عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 09:22 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فما أرسلناك عليهم حفيظاً} أي: محاسبا). [مجاز القرآن: 1/132]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({فما أرسلناك عليهم حفيظاً} أي: محاسبا). [تفسير غريب القرآن: 131]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظا} أي: من قبل ما أتى به الرسول فإنما قبل ما أمر الله به.
وقوله:
{ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظا} تأويله - واللّه أعلم -: أنك لا تعلم غيبهم إنما لك ما ظهر منهم، والدليل على ذلك: ما يتلوه وهو قوله {ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيّت طائفة منهم غير الّذي تقول واللّه يكتب ما يبيّتون فأعرض عنهم وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلا}). [معاني القرآن: 2/80]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({حَفِيظًا} أي: محاسباً).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 63]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله:
{طاعةٌ...}
الرفع على قولك: منّا طاعة، أو أمرك طاعة، وكذلك
{قل لا تقسموا طاعةٌ مّعروفةٌ} معناه - والله أعلم -: قولوا: سمع وطاعةٌ.

وكذلك التي في سورة محمد صلى الله عليه وسلم {فأولى لهم طاعةٌ وقولٌ معروف} ليست بمرتفعة بـ (لهم). هي مرتفعة على الوجه الذي ذكرت لك، وذلك أنهم أنزل عليهم الأمر بالقتال فقالوا: سمع وطاعة، فإذا فارقوا محمدّا صلى الله عليه وسلم غيّروا قولهم، فقال الله تبارك وتعالى: {فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم} وقد يقول بعض النحويين: وذكر فيها القتال،
وذكرت
{طاعة} وليست فيها واو فيجوز هذا الوجه، ولو رددت الطاعة وجعلت كأنها تفسير للقتال جاز رفعها ونصبها؛ أمّا النصب فعلى: ذكر فيها القتال بالطاعة أو على الطاعة.

والرفع على: ذكر فيها القتال ذكر فيها طاعة.
وقوله:
{بيّت طائفةٌ} القراءة أن تنصب التاء، لأنها على جهة فعل.
وفي قراءة عبد الله: "بيّت مبيّت منهم" غير الذي تقول، معناه: غيّروا ما قالوا وخالفوا، وقد جزمها حمزة وقرأها بيّت طائفة، جزمها لكثرة الحركات، فلما سكنت التاء اندغمت في الطاء). [معاني القرآن: 1/278-279]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بيّت طائفةٌ منهم غير الّذي تقول} أي: قدروا ذلك ليلاً، قال عبيدة بن همّام أحد بني العدوية:

أتوني فلم أرض ما بيّتوا... وكانوا أتوني بشيءٍ نكر
لأنكح أيّمهم منذراً... وهل ينكح العبد حرٌّ لحر
بيّتوا أي قدّروا بليل، وقال النّمر بن تولب:
هبّت لتعذلني من الليل أسمعي... سفهاً تبيّتك الملامة فاهجعي
كل شيء قدّر بليل فهو تبيّتٌ). [مجاز القرآن: 1/132-133]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): (
{ويقولون طاعةٌ فإذا برزوا من عندك بيّت طائفةٌ مّنهم غير الّذي تقول واللّه يكتب ما يبيّتون فأعرض عنهم وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلاً}
قال:
{ويقولون طاعةٌ فإذا برزوا من عندك بيّت طائفةٌ مّنهم} أي: ويقولون "أمرنا طاعةٌ".

وإن شئت: نصبت الطاعة على "نطيع طاعةً".
وقال: {بيّت} فذكّر فعل الطائفة لأنهم في المعنى رجال وقد أضافها إلى مذكرين، وقال: {وإن كان طائفةٌ مّنكم}). [معاني القرآن: 1/207]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({بيت طائفة}: قدروا). [غريب القرآن وتفسيره: 122]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ويقولون طاعةٌ} بحضرتك.

{فإذا برزوا من عندك} أي: خرجوا {بيّت طائفةٌ منهم غير الّذي تقول} أي: قالوا وقدّروا ليلا غير ما أعطوك نهارا. قال الشاعر:

أتوني فلم أرض ما بيّتوا وكانوا أتوني بشيء نكر
والعرب تقول: هذا أمر قدّر بليل، وفرغ منه بليل. ومنه قول الحارث ابن حلّزة:
أجمعوا أمرهم عشاء فلما أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
وقال بعضهم: بيّت طائفة: أي بدّل، وأنشد:
وبيّت قولي عبد المليـ ـك قاتلك اللّه عبدا كفورا). [تفسير غريب القرآن:131-132]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (
{ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيّت طائفة منهم غير الّذي تقول واللّه يكتب ما يبيّتون فأعرض عنهم وتوكّل على اللّه وكفى باللّه وكيلا}
قال النحويون تقديره: أمرنا طاعة.

وقال بعضهم منّا طاعة.
والمعنى واحد، إلا أن إضمار أمرنا أجمع في القصة وأحسن.
وقوله:
{فإذا برزوا من عندك بيّت طائفة منهم غير الّذي تقول}يقال لكل أمر قد قضي بليل قد بيّت.
قال الشاعر:
أتوني فلم أدر ما بيّتوا... وكانوا أتوني لأمر نكر
أي: فلست حفيظا عليهم تعلم ما يغيب عنك من شأنهم، وهذا ونظائره في كتاب اللّه من أبين آيات النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأنهم ما كانوا يخفون عنه أمرا إلا أظهره اللّه عليه.

وقوله جلّ وعزّ:
{واللّه يكتب ما يبيّتون} فيه وجهان:
1- يجوز أن يكون - واللّه أعلم - ينزله إليك في كتابه.
2- وجائز أن يكون يكتب ما يبيتون يحفظه عليهم ليجازوا به.
وقوله:
{فأعرض عنهم وتوكّل على اللّه} أي: لا تسمّ هؤلاء بأعيانهم لما أحب الله من ستر أمر المنافقين إلى أن يستقيم أمر الإسلام.
فأما قوله:
{بيّت طائفة منهم} فذكّر ولم يقل بيتت، فلأن كل تأنيث غير حقيقي فتعبيره بلفظ التذكير جائز تقول: قالت طائفة من أهل الكتاب، وقال طائفة من المسلمين لأن طائفة وفريقا في معنى واحد، فكذلك قوله عزّ وجلّ: (فمن جاءه موعظة من ربّه}
وقوله:
{يا أيها النّاس قد جاءتكم موعظة من ربّكم} يعني: الوعظ إذا قلت فمن جاءه موعظة.
وقرأ القراء
{بيت طائفة} على إسكان التاء وإدغامها في الطاء.
وروي عن الكسائي أن ذلك إذا كان في فعل فهو قبيح، ولا فرق في الإدغام ههنا في فعل كان أو في اسم لو قلت بيّت طائفة وهذا بيت طائفة - وأنت تريد بيت طائفة كان واحدا.
وإنما جاز الإدغام لأن التاء والطاء من مخرج واحد). [معاني القرآن: 2/80-82]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {ويقولون طاعة} والمعنى: ويقولون أمرنا طاعة ومنا طاعة وفي الكلام حذف، والمعنى: ويقولون إذا كانوا عندك طاعة ودل على هذا قوله تعالى: {فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول} معنى {بيت} عند أهل اللغة: أحكم الأمر بليل وفكر فيه، أي: أظهر المعصية في بيته والعرب تقول أمر بيت بليل إذا أحكم وإنما خص الليل بذلك لأنه وقت يتفرغ فيه قال الشاعر:

أجمعوا أمرهم بليل فلما أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
ومن هذا بيت الصيام.
وقال أبو رزين: معنى
{بيت}: ألف.
وليس هذا بخارج عن قول أهل اللغة لأنه يجوز أن يكون التأليف بالليل.
وقيل
معنى {بيت}: بدل، ولا يصح هذا). [معاني القرآن: 2/137-138]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز:
{والله يكتب ما يبيتون} يحتمل معنيين:
أحدهما: أنه ينزله في كتابه ويخبر به وفي ذلك أعظم الآيات للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه يخبر بما يسرونه.

ويحتمل أن يكون المعنى: والله يعلم ويحصي ما يبيتون). [معاني القرآن: 2/138-139]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا} قال الضحاك: يعنى به المنافقون، والمعنى: لا تخبر بأسمائهم).
[معاني القرآن: 2/139]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ} أي: بحضرتك، فإذا خرجوا قدروا ليلاً غير الذي يقولون نهاراً).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 63]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({بَيَّتَ}: حدّد). [العمدة في غريب القرآن: 114]


تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} يعنى به: المنافقون، أي: لو كان ما يخبرون به مما بيتوا، وما يسرون ويوحي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.. لولا أنه من عند الله لما كان الإخبار به غير مختلف، لأن الغيب لا يعلمه إلا اللهن وهذا من آيات النبي - صلى الله عليه وسلم - البينة.
ومعنى تدبرت الشيء: نظرت في عاقبته، وقولهم في الخبر: لا تدابروا، أي: لا تكونوا أعداء، أي: لا يولى بعضكم دبره، يقال: قد دبر القوم يدبرون دبارا إذا هلكوا، وأدبروا إذا ولّى أمرهم، وإنما تأويله أنه تقضى أنهم إلى آخره فلم يبق منهم باقية، والدبر النحل سمّي دبرا لأنه يعقب ما ينتفع به.

والدّبر: المال الكثير، سمّي دبرا: لكثرته، ولأنه يبقى للأعقاب والأدبار). [معاني القرآن: 2/82]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {أفلا يتدبرون القرآن} معنى تدبرت الشيء: فكرت في عاقبته، ويقال أدبر القوم إذا تولى أمرهم إلى آخره، وفي الحديث: ((لا تدابروا)) أي: لا تعادوا، أي: لا يولي أحدكم صاحبه دبره من العداوة). [معاني القرآن: 2/139-140]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} أي: لو كان ما يخبرون به مما يسرونه من عند غير الله لاختلف. ومذهب قتادة وابن زيد: أن المعنى: لو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا فيه تفاوتا وتناقضا لأن كلام الناس يختلف ويتناقض). [معاني القرآن: 2/140]


رد مع اقتباس