الموضوع: سورة التوبة
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 24 محرم 1434هـ/7-12-2012م, 11:21 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي


قوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)}

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (وقد أدخلت الآية الرّابعة في النّاسخ والمنسوخ باب ذكر الآية الرّابعة:
قال جلّ ذكره: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر} [التوبة: 29] الآية
فمن العلماء من يقول هذه الآية ناسخةٌ للعفو عن المشركين لأنّه كان قتالهم ممنوعًا منه فنسخ اللّه تعالى ذلك
كما حدّثنا بكر بن سهلٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قال: " وقوله تعالى: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر} [التوبة: 29] فنسخ بهذا العفو عن المشركين "
وقيل هذا ناسخٌ لقوله تعالى {فاقتلوا المشركين} [التوبة: 5]
وقيل بل هو تبيينٌ لما قال تعالى {فاقتلوا المشركين} [التوبة: 5] وأمر في أهل الكتاب بأخذ الجزية، علم أنّه يراد بالمشركين غير أهل الكتاب وقيل لمّا
قال تعالى: {فاقتلوا المشركين}[التوبة: 5] وجب قتل كلّ مشركٍ إلّا من نصّ اللّه عليه من أهل الكتاب ومن قامت بترك قتله الحجّة من النّساء والصّبيان ومن قامت بأخذ الجزية منه الحجّة وهم المجوس وقائل هذا يقول يقتل الرّهبان إذا لم يؤدّوا الجزية لقول اللّه {فاقتلوا المشركين} [التوبة: 5] ولم تقم الحجّة بتركهم إلّا بعد أداء الجزية بالآية الأخرى
ومن الفقهاء من يقول لا يقتل الرّهبان إن لم يؤدّوا الجزية لأنّ في نصّ القرآن ما يدلّ على ذلك يعرفه أهل اللّسان الّذين نزل القرآن بلغتهم قال اللّه: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر} [التوبة: 29] وقاتلوا في اللّغة لا تكون إلّا من اثنين فخرج من هذا الرّهبان والنّساء والصّبيان لأنّهم ليست سبيلهم أن يقاتلوا ومعنى لا يؤمنون باللّه لا يؤمنون بأنّه لا معبود إلّا اللّه
وقال سيبويه: الأصل إلهٌ، وقال الفرّاء: الأصل الإله ثمّ ألقيت حركة
الهمزة على اللّام ثمّ أدغم فالتّقدير قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالإله الّذي لا تصلح الألوهة إلّا له؛ لأنّه ابتدع الأشياء {ولا باليوم الآخر} [النساء: 38] لأنّهم لا يقرّون بنعيم أهل الجنّة ولا بالنّار لمن أعدّها اللّه له {حتّى يعطوا الجزية} [التوبة: 29] وهي فعلةٌ من جزى فلانٌ فلانًا يجزيه إذا قضاه أي لا يؤدّون ما عليهم ممّا يحفظ رقابهم ويذلّون به
عن يدٍ وقد تكلّم العلماء في معناه فما حفظ فيه عن صحابيٍّ أنّ معنى {عن يدٍ} [التوبة: 29] أن يؤدّيها وهو قائمٌ والآخذ منه قاعدٌ هذا عن المغيرة بن شعبة وهو قول عكرمة وقيل عن يدٍ عن إنعامٍ عليهم وقيل عن يدٍ أي يؤدّيها بيده ولا يوجّه بها مع رسول
قال أبو جعفرٍ: ومعنى عن يدٍ في كلام العرب وهو ذليلٌ يقال أدّى ذلك عن يده وعن يدٍ وحكى سيبويه بايعته يدًا بيدٍ {وهم صاغرون} [التوبة: 29]
قال عكرمة «إعطاؤه إيّاها صغارٌ له» وقال غيره وأحكام المسلمين جاريةٌ عليهم ).[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/396-469]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية:
هذه الآية ناسخةٌ للعفو عن المشركين من أهل الكتاب وغيرهم.
وقيل: هي ناسخةٌ لقوله: {وقاتلوا المشركين} [التوبة: 36] فأمر بقتل المشركين خاصةً دون أهل الكتاب، ثم أمر بقتال المشركين من أهل الكتاب وغيرهم، فنسخت تخصيص الأمر بالقتال للمشركين وغيرهم. وهذا القول غير صواب لأنه يلزم منه ترك قتال المشركين.
ولكن إنّما نسخت مفهوم الخطاب في قوله: {وقاتلوا المشركين} لأنّه فهم منه ترك قتال أهل الكتاب لتخصيصه المشركين، ثم نسخ ذلك قوله تعالى: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} [التوبة: 29] إلى قوله: {من الّذين أوتوا الكتاب} [التوبة: 29]، فأباح قتال أهل الكتاب المفهوم في الآية الأولى ترك قتالهم حتى يعطوا الجزية، فكلّ كتابيٍّ مشركٌ، وليس كلّ مشركٍ كتابيًا. فالمراد بقوله: {وقاتلوا المشركين} [التوبة: 36] يعني: الذين ليسوا من أهل الكتاب.
وقيل: هو تبيين أنّ المراد بقوله: {وقاتلوا المشركين}: يريد غير أهل الكتاب، وقوله: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله} الآية مرادٌ به أهل الكتاب، لقوله تعالى: {من الّذين أوتوا الكتاب}، فالآيتان محكمتان إحداهما مبيّنةٌ للأخرى.
وقد قيل: إنّ قوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافّةً} [التوبة: 122] ناسخٌ لقوله: {وقاتلوا المشركين كافّةً}، وهذا إنّما يجوز إذا جعلت "كافةً" حالاً من الضمير في قوله: {قاتلوا} فأمّا إن جعلته حالاً من المشركين، فلا يحسن فيه هذا، لأن قتالهم كلّهم لازمٌ واجب).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:307 - 322]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس