عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:46 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (113) إلى الآية (126) ]

{وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)}

قوله تعالى: {وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّ لنا لأجرًا إن كنّا نحن الغالبين (113).
[معاني القراءات وعللها: 1/416]
قرأ ابن كثير ونافع وحفص (إنّ لنا لأجرًا) بكسر الألف على الإخبار ها هنا، وفي الشعراء على الاستفهام، وقرأ الباقون بالاستفهام في السورتين.
قال أبو منصور: من قرأ (إنّ لنا لأجرًا) فهو إيجاب، ومن قرأ (أين لنا)، أو (أإنّ لنا لأجرًا) فعلى الاستفهام، وهما ألفان: إحداهما ألف الاستفهام، والأخرى ألف (إنّ)، وهي أجود القراءتين). [معاني القراءات وعللها: 1/417]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (25- وقوله تعالى: {إن لنا لأجرا} [113].
قرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم {إن لنا} على لفظ الخبر «فإن» حرف أداة تؤكد الخبر، تنصب الاسم وترفع الخبر، وقرؤا في (الشعراء) {أئن} بالاستفهام، فلما اجتمعت همزتان لينوا الثانية.
وقرأ أبو عمرو كليهما بالمد على الاستفهام.
وقرأ الباقون {أئن} بهمزتين على الأصل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/200]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الاستفهام والخبر في قوله: أئن لنا لأجرا [الأعراف/ 113].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية حفص هاهنا إن لنا لأجرا مكسورة الألف على الخبر، وفي الشعراء: آين لنا
[الحجة للقراء السبعة: 4/64]
[الآية/ 41] ممدودة مفتوحة الألف غير أنّ حفصا روى عن عاصم في الشعراء أئن لنا لأجرا بهمزتين.
وقرأ أبو عمرو آئن لنا ممدودة في السورتين.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وابن عامر فيما أرى وحمزة والكسائي بهمزتين. في الموضعين جميعا.
[قال أبو علي]: الاستفهام أشبه في هذا الموضع، لأنّهم يستعلمون عن الأجر، وليس يقطعون على أنّ لهم الأجر.
ويقوي ذلك إجماعهم في الشعراء، وربّما حذفت همزة الاستفهام.
قال أبو الحسن في قوله عزّ وجلّ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل [الشعراء/ 22]، أنّ من الناس من يذهب إلى أنّه على الاستفهام، وقد جاء ذلك في الشعر قال:
[الحجة للقراء السبعة: 4/65]
أفرح أن أرزأ الكرام وأن... أورث ذودا شصائصا نبلا
وهذا أقبح من قوله:
وأصبحت فيهم آمنا لا كمعشر... أتوني فقالوا من ربيعة أم
مضر لأنّ أم قد تدلّ على الهمزة). [الحجة للقراء السبعة: 4/66]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قالوا إن لنا لأجرا إن كنّا نحن الغالبين}
قرأ نافع وابن كثير وحفص {قالوا إن لنا لأجرا} على الخبر
وقرأ أبو عمرو (إين لنا) بالمدّ وقرأ هشام بهمزتين بينهما مدّة وقرأ الباقون {أئن} بهمزتين وقد كرنا الحجّة عند قوله {أئنكم لتأتون الرّجال} ). [حجة القراءات: 292]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (31- قوله: {إن لنا لأجرًا} قرأه الحرميان وحفص بهمزة واحدة، على لفظ الخبر، وقرأ الباقون بالاستفهام، ع لى أصل كل واحد، كما ذكرنا في {أئنكم لتأتون}، أبو عمرو يلين الثانية، ويدخل بين الهمزتين ألفًا، وهشام يحقق الهمزتين ويدخل بين الهمزتين ألفًا وقد تقدم ذكر العلة في إدخال الألف بين الهمزتين، وأنه فعل ذلك لاستثقاله الجمع بين الهمزتين، وأن التخفيف للثانية كالتحقيق، والاستثقال باق؛ لأنها بزنة المخففة، ولأنها مرادة.
وحجة من قرأ بهمزة واحدة أنه أراد به الإلزام، وذلك أنهم ألزموا فرعون أن يجعل لهم أجرًا إن غلبوا، فقال لهم، نعم، لم يستفهموه عن ذلك، إنما ألزموه إياه، وقيل: إنهم قطعوا ذلك لأنفسهم في حكمهم إن غلبوا، فلهم الأجر عند أنفسهم، فلا معنى للاستفهام على هذا المعنى، والمعنى أنهم قالوا: يجب لنا الأجر إن غلبنا.
32- وحجة من استفهم أنه أجراه على معنى الاستخبار، استخبروا
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/472]
فرعون: هل يجعل لهم أجرًا إن غلبوا أو لا يجعل ذلك لهم، لم يقطعوا على فرعون بذلك، إنما استخبروه هل يفعل ذلك، فقال: نعم، لكم الأجر والقرب إن غلبتم، وكلا الوجهين حسن، والاستفهام أولى به، وأحب إلي، لأن القراءة الأولى يجوز أن تكون على وجه الاستفهام أيضًا، لكنه حذفت الألف، لدلالة الحال على ذلك، ولقول فرعون لهم: نعم، وزادهم القرب منه، ويقوي ذلك إجماعهم على لفظ الاستفهام في الشعراء في {أئن لنا لأجرا} «42» ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/473]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (26- {إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا} [آية/ 113] بكسر الألف على الخبر:
قرأها ابن كثير ونافع وعاصم -ص-، وقرءوا في الشعراء {أَيِنَّ} على الاستفهام.
والوجه أنه جاء به على الخبر؛ لأن المعنى إن كنا غالبين فإن لنا أجرًا أي استحققناه، أراد إن غلبنا استحققنا الأجر.
وقرأ الباقون {أَئِنَّ لَنَا} بالاستفهام في السورتين، وقد مضى حكم الهمزتين.
والوجه في الاستفهام أنهم استخبروا عن حصول الأجر لهم ولم يقطعوا بحصوله، والمراد هل تجعل لنا أجرًا إن غلبنا؟ وهذا أليق القراءتين بالمعنى). [الموضح: 547]

قوله تعالى: {قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114)}

قوله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115)}

قوله تعالى: {قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) }

قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تلقف ما يأفكون (117).
قرأ حفص عن عاصم (تلقف) حيث كانت، وقرأ الباقون (تلقّف) مشددة.
[معاني القراءات وعللها: 1/417]
قال أبو منصور: من قرأ (تلقف) فهو من لقفت الشيء ألقفه لقفا، وهو: أخذ الشيء بحذق في الهواء. ورجلٌ ثقفٌ لقفٌ، إذا كان حاذقًا، وبعضهم يقول: ثقفٌ لقفٌ.
ومن قرأ (تلقّف) فمعناه: تلتهم العصي والحبال التي تخيّلت بسحر السحرة أنها حيات، ولم تكن بحيات، وتلقفت الشيء تلقفا وتزقفته تزقفًا، إذا أخذته في الهواء). [معاني القراءات وعللها: 1/418]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (26- وقوله تعالى: {فإذا هي تلقف} [117].
روى حفص عن عاصم: {تلقف} بسكون اللام وتخفيف القاف من لقف يلقف مثل علم يعلم، ومعناه: يلتقم الشيء ويلتهمه، وذلك أن موسى عليه السلام لما عاين السحرة وكيدهم وما قد اختلقوه ألقى عصاه فإذا هي حية يبتلع ما صنعوه.
وقرأ الباقون: {تلقف} أرادوا: تتلقف فخزلوا إ حدى التاءين مثل: {يذكر} {وتساقط} فيمن خفف.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/200]
وقرأ ابن كثير في رواية ابن أبي بزة {فإذا هي تلقف} بتشديد التاء؛ أراد: تتلقف فأدغم، ومثله {نارا تلظى} {ولا تنابزوا بالألقاب} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/201]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (كلّهم قرأ: تلقف* بتشديد القاف إلّا عاصما؛ فإنّه قرأ: تلقف ساكنة اللّام خفيفة القاف [الأعراف/ 117].
أبو عبيدة: تلقف، وتلقم واحد، قال: ما يأفكون ما يسحرون.
وما روي عن عاصم من قراءته: تلقف ينبغي أن يكون مضارع لقف* مثل لقم يلقم.
وروى ابن أبي بزّة وعبد الوهاب بن فليح، بإسنادهما عن ابن كثير فإذا هي تلقف* مشددة التاء.
وكان قنبل يروي عن القواس بإسناده عن ابن كثير أنّه قرأ
[الحجة للقراء السبعة: 4/66]
تلقف* خفيفة التاء مشددة القاف في هذه وأخواتها، في كلّ القرآن.
كأنّه لفظ بها بألف ولام، هي تلقف*، فإذا ابتدأت تلقف* ابتدأت بها خفيفة التاء، ولا يمكن غير ذلك.
[قال أبو علي] وجه ما روي عن ابن كثير: فإذا هي تلقف* أنّه أدغم بالتاء، فسكنت المدغمة ولو كان هذا في الماضي، لاجتلبت له همزة الوصل مثل: فادارأتم فيها [البقرة/ 72]، وازينت [يونس/ 24]، ولكن همزة الوصل، لا تجتلب في المضارع لمشابهتها اسم الفاعل، وإن آخره معرب.
فإذا ابتدأ بها قال: تلقف* يثبت التاء التي للمضارعة، ويحذف التاء التي للمطاوعة في تفعّل، وليس القياس أن تجتلب في المعرب همزة الوصل، والأسماء التي
جاء ذلك فيها وليست بجارية على الأفعال شاذّة في القياس قليلة). [الحجة للقراء السبعة: 4/67]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فإذا هي تلقف ما يأفكون}
قرأ حفص عن عاصم {فإذا هي تلقف} ساكنة اللّام من لقفت الشّيء ألقفه
وقرأ الباقون {تلقف} بالتّشديد من تلقف يتلقف على وزن تعلم يتعلّم والأصل تتلقف فحذفوا إحدى التّاءين مثل تذكرون و{يوم يأت لا تكلم} أي لا تتكلّم
وقرأ البزي {فإذا هي تلقف} بتشديد التّاء أراد تتلقف فأدغم التّاء في التّاء وكذلك في طه). [حجة القراءات: 292]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (33- قوله: {فإذا هي تلقف} قرأ حفص بإسكان اللام والتخفيف، حيث وقع، جعله مستقبل «لقف يلقف»، وقرأ الباقون بالتشديد، وفتح اللام، جعلوه مستقبل «فهي تتلقف»، وحذفت إحدى التاءين استخفافًا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/473]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (27- {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ} [آية/ 117] ساكنة اللام مخففة القاف:-
قرأها عاصم وحده - ص -، وكذلك في طه والشعراء.
[الموضح: 547]
والوجه أنه مضارع لقفت تلقف مثل لقمت تلقم، وأصل اللقف: أخذ الشيء بالحذق في الهواء، يقال رجل ثقف لقف إذا كان حاذقًا.
وقرأ الباقون و- ياش- عن عاصم {تَلْقَفُ} مفتوحة اللام مشدّدة القاف في المواضع الثلاثة.
والوجه أنه مضارع تلقفت على تفعلت، وأصله: تتلقف، فحذف إحدى التاءين كراهة اجتماعهما، والمحذوفة هي تاء تفعل لا تاء المضارعة؛ لأن تاء المضارع تؤدي معناها فلا تحذف.
وشدد التاء من {تَلْقَفُ} ابن كثير في رواية البزي في المواضع الثلاثة، وخففها الباقون.
والوجه أن ابن كثير أدغم التاء في التاء حين اجتمعتا، ولم يحذف إحداهما، كما في القراءة المتقدمة، فإذا ابتدأ بها حذف إحدى التاءين ولم يدغم، ولا يجوز اجتلاب ألف الوصل لها ههنا، كما جاز في مثل {ادَّارَأْتُمْ لأنها في المضارع، وإنما يجوز في الماضي لا في المضارع). [الموضح: 548]

قوله تعالى: {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118)}

قوله تعالى: {فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119)}

قوله تعالى: {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120)}

قوله تعالى: {قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121)}

قوله تعالى: {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122)}

قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قال فرعون آمنتم به... (123).
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب (ءامنتم) بهمزة مطولة على الاستفهام، ومثله في سورة طه والشعراء وروى قنبل عن ابن كثير (قال فرعون وامنتم) بواو بعد النون وألف مقصورة بعد الواو، وفي طه (آمنتم) على لفظ الخبر، وفي الشعراء "ءامنتم " مثل أبي عمرو، قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي "أآمنتم" بهمزتين، الثانية ممدودة، هذه رواية الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، ولا يذكرها يحيى ولا غيره عن أبي بكر إلا الأعشى.
وقرأ عاصم (آمنتم) على لفظ الخبر في الثلاثة المواضع، وكذلك روى ورش عن نافع مثل حفص، وروى هبيرة عن حفص في الشعراء بهمزتين.
[معاني القراءات وعللها: 1/418]
قال أبو منصور: من قرأ (آمنتم) بوزن (عامنتم) فلفظه لفظ الخبر، ومعناه للاستفهام، إلا أنه حذف إحدى الهمزتين.
ومن قرأ (أآمنتم) بوزن (أعامنتم) بهمزة مطولة فهو استفهام، جعل إحدى الهمزتين ألفا مطولة فرارًا من الجمع بين الهمزتين.
ومن قرأ (أآمنتم) بهمزتين، الثانية ممدودة فإنه جعل الهمزة الثانية ألفا ممدودة كراهية الجمع بين الهمزتين أيضًا.
وكل ذلك جائز.
أما ما روى لابن كثير (قال فرعون وامنتم به) فإني لا أعرفها، ولا أحبّ القراءة بها؛ لأن الواو زيادة في المصحف، ولعل بعض العرب يتكلم بها، ويجعل الواو بدلاً من الهمز). [معاني القراءات وعللها: 1/419]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (27- وقوله تعالى: {وقال فرعون ءامنتم به} [123].
فيه خمس قراءات:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي {ءاامنتم} بثلاث ألفات، الهمزة الأولى توبيخ في لفظ الاستهام.
والثانية: ألف القطع.
والثالثة سنخية، والأصل فيه دخول التوبيخ {ءأامنتم} بهمزة بعدها ألف ملينة، الأصل: اآمنتم فخفف مثل آدم وآزر.
وقرأ أبو عمرو ونافع بتليين الثانية والثالثة {آامنتم}.
وروى حفص عن عاصم: {قال فرعون ءامنتم} على لفظ الخبر بغير استفهام، فقال الفراء: آمنتم: صدقتم وآامنتم بالاستفهام أجعلتم له الذي أراد.
وقرأ ابن كثير في رواية ابن أبي بزة عن أبي الإخريط: {قال فرعون وآمنتم} يلفظه كالواو ولا همزة بعدها، فيكون هذا على أن أشبع ضمة نون فرعون حتى صارت كالواو، كما روى ورش عن نافع: {نعبدو وإياك نستعين}
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/201]
بإشباع الضمة وهو لغة للعرب، قال زيدو، وجاءني بكرو، وقال الأعشى:
* ويلي عليك وويلي منك يا رجلو *
{وءامنتم} على الخبر.
وروى قنبل عن ابن كثير: {قال فرعون وأمنتم به} بواو بعدها همزة ساكنة. فقال ابن مجاهد رحمه الله: خطأ.
وله عندي وجه في العربية، وذلك: أنه لين ألف القطع التي هي همزة فصارت واوًا؛ لانضمام ما قبلها فرجعت الهمزة التي هي فاء الفعل قبل أن تلين كما تقول: أؤمر، من أمر يأمر جعلت الهمزة التي هي فاء الفعل واوًا، لانضمام ما قبلها فإن ذهبت ألف الوصل رجعت الهمزة فقلت: {وأمر أهلك بالصلواة}.
فإن قال قائل: فإن الواو إذا كانت ملينة من همزة يجب أن تكون ساكنة؟
فالجواب في ذلك أن الواو الساكنة إذا لقيها ساكن آخر حركت لالتقاء الساكنين، وكذلك الياء نحو: {لترون الجحيم} و{فإما ترين من البشر}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/202]
فإن قيل: فهلا حركتها بكسر أو ضم؟
فالجواب في ذلك: أن الكسرة والضمة تستثقلان على الواو حتى تصير همزة.
وعلة أخرى: أن قبل الواو ضمة فكرهوا الخروج من كسر إلى ضم فافهم ذلك فإنه لطيف جدًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/203]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعزّ: قال فرعون آمنتم به [الأعراف/ 123].
فقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر أآمنتم به بهمزة ومدة على الاستفهام.
قياس قول أبي عمرو: أآمنتم بهمزة مفتوحة بعدها ألف، والألف التي بعدها هي الألف التي تفصل بها بين الهمزتين، كما يفصل بين النونات في «اخشينانّ» والهمزة الثانية التي بعد هذه الألف هي همزة أفعل في قولك: أأمن، والألف بعدها هي المنقلبة عن الفاء التي هي همزة لاجتماع همزتين في: أأمن أوقعت الألف بعد الهمزة المخففة، كما وقعت بعد الهمزة. [إذا قلت]: اقرأ آية فحققت الهمزتين جميعا، هذا قياس قوله، إلّا أنّه يشبه أن يكون ترك قياس قوله هاهنا؛ لما كان يلزم من اجتماع المتشابهة؛ فترك الألف التي تدخل بين الهمزتين في نحو: «آأنت». وخفف الهمزة الثانية، التي هي همزة أفعل من أأمن، وبعدها الألف المنقلبة عن الهمزة التي هي فاء، يدلّ على ذلك قولهم فيما ترجموا عنه بهمزة ومدّة على الاستفهام، وكذلك ما ترجموا عنه من قولهم.
[الحجة للقراء السبعة: 4/68]
وكذلك في طه [71]، والشعراء [49] في تقدير همزة بعدها ألفان.
فالهمزة همزة الاستفهام، والألفان الأولى منهما: الهمزة المخففة التي هي في أفعلتم والثانية المنقلبة عن الفاء.
قال: وقال البزيّ عن أبي الإخريط عن ابن كثير قال فرعون وآمنتم [الأعراف/ 123]. بواو بعد النون بغير همزة.
القول فيه: أنّه أبدل من همزة الاستفهام اللاحقة لأفعلتم، واوا لانضمام ما قبلها، وهي النون المضمومة في قوله: فرعون، وهذا في المنفصل كالمتصل في تودة، فقوله:
.. ن وا.. مثل: تود من تودة، وقوله: بغير همزة يريد بغير همزة بعد الواو المنقلبة عن همزة الاستفهام، يريد أنّه خفّف همزة أفعلتم، من آمنتم فجعلها بين الهمزة والألف، وهذا على قول أهل الحجاز؛ لأنّهم يخفّفون الهمزتين إذا اجتمعتا، كما يخففون الواحدة.
قال أحمد بن موسى: قال قنبل عن القواس مثل رواية البزيّ عن أبي الإخريط، غير أنّه كان يهمز بعد الواو.
[الحجة للقراء السبعة: 4/69]
قال أبو علي: همز بعد الواو لأنّ هذه الواو هي منقلبة عن همزة الاستفهام وبعد همزة الاستفهام همزة أفعلتم، فحقّقها ولم يخفّفها كما خفّف في القول الأول لمّا خفف الأولى حقّق الثانية.
ووجهه [أن الأول لما زال عن لفظة الهمزة] بانقلابها واوا حقّق الهمزة بعدها، لأنّه لم يجتمع همزتان.
ووجه القول الأول أنّ الواو لمّا كان انقلابها عن الهمزة في تخفيف قياسي كان في حكم الهمزة، فلم تحقّق معها الثانية، كما لا تحقق مع الهمزة نفسها، لأنّ الواو في حكمها، كما أنّها لما كانت في حكمها في قولهم: رويا* في تخفيف رؤيا* لم يدغموها في الياء، كما لم تدغم الهمزة فيها، وكما جعلوا الواو في حكم الهمزة في رويا، فلم تدغم كذلك جعل الواو في قوله نوا* من قوله قال فرعون وامنتم في حكم الهمزة؛ فخفف الهمزة الثانية التي في أفعلتم.
قال أحمد: وقال قنبل في طه: ءامنتم [71] بلفظ الخبر من غير مدّ.
[قال أبو علي]: وجه الخبر فيه أنّه يخبرهم بإيمانهم على وجه التقريع لهم بإيمانهم والإنكار له عليهم.
[الحجة للقراء السبعة: 4/70]
ووجه الاستفهام أنّه استفهام على وجه التقرير، يوبّخهم به وينكره عليهم.
قال قنبل في الشعراء: قال: أآمنتم مثل أبي عمرو ويمدّ.
[قال أبو علي]: يريد أنّه يزيد الاستفهام، فألحق همزة الاستفهام وخفف همزة أآمنتم وهي الهمزة التي بعد همزة الاستفهام، وتخفيفها أن تجعل بين بين.
وقرأ حمزة والكسائيّ في المواضع الثلاثة: أآمنتم بهمزتين، الثانية ممدودة.
[قال أبو علي]: حقّقا الهمزتين على ما يريانه من تحقيقهما، والهمزة الثانية ممدودة لأنّ الهمزة الثانية تتصل بها الألف المنقلبة عن الهمزة التي هي فاء في الأمر.
وما بعد هذا روايات لا عمل فيها). [الحجة للقراء السبعة: 4/71]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال فرعون آمنتم به}
[حجة القراءات: 292]
قرأ ورش عن نافع وحفص {قال فرعون آمنتم به} على لفظ الخبر بغير استفهام أي صدقتم به وقرأ نافع والبزي عن ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {قال فرعون آمنتم} بالهمز والمدّ على الاستفهام أي أجعلتم له الّذي أراد في {آمنتم} ثلاث ألفات ألف الاستفهام بمعنى التوبيخ والألف الوسطى ألف افعل وهي ألف القطع والأخيرة فاء الفعل والأصل قبل دخول ألف التوبيخ ءامنتم بهمزة بعدها ألف ملينة الأصل أأمنتم فخفف مثل آدم
قرأ ابن كثير في رواية القواس (قال فرعون وامنتم) بواو في اللّفظ إذا وصل ولا يهمز واعلم أن هذه الهمزة إذا خففت لم تكن بين بين بل تنقلب واوا لأن جعلها بين بين هو أن تكون الهمزة والألف والألف لا تقع قبلها ضمة فمنعت ضمة النّون في {قال فرعون} أن تجعل الهمزة بين بين وجرت مجرى الهمة في جؤن إذا خففت قلبت واوا فتقول جون وكذلك كل همزة مفتوحة قبلها ضمة فإنّك إذا خففتها قلبتها واوا مثل (لا يواخذكم الله) و(المولفة)
وقرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر (قال فرعون أآمنتم) بهمزتين وحجتهم أن الهمزة حرف من حروف المعجم كغيره من سائر الحروف جاز الجمع بينهما نحو ما يجتمع في الكلمة حرفان فيؤتى بكل واحد منهما من غير تغيير كقوله {لعلّكم تتفكرون} فجعلوا
[حجة القراءات: 293]
الهمزتين كغيرهما من سائر الحروف). [حجة القراءات: 294]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (34- قوله: {قال فرعون أامنتم به} قرأه أبو بكر وحمزة والكسائي في هذا الموضع وفي طه والشعراء بهمزتين محققتين بعدهما ألف، بدل من همزة ساكنة، هي فاء الفعل، لأن أصله ثلاث همزات: همزة الاستفهام مفتوحة، وهمزة ألف القطع ألف الفعل مفتوحة، وهمزة هي فاء الفعل ساكنة أبدل منها ألف على أصل بدلها في «آدم وآتى» وشبهه، فهؤلاء قرأوا على الأصل، كما فعلوا في «أأنذرتهم» وشبهه، ولم يستثقلوا اجتماع همزتين محققتين؛ لأن الأولى كأنها من كلمة أخرى، لأنها دخلت زائدة قبل أن لم تكن، وقرأ حفص في الثلاثة المواضع بهمزة واحدة، بعدها ألف، على لفظ الخبر الذي معناه الاستفهام، وإنما حذفت ألف الاستفهام من اللفظ استخفافًا، وحسن ذلك، لأن ما في الكلام من معنى التوبيخ والتقريع، من فرعون للسحرة، يدل على الاستفهام الذي معناه الإنكار منه لفعلهم الإيمان، وقرأ قنبل في الأعراف بالاستفهام أيضًا، غير أنه قرأ بواو في
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/473]
الوصل، بدل من الهمزة الأولى، لانضمام ما قبلها، وهي مفتوحة، وخفف الثانية بين بين، إرادة التخفيف؛ لأن الأولى تخفيفها عارض، فكأنها مخففة، فخفف الثانية، كما يفعل إذا حقق الأولى، على الأصل، وأبدل من الثانية ألفًا، لأنها ساكنة قبلها فتحة، وقرأ في طه بهمزة واحدة، بعدها ألف، على لفظ الخبر، كفحص، وقد ذكرنا وجه ذلك، وقرأ في الشعراء بهمزة محققة وبعدها همزة بين بين، وبعدها ألف بدل من الساكنة، وكذلك يفعل إذا ابتدأ في الأعراف، وقرأ الباقون في الثلاثة كقراءة قنبل في الشعراء، استثقلوا اجتماع همزتين محققتين فخففوا الثانية، على أصل التخفيف في المفتوحة، قبلها فتحة، وقد تقدم كثير من علل هذا النوع في تحقيقه وتخفيفه، فلذلك خففنا الكلام عليه في هذا المواضع، فاطلبه في الأصول تجده مشروحًا بابين من هذا، وفيما ذكرنا في هذا الموضع كفاية لمن فهم، والاختيار فيه كالاختيار في «أأنذرتهم»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/474]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (28- {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم} [آية/ 123] بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام:
قرأها ابن كثير في رواية البزي، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب- يس-، وكذلك في طه والشعراء.
والوجه أن أصله {أآمنتُم} بهمزة استفهام قبل همزة آمن، وهمزة آمن بعدها ألف هي أيضًا منقلبة عن همزة هي فاء الفعل في الأمن أو الأمان، فقد اجتمعت همزتان وألف ساكنة فخففوا الثانية منهما فحصلت همزة وألفان، وإنما خففوا هذه الثانية كراهية اجتماع الهمزتين.
وقرأ عاصم- ياش- وحمزة والكسائي ويعقوب- ح- {أأمنْتُمْ} مستفهمة بهمزتين بعدهما ألف.
والوجه أن الهمزتين أعني همزة الاستفهام وهمزة آمن، كلتاهما محققتان على أصلهما؛ لأن من عادة هؤلاء تحقيق الهمز.
وأما المدة التي بعد الهمزة الثانية فإنها الألف التي تتصف بالهمزة في آمن، وهي ألف منقلبة عن همزة هي فاء الفعل كما قدمنا.
وروى- ص- عن عاصم {آمَنتُم} على الخبر بوزن عامنتم في الأحرف الثلاثة.
[الموضح: 549]
والوجه أنه إخبار على وجه التوبيخ والتقريع، كما أن الاستفهام في الوجهين المتقدمين على وجه التقريع والتوبيخ والإنكار.
وروى- ل- عن ابن كثير {وآمَنتُم} بواو بعد نون {فِرْعَوْنُ} وهمزة بعد الواو.
والوجه أنه قلب همزة الاستفهام واواً لانضمام ما قبلها وهو النون من {وَامَنْتُم}، ثم ترك همزة أفعلتم على أصلها محققة ولم يخففها؛ لأنه لم تجتمع همزتان بعد قلب الأولى منهما واواً.
وروى المطوعي عن قنبل أيضًا {وامنتم} بواو بعد النون بغير همزة، وهو الصحيح عنه.
والوجه أنه أبدل من همزة الاستفهام واواً لضمة النون على ما سبق، ثم جعل همزة أفعلتم بين بين أعني بين الهمزة والألف؛ لأن الواو المنقلبة عن الهمزة في حكم الهمزة، فكأنه اجتمعت همزتان، فلهذا خفف الثانية ولم يحقق). [الموضح: 550]

قوله تعالى: {لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124)}

قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125)}

قوله تعالى: {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس