عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النمل

[ من الآية (36) إلى الآية (40) ]
{فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)}


قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أتمدّونني بمالٍ (36)
قرأ ابن كثيرٍ ونافع وأبو عمرو (أتمدّونني) بنونين، وإثبات الياء في الوصل.
وقرأ ابن عامر وعاصم والكسائي (أتمدّونن) بغير ياء في وقف ولا وصل.
[معاني القراءات وعللها: 2/240]
وقرأ حمزة أتمدّونّ) بنون واحدة مشددة، وبياء في الوصل والوقف، وروى خارجة عن نافع (أتمدّونّي) بنون واحدة مشددة، وياء في الوصل، فإن وقف واقف وقف بغير ياء.
قال أبو منصور: من قرأ (أتمدّونّي) بنون واحدة مشددة فإنه أراد: أتمدونني، وأدغم إحدى النونين في الأخرى وشددها.
ومن قرأ النونين فلأنه وجد النونين متحركتين فاختار الإظهار.
وأمّا من أظهر الياء فلأنها ياء الإضافة.
ومن كسر النون الأخيرة بلا ياء جعل الكسرة دالة على الياء فاكتفى بها عن إظهارها). [معاني القراءات وعللها: 2/241]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فما آتاني اللّه خيرٌ (36)
قرأ نافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم، ويعقوب (فما آتاني اللّه) بياء مفتوحة ووقفوا بياء.
وقرأ الباقون (آتان اللّه) بحذف الياء في الوصل والوقف.
وأمال الكسائي وحده التاء (آتاني)، وفتحها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/241]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {أتمدونن بمال} [36].
قرأ حمزة: {أتمدوني} بنون مشددة. وأثبت الياء وصل أو وقف والأصل: اتمدونني، النون الأولى علامة الرفع، والثانية مع الياء اسم المتكلم. ومعنى {أتمدونن} تقول العرب في الخير امددته وفي الشر مددته. قال الله تعالى: {ونمدهم في طغيانهم يعمهون}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/150]
وقرأ أبو عمرو والكسائي ونافع وابن كثير وابن عامر رواية هشام وأما هشام وابن كثير فأثبتاها في الحالين {أتمدونن} أظهروا ولم يدغموا غير أنهم يحذفون الياء من الوقف، لأنها ليست ثابتة في المصحف.
وقرأ الباقون: {أتمدونن} بنونين أيضًا، غير أنهم اجتزأوا بالكسرة عن الياء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/151]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {فما ءاتاني الله خير} [36].
قرأ نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم: {ءاتاني} بفتح الياء.
وقرأ الباقون: {ءاتان الله} بغير ياء إتباعًا للمصحف.
والباقون أثبتوا وفتحوا لئلا تسقط لالتقاء الساكنين أعني: الياء واللام من اسم الله تعالى.
وكان الكسائي وحده يميل {ءاتاني الله} من أجل الياء {ءاتيك} [39، 40] والأصل فيه: أئتيك به فكرهوا الجمع بين همزتين. فلينوا الثانية. و«ما» بمعنى الذي وهو ابتداء و«ءاتني»صلة «ما»، وخير: خبر الابتداء، والتقدير: والذي آتاني الله خير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/151]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعز: (أتمدونني بمال) [النمل/ 36].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (أتمدّونني) بنونين وياء في الوصل. حدثنا ابن واصل قال: حدثنا ابن سعدان عن المسيبى عن
[الحجة للقراء السبعة: 5/387]
نافع: (أتمدّوني) خفيفة النون وهي بنون واحدة وياء في الوصل والوقف.
وقرأ ابن عامر وعاصم والكسائي: أتمدونن بغير ياء في الوصل والوقف. وقرأ حمزة: (أتمدّونّي بمال) بنون واحدة مشددة ووقف على الياء.
قال أبو علي [في: أتمدونني بمال]: أبو زيد: أمددت الرجل بالمال والرجال إمدادا.
قال [أبو علي]: وفي التنزيل: أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين [المؤمنون/ 55]، وفي غير المال والبنين، مدّ على فعل، قال: ويمدهم في طغيانهم يعمهون [البقرة/ 15] ويمدونهم في الغي [الأعراف/ 202]، وقال: ونمد له من العذاب مدا [مريم/ 79] فأمّا قوله: (أتمدّونّي) هو: (أتمدّونني). فأدغم الأولى في الثانية، ومن لم يحذف الياء في الوصل، فلأنّه ليس بفاصلة ولا يشبه الفاصلة، لأنّه ليس بكلام تام، فالنون الأولى علامة الرفع، والثانية التي تصحب ضمير المتكلم المنصوب.
[الحجة للقراء السبعة: 5/388]
وقرأ نافع: (أتمدّوني) خفيفة النون.
[قال أبو علي]:: التشديد حسن، ووجه التخفيف أنّه يحذف الثانية، ولا يحذف الأولى لأنّ حذف الأولى لحن، والثانية قد حذفت في مواضع من الكلام والشعر، نحو: قدي وإني، ومن بيّن فقال: (أيمدّونني) فجمع بين المثلين ولم يدغم، فلأنّ الثانية ليست بلازمة، ألا ترى أنّها تجري في الكلام ولا يلزق بها الثانية نحو: أتمدّون زيدا، وفي التنزيل: ولو شاء الله ما اقتتلوا [البقرة/ 253] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/389]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعزّ: فما آتاني الله [النمل/ 36] في فتح الياء، وإثباتها وجزمها.
فقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي:
(فما أتان الله) بكسر النون من غير ياء.
وقرأ أبو عمرو ونافع وعاصم في رواية حفص: فما آتاني الله
[الحجة للقراء السبعة: 5/389]
بفتح الياء. وكلّهم فتح التاء غير الكسائي، فإنّه أمالها من: (آتاني) ). [الحجة للقراء السبعة: 5/390]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير ممّا آتاكم} 36
قرأ حمزة (أتمدوني بمال) 2 بنون واحدة مشدّدة والياء مثبتة في الوصل والوقف والأصل أتمدونني النّون الأولى علامة الرّفع والثّانية نصب ضمير المتكلّم المنصوب فأدغم النّون في النّون ولم يحذف الياء لأنّه ليس بفاصل
[حجة القراءات: 528]
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو أتمدونن بنونين أظهروا ولم يدغموا غير أنهم حذفوا الياء في الوقف لأنّها ليست ثابتة في المصحف وأثبت ابن كثير في الوقف
وقرأ ابن عامر وعاصم والكسائيّ بحذف الياء في الوصل والوقف اجتزؤوا بالكسر عن الياء
قرأ نافع وأبو عمرو وحفص {فما آتاني الله} بفتح الياء وقرأ الباقون بكسر النّون من غير ياء
من قرأ بسكون الياء إذا أدرج يحذفها لالتقاء الساكنين الياء ولام التّعريف وحذفلوا في الوقف إتباعا للمصحف ومن فتحها فعلى أصل ما يجب لهذه الياء من الفتحة وثبتت ولم تحذف لأنّها لا تلتقي ساكنة مع ساكن فيلزم حذفها
وقرأ الكسائي بالإمالة لأن هذه الياء ثابتة في تصرف هذا الفعل وما بمعنى الّذي وهو ابتداء و{آتاني} صلة {ما} و{خير} خبره والتّقدير فالّذي آتاني الله خير). [حجة القراءات: 529]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {أتمدونن} قرأ حمزة بنون مشددة، على الإدغام، لاجتماع المثلين فيمد الواو لالتقاء الساكنين، وقرأ الباقون بنونين ظاهرتين على الأصل، الأولى علم الرفع في الفعل، والثانية هي التي تدخل مع الياء في ضمير المتكلم المنصوب، لتقي الفعل عن أن تتصل به الياء فتكسره، فتقول: ضربني ويضربني، فتبقى لام الفعل على حالها قبل اتصال الضمير بها، ولولا النون لانكسرت لام الفعل لملاصقة الياء لها، وهو الاختيار، لأنه الأصل، وعليه الأكثر، ووقف ابن كثير وحمزة بالياء كما يصلان، لأنه الأصل، ووصله نافع وأبو عمرو بالياء، ووقفا بغير ياء اتباعًا للخط في الوقف حملًا على الأصل في الوصل، وحذف الباقون الياء في الوصل والوقف اتباعًا للخط ليوافق الأصل الوقف في حذف الياء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/160]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {أَتُمِدُّونِّي} [آية/ 36] بنون واحدة مشددة، وبإثبات الياء في الوصل والوقف جميعًا:
قرأها حمزة ويعقوب.
والوجه أن الأصل: تمدونني بنونين، فأدغم النون الأولى في الثانية إرادة للتخفيف.
وقرأ الباقون {أَتُمِدُّونَنِي} بنونين مخففتين.
وأما الياء فقد أثبتها في الوصل والوقف جميعًا ابن كثير، وأثبتها نافع وأبو عمرو في الوصل فقط، وحذفها ابن عامر وعاصم والكسائي في الحالين.
والوجه في إظهار النونين أنه هو الأصل، فإن النون الأولى هي علامة الرفع في فعل جمع المذكر، والثانية هي التي تلحق بياء ضمير المتكلم المنصوب، واحتملوا اجتماع النونين؛ لأن الثانية غير لازمة.
فأما إثبات الياء في الحالين فهو الأصل، وأما إثباتها في الوصل؛ فلأنها لم
[الموضح: 958]
تقع فاصلة، ولم تشبه أيضًا الفاصلة، إذ الكلام به غير تام، وإنما يكون حذف الياء في الفواصل.
وأما حذفها فعلى التشبيه بالفاصلة. وأما تخصيص حذفها بالوقف؛ فلأن الوقف موضع حذف وتغيير.
وروى المسيبي عن نافع {أَتُمِدّونِي} بنون واحدة خفيفة، وبإثبات الياء.
والوجه في النون الواحدة أن الثانية من النونين حذفت لاجتماعهما، كما قال الشاعر:
113- تراه كالثغام يُعل مسكًا = يسوء الفاليات إذا فليني
[الموضح: 959]
أراد: فلينني، فحذف النون الثانية، وإنما حذف الثانية؛ لأنها هي الزائدة وهي التي تحذف كثيرًا، والأولى ضمير الفاعل). [الموضح: 960]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {فَمَا آَتَانِيَ الله} [آية/ 36] بفتح الياء:
قرأها نافع وأبو عمرو و-ص- عن عاصم و-يس- عن يعقوب.
والوجه في فتح هذه الياء قد تقدم في غير موضع، فإنه هو الأصل، وحسنه ههنا أن الياء إذا كانت مفتوحة فإنها لا تسقط لالتقاء الساكنين في حال الإدراج بل تثبت إذ لا يلتقي ساكنان.
وقرأ الباقون و-ح- عن يعقوب {فَمَا آَتَانِ الله} بغير ياء.
والوجه أن الأصل: آتاني بإثبات الياء، فأسكنوها وإن كان أصلها الفتح طلبًا للتخفيف، إذ الساكن أخف من المتحرك، ثم اجتمعت الياء الساكنة مع اللام الساكنة من {الله} فحذفت الياء لالتقاء الساكنين فبقي {آَتَانِ الله}.
ويعقوب يقف عليها بالياء.
والوجه أنه يذهب إلى فتح الياء في حال الدرج، فإذا وقف أسكن الياء؛ لأن الوقف لا يكون على المتحرك.
وأمال الكسائي الألف التي بعد التاء من {آَتَانِي}.
[الموضح: 960]
والوجه أنه فعل، والفعل أقعد في باب الاعتلال من الاسم، ثم إن أصله من الياء فحسنت فيه الإمالة). [الموضح: 961]

قوله تعالى: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {لَا قِبَل لَّهُمْ} [آية/ 37] بإدغام اللام في اللام:
قرأها يعقوب يس-، مثل أبي عمرو إذا أدغم.
والوجه أنه جعل الحرفين المثلين وإن كانا من كلمتين بمنزلتهما لو كانا من كلمة واحدة، كما حكى سيبويه من قولهم يداؤد، والمعنى يد داود.
وقرأ الباقون و-ح- عن يعقوب بالإظهار.
والوجه أنه هو الأصل، وزاد حُسن الإظهار أن المثلين ليسا من كلمة واحدة). [الموضح: 961]

قوله تعالى: {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)}

قوله تعالى: {قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وأمال حمزة أنا آتيك به [النمل/ 39، 40]. أشمّ الهمزة شيئا من الكسر، ولم يملها غيره.
قال أبو علي: من قرأ: فما آتاني الله بسكون الياء لزمه إذا أدرج أن يحذفها لالتقاء الساكنين: الياء ولام المعرفة، ومن فتحها على أصل ما يجب لهذه الياء من الفتحة [ثبتت له] ولم يحذف، لأنّه لم يلتق ساكن مع ساكن فيلزم حذفها.
فأمّا إمالة الكسائي الألف من آتاني فحسن، لأنّ هذه الياء ثابتة في تصرف هذا الفعل، فبحسب لزومها تحسن الإمالة.
وأمّا إمالة حمزة أنا آتيك فإنّما هي من أجل لزوم الكسرة في: (آتي)، فإذا لزمت الكسرة جازت الإمالة، فأمال الفتحة التي على همزة المضارعة، لتميل الألف التي في آتى نحو الياء، وإمالة الكسائي فتحة التاء من (آتاني) أحسن من إمالة حمزة، لأنّ (آتى) مثال ماض، والهمزة في (آتيك) همزة المضارعة، فإمالتها لا تحسن، ألا ترى أنّه لو كانت الياء التي للمضارعة في الفعل، لم تجز الإمالة، وإذا لم تجز الإمالة في حرف من حروف المضارعة، كان ما بقي من الحروف على حكمه، ألا ترى أنّهم قالوا: يعد، فأتبعوا سائر
[الحجة للقراء السبعة: 5/390]
الحروف الياء، وكذلك أكرم ولم يميلوا الفتحة في (أيحسب) كما أمالوها في قولهم في عمر، ولأنّ الياء لو كانت من مكان التاء، لم تحسن إمالتها، فكذلك لا تحسن إمالة الهمزة من قوله: أنا آتيك به [النمل/ 39/ 40] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/391] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء وعيسى الثقفي: [عِفْريَةٌ].
قال أبو الفتح: هو العفريت. يقال: رجل عِفْريَةٌ نِفْريَةٌ إتباعا: إذا كان خبيثا داهيا. وقالوا: تَعَفْرَتَ الرجلُ: إذا صار عفريتا، أي: خبيثا. وهذا مثال غريب؛ لأن وزنه تَفَعْلَتَ، ونحوه من المُثُل الغريبة في الفعل قولهم: يَرْنَأَ الرجُلُ لِحْيَتَهُ: إذا صَبَغَها باليُرْنَاء، وهو الحناء. فيَرْنَأَ على ما ترى يَفْعَلَ، ومضارعه يُيَرْنِئ يُيَفْعِلُ، واسم الفاعل مُيَرْنِئ، وهو مُيَفْعِل.
وأصل العفريب من العَفْر، وهو التراب، كأنه يختِل قِرْنَه فيصرعه إلى العَفْر, ومنه قيل للأسد: عَفَرْني، وللناقة الشديدة: عفرناة. وقال الأعشى:
بِذاتِ لَوْثٍ عَفْرَنَاةِ إذَا عَثَرَتْ ... فَالنَّعْسُ أَدْنَى لَهَا مِنْ أَنْ أَقُولَ: لَعَا
ومنه عِفْرِيَةُ الرأس: للشعر الذي عليه؛ وذلك لأن قُصَارَاه أن يُحْلَقَ فيصير إلى التراب، أو يصير تُرَابًا. ومنه اليَعْفُور. لولَدِ الظبية؛ لأنه لصغَرِه ما يلزق بالتراب، أو لأن لونه لون التراب. ومنه ليث عِفِرِّينَ؛ لأنه دابة يلزم التراب). [المحتسب: 2/141]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أنا آتيك به} 39
قرأ 4 حمزة أنا آتيك بالإمالة وإنّما أمال من أجل لزوم الكسرة في أنا آتي فإذا لزمت الكسرة جاءت الإمالة فأمال الفتحة الّتي هي همزة المضارعة ليميل الألف في آتي نحو الياء
وقرأ الباقون {أنا آتيك} بغير إمالة لأن الهمزة بابها الفتح
[حجة القراءات: 529]
ولأنّها فاء الفعل فلذلك تركوا الإمالة فإن قيل {فما آتاني الله} قبلها ممدود لأنّه من الإعطاء فلم مددت {أنا آتيك} وهو من المجيء الجواب في ذلك أن أتى في الماضي يكون مقصورا تقول أتى زيد عمرا فإذا رددت الماضي إلى المستقبل زدت على الهمزة همزة أخرى وهي علامة الاستقبال والثّانية فاء الفعل فصيرت الثّانية مدّة فلذلك صار ممدودا قولك {أنا آتيك} ). [حجة القراءات: 530]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {أَنَا آَتِيكَ} [آية/ 39] بإمالة الألف من {آَتِيكَ}:
قرأها حمزة وحده، وكذلك في الآخر: {آَتِيكَ بِهِ} [آية/ 40].
والوجه أنه إنما أمال الألف منه لكسرة التاء في آتي، وإمالة هذه الهمزة التي هي همزة المضارعة ضعيفة؛ لأن حروف المضارعة لم تجيء الإمالة في واحد منها.
[الموضح: 961]
وذهب بعضهم إلى أن {آَتِيكَ} فاعل أتى، والمعنى أنا جائيك، وإذا كان كذلك كانت الإمالة أحسن؛ لأن الألف ألف فاعل، والهمزة فاء الفعل، وفي الأول الألف بدل من الهمزة التي هي فاء الفعل، والهمزة حرف المضارعة؛ لأن الكلمة مضارع أتيت فأنا آتي.
وقرأ الباقون {آَتِيكَ} بفتح الألف في الحرفين، على الأصل). [الموضح: 962]


قوله تعالى: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (إنّي ألقي إليّ (29) (ليبلوني أأشكر (40)
فتح الياءين نافع وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/245] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وأمال حمزة أنا آتيك به [النمل/ 39، 40]. أشمّ الهمزة شيئا من الكسر، ولم يملها غيره.
قال أبو علي: من قرأ: فما آتاني الله بسكون الياء لزمه إذا أدرج أن يحذفها لالتقاء الساكنين: الياء ولام المعرفة، ومن فتحها على أصل ما يجب لهذه الياء من الفتحة [ثبتت له] ولم يحذف، لأنّه لم يلتق ساكن مع ساكن فيلزم حذفها.
فأمّا إمالة الكسائي الألف من آتاني فحسن، لأنّ هذه الياء ثابتة في تصرف هذا الفعل، فبحسب لزومها تحسن الإمالة.
وأمّا إمالة حمزة أنا آتيك فإنّما هي من أجل لزوم الكسرة في: (آتي)، فإذا لزمت الكسرة جازت الإمالة، فأمال الفتحة التي على همزة المضارعة، لتميل الألف التي في آتى نحو الياء، وإمالة الكسائي فتحة التاء من (آتاني) أحسن من إمالة حمزة، لأنّ (آتى) مثال ماض، والهمزة في (آتيك) همزة المضارعة، فإمالتها لا تحسن، ألا ترى أنّه لو كانت الياء التي للمضارعة في الفعل، لم تجز الإمالة، وإذا لم تجز الإمالة في حرف من حروف المضارعة، كان ما بقي من الحروف على حكمه، ألا ترى أنّهم قالوا: يعد، فأتبعوا سائر
[الحجة للقراء السبعة: 5/390]
الحروف الياء، وكذلك أكرم ولم يميلوا الفتحة في (أيحسب) كما أمالوها في قولهم في عمر، ولأنّ الياء لو كانت من مكان التاء، لم تحسن إمالتها، فكذلك لا تحسن إمالة الهمزة من قوله: أنا آتيك به [النمل/ 39/ 40] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/391] (م)

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس