عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 06:59 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (7) إلى الآية (13) ]
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13) }


قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ عمرو بن عبد الواحد: [أَنِ ارْضِعِيهِ]، بكسر النون، ولا همز بعدها.
قال أبو الفتح: هذا على حذف الهمزة اعتباطا لا تخفيفا، كما قرأ ابن محيصن [فَجَاءَتْهُ احْدَاهُمَا]، بحذف همزة إحداهما: ألبتة. فلما حذف الهمزة على ما ذكرنا كسر النون من "أن" لسكونها وسكون الراء من بعدها، كما قال الله سبحانه: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ}. ولو كان على التخفيف القياسي لقال: أنَ ارْضِعِيه، بفتح النون بحركة الهمزة من "ارضيعه" ومثله مما حذف منه الهمزة اعتباطا هكذا لا تخفيفا قياسيا ما أنشده أبو الحسن:
تَضِبُّ لِثاتُ الخيْلِ في حَجَرَاتِها ... وتسمْعُ مِنْ تحتِ العَجَاجِ لَها ازْمَلَا
يريد: لها أَزْمَلا). [المحتسب: 2/147]

قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قوله جّل وعزّ: (عدوًّا وحزنًا)
قرأ الكسائي وحمزة (وحزنًا).
وقرأ الباقون (وحزنًا)
قال أبو منصور: هما لغتان: حزنًا، وحزنًا، فاقرأ كيف شئت). [معاني القراءات وعللها: 2/249]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {عدوا وحزنًا} [8].
قرأ حمزة والكسائي: {وحزنًا} بضم الحاء وجزم الزاي.
وقرأ الباقون: {وحزنًا} ففي ذلك ثلاثة أقوال:
قال قوم: هما لغتان، الحزن والحزن، مثل: العدم والعدم والسقم والسقم.
وقال آخرون: الحزن: الإثم، والحزن: المصدر، يقال: حزن حزنًا.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/168]
والقول الثالث:- قول الخليل أن الاختيار في موضع النصب أن تقول: الحزن بالنصب كقوله: {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} ولم يقل: الحزن؛ لأنه في موضع نصب، وفي موضع الرفع والجر: الحزن؛ لأن الضمة والكسرة لا يلتقيان فخفف الزاي.
وحدثني أبو الحسن بن عبيد الحافظ، قال: حدثني يحيى بن أبي طالب، عن يزيد بن هارون، عن جويبر، عن الضحاك في قوله: {يا أسفى على يوسف} قال: واحزنًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/169]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعزّ: وحزنا [القصص/ 8] في فتح الحاء وضمها.
فقرأ حمزة والكسائي: (وحزنا) بضم الحاء، وقرأ الباقون وحزنا بفتحتين.
[قال أبو علي]: الحزن والحزن: لغتان مثل: العجم والعجم، والعرب والعرب، وهما مطّردان في هذا النحو). [الحجة للقراء السبعة: 5/412]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} 8
قرأ حمزة والكسائيّ {وحزنا} بضم الحاء وجزم الزّاي وقرأ الباقون بفتح الحاء والزّاي وهما لغتان مثل البخل البخل والعجم والعجم وفي التّنزيل {وابيضت عيناه} {من الحزن} وقال {الحمد لله الّذي أذهب عنّا الحزن} وقال الفراء كأن الحزن الاسم والحزن المصدر تقول حزن حزنا). [حجة القراءات: 542]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {وحزنا} قرأه حمزة والكسائي بضم الحاء، وإسكان الزاي، وقرأ الباقون بفتحهما، وهما لغتان كالعَجَم والعُجْم والعَرب والعُرْب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/172]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {عَدُوًّا وَحُزْنًا} [آية/ 8] بضم الحاء وسكون الزاي:
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {وَحَزَنًا} بفتح الحاء والزاي.
والوجه أنهما لغتان: الحُزْن والحَزَن مثل العُجْم والعَجَم والعُرْب والعَرَب والسُّقْم والسَّقَم والبُخْل والبَخَل). [الموضح: 979]

قوله تعالى: {وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)}
قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة فضالة بن عبد الله والحسن وأبي الهذيل وابن قطيب: [وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَزعًا].
[المحتسب: 2/147]
وقرأ: [قَرِعًا]، بالقاف والراء - ابن عباس.
وحكى قطرب عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: [فِرْغًا].
وحكى فيها أيضا: [مؤسى]، بالهمز.
قال أبو الفتح: أما [فَزِعًا] بالفاء والزاي فمعناه قَلِقًا، يكاد يخرج من غلافه فينكشف ومنه قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}، أي: كُشِف عنها.
وأما [قَرِعًا]، بالقاف والراء فراجع إلى معنى فارغا، وذلك أن الرأس الأقرع هو الخالي من الشغر، وإذا خلا من الشيء فقد انكشف منه وعنه.
وأما [فِرْغًا] فكقولك: هدَرا وباطلا، يؤكد ذلك كله قوله تعالى: {إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ}. قال:
فَإنْ تَكُ أذْوادٌ أُصِبْنَ ونِسْوَةٌ ... فَلَنْ تَذْهَبُوا فِرْغًا بِقَتْلِ حِبالِ
ومعنى فارغا، أي: خاليا من الحزن؛ لعلمها أنه لا يغرق، وقال ابن عباس: فارغا أي: خاليا من كل شيء إلا من ذكر موسى.
وأما همز [موسى] ففيه صنعة تصريفية؛ ذلك أن الساكن إذا جاور المتحرك فكثيرا ما تقدر العرب أن تلك الحركة كأنها في الساكن، فكأن ضمة "موسى" في الواو. والواو
[المحتسب: 2/148]
إذا انضمت ضما لازما فهمزها جائز، كأُعِدّ وأُجُوه. وكذلك أيضا قولهم في المرأة والكَمْأة: المرأة والكَمَاة، فقلبوا الهمزة ألفا؛ لأنهم قدروا فتحة الهمزة في الراء والميم قبلها، فصار كأنه المرأة والكَمَأة، فقيل فيه: مرَاة وكَمَاة، كما يقال في تخفيف رأس وكأس: رَاسٌ وكَاسٌ ومنه أيضا قول بعضهم في الوقف: هذا بكُرْ ومررت بِبَكِرْ، فنقلوا الضمة والكسرة إلى الساكن قبل الراء، وهو الكاف. فكأن الراء محركة بحركة الكاف لأنها تجاورها ففي ذلك شيئان:
أحدهما: الشح على حركة الإعراب أن يستهلكها الوقف.
والآخر: الاستراحة من اجتماع ساكنين، وهذا ونحوه -مما تركناه تحاميا للإطالة به- يدلك على أن حركة الحرف تحدث معه وأن الحركة إذا جاورت الساكن صارت كأنها فيه، فعليه جاء همز مُؤسَى. أنشدنا شيخنا أبو علي:
لَحَبَّ المُؤْقِدانِ إلى مُؤْسَى). [المحتسب: 2/149]

قوله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة النعمان بن سالم: [عَنْ جانب].
وقرأ: [عَنْ جنْب] الأعرج وقتادة والحسن.
قال أبو الفتح: المعنى فيهما جميعا فَبَصُرَت به مُزْوَرَّة مُخاَيِلَة، فالياءُ والفاءُ يلتقيان في هذا المعنى، لاجتماعهما في كونهما من الشفة. فمن ذلك قولهم: تَجَانَفَ عن الشيء أي: مال عنه، وفيه جَنَفٌ، أي: ميل. ومنه قوله:
[المحتسب: 2/149]
لَمْ يَرْكَبُوا الخيْلَ إلا بَعْدَ ما هَرِمُوا ... فَهُمْ ثِقَالٌ على أعْجَازِها جُنُفُ
ومن أبيات الكتاب:
تَجَانَفَ عن جَوِّ اليَمَامَةِ نَاقَتِي ... وما قَصَدَتْ مِن أَهْلِها لِسَوَائِكا
وأنشد أبو زيد:
تَجَانَفَ رَضْوَانُ عن ضَيْفِه ... أَلَمْ يَأْتِ رَضْوَانَ عَنِّي النُّذُرْ؟). [المحتسب: 2/150]

قوله تعالى: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12)}
قوله تعالى: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس