عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:12 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (194) إلى الآية (195) ]

{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194)}
{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ ... عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}
- قراءة الجماعة (إن الذين تدعون.. عبادٌ أمثالكم).
[معجم القراءات: 3/237]
إن: مشددة حرف ناسخ، واسمه: الذين.
وقوله: (عباد أمثالكم) خبر إن، ونعته.
- وقرأ سعيد بن جبير (إن الذين تدعون ... عباداً أمثالكم) بتخفيف (إن)، ونصب الدال واللام.
واتفق المفسرون على تخريج هذه القراءة على أن (إن) هي النافية، أُعملت عمل (ما) الحجازية، فرفعت (الذين) اسماً لها، ونصبت الخبر (عباداً ...).
قالوا: والمعنى على هذه القراءة تحقير شأن الأصنام، ونفي مماثلتهم للبشر، بل هم أقل وأحقر؛ إذ هي جمادات لا تفهم ولا تعقل.
وإعمال (إن) عمل (ما) الحجازية فيه خلاف، فقد أجازه الكسائي وأكثر الكوفين، وأجازه من البصريين ابن السراج والفارسي وابن جني. ومنع إعماله الفراء وأكثر البصريين.
واختلف النقل عن سيبويه والمبرد، والصحيح أن إعمالها لغة، وقد ثبت هذا في النثر والنظم.
قال أبو جعفر النحاس:
(وهذه القراءة لا ينبغي أن يقرأ بها من ثلاث جهات:
إحداها: أنها مخالفة للسواد.
والثانية: أن سيبويه يختار الرفع في خبر (إن) إذا كانت بمعنى (مت)، فيقول: إن زيدٌ منطلقٌ؛ لأن عمل (ما) ضعيف، و(إن) بمعناها؛ فهي أضعف منها.
والجهة الثالثة: أن الكسائي زعم أن (إن) لا تكاد تأتي في كلام
[معجم القراءات: 3/238]
العرب بمعنى (ما) إلا أن يكون بعدها إيجاب، كما قال عز وجل: (إن الكافرون إلا في غرور) انتهى.
وتعقب أبو حيان أبا جعفر فقال:
(وكلام النحاس هذا هو الذي لا ينبغي؛ لأنها قراءة مروية عن تابعي جليل، ولها وجه في العربية، وأما الثلاث جهات التي ذكرها فلا يقدح شيء منها في هذه القراءة.
أما كونها مخالفة للسواد فهو خلاف يسير جداً لا يضر، ولعله كتب المنصوص على لغة ربيعة في الوقف على المنون المنصوب بغير ألف فلا تكون فيه مخالفة للسواد.
وأما ما حكي عن سيبويه، فقد اختلف الفهم في كلام سيبويه في (إن) وأما ما حكاه على الكسائي فالنقل عن الكسائي أنه حكى إعمالها، وليس بعدها إيجاب.
والذي يظهر لي أن هذا التخريج الذي خرجوه من أن (إن) للنفي ليس بصحيح؛ لأن قراءة الجمهور تدل على إثبات كون الأصنام عباداً أمثال عابديها، وهذا التخريج يدل على نفي ذلك، فيؤدي إلى عدم مطابقة أحد الخبرين الآخر، وهو لا يجوز بالنسبة إلى الله تعالى.
وقد خرجت هذه القراءة في (شرح التسهيل) على وجه غير ما ذكروه، وهو أن (إن) هي المخفة من الثقيلة، وأعملها عمل المشددة، وقد ثبت أن (إن) المخففة يجوز إعمالها عمل المشددة في غير المضمر بالقراءة المتواترة (وإن كلا لما)، وبنقل سيبويه عن العرب، لكنه نصب في هذه القراءة خبرها نصب عمر بن أبي ربيعة المخزومي في قوله:
[معجم القراءات: 3/239]
إذا أسود جنح الليل فلتأت ولتكن - خطاك خفافاً إن حراسنا أسداً
وقد ذهب جماعة من النحاة إلى جواز نصب أخبار (إن) وأخواتها، واستدلوا على ذلك بشواهد ظاهرة الدلالة على صحة مذهبهم، وتأولها المخالفون، وهذه القراءة الشاذة تتخرج على هذه اللغة، أو تتأول على تأويل المخالفين لأهل هذا المذهب، وهو أنهم تأولوا المنصوب على إضمار فعل كما قالوا في قوله:
يا ليت أيام الصبا رواجعا
إن تقديره: أقبلت رواجعاً
فكذلك تؤول هذه القراءة على إضمار فعل تقديره: إن الذين تدعون من دون الله تدعون عباداً أمثالكم، وتكون القراءتان قد توافقتا في معنى واحد وهو الإخبار إنهم عباد، ولا يكون تفاوت بينهما وتخالف لا يجوز في حق الله تعالى) انتهى كلام أبي حيان، رحمه الله واسعة، وأسكنه فسيح جنته، وجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء على فضل هذا البيان، ومثل هذا في البحر كثير كثير!!
- وقرئ أيضاً:
(إن الذين تدعون ... عباداً أمثالكم) عباداً: حال من الضمير المحذوف العائد من جملة الصلة على (الذين).
وأمثالكم: بالرفع على الخبر.
قال أبو حيان:
(وأمثالكم بالرفع على الخبر، أي أن الذين تدعونهم من دون الله
[معجم القراءات: 3/240]
في حال كونهم عباداً أمثالكم في الخلف أو الملك فلا يمكن أن يكونوا آلهة ...).
- وفي مختصر ابن خالويه، عن سعيد بن جبير أنه قرأ (إن الذين تدعون ... عبادٌ أمثالكم) كذا: عباد: بالرفع أمثالكم: بنصب اللام.
{تَدْعُونَ}
- قراءة الجماعة على الخطاب للكفار (تدعون).
- وقرأ اليماني (يدعون)، بالياء من تحت في أوله، وبالبناء للمفعول.
- وحكى أيضاً (يدعون) بالياء المفتوحة وشد الدال من (ادعى). ولعلها قراءة اليماني أيضاً: فإن سياق النص عند ابن خالويه يوحي بهذا وإن لم يُصرح به.
- وذكر الهمذاني أن الرستمي روى عن نصير عن الكسائي (يدعون) بالياء غيباً، وذكر مثل هذا الصفراوي وزاد أنها قراءة اليزيدي والنيسابوري وابن رستم عن نصير عن الكسائي). [معجم القراءات: 3/241]

قوله تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (50 - قَوْله {ثمَّ كيدون} 195
قَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {ثمَّ كيدون} بِغَيْر يَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَنَافِع في رِوَايَة ابْن جماز وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بِالْيَاءِ في الْوَصْل وَكَذَلِكَ ابْن عَامر
وفي رِوَايَة ورش وقالون والمسيبي بِغَيْر يَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف
قَالَ أَبُو بكر وفي كتابي عَن ابْن ذكْوَان بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَامر {ثمَّ كيدون} بياء وَقَالَ ابْن ذكْوَان في كتابي بِالْيَاءِ وحفظي بِغَيْر يَاء كَذَا حَدَّثَني أَحْمد بن يُوسُف بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن ذكْوَان). [السبعة في القراءات: 299 - 300]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يبطشون) وفي القصص، والدخان بضم الطاء يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يبطشون) [195]، وفي القصص [19]، والدخان [16]: بضم الطاء يزيد، وافق أبو بشر إلا هاهنا). [المنتهى: 2/716]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَبْطِشُونَ)، وفي القصص والدخان بضم الطاء أبو جعفر، وشيبة والحسن، والْجَحْدَرِيّ، والعقيلي وافق أبو بشر إلا ها هنا، والْمُعَلَّى عن أبي بكر إلا في الدخان، الباقون بكسر الطاء، والاختيار الأول لما ذكرت في (يَعْكُفُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 557]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (117- .... .... .... .... .... = .... .... ضُمَّ طَا يَبْطِشُ اسْجِلَا). [الدرة المضية: 28]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ضم طا يبطش اسجلا، أي قرأ مرموز (الف) اسجلا وهوأبو جعفر هنا {أم لهم أيد يبطشون بها} [195]، وفي القصص {أن يبطش بالذي} [19] وفي الدخان {يوم نبطش} [16] بضم الطاء، وعلم من الوفاقللآخرين بكسر الطاء وإلى العموم أشار بقوله اسجلا). [شرح الدرة المضيئة: 134]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَبْطِشُونَ هُنَا وَيَبْطِشَ الَّذِي فِي الْقَصَصِ وَنَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى فِي الدُّخَانِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِضَمِّ الطَّاءِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/274]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {يبطشون} [195]، وفي القصص [19] {يبطش بالذي}، و{نبطش البطشة} في الدخان [16] بضم الطاء، والباقون بالكسر في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 527]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (653- .... .... .... .... = .... .... .... يبطش كلّه
654 - بضمّ كسرٍ ثق .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 76]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يبطش كله) يعني كلما وقع من لفظ يبطش وهو «يبطشون» هنا «ويبطش بالذي» في القصص «ونبطش البطشة الكبرى» بالدخان بضم الطاء منها كما سيأتي أبو جعفر، والباقون بالكسر وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم ذكر ثاني القراءتين فقال:
ص:
في شركاء يتبعوا كالظّلّه = بالخفّ والفتح (ا) تل يبطش كلّه
بضمّ كسر (ث) ق وليّ احذف = بالخلف وافتحه أو اكسره (ي) في
ش: أي: قرأ ذو ألف (اتل) نافع: يتبعوكم سواء هنا [الآية: 193]، ويتبعهم الغاون في الشعراء [الآية: 224]- بتخفيف التاء وإسكانها وفتح الباء على أنه مضارع «تبع» على حد: فمن تبع هداي [البقرة: 38]، والتسعة بتشديد التاء وفتحها وكسر الباء على أنه مضارع «اتبع» على حد: فمن اتّبع هداي [طه: 123].
وقرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر: يبطش حيث وقع وهو ثلاثة هنا [الآية: 195] والقصص [الآية: 19]، والدخان [الآية: 16] بضم الطاء، والباقون بكسرها، وقيد الضم لأجل المفهوم.
واختلف عن ذي ياء (يفي) السوسي في إنّ وليّ الله [الأعراف: 196]: فروى ابن حبش عنه إثبات ياء واحدة مفتوحة مشددة، وكذا روى الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي، وهي رواية شجاع عن أبي عمرو.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/346]
وكذا رواه ابن جبير عن اليزيدي وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا، وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء، والداجوني عن ابن جرير.
وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كذلك، [لكن] بكسر [الياء]، وهي قراءة عاصم الجحدري وغيره، فإذا كسرت وجب ترقيق الجلالة، وروى غيرهم كالجماعة.
واختلف في توجيه الأولين، فأما فتح [الياء:] فخرجها الفارسي على حذف لام الفعل من ولى وإدغام ياء «فعيل» في ياء الإضافة، وحذف اللام كثير في كلامهم، وهو مطرد في اللامات في التصغير نحو: «غطى» في تصغير «غطاء»، وهذا أحسن ما قيل في تخريج هذه.
ووجه كسر الياء: أن المحذوف ياء المتكلم؛ لملاقاتها ساكنا كما تحذف ياءات الإضافة عند لقيها لساكن.
وأورد عليه لبعضهم، فقال: فعلى هذا إنما يكون الحذف حالة الوصل فقط، وإذا وقف أعادها، وليس كذلك، بل الرواية الحذف وصلا ووقفا.
والجواب: أنه أجرى الوقف مجرى الوصل؛ كما فعل [في:] واخشون اليوم [المائدة: 3]، ويقصّ الحقّ [الأنعام: 57]، ويحتمل أن تخرج على قراءة حمزة بمصرخيّ [إبراهيم: 22] كما سيجيء.
ووجه وجهي يبطش: أن مضارع «فعل» يأتي بالوجهين كخرج يخرج، وضرب يضرب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/347] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر (يبطشون) هنا و(يبطش) في القصص و(يوم نبطش) في الدّخان بضم الطّاء، والباقون بكسرها، والله الموفق). [تحبير التيسير: 382]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يبطشون" [الآية: 195] هنا و"يبطُش" بالذي [بالقصص الآية: 19] و"نبطش" [بالدخان الآية: 16] فأبو جعفر بضم الطاء في الثلاثة وافقه الحسن
[إتحاف فضلاء البشر: 2/71]
والباقون بالكسر فيهن، والبطش الأخذ بالقوة والماضي، بطش بالفتح فيهما كخرج يخرج وضرب يضرب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/72]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر اللام من "قل ادعوا" عاصم وحمزة ويعقوب وضمها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/72]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" الياء في "كيدون" وصلا أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبو جعفر وفي الحالين قنبل من طريق ابن شنبوذ من طريق الحلواني ويعقوب "وأثبتها" في "فلا تنظرون" في الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/72]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل ادعوا} [195] قرأ عاصم وحمزة في الوصل بكسر لام {قل} والباقون بالضم). [غيث النفع: 649]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كيدون} قرأ البصري بإثبات الياء وصلاً لا وقفًا، وهشام بإثباتها في الحالين، والباقون بحذفها فيهما، وإنما لم نذكر الخلاف الذي ذكره الشاطبي فيها لهشام حيث قال: وكيدون في الأعراف حجج ليحملا = بخلف ...
وتبعه على ذلك كثير، لأنه يبعد أن يكون الخلاف لهشام فيها من طريقه وطريق أصله، بل لم يثبت من طرق النشر إلا في حالة الوقف خاصة.
قال المحقق فيه: «ورى بعضهم عنه أي عن هشام الحذف في الحالين، ولا أعلمه نصًا من طرق كتابنا لأحد من أئمتنا».
[غيث النفع: 649]
ثم قال: «وكلا الوجهين يعني الحذف والإثبات صحيحان عنه أي عن هشام نصًا وأداءً، حالة الوقف، وأما حالة الوصل فلا آخذ بغير الإثبات من طرق كتبانا» اهـ.
فإن قلت: مستنده قول صاحب التيسير فيه لما تكلم على زوائد سورة الأعراف في آخرها: «وفيها محذوفة {ثم كيدون فلا} وأثبتها في الحالين هشام بخلف عنه».
قلت: هذا لا دليل فيه، لأن الداني كثيرًا ما يذكر الخلاف على سبيل الحكاية، وإن كان هو لا يأخذ به، وليس من طرقه، وهذا منه.
ويدل على ذلك قوله في المفردات بعد أن ذكر الخلاف له: «وبالإثبات في الوصل والوقف أخذ».
وقوله في جامع البيان: «وبه قرأت على الشيخين أبي الفتح وأبي الحسن من طريق الحلواني عنه».
بل يدل عليه كلامه في التيسير فإنه قال فيه باب الزوائد: «وأثبت ابن عامر في رواية هشام الياء في الحالين في قوله تعالى {ثم كيدون} في الأعراف».
وجزم بالإثبات، ولم يحك خلافه، ومن الم علوم المقرر: أن العقاء يعتنون بتحقيق المسائل في أبوابها أكثر من اعتنائهم بذلك إذا ذكروها استطرادًا تتميمًا للفائدة، فربما يتساهلون، اتكالاً على ما تقدم أو سيأتي لهم في الباب.
فثبت من هذا أن الخلاف لهشام حالة الوصل عزيز، وإنما الخلاف حالة الوقف، لكن لا ينبغي أن يقرأ به من طريق القصيد وأصله.
وبالإثبات في الحالين قرأت على شيخنا رحمه الله، وقال في مقصورته:
[غيث النفع: 650]
كيدون حلواني روى زيادة = في حالتيه عن هشام وقرا). [غيث النفع: 651]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195)}
{يَبْطِشُونَ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم وحمزة
[معجم القراءات: 3/241]
والكسائي والحسن والأعرج ويعقوب (يبطسون) بكسر الطاء.
- وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة والحسن والمعلى عن أبي بكر عن عاصم والوليد بن مسلم عن ابن عامر (يبطشون) بضم الطاء.
وهما لغتان: بطش يبطش ويبطش.
وذكرت المراجع نافعاً مع السبعة بكسر الطاء، وذكر أبو حيان عنه الوجهين، فلعله سبق قلم!
{يُبْصِرُونَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ}
- قرأ عاصم وحمزة ويعقوب وسهل وعياش والمطوعي والحسن (قل ادعوا) بكسر اللام في الوصل لالتقاء الساكنين.
- وقرأ باقي السبعة: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع وحمزة والكسائي، وكذلك أبو جعفر (قل ادعوا) بضم اللام في الوصل على الإتباع لحركة العين.
قال مكي: (وحجة من ضم أنه شبه هذه الحروف بألف الوصل لأنه بها يوصل إلى الساكن كما يوصل بألف الوصل، فضمها كما يضم ألف الوصل في الابتداء؛ لانضمام الثالث، وأيضاً فإنه كره الخروج من كسر إلى ضم وليس بينهما غير حرف ساكن،
[معجم القراءات: 3/242]
والساكن غير حائل لضعفه، فلا يعتد به، وألف الوصل لا حظ لها في الوصل، ولا يعتد بها حاجزاً، فلما ثقل ذلك ضم الساكن الأول ليتبع الضم، فيكون أيسر عليه في اللفظ واسهل وهي لغة ...).
{كِيدُونِ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وابن ذكوان وورش وقالون والمسيبي (كيدون) بحذف الياء في الوصل والوقف، وعلى هذا جاء رسم مصاحف أهل العراق.
- وقرأ أبو عمرو ونافع في رواية ابن جماز وإسماعيل بن جعفر، وورش وقالون والمسيبي، وابن عامر وهشام من طريق الداجوني وابن ذكوان وأبو جعفر (كيدوني) بإثبات الياء في الوصل.
- وقرأ أبو عمرو وابن شنبوذ عن قنبل ويعقوب وسهل وهشام والحلواني (كيدوني) بإثبات الياء وصلاً ووقفاً.
وعلى هذا جاء رسم مصاحف أهل الشام والحجاز.
{فَلَا تُنْظِرُونِ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء، بخلاف عنهما.
- وقرأ يعقوب (فلا تنظروني) بإثبات الياء في الوقف والوصل، ووافقه سهل وعياش في الوصل.
- وقراءة الجماعة بنون مكسورة (فلا تنظرون)، وذلك بحذف الياء في الحالين). [معجم القراءات: 3/243]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس