عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 12:34 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله يا أيها المزمل قال هو الذي يتزمل بثيابه). [تفسير عبد الرزاق: 2/324]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلاّ قليلاً (2) نصفه أو انقص منه قليلاً (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلاً}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني جلّ ثناؤه بقوله: {يا أيّها المزّمّل}: يا أيّها المتزّمّل هو الملتفّ بثيابه. وإنّما عني بذلك نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
واختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي وصف اللّه به نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في هذه الآية من التّزمّل، فقال بعضهم: وصفه بأنّه متزمّلٌ في ثيابه مثل متأهّبٍ للصّلاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {يا أيّها المزّمّل}. أي: متزمّل في ثيابه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {يا أيّها المزّمّل}: هو الّذي تزمّل بثيابه.
وقال آخرون: وصفه بأنّه متزمّلٌ النّبوّة والرّسالة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثني عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن عكرمة، في قوله: {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلاّ قليلاً} قال: زمّلت هذا الأمر فقم به.
والّذي هو أولى القولين بتأويل ذلك، ما قاله قتادة لأنّه قد عقّبه بقوله: {قم اللّيل} فكان ذلك بيانًا عن أنّه وصفه بالتّزمّل بالثّياب للصّلاة، وأنّ ذلك هو أظهر معنييه). [جامع البيان: 23 / 357-358]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (والمزّمّل بالتّشديد أصله المتزمّل فأدغمت التّاء في الزّاي وقد جاءت قراءة أبيّ بن كعبٍ على الأصل). [فتح الباري: 8 / 675]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وأصل المزمل بالتّشديد المتزمل فأبدلت التّاء زايا وأدغمت الزّاي في الزّاي، وقرأ أبي بن كعب على الأصل والمزمل والمدثر والمتلفف والمشتمل بمعنى). [عمدة القاري: 19 / 264]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا الحسن بن يعقوب، وإبراهيم بن عصمة، قالا: ثنا السّريّ بن خزيمة، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيبٌ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {يا أيّها المزّمّل} [المزمل: 1] قال: «زمّلت هذا الأمر فقم به» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 548]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيّوب، ثنا عبد اللّه بن زكريّا بمكّة، ثنا خلّاد بن يحيى بن أيّوب، ثنا مسعرٌ، عن سماكٍ الحنفيّ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " لمّا نزلت أوّل المزّمّل كانوا يقومون نحوًا من قيامهم في شهر رمضان حتّى نزل آخرها، قال: وكان بين أوّلها وآخرها نحوًا من سنةٍ «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 548]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن جابرٍ قال: «اجتمعت قريشٌ في دار النّدوة، فقالت: سمّوا هذا الرّجل اسمًا يصدّ النّاس عنه. قالوا: كاهنٌ. قالوا: ليس بكاهنٍ. قالوا: مجنونٌ. قالوا: ليس بمجنونٍ. قالوا: ساحرٌ. قالوا: ليس بساحرٍ. فتفرّق المشركون على ذلك. فبلغ ذلك النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - فتزمّل في ثيابه وتدثّر فيها، فأتاه جبريل - صلّى اللّه عليه وسلّم - فقال: {يا أيّها المزّمّل - يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1]».
رواه البزّار والطّبرانيّ في الأوسط، وزاد: قالوا: يفرّق بين الحبيب وحبيبه، وفيه معلّى بن عبد الرّحمن الواسطيّ وهو كذّابٌ. قلت: ويأتي حديث ابن عبّاسٍ في سورة المدّثّر). [مجمع الزوائد: 7 / 130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1 - 10.
أخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل، عن جابر قال: اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا: سموا هذا الرجل أسما تصدر الناس عنه فقالوا: كاهن قالوا: ليس بكاهن قالوا: مجنون، قالوا: ليس بمجنون، قالوا: ساحر قالوا: ليس بساحر، قالوا: يفرق بين الحبيب وحبيبه فتفرق المشركين على ذلك فبلغ ذلك النّبيّ صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه وتدثر فيها فأتاه جبريل فقال: {يا أيها المزمل} {يا أيها المدثر}). [الدر المنثور: 15 / 35-36]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة والبيهقي في "سننه" عن سعد بن هشام قال: قلت لعائشة: أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ألست تقرأ هذه السورة {يا أيها المزمل} قلت: بلى قالت: فإن الله قد افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهرا ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة فصار قيام الليل تطوعا من بعد فريضة). [الدر المنثور: 15 / 36]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله: {يا أيها المزمل} قال: نزلت وهو في قطيفة.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {يا أيها المزمل} قال: زملت هذا الأمر فقم به). [الدر المنثور: 15 / 39]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن نصر عن عكرمة في قوله: {يا أيها المزمل} قال: زملت هذا الأمر فقم به وفي قوله: {يا أيها المدثر} قال: دثرت هذا الأمر فقم به). [الدر المنثور: 15 / 39]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {يا أيها المزمل} قال: النّبيّ صلى الله عليه وسلم يتدثر بالثياب). [الدر المنثور: 15 / 39]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن نصر عن قتادة في قوله: {يا أيها المزمل} قال: هو الذي تزمل بثيابه). [الدر المنثور: 15 / 39]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله: {يا أيها المزمل} قال: النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 15 / 39]

تفسير قوله تعالى: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة المزمل: {قم اللّيل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4) إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 3/82]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لما نزلت قم الليل إلا قليلا قاموا حولا أو حولين حتى انتفخت سوقهم وأقدامهم فأنزل الله تعالى تخفيفها في آخر السورة علم أن سيكون منكم مرضى حتى بلغ ما تيسر منه قال فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة). [تفسير عبد الرزاق: 2/324]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، حدّثنا خالد يعني ابن الحارث، حدّثنا سعيدٌ، حدّثنا قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشامٍ، قال: انطلقنا إلى عائشة، فاستأذنّا عليها، فدخلنا قلت: أنبئيني عن قيام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قالت: «ألست تقرأ هذه السّورة يا أيّها المزّمّل؟» قلت: بلى، قالت: «فإنّ الله افترض القيام في أوّل هذه السّورة، فقام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه حولًا، حتّى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرًا، ثمّ أنزل الله عزّ وجلّ التّخفيف في آخر هذه السّورة، فصار قيام اللّيل تطوّعًا بعد فريضةٍ» مختصرٌ). [السنن الكبرى للنسائي: 10/315]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا يزيد يعني ابن المقدام بن شريحٍ، عن أبيه، وقال على أثره: عن أبيه، عن عائشة، أخبرته أنّها كانت إذا عركت، قال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يا بنت أبي بكرٍ - ثمّ ذكر قتيبة كلمةً معناها - اتّزري على وسطك»، وكان يباشرها من اللّيل ما شاء الله حتّى يقوم لصلاته، وقلّ ما كان ينام من اللّيل لمّا قال الله عزّ وجلّ له: {قم اللّيل إلّا قليلًا} [المزمل: 2]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/316]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثني عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن عكرمة، في قوله: {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلاّ قليلاً} قال: زمّلت هذا الأمر فقم به.
والّذي هو أولى القولين بتأويل ذلك، ما قاله قتادة لأنّه قد عقّبه بقوله: {قم اللّيل} فكان ذلك بيانًا عن أنّه وصفه بالتّزمّل بالثّياب للصّلاة، وأنّ ذلك هو أظهر معنييه). [جامع البيان: 23 / 358] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قم اللّيل إلاّ قليلاً}. يقول لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قم اللّيل يا محمّد كلّه {إلاّ قليلاً} منه). [جامع البيان: 23 / 358]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({أو زد عليه}. خيّره اللّه تعالى ذكره حين فرض عليه قيام اللّيل بين هذه المنازل أيّ ذلك شاء فعل، فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه فيما ذكر يقومون اللّيل، نحو قيامهم في شهر رمضان فيما ذكر حتّى خفّف ذلك عنهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن مسعرٍ، قال: حدّثنا سماكٌ الحنفيّ، قال: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول: لمّا نزل أوّل المزّمّل، كانوا يقومون نحو قيامهم في رمضان، وكان بين أوّلها وآخرها قريبٌ من سنةٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا محمّد بن بشرٍ، عن مسعرٍ، قال: حدّثنا سماكٌ، أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول، فذكر نحوه. إلاّ أنّه قال: نحوًا من قيامهم في شهر رمضان، أو مثل قيامهم في رمضان، فكان بين أوّلها وآخرها سنةٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا زيد بن حبابٍ، عن موسى بن عبيدة، قال: حدّثني محمّد بن طحلاء مولى أمّ سلمة، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عائشة، قالت: كنت أجعل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حصيرًا يصلّي عليه من اللّيل، فتسامع به النّاس، فاجتمعوا، فخرج كالمغضب، وكان بهم رحيمًا، فخشي أن يكتب عليهم قيام اللّيل، فقال: يا أيّها النّاس، اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإنّ اللّه لا يملّ من الثّواب حتّى تملّوا من العمل وخير الأعمال ما ديم عليه. ونزل القرآن: {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلاّ قليلاً (2) نصفه أو انقص منه قليلاً (3) أو زد عليه} حتّى كان الرّجل يربط الحبل ويتعلّق، فمكثوا بذلك ثمانية أشهرٍ، فرأى اللّه ما يبتغون من رضوانه فرحمهم فردّهم إلى الفريضة وترك قيام اللّيل.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن موسى بن عبيدة الحميريّ، عن محمّد بن طحلاء؛ عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عائشة قالت: كنت أشتري لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حصيرًا، فكان يقوم عليه من اللّيل، فتسمّع النّاس بصلاته، فاجتمعت جماعةٌ من النّاس؛ فلمّا رأى اجتماعهم كره ذلك، فخشي أن يكتب عليهم، فدخل البيت كالمغضب، فجعلوا يتنحنحون ويتسعّلون حتّى خرج إليهم، فقال: يا أيّها النّاس إنّ اللّه لا يملّ حتّى تملّوا، يعني من الثّواب، فاكلفوا من العمل ما تطيقون فإنّ خير العمل أدومه وإن قلّ. ونزلت عليه: {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلاّ قليلاً} السّورة. قال: فكتبت عليهم، وأنزلت بمنزلة الفريضة حتّى إن كان أحدهم ليربط الحبل فيتعلّق به؛ فلمّا رأى اللّه جلّ وعزّ ما يكلّفون ممّا يبتغون به وجه اللّه ورضاه، وضع ذلك عنهم، فقال: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه} إلى {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم} فردّهم إلى الفريضة، ووضع عنهم النّافلة، إلاّ ما تطوّعوا به.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {قم اللّيل إلاّ قليلاً (2) نصفه أو انقص منه قليلاً (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلاً}.
فأمر اللّه جلّ ثناؤه نبيّه والمؤمنين بقيام اللّيل إلاّ قليلاً، فشقّ ذلك على المؤمنين، ثمّ خفّف عنهم فرحمهم، وأنزل اللّه بعد هذا: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض} إلى قوله: {فاقرءوا ما تيسّر منه}. فوسّع اللّه وله الحمد، ولم يضيّق.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، قال: لمّا أنزل اللّه على نبيّه: {يا أيّها المزّمّل}. قال: مكث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على هذا الحال عشر سنين يقوم اللّيل كما أمره اللّه، وكانت طائفةٌ من أصحابه يقومون معه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ عليه بعد عشر سنين: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفةٌ من الّذين معك} إلى قوله: {وأقيموا الصّلاة}. فخفّف اللّه عنهم بعد عشر سنين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، عن الحسين، عن يزيد، عن عكرمة والحسن، قالا: قال في سورة المزّمّل {قم اللّيل إلاّ قليلاً (2) نصفه أو انقص منه قليلاً (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلاً} نسختها الآية الّتي فيها: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {قم اللّيل إلاّ قليلاً} قاموا حولاً أو حولين حتّى انتفخت سوقهم وأقدامهم، فأنزل اللّه تخفيفًا بعد في آخر السّورة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن قيس بن وهبٍ، عن أبي عبد الرّحمن، قال: لمّا نزلت: {يا أيّها المزّمّل} قاموا بها حولاً حتّى ورمت أقدامهم وسوقهم حتّى نزلت: {فاقرءوا ما تيسّر منه}. فاستراح النّاس.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جريرٍ بيّاع الملاء، عن الحسن، قال: الحمد للّه تطوّعٌ بعد فريضةٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن مباركٍ، عن الحسن، قال لمّا نزلت {يا أيّها المزّمّل} الآية، قام المسلمون حولاً، فمنهم من أطاقه، ومنهم من لم يطقه، حتّى نزلت الرّخصة.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا نزل أوّل المزّمّل كانوا يقومون نحوًا من قيامهم في شهر رمضان، وكان بين أوّلها وآخرها نحوٌ من سنةٍ). [جامع البيان: 23 / 358-362]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ، ثنا الحسن بن بشرٍ الهمدانيّ، ثنا الحكم بن عبد الملك القرشيّ، ثنا قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشامٍ، قال: قلت لعائشة رضي اللّه عنها: أخبريني عن قراءة رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، قالت: " لمّا أنزل عليه {يا أيّها المزّمّل (1) قم اللّيل إلّا قليلًا} [المزمل: 2] قاموا سنةً حتّى ورمت أقدامهم فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى} «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 548]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهبٍ، أخبرني معاوية بن صالحٍ، عن أبي الزّاهريّة، عن جبير بن نفيرٍ، قال: حججت فدخلت على عائشة رضي اللّه عنها، فسألتها عن قيام رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: «ألست تقرأ يا أيّها المزّمّل» قلت: بلى، قالت: «هو قيامه» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن عائشة قالت: نزل القرآن {يا أيها المزمل (1) قم الليل إلا قليلا} حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق فمكثوا بذلك ثمانية أشهر فرأى الله ما يبتغون من رضوانه فرحمهم وردهم إلى الفريضة وترك قيام الليل). [الدر المنثور: 15 / 36]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة والحاكم وصححه عن جبير بن نفير قال: سألت عائشة عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت: ألست تقرأ {يا أيها المزمل} قلت: بلى، قالت: هو قيامه.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن عائشة قالت: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم قلما ينام من الليل لما قال الله له: {قم الليل إلا قليلا}). [الدر المنثور: 15 / 37]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم ومحمد بن نصر والطبراني والحاكم وصحه والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس قال: لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل آخرها وكان بين أولها وآخرها نحو من سنة). [الدر المنثور: 15 / 37]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن نصر عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: نزلت {يا أيها المزمل} قاموا حولا حتى ورمت أقدامهم وسوقهم حتى نزلت {فاقرؤوا ما تيسر منه} فاستراح الناس). [الدر المنثور: 15 / 37-38]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت {يا أيها المزمل (1) قم الليل إلا قليلا} مكث النّبيّ صلى الله عليه وسلم على هذه الحال عشر سنين يقوم الليل كما أمره الله وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه فأنزل الله بعد عشر سنين {إن ربك يعلم أنك تقوم} إلى قوله: {فأقيموا الصلاة} فخفف الله عنهم بعد عشر سنين). [الدر المنثور: 15 / 38]

تفسير قوله تعالى: (نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة المزمل: {قم اللّيل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4) إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 3/82] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({نصفه}. يقول: قم نصف اللّيل أو انقص من نصفه قليلاً). [جامع البيان: 23 / 358]

تفسير قوله تعالى: (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا رجل من الأنصار، قال: سألت الحكم بن عتيبة، عن قول الله عز وجل: {ورتل القرآن ترتيلًا} قال: الترسل.
ثم قال: كنت آتي عبد الله بن معقل بين المغرب والعشاء، فأقعد عنده، فأستمع كيف يقرأ، فلو أن رجلا شاء أن يتعلم منه لتعلم، وكان يصلي ما بين المغرب والعشاء، وبين الظهر والعصر في المسجد الأعظم، ويصلي غدوة حتى يكون قريبًا من نصف النهار، ثم يرجع إلى أهله فيقيل، ثم يروح، وكانوا يسمونه المحسر، أي إن قومًا كانوا يأخذون في مثل ذلك فينقطعون وهو على حاله). [الزهد لابن المبارك: 2/723]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سلام بن مسكين، قال: سمعت الحسن يقرأ: {أفمن يلقى في النار خيرٌ} [سورة فصلت: 40]، قال: سمع رجل من المهاجرين رجلًا يقرؤها يعيدها، ويبديها، فقال: أو ما سمعت الله تعالى يقول: {ورتل القرآن ترتيلًا} [سورة المزمل: 4] فهذا الترتيل). [الزهد لابن المبارك: 2/723]

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعته وسئل عن قول الله: {ورتل القرآن ترتيلا}، ما ذلك الترتيل، فقال: تفسيره يقرأ به حرفا حرفا). [الجامع في علوم القرآن: 2/157]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة المزمل: {قم اللّيل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4) إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 3/82] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا قال بلغنا أن عامة قراءة النبي كانت المد). [تفسير عبد الرزاق: 2/324]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سلاّم بن مسكينٍ، قال: حدّثنا الحسن، قال: مرّ رجلٌ من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم على رجلٍ يقرأ آيةً ويبكي ويردّدها، قال: فقال: ألم تسمعوا إلى قول الله تعالى: {ورتّل القرآن ترتيلاً} قال: هذا التّرتيل). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 458]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ورتّل القرآن ترتيلاً}. يقول تعالى ذكره: وبيّن القرآن إذا قرأته تبيينًا، وترسّل فيه ترسّلاً.

وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال. حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا أبو رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال: اقرأه قراءةً بيّنةً.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال. حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال: بعضه على أثر بعضٍ.
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه المخزوميّ، قال: حدّثنا جعفر بن عونٍ، قال: أخبرنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {ورتّل القرآن ترتيلاً}: يقولتعالى ذكره: وبيّن القرآن تبيينًا، بعضه على أثر بعضٍ، على تؤدةٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قول اللّه {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال: ترسّل فيه ترسّلاً.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {ورتّل القرآن ترتيلاً}. أيّ: بيّنه تبيينًا، قال: بعضه على أثر بعضٍ.
- حدّثني زكريّا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: حدّثنا حجّاج بن محمّدٍ، قال: قال ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال: التّرتيل: المدّ، الطّرح.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال بيّنه تبيانًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ، {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال: بيّنه تبيانًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {ورتّل القرآن ترتيلاً}. قال: بعضه على أثر بعضٍ). [جامع البيان: 23 / 362-364]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: ثنا ابن أبي زائدة، عن ابن أبي ليلى، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- "في قوله عز وجل: (ورتل القرآن ترتيلاً" قال: بينه تبياناً". هذا إسنادٌ ضعيفٌ" لضعف محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 294]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: حدثنا ابن أبي زائدة، عن ابن أبي ليلى، عن مقسمٍ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عزّ وجلّ: {ورتّل القرآن ترتيلًا}، قال: بيّنه بيانًا). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15 / 410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع لا يهذرم). [الدر المنثور: 15 / 39]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن منيع في مسنده ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: بينه تبيينا). [الدر المنثور: 15 / 40]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي في "سننه" عن عبد الله بن عمرو عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها). [الدر المنثور: 15 / 40]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي بسند واه عن ابن عباس مرفوعا إذا قرأت القرآن فرتله ترتيلا وبينه تبيينا ولا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا الشعرة قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكونن هم أحدكم آخر السورة). [الدر المنثور: 15 / 40]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن نصر والبيهقي في "سننه" عن إبراهيم قال: قرأ علقمة على عبد الله فقال: رتله فإنه يزين القرآن). [الدر المنثور: 15 / 40]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: ترسل فيه ترسيلا). [الدر المنثور: 15 / 41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن نصر، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: بلغنا أن عامة قراءة النّبيّ صلى الله عليه وسلم كانت المد). [الدر المنثور: 15 / 41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: بينه تبيينا). [الدر المنثور: 15 / 41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: اقرأه قراءة بينة). [الدر المنثور: 15 / 41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن نصر والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: بعضه على أثر بعض). [الدر المنثور: 15 / 41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: فسره تفسيرا). [الدر المنثور: 15 / 41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج العسكري في المواعظ عن علي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: بينه تبيينا ولا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة). [الدر المنثور: 15 / 41-42]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي مليكة عن بعض أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنها سئلت عن قراءة النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت: إنكم لا تستطيعونها فقيل لها: أخبرينا بها فقرأت قراءة ترسلت فيها). [الدر المنثور: 15 / 42]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، عن طاووس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن قراءة قال: الذي إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله). [الدر المنثور: 15 / 42]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال: مر رجل من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم على رجل يقرأ آية ويبكي ويرددها فقال: ألم تسمعوا إلى قول الله: {ورتل القرآن ترتيلا} هذا الترتيل). [الدر المنثور: 15 / 42]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن الضريس عن أبي هريرة أو أبي سعيد قال: يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وأرق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها). [الدر المنثور: 15 / 42]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن الضريس عن مجاهد قال: القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة يقول: يا رب جعلتني في جوفه فأسهرت ليله ومنعته من كثير من شهواته ولكل عامل من عمله عماله فيقال له: أبسط يدك فيملأ من رضوان فلا يسخط عليه بعده ثم يقال له: اقرأ وأرقه فيرفع بكل آية درجة ويزاد بكل آية حسنة). [الدر المنثور: 15 / 43]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك بن قيس قال: يا أيها الناس علموا أولادكم وأهاليكم القرآن فإنه من كتب له من مسلم يدخله الله الجنة أتاه ملكان فاكتنفاه فقالا له: اقرأ وارتق في درج الجنة حتى ينزلا به حيث انتهى علمه من القرآن). [الدر المنثور: 15 / 43]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن الضريس عن بريدة قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له: هل تعرفني فيقول: ما أعرفك فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة، قال: فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكس والده حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان: بم كسينا هذا فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد درج الجنة وعرفها فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا). [الدر المنثور: 15 / 43-44]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني حماد بن زيد عن عاصم قال: سمع أبو العالية رجلا وهو يقول سورة قصيرة، فقال: أنت أقصر وألم؛ قال: وكان ابن سيرين يكره أن يقول سورة خفيفة، فإن الله يقول: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}، ولكن قل سورة يسيرة، فإن الله يقول: {لقد يسرنا القرآن للذكر}). [الجامع في علوم القرآن: 3/14]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة المزمل: {قم اللّيل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4) إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 3/82] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى قولا ثقيلا قلل تثقل والله فرائضه وحدوده). [تفسير عبد الرزاق: 2/324]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال أخبرني هشام بن عروة عن أبيه أن النبي كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها فما تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه). [تفسير عبد الرزاق: 2/324]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت سأل رجل النبي قال معمر أحسبه قال الحارث بن هشام فقال كيف يأتيك الوحي يا رسول الله قال يأتيني أحيانا وله صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت وذلك أشد ما يكون علي ويأتيني أحيانا في صورة الرجل أو قال الملك فيكلمني فأعي ما يقول وذلك أهون علي). [تفسير عبد الرزاق: 2/326]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا وأقوم قيلاً (6) إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً} فقال بعضهم: عنى به إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً العمل به.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}. قال: العمل به ثقيلٌ، قال: إنّ الرّجل ليهذّ السّورة، ولكنّ العمل به ثقيلٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}. قال: ثقيلٌ واللّه فرائضه وحدوده.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {ثقيلاً}. قال: ثقيلٌ واللّه فرائضه وحدوده.
وقال آخرون: بل عني بذلك أنّ القول عينه ثقيلٌ محمله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها، فما تستطيع أن تتحرّك حتّى يسرى عنه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}. قال: هو واللّه ثقيلٌ مباركٌ القرآن، كما ثقل في الدّنيا ثقل في الموازين يوم القيامة.
وأولى الأقوال بالصّواب في ذلك أن يقال: إنّ اللّه وصفه بأنّه قولٌ ثقيلٌ، فهو كما وصفه به ثقيلٌ محمله ثقيلٌ العمل بحدوده وفرائضه). [جامع البيان: 23 / 364-366]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني محمّد بن عليٍّ الصّنعانيّ بمكّة، ثنا عليّ بن المبارك الصّنعانيّ، ثنا زيد بن المبارك، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم " كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها، فلم تستطع أن تتحرّك، وتلت قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا} [المزمل: 5] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 549]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إنّا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا} [المزمل: 5].
- عن عائشة قالت: «كان النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - إذا نزل عليه وجد ما قال اللّه - عزّ وجلّ -: {إنّا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا} [المزمل: 5]».
رواه أبو يعلى، وإسناده جيّدٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 130]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا مسروق بن المرزبان، حدّثني ابن أبي زائدة، ثنا محمّد بن عمرٍو، عن أبيه، عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: "كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا نزل عليه وجد ما قال اللّه- عزّ وجلّ-: (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلاً) "). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن نصر عن قتادة في قوله: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} قال: يثقل من الله فرائضه وحدوده). [الدر المنثور: 15 / 44]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن نصر عن الحسن في قوله: {قولا ثقيلا} قال: العمل به). [الدر المنثور: 15 / 44]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر، وابن المنذر عن الحسن في قوله: {قولا ثقيلا} قال: ثقيل في الميزان يوم القيامة). [الدر المنثور: 15 / 44]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن نصر والحاكم وصححه عن عائشة أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها فما تستطيع أن تتحول حتى يسري عنه وتلت {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}). [الدر المنثور: 15 / 45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله هل تحس بالوحي فقال: اسمع صلاصل ثم اسكت عند ذلك فما من مرة يوحي إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض). [الدر المنثور: 15 / 45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه لم يستطع أحد منا أن يرفع إليه طرفه حتى ينقضي الوحي). [الدر المنثور: 15 / 45]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرنا حفص بن ميسرة عن عبادة بن كثير في قول الله: {إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا}، قال: ما بين المغرب والعشاء). [الجامع في علوم القرآن: 1/38]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني جرير بن حازم أنه سمع قتادة بن دعامة [يقول: {ناشئة] الليل}، حين يقبل الليل من المشرق). [الجامع في علوم القرآن: 2/43]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني القاسم بن عبد الله عن عبد الله بن دينار عن [ ....... ] كان يقول: {ناشئة الليل}، أوله ما بين المغرب والعشاء). [الجامع في علوم القرآن: 2/114]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني الحارث بن نبهان عن أبان بن أبي عيّاشٍ أنّ أنس بن مالكٍ قرأ: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً} وأصوب {قيلاً}؛ قال: فقلت له: أو {أقوم قيلاً}، فقال: أصوب وأقوم واحدٌ). [الجامع في علوم القرآن: 3/51]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة المزمل: {قم اللّيل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4) إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 3/82] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): ({وناشئة الليل}، كانت صلاتهم أول الليل يقول هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من القيام من آخر الليل شفقة من أن يغلبهم النوم فلا يستغفرون). [الجامع في علوم القرآن: 3/82]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقوله: {أقوم قيلاً}، يقول: أجدر أن تفقه في القرآن، ويقول: {إن لك في النهار سبحاً طويلاً}، يقول: فراغاً طويلاً). [الجامع في علوم القرآن: 3/82]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى هي أشد وطئا وأقوم قيلا قال القيام في الليل أشد وطأ يقول أثبت في الخير وأقوم قيلا يقول وأحفظ للقراءة). [تفسير عبد الرزاق: 2/324-325]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى أشد وطئا قال يواطئ سمعك وقلبك وبصرك وأقوم قيلا أثبت للقراءة). [تفسير عبد الرزاق: 2/325]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى إن ناشئة الليل قال كل شيء بعد العشاء فهو ناشئة). [تفسير عبد الرزاق: 2/325]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله تعالى: {ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا} قال: متى ما قمت من اللّيل فهي ناشئة، و{أشد وطأً}: مواطاة لك في القول، {وأقوم قيلا} قال: أفرغ لقلبك). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 64]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {ناشئة اللّيل} قال: بدوّ اللّيل). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 104]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا}. يعني جلّ وعزّ بقوله: {إنّ ناشئة اللّيل}: إنّ ساعات اللّيل، وكلّ ساعةٍ من ساعات اللّيل ناشئةٌ من اللّيل.
وقد اختلف أهل التّأويل في ذلك، فقال بعضهم: اللّيل كلّه ناشئةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا حاتم بن أبي صغيرة، قال: قلت لعبد اللّه بن أبي مليكة: ألا تحدّثني أيّ اللّيل ناشئةٌ؟ قال: على الثّبت سقطت، سألت عنها ابن عبّاسٍ، فزعم أنّ اللّيل كلّه ناشئةٌ. وسألت عنها ابن الزّبير، فأخبرني مثل ذلك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، قال: حدّثنا عنبسة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: بلسان الحبشة إذا قام الرّجل من اللّيل، قالوا: نشأ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {إنّ ناشئة اللّيل} نشأ: قام.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: نشأ: قام.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، قال: إذا قام الرّجل من اللّيل، فهو ناشئة اللّيل.
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: هو اللّيل كلّه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: إذا قمت اللّيل فهو ناشئةٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: كلّ شيءٍ بعد العشاء فهو ناشئةٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: قيام اللّيل؛ قال: وأيّ ساعةٍ من اللّيل قام فقد نشأ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: أيّ اللّيل قمت فهو ناشئةٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن خارجة، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة، قال: سألت ابن عبّاسٍ وابن الزّبير عن ناشئة اللّيل فقالا: كلّ اللّيل ناشئةٌ، فإذا نشأت قائمًا فتلك ناشئةٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: أيّ ساعةٍ تهجّد فيها متهجّدٌ من اللّيل.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. يعني: اللّيل كلّه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن أبي عامرٍ الخزّاز، ونافعٍ عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: اللّيل كلّه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: اللّيل كلّه إذا قام يصلّي فهو ناشئةٌ.
وقال آخرون: بل ذلك ما كان بعد العشاء، فأمّا ما كان قبل العشاء فليس بناشئةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن سليمان التّيميّ، عن أبي مجلزٍ، في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: ما بعد العشاء ناشئةٌ.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا أبو رجاءٍ، في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: ما بعد العشاء الآخرة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، سئل الحسن وأنا أسمع، فقال: ما كان بعد العشاء فهو ناشئةٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ ناشئة اللّيل} قال: ناشئة اللّيل: ما كان بعد العشاء فهو ناشئةٌ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا سليمانٌ، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، قال: قال قتادة في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل}. قال: كلّ شيءٍ بعد العشاء فهو ناشئةٌ.
وقوله: {هي أشدّ وطئًا}. اختلفت قرأة الأمصار في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة مكّة والمدينة والكوفة {أشدّ وطئًا}. بفتح الواو وسكون الطّاء. وقرأ ذلك بعض قرأة البصرة ومكّة والشّام: (وطاءً) بكسر الواو ومدّ الألف على أنّه مصدرٌ من قول القائل: واطأ اللّسان القلب مواطأةً ووطاءً.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
ويعني بقوله: {هي أشدّ وطئًا} ناشئة اللّيل أشدّ ثباتًا من النّهار وأثبت في القلب، وذلك أنّ العمل باللّيل أثبت منه بالنّهار. وحكي عن العرب: وطئنا اللّيل وطأً: إذا ساروا فيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال من أهل التّأويل من قرأه بفتح الواو وسكون الطّاء، وإن اختلفت عباراتهم في ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {هي أشدّ وطئًا} أي أثبت في الخير، وأحفظ في الحفظ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {هي أشدّ وطئًا} قال: القيام باللّيل أشدّ وطئًا: يقول: أثبت في الخير.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا}. يقول: ناشئة اللّيل كانت صلاتهم أوّل اللّيل {هي أشدّ وطئًا}. يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض اللّه عليكم من القيام، وذلك أنّ الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا}. قال: إنّ مصلّي اللّيل القائم باللّيل {أشدّ وطئًا}: طمأنينةً أفرغ له قلبًا، وذلك أنّه لا يعرض له حوائج ولا شيءٌ.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {هي أشدّ وطئًا}. يقول: قراءة القرآن باللّيل أثبت منه بالنّهار، وأشدّ مواطأةً باللّيل منه بالنّهار.
وأمّا الّذين قرءوا: وطاءً بكسر الواو ومدّ الألف، فقد ذكرت الّذي عنوا بقراءتهم ذلك كذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: (أشدّ وطاءً). قال: أن تواطئ قلبك وسمعك وبصرك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: (إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطاءً). قال: أن تواطئ سمعك وبصرك وقلبك.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أشدّ وطئًا}. قال: مواطأةً للقول، وفراغًا للقلب.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: سمعت ابن أبي نجيحٍ، يقول في قوله: (إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطاءً وأقوم قيلاً). قال: أجدر أن يأتطي لك سمعك، أجدر أن يأتطي لك بصرك.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ (أشدّ وطاءً). قال: أجدر أن تواطئ سمعك وقلبك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٍ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ في قوله: (إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطاءً وأقوم قيلاً). قال: يواطئ سمعك وبصرك وقلبك بعضه بعضًا.
وقوله: {وأقوم قيلاً} يقول: وأصوب قراءةً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يحيى بن داود الواسطيّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن الأعمش، قال: قرأ أنسٌ هذه الآية: (إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا وأصوب قيلاً). فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة، إنّما هي {وأقوم قيلاً}. قال: (أقوم) و(أصوب) و(أهيأ) واحدٌ.
- حدّثني موسى بن عبد الرّحمن المسروقيّ، قال: حدّثنا عبد الحميد الحمّانيّ، عن الأعمش قال: قرأ أنسٌ {وأقوم قيلاً}: (وأصوب قيلاً). قيل له: يا أبا حمزة إنّما هي {وأقوم قيلاً}. قال أنسٌ: (أقوم) و(أصوب) و(أهيأ) واحدٌ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وأقوم قيلاً}. وأثبت قرأةً.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأقوم قيلاً} يقول: أدنى من أن تفقهوا القرآن.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وأقوم قيلاً}. قال: أحفظ للقراءة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأقوم قيلاً}. قال: أقوم قراءةً، لفراغه من الدّنيا). [جامع البيان: 23 / 366-374]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق الهمذاني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله عز وجل إن ناشئة الليل قال يعني قيام الليل والناشئة بالحبشية إذا قام الرجل قالوا نشأ). [تفسير مجاهد: 2/699]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الحريري عن علي بن حسين قال إن ناشئة الليل قيام ما بين المغرب والعشاء). [تفسير مجاهد: 2/699]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال كل صلاة بعد العشاء الآخرة فهي ناشئة الليل). [تفسير مجاهد: 2/699]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شريك عن منصور عن مجاهد قال ناشئة الليل قيام الليل). [تفسير مجاهد: 2/700]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال هي أشد مواطأة للقرآن أشد موافقة لسمعه وبصره وقلبه). [تفسير مجاهد: 2/700]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ، ثنا حامد بن أبي حامدٍ المقرئ، ثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، ثنا أبو غسّان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، {إنّ ناشئة اللّيل} [المزمل: 6] قال: «هي بالحبشيّة قيام اللّيل» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 549]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {قم الليل إلّا قليلاً (2) نصفه... } الآية [المزمل: 2] قال: نسختها الآية التي فيها قوله تعالى: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقّرؤوا ما تيسر من القرآن} [المزمل: 20] قال: وناشئة الليل: أوله، يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل، وذلك: أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله: {وأقوم قيلاً} [المزمل: 6] يقول: هو أجدر أن تفقه في القرآن). [جامع الأصول: 2 / 417] (م)
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: وثنا إبراهيم، ثنا أبو أسامة، ثنا الأعمش "أنّ أنس بن مالكٍ- رضي اللّه عنه- قرأ هذه الآية: "إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأصوب قيلًا" فقال له رجل: إنما نقرؤها: (وأقوم قيلاً) فقال: إنّ أقوم، وأصوب، وأهيأ، وأشباه هذا واحدٌ"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 294-295]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا إبراهيم، ثنا أبو أسامة، ثنا الأعمش قال: إنّ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قرأ هذه الآية: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا وأصوب قيلًا}، فقال له رجلٌ: إنّما نقرؤها: {وأقوم قيلًا}، فقال إنّ: أقوم، وأصوب، وأهيأ، وأشباه هذا واحدٌ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15 / 412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في ناسخه ومحمد بن نصر، وابن مردويه والبيهقي في السنن من طريق عكرمة عن ابن عباس قال في المزمل: {قم الليل إلا قليلا (2) نصفه} الآية التي فيها {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم} {فاقرؤوا ما تيسر منه} وناشئة الليل أوله كانت صلاتهم أول الليل يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل وذلك أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ وقوله: {وأقوم قيلا} يقول: هو أجدر أن تفقه قراءة القرآن وقوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} يقول: فراغا طويلا). [الدر المنثور: 15 / 38]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن نصر، وابن المنذر والبيهقي في "سننه" ابن عباس في قوله: {إن ناشئة الليل} قال: قيام الليل بلسان الحبشة إذا قام الرجل قالوا: نشأ). [الدر المنثور: 15 / 45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" عن ابن أبي مليكه قال: سألت ابن عباس، وابن الزبير عن ناشئة الليل قالا: قيام الليل.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال: ناشئة الليل أوله.
وأخرج ابن المنذر، وابن الضريس عن ابن عباس قال: الليل كله ناشئة). [الدر المنثور: 15 / 46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله: {إن ناشئة الليل} قال: هي بالحبشية قيام الليل). [الدر المنثور: 15 / 46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك {إن ناشئة الليل} قال: قيام الليل بلسان الحبشة). [الدر المنثور: 15 / 46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر عن أبي ميسرة قال: هو بلسان الحبشة نشأ أي: قام). [الدر المنثور: 15 / 46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر عن أبي مليكة قال: سئل ابن عباس عن قوله: {ناشئة الليل} قال: أي الليل قمت فقد أنشأت). [الدر المنثور: 15 / 47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {إن ناشئة الليل} قال: كل شيء بعد العشاء الآخرة ناشئة). [الدر المنثور: 15 / 47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر والبيهقي في "سننه" عن الحسن قال: كل صلاة بعد العشاء الآخرة فهو ناشئة الليل). [الدر المنثور: 15 / 47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر عن أبي مجلز {إن ناشئة الليل} قال: ما كان بعد العشاء الآخرة إلى الصبح فهو ناشئة). [الدر المنثور: 15 / 47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن نصر عن مجاهد {إن ناشئة الليل} قال: أي ساعة تهجدت فيها فتهجد من الليل). [الدر المنثور: 15 / 47]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن نصر والبيهقي في "سننه" عن أنس بن مالك في قوله: {إن ناشئة الليل} قال: ما بين المغرب والعشاء.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله). [الدر المنثور: 15 / 47-48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر والبيهقي عن علي بن حسين قال: {ناشئة الليل} قيام ما بين المغرب والعشاء). [الدر المنثور: 15 / 48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن حسين بن علي أنه رؤي يصلي فيما بين المغرب والعشاء فقيل له: في ذلك فقال: إنها من الناشئة). [الدر المنثور: 15 / 48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {ناشئة الليل} مهموزة الياء هي {أشد وطأ} بنصب الواو وجزم الطاء يعني المواطاة). [الدر المنثور: 15 / 48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن جرير ومحمد بن نصر، وابن الأنباري في المصاحف عن أنس بن مالك أنه قرأ هذه الآية إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا فقال له رجل: إنا نقرؤها {وأقوم قيلا} فقال: إن أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحد). [الدر المنثور: 15 / 48-49]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن نصر، وابن المنذر عن مجاهد {هي أشد وطأ} قال: مواطاة لك في القول {وأقوم قيلا} قال: افرغ لقلبك). [الدر المنثور: 15 / 49]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن مجاهد {أشد وطأ} قال: أن توطئ سمعك وبصرك وقلبك بعضه بعضا {وأقوم قيلا} قال: أثبت للقراءة). [الدر المنثور: 15 / 49]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن نصر عن قتادة {أشد وطأ} قال: أثبت في الخير ! {وأقوم قيلا} أجرأ على القراءة). [الدر المنثور: 15 / 49-50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وأقوم قيلا} قال: أدنى من أن يفقه القرآن وفي قوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} قال: فزاغا وفي قوله: {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص لله إخلاصا). [الدر المنثور: 15 / 50]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقوله: {أقوم قيلاً}، يقول: أجدر أن تفقه في القرآن، ويقول: {إن لك في النهار سبحاً طويلاً}، يقول: فراغاً طويلاً). [الجامع في علوم القرآن: 3/82] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى سبحا طويلا قال فراغا طويلا). [تفسير عبد الرزاق: 2/325]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {سبحًا طويلا} قال: النّوم والفراغ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 105]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ لك يا محمّد في النّهار فراغًا طويلاً تتّسع به، وتتقلّب فيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {سبحًا طويلاً}: فراغًا طويلاً، يعني النّوم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً}. قال: متاعًا طويلاً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً}. يقول: فراغًا وبقيّةً ومتقلّبًا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: في قوله: {سبحًا طويلاً}. قال: فراغًا طويلاً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً} قال: لحوائجك، فافرغ لدينك باللّيل، قال: وهذا حين كانت صلاة اللّيل فريضةً، ثمّ إنّ اللّه منّ على العباد فخفّفها ووضعها، وقرأ: {قم اللّيل إلاّ قليلاً} إلى آخر الآية، ثمّ قال: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل} حتّى بلغ قوله: {فاقرءوا ما تيسّر منه} اللّيل نصفه أو ثلثه، ثمّ جاء أمرٌ أوسع وأفسح، وضع الفريضة عنه وعن أمّته، فقال: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا}.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك يقول: في قوله: {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً}: فراغًا طويلاً.
وكان يحيى بن يعمر يقرأ ذلك بالخاء.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبد المؤمن، عن غالبٍ اللّيثيّ، عن يحيى بن يعمر، من جديلة قيسٍ، أنّه كان يقرأ: (سبخًا طويلاً) قال: وهو النّوم.
قال أبو جعفرٍ: والتّسبيخ: توسيع القطن والصّوف وتنفيشه، يقال للمرأة: سبّخي قطنك: أي نفّشيه ووسّعيه؛ ومنه قول الأخطل:
فأرسلوهنّ يذرين التّراب = كما يذري سبائخ قطنٍ ندف أوتار
وإنّما عني بقوله: {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلاً} إنّ لك في النّهار سعةً لقضاء حوائجك ونومك. والسّبح والسّبخ قريبا المعنى في هذا الموضع). [جامع البيان: 23 / 374-376]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {قم الليل إلّا قليلاً (2) نصفه... } الآية [المزمل: 2] قال: نسختها الآية التي فيها قوله تعالى: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقّرؤوا ما تيسر من القرآن} [المزمل: 20] قال: وناشئة الليل: أوله، يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل، وذلك: أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله: {وأقوم قيلاً} [المزمل: 6] يقول: هو أجدر أن تفقه في القرآن، قوله {إنّ لك في النهار سبحاً طويلاً} [المزمل: 7]. يقول فراغاً طويلاً). [جامع الأصول: 2 / 417] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في ناسخه ومحمد بن نصر، وابن مردويه والبيهقي في السنن من طريق عكرمة عن ابن عباس قال في المزمل: {قم الليل إلا قليلا (2) نصفه} الآية التي فيها {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم} {فاقرؤوا ما تيسر منه} وناشئة الليل أوله كانت صلاتهم أول الليل يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل وذلك أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ وقوله: {وأقوم قيلا} يقول: هو أجدر أن تفقه قراءة القرآن وقوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} يقول: فراغا طويلا). [الدر المنثور: 15 / 38] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وأقوم قيلا} قال: أدنى من أن يفقه القرآن وفي قوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} قال: فزاغا وفي قوله: {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص لله إخلاصا). [الدر المنثور: 15 / 50] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم في الكني عن ابن عباس في قوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} قال: السبح الفراغ للحاجة والنوم). [الدر المنثور: 15 / 50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر عن مجاهد في قوله: {سبحا طويلا} قال: فراغا.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك والربيع مثله). [الدر المنثور: 15 / 50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن نصر، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {سبحا طويلا} قال: فراغا طويلا {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص له الدعوة والعبادة). [الدر المنثور: 15 / 50]

تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وتبتل إليه تبتيلا قال أخلص له الدعوة والعبادة). [تفسير عبد الرزاق: 2/325]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو الأحوص، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {وتبتّل إليه تبتيلاً} قال: أخلص له إخلاصًا). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 435]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {وتبتّل} [المزمل: 8] : «أخلص»). [صحيح البخاري: 6 / 161]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ وتبتّل أخلص وصله الفريابيّ وغيره وقد تقدّم في كتاب قيام اللّيل). [فتح الباري: 8 / 675]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد وتبتل اخلص
أخبرنا محمّد بن محمّد بن عبد اللّطيف أنا إبراهيم بن علّي أنا أبو الفرج بن عبد المنعم عن أحمد بن محمّد أن الحسن بن أحمد أخبرهم أنا أحمد بن عبد الله ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمّد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله 8 المزمل {وتبتل إليه تبتيلا} قال أخلص له إخلاصا
رواه عبد عن قبيصة عن سفيان عن منصور به
ورواه الفريابيّ عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد
ورواه عبد عن شبابة عن ورقاء). [تغليق التعليق: 4 / 349-350]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ وتبتّل أخلص
أي: قال مجاهد في قوله عز وجل: {وتبتل إليه تبتيلاً} (المزمل: 8) وفسره بقوله: أخلص، ورواه عبد عن شبابة عن ورقاء عن ابن جريج عنه بلفظ: أخلص له المسألة والدّعاء، وقال قتادة: أخلص له الدعوة والعبادة، وقال ابن أبي حاتم روي عن ابن عبّاس وأبي صالح والضّحّاك وعطية والسّديّ وعطاء الخراساني مثل ذلك، وعن عطاء: انقطع إليه انقطاعًا، وهو الأصل فيه. يقال: تبتلت الشّيء إذا قطعته). [عمدة القاري: 19 / 264]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي (وتبتل) أي (أخلص) وقال غيره: انقطع إليه). [إرشاد الساري: 7 / 402]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {وتبتّل إليه تبتيلا} قال: أخلص له إخلاصًا). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 64]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {وتبتّل إليه تبتيلا} قال: أخلص إليه إخلاصاً). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 105]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {واذكر اسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلاً (8) ربّ المشرق والمغرب لا إله إلاّ هو فاتّخذه وكيلاً (9) واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرًا جميلاً}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: {واذكر} يا محمّد {اسم ربّك} فادعه به. {وتبتّل إليه تبتيلاً} يقول: وانقطع إليه انقطاعًا لحوائجك وعبادتك دون سائر الأشياء غيره؛ وهو من قولهم: تبتّلت هذا الأمر إذا قطعته؛ ومنه قيل لأمّ عيسى ابن مريم البتول، لانقطاعها إلى اللّه؛ ويقال للعابد المنقطع عن الدّنيا وأسبابها إلى عبادة اللّه: قد تبتّل؛ ومنه الخبر الّذي روي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّه نهى عن التّبتّل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً} قال: أخلص له إخلاصًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يحيى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ: {وتبتّل إليه تبتيلاً} قال: أخلص له إخلاصًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {وتبتّل إليه تبتيلاً} قال: أخلص له إخلاصًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن مجاهدٍ، مثله، إلاّ أنّه قال: أخلص إليه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {وتبتّل إليه تبتيلاً}. قال: أخلص إليه إخلاصًا.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي يحيى المكّيّ، في قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً}. قال: أخلص إليه إخلاصًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً}. قال: أخلص إليه المسألة والدّعاء.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن أبي زائدة، عن أشعث، عن الحسن، في قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً}. قال: بتّل نفسك واجتهد.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً}. يقول: أخلص له العبادة والدّعوة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة بنحوه.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً}. قال: أخلص إليه إخلاصًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وتبتّل إليه تبتيلاً} قال: أي تفرّغ لعبادته. قال: {وتبتّل}: تعبّد ذا التّبتّل إلى اللّه، وقرأ قول اللّه: {فإذا فرغت فانصب}. قال: إذا فرغت من الجهاد فانصب في عبادة اللّه {وإلى ربّك فارغب}). [جامع البيان: 23 / 377-379]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شيبان عن منصور عن مجاهد وتبتل إليه تبتيلا يقول أخلص إليه إخلاصا). [تفسير مجاهد: 2/700]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وأقوم قيلا} قال: أدنى من أن يفقه القرآن وفي قوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} قال: فزاغا وفي قوله: {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص لله إخلاصا). [الدر المنثور: 15 / 50] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن نصر، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {سبحا طويلا} قال: فراغا طويلا {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص له الدعوة والعبادة). [الدر المنثور: 15 / 50] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص له المسألة والدعاء إخلاصا). [الدر المنثور: 15 / 51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {وتبتل إليه تبتيلا} قال: أخلص له إخلاصا). [الدر المنثور: 15 / 51]

تفسير قوله تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ربّ المشرق والمغرب} اختلفت القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة بالرّفع على الابتداء، إذ كان ابتداء آيةٍ بعد أخرى تامّةٍ. وقرأ ذلك عامّة قرأة الكوفة بالخفض على وجه النّعت، والرّدّ على الهاء الّتي في قوله: {وتبتّل إليه}.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان معروفتان قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماء من القرّاء، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ. ومعنى الكلام: ربّ أهل المشرق والمغرب وما بينهما من العالم.
وقوله: {لا إله إلاّ هو}. يقول: لا ينبغي أن يعبد إلهٌ سوى اللّه الّذي هو ربّ المشرق والمغرب.
وقوله: {فاتّخذه وكيلاً}. يقول: فاتّخذه فيما بأمورك وفوّض إليه أسبابك). [جامع البيان: 23 / 379-380]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {رب المشرق والمغرب} بخفض رب). [الدر المنثور: 15 / 51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {رب المشرق والمغرب} قال: وجه الليل ووجه النهار). [الدر المنثور: 15 / 51]

تفسير قوله تعالى: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرًا جميلاً}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: اصبر يا محمّد على ما يقول المشركون من قومك لك، وعلى أذاهم، واهجرهم في اللّه هجرًا جميلاً. والهجر الجميل: هو الهجر في ذات اللّه، كما قال عزّ وجلّ: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره} الآية، وقيل: إنّ ذلك نسخ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرًا جميلاً} (براءة) نسخت ما ههنا؛ أمر بقتالهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدًا رسول اللّه، لا يقبل منهم غيرها). [جامع البيان: 23 / 380]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {واهجرهم هجرا جميلا} قال: اصفح {وقل سلام} قال: هذا قبل السيف والله أعلم). [الدر المنثور: 15 / 51]


رد مع اقتباس