عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 07:26 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي مراعاة المعنى ابتداء

مراعاة المعنى ابتداء

جاءت مراعاة المعنى ابتداء في مواضع محددة في القرآن:
1- {ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون} [10: 42].
في [البحر:5/61] : «والضمير في {يستمعون} عائد على معنى {من} والعود على المعنى دون العود على اللفظ في الكثرة». [العكبري:2/15]،
[القرطبي:4/3185].
2- {ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك} [21: 82]
في [البحر:6/333]: «والظاهر أن من موصولة، وقال أبو البقاء: هي نكرة موصوفة، وجمع الضمير في {يغوصون} حملا على معنى {من}، وحسن ذلك تقدم جمع قبله، كما قال:

وإن من النسوان من هي روضة = تهيج الرياض قبلها وتصوح
لما تقدم لفظ (النسوان) حمل على معنى (من) فأنث ولم يقل: من هو روضة».
في [البحر:1/359]: «إذا كانت موصوفة ... فليس في محفوظي من كلام العرب مراعاة المعنى فيها».
3- {يا نساء النبي من يأت منكم بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين} [33: 30].
في [المحتسب:2/179-180]: «ومن ذلك قراءة عمرو بن فائد الأسواري، ورويت عن يعقوب: (يا نساء النبي من تأت منكن) بالتاء.
قال أبو الفتح: هذا حمل على المعنى، كأن (من) هنا امرأة في المعنى، فكأنه قال: أية امرأة أتت منكن بفاحشة، أو تأت بفاحشة، وهو كثير في الكلام، معناه للبيان كقول الله سبحانه: {ومنهم من يستمعون إليك} [10: 42]. وقول الفرذدق:

تعش فإن عاهدتني لا تخونني = نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
أي مثل اللذين يصطحبان، أو مثل اثنين يصطحبان،
وأن يكون على الصلة أولى من أن يكون على الصفة، فكأن الموضع في هذا الحمل على المعنى إنما بابه الصلة، ثم شبهت بها الصفة، ثم شبهت الحال بالصفة، ثم شبه الخبر بالحال، كذا ينبغي أن يرتب هذا الباب من تنزيل، ولا ينبغي أن يؤخذ بابًا سردًا وطرحًا واحدًا؛ وذلك أن الصلة أذهب في باب التخصيص من الصفة لإبهام الموصول، فلما قويت الحاجة إلى البيان في الصلة جاء ضميرها من الصلة على معناها، لأنه أشد إفصاحًا بالغرض، وأذهب في البيان المعتمد». انظر [البحر:7/227-228].
4- {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} [91: 9-10].
في [البحر:8/481]: «الظاهر أن فاعل {زكى} و{دسى} ضمير يعود على {من} قاله الحسن وغيره.
ويجوز أن يكون ضمير الله تعالى، وعاد الضمير إلى من مؤنثًا باعتبار المعنى «معنى نفس» من مراعاة التأنيث، وفي الحديث ما يشهد لهذا التأويل، كان عليه السلام إذا قرأ هذه الآية قال: (( اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها )) ».
[الكشاف:4/216]، [القرطبي:8/7167].
5- {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده} [35: 2].
قرئ: (فلا مرسل لها) بالعود على معنى (ما) كقوله: {فلا ممسك لها} [البحر:7/299].
6- {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} [33: 34].
قرأ زيد بن علي: (تُتْلى) بالتاء. [البحر:7/232].
7- {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله} [59: 5].
راعى معنى {ما} في {تركتموها}، {أصولها} [البحر:8/244].
8- وأرى أن يكون من مراعاة المعنى ابتداء قوله تعالى: {ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون} [7: 178]. وقوله تعالى: {ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما} [17: 97].
لأن {من} مفعول به في الآيتين.


رد مع اقتباس