عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 09:06 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله:
{لا تقربوا الصّلاة وأنتم سكارى...}
نزلت في نفر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم شربوا وحضروا الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل تحريم الخمر، فأنزل الله تبارك وتعالى: {لا تقربوا الصّلاة} مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن صلّوها في رحالكم.

ثم قال
{ولا جنباًً} أي: لا تقربوها جنباً {حتّى تغتسلوا}
ثم استثنى فقال
{إلاّ عابري سبيلٍ} يقول: إلا أن تكونوا مسافرين لا تقدرون على الماء.
ثم قال {فتيمّموا} والتيمم: أن تقصد الصعد الطيّب حيث كان، وليس التيمم إلا ضربة للوجه وضربة لليدين للجنب وغير الجنب).
[معاني القرآن: 1/270]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا جنباً إلاّ عابري سبيلٍ} معناه في هذا الموضع: لا تقربوا المصلّى جنباً إلاّ عابر سبيلٍ يقطعه، ولا يقعد فيه (والمصلّى) مختصر.

{أو على سفرٍ}: أو في سفر، وتقول: أنا على سفر، في معنى آخر: تقول: أنا متهىّءٌ له.
{أو جاء أحدٌ منكم من الغائط}: كناية عن حاجة ذي البطن، والغائط: الفيح من الأرض المتصوّب وهو أعظم من الوادي.
{أو لامستم النّساء}: اللماس النكاح: لمستم، ولامستم أكثر.
{فتيمّموا صعيداً طيّباً} أي: فتعمدوا ذاك، والصعيد: وجه الأرض). [مجاز القرآن: 1/128]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): (
{يا أيّها الّذين آمنوا لا تقربوا الصّلاة وأنتم سكارى حتّى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلاّ عابري سبيلٍ حتّى تغتسلوا وإن كنتم مّرضى أو على سفرٍ أو جاء أحدٌ مّنكم مّن الغائط أو لامستم النّساء فلم تجدوا ماء فتيمّموا صعيداً طيّباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إنّ اللّه كان عفوّاً غفوراً}
قوله:
{ولا جنباً} في اللفظ واحد وهو للجمع كذلك، وكذلك هو للرجال والنساء، كما قال: {والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ} فجعل "الظهير" واحدا.
والعرب تقول: "هم لي صديقٌ".
وقال:
{عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ} وهما قعيدان.

وقال: {إنّا رسول ربّ العالمين} وقال: {فإنّهم عدوٌّ لي} لأن "فعول" و"فعيل" مما يجعل واحدا للاثنين والجمع.
وقال: {ولا جنباً إلاّ عابري سبيلٍ} لأنه قال: {لا تقربوا الصّلاة وأنتم سكارى} فقوله: {وأنتم سكارى} في موضع نصب على الحال، فقال: {ولا جنباً} على العطف كأنه قال: "ولا تقربوها جنباً إلاّ عابري سبيلٍ" كما تقول: "لا تأتي إلاّ راكباً"). [معاني القرآن: 1/203]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({الجنب}: الذكر والأنثى، والإثنان والجمع فيه سواء كالواحد.

{الغائط}: كناية عن قضاء الحاجة، والغائط: من الأرض الواسع الفسيح.
{أو لامستم النساء}: كناية عن الزواج
وقال بعضهم: الملامسة دون الجماع.
{فتيمموا}: تعمدوا.
{صعيدا}: الصعيد وجه الأرض). [غريب القرآن وتفسيره:118-119]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ولا جنباً إلّا عابري سبيلٍ} يعني: المساجد لا تقربوها وأنتم جنب، إلا مجتازين غير مقيمين ولا مطمئنين.
{الغائط} الحدث.
وأصل الغائط: المطمئن من الأرض، وكانوا إذا أرادوا قضاء الحاجة أتوا غائطا من الأرض ففعلوا ذلك فيه، فكني عن الحدث بالغائط.
{فتيمّموا} أي: تعمدوا. {صعيداً طيّباً} أي: ترابا نظيفا). [تفسير غريب القرآن: 127]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ:
{يا أيّها الّذين آمنوا لا تقربوا الصّلاة وأنتم سكارى حتّى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلّا عابري سبيل حتّى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النّساء فلم تجدوا ماء فتيمّموا صعيدا طيّبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إنّ اللّه كان عفوّا غفورا}
قيل في التفسير: إنها نزلت قبل تحريم الخمر، لأن جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - اجتمعوا فشربوا الخمر فبل تحريمها، وتقدم رجل منهم فصلى بهم فقرأ: قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون، وأنتم عابدون ما أعبد، وأنا عابد ما عبدتم فنزلت
{لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}
ويروى أن عمر بن الخطاب قال:
اللهم إن الخمر تضرّ بالعقول وتذهب بالمال، فأنزل فيها أمرك، فنزل في سورة المائدة: {إنّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس}
وقال:
{يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير}
والتحريم نص بقوله - عزّ وجلّ -
{قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحقّ}
فقد حرمت الخمر بأنه قال: إنها إثم كبير.

وقد حرم اللّه - عزّ وجلّ -: الإثم، فأمر اللّه - عزّ وجلّ - في ذلك الوقت ألا يقرب الصلاة السكران.
وحرم بعد ذلك: السّكر، لأن إجماع الأمّة أن السّكر حرام.
وإنما حرّم ذو السّكر، لأن حقيقة السكر إنّه لم يزل حراما وقد بيّنّا هذا في سورة البقرة.
وقوله:
{حتّى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلّا عابري سبيل حتّى تغتسلوا} أي: لا تقربوا الصلاة وأنتم جنب، {إلا عابري سبيل} أي: إلا مسافرين لأن المسافر يعوزه الماء، وكذلك المريض الذي يضر به الغسل.
ويروى أن: قوما غسلوا مجدرا فمات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((قتلوه قتلهم اللّه، كان يجزيه التيمم)).
وقال قوم: لا تقربوا موضع الصلاة، حقيقته: لا تصلوا إذا كنتم جنبا حتى تغتسلوا، إلا أن لا تقدروا على الماء، وإلا أن تخافوا أن يضركم الغسل إضرارا شديدا، وذلك لا يكون إلا في حال مرض.

{فتيمّموا صعيدا طيّبا} معنى: تيمموا أقصدوا، والصعيد: وجه الأرض.
فعلى الإنسان في التيمم: أن يضرب بيديه ضربة واحدة فيمسح بهما جميعا وجهه، وكذلك يضرب ضربة واحدة، فيمسح بهما يديه، والطيب: هو النظيف الطاهر، ولا يبالي أكان في الموضع تراب أم لا، لأن الصعيد ليس هو التراب، إنما هو وجه الأرض، ترابا كان أو غيره، ولو أن أرضا كانت كلها صخرا لا تراب عليها ثم ضرب المتيمم يده على ذلك الصخر لكان ذلك طهورا إذا مسح به وجهه.

قال اللّه عزّ وجل -: {فتصبح صعيدا زلقا} فأعلمك أن الصعيد يكون زلقا، والصعدات الطرقات.
وإنما سمي صعيدا: لأنّها نهاية ما يصعد إليه من باطن الأرض، لا أعلم بين أهل اللغة اختلافا في أن الصعيد وجه الأرض.
{إنّ اللّه كان عفوّا غفورا} أي: يقبل منكم العفو ويغفر لكم، لأن قبوله التيمم تسهيل عليكم). [معاني القرآن: 2/54-56]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل:
{يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} قال الضحاك: أي سكارى من النوم.

وقال عكرمة وقتادة: هذا منسوخ.
وقال قتادة: نسخه تحريم الخمر.
يذهب إلى أن معنى سكارى: من الشراب، والدليل على أن هذا القول هو الصحيح: أن عمر بن الخطاب رحمه الله قال:
أقيمت الصلاة فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقربن الصلاة سكران.
وروي أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بقوم فقرأ {قل يا أيها الكافرون} فخلط فيها فنزلت {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} ثم نسخ هذا بتحريم الخمر). [معاني القرآن: 2/93-94]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز:
{ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا} قال عبد الله بن عباس وأنس: إلا أن تمر ولا تجلس.

وروي عن ابن عباس: هو المسافر يمر بالمسجد مجتازا.
وروي عن عائشة رحمها الله أنها حاضت وهي محرمة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت)).). [معاني القرآن: 2/95]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز:
{وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط}
قال بعض الفقهاء، المعنى: وجاء أحد منكم من الغائط، وهذا لا يجوز عند أهل النظر من النحويين لأن لـ «أو» معناها وللواو معناها وهذا عندهم على الحذف، والمعنى: وإن كنتم مرضى لا تقدرون فيه على مس الماء أو على سفر ولم تجدوا ماء واحتجتم إلى الماء). [معاني القرآن: 2/95-96]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {أو لامستم النساء} قال ابن عباس: {لامستم} جامعتم.

ويقرأ (أو لمستم).

قال محمد بن يزيد: من ذهب إلى أنه: الجماع فالأحسن أ يقول لمستم مثل غشيتم وهذا الفعل إنما نسب إلى الرجل.
ومن ذهب إلى أنه: دون الجماع فالأحسن أن يقول لامستم). [معاني القرآن: 2/96-97]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {فتيمموا صعيدا طيبا} معنى تيمموا: تعمدوا واقصدوا، يقال تيممت كذا وتأممته إذا قصدته.
والصعيد في اللغة: وجه الأرض كان عليه تراب أو لم يكن، والدليل على هذا: قوله عز وجل {فتصبح صعيدا زلقا} وإنما سمي صعيدا: لأنه نهاية ما يصعد إليه من الأرض.

والطيب: النظيف ثم قال تعالى: {إن الله كان عفوا غفورا} لأنه قد عفا جل وعز وسهل في التيمم).[معاني القرآن: 2/97-98]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): (
{لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ} أي: موضعها، يعني: المساجد.

وقيل معناه: لا تصلوا وأنتم سكارى، وهذا قبل تحريم الخمر.
وقيل: سكارى من النوم.
{وَلاَ جُنُبًا} أي: لا تقربوا المساجد وأنتم جُنُب، إلا أن تكونوا مسافرين، لا تجدون الماء، فتيمموا.

و{الْغَائِطِ} الحدث، وأصله: المطمئن من الأرض لتستقروا به، فكثر فسموا به الحدث.

و
{الجبت والطاغوت} هما كل معبودٍ من دون الله من الشيطان أو الحجر، أو غيره.

وقيل: هما هنا رجلان: وهما حُيي بن أخطب وكعب بن الأشرف، صدقوهما وأطاعوهما.
وقوله: {فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}، يعني: الشيطان). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 61]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({الْغَائِطِ}: المتسع من الأرض.

(المُلاَمَسَةُ): الجماع.
{فَتَيَمَّمُواْ}: تعمدوا.
{الصَّعِيدُ}: وجه الأرض.
{طَيِّباً}: نظيفاً). [العمدة في غريب القرآن:111-112]


رد مع اقتباس