عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:38 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة سبأ
[ من الآية (20) إلى الآية (21) ]

{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه)
قرأ الكوفيون (صدّق) مشددًا
وقرأ الباقون (صدق) مخففًا.
(ظنّه) نصبٌ باتفاقٍ من القرّاء
ومن شدد (صدّق) فإن الفراء قال: معناه: إن إبليس - لعنه الله – كان قال: (لأضلنّهم)، و(فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين (82) إلّا عبادك منهم المخلصين).
فقال اللّه عزّ وجلّ: (ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه) لأن قوله كان ظنا لا علمًا، فلما تابعه أهل الزيغ صدق عليهم ظنه.
ومن قرأ (ولقد صدق عليهم إبليس ظنّه) فإن الفراء قال: أراد: ولقد صدق عليهم إبليس في ظنّه.
فحذف (في) وأفضى، الفعل إلى (ظنه) فنصبه). [معاني القراءات وعللها: 2/294]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} [20].
قرأ أهل الكوفة: {ولقد صدق عليهم} بالتشديد {إبليس} بالرفع {ظنه} مفعول، وذلك أن إبليس لعنه الله قال ظنيا لا مستيقنا {ولأمرنهم فليبتكن ءاذان الأنعام} {ولأضلنهم} فلما تبعه من قد سبق سقاؤه عند الله صدق ظنه، قال ابن عباس: ظن ظنا فصدق ظنه.
وقرأ الباقون: {ولقد صدق} مخففًا و{ظنه} نصبا أيضًا؛ لأنه يقال: صدقت زيدًا وصدقته وكذبته وكذبته وينشد:
فصدقتها وكذبتها = والمرء ينفعه كذابة
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/219]
وفيها قراءة ثالثة: قرأ أبو الهجهاج: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} جعل الفعل للظن ونصب «إبليس» قال النحويون: وهو صواب، كما تقول صدقني ظني، وكذبني ظني). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/220]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التخفيف والتشديد من قوله سبحانه: ولقد صدق عليهم [سبأ/ 20] فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر:
[الحجة للقراء السبعة: 6/19]
صدق* خفيفة، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: صدق، مشددة.
[قال أبو علي]: معنى التخفيف: أنّه صدق ظنّه الذي ظنّه بهم من متابعتهم إيّاه إذا أغواهم، وذلك نحو قوله سبحانه: قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم [الأعراف/ 16] ولأغوينهم أجمعين [الحجر/ 39] فهذا ظنّه الذي صدّقوه، لأنّه لم يقل ذلك عن تيقّن، فظنّه على هذا ينتصب انتصاب المفعول به، ويجوز أن ينتصب انتصاب الظرف، صدق عليهم إبليس في ظنه، ولا يكون متعديا بصدق إلى المفعول به، وقد يقال: أصاب الظنّ، وأخطأ الظنّ، ويدلّ على ذلك:
الألمعيّ الذي يظنّ لك الظّن من كأن قد رأى وقد سمعا فهذا يدلّ على إضافة الظّنّ، وقال الشاعر في تعديته إيّاه إلى المفعول به: إن كان ظنّي صادقي
[الحجة للقراء السبعة: 6/20]
ووجه من قال: صدق بالتّشديد أنّه نصب على أنّه مفعول به، وعدّى صدق إليه قال:
فإن لم أصدّق ظنّكم بتيقّن فلا سقت الأوصال منّي الرّواعد). [الحجة للقراء السبعة: 6/21]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (من ذلك قراءة الزهري: [وَلَقَدْ صَدَقَ] -مخففة- [عَلَيْهِمْ إِبْلِيسَ] -نصب- [ظَنُّهُ]- رفع [إِلَّا لِيُعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ].
وقال أبو حاتم: روى عبيد بن عقيل عن أبي الورقاء، قال: سمعت أبي الهجهاج وكان فصيحا -يقرأ: [إبْلِيسَ] -بالنصب- [ظَنُّهُ]، رفع.
قال أبو الفتح: معنى هذه القراءة أن إبليس كان سَوَّلَ له ظنُّه شيئا فيهم، فصَدَقه ظنُّه فيما كان عقد عليهم معهم من ذلك الشيء.
وأما قراءة العامة: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ} -رفع- {ظَنَّهُ} -نصب- فإنه كان قدر فيهم شيئا فبلغه منهم، فصدق ما كان أودعه طنه في معناه. فالمعنيان من بعد متراجعان إلى موضع واحد؛ لأنه قدر تقديرا فوقع ما كان من تقديره فيهم. و"عَلَى" متعلقة بـ"صَدَقَ"، كقولك: صَدَقْتُ عليْكَ فِيمَا ظَنَنْتُه بك، ولا تكون متعلقة بالظن، لاستحالة جواز تقدم شيء من الصلة على الموصول.
وذهب الفراء إلى أنه على معنى في ظنه، وهذا تَمَحُّل للإعراب، وتَحَرُّفٌ عن المعنى. ألا ترى أن من رفع "ظنه" فإنما جعله فاعلا؟ فكذلك إذا نصبه جعله مفعولا على ما مضى. كذلك أيضا من شدد، فقال: "صدّق"، فنصب "الظن" على أنه مفعول به). [المحتسب: 2/191] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ عاصم وحمزة والكسائي {ولقد صدق عليهم إبليس ظنّه} بالتّشديد وقرأ الباقون بالتّخفيف
فمن قال صدق بالتّشديد ونصب الظّن فلأنّه مفعول به وعدى {صدق} إليه والمعنى ولقد صدق إبليس فيما قاله ظانّا غير متيقن ولا عالم من أنه يضل بني آدم ويمنيهم حتّى أطاعوه في معصيّة الله
وروي عن ابن عبّاس قال ظن ظنا فصدق ظنّه
ومن خفف نصب الظّن مصدرا على معنى صدق عليهم إبليس ظن ظنّه قال أبو العبّاس المبرد النصب فيها على معنى صدق في ظنّه فتأويل التّخفيف أن إبليس ظن بهم على غير يقين فكان
[حجة القراءات: 588]
في ظنّه ذلك صادقا يعني أنه كان مصيبا وقال الزّجاج صدقه في ظنّه أنه ظن بهم أنه إذا أغواهم اتّبعوه فوجدهم كذلك). [حجة القراءات: 589]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {ولقد صدَّق} قرأ الكوفيون بالتشدد، وخفف الباقون.
وحجة من شدد أنه عدى «صدق» إلى الظن، فنصبه به على معنى: أن إبليس صدق ظنه، فصار يقنيًا حين اتبعه الكفار، وأطاعوه في الكفر، وقد كان ظن ظنًا لا يدري هل يصح، فلما اتبعوه صح ظنه فيهم.
20- وحجة من خفف أنه لم يعد «صدق» إلى مفعول لكن نصب «ظنه» على الظرف، أي صدق في ظنه حين اتبعوه، كالمعنى الأول). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/207]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {وَلَقَدْ صَدَّقَ} [آية/ 20] بتشديد الدال:
قرأها الكوفيون.
والوجه أنه أراد أن إبليس عليه اللعنة لما قال {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ظن أنهم يتبعونه ويُطيعونه إذا دعاهم للإغواء، فلما تبعوه صدَّق إبليس ظنه الذي ظن، فقوله "ظنه" نصبٌ بأنه مفعولٌ به، يقال صدقت ظني في فلانٍ، قال:
134- فوارس صدَّقوا فيهم ظنوني
[الموضح: 1052]
وقال الآخر:
135- فإن لم أُصدق ظنكم بتيقنٍ = فلا سقت الأوصال مني الرواعد
وقرأ الباقون {صَدَقَ} بتخفيف الدال.
والوجه أن المعنى على ما تقدم، وأن التقدير ههنا صدق إبليس ظنه، فُحذف الجار وأوصل الفعل بنفسه، كما قال تعالى {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} أي من قومه، ومن ذلك قوله {إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} أي في نفسه، وقالوا: رشدت رأيك، أي في رأيك.
ويجوز أن يكون {صَدَقَ} أيضًا متعديًا بغير حرف جرٍّ، تقول: صدَقت ظني، بالتخفيف، كما تقول صدَّقته، بالتشديد، يُقال: وعدٌ مصدوقٌ ومكذوب، قال الله تعالى {ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} و{ظَنَّهُ} على هذا منصوبٌ على أنه مفعولٌ به كما تقدم.
وأدغم الدال في الصادر أبو عمرو وحمزة والكسائي.
والوجه في الإدغام تقارب الدال والصاد في المخرج.
وقرأ الباقون بالإظهار، وهو الأصل). [الموضح: 1053]

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (من ذلك قراءة الزهري: [وَلَقَدْ صَدَقَ] -مخففة- [عَلَيْهِمْ إِبْلِيسَ] -نصب- [ظَنُّهُ]- رفع [إِلَّا لِيُعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ].
وقال أبو حاتم: روى عبيد بن عقيل عن أبي الورقاء، قال: سمعت أبي الهجهاج وكان فصيحا -يقرأ: [إبْلِيسَ] -بالنصب- [ظَنُّهُ]، رفع.
قال أبو الفتح: معنى هذه القراءة أن إبليس كان سَوَّلَ له ظنُّه شيئا فيهم، فصَدَقه ظنُّه فيما كان عقد عليهم معهم من ذلك الشيء.
وأما قراءة العامة: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ} -رفع- {ظَنَّهُ} -نصب- فإنه كان قدر فيهم شيئا فبلغه منهم، فصدق ما كان أودعه طنه في معناه. فالمعنيان من بعد متراجعان إلى موضع واحد؛ لأنه قدر تقديرا فوقع ما كان من تقديره فيهم. و"عَلَى" متعلقة بـ"صَدَقَ"، كقولك: صَدَقْتُ عليْكَ فِيمَا ظَنَنْتُه بك، ولا تكون متعلقة بالظن، لاستحالة جواز تقدم شيء من الصلة على الموصول.
وذهب الفراء إلى أنه على معنى في ظنه، وهذا تَمَحُّل للإعراب، وتَحَرُّفٌ عن المعنى. ألا ترى أن من رفع "ظنه" فإنما جعله فاعلا؟ فكذلك إذا نصبه جعله مفعولا على ما مضى. كذلك أيضا من شدد، فقال: "صدّق"، فنصب "الظن" على أنه مفعول به). [المحتسب: 2/191] (م)

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس