عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 08:40 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الإنسان

[ من الآية (1) إلى الآية (10) ]
{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)}

قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات:
أمال "أتى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/576]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)}
{أَتَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{مِنَ الدَّهْرِ لَمْ}
- أدغم الراء في اللام أبو عمرو ويعقوب، وذهب ابن عصفور إلى أن مثل هذا يحمل على الإخفاء.
{شَيْئًا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/123 من سورة البقرة، والآية/3 من سورة الفرقان). [معجم القراءات: 10/205]

قوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)}
{نَبْتَلِيهِ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (نبتليهي) بوصل الهاء بياء.
- والجماعة بكسر الهاء (نبتليه).
{فَجَعَلْنَاهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل (فجعلناهو) بوصل الهاء بواو.
- والجماعة بضم الهاء (فجعلناه).
[معجم القراءات: 10/205]
{بَصِيرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 10/206]

قوله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)}
{إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}
- قراءة الجمهور (إما ... وإما) بكسر الهمزة فيهما.
- وقرأ أبو السمال، وأبو العاج كثير بن عبد الله السلمي [شامي، ولي البصرة لهشام بن عبد الملك].
(أما شاكرًا وأما كفورًا) بفتحهما، وهي لغة حكاها أبو زيد عن العرب.
وقال الزمخشري: (وهي قراءة حسنة، والمعنى أما شاكرًا فبتوفيقنا وأما كفورًا فبسوء اختياره).
{شَاكِرًا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 10/206]

قوله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {إِنَّا أَعْتَدْنَا للْكَافِرِينَ سلاسل وأغلالا وسعيرا} 4
قَرَأَ ابْن كثير (سلسل) بِغَيْر ألف وصل أَو وقف
هَذِه رِوَايَة قنبل
وحدثني ابْن الجهم عَن خلف والهيثم عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير (سلسلا) منونة
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو (سلسل) غير منون ووقف بِأَلف (سلسلا)
وَقَالَ الحلواني عَن أَبي معمر عَن عبد الْوَارِث كَانَ أَبُو عَمْرو يسْتَحبّ أَن يسكت عِنْدهَا وَلَا يَجْعَلهَا مثل الَّتِي في الْأَحْزَاب لِأَنَّهَا لَيست بآخر آيَة
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة (سلسل) بِغَيْر تَنْوِين
ووقف حَمْزَة بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر والكسائي (سلسلا) منونة
وروى حَفْص عَن عَاصِم أَنه كَانَ لَا ينون إِذا وصل وَيقف بِالْألف). [السبعة في القراءات: 663]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (سَلاسِل وقواريرا قوارير) مكي، وخلف، ويقفان، وشجاع، وسهل على (قواريرا) الأولى بالألف هشام (سلاسل) عباس مخير بغير تنوين فيها، بصري، شامي، وحمزة، وحفص، ويقفون، غير حمزة، ويعقوب على (سلاسلًا وقواريراً) الأولى بالألف الآخرون ينونهما، ويقفون بالألف عليها). [الغاية في القراءات العشر: 425] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (سلاسلًا) [4]: بالتنوين، وبألف في الوقف مدني، وعلي، وأبو بكر، والمفضل، وأبو عبيد، وأيوب، وهشام، وأبو بشر.
بضده حمصي، وحمزة، وخلف، وحفص، وسلام، واليزيدي طريق ابن جبير، وقنبل طريق ابن مجاهد والواسطي، وزيدٌ، ورويسٌ. مخير: عباس. الباقون بألف في الوقف. ويتعمد أبو عبيد الوقف، وكتابته بألف). [المنتهى: 2/1023]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأبو بكر وهشام والكسائي (سلسلا) بالتنوين، وقرأ الباقون بغير تنوين، ووقف عليها قنبل وحمزة بغير ألف، ووقف الباقون بألف). [التبصرة: 373]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ نافع، والكسائي، وأبو بكر، وهشام: {سلاسلا} (4): بالتنوين. ووقفوا بالألف عوضا منه.
والباقون: بغير تنوين. وهم: ابن كثير، وأبو عمرو، وابن ذكوان، وحفص.
ووقف حمزة، وقنبل، وحفص، من قراءتي على أبي الفتح: بغير ألف.
وكذا قال النقاش، عن أبي ربيعة، عن البزي، وعن الأخفش عن ابن ذكوان.
وكذلك قرأت في مذهبهما على الفارسي.
ووقف الباقون: بالألف، صلة للفتحة). [التيسير في القراءات السبع: 504]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ نافع وأبو جعفر والكسائيّ وأبو بكر وهشام: (سلاسلا) بالتّنوين ووقفوا بالألف عوضا منه، والباقون بغير تنوين. ووقف حمزة وخلف وقنبل ورويس وحفص من قراءتي على أبي الفتح بغير ألف وكذا قال النقاش عن أبي ربيعة عن البزي [وعن الخفش عن أبي ربيعة عن البزي] وعن الأخفش عن ابن ذكوان وكذا قرأت في مذهبهما على الفارسي. ووقف الباقون بالألف صلة للفتحة). [تحبير التيسير: 599]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَلَاسِلَا) منون مدين، والكسائي، وعَاصِم غير حفص، والْأَعْمَش، وهشام، وأبو بشر، وأيوب، وابْن مِقْسَمٍ، وعبيد عن ابْن كَثِيرٍ، ومعاذ، وعبيد عن أبي عمرو، ويَعْقُوب بالألف، الباقون بغير تنوين في الوصل وبألف في الوقف غير مكي إلا ابن مقسم وشجاع، وعبيد، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وسهل، ويَعْقُوب والسُّلَمِيّ فإنهم يقفون بغير ألف قال الرَّازِيّ: أُوقِيَّة لعباس، وابن حسان، وعبد الوارث منون والبيروتي عن عباس مخير، ودانية رفع أبو حيوة، الباقون نصب، وهو الاختيار راجع إلى جنة والواو فيه واو الإقحام). [الكامل في القراءات العشر: 654]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([4]- {سَلاسِلا} بالتنوين وألف في الوقف: نافع والكسائي وأبو بكر وهشام.
بالضد: حمزة وقنبل وحفص، إلا من طريق أبي الطيب وابنه، والنقاش عن الأخفش، عن ابن ذكوان، وعن أبي ربيعة عن البزي، وكذلك ذكره الأهوازي عن جميع رواة أبي ربيعة، وكذلك قال عن أبي بكر السلمي، عن جماعة من الشاميين عن الأخفش.
الباقون بغير تنوين، وبألف في الوقف. وكذلك قالت جماعة أخرى من الشاميين عن الأخفش، وبه قرأت من طريق ابن الأخرم وابن شنبوذ). [الإقناع: 2/799]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1093 - سَلاَسِلَ نَوِّنْ إِذْ رَوَوَا صَرْفَهُ لَناَ = وَبَالْقَصْرِ قِفْ مِنْ عَنْ هُدىً خُلْفُهُمْ فَلاَ
1094 - زَكاَ .... .... .... .... = .... .... .... .... ....). [الشاطبية: 88]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1093] سلاسل نون (إ)ذ (ر)ووا (صـ)ـرفه (لـ)ـنا = وبالقصر قف (مـ)ـن (عـ)ـن (هـ)ـدى خلفهم (فـ)ـلا
[1094] (ز)كا وقواريرا فنونه (إ)ذ دنا = (ر)ضا (صـ)ـرفه واقصره في الوقف (ف)يصلا
[1095] وفي الثان نون (إ)ذ (ر)ووا (صـ)ـرفه وقل = يمد (هشام) واقفًا معهم ولا
قال أبو عبيد: «{سلسلًا} و{قواريرًا قواريرًا} هي في مصاحف أهل الحجاز والكوفة بالألف.
ورأيتها في الإمام مصحف عثمان: الأولى (قواريرً) بالألف مثبتة، والثانية كانت ألفًا، فحكت ورأيت أثرها بينًا.
وأما (سلاسلا)، فرأيتها قد درست» ). [فتح الوصيد: 2/1299]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1093] سلاسل نون إذ رووا صرفه لنا = وبالقصر قف من عن هدى خلفهم فلا
[1094] زكا وقواريرا فنونه إذ دنا = رضى صرفه واقصره في الوقف فيصلا
ب: (فلا): فعل ماض بمعنى: تدبر، من: (فليت الشعر): إذا تدبرته وأخرجت معانيه، أو: رمى من: (فلوته): إذا رميته، أو فصل من (فلوته عن أمه): إذا فصلته.
ح: (سلاسل): مفعول (نون)، (صرفه): مفعول (رووا)، والفاعل: ضمير الناقلين، (بالقصر): متعلق بـ(قف)، (عن): اسم بمعنى الجانب، نحو:
ولقد أراني للرماح دريئة = من عن يميني مرةً أمامي
والجار والمجرور متعلق (فلا)، (زكا): جملة مستأنفة، أي: زكا المذكور، (قواريرًا): مفعول فعل يفسره (فنونه)، (رضى): فاعل (دنا) أضيف إلى (صرفه)، (فيصلا): حال.
[كنز المعاني: 2/694]
ص: قرأ نافع والكسائي وأبو بكر وهشام: {سلاسلًا وأغلالًا} [4] بتنوين {سلاسلًا} بناء على صرفه، ليناسب {أغلالًا} لأن كونه لا نظير له في الآحاد ضعيف في منع الصرف، وإلا يلزم منه صرف العلم المرتجل إذا لم يكن له نظير في أسماء الأجناس، مثل: (غطفان) للعلمية وعدم نظيره في الآحاد، أو لأنه لما جمعجمعالتصحيح في نحو:
(صواحبات يوسف) أشبه الآحاد فصرف.
[كنز المعاني: 2/695]
وإلى الوجهين أشار بقوله: (إذ رووا صرفه لنا).
والباقون: بترك التنوين على الأصل، لكونه غير منصرف على الأصح.
ثم ممن ترك التنوين: ابن ذكوان وحفص والبزي - بخلاف عنهم وحمزة وقنبل - بلا خلاف - يقفون بلا ألف، لأن الألف بدل التنوين، فإذا لم ينون لم يبق الألف، ويبقى أبو عمرو مع أصحاب التنوين يقفون على الألف، وكذلك: ابن ذكوان وحفص والبزي في وجههم الآخر.
أما أصحاب التنوين: فلأن الألف بدل التنوين الزائل بالوقف،
[كنز المعاني: 2/696]
وأما الآخرون: فلاتباع الرسم، إذ رسمت في المصاحف كلها بالألف، أو لأنه لما لم يمكن روم المفتوح لخفته أشبع الفتح بالألف، كما فعلوا في {الظنونا} و {الرسولا} و{السبيلا} في الأحزاب [10، 66، 67].
وقرأ نافع وابن كثير والكسائي وأبو بكر: {قواريرًا الأول [15] بالتنوين لإحدى العلل المذكورة في صرف {سلاسلًا}، والباقون: بترك التنوين لمنع الصرف .
وممن لم ينون حمزة: وقف عليه بلا ألف، كما هو الأصل، والباقون: بعده بألف - من أصحاب التنوين وغيرهم - اتباعا للرسم). [كنز المعاني: 2/697] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1093- سَلاسِلَ نَوِّنْ "إِ"ذْ رَوَوَا "صَـ"ـرْفَهُ "لَـ"ـنا،.. وَبَالقَصْرِ قِفْ "مِـ"ـنْ "عَـ"ـنْ "هُـ"ـدىً خُلْفُهُمْ "فَـ"ـلا
سلاسل على وزن دراهم وهو ممنوع من الصرف على اللغة المشهورة، ولكنه كتب في المصاحف بألف بعد اللام كما كتب في الأحزاب: "الظُّنُونَا"، و"الرَّسُولا"، و"السَّبِيلا" فالمتابعة لخط المصحف اقتضت إثبات تلك الألف في الأحزاب في الوصل، ولم يمكن تنوينها؛ لأجل أن كل كلمة منها فيها الألف واللام فالتنوين لا يجتمع معها، أما في: "سَلاسِلا" فأمكن قبوله للتنوين على لغة من يصرف ذلك.
قال أبو علي: قال أبو الحسن: "سَلاسِلا" منونة في الوصل والسكت على لغة من يصرف نحو ذا من العرب قال: وسمعنا من العرب من يصرف هذا ويصرف جميع ما لا ينصرف، وقال: هذا لغة الشعراء؛ لأنهم اضطروا إليه في الشعر فصرفوه، فجرت ألسنتهم على ذلك، وقال مكي: حكى الكسائي أن بعض العرب يصرفون كل ما لا ينصرف إلا أفعل منك، قال ابن القشيري: صرف ما لا ينصرف سهل عند العرب، قال الكسائي: هو لغة من يجري الأسماء كلها إلا قولهم: هو أظرف منك؛ فإنهم لا يجرونه.
قلت: القرآن العربي فيه من جميع لغات العرب؛ لأنه أنزل عليهم كافة وأبيح لهم أن يقرءوه على لغاتهم المختلفة فاختلفت القراءات فيه لذلك، فلما كتبت المصاحف هجرت تلك القراءات كلها إلا ما كان منها موافقا لخط المصحف؛ فإنه بقي كقراءة: {إِنْ هَذَانِ} كما سبق ومثل هذا التنوين فإن كتابة الألف في آخر الاسم المنصوب يشعر بالتنوين وقد بينا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/235]
هذه القاعدة وقررناها في كتاب الأحرف السبعة الملقب بالمرشد الوجيز، وقد وجهت هذه اللغة بأنه أصل الكلام وعلة الجمع ضعيفة في اقتضاء منع الصرف بدليل صرف باقي أبنية الجموع، وكونه لا نظير له في الآحاد غير مقتضٍ لمنع الصرف بدليل العلم المرتجل الذي لا نظير له في أسماء الأجناس يقاس عليه لا بمنع الصرف وفيه علتان؛ العلمية وكونه لا نظير له، وهذا كان أولى بالمانعية؛ لأن العلمية مانعة في مواضع بشرطها والجمع غير معروف منه منع الصرف إلا في هذا الموضع المتنازع فيه فهذا الوجه من القياس مقوٍّ لهذه اللغة المسموعة.
