عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (58) إلى الآية (62) ]
{ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62) }


قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ثمّ قتلوا أو ماتوا (58)
قرأ ابن عامر وحده (ثمّ قتّلوا) بتشديد التاء. وخفف الباقون.
قال أبو منصور: وقد مرّ الجواب عنهما آنفًا). [معاني القراءات وعللها: 2/185]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {ثم قتلوا أو ماتوا} [58].
قرأ ابن عامر وحده ثم {قتلوا} مشددة أي: مرة بعد مرة.
وقرأ الباقون مخففًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/83]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وكلّهم قرأ: ثم قتلوا أو ماتوا [الحج/ 58] خفيفة غير ابن عامر فإنه قرأ: (قتلوا) مشدّدة التاء، والقاف في قولهم جميعا مرفوعة.
قتلوا: يكون للقليل والكثير، وقتلوا: في هذا الموضع حسن، لأنهم قد أكثر فيهم القتل في وجوه توجهوا إليها). [الحجة للقراء السبعة: 5/284]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين هاجروا في سبيل الله ثمّ قتلوا أو ماتوا}
قرأ ابن عامر {ثمّ قتلوا} بالتّشديد مرّة بعد مرّة وهو حسن لأنهم قد أكثروا القتل فيهم
وقرأ الباقون {قتلوا} بالتّخفيف وحجتهم أن التّخفيف يصلح للكثير والقليل). [حجة القراءات: 481]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {ثُمَّ قُتِلُوا}[آية/ 58] بتشديد التاء:
قرأها ابن عامر وحده.
[الموضح: 886]
والوجه أنه على التكثير؛ لأنهم قد أكثر فيهم القتل، والتفعيل لكثرة الفعل، وإنما كثر ههنا لكونهم جمعًا.
وقرأ الباقون {ثُمَّ قُتِلُوا}بتخفيف التاء.
والوجه أن المخفف يصلح للقليل والكثير، وهو ههنا للكثرة). [الموضح: 887]

قوله تعالى: {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {ليدخلنهم مدخلاً} [59].
قرأ نافع وحده {مدخلاً} بفتح الميم جعله مصدرًا، أو اسم المكان من دخل، يدخل.
وقرأ الباقون {مدخلاً} بالضم، وهو الاختيار لقوله: {ليدخلنهم} لأنه من أدخل يدخل كما قال تعالى: {أدخلني مدخل صدق} ولم يقل: مدخل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/83]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وحده: (مدخلا) [الحج/ 59] بفتح الميم، وقرأ الباقون: مدخلا مرفوعة الميم، وروى الكسائي عن ابي بكر عن عاصم: (مدخلا) بفتح الميم.
قال: المدخل يجوز أن يراد به الإدخال، ويمكن أن يراد به مكانه، وإذا عنيت بالمدخل الإدخال، كان المعنى أنهم إذا أدخلوا
[الحجة للقراء السبعة: 5/284]
أكرموا، فلم يكونوا كمن ذكر في قوله: الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم [الفرقان/ 34]، ويجوز أن يعنى به الموضع، ويرضونه لأن لهم فيه ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين، فهو خلاف المدخل الذي قيل فيه: إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون [غافر/ 71].
وحجّة من قال: (مدخلا) أن المدخل يجوز أن يكون الدخول، ويجوز أن يكون موضعه كالمدخل، ودلّ: ليدخلنهم [الحج/ 59] على الدخول لأنهم إذا أدخلوا دخولا فكأنه قال: ليدخلنّهم فيدخلون مدخلا، ودلّ على هذا الفعل ما في قوله: ليدخلنهم من الدلالة عليه). [الحجة للقراء السبعة: 5/285]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ليدخلنهم مدخلًا يرضونه}
قرأ نافع {ليدخلنهم مدخلًا} بفتح الميم جعله مصدرا واسم مكان تقول دخل يدخل مدخلًا وهذا مدخلنا وكل ما كان
[حجة القراءات: 481]
على فعل يفعل فالمصدر واسم المكان على مفعل ودلّ قوله تعالى {ليدخلنهم} على المصدر لأنهم إذا أدخلوا دخلوا فكأنّه قال ليدخلنهم فيدخلون مدخلًا
وقرأ الباقون {مدخلًا} وحجتهم قوله تعالى {ليدخلنهم} تقول أدخل يدخل إدخالا ومدخلا كما قال {وقل رب أدخلني مدخل صدق} ). [حجة القراءات: 482]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {مَّدْخَلاً}[آية/ 59] بفتح الميم:
قرأها نافع وحده.
وقرأ الباقون {مُّدْخَلاً}بضم الميم.
وقد مضى الكلام على ذلك في سورة النساء). [الموضح: 887]

قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60)}

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61)}

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل.. (62) وأشباهه.
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية ابن الأخرم (وأنّ ما تدعون) وفي العنكبوت (إن الله يعلم ما تدعون) وفي لقمان (وأنّ ما تدعون) بالتاء في هذه المواضع الثلاثة، وفي المؤمن (والذين يدعون من دونه) عند رأس العشرين آية منها.
وكذلك روى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وقرأهن نافع كلهن بالتاء.
وقرأهن أبو عمرو وحفص ويعقوب بالياء.
وقرأ أبو بكر عن عاصم في رواية يحيى عنه هنا وفي لقمان بالتاء، وفي العنكبوت والمؤمن بالياء.
وقرأ حمزة والكسائي بالتاء في العنكبوت، والباقي بالياء.
[معاني القراءات وعللها: 2/185]
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فللمخاطب، ومن قرأ بالياء فللغيبة، وكل ذلك جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/186]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {وإنما يدعون من دونه} [62].
قرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم بالياء. وكذلك في (المؤمن) و(لقمان) و(العنكبوت).
وقرأ نافع وابن عامر ضد ذلك.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/83]
وقرأ ابن كثير بالياء في كل ذلك إلا في (المؤمن).
وقرأ حمزة، والكسائي في (العنكبوت) بالتاء.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر في (الحج)، و(لقمان) بالتاء. فمن قرأ بالياء فهو إخبار عن غيب. ومن قرأ بالتاء فمعناه: قل يا محمد لهؤلاء الكفرة الذين يعبدون الأصنام من دون الله إن الذي تدعون من دون الله هو الباطل. إذ كان لا يعقل خطابًا، ولا يسمع صوتًا، ولا ينفع، ولا يضر. وإنما هو شيء يفتعلونه وينحتونه بأيديهم. فأي جهل من هذا؟!). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/84]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عز وجلّ: (وأنّ ما تدعون من دونه هو الباطل) [الحج/ 62] في الياء والتاء هاهنا وفي العنكبوت [42] ولقمان [30] والمؤمن [20].
فقرأ ابن كثير في الحج والعنكبوت ولقمان بالتاء، وفي المؤمن: يدعون من دونه بالياء.
وقرأهنّ نافع بالتاء، وكذلك ابن عامر.
وقرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم كلّه بالياء، وقرأ حمزة والكسائي في العنكبوت (إنّ الله يعلم ما تدعون) بالتاء، والباقي بالياء.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر حرفين بالياء وحرفين بالتاء، في الحج ولقمان بالتاء، وفي العنكبوت والمؤمن بالياء.
حجّة من قرأ يدعون بالياء قوله: يكادون يسطون [الحج/ 72].
[الحجة للقراء السبعة: 5/285]
وحجّة التاء قوله: يا أيها الناس ضرب مثل [الحج/ 73] وهذا إليه أقرب من قوله: يكادون يسطون والأقرب أولى، والتاء على تقدير: وأن ما تدعون أيها المشركون، والياء على تقدير: قل لهم إن ما يدعون. على هذا يحمل ذلك وما أشبهه). [الحجة للقراء السبعة: 5/286]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل}
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر (وإن ما تدعون) بالتّاء ها هنا وفي لقمان أي قل يا محمّد لهؤلاء الكفرة إن الّذين تدعون من دون الله هو الباطل لأنّه لا يعقل ولا يسمع ولا ينفع ولا يضر
وقرأ الباقون {يدعون} بالياء إخبار عن غيب). [حجة القراءات: 482]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (25- قوله: {وأن ما يدعون} قرأه الحرميان وأبو بكر وابن عامر بالتاء، ومثله في لقمان، وقرأهما الباقون بالياء.
وحجة من قرأ بالياء نه حمله على لفظ الغيبة لأن بعده «يكادون ويسطون» بلفظ الغيبة.
26- وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على الخطاب لأن بعده {يا أيها الناس} وهو أقرب إليه، والمنادى مخاطب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/123]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {وَأَنَّ مَا تَدْعُونَ}[آية/ 62] بالتاء:
قرأها نافع، وكذلك في العنكبوت {يَعْلَمُ مَا تَدْعُونَ}، وفي لقمان: {وَأَنَّ مَا تَدْعُونَ}، وفي المؤمن {والَّذِينَ تَدْعُونَ}.
وقرأ ابن كثير وابن عامر في المؤمن بالياء، والباقي بالتاء، وفي المؤمن خلاف عن ابن عامر.
وقرأ أبو عمرو و- ص- عن عاصم ويعقوب بالياء في الجميع.
وقرأ حمزة والكسائي في العنكبوت بالتاء والباقي بالياء.
- ياش- عن عاصم في الحج ولقمان بالتاء والباقي بالياء.
وزاد يعقوب حرفًا في الحج {إنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ الله لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا}فقرأها بالياء، ولم يتابعه عليه أحد.
[الموضح: 887]
وأما الذي في النحل فقد ذكر في موضعه.
والوجه للياء أن المراد الإخبار عنهم المشركون، وهم غيبٌ؛ لأن الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم.
والوجه للتاء أنه على خطاب المشركين، كأنه قال: إن ما تدعون أيها المشركون هو الباطل، أو على معنى القول كأنه قال: قل لهم يا محمد إنما تدعون.
فيها: ياء واحدة مضافة وهي {بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}.
فتحها نافع و- ص- عن عاصم. وأسكنها الباقون و- ياش- عن عاصم.
والوجه في الفتح والإسكان قد تقدم). [الموضح: 888]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس