عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 10:25 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالّذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون} هذا تسليةٌ لرسوله محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- في تكذيب من كذّبه من قومه، ووعدٌ له وللمؤمنين به بالنّصرة والعاقبة الحسنة في الدّنيا والآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 242]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {قل سيروا في الأرض ثمّ انظروا كيف كان عاقبة المكذّبين} أي: فكّروا في أنفسكم، وانظروا ما أحلّ اللّه بالقرون الماضية الّذين كذّبوا رسله وعاندوهم، من العذاب والنّكال، والعقوبة في الدّنيا، مع ما ادّخر لهم من العذاب الأليم في الآخرة، وكيف نجّى رسله وعباده المؤمنون). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 242]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {قل لمن ما في السّماوات والأرض قل للّه كتب على نفسه الرّحمة ليجمعنّكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الّذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون (12) وله ما سكن في اللّيل والنّهار وهو السّميع العليم (13) قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا فاطر السّماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ من المشركين (14) قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ (15) من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه وذلك الفوز المبين (16) }
يخبر تعالى أنّه مالك السّموات والأرض ومن فيهنّ، وأنّه قد كتب على نفسه المقدّسة الرّحمة، كما ثبت في الصّحيحين، من طريق الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «إنّ اللّه لمّا خلق الخلق كتب كتابًا عنده فوق العرش، إنّ رحمتي تغلب غضبي»
وقوله: {ليجمعنّكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه} هذه اللّام هي الموطّئة للقسم، فأقسم بنفسه الكريمة ليجمعنّ عباده لميقات يومٍ معلومٍ [وهو يوم القيامة] الّذي لا ريب فيه ولا شكّ فيه عند عباده المؤمنين، فأمّا الجاحدون المكذّبون فهم في ريبهم يتردّدون.
وقال ابن مردويه عند تفسير هذه الآية: حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبيد اللّه بن أحمد بن عقبة، حدّثنا عبّاس بن محمّدٍ، حدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا محصن بن عقبة اليمانيّ، عن الزّبير بن شبيب، عن عثمان بن حاضرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: سئل رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- عن الوقوف بين يدي ربّ العالمين، هل فيه ماءٌ؟ قال: «والّذي نفسي بيده، إنّ فيه لماءً، إنّ أولياء اللّه ليردون حياض الأنبياء، ويبعث اللّه تعالى سبعين ألف ملكٍ في أيديهم عصيّ من نارٍ، يذودون الكفّار عن حياض الأنبياء».
هذا حديثٌ غريبٌ وفي التّرمذيّ: «إنّ لكلّ نبيٍّ حوضًا، وإنّهم يتباهون أيّهم أكثر واردةً، وأرجو أن أكون أكثرهم واردةً»
ولهذا قال: {الّذين خسروا أنفسهم} أي: يوم القيامة، {فهم لا يؤمنون} أي: لا يصدّقون بالمعاد، ولا يخافون شرّ ذلك اليوم). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 242-243]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {وله ما سكن في اللّيل والنّهار} أي: كلّ دابّةٍ في السّموات والأرض، الجميع عباده وخلقه، وتحت قهره وتصرّفه وتدبيره، ولا إله إلّا هو، {وهو السّميع العليم} أي: السّميع لأقوال عباده، العليم بحركاتهم وضمائرهم وسرائرهم). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 243]


رد مع اقتباس