قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) عَوْضُ:
يستعمل في القسم، وهو ظرف لاستغراق المستقبل من الزمان، كما أن «قط» لاستغراق الماضي من الزمان.
ومعناه: الأبد، تقول: عوض لا أفارقك، كما تقول: لا أفارقك أبدًا، وسمي الزمان عوضًا لأنه كلما مضى منه جزء عوضه جزء آخر، وقيل: لأن الدهر في زعمهم يسلب ويعوض.
وهو معرف إن أضيف، كقولهم: لا أفعله عوض العائضين، مبني إن لم يضف وبناؤه إمَّا على الضم كقبلُ، أو على الكسر كأمسِ، أو على الفتح كأينَ، واختلف في قول الأعشى يمدح رجلًا:
رضيعي لبان ثدي أم تحالفا = بأسحم داجٍ عوضُ لا نتفرق
فقيل: ظرف لنتفرق، وقال ابن الكلبي: هو اسم صنم كان لبكر بن وائل؛ بدليل قوله:
حلفت بمائرات حول عوضٍ = وأنصابٍ تركن لدى السعير
والسعير: اسم صنم كان لعنزة، قال ابن هشام: ولو كان كما زعم لم يتجه بناؤه في البيت). [مصابيح المغاني: 288 - 290]