ووجه آخر: قال أبو علي: إن هذه الجموع أشبهت الآحاد؛ لأنهم قد قالوا صواحبات يوسف فلما جمع جمع الآحاد المنصرفة جعلوه في حكمها فصرفوها فهذا معنى قوله: إذ رووا صرفه لنا، وقال الزجاج: الأجود في العربية أن لا يصرف سلاسل ولكن لما جعلت رأس آية صرفت؛ ليكون آخر الآي على لفظ واحد.
قلت: ادعاء أن سلاسل رأس آية بعيد، ولكن الممكن أن يقال: المعرف به في القرآن هو اللغة الفصيحة وهو منع صرف هذا الوزن من المجموع بدليل صوامع ومساجد، وإنما عدل عن اللغة المشهورة في سلاسل إرادة التناسب لما ذكر معها من قوله: {وَأَغْلالًا وَسَعِيرًا}،
فإن قلتَ: فكان ينبغي على هذا صرف "صوامع"، و"مساجد"؛ ليشاكلا لفظ {وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} من قوله تعالى: {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ} قلتُ: إنما فعل ذلك في المنصوب خاصة؛ لأن
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/236]
المناسبة تحصل فيه وقفا ووصلا فإن المنون يوقف عليه بالألف، فكان الرسم الألف دالا على الأمرين، أما غر المنصوب فإنه يوقف عليه بالسكون منونا كان أو غير منون فلا حاجة تدعو إلى صرفه لأجل المناسبة وصلا، والمناسبة في الوقف مهمة بل هي العمدة في ذلك بدليل أن جماعة ممن لم ينون في الوصل يثبت الألف في الوقف، ونظير هذا الموضع قراءة من قرأ في سورة نوح: "ولا يغوثًا ويعوقًا" بالتنوين؛ لأجل أن قبله: {وَدًّا وَلا سُوَاعًا}، وبعده: "وَنَسْرًا"، وهذا تعليل الزمخشري في ذلك فإنه قال لعله قصد الازدواج فصرفهما؛ لمصادفته أخواتهما منصرفات كما قرئ: {وَضُحَاهَا} بالإمالة؛ لوقوعه مع الممالات للازدواج هذا قوله: هنا ويجيء مثل ذلك في: "سَلاسِلا" وهو وجه سائغ فعدل عن ذلك لما وصل إليه، وقال: فيه وجهان:
أحدهما: أن تكون هذه النون بدلا من حرف الإطلاق ويجري الوصل مجرى الوقف.
والثاني: أن يكون صاحب هذه القراءة ممن درى برواية الشعر ومرن لسانه على صرف غير المنصرف.
قال الشيخ: هذا كلام صدر عن سوء الظن بالقراءة، وعدم معرفته بطريقتهم في اتباع النقل.
قلتُ: هذا جواب الوجه الثاني.
وأما الوجه الأول: فالتنوين الذي حمله عليه يسمى بتنوين الترنم النائب مناب حرف الإطلاق ولا يستقيم ذلك هنا فإن ذلك التنوين ثابت وقفا وهذا مبدل منه ألف في الوقف وكل تنوين أبدل منه ألف في الوقف فهو تنوين الصرف ولو كان هذا التنوين في كلمات الأحزاب: "الظُّنُونَا"،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/237]
و"الرَّسُولا"، و"السَّبِيلا" لكان تنوين الترنم فإن الألف في الوقف ألف الإطلاق فلتكن النون القائمة مقامه كذلك ولو كان هذا التنوين ثابتا في سلاسل وقفا كما هو ثابت وصلا لأمكن فيه ذلك على أنه لغة ضعيفة أيضا قال أبو الحسن الأخفش: لا يجوز في: "الظُّنُونَا" وشبهه تنوين الأعلى لغة من ينون في القوافي قال: ولا تعجبني تلك اللغة؛ لأنها ليست لغة أهل الحجاز.
قلت: فكل من نون: "سَلاسِلا" في الوصل وقف عليه بالألف ومن لم ينون وصلا اختلفوا؛ فمنهم من وقف على اللام ساكنة وهو الذي عبر عنه بالقصر، وهذا قياس قراءتهم في الوصل وهم حمزة وقنبل بلا خلاف والبزي وحفص وابن ذكوان بخلاف عنهم ومنهم من وقف بألف؛ اتباعا للرسم وهم أبو عمرو، وهؤلاء الرواة الثلاثة في وجههم الثاني، وتكون ألف الوقف عند هؤلاء ألف الإطلاق كالتي في "الظنونا" وشبهه، وعن في قول الناظم من عن اسم كالتي في قول القطامي:
من عن يمين الجبيا
أي: نشأ الواقف بالقصر القصر من جانب هدى خلفهم وفلا من قولهم: فلوته؛ أي: ربيته أو بمعنى فصل من فلوته عن أمه؛ أي: فصلته
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/238]
وفطمته أو بمعنى تدبر من فليت الشعر إذا تدبرته واستخرجت معناه، قال الفراء: كتبت: "سَلاسِلا" بالألف فأجراها بعض القراء لمكان الألف التي في آخرها ولم يجرها بعضهم، وقال الذي لم يجرها: العرب تثبت فيما لا يجري الألف في النصب، فإذا وصلوا حذفوا الألف قال: وكلٌّ صواب.
1094- "زَ"كا وَقَوَارِيرًا فَنَوِّنْهُ "إِ"ذْ "دَ"نَا،.. "رِ"ضَا "صَـ"ـرْفِهِ وَاقْصُرْهُ فِي الوَقْفِ "فَـ"ـيْصَلا
زكا من تتمة رمز الواقفين بالقصر في "سلاسل"). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/239]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1093 - سلاسل نوّن إذ رووا صرفه لنا = وبالقصر قف من عن هدى خلفهم فلا
1094 - زكا .... .... .... .... = .... .... .... .... ....
....
قرأ نافع والكسائي وشعبة وهشام: سلاسلا بإثبات التنوين فيه وصلا وإبداله ألفا في الوقف، وقرأ الباقون بحذف التنوين. وهؤلاء الحاذفون اختلفوا في الوقف على هذا اللفظ: فوقف عليه بالقصر أي: حذف الألف مع سكون اللام: ابن ذكوان وحفص والبزي بخلف عنهم، وحمزة وقنبل بلا خلف عنهما، وقرأ من بقي من الحاذفين: وهو أبو عمرو بالمد؛ أي إثبات الألف بعد اللام مع فتحها، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان وحفص والبزي. فيتحصل من هذا كله: أن نافعا والكسائي وشعبة وهشاما يقرءون سلاسلا بإثبات التنوين وصلا وإبداله ألفا عند الوقف، وأن حمزة وقنبلا يقرءان بحذف التنوين ويسكنون اللام وقفا من غير ألف بلا خلاف عنهما، وأن أبا عمرو يقرأ بحذف التنوين مع إثبات ألف عند الوقف قولا واحد، وأن حفصا والبزي وابن ذكوان يقرءون بحذف التنوين. ولهم في الوقف إثبات الألف وحذفها). [الوافي في شرح الشاطبية: 375]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (223- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... وَسَلاسِلَا
224 - لَدَى الْوَقْفِ فَاقْصُرْ طُلْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 41]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم شرع في سورة الإنسان بقوله: وسلاسلا لدى الوقف فاقصر طل يعني روى مرموز (طا) طل وهو رويس {سلاسلا} [4] بلا ألف في الوقف وهو معنى قوله: فاقصر ووافق أصله وصلًا وعلم أن من بقى على أصولهم في الحالين). [شرح الدرة المضيئة: 245]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: سَلَاسِلَا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَالْكِسَائِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَرُوَيْسٌ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الطَّيِّبِ غُلَامِ ابْنِ شَنَبُوذَ، وَهِشَامٌ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ وَالشَّذَائِيِّ عَنِ الدَّاجُونِيِّ بِالتَّنْوِينِ، وَلَمْ يَذْكُرِ السَّعِيدِيُّ فِي تَبْصِرَتِهِ عَنْ رُوَيْسٍ خِلَافَهُ وَوَقَفُوا عَلَيْهِ بِالْأَلِفِ بَدَلًا مِنْهُ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ وَزَيْدٌ عَنِ الدَّاجُونِيِّ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وَوَقَفَ مِنْهُمْ بِأَلِفٍ أَبُو عَمْرٍو، وَرَوْحٌ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَدَّلِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ، وَابْنِ ذَكْوَانَ، وَحَفْصٍ، فَرَوَى الْحَمَّامِيُّ عَنِ النَّقَّاشِ عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ، وَابْنِ الْحُبَابِ، كِلَاهُمَا عَنِ الْبَزِّيِّ، وَابْنِ شَنَبُوذَ عَنْ قُنْبُلٍ، وَغَالِبِ الْعِرَاقِيِّينَ كَأَبِي الْعِزِّ، وَالْحَافِظِ أَبِي الْعَلَاءِ، وَأَكْثَرِ الْمَغَارِبَةِ كَابْنِ سُفْيَانَ، وَمَكِّيٍّ، وَالْمَهْدَوِيِّ، وَابْنِ بَلِّيمَةَ، وَابْنِ شُرَيْحٍ، وَابْنَيْ غَلْبُونَ، وَصَاحِبِ الْعُنْوَانِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَأَجْمَعَ مَنْ ذَكَرْتُ مِنَ الْمَغَارِبَةِ، وَالْمِصْرِيِّينَ عَنْ حَفْصٍ، كُلُّ هَؤُلَاءِ فِي الْوَقْفِ بِالْأَلِفِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ عَمَّنْ ذَكَرْتُ، وَوَقَفَ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَنْهُمْ كُلُّ أَصْحَابِ النَّقَّاشِ عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ عَنِ الْبَزِّيِّ غَيْرَ الْحَمَّامِيِّ، وَابْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ قُنْبُلٍ وَالنَّقَّاشِ عَنِ الْأَخْفَشِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ فِيمَا رَوَاهُ الْمَغَارِبَةُ وَالْحَمَّامِيُّ عَنِ النَّقَّاشِ فِيمَا رَوَاهُ الْمَشَارِقَةُ عَنْهُ عَنِ الْأَخْفَشِ وَالْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً عَنْ حَفْصٍ. وَأَطْلَقَ الْوَجْهَيْنِ عَنْهُمْ فِي التَّيْسِيرِ، وَقَالَ: إِنَّهُ وَقَفَ لِحَفْصٍ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ بِغَيْرِ أَلِفٍ. وَكَذَا عَنِ الْبَزِّيِّ،
[النشر في القراءات العشر: 2/394]
وَابْنِ ذَكْوَانَ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّقَّاشِيِّ عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ وَالْأَخْفَشِ، وَأَطْلَقَ الْخِلَافَ عَنْهُمْ أَيْضًا أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الْخَيَّاطِ فِي مُبْهِجِهِ، وَانْفَرَدَ بِإِطْلَاقِهِ عَنْ يَعْقُوبَ بِكَمَالِهِ. وَوَقَفَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ (بِلَا خِلَافٍ)، وَهُمْ حَمْزَةُ، وَخَلَفٌ، وَرُوَيْسٌ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ أَبِي الطَّيِّبِ، وَرَوْحٌ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الْمُعَدَّلِ، وَزَيْدٌ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ هَاشِمٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/395]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان والكسائي وأبو بكر والحلواني عن هشام وأبو الطيب عن
[تقريب النشر في القراءات العشر:731]
رويس {سلاسلا} [الإنسان: 4] بالتنوين ووقفوا بالألف، والباقون بغير تنوين، ووقف منهم بالألف أبو عمرو، واختلف عن ابن كثير وابن ذكوان وحفص وروح، والباقون بغير ألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 732]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (971 - سلاسلاً نوّن مدًا رم لي غدا = خلفهما صف معهم الوقف امددا
[طيبة النشر: 99]
972 - عن من دنا شهمٌ بخلفهم حفا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 100]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سلاسلا نوّن (مدا ر) م (ل) ي (غ) دا = خلفهما (ص) ف معهم الوقف امددا
يريد قوله تعالى: سلاسلا وأغلالا وسعيرا بالتنوين، قرأه المدنيان والكسائي وهشام ورويس بخلاف عنهما، وشعبة بغير خلاف قوله: (معهم الوقف امددا) أي وقف معهم بالألف أبو عمرو، واختلف عن حفص وابن ذكوان وابن كثير وروح كما في أول البيت الآتي بعد، والباقون بغير ألف، وهو ممنوع من الصرف في اللغة المشهورة، وقد كتب في المصاحف بألف بعد اللام كما كتب في سورة الأحزاب «الظنونا، والرسولا، والسبيلا» فالمتابعة لخط المصحف اقتضت إثبات ثلاث ألفات في الأحزاب في الوصل، ولم ينص على تنوينها لأجل أن كل كلمة منها فيها الألف واللام والتنوين لا يجمع معهما، وأما «في سلاسلا» فأمكن قبوله للتنوين على لغة من يصرف ذلك، والله تعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 323]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
سلاسلا نون (مدا) (ر) م (ل) ى (غ) دا = خلفهما (ص) ف معهم الوقف امددا
(ع) ن (م) ن (د) نا (ش) هم بخلفهم (ح) فا = نوّن قواريرا (ر) جا (حرم) (ص) فا
والقصر وقفا في (غ) نا (ش) د اختلف = والثان نوّن صف (مدا) (ر) م ووقف
معهم هشام باختلاف بالألف = عاليهم اسكن (ف) ى (مدا) خضر (ع) رف
ش: أي: نون سلاسلا [4] في الوصل مدلول (مدا) المدنيان، وراء (رم) الكسائي وصاد (صف) أبو بكر.
واختلف عن ذي لام (لى) هشام وغين (غدا) رويس:
فأما هشام فروى الحلواني، والشذائي عن الداجوني [عنه التنوين]. وروى زيد عن الداجوني عنه تركه.
وأما رويس فروى عنه أبو الطيب التنوين، وغيره عدمه.
والباقون بغير تنوين. هذا حكم الوصل.
وأما الوقف: فكل من نون وصلا وقف بالألف اتفاقا، [وأما من لم ينون فهم فيه ثلاث] فرق:
منهم من وقف بالألف اتفاقا]، [وهو ذو حاء (حفا) أبو عمرو].
ومنهم من وقف بعدمه وهو من لم يذكره في النظم، وهو حمزة، وخلف.
ومنهم من اختلف عنه وهم ذو عين (عن) حفص وميم (من) ابن ذكوان ودال (دنا)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/603]
ابن كثير وشين (شهم) روح:
فأما روح فوقف بالألف من طريق المعدل، وبغيرها من غيره.
وأما الثلاثة الأخر فروى الحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة وابن الحباب كلاهما عن البزي، وابن شنبوذ عن قنبل، وغالب العراقيين وأكثر المغاربة كأبي سفيان، ومكي، والمهدوي، وابن بليمة، وابن شريح، [وابن غلبون وصاحب «العنوان» عن ابن ذكوان وجميع من ذكر من المغاربة والمصريين عن حفص كل هؤلاء في الوقف بالألف عن الثلاثة.
ووقف عنهم بغير ألف كل أصحاب النقاش عن أبي ربيعة عن البزي [غير] الحمامي وابن مجاهد عن قنبل، والنقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان فيما رواه المغاربة والحمامي عن النقاش فيما رواه المشارقة [عنه] عن الأخفش والعراقيون قاطبة عن حفص.
وأطلق الوجهين عنهم في «التيسير»، والله تعالى أعلم.
تنبيه: علم من قولنا: «كل من نون وقف بالألف»: أن هشاما من طريق زيد عن الداجوني عنه يقف بلا ألف، وكذا رويس من غير طريق أبي الطيب؛ فصار الواقفون بلا ألف
باتفاق: حمزة، وخلف، وزيد، وغير طريق أبي الطيب عن رويس: وغير طريق المعدل عن روح.
فإن قلت: ظاهر قوله: (معهم): أن هشاما ورويسا يقفان بالألف اتفاقا.
قلت: قد تقدم في: «سبحان» أنه إذا ذكر قارئا أو راويا ثم حكى عنه خلافا أن المذكور يكون عبارة عن أحد الراويين أو الطريقين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/604]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر، و(مدا) المدنيان وراء (رم) الكسائي: قواريرا من فضة [16] وهو الثاني بالتنوين وصلا، وكل من نون هنا [وقف بالألف] وكل من لم ينون وقف بغير ألف إلا هشاما فاختلف عنه، لكن من طريق الحلواني:
فروى المغاربة [قاطبة] عنه الوقف بالألف.
وروى المشارقة الوقف بغير ألف.
فصار المدنيان، وأبو بكر، والكسائي بتنوين الموضعين وصلا [وبالألف وقفا]، وحمزة ورويس بترك التنوين وصلا وترك الألف وقفا، وابن كثير وخلف بتنوين الأول والوقف عليه بالألف وترك التنوين الثاني والوقف عليه بلا ألف، وأبو عمرو وحفص وابن ذكوان بترك تنوين الموضعين والوقف [على الثاني بلا ألف]، وروح [بترك] تنوينهما والوقف على الثاني بلا ألف اتفاقا، [وكذا على الأول من طريق غلام بن شنبوذ وهشام بترك تنوينهما، والوقف على الأول بالألف]، وكذا على الثاني من طريق المغاربة.
وجه عدم تنوين سلسلا [4] وقواريرا [16] منع الصرف لصيغة منتهى الجموع فيهما.
ووجه تنوينهما أنهما صرفا: [إما] للمناسبة، وإما لما حكاه الكسائي من أن لغة بعض العرب أنه يصرف كل ما لا ينصرف، وإما لأن هذه الجموع أشبهت الآحاد؛ لأنهم جمعوها كالآحاد كما في الحديث: «إنكن صواحبات يوسف» فصرفت لأنها صارت كسائر الجموع المصروفة.
ووجه الوقف بالألف لمن نون أنها بدل التنوين، [ولمن لم ينون] إما [لأنه شبه] بالفواصل والقوافي؛ فأشبع [الفتحة] فصارت ألفا: ك الظّنونا [الأحزاب: 10]،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/605]
والرّسولا [66] وإما لأنه اتبع الخط في الوقف ومضى [في] الوصل على سنن العربية.
ووجه الوقف بالألف على البعض دون البعض الجمع بين اللغتين ومراعاة الوجهين، والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/606] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "سلاسل" [الآية: 4] فنافع وهشام من طريق الحلواني والشذائي عن الداجوني وأبو بكر والكسائي وأبو جعفر ورويس عن طريق أبي الطيب بالتنوين للتناسب؛ لأن ما قبله منون منصوب، وقال الكسائي وغيره من الكوفيين: إن بعض العرب يصرفون جميع ما لا ينصرف إلا أفعل التفضيل،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/576]
وعن الأخفش يصرفون مطلقا وهم بنو أسد؛ لأن الأصل في الأسماء الصرف، والوقف في هذه القراءة بالألف بدل التنوين، وعن الحسن والشنبوذي كذلك، والباقون بالمنع من الصرف على الأصل بلا تنوين لكونه جمع تكسير بعد ألفه حرفان كمساجد وهو رواية زيد عن الداجوني وهؤلاء في الوقف على ثلاث فرق منهم من وقف بالألف بلا خلاف وهو أبو عمرو وروح من طريق المعدل، وافقه اليزيدي ومنهم من وقف بغير ألف كذلك وهم حمزة وخلف وزيد عن الداجوني عن هشام ورويس من غير طريق أبي الطيب وروح من غير طريق المعدل، وافقهم المطوعي، واختلف عن الباقين وهم ابن كثير وابن ذكوان وحفص، وافقهم ابن محيصن فروى الحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة وابن الحباب عن البزي وابن شنبوذ عن قنبل وغالب العراقيين عن ابن ذكوان وأكثر المغاربة عن حفص كل هؤلاء بالألف عمن ذكر، ووقف عنهم بغير ألف باقي أصحاب النقاش عن أبي ربيعة عن البزي وابن مجاهد عن قنبل والنقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان والعراقيون عن حفص، وأطلق الوجهين عنهم في التيسير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/577]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سلاسلا} [4] قرأ نافع وهشام وشعبة وعلي بالتنوين وصلاً، وبإبداله ألفًا وقفًا، والباقون بغير تنوين وصلاً.
واختلفوا في الوقف، فوقف البصري بالألف تبعًا للخط، وحمزة وقنبل بإسكان اللام من غير ألف، تبعًا للفظ، والبزي وابن ذكوان وحفص لهم الوجهان، الوقف بالألف والوقف بالإسكان، وليس بموضع وقف). [غيث النفع: 1245]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4)}
{لِلْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآيات/19 و34 و89 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 10/206]
{سَلَاسِلَ}
- القراءة الأولى: سلاسلًا: بالصرف في الوصل.
سلاسلا: بالألف في الوقف.
وهي قراءة نافع وأبي جعفر والكسائي وأبي بكر عن عاصم وعبيد عن شبل عن ابن كثير ورويس من طريق الحلواني والشذائي عن الداجوني وابن ذكوان والأعرج وشيبة وهشام عن ابن عامر والحسن والشنبوذي بالصرف في الوصل (سلاسلًا)، وفي الوقف بالألف (سلاسلا).
وأما في الوصل فللتناسب، لأن ما قبله منون منصوب، وقال الكسائي وغيره من الكوفيين إن بعض العرب يصرفون جميع مالا ينصرف.
وعن الأخفش: يصرفون مطلقًا، وهم بنو أسد، لأن الأصل في الأسماء الصرف.
والصرف ثابت في مصاحف المدينة ومكة والكوفة والبصرة، وفي مصحف أبي ابن كعب، ومصحف عبد الله بن مسعود، وكذا
[معجم القراءات: 10/207]
ذكره أبو حيان.
وأما الوقف بألف فذاك هو الحكم فيما كان منونًا أن يكون الوقف عليه بألف، وحجة هؤلاء عند مكي وغيره اتباع خط المصحف، لأن الألف فيه ثابتة في المصحف.
2- القراءة الثانية: سلاسل: بالمنع من الصرف وصلًا:
- الخلاف في الوقف: سلاسل أو سلاسلا.
أ- قرأ طلحة وعمرو بن عبيد وابن كثير وقنبل والبزي وأبو عمرو وحمزة وزيد عن الداجوني وحفص وابن ذكوان وهشام بن عمار عن ابن عامر وخلف ويعقوب (سلاسل) بالمنع من الصرف في الوصل.
ب- وأما في الوقف فهم على ثلاثة مذاهب:
- الأول: الوقف بالألف بلا خلاف (سلاسلا)، وهي قراءة أبي عمرو وروح من طريق المعدل، ووافقