الموضوع: سورة التوبة
عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 24 محرم 1434هـ/7-12-2012م, 03:15 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله عز وجل: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120)}

قال الوليد بن محمد الموقّري الأموي (ت:182هـ): حدثني محمد بن مسلم بن عبد الله بن شِهَاب الزهري (ت: 124هـ): (وقال في سورة براءة: {إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً}.
وقال أيضاً: {وما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصبٌ}.
نسخهما قوله تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافةً فلولا نفر من كل فرقةٍ منهم طائفةٌ ليتفقوا في الدين}. *
).[الناسخ والمنسوخ للزهري: 28-29]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (وقد ذكرت الآية التّاسعة في النّاسخ والمنسوخ باب ذكر الآية التّاسعة
قال اللّه جلّ وعزّ: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلّفوا عن رسول اللّه ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه} [التوبة: 120]
مذهب ابن زيدٍ أنّه نسخها {وما كان المؤمنون لينفروا كافّةً}
ومذهب غيره أنّه ليس هاهنا ناسخٌ ولا منسوخٌ وأنّ الآية الأولى توجب إذا نفر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أو احتيج إلى المسلمين فاستنفروا لم يسع أحدًا التّخلّف وإذا بعث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سريّةً تخلّفت طائفةٌ، وهذا مذهب ابن عبّاسٍ والضّحّاك، وقتادة ).[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/396-469]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلّفوا عن رسول الله}.
قال ابن زيد: نسخها {وما كان المؤمنون لينفروا كافةً} [التوبة: 122] - وقاله زيد بن أسلم -.
وقيل: الآية محكمةٌ غير منسوخةٍ لأنها أمرٌ للمؤمنين أن ينفروا مع النبي إذا احتاج إليهم واستنفرهم، ولا يسع أحدًا التّخلّف عنه.
والآية الأخرى نزلت في السّرايا يبعث سريةً وتخلف أخرى ليتفقهوا في الدين.
وهذا مذهب ابن عباس والضّحّاك وقتادة، وهو الصواب إن شاء الله لأن حمل الآيتين على فائدتين وحكمين أولى من حملهما على فائدة واحدة).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:307 - 322]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (ذكر الآية التّاسعة: قوله تعالى: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلّفوا عن رسول اللّه}.
قد ذهب طائفةٌ من المفسّرين (إلى أنّ) هذه الآية اقتضت أنّه لا يجوز لأحدٍ أن يتخلّف عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهذا كان في أول الأمر ثمّ نسخ ذلك بقوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافّةً}، قال أبو سليمان الدّمشقيّ: لكلّ آيةٍ وجهها وليس للنّسخ على إحدى الآيتين طريقٌ وهذا هو الصّحيح على ما بيّنّا في الآية الخامسة).[نواسخ القرآن: 357-370]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس