: الجبت والطاغوت كل ما عبد من دون الله.
قال أبو جعفر: وهذا غير خارج مما قلنا وخالف محمد بن يزيد سيبويه في قوله هو اسم واحد فقال الصواب عندي أنه جماعة.
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد {فقد استمسك بالعروة الوثقى} أي: الإيمان.
قال سعيد بن جبير عن ابن عباس بالعروة الوثقى لا إله إلا الله.
ثم قال تعالى: {لا انفصام لها}
قال مجاهد: أي لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم أي لا يزيل عنهم اسم الإيمان حتى يكفروا
يقال فصمت الشيء أي قطعته). [معاني القرآن: 1/268-272]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({لا انفصام لها} أي: لا انكسار لها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 43]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({الطَّاغُـــوتِ}: الشيطـــان). [العمدة في غريب القرآن: 92]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أولياؤهم الطّاغوت} في موضع جميعٍ لقوله: {يخرجونهم}، والعرب تفعل هذا، قال:
في حلقكم عظمٌ وقد شجينا
وقال العباس بن مرداس:
فقلنا أسلموا إنا أخوكم... فقد برئت من الإحن الصّدور). [مجاز القرآن: 1/79]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({اللّه وليّ الّذين آمنوا يخرجهم مّن الظّلمات إلى النّور والّذين كفروا أولياؤهم الطّاغوت يخرجونهم مّن النّور إلى الظّلمات أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}
[قال] {والّذين كفروا أولياؤهم الطّاغوت} جماعة في المعنى وهو في اللفظ واحد وقد جمع فقالوا "الطواغيت". وأما قوله:
{يخرجهم مّن الظّلمات إلى النّور} فيقول: "يحكم بأنّهم كذاك" كما تقول: "قد أخرجك الله من ذا الأمر" ولم تكن فيه قط.
وتقول: "أخرجني فلان من الكتبة" ولم تكن فيها قط. أي: لم يجعلني من أهلها ولا فيها).
[معاني القرآن: 1/149]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقال الله عز وجل {أولياؤهم الطاغوت} فجعله جمعًا.
وأما العرب فالجبت عندها: الجبس بالسين، وشر منه؛ وهو المثقل الذي لا خير فيه، وهذا كقولهم: ست، وإنما هي من الدال والسين من: سدس وسادس، وقلبوا السين تاء فقالوا: ست.
وقال الشاعر:
ألا لحا الله بني السعلات
عمرو ويربوع لئام الات
ليسوا بأعفاف ولا أكيات
يريد: أكياس، والناس؛ فقلب السين تاء.
وقالوا في الجبش: هو جبس جبيس، وفيه جباسة.
قال الطرماح:
ماض إذا الأجباس بعد الكرى تناكحت أزواج أحلامها
[وفي كتاب محمد بن صالح]: الأخيار.
وأما الطاغوت عندهم: فالطاغي؛ كأنه فعلوت من طغوت وطغى؛ مثل: ملكوت، وجبروت، ورغبوت من الرغبة، ورهبوت من الرهبة، ورحموت، ونحربوت: مكان منخرب، مكان في الحجرة، الحجرة، ونخاريب ونخروب، وترنموت يريد الترنم.
[معاني القرآن لقطرب: 376]
وقال الراجز:
تجاوب الصوت بترنموها = تدريه أن الوحش في بوتها
ومثله أيضًا: بكر دربوت وحلبوت، وامرأة خلبوت أي تخلب.
هذا كله مثل: الطاغوت، فيه زيادة تاء؛ وسلبوت، وعفريت، وعنكبوت، وعفريت نفريت كلمة واحدة، مثل: خاز باز.
وكان ابن عباس رحمه الله يقول: الطاغوت: الشيطان؛ والكاهن: الصنم). [معاني القرآن لقطرب: 377]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {اللّه وليّ الّذين آمنوا يخرجهم من الظّلمات إلى النّور والّذين كفروا أولياؤهم الطّاغوت يخرجونهم من النّور إلى الظّلمات أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}
يقال قد توليت فلانا، ووليت فلانا ولاية، والولاية بالكسر اسم لكل ما يتولى، ومعنى ولى على ضروب، فاللّه - ولي المؤمنين في حجاجهم وهدايتهم، وإقامة البرهان لهم لأنه يزيدهم بإيمانهم هداية، كما قال عزّ وجلّ: {والّذين اهتدوا زادهم هدى}.
ووليهم أيضا في نصرهم وإظهار دينهم على دين مخالفيهم،
ووليهم أيضا بتولي قولهم ومجازاتهم بحسن أعمالهم.

وقوله عزّ وجلّ: {يخرجهم من الظّلمات إلى النّور} أي: يخرجهم من ظلمات الجهالة إلى نور الهدى لأن أمر الضلالة مظلم غير بين، وأمر الهدى واضح كبيان النور.
وقد قال قوم {يخرجهم من الظّلمات إلى النّور} يحكم لهم بأنهم خارجون من الظلمات إلى النور، وهذا ليس قول أهل التفسير، ولا قول أكثر أهل اللغة.
إنما قاله الأخفش وحده.
والدليل على أنه يزيدهم هدى ما ذكرناه من الآية.
وقوله عزّ وجلّ: {فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانا}.
ومعنى {والّذين كفروا أولياؤهم الطاغوت}أي: الذين يتولون أمرهم هم الطاغوت.
وقد فسرنا الطاغوت.
و {الطاغوت} ههنا واحد في معنى جماعة، وهذا جائز في اللغة إذا كان في الكلام دليل على الجماعة.
قال الشاعر:
بها جيف الحسرى فأمّا عظامها... فبيض وأمّا جلدها فصليب
جلدها في معنى جلودها). [معاني القرآن: 1/339-340]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال تعالى: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور}
قال الضحاك: الظلمات الكفر والنور الإيمان ومثل الكفر بالظلمات والإيمان بالنور.
قرئ على أحمد بن شعيب عن محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا المعتمر قال سمعت منصورا يحدث رجل عن عبدة بن أبي لبابة في هذه الآية {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} إلى قوله: {هم فيها خالدون} قال: هم أناس كانوا آمنوا بعيسى فلما جاء محمد كفروا به قال وكان ناس قد كفروا بعيسى فلما جاء محمد آمنوا به فنزلت هذه الآية فيهم.
قال أبو عبد الرحمن رواه جرير عن منصور عن مجاهد.
فإن قيل: ما معنى {يخرجونهم من النور إلى الظلمات} ولم يكونوا في نور قط؟
فالجواب: أنه يقال رأيت فلانا خارج الدار وإن لم يكن خرج منها وأخرجته من الدار جعلته في خارجها وكذا أخرجه من النور جعله خارجا منه وإن لم يكن كان فيه
وقيل هذا تمثيل لما صرفوا عنه كانوا بمنزلة من أخرج منه كما يقال لم أخرجتني من ملتك.
وقيل لما ولدوا على الفطرة وهي أخذ الميثاق وما فطروا عليه من معرفة الله جل وعز: {ثم كفروا} كانوا قد أخرجوا من النور.
قال الأخفش: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} يحكم بأنهم كذلك تقول قد أخرجكم الله من هذا الأمر ولم تكونوا فيه قط
قال أبو إسحاق: ليس هذا بشيء إنما هو يزيدهم بإيمانهم هدى وهو وليهم في حجاجهم وهدايتهم وفي نصرهم على عدوهم ويتولى ثوابهم). [معاني القرآن: 1/273-275]


رد مع اقتباس