عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 09:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام

[ من الآية (145) إلى الآية (147) ]
{قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)}

قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إلّا أن يكون ميتةً... (145).
قرأ ابن كثير وحمزة (إلّا أن تكون) بالتاء (ميتةً) نصبا، وقرأ ابن عامر (إلا أن تكون) بالتاء (ميتةٌ) رفعا، وقرأ الباقون (إلّا أن يكون ميتةً) نصبا.
قال الأزهري: من قرأ (إلّا أن تكون ميتةٌ) بالتاء والرفع جعل (تكون) فعلا للميتة، واكتفى بـ (تكون) بلا فعل هكذا.
[معاني القراءات وعللها: 1/392]
قال الفراء: وكذلك (يكون) في كل الاستثناء، لا يحتاج إلى فعل، ألا ترى أنك تقول: ذهب الناس إلا أن يكون أخاك وأخوك.
قال: وإنما استغنت (كان) و(يكون) عن الفعل كما استغنى ما بعد إلا عن فعلٍ يكون للاسم، وهذه تسمّى (كان) المكتفية.
ومن نصب (ميتةً) فالمعنى: إلا أن يكون المحرّم ميتة.
ومن قرأ (إلا أن تكون ميتة) فللتأنيث للميتة). [معاني القراءات وعللها: 1/393]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (55- وقوله تعالى: {إلا أن يكون ميتة} [145].
قرأ ابن عامر بالتاء والرفع.
وقرأ ابن كثير وحمزة بالتاء والنصب.
وقرأ الباقون بالياء والنصب. وقد فسرت وجه التأنيث والتذكير والنصب قبل هذا. فأما الرفع هاهنا فردئ وإن كان جائزًا في العربية؛ لأن بعده {دما مسفوحا} بالنصب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/172]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في الياء والتاء من قوله عزّ وجلّ: إلا أن يكون ميتة [الأنعام/ 145].
فقرأ ابن كثير وحمزة: إلا أن تكون* بالتاء، ميتة نصبا.
وقرأ نافع، وأبو عمرو، وعاصم، والكسائيّ: إلا أن يكون بالياء، ميتة نصبا، وقد روى نصر بن علي عن أبيه قال: سمعت أبا عمرو يقرأ: إلا أن يكون وإلا أن تكون* بالياء والتاء.
[الحجة للقراء السبعة: 3/422]
وقرأ ابن عامر وحده: إلا أن تكون* بالتاء، ميتة* رفعا.
قول ابن كثير وحمزة محمول على المعنى، كأنّه قال: إلّا أن تكون العين أو النفس أو الجثّة ميتة، ألا ترى أن المحرّم لا يخلو من جواز العبارة عنه بأحد هذه الأشياء؟، وليس قوله:
إلا أن يكون كقولك: ما جاءني القوم لا يكون زيدا، وليس زيدا، في أن الضمير الذي يتضمّنه في الاستثناء، لا يظهر ولا يدخل الفعل علامة تأنيث، لأنّ الفعل إنما يكون عاريا من علامة ومن أن يظهر معه الضمير، إذا لم يدخل عليه أن، وأمّا إذا دخله أن فعلى حكم سائر الأفعال.
وقول أبي عمرو ومن معه: إلا أن يكون ميتة نصبا، فإنه جعل فيه ضميرا مما تقدّم، وهو أقيس من الأول، كأنّه قال: إلّا أن يكون الموجود ميتة، ويجوز أن يكون أضمر مؤنثا، كما أضمره ابن كثير وحمزة، إلّا أنه ذكر الفعل لمّا تقدّم.
ويؤكد ذلك ما روي عن أبي عمرو من أنه قرأ بالتاء والياء، وقول ابن عامر على: إلّا أن تقع ميتة، أو تحدث
[الحجة للقراء السبعة: 3/423]
ميتة، فألحق علامة التأنيث الفعل كما لحق في نحو: قد جاءتكم موعظة من ربكم [يونس/ 57] ). [الحجة للقراء السبعة: 3/424]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل لا أجد فيما أوحي إليّ محرما على طاعم يطعمه إلّا أن يكون ميتة أو دمًا مسفوحا}
قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم والكسائيّ {إلّا أن يكون} بالياء {ميتة} نصب هذا هو الوجه لأن الاسم المضمر في {يكون} مذكّر وهو قوله {قل لا أجد فيما أوحي إليّ محرما} ولم يقل محرمة قال الزّجاج تقديره إلّا أن يكون المأكول ميتة أو ذلك الشّيء ميتة
وقرأ ابن عامر {إلّا أن تكون} بالتّاء {ميتة} رفع {يكون} في هذه القراءة بمعنى االحدوث والوقوع المعنى إلّا أن تقع ميتة
وقرأ ابن كثير وحمزة {إلّا أن تكون} بالتّاء {ميتة} نصب). [حجة القراءات: 276]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (82- قوله: {إلا أن يكون ميتة} قرأه ابن كثير وحمزة وابن عامر بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، وكلهم نصب «ميتة» إلا ابن عامر، فإنه رفع.
وحجة من قرأ بالتاء أنه حمله على المعنى؛ لأن المحرم لابد أن يكون عينًا أو نفسًا أو جثة، وهذه كلها مؤنثة، فأنَّث لذلك، وفي «كان» اسمها وهو العين أو النفس أو الجثة، و«ميتة» الخبر.
83- وحجة من قرأ بالياء أنه حمل الكلام على اللفظ؛ لأن لا «أجد» يدل على نفي الموجود، والتقدير: قل يا محمد لا أجد فيما أوحي إليّ محرمًا على طاعم يطعمه، إلا أن يكون الموجود ميتة أو كذا أو كذا، فإنه رجس.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/456]
84- وحجة من نصب «ميتة» أنه أضمر في «كان» اسمها، لتقدم ما يدل عليه، ونصب «ميتة» على الخبر.
85- وحجة من رفع «ميتة» «أنه» جعل «كان» بمعنى «حدث ووقع» تامة لا تحتاج إلى خبر، فرفع «ميتة» بـ «كان» وحمل التأنيث على لفظ «ميتة»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/457]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (64- {إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} بالتاء، ورفع الميتة [آية/ 145]:-
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أنه على ما سبق مثله من أن كان هي التامة التي تفيد معنى الحدوث والوقوع، والمعنى: إلا أن تحدث أو تقع ميتة، وتأنيث الفعل للفظ الميتة.
وقرأ ابن كثير وحمزة {تَكُونَ} بالتاء {مَيْتَةً} بالنصب.
والوجه أنه محمول على المعنى، والتقدير: إلا أن تكون العين أو النفس أو الجثة ميتة؛ لأن المحرم الذي تقدم ذكره لا يخلو من جواز أن يعبر عنه بأحد هذه الأشياء.
[الموضح: 511]
وقرأ الباقون {إِلَّا أَنْ يَكُونَ} بالياء {مَيْتَةً} بالنصب.
والوجه أن الضمير من {يَكُونَ} يعود إلى ما تقدم، وهو قوله {لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ} إلا أن يكون ذلك المحرم ميتة، ويجوز أن يكون التقدير: إلا أن يكون الموجود ميتة). [الموضح: 512]

قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146)}

قوله تعالى: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس