عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (80) إلى الآية (82) ]
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82)}

قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قد أنجيناكم من عدوّكم وواعدناكم (80)
و (رزقناكم (81)
[معاني القراءات وعللها: 2/155]
قرأ حمزة والكسائي (أنجيتكم) (ووعدتكم) و: (رزقتكم) ثلاثتهن بالتاء، وقرأ الباقون بالنون والألف.
قال أبو منصور: هذه الأفعال كلها للّه، يجوز فيها التوحيد والجمع، فما كان منه (فعلنا) فهو بأعوانه، وما كان منه (فعلت) فهو ما تفرد به). [معاني القراءات وعللها: 2/156] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {قد أنجيناكم من عدوكم ووعدناكم} [80]، قرأ حمزة والكسائي {قد أنجيناكم من عدوكم وواعدتكم} بالتاء، الله تعالى يخبر عن نفسه.
وقرأ الباقون {أنجيناكم} بالألف، والنون {وواعدناكم} بلفظ الجماعة. وإن كان الله تعالى هو المخبر عن نفسه. إلا أن الملك والرأس، والرئيس، والعالم يخبرون عن أنفسهم بلفظ الجماعة، والله تعالى ملك الأملاك. ألا ترى أن العبد لما سأل ربه فقال: {رب ارجعون * لعلي أعمل صالحًا} ولم يقل رب ارجعني، قال الشاعر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/47]
يا رب لا تجعل له سبيلاً
على الذي جعلته مأهولا
قد كان بانيه لكم خليلا
ولم يقل: لك، إلا أبا عمرو فإنه قرأ {ووعدتكم} بغير ألفٍ. والباقون {وواعدنكم} بألفٍ وقد ذكر علته في (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/48]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عز وجل: قد أنجيناكم... وواعدناكم... ما رزقناكم... [طه/ 80، 81].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم الثلاثة الأحرف بالنون.
وقرأ أبو عمرو وحده: (ووعدناكم) بغير ألف في كلّ القرآن.
وقرأهنّ حمزة والكسائى بالتاء.
حجة: (وعدناكم) أنّ ذلك يكون من الله سبحانه. وقال أبو
[الحجة للقراء السبعة: 5/241]
الحسن: زعموا أن واعدناكم لغة في معنى وعدناكم، وإذا كان كذلك فاللفظ لا يدلّ على أن الفعل من الاثنين، كما أن استسحر واستقرّ، ونحو ذلك من بناء استفعل، لا يدلّ على استدعاء، والقراءة بوعد أحسن، لأن واعد بمعنى وعد، ويعلم من وعد أنه فعل واحد لا محالة، وليس واعد كذلك، والأخذ بالأبين أولى.
وحجة من قرأ: (أنجيناكم... ووعدناكم) قوله: ونزلنا عليكم المن [طه/ 80] واتفاقهم في ذلك على إسناد الفعل إلى اللفظ الدالّ على الكثرة، وفي أخرى: وإذ أنجيناكم من آل فرعون [الأعراف/ 141] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/242] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطّور الأيمن ونزلنا عليكم المنّ والسلوى * كلوا من طيّبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى} 80 و81
قرأ حمزة والكسائيّ (قد أنجيتكم من عدوكم وواعدتكم) بالتّاء على التّوحيد وحجتهما أن الخبر أخرج فيما ختم به الكلام على التّوحيد في قوله تعالى {فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي} فكان إلحاقه ما تقدمه بلفظه أولى من صرفه عنه ليكون الكلام خارجا عن نظام واحد
وقرأ الباقون بألف ونون وحجتهم إجماع الجميع على قوله {فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون} وقوله {ونزلنا عليكم المنّ والسلوى} وهن في سياقه وهن أقرب إليه من قوله {غضبي} فإلحاقه بما قرب منه أولى
قرأ الكسائي {فيحل عليكم غضبي ومن يحلل} بضم الحاء الحرف الأول وبضم اللّام في الحرف الثّاني المعنى فينزل عليكم غضبي يقال حل يحل إذا نزل
وقرأ الباقون {فيحل} و(من يحلل) بكسر الحاء واللّام
[حجة القراءات: 460]
أي يجب عليكم غضبي وحجتهم إجماع الجميع على قوله بعدها {أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم} ). [حجة القراءات: 461] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (24- قوله: {قد أنجيناكم} {وواعدناكم}، {ما رزقناكم} قرأه حمزة والكسائي بالتاء في الثلاثة، على لفظ الواحد المخبر عن نفسه، وقرأ الباقون بنون وألف، على لفظ الجماعة المخبرين عن أنفسهم.
وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على ما بعده من قوله:{فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي} «81»، وقوله: {وإني لغفار} «82»، فلما أتى ذلك على الإخبار عن الواحد، جرى ما قبله على ذلك في لفظ التوحيد، ليتسق الكلام على نظام واحد.
25- وحجة من قرأه على لفظ الجمع إجماعهم على لفظ الجمع في قوله: {فأنجيناكم وأغرقنا} «البقرة 50»، {وإذ نجيناكم} «البقرة 49»، {ونزلنا عليكم} «طه 80» وهو كثير في القرآن، وهو أفخم، وفيه معنى التعظيم للمخبر عن نفسه، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، وقد مضى له نظائر، وقد تقدم ذكر {وواعدناكم} وعلته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/103] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {قَدْ أَنجَيْتُكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ ووَاعَدْتُكُمْ}[آية/ 80]، {مَا رَزَقْتُكُمْ}[آية/ 81] بالتاء فيهن:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على إخبار الله تعالى عن نفسه بأنه فعل بهم هذه الأشياء، والإخبار عن فعل النفس يكون بالتاء.
وقرأ الباقون {أَنجَيْنَاكُم}، {ووَاعَدْنَاكُمْ}، {مَا رَزَقْنَاكُمْ}بالنون والألف فيهن على الفظ الجمع.
والوجه أنه إخبار عن النفس أيضًا على سبيل التعظيم، وقد سبق كثيرٌ من أمثاله. ويقوي لفظ الجمع اتفاقهم في قوله تعالى {ونَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ المَنَّ والسَّلْوَى}على الجمع). [الموضح: 847] (م)

قوله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قد أنجيناكم من عدوّكم وواعدناكم (80)
و (رزقناكم (81)
[معاني القراءات وعللها: 2/155]
قرأ حمزة والكسائي (أنجيتكم) (ووعدتكم) و: (رزقتكم) ثلاثتهن بالتاء، وقرأ الباقون بالنون والألف.
قال أبو منصور: هذه الأفعال كلها للّه، يجوز فيها التوحيد والجمع، فما كان منه (فعلنا) فهو بأعوانه، وما كان منه (فعلت) فهو ما تفرد به). [معاني القراءات وعللها: 2/156] (م)
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فيحلّ عليكم غضبي ومن يحلل عليه. (81)
قرأ الكسائي وحده (فيحلّ... ومن يحلل) بضم الحاء واللام الأول من (يحلل) وقرأ الباقون بكسر الحاء واللام.
قال أبو منصور: من قرأ (فيحل) و(يحلل) فهو من الحلول، وهو: النزول، ومن قرأ (فيحل و(يحلل) فهو بمعنى: يجب.
وقال الفراء: جاء التفسير بالوجوب لا بالوقوع، قال: وكلٌّ صواب). [معاني القراءات وعللها: 2/156]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (22- وقوله تعالى: {فيحل عليكم غضبي} [81].
قرأ الكسائي وحده: {فيحل عليكم} بالضم، {ومن يحلل} بالضم أيضًا.
وقرأ الباقون بالكسر فيهما {فيحل} ومن {يحلل}، وهو الاختيار؛ لإجماع الجميع على قوله: {أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم} بكسر الحاء، فذاك مثله. والعرب تفرق بين الضم والكسر. حل يحل: نزل ووقع، وحل يحل: وجب عليه العذاب، والأمر بينهما قريب.
فإن سأل سائل، لم أدغمت القراء اللام في {أن يحل}، وأظهروه في {يحلل}؟
فالجواب في ذلك أن {ومن يحلل} جزم بالشرط. وعلامة الجزم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/48]
سكون اللام الثانية، وإذا اجتمع حرفان والثاني ساكن لم يجز الإدغام نحو: امدد أحلل، مددت، حللت. وإذا اجتمع متحركان أسكنت وأدغمت. والأصل أن يحلل عليكم فنقلت ضمة اللام إلى الحاء، وأدغمت. فاعرف ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/49]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عز وجل: قد أنجيناكم... وواعدناكم... ما رزقناكم... [طه/ 80، 81].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم الثلاثة الأحرف بالنون.
وقرأ أبو عمرو وحده: (ووعدناكم) بغير ألف في كلّ القرآن.
وقرأهنّ حمزة والكسائى بالتاء.
حجة: (وعدناكم) أنّ ذلك يكون من الله سبحانه. وقال أبو
[الحجة للقراء السبعة: 5/241]
الحسن: زعموا أن واعدناكم لغة في معنى وعدناكم، وإذا كان كذلك فاللفظ لا يدلّ على أن الفعل من الاثنين، كما أن استسحر واستقرّ، ونحو ذلك من بناء استفعل، لا يدلّ على استدعاء، والقراءة بوعد أحسن، لأن واعد بمعنى وعد، ويعلم من وعد أنه فعل واحد لا محالة، وليس واعد كذلك، والأخذ بالأبين أولى.
وحجة من قرأ: (أنجيناكم... ووعدناكم) قوله: ونزلنا عليكم المن [طه/ 80] واتفاقهم في ذلك على إسناد الفعل إلى اللفظ الدالّ على الكثرة، وفي أخرى: وإذ أنجيناكم من آل فرعون [الأعراف/ 141] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/242] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله: فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي [طه/ 81].
فقرأ الكسائي وحده: (فيحلّ عليكم) بضم الحاء، (ومن يحلل) بضم اللام.
وقرأ الباقون: فيحل، ومن يحلل عليه). [الحجة للقراء السبعة: 5/242]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطّور الأيمن ونزلنا عليكم المنّ والسلوى * كلوا من طيّبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى} 80 و81
قرأ حمزة والكسائيّ (قد أنجيتكم من عدوكم وواعدتكم) بالتّاء على التّوحيد وحجتهما أن الخبر أخرج فيما ختم به الكلام على التّوحيد في قوله تعالى {فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي} فكان إلحاقه ما تقدمه بلفظه أولى من صرفه عنه ليكون الكلام خارجا عن نظام واحد
وقرأ الباقون بألف ونون وحجتهم إجماع الجميع على قوله {فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون} وقوله {ونزلنا عليكم المنّ والسلوى} وهن في سياقه وهن أقرب إليه من قوله {غضبي} فإلحاقه بما قرب منه أولى
قرأ الكسائي {فيحل عليكم غضبي ومن يحلل} بضم الحاء الحرف الأول وبضم اللّام في الحرف الثّاني المعنى فينزل عليكم غضبي يقال حل يحل إذا نزل
وقرأ الباقون {فيحل} و(من يحلل) بكسر الحاء واللّام
[حجة القراءات: 460]
أي يجب عليكم غضبي وحجتهم إجماع الجميع على قوله بعدها {أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم} ). [حجة القراءات: 461] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (24- قوله: {قد أنجيناكم} {وواعدناكم}، {ما رزقناكم} قرأه حمزة والكسائي بالتاء في الثلاثة، على لفظ الواحد المخبر عن نفسه، وقرأ الباقون بنون وألف، على لفظ الجماعة المخبرين عن أنفسهم.
وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على ما بعده من قوله:{فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي} «81»، وقوله: {وإني لغفار} «82»، فلما أتى ذلك على الإخبار عن الواحد، جرى ما قبله على ذلك في لفظ التوحيد، ليتسق الكلام على نظام واحد.
25- وحجة من قرأه على لفظ الجمع إجماعهم على لفظ الجمع في قوله: {فأنجيناكم وأغرقنا} «البقرة 50»، {وإذ نجيناكم} «البقرة 49»، {ونزلنا عليكم} «طه 80» وهو كثير في القرآن، وهو أفخم، وفيه معنى التعظيم للمخبر عن نفسه، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، وقد مضى له نظائر، وقد تقدم ذكر {وواعدناكم} وعلته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/103] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (26- قوله: {فيحل عليكم غضبي ومن يحلل} قرأهما الكسائي بضم الحاء، من «يحل» وضم اللام الأولى من {يحلل} وقرأ الباقون بكسر الحاء، من «يحل»، وكسر اللام الاولى، وكلهم كسر الحاء في قوله: {أن يحل عليكم غضب} «طه 86».
وحجة من كسر الحاء واللام أنه بناه على «فعل يفعل» لغة مسموعة حكى أبو زيد: حل عليه أمر الله يحل، وقد أجمعوا على الكسر في قوله: {ويحل عليه عذابٌ مقيم} «هود 39»، ومثله {أن يحل عيكم غضب} «27» وحجة من ضم أنه بناه على «فعل يفعل» جعله بمنزلة
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/103]
ما يحل في مكان، حكى أبو زيد وغيره: حل في المكان يحل حلًا، إذا نزل به، وحل عليه أمر الله يحل حلولًا، وحل العقدة يحلها حلًا، وحل الصوم له يحل حلًا، وحل حقي على فلان، يحل محلًا، وأحل الله كذا إحلالا واحل من إحرامه إحلالا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/104]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {قَدْ أَنجَيْتُكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ ووَاعَدْتُكُمْ}[آية/ 80]، {مَا رَزَقْتُكُمْ}[آية/ 81] بالتاء فيهن:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على إخبار الله تعالى عن نفسه بأنه فعل بهم هذه الأشياء، والإخبار عن فعل النفس يكون بالتاء.
وقرأ الباقون {أَنجَيْنَاكُم}، {ووَاعَدْنَاكُمْ}، {مَا رَزَقْنَاكُمْ}بالنون والألف فيهن على الفظ الجمع.
والوجه أنه إخبار عن النفس أيضًا على سبيل التعظيم، وقد سبق كثيرٌ من أمثاله. ويقوي لفظ الجمع اتفاقهم في قوله تعالى {ونَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ المَنَّ والسَّلْوَى}على الجمع). [الموضح: 847] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {فَيَحُلَّ}بضم الحاء، {ومَن يَحْلِلْ}بضم اللام الأولى [آية/ 81]:
قرأها الكسائي وحده.
والوجه أنه من قولهم: حل بالمكان إذا نزل يحل بضم الحاء، ويستعمل في العذاب، فيقال: حل به العذاب، كما يستعمل فيه لفظ نزل، قال الله تعالى {تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ}، وأجرى الغضب مجرى العذاب لما كان يتبعه من العذاب، فاستعمل فيه لفظ الحلول.
وقرأ الباقون {فَيَحُلَّ}بكسر الحاء، {ومَن يَحْلِلْ}بكسر اللام الأولى. وكلهم قرأ {ومَن يَحْلِلْ}بكسر الحاء.
والوجه أنه من قولهم حل الشيء إذا وجب، يحل بالكسر، وقال أبو زيد: حل أمر الله يحل بالكسر حلولا وحل الدار يحلها بالضم حلولاً أيضًا إذا نزل.
ويقوي وجه الكسر اتفاقهم في قوله تعالى {ويَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ}على الكسر.
وقيل هو من قولهم حل الشيء خلاف حرم يحل بالكسر حلالاً). [الموضح: 848]

قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس