عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 11:23 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا بني آدم إمّا يأتينّكم رسلٌ منكم يقصّون عليكم آياتي فمن اتّقى وأصلح فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}.
يقول تعالى ذكره معرّفًا خلقه ما أعدّ لحزبه وأهل طاعته والإيمان به وبرسوله، وما أعدّ لحزب الشّيطان وأوليائه والكافرين به وبرسله: {يا بني آدم إمّا يأتينّكم رسلٌ منكم} يقول: إن يجئكم رسلي الّذين أرسلهم إليكم بدعائكم إلى طاعته والانتهاء إلى أمري ونهيي، {منكم} يعني: من أنفسكم، ومن عشائركم وقبائلكم. {يقصّون عليكم آياتي}؛ يقول: يتلون عليكم آيات كتابي، ويعرّفونكم أدلّتي وأعلامي على صدق ما جاءوكم به من عندي، وحقيقة ما دعوكم إليه من توحيدي.
{فمن اتّقى وأصلح}؛ يقول: فمن آمن منكم بما أتاه به رسلي ممّا قصّ عليه من آياتي وصدّق واتّقى اللّه، فخافه بالعمل بما أمره به والانتهاء عمّا نهاه عنه، على لسان رسوله. {وأصلح}؛ يقول: وأصلح أعماله الّتي كان لها مفسدًا قبل ذلك من معاصي اللّه بالتّحوّب منها. {فلا خوفٌ عليهم}؛ يقول: فلا خوفٌ عليهم يوم القيامة من عقاب اللّه إذا وردوا عليه. {ولا هم يحزنون}؛ على ما فاتهم من دنياهم الّتي تركوها، وشهواتهم الّتي تجنّبوها، اتّباعًا منهم لنهي اللّه عنها إذا عاينوا من كرامة اللّه ما عاينوا هنالك.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا هشامٌ أبو عبد اللّه، قال: حدّثنا هيّاجٌ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن زيادٍ، عن أبي سيّارٍ السّلميّ، قال: إنّ اللّه جعل آدم وذرّيّته في كفّه، فقال: {يا بني آدم إمّا يأتينّكم رسلٌ منكم يقصّون عليكم آياتي فمن اتّقى وأصلح فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}، ثمّ نظر إلى الرّسل فقال: {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات واعملوا صالحًا إنّي بما تعملون عليمٌ. وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً وأنا ربّكم فاتّقون}، ثمّ بثّهم.
فإن قال قائلٌ: ما جواب قوله: {إمّا يأتينّكم رسلٌ منكم}؟
قيل: قد اختلف أهل العربيّة في ذلك، فقال بعضهم في ذلك: الجواب مضمرٌ، يدلّ عليه ما ظهر من الكلام، وذلك قوله: {فمن اتّقى وأصلح}، وذلك لأنّه حين قال: {فمن اتّقى وأصلح} كأنّه قال: فأطيعوهم.
وقال آخرون منهم: الجواب: {فمن اتّقى}، لأنّ معناه: فمن اتّقى منكم وأصلح، قال: ويدلّ على أنّ ذلك كذلك تبعيضه الكلام، فكان في التّبعيض اكتفاءٌ من ذكر (منكم) ). [جامع البيان: 10/ 165-166]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({يا بني آدم إمّا يأتينّكم رسلٌ منكم يقصّون عليكم آياتي فمن اتّقى وأصلح فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (35)}
قوله تعالى: {يا بني آدم}
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد اللّه بن خالدٍ العبسيّ عن عبد الرّحمن بن مفضّلٍ قال: ذكر الجدّ عند ابن عبّاسٍ: فقال: أيّ أبٍ لك أكبر؟ فقال: {آدم}. فقال: إنّ اللّه يقول: يا بني آدم.
قوله تعالى: {إمّا يأتينّكم رسل منكم ... الآية}
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن أبي عمر العدنيّ، ثنا سفيان عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ: قوله: {يأتينّكم رسلٌ منكم}؛ قال: ليس في الجنّ رسلٌ وإنّما في الإنس، والنذارة في الجنّ.
قوله تعالى: {فمن اتّقى}
- حدّثنا عليّ بن الحسين قال: قرأت على مصعبٍ ثنا حاتم بن عيسى بن ماهان عن الرّبيع، في قوله: {فمن اتّقى}؛ قال: ذهب اثمه كلّه أن اتّقى فيما بقي.
قوله تعالى: {وأصلح}
- حدّثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ، في قول اللّه: وأصلح يعني العمل.
قوله تعالى: {فلا خوفٌ عليهم}
- وبه عن سعيدٍ فلا خوفٌ عليهم يعني في الآخرة. وروي عن مقاتل بن حيّان نحو ذلك.
قوله تعالى: {ولا هم يحزنون}
- وبه عن سعيد بن جبيرٍ: قوله: {ولا هم يحزنون}؛ يعني لا يحزنون للموت). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير عن أبي سيار السلمي فقال: إن الله [تبارك وتعالى] جعل آدم وذريته في كفه فقال: {يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} ثم نظر إلى الرسل فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم} [المؤمنون: 51] {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} [المؤمنون: 53] ثم بثهم). [الدر المنثور: 6/ 381]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}.
يقول جلّ ثناؤه: وأمّا من كذّب بأنباء رسلي الّتي أرسلتها إليه، وجحد توحيدي، وكفر بما جاء به رسلي، واستكبر عن تصديق حججي وأدلّتي، {فأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}، يقول: هم في نار جهنّم ماكثون، لا يخرجون منها أبدًا). [جامع البيان: 10/ 167]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({والّذين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون (36)}
قوله تعالى: {والّذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها}
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: قال: هم الكفّار الّذين خلقهم اللّه للنّار وخلق النّار لهم، فزالت عنهم الدّنيا وحرّمت عليهم الجنّة.
قوله تعالى: {أولئك أصحاب النّار}
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، عن أسباطٍ عن السّدّيّ: عن أبي مالكٍ: قوله: {أولئك أصحاب النّار}؛ فهم أصحاب النّار يعذّبون فيها.
قوله تعالى: {هم فيها خالدون}
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة بن الفضل عن محمّد بن إسحاق قال: فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ: {هم فيها خالدون}؛ أي خالدًا أبدًا لا انقطاع له.
- حدّثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، ثنا ابن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ: قول اللّه: هم فيها خالدون يعني لا يموتون). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1472-1473]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال ينالهم نصيبهم في الآخرة بأعمالهم التي عملوا وسلفوا في الدنيا). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 228]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}.
يقول تعالى ذكره: فمن أخطأ فعلاً، وأجهل قولاً، وأبعد ذهابًا عن الحقّ والصّواب {ممّن افترى على اللّه كذبًا} يقول: ممّن اختلق على اللّه زورًا من القول، فقال إذا فعل فاحشةً: إنّ اللّه أمرنا بها. {أو كذّب بآياته} يقول: أو كذّب بأدلّته وأعلامه الدّالّة على وحدانيّته ونبوّة أنبيائه، فجحد حقيقتها ودافع صحّتها. {أولئك}، يقول: من فعل ذلك فافترى على اللّه الكذب وكذّب بآياته، {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، يقول: يصل إليهم حظّهم ممّا كتب اللّه لهم في اللّوح المحفوظ.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في صفة ذلك النّصيب الّذي لهم في الكتاب وما هو، فقال بعضهم: هو عذاب اللّه الّذي أعدّه لأهل الكفر به.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا مروانٌ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}: أي من العذاب.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ، مثله.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، يقول: ما كتب لهم من العذاب.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن كثير بن زيادٍ، عن الحسن، في قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: من العذاب.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبو معاوية، عن جويبرٍ، عن أبي سهلٍ، عن الحسن قال: من العذاب.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن رجلٍ، عن الحسن قال: من العذاب.
وقال آخرون: معنى ذلك: أولئك ينالهم نصيبهم ممّا سبق لهم من الشّقاء والسّعادة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن شريكٍ، عن سعيدٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: من الشّقوة والسّعادة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}: كشقيٍّ وسعيدٍ.
- حدّثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن الحسن بن عمرٍو الفقيميّ، عن الحكم، قال: سمعت مجاهدًا، يقول: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: هو ما سبق.
- حدّثنا المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}: ما كتب لهم من الشّقاوة والسّعادة.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا سويدٌ قال: أخبرنا ابن المبارك، عن شبلٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ينالهم نصيبهم من الكتاب}: ما كتب عليهم من الشّقاوة والسّعادة، كشقيٍّ وسعيدٍ.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا سويد، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن شريكٍ، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}: من الشّقاوة والسّعادة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا ابن نميرٍ وابن إدريس، عن الحسن بن عمرٍو، عن الحكم، عن مجاهدٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: ما قد سبق من الكتاب.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حميد بن عبد الرّحمن، عن فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: ما سبق لهم في الكتاب.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا سويد بن عمرٍو ويحيى بن آدم، عن شريكٍ، عن سالمٍ، عن سعيدٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم}، قال: من الشّقاوة والسّعادة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: ما قضي أو قدّر عليهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {ينالهم نصيبهم من الكتاب}: ينالهم الّذي كتب عليهم من الأعمال.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن إسماعيل بن سميعٍ، عن بكرٍ الطّويل، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: قومٌ يعملون أعمالاً لا بدّ لهم أن يعملوها.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن الحسن بن عمرٍو، عن الحكم، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: ينالهم ما سبق لهم في الكتاب.
وقال آخرون: معنى ذلك: أولئك ينالهم نصيبهم من كتابهم الّذي كتب لهم أو عليهم بأعمالهم الّتي عملوها في الدّنيا من خيرٍ وشرٍّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، يقول: نصيبهم من الأعمال، من عمل خيرًا جزي به، ومن عمل شرًّا جزي به.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: من أحكام الكتاب على قدر أعمالهم.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: ينالهم نصيبهم في الآخرة من أعمالهم الّتي عملوا وأسلفوا.
- حدّثنا بشر بن معاذٍ قال: حدّثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة، قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}: أي أعمالهم، أعمال السّوء الّتي عملوها وأسلفوها.
- حدّثني أحمد بن المقدام قال: حدّثنا المعتمر قال: قال أبي: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} زعم قتادة: من أعمالهم الّتي عملوا.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك، قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، يقول: ينالهم نصيبهم من العمل، يقول: إن عمل من ذلك نصيب خيرٍ جزي خيرًا، وإن عمل شرًّا جزي مثله.
وقال آخرون: معنى ذلك: ينالهم نصيبهم ممّا وعدوا في الكتاب من خيرٍ أو شرٍّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا زيد بن أبي الزّرقاء، عن سفيان، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في هذه الآية: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: من الخير والشّرّ.
- حدّثنا عليّ، قال: حدّثنا زيدٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قال: ما وعدوا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: ما وعدوا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: ما وعدوا فيه من خيرٍ أو شرٍّ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: ما وعدوا فيه من خيرٍ أو شرٍّ.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو نعيمٍ قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: ما وعدوا فيه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: ما وعدوا من خيرٍ أو شرٍّ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: ما وعدوا فيه من خيرٍ أو شرٍّ.
وقال آخرون: معنى ذلك: أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب الّذي كتبه اللّه على ما افترى عليه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، يقول: ينالهم ما كتب عليهم، يقول: قد كتب لمن يفتري على اللّه أنّ وجهه مسودٌّ.
وقال آخرون: معنى ذلك: أولئك ينالهم نصيبهم ممّا كتب لهم من الرّزق والعمر والعمل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن سعدٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}: ممّا كتب لهم من الرّزق.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا محمّد بن حربٍ، عن ابن لهيعة، عن أبي صخرٍ، عن القرظيّ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: عمله ورزقه وعمره.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: من الأعمال والأرزاق والأعمال، فإذا فني هذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم وقد فرغوا من هذه الأشياء كلّها.
وأولى هذه الأقوال عندي بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ممّا كتب لهم من خيرٍ وشرٍّ في الدّنيا ورزقٍ وعملٍ وأجلٍ. وذلك أنّ اللّه جلّ ثناؤه أتبع ذلك قوله: {حتّى إذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون اللّه}، فأبان بإتباعه ذلك قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، أنّ الّذي ينالهم من ذلك إنّما هو ما كان مقضيًّا عليهم في الدّنيا أن ينالهم، لأنّه قد أخبر أنّ ذلك ينالهم إلى وقت مجيئهم رسله لتقبض أرواحهم. ولو كان ذلك نصيبهم من الكتاب أو ممّا قد أعدّ لهم في الآخرة، لم يكن محدودًا بأنّه ينالهم إلى مجيء رسل اللّه لو فاتهم، لأنّ رسل اللّه لا تجيئهم للوفاة في الآخرة، وأنّ عذابهم في الآخرة لا آخر له ولا انقضاء فإنّ اللّه قد قضى عليهم بالخلود فيه، فبيّن بذلك أنّ معناه ما اخترنا من القول فيه.
القول في تأويل قوله تعالى: {حتّى إذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون اللّه قالوا ضلّوا عنّا وشهدوا على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين}.
يعني جلّ ثناؤه بقوله: {حتّى إذا جاءتهم رسلنا}: إلى أن جاءتهم رسلنا، يقول جلّ ثناؤه: وهؤلاء الّذين افتروا على اللّه الكذب أو كذّبوا بآيات ربّهم، ينالهم حظوظهم الّتي كتب اللّه لهم وسبق في علمه لهم من رزقٍ وعملٍ وأجلٍ وخيرٍ وشرٍّ في الدّنيا، إلى أن تأتيهم رسلنا لقبض أرواحهم. ف {إذا جاءتهم رسلنا}: يعني ملك الموت وجنده. {يتوفّونهم}؛ يقول: يستوفون عددهم من الدّنيا إلى الآخرة. {قالوا أين ما كنتم تدعون من دون اللّه}، يقول: قالت الرّسل: أين الّذين كنتم تدعونهم أولياء من دون اللّه وتعبدونهم، لا يدفعون عنكم ما قد جاءكم من أمر اللّه الّذي هو خالقكم وخالقهم وما قد نزل بساحتكم من عظيم البلاء، وهلاّ يغيثونكم من كرب ما أنتم فيه فينقذونكم منه، فأجابهم الأشقياء، فقالوا: ضلّ عنّا أولياؤنا الّذين كنّا ندعو من دون اللّه، يعني بقوله: {ضلّوا}: جاروا وأخذوا غير طريقنا وتركونا عند حاجتنا إليهم فلم ينفعونا. يقول اللّه جلّ ثناؤه: وشهد القوم حينئذٍ على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين باللّه جاحدين وحدانيّته). [جامع البيان: 10/ 167-176]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتّى إذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون اللّه قالوا ضلّوا عنّا وشهدوا على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين (37) }
قوله تعالى: {فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا}
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ، أنبأ حفص بن عمر العدنيّ، ثنا الحكم ابن أبان، عن عكرمة قال: قال النّضر وهو من بني عبد الدّار: إذا كان يوم القيامة شفعت لي اللات، فأنزل اللّه تعالى: {فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا}؛ أو كذّب بآياته.
قوله تعالى: {أولئك ينالهم نصيبهم}
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ ثنا ابن نميرٍ ثنا الحسن بن عمرٍو الفقيميّ عن الحكم عن مجاهدٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: ما سبق من الكتاب.
قوله تعالى: {من الكتاب}
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ يقول: نصيبهم من الأعمال، من عمل خيرًا جزي به، ومن عمل شرًّا جزي به.
- وحدّثنا أبي ثنا سهل بن عثمان، ثنا المحاربيّ ثنا إسماعيل بن سميعٍ عن بكير الطّويل أنّ مجاهدًا حدّثه أنّه سمع ابن عبّاسٍ، يقول: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: قوم يعملون أعمالا لا بد لهم أن يعملوها.
- حدّثنا حميد بن عيّاشٍ الرّمليّ، ثنا المؤمّل بن إسماعيل ثنا سفيان عن جابرٍ عن مجاهدٍ: عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: ما قدّر لهم من خير وشرٍّ.
وروي عن سعيد بن جبيرٍ والحسن قالا: ما كتب عليهم من الشّقاء والسّعادة.
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا عبد الرّحمن عن سفيان، عن منصورٍ عن مجاهدٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: ما وعدوا.
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا أبو عامرٍ، ثنا حاتم بن إسماعيل عن حميدٍ الخرّاط، يعني أبا صخرٍ، عن محمّد بن كعبٍ: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}، قال: رزقه وأجله وعمله.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ ثنا أبو نعيمٍ عن أبي إسرائيل الملائيّ عن عطيّة: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: كتاب الصّادق. وقال غير أبي سعيدٍ: الكتاب السّابق.
- حدّثنا أبو سعيدٍ ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل عن أبي صالحٍ:
{أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: من العذاب.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، أنا معمرٌ، عن قتادة:
{أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب قال: ينالهم نصيبهم في الآخرة من أعمالهم الّتي عملوا وأسلفوا في الدّنيا.
- حدّثنا محمّد بن عمّارٍ، ثنا عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا أبو جعفرٍ عن الرّبيع: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ ينالهم نصيبهم ممّا كتب لهم من الرّزق.
قوله تعالى: {حتّى إذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم}
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ عن سفيان عن منصورٍ عن إبراهيم قال: الرّسل تتوفّى الأنفس، ثمّ يذهب بها ملك الموت). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1473-1474]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {وينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: من الشقاء والسعادة مثل قوله فمنهم شقي وسعيد). [تفسير مجاهد: 235-236]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : ( أخرج الفريابي، وابن جرير وأبو الشيخ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: ما قدر لهم من خير وشر.
- وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: من الأعمال من عمل خيرا جزى به ومن عمل شرا جزى به.
- وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {ونصيبهم من الكتاب}؛ قال: ما كتب عليهم من الشقاء والسعادة
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: قوم يعملون أعمالا لا بد لهم أن يعملوها.
- وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: ما سبق من الكتاب.
- وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {نصيبهم من الكتاب}؛ قال: ما وعدوا فيه من خير أو شر.
- وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: رزقه وأجله وعمله.
- وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح في قوله: {نصيبهم من الكتاب}؛ قال: من العذاب.
- وأخرج عبد بن حميد عن الحسن، مثله
- وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله: {ينالهم نصيبهم من الكتاب}؛ قال: مما كتب لهم من الرزق). [الدر المنثور: 6/ 381-383]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38)}

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: ... {ادّاركوا}: اجتمعوا). [صحيح البخاري: 6/ 58]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: {ادّاركوا}؛ اجتمعوا هو كلام أبي عبيدة وزاد ويقال تدارك لي عليه شيءٌ أي اجتمع والتّاء مدغمةٌ في الدّال انتهى وهي قراءة الجمهور والأصل تداركوا وقد قرأ بها الأعمش ورويت عن أبي عمرو بن العلاء أيضًا). [فتح الباري: 8/ 299]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({ادّاركوا}؛ اجتمعوا
أشار به إلى قوله تعالى: {كلما دخلت أمة لعنت أختها حتّى إذا داركوا فيها جميعًا} وفسّر لفظ أداركوا بقوله: اجتمعوا وقال مقاتل: كلما دخل أهل ملّة النّار لعنوا أهل ملتهم فيلعن اليهود اليهود والنّصارى النّصارى والمجوس المجوس، والمراد بالأخت أخوة الدّين والملّة لا أخوة النّسب. قوله: {حتّى إذا أداركوا فيها}، أي: حتّى إذا اتداركوا فيها وتلاحقوا به واجتمعوا فيها. أي: في النّار. قلت: أصل اداركوا اتداركوا فقلبت التّاء دالا وأدغمت الدّال في الدّال وقرأ الأعمش حتّى إذا تداركوا روي عن أبي عمرو بن العلاء كذلك). [عمدة القاري: 18/ 233-234]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله تعالى: حتى إذا {ادّاركوا} أي (اجتمعوا) فيها جميعًا). [إرشاد الساري: 7/ 125]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ادخلوا في أممٍ قد خلت من قبلكم من الجنّ والإنس في النّار كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أختها}.
وهذا خبرٌ من اللّه جلّ ثناؤه عن قيله لهؤلاء المفترين عليه المكذّبين آياته يوم القيامة، يقول تعالى ذكره: قال لهم حين وردوا عليه يوم القيامة: ادخلوا أيّها المفترون على ربّكم المكذّبون رسله في جماعاتٍ من ضربائكم، {قد خلت من قبلكم}؛ يقول: قد سلفت من قبلكم من الجنّ والإنس في النّار.
ومعنى ذلك: ادخلوا في أممٍ هي في النّار قد خلت من قبلكم من الجنّ والإنس. وإنّما يعني بالأمم: الأحزاب وأهل الملل الكافرة. {كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أختها}؛ يقول جلّ ثناؤه: كلّما دخلت النّار جماعةٌ من أهل ملّةٍ لعنت أختها، يقول: شتمت الجماعة الأخرى من أهل ملّتها تبرّيًا منها.
وإنّما عنى بالأخت: الأخوة في الدّين والملّة، وقيل (أختها) ولم يقل (أخاها)، لأنّه عنى بها أمّةً وجماعةً أخرى، كأنّه قيل: كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أمّةً أخرى من أهل ملّتها ودينها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أختها}؛ يقول: كلّما دخلت أهل ملّةٍ لعنوا أصحابهم على ذلك الدّين، يلعن المشركون المشركين، واليهود اليهود، والنّصارى النّصارى، والصّابئون الصّابئين، والمجوس المجوس، تلعن الآخرة الأولى.
القول في تأويل قوله تعالى: {حتّى إذا ادّاركوا فيها جميعًا}.
يقول تعالى ذكره: حتّى إذا تداركت الأمم في النّار جميعًا، يعني: اجتمعت فيها، يقال: قد ادّاركوا وتداركوا: إذا اجتمعوا.
يقول: اجتمع فيها الأوّلون من أهل الملل الكافرة والآخرون منهم.
القول في تأويل قوله تعالى: {قالت أخراهم لأولاهم ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لاّ تعلمون}.
وهذا خبرٌ من اللّه جلّ ثناؤه عن محاورة الأحزاب من أهل الملل الكافرة في النّار يوم القيامة، يقول اللّه تعالى ذكره: فإذا اجتمع أهل الملل الكافرة في النّار فادّاركوا، قالت أخرى أهل كلّ ملّةٍ دخلت النّار الّذين كانوا في الدّنيا بعد أولى منهم تقدّمتها وكانت لها سلفًا وإمامًا في الضّلالة والكفر لأولاها الّذين كانوا قبلهم في الدّنيا: ربّنا هؤلاء أضلّونا عن سبيلك ودعونا إلى عبادة غيرك وزيّنوا لنا طاعة الشّيطان، فآتهم اليوم من عذابك الضّعف على عذابنا.
- كما حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: قالت أخراهم الّذين كانوا في آخر الزّمان لأولاهم الّذين شرعوا لهم ذلك الدّين: {ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار}.
وأمّا قوله: {قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون}، فإنّه خبرٌ من اللّه عن جوابه لهم يقول: قال اللّه للّذين يدعونه فيقولون: ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار: لكلّكم، أوّلكم وآخركم، وتابعوكم ومتّبعوكم ضعفٌ، يقول: مكرّرٌ عليه العذاب.
وضعف الشّيء: مثله مرّةً.
وكان مجاهدٌ يقول في ذلك ما:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {عذابًا ضعفًا من النّار قال لكلٍّ ضعفٌ}.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال اللّه: {لكلٍّ ضعفٌ}: للأولى وللآخرة ضعفٌ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثني غير واحدٍ، عن السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد اللّه: {ضعفًا من النّار}؛ قال: أفاعي.
- حدّثني الحرث قال: حدّثنا عبد العزيز قال: حدّثنا سفيان، عن السّدّيّ، عن مرّة، عن عبد اللّه: {فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار}؛ قال: حيّاتٌ وأفاعي.
وقيل: إنّ الضّعف في كلام العرب ما كان ضعفين، والمضاعف ما كان أكثر من ذلك.
وقوله: {ولكن لا تعلمون}؛ يقول: ولكنّكم يا معشر أهل النّار لا تعلمون ما قدر ما أعدّ اللّه لكم من العذاب، فلذلك تسأل الضّعف منه الأمّة الكافرة الأخرى لأختها الأولى). [جامع البيان: 10/ 176-179]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({قال ادخلوا في أممٍ قد خلت من قبلكم من الجنّ والإنس في النّار كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أختها حتّى إذا ادّاركوا فيها جميعًا قالت أخراهم لأولاهم ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون (38)}
قوله تعالى: {قال ادخلوا في أممٍ قد خلت من قبلكم}
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، عن أسباط بن نصرٍ عن السّدّيّ عن أبي مالكٍ: قوله: {قد خلت}؛ يعني قد مضت.
قوله تعالى: {كلّما دخلت أمّةٌ}
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: قوله: {كلّما دخلت أمّةٌ}؛ قال: كلّما دخلت أهل ملّةٍ.
قوله تعالى: {لعنت أختها}
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ ثنا أحمد بن المفضّل ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: قوله: {لعنت أختها}؛ يقول: كلّما دخلت أهل ملّةٍ لعنوا أصحابهم على ذلك الدّين يلعن المشركون المشركين، واليهود اليهود، والنّصارى النّصارى، والصّابئون الصّابئين، والمجوس المجوس، تلعن الآخرة الأولى.
قوله: {حتّى إذا ادّاركوا ... الآية}
- وبه عن السّدّيّ: قوله: {حتّى إذا ادّاركوا فيها جميعًا}؛ قالت: أخراهم الّذين كانوا في آخر الزّمان لأولاهم الّذين شرعوا لهم ذلك الدّين: ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار.
- حدّثنا عليّ بن الحسين ثنا محمّد بن بشّارٍ ومحمّد بن المثنّى قالا: ثنا عبد الملك المسمعيّ، ثنا عمران بن حديرٍ عن أبي مجلزٍ في هذه الآية: قالت أخراهم لأولاهم ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار وقالت أولاهم لأخراهم قد بيّن لكم ما صنع بنا وحذّرتم فما فضّلكم علينا.
قوله تعالى: {عذابًا ضعفًا من النّار}
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، أنبأ حجّاجٌ عن ابن جريجٍ عن مجاهدٍ: {عذابًا ضعفًا}؛ قال: مضاعفا.
قوله تعالى: {قال لكلٍّ ضعفٌ}
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ
قوله: {لكل ضعفٌ مضاعفٌ}.
- أخبرنا أحمد بن عثمان فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: قوله:{ ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار} قال اللّه تعالى: لكلٍّ ضعفٌ للأولى والآخرة ضعفٌ). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1475-1476]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لكل ضعف يعني مضاعفا من العذاب). [تفسير مجاهد: 236]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {قد خلت} قال: قد مضت، {كلما دخلت أمة لعنت أختها} قال: كلما دخلت أهل ملة لعنوا أصحابهم على ذلك الدين يلعن المشركون المشركين واليهود اليهود والنصارى النصارى والصابئون الصابئين والمجوس المجوس تلعن الآخرة الأولى، {حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم} الذين كانوا في آخر الزمان، {لأولاهم} الذين شرعوا لهم ذلك الدين، {ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا} للأولى والآخرة، {وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل} وقد ضللتم كما ضللنا.
- وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {عذابا ضعفا}؛ قال: مضاعفا، {قال لكل ضعف} قال: مضاعف وفي قوله: {فما كان لكم علينا من فضل} قال: تخفيف من العذاب). [الدر المنثور: 6/ 383]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: قال الحسن: الجن لا يموتون، فقلت له: ألم يقل الله: {في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس} وإنما يكون ما خلا ما قد ذهب، والله تعالى أعلم). [الدر المنثور: 6/ 384]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضلٍ فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون}.
يقول جلّ ثناؤه: وقالت أولى كلّ أمّةٍ وملّةٍ سبقت في الدّنيا لأخراها الّذين جاءوا من بعدهم وحدثوا بعد زمانهم فيها، فسلكوا سبيلهم واستنّوا سنّتهم: {فما كان لكم علينا من فضلٍ} وقد علمتم ما حلّ بنا من عقوبة اللّه بمعصيتنا إيّاه وكفرنا به، وجاءتنا وجاءتكم بذلك الرّسل والنّذر، هل انتهيتم إلى طاعة اللّه، وارتدعتم عن غوايتكم وضلالتكم؟ فانقضت حجّة القوم وخصموا ولم يطيقوا جوابًا بأن يقولوا فضلنا عليكم أنّا اعتبرنا بكم فآمنّا باللّه وصدّقنا رسله، قال اللّه لجميعهم: فذوقوا جميعكم أيّها الكفرة عذاب جهنّم بما كنتم في الدّنيا تكسبون من الآثام والمعاصي، وتجترحون من الذّنوب والأجرام.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر، قال: سمعت عمران، عن أبي مجلزٍ: {وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضلٍ فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون}، قال: يقول: فما فضلكم علينا، وقد بيّن لكم ما صنع بنا، وحذّرتم.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضلٍ} فقد ضللتم كما ضللنا.
وكان مجاهدٌ يقول في هذا بما:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فما كان لكم علينا من فضلٍ} قال: من التّخفيف من العذاب.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فما كان لكم علينا من فضلٍ} قال: من تخفيفٍ.
وهذا القول الّذي ذكرناه عن مجاهدٍ قولٌ لا معنى له، لأنّ قول القائلين: {فما كان لكم علينا من فضلٍ}، لمن قالوا ذلك، إنّما هو توبيخٌ منهم على ما سلف منهم قبل تلك الحال، يدلّ على ذلك دخول كان في الكلام، ولو كان ذلك منهم توبيخًا لهم على قيلهم الّذي قالوا لربّهم: {فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار}، لكان التّوبيخ أن يقال: فما لكم علينا من فضلٍ في تخفيف العذاب عنكم وقد نالكم من العذاب ما قد نالنا، ولم يقل: {فما كان لكم علينا من فضلٍ}). [جامع البيان: 10/ 180-181]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضلٍ فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون (39)}
قوله تعالى: {وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضلٍ}
- حدّثنا حجّاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن: أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ
قوله: {فما كان لكم علينا من فضلٍ}؛ تخفيف العذاب.
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: قوله:{ وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضلٍ}، وقد ضللتم كما ضللنا.
قوله تعالى: {فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون}
- ذكره أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى الصّنعانيّ، ثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عمران بن حديرٍ عن أبي مجلزٍ في هذه الآية: فما كان لكم علينا من فضلٍ فذوقوا العذاب قال: يقول: فما فضّلكم علينا وقد تبيّن لكم ما صنع بنا وحذّرتم). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1476]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، في قوله: {ما كان لكم علينا من فضل}؛ يعني من تخفيف العذاب).[تفسير مجاهد: 236]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مجلز في قوله: {وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل} يقول: قد بين لكم ما صنع بنا من العذاب حين عصينا وحذرتم فما فضلكم علينا). [الدر المنثور: 6/ 384]


رد مع اقتباس