عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 11:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (شعائر الله) (2) واحدتها شعيرة وهي الهدايا، ويدلك على ذلك قوله: (حتّى يبلغ الهدى محلّه) (2/196)، وأصلها من الإشعار وهو أن يقلّد، أو يحلل أو يطعن شقّ سنامها الأيمن بحديدة ليعلمها بذلك أنّها هدية، وقال الكميت:
نقتّلهم جيلاً فجيلاً تراهم=شعائر قربانٍ بها يتقرّب
الجيل والقرن واحد، ويقال: إن شعائر الله ها هنا المشاعر؛ الصّفا والمروة ونحو ذلك.
(ولا آمّين البيت الحرام) (2) ولا عامدين، ويقال: أممت. وتقديرها هممت خفيفة. وبعضهم يقول: يمّمت، وقال:
إنّي كذاك إذا ما ساءني بلدٌ=يمّمت صدر بعيري غيره بلدا
(ولا يجرمنّكم شنئان قومٍ) (2) مجازه: ولا يحملنّكم ولا يعدينّكم، وقال:
ولقد طعنت أبا عيينة طعنةً=جمعت فزارة بعدما أن يغضبوا
ومجاز (شنئان قومٍ) أي بغضاء قوم، وبعضهم يحرّك حروفها، وبعضهم يسكّن النون الأولى كما قال الأحوص:
وما العيش إلاّ ما تلذّ وتشتهى=وإن لام فيه ذو الشّنان وفنّدا
وبعضهم يقول: (شنان قومٍ) تقديره (أبان)، ولا يهمزه، وهو مصدر شنيت، وله موضع آخر معناه: شنئت حقك أقررت به وأخرجته من عندي كما قال العجّاج:
زلّ بنو العوّام عن آل الحكم=وشنئوا الملك لملكٍ ذي قدم
شنئوا الملك: أخرجوه وأدّوه وسلّموا إليه. (وقدم). قال الله تبارك وتعالى: (أنّ لهم قدم صدقٍ عند ربّهم) (10/2) قدم: منزلة ورفعة، وقدم من القديم، وقدم إذا تقدم أمامه، وقال الفرزدق:
ولو كان في دينٍ سوى ذا شنئتم=لنا حقّنا أو غصّ بالماء شاربه). [مجاز القرآن: 1/146-148]

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن وأبي عمرو وأهل مكة {ولا يجرمنكم} من جرم يجرم؛ أي لا يحملنكم شنآن.
الأعمش "يجرمنكم" من أجرم يجرم إجرامًا، قال الشاعر:
ألا لا يجرمنكم فطوري = وكفي عنكم أن تقصبوني.
أي تشتموني.
يقال: لا يفطر فلان عن شتم الناس؛ أي لا يكف.
الحسن وأبو عمرو {ولا يجرمنكم شنآن قوم} بالتحريك؛ وكذلك قراءة شيبة ونافع وأبي جعفر؛ وقد حكي عن أهل المدينة {شنآن قوم} بإسكان النون؛ وسنخبر عما فيها في الغريب؛ إن شاء الله.
الحسن {شنئان قوم إن صدوكم} بالكسر.
الأعرج {أن صدوكم} بالفتح؛ كأنه لأن صدوكم، والمكسور "إن" الجزاء). [معاني القرآن لقطرب: 476]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {آمين البيت الحرام} فالفعل أممت القوم، أأمهم أما؛ أي صليت بهم.
وأما قوله عز وجل {من ربهم ورضوانا}، ولغة أخرى "رضوانا" بضم الراء.
وأما قوله عز وجل {ولا يجرمنكم شنآن قوم} فالفعل فيه: شنئت الرجل شنئا وشنئا وشنوءًا وشنئانًا وشنئًا؛ كل هذا مصدر شنئت؛ وهو البغض له؛ وقالوا: رجل شنئان، وامرأة شنئان بغير هاء؛ وقال بعضهم: رجل شنئان، وامرأة شنئى، مثل سكران وسكرى، وقالوا رجل منشنأ، مقصور مهموز على مفعل). [معاني القرآن لقطرب: 489]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وأنتم حرم}: محرمون واحدها حرام.
2- {ولا آمين البيت الحرام}: عامدين إليه.
2- {يجرمنكم}: يحملنكم.
2- {والشنآن}: البغض).[غريب القرآن وتفسيره: 125]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وكذا {شعائر اللّه} ما جعله علما لطاعته. واحدها شعيرة مثل الحرم. يقول: لا تحلّوه فتصطادوا فيه، وأشباه ذلك.
{ولا الشّهر الحرام} فتقاتلوا فيه.
{ولا الهدي} وهو ما أهدي الى البيت. وهو من الشّعائر. وإشعاره أن يقلّد ويجلّل ويطعن في سنامه ليعلم بذلك أنه هدي. يقول: فلا تستحلوه قبل أن يبلغ محلّه.
{ولا القلائد} وكان الرجل يقلّد بعيره من لحاء شجر الحرم فيأمن بذلك حيث سلك.
{ولا آمّين البيت الحرام} يعني العامدين إلى البيت. واحدهم آمّ.
{يبتغون فضلًا من ربّهم} أي يريدون فضلا من اللّه أي رزقا بالتجارة.
{ورضواناً} بالحج {وإذا حللتم} أي خرجتم من إحرامكم {فاصطادوا} على الإباحة.
{ولا يجرمنّكم} أي لا يكسبنكم. يقال: فلان جارم أهله: أي كاسبهم. وكذلك جريمتهم. وقال الهذليّ ووصف عقابا:
جريمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا
والناهض: فرخها. يقول هي تكسب له وتأتيه بقوته.
{شنآن قومٍ} أي: بعضهم يقال: شنأته أشنؤه: إذا أبغضته.
يقول: لا يحملنكم بغض قوم نازلين بالحرم على أن تعتدوا فتستحلوا حرمة الحرم). [تفسير غريب القرآن: 138-140]
قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ): (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تحلّوا شعائر اللّه...}
كانت عامّة العرب لا يرون الصفا والمروة من الشعائر، ولا يطوفون بينهما، فأنزل الله تبارك وتعالى: لا تستحلّوا ترك ذلك.
وقوله: {ولا الشّهر الحرام}: ولا القتال في الشهر الحرام.
{ولا الهدي} وهو هدي المشركين: أن تعرضوا له ولا أن تخيفوا من قلّد بعيره. وكانت العرب إذا أرادت أن تسافر في غير أشهر الحرم قلّد أحدهم بعيره، فيأمن بذلك، فقال: لا تخيفوا من قلّد. وكان أهل مكّة يقلّدون بلحاء الشجر، وسائر العرب يقلّدون بالوبر والشعر.
وقوله: {ولا آمّين البيت} يقول: ولا تمنعوا من أمّ البيت الحرام أو أراده من المشركين. ثم نسخت هذه الآية التي في التوبة {فاقتلوا المشركين حيث وجدتّموهم} إلى آخر الآية.
وقوله: {ولا يجرمنّكم} قرأها يحيى بن وثّاب والأعمش: ولا يجرمنّكم، من أجرمت، وكلام العرب وقراءة القرّاء {يجرمنكم} بفتح الياء. جاء التفسير: ولا يحملنّكم بغض قوم. قال الفرّاء: وسمعت العرب تقول: فلان جريمة أهله، يريدون: كاسب لأهله، وخرج يجرمهم: يكسب لهم. والمعنى فيها متقارب: لا يكسبنّكم بغض قوم أن تفعلوا شرّا. فـ (أن) في وضع تصب. فإذا جعلت في (أن) (على) ذهبت إلى معنى: لا يحملنّكم بغضهم على كذا وكذا، على أن لا تعدلوا، فيصلح طرح (على)؛ كما تقول: حملتني أن أسال وعلى أن أسأل.
{ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ} وقد ثقّل الشنآن بعضهم، وأكثر القرّاء على تخفيفه. وقد روى تخفيفه وتثقيله عن الأعمش؛ وهو: لا يحملنكم بغض قوم، فالوجه إذا كان مصدرا أن يثقّل، وإذا أردت به بغيض قوم قلت: شنآن.
و{أن صدّوكم} في موضع نصب لصلاح الخافض فيها. ولو كسرت على معنى الجزاء لكان صوابا. وفي حرف عبد الله (إن يصدّوكم) فإن كسرت جعلت الفعل مستقبلا، وإن فتحت جعلته ماضيا. وإن جعلته جزاء بالكسر صلح ذلك كقوله: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحاً إن كنتم} وأن، تفتح وتكسر. وكذلك {أولياء إن استحبّوا الكفر على الإيمان} تكسر. ولو فتحت لكان صوابا، وقوله: {باخعٌ نفسك ألاّ يكونوا مؤمنين} [فيه] الفتح والكسر.
وأمّا قوله: {بل اللّه يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان} فـ (أن) مفتوحة؛ لأنّ معناها ماضٍ؛ كأنك قلت: منّ عليكم أن هداكم. فلو نويت الاستقبال جاز الكسر فيها. والفتح الوجه لمضيّ أوّل الفعلين. فإذا قلت: أكرمتك أن أتيتني، لم يجز كسر أن؛ لأنّ الفعل ماضٍ.
وقوله: {وتعاونوا} هو في موضع جزم. لأنها أمر، وليست بمعطوفة على {تعتدوا}). [معاني القرآن للفراء: 1/298-300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: (يا أيّها الّذين آمنوا لا تحلّوا شعائر اللّه ولا الشّهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمّين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربّهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنّكم شنئان قوم أن صدّوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب (2)

الشعائر واحدتها شعيرة، ومعناه ما أشعر أي أعلم ليهدى إلى بيت اللّه الحرام.
وقال قوم: شعائر الله يعنى به جميع متعبدات اللّه التي أشعرها اللّه.
أي جعلها أعلاما لنا.
(ولا الهدي)
الهدي واحدته هدية مثل جدية وجدي يعني حدبة السّرج.
و (القلائد) كانوا يقلدون بلحاء الشجر ويعتصمون بذلك وهذا كله كان للمشركين، وكان قد أمر المسلمون بأن لا يحلوا هذه الأشياء التي يتقرب بها المشركون إلى الله وكذلك (ولا آمّين البيت الحرام) وهذا كله منسوخ.
وكذلك (ولا الشهر الحرام) وهو المحرم لأن القتال كان مرفوعا فيه، فنسخ جميع ذلك قوله: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلّ مرصد).
وقوله: (وإذا حللتم فاصطادوا).
هذا اللفظ أمر ومعناه الإباحة، لأن اللّه عزّ وجل حرم الصيد على المحرم، وأباحه له إذا حلّ من إحرامه، ليس أنه واجب عليه إذا حلّ أن يصطاد، ومثله قوله: (فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه) تأويله أنه أبيح لكم بعد الفراغ من الصلاة، ومثل ذلك في الكلام: لا تدخلن هذه الدار حتى تودي ثمنها، فإذا أديت فادخلها، تأويله فإذا أديت فقد أبيح لك دخولها.
وقوله: (ولا يجرمنّكم شنئان قوم).
أي لا يحملنكم بغض قوم، يقال شنئته شنآنا معناه أبغضته إبغاضا.
والشنآن مصدر مثل غلى غليانا، ونزا نزوانا، فالمعنى لا يكسبنكم بغض قوم أن تعتدوا.
وموضع " أن " نصب، أي تعتدوا لأن صدوكم عن المسجد الحرام فموضع أن الأولى نصب مفعول له، وموضع أن الثانية نصب مفعول به.
المعنى لا يكسبنكم بغض قوم أي بغضكم قوما الاعتداء بصدهم إيّاكم عن المسجد الحرام يقال: فلان جريمة أهله أي هو كاسبهم.
وقيل في التفسير: لا يحملنكم بغض قوم، والمعنى واحد.
وقال الأخفش: لا يحقّنّ لكم بغض قوم.
وهذه ألفاظ مختلفة والمعنى واحد.
وقوله عزّ وجلّ: (وتعاونوا على البرّ والتّقوى).
وهذا كله منسوخ إلا التعاون من المسلمين على البر). [معاني القرآن: 2/142-144]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله}
قال أبو عبيدة: الشعائر الهدايا الواحدة شعيرة وقال غيره شعيرة بمعنى مشعرة.
وقال الأصمعي: أشعرتها أعلمتها.
وروى الأسود بن يزيد عن عائشة قالت: (إنما أشعرت ليعلم أنها بدنة).
وقال مجاهد: شعائر الله الصفا والمروة والحرم والمعنى على هذا القول لا تحلوا الصيد في الحرم والتقدير لا تحلوا لأنفسكم شعائر الله.
ومن قال بأنها: البدن فالآية عنده منسوخة.
قال الشعبي: ليس في المائدة آية منسوخة إلا {يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله} وكذلك قال قتادة وقال نسختها {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} وكانوا قبل قد منعوا من قتالهم في الشهر إذا كانوا آمين البيت الحرام). [معاني القرآن: 2/250-251]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولا الشهر الحرام} وهو رجب). [معاني القرآن: 2/251]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولا الهدي} واحد الهدي هدية). [معاني القرآن: 2/251]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولا القلائد} قال الضحاك وعطاء كانوا يأخذون من شجر الحرم فلا يقربون إذا رئي عليهم). [معاني القرآن: 2/251]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولا آمين البيت الحرام} الأم القصد أي لا تستحلوا منع القاصدين البيت الحرام ويجوز أن يكون المعنى لا تحلوا قصد الآمين ثم حذف). [معاني القرآن: 2/251-252]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا}
قال ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: يبتغون الأجر والتجارة). [معاني القرآن: 2/252]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وإذا حللتم فاصطادوا} وهذا إباحة بعد حظر وليس بحتم). [معاني القرآن: 2/252]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا}
قال أبو عبيدة: ولا يجرمنكم لا يكسبنكم وأنشد:
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة=جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
وقال الأخفش: ولا يحقنكم.
وقال الفراء: ولا يحملنكم.
وهذه المعاني متقاربة؛ لأن من حمل رجلا على إبغاض رجل فقد أكسبه إبغاضه فإذا كان الأمر كذلك فالذي هو أحسن أن يقال ما قاله ابن عباس وقتادة قالا: أي لا يحملنكم شنآن قوم على العدوان
وقرأ الأعمش (ولا يجرمنكم) بضم الياء.
قال الكسائي: جرم يجرم وأجرم يجرم بمعنى واحد الفتح في هذا أكثر والضم في الجناية أكثر والشنآن الإبغاض ويقرأ (شنئان) بإسكان النون وليس بالحسن لأن المصادر لا تكاد تكون على فعلان.
وقرأ أبو عمرو (إن صدوكم) بكسر الهمزة بمعنى الشرط.
وروي عن الأعمش أنه قرأ (إن يصدوكم) وهو لحن عند النحويين؛ لأن إن إذا جزمت لم يتقدم جوابها.
والمعنى على قراءة من فتح ولا يجرمنكم شنآن قوم؛ لأن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا، ومن كسر فالمعنى عنده إن فعلوا هذا والمعنى على الفتح؛ لأنه يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قتل رجل من أصحابه رجلا من أهل مكة كان يقتل حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية). [معاني القرآن: 2/252-255]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (شَنئانُ قَوْمٍ) أي: عداوة قوم، ويسكن - أيضا). [ياقوتة الصراط: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ولا آمِّينَ} أي عامدين، والواحد آمٌ، وأصله آمِمٌ.
{وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} أي بغض قوم، أي لا يحملنكم بغضهم على العدوان). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 67]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شَعَائِرَ}: علامات.
2- {الْهَدْيَ}: الإبل الذي يهدى إلى البيت.
2- {الْقَلائِدَ}: أن يقلد البعير من ورق الشجر فلا يعرض له
2- {آمِّينَ}: قاصدين
2- {يَجْرِمَنَّكُمْ}: يكسبنكم
2- {شَنَانُ}: بغض). [العمدة في غريب القرآن: 117-118]


رد مع اقتباس