عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:43 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة العنكبوت

[ من الآية (64) إلى الآية (69) ]
{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64) فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)}


قوله تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)}
قوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)}
قوله تعالى: {لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وليتمتعوا فسوف يعلمون (66)
قرأ ابن كثير، ونافع، وحمزة، والكسائي، والأعشى عن أبي بكر (وليتمتعوا) بجزم اللام، وكذلك قال أبو زيد عن أبي عمرو فيما ذكر أبو حاتم.
وقرأ الباقون (وليتمتعوا) بكسر اللام.
قال أبو منصور: هذه اللام هي لام الوعيد، بلفظ الأمر، والأجود فيها الإسكان إذا اتصلت بالواو، وقد تكسر على الأصل، فيكون فيها الكسر على جهة: (كي يتمتّعوا) ). [معاني القراءات وعللها: 2/261]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {وليتمتعوا} [66].
قرأ ابن كثير ونافع برواية قالون وحمزة والكسائي: {وليتمتعوا} بجزم اللام؛ لأنه لام وعيد في لفظ الأمر لأن الله تعالى ما أمرهم بالإصرار على المعاصي، والكفر، ولكنه كقوله: {اعملوا ما شئتم} على الوعيد وهذا لا يكون ابتداء وهو كما تقول للآخر: لا تدخل هذه الدار فيقول: لابد لي من دخولها فتقول: أدخلها وأنت رجل.
وقرأ الباقون: {وليتمتعوا} بكسر اللام، فقال قوم: هي لام «كي»، والاختيار أن تجعلها لام أمر ووعيد كالأولي سواء، ولكن العرب لها في الأمر لغتان. الكسر على الأصل والجزم تخفيفًا، وقد ذكرت ذلك في (الحج)، و(البقرة)وأنبأت عن علته.
وقال ابن مجاهد: واختلف عن نافع. فروى ورش: {وليتمتعوا} بكسر اللام.
وروي الباقون عنه بالإسكان.
وقال بعض أهل العلم: الاختيار أن تجعله لام «كي» نسقًا على قوله: {ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/192]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر اللام وإسكانها من قوله تعالى: وليتمتعوا [العنكبوت/ 66]، فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: (ليتمتّعوا) بجزم
[الحجة للقراء السبعة: 5/440]
اللام، وقرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر بكسر اللام، وليتمتعوا أبو زيد عن أبي عمرو (وليتمتّعوا) ساكنة اللام.
واختلف عن نافع، فروى المسيبي، وقالون وإسماعيل بن أبي أويس، (وليتمتعوا) على الوعيد، وكذلك أبو بكر بن أبي أويس ساكنة اللام.
وقال ابن جمّاز وإسماعيل بن جعفر وورش عن نافع وليتمتعوا على معنى كي.
[قال أبو علي]: من كسر اللّام وجعلها الجارّة، كانت متعلقة بالإشراك، كأنّ المعنى: يشركون ليكفروا، أي لا عائدة لهم في الإشراك إلّا الكفر، فليس يردّ عليهم الشرك نفعا، إلّا التمتّع بما يستمتعون به في العاجلة من غير نصيب في الآخرة. ومن قرأ:
(وليتمتّعوا) أراد الأمر على معنى التهديد والوعيد، كقوله: واستفزز من استطعت [الإسراء/ 64]، واعملوا ما شئتم [فصّلت/ 40] ونحو ذلك من الأوامر التي في معناها، ويدلّ على جواز الأمر هاهنا، قوله في الأخرى: ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون [النحل/ 55، الروم/ 34].
والإسكان في لام الأمر سائغ نحو: ثم ليقضوا تفثهم [الحج/ 29]). [الحجة للقراء السبعة: 5/441]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون} 66
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائيّ وقالون {وليتمتعوا} بإسكان اللّام جعلوها لام الأمر في معنى الوعيد والتهدد لأن الله لا يأمرهم بالإصرار على المعاصي والكفر وهو كقوله {اعملوا ما شئتم} على الوعيد
وقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر {وليتمتعوا} بكسر اللّام جعلوها لام كي المعنى لكي يكفروا ولكي يتمتعوا وسئل أبو عمرو عن هذه اللّام فقال اقرأ ما قبلها {ليكفروا بما آتيناهم} {وليتمتعوا} مثلها وقال قوم هي لام الأمر بمعنى الوعيد كالأول لكن العرب لها في الأمر لغتان الكسر على أصل الابتداء والإسكان للتّخفيف). [حجة القراءات: 555]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {وليتمتعوا} قرأه ورش وابن عامر وأبو عمرو وعاصم بكسر اللام، على أنها لام «كي»، وقرأ الباقون بالإسكان، على أنها لام الأمر، ففي الكلام معنى التهدد والوعيد، ولا يحسن أن تكون اللام في قراءة من أسكن لام كي، لأن لام كي لا تسكن). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/181]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {وَلْيَتَمَتَّعُوا} [آية/ 66] بسكون اللام:
قرأها ابن كثير ونافع ن- وحمزة والكسائي.
والوجه أنه لام الأمر، والأمر ههنا بمعنى التهديد، كما قال {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}، والإسكان في لام الأمر مشهور، سيما إذا اتصل بالواو أو الفاء، وقد ذكرنا ذلك في سورة الحج مبينًا.
وقرأ نافع ش- و-يل- وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب {وَلِيَتَمَتَّعُوا} بكسر اللام.
والوجه أن الكسر في هذه اللام أعني لام الأمر أصلٌ، والإسكان تخفيفٌ، وقد تقدم.
وقد يجوز أن يكون اللام لام كي، وتكون متعلقة بالإشراك، والمعنى يشركون ليكفروا وليتمتعوا أي لا فائدة لهم ولا نفع في الإشراك إلا الكفر والاستمتاع بالعاجلة، فيكون اللام مكسورةً؛ لأنها لام كي، وهي تؤدي معنى العاقبة). [الموضح: 1000]

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)}
قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {سُبْلَنَا} [آية/ 69] بسكون الباء:
قرأها أبو عمرو وحده.
وقرأ الباقون {سُبُلَنَا} بضم الباء.
والوجه أنه جمع سبيل، فالأصل فيه سُبُلٌ بضم الباء، ويجوز إسكانه
[الموضح: 1000]
للتخفيف، وكذلك في جميع ما كان على فُعُل بضم العين، يجوز فيه فُعْلٌ بالإسكان، وقد مضى مثله). [الموضح: 1001]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس