عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 10:51 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)}

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوّاً شياطين الإنس والجنّ...}
نصبت العدوّ والشياطين بقوله: جعلنا.
وقوله: {يوحي بعضهم إلى بعضٍ} فإن إبليس -فيما ذكر- جعل فرقة من شياطينه مع الإنس، وفرقة مع الجنّ، فإذا التقى شيطان الإنسيّ وشيطان الجنيّ قال: أضللت صاحبي بكذا وكذا، فأضلل به صاحبك، ويقوله له (شيطان الجنيّ) مثل ذلك. فهذا وحى بعضهم إلى بعض. قال الفراء: حدثني بذلك حيان عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عباس). [معاني القرآن: 1/ 352]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({زخرف القول غروراً} كل شيء حسّنته وزيّتته وهو باطل فهو زخرف؛ ويقال: زخرف فلان كلامه وشهادته). [مجاز القرآن: 1/ 205]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {زخرف القول غرورا} فيقال: زخرف كلامه زخرفة؛ كل ما حسنته ووشيته وهو باطل فهو زخرف). [معاني القرآن لقطرب: 550]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {زخرف القول}: كل شيء حسنته وهو باطل فهو زخرف). [غريب القرآن وتفسيره: 141]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({زخرف القول} ما زيّن منه وحسّن وموّه. وأصل الزخرف: الذهب). [تفسير غريب القرآن: 158]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الوحي: كلّ شيء دللت به من كلام أو كتاب أو إشارة أو رسالة...
والوحي: إعلام بالوسوسة من الشيطان، قال: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ}، وقال: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}). [تأويل مشكل القرآن: 490](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيّ عدوّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربّك ما فعلوه فذرهم وما يفترون}
أي وكما جعلنا لك ولأمّتك شياطين الجن والإنس أعداء كذلك جعلنا لمن تقدّمك من الأنبياء وأممهم. و (عدوّا) في معنى أعداء.
و{شياطين الإنس والجنّ} منصوب على البدل من (عدوّا)، ومفسّرا له.
ويجوز أن يكون (عدوّا) منصوبا على أنه مفعول ثان، المعنى: وكذلك شياطين الجن والإنس أعداء للأنبياء وأممهم.

{يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا}.
"الزخرف" في اللغة: الزينة، والمعنى: أن بعضهم يزيّن لبعض الأعمال القبيحة.
و(غرورا) منصوب على المصدر، وهذا المصدر محمول على المعنى؛ لأن مبنى إيحاء الزخرف من القول معنى الغرور، وكأنه قال يغرون غرورا.
{ولو شاء ربّك ما فعلوه}أي لو شاء الله لمنع الشياطين من الوسوسة للإنس والجنّ ولكن اللّه يمتحن ما يعلم أنه الأبلغ في الحكمة والأجزل في الثواب والأصلح للعباد). [معاني القرآن: 2/ 284]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا} أي كما جعلنا لك ولأمتك أعداء وعدو بمعنى أعداء). [معاني القرآن: 2/ 476]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {شياطين الإنس والجن}

وقرأ الأعمش (شياطين الجن والإنس) والمعنى واحد). [معاني القرآن: 2/ 476]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى:

{يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا} قال مجاهد: أي يزينون لهم ذاك؛ أي يزينون لهم العمل القبيح، وكذلك الزخرف في اللغة هو التزيين، ومنه قيل للذهب زخرف). [معاني القرآن: 2/ 477]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز:

{ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون} أي لو شاء لمنعهم من وسوستهم الإنس ولكنه يبتلي بما شاء ليجزل الثواب). [معاني القرآن: 2/ 477]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ) : (

{زخرف القول غرورا} أي: حسن القول بترقيش الكذب، والزخرف في غير هذا الموضع: الذهب). [ياقوتة الصراط: 224]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({زُخْرُفَ الْقَوْلِ} ما موه منه وزين، أصله الذهب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 79]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({زُخْرُفَ}: حسن). [العمدة في غريب القرآن: 130]

تفسير قوله تعالى: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وليقترفوا ما هم مّقترفون...}
الاقتراف: الكسب؛ تقول العرب: خرج فلان يقترف أهله). [معاني القرآن: 1/ 352]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {ولتصغى إليه أفئدة الّذين}
من صغوت إليه أي ملت إليه وهويته؛ وأصغيت إليه لغة، قال ذو الرمة:
تصغى إذا شدّها بالرّحل جانحةً ....... حتى إذا ما استوى في غرزها تثب
{وليقترفوا ما هم مقترفون} مجاز الاقتراف القرفة والتّهمة والإدعاء. ويقال: بئسما اقترفت لنفسك، قال رؤبة:
أعيا اقتراف الكذب المقروف ....... تقوى التقيّ وعفّة العفيف
يقال: أنت قرفتى، وقارفت الأمر أي واقعته). [مجاز القرآن: 1/ 205-206]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولتصغى إليه أفئدة الّذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مّقترفون}

[و] قال: {ولتصغى إليه أفئدة الّذين لا يؤمنون بالآخرة} هي من "صغوت" "يصغا"، مثل "محوت" "يمحا"). [معاني القرآن: 1/ 248]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله "ولتصغى إليه أفئذة الذين" فقالوا في الفعل: صغوت وأصغيت وصغيت؛ فالمصدر من أصغيت: إصغاء؛ والمصدر من صغوت صغوا وصغوا؛ وقد حكيت أيضًا: صغيت بالفتح؛ وقالوا في المصدر: صغيت صغى؛ وقالوا: صغوه وصغوه معك؛ إذا كان هواه معك؛ مثل: ضلعه معك، وألبه معك؛ وقالوا: أصغيت الإناء، إذا أملته لتجمع ما فيه؛ وقالوا: أصغيت حظ الرجل؛ أي ظلمته.
[وزاد محمد بن صالح في روايته]:
فأما مصدر صغيت فتقول: صغيت صغيا، وصغا مقصور.
وأما قوله {وليقترفوا ما هم مقترفون} فهو الادعاء والتهمة؛ ويقال: أنت قرفتي أي تهمتي؛ وقوله {ومن يقترف حسنة}؛ يعمل؛ وقارفت أمرًا: واقعته وعملته). [معاني القرآن لقطرب: 550]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {ولتصغى إليه}: تميل صغوت إليه أي ملت.
{وليقترفوا ماهم مقترفون}: يدعون الكذب). [غريب القرآن وتفسيره: 142]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وليقترفوا} أي ليكتسبوا وليدعوا ما هم مدّعون). [تفسير غريب القرآن: 158]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولتصغى إليه أفئدة الّذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون}
معنى {لتصغى} لتميل، أي وليصير أمرهم إلى ذلك.
ويجوز، ولتصغى إليه أفئدة.
يقال صغوت أصغى مثل محوت أمحى، وإنما جاز أصغى وكان ينبغي أن يكون أصغو لموضع الغين، لأنها تفتح هي وأخواتها.

وهو أن يفعل ويفعل يصير معها في كثير من الكلام يفعل نحو صبغ يصبغ وأصله يصبغ، وهو يقال ومثل ذهب يذهب، كأنه كان يذهب، ويقال صغيت أصغى أيضا، وأصغيت، أصغى شاذ، وأصغيت أصغي جيّد بالغ كثير وأفئدة: جمع فؤاد، مثل غراب وأغربة.
ومعنى: {وليقترفوا ما هم مقترفون} جائز أن يكون وليعملوا ما هم عاملون من الذنوب، يقال قد اقترف فلان ذنبا، أي قد عمل ذنبا.
ويجوز " وليقترفوا " أي ليختلقوا وليكذبوا، وهذه لام أن، المعنى ولأن يرضوه وليقترفوا على أن اللام لام أمر ومعناه معنى التهدّد والوعيد، كما تقول افعل ما شئت، فلفظه لفظ الأمر ومعناه معنى التهدّد). [معاني القرآن: 2/ 284-285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة} يقال صغى يصغى وصغا يصغو وأصغى يصغي إذا مال كما قال الشاعر:

تصغي إذا شدها بالرحل جانحة ....... حتى إذا ما استوى في غرزها تثب).
[معاني القرآن: 2/ 477-478]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون} أي وليكتسبوا ويقال قرفت الجلد إذا قلعته ويقرأ وليقترفوا وفيه معنى التهديد قال قتادة صدقا فيما وعد وعدلا فيما حكم). [معاني القرآن: 2/ 478]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({ولتصغى إليه}أي: لتميل إليه، ومنه قوله - جل وعز: {فقد صغت قلوبكما} أي: مالت). [ياقوتة الصراط: 224]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَلِيَقْتَرِفُواْ} أي: يكتسبوا ويًدعوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 79]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَلِتَصْغَى}: ولتميل
{مقْتَرِفُونَ}: يدعون الكذب). [العمدة في غريب القرآن: 130]


رد مع اقتباس