عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحقاف

[ من الآية (21) إلى الآية (25) ]
{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آَلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22) قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (23) فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)}


قوله تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21)}
قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آَلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22)}
قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (23)}


قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {أُبَلِّغُكُمْ} [آية/ 23] بالتخفيف:-
قرأها أبو عمرو وحده.
وقرأ الباقون {أُبَلِّغُكُمْ} بالتشديد.
والوجه أن الإبلاغ والتبليغ واحد، وقد سبق القول في مثله). [الموضح: 1178]

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود: [هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا قال هودٌ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ].
قال أبو الفتح: قد كثر عنهم حذف القول؛ لدلالة ما يليه عليه، كقول الله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ}، أي: يقولون: سلام عليكم، وكذلك هذه القراءة، مفسرة لقراءة الجماعة: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِه}، لو لم تأت قراءة عبد الله هذه لما كان المعنى إلا عليها، فكيف وقد جاءت ناصرة لتفسيرها؟). [المحتسب: 2/265]

قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فأصبحوا لا يرى إلّا مساكنهم... (25)
قرأ عاصم وحمزة ويعقوب (فأصبحوا لا يرى) بياء مضمومة، (إلّا مساكنهم) رفعًا.
وقرأ الباقون (لا ترى إلّا مساكنهم) بالتاء والنصب.
قال أبو منصور: من قرأ (لا يرى إلّا مساكنهم)
فتأويله: لا يرى شيءٌ إلّا مساكنهم، قد أبيدوا.
ومن قرأ بالنصب والتاء فمعناه: لا ترى أيها المخاطب شيئًا إلّا مساكنهم). [معاني القراءات وعللها: 2/382]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {لا يري إلا مسكنهم} [25].
قرأ عاصم وحمزة: {لا يرى إلا مساكنهم} بالياء على ما لم يسم فاعله. ومساكنهم بالرفع على تقدير لا يري شيء إلا مساكنهم.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/319]
وقرأ الباقون: {لا ترى} بالتاء على خطاب النبي عليه السلام {إلا مسكنهم} بالنصب مفعول بها. أي: قد هلكوا فلا يحس لهم أثر خلا المنازل والمساكن.
وأحتج أصحاب هذه القراءة بما حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء. قال، حدثني محمد بن الفضل الخرساني عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقرأ {لا ترى إلا مساكنهم}.
وفيها قراءة ثالثة، قرأ الحسن {لا ترى} بالتاء والضم لتأنيث المساكن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/320]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله: فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم [الأحقاف/ 25] ورفع النون من قوله: مساكنهم ونصبها.
فقرأ حمزة وعاصم: لا يرى إلا مساكنهم برفع النون والياء.
وقرأ الباقون: لا ترى بالتاء إلا مساكنهم بنصب النون.
قال أبو علي: تذكير الفعل في قراءة عاصم وحمزة: لا يرى إلا مساكنهم حسن، وهو أحسن من إلحاق علامة التأنيث الفعل، من أجل جمع المساكن، وذلك أنّهم جعلوا الكلام في هذا الباب على المعنى فقالوا، ما قام إلّا هند، ولم يقولوا: ما قامت، لمّا كان المعنى
[الحجة للقراء السبعة: 6/186]
ما قام أحد حملوا على هذا المعنى، فإن كان المؤنث يرتفع بهذا الفعل، فالتأنيث فيه لم يجيء إلّا في شذوذ وضرورة فيما حكاه الأخفش، فمن ذلك قوله:
برى النّحز والأجرال ما في غروضها فما بقيت إلّا الضلوع الجراشع وقال:
كأنّه جمل وهم فما بقيت إلّا النّحيزة والألواح والعصب فيما حكاه أبو الحسن، والحمل على المعنى كثير، من ذلك قوله: أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر [الأحقاف/ 33] فأدخل الباء لمّا كان في معنى: أو ليس الذي خلق السّماوات والأرض بقادر، ومثل ذلك في الحمل على المعنى:
بادت وغيّر آيهنّ مع البلى إلّا رواكد جمرهنّ هباء ثمّ قال:
ومشجج أمّا سواء قذاله
[الحجة للقراء السبعة: 6/187]
لمّا كان: «غيّر آيهنّ مع البلى/ إلّا رواكد» معناه: بها رواكد، حمل مشجج على ذلك، وكذلك قوله عزّ وجلّ: يطاف عليهم بكأس من معين [الصافات/ 45] ثم قال: وحور عين [الواقعة/ 22] لمّا كان يطاف عليهم بكذا معناه لهم فيها كذا، وقالوا: إنّ أحدا لا يقول ذاك إلّا زيد، فأدخل أحدا في الواجب لمّا كان معنى الكلام النفي، ومثله قبل دخول إن قوله: إذن أحد لم تنطق الشفتان فإنما دخل إنّ على أحد ودخولها يدلّ على أنّه رفعه بالابتداء دون الفعل الذي يفسّره «لم تنطق» وهذا الضرب كثير، وإنّما ينكره من لا بصر له بهذا اللّسان.
ومن قرأ: لا ترى إلا مساكنهم كان الفعل لك أيها المخاطب، والمساكن مفعول بها، وترى في القراءتين جميعا من رؤية العين، المعنى: لا تشاهد شيئا إلّا مساكنهم كأنها قد زالت عمّا كانت عليه من كثرة الناس بها، وما يتبعهم ممّا يقتنونه). [الحجة للقراء السبعة: 6/188]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وأبي رجاء والججدري وقتادة وعمرو بن ميمون والسلمي ومالك ابن دينار والأعمش وابن أبي إسحاق، واختلف عن الكل إلا أبا رجاء ومالك بن دينار: [لا تُرَى]، بالتاء مضمومة، {إِلَّا مَسَاكِنُهُم}، بالرفع.
وقرأ الأعمش: [إِلَّا مسكنهم]، وكذلك يروى عن الثقفي ونصر بن عاصم.
[المحتسب: 2/265]
قال أبو الفتح: أما [تُرَى]، بالتاء ورفع "المساكن" فضعيف في العريبة، والشعر أولى بجوازه من القرأن؛ وذلك أنه من مواضع العموم في التذكير، فكأنه في المعنى لا يرى شيء إلا مساكنهم. وإذا كان المعنى هذا كان التذكير لإراته هو الكلام.
فأما "ترى" فإنه على معاملة الظاهر، والمساكن مؤنثة، فأنث على ذلك. وإنما الصواب ما ضرب إلا هند، ولسنا نريد بقولنا: أنه على إضمار أحد وإن هند بدل من أحد المقدر هنا، وإنما نريد أن المعنى هذا؛ فلذلك قدمنا أمر التذكير. وعلى التأنيث قال ذو الرمة:
يرى النحز والأجرال ما في غروضها ... فما بقيت إلا صدور الجراشع
وهو ضعيف، على ما مضى.
وأما [مسكنهم] فإن شئت قلت: واحد كنى من جماعته، وإن شئت جعلته مصدرا وقدرت حذف المضاف، أي: لا ترى إلا آثار مسكنهم. فلما كان مصدرا لم يلق لفظ. الجمعية به كما قال ذو الرمة:
تقول عجوز مدرجي متروحا ... على بابها من عند أهلي وما ليا
فالمدرج هنا مصدر، ألا تراه قد نصب الحال؟ ولو كان مكانا لما عمل، كما أن المغار من قوله:
وما هي إلا في إزار وعلقة ... مغارا بن همام على حي خثعما
مصدر أيضا: ألا تراه قد علق به حرف الجر؟ وهذا واضح. وحسن أيضا أن يريد "بمسكنهم" هنا الجماعة، وإن كان قد جاء بلفظ الواحد؛ وذلك أنه موضع تقليل لهم وذكر العفاء عليهم، فلاق بالموضع ذكر الواحد؛ لقلته عن الجماعة، كما أن قوله سبحانه:
[المحتسب: 2/266]
{ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}، أي: أطفالا. وحسن لفظ الواحد هنا؛ لأنه موضع تصغير لشأن الإنسان، وتحقير لأمره، فلاق به ذكر الواحد لذلك، لقلته عن الجماعة، ولأن معناه أيضا تخرج كل واحد منكم طفلا، وقد ذكرنا نحو هذا. وهذا مما إذا سئل الناس عنه قالوا: وضع الواحد موضع الجماعة اتساعا في اللغة، وأنسوا حفظ المعنى ومقابلة اللفظ به؛ لتقوى دلالته عليه، وتنضم بالشبه إليه). [المحتسب: 2/267]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأصبحوا لا يرى إلّا مساكنهم} 25
قرأ عاصم وحمزة {فأصبحوا لا يرى إلّا مساكنهم} مضمومة الياء والنّون على ما لم يسم فاعله المعنى لا يرى إلى مساكنهم لأنهم قد أهلكوا
وقرأ الباقون (لا ترى إلى مساكنهم) على خطاب النّبي صلى الله عليه أي لا ترى شيئا إلى مساكنهم). [حجة القراءات: 666]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {لا يُرى إلا مساكنهم} قرأ عاصم وحمزة بياء مضمومة، ورفع المساكن، وقرأ الباقون بتاء مفتوحة، ونصب «المساكن».
وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على الخطاب للنبي عليه السلام، فهو فاعل «ترى»، وانتصب «المساكن» بوقوع الفعل عليها، لأن «ترى» من رؤية العين تتعدى إلى مفعول واحد، والتقدير: لا ترى شيئًا إلا مساكنهم، لا أحد فيها، و«المساكن» بدل من «شيء» المقدر المضمر.
13- وحجة من قرأ بالياء أنه بنى الفعل للمفعول، وهو «المساكن»، فهو فعل ما لم يسم فاعله، فارتفعت «المساكن» لقيامها مقام الفاعل، والتقدير: لا يرى شيء إلا مساكنهم، فلذلك ذكر الفعل؛ لأنه محمول على شيء المضمر، فالمساكن أيضًا بدل من «شيء » المقدر المضمر، والتاء الاختيار؛ لأن الأكثر عليه. وقد ذكرت الإمالة في هذا، وعلة ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/274]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {لَا يُرَى} بالياء مضمومة، {مَسَاكِنُهُمْ} بالرفع [آية/ 25]:-
قرأها عاصم وحمزة ويعقوب.
والوجه أن الفعل مبني لما لم يسم فاعله، وهو مسند إلى المساكن، والمساكن جمع مسكن، وإنما لم يؤنث الفعل وإن كان مسندًا إلى جمع؛ لأن الكلام في هذا الباب محمول على المعنى، ومعناه لا يرى شيء إلا مساكنهم، كما قالوا ما قام إلا هند، ولم يقولوا ما قامت إلا هند، لأن المعنى ما قام أحد إلا هند، وإلحاق علامة التأنيث في هذا النحو ضعيف لما ذكرنا، والرؤية ههنا من رؤية العين.
وقرأ الباقون {لا تَرَى} بفتح التاء {مَسَاكِنُهُمْ} بالنصب.
والوجه أن الفعل للمخاطب، والمعنى: لا ترى أنت أيها المخاطب إلا
[الموضح: 1178]
مساكنهم، وانتصب {مَسَاكِنُهُمْ} بترى، والمعنى لا ترى أنت شيئًا إلا مساكنهم، واللفظ على ما أريتك.
وروى عن يعقوب {لا تُرى} بضم التاء {مَسَاكِنُهُمْ} بالرفع.
وهذا على الوجه الذي ذكرنا أنه ضعيف). [الموضح: 1179]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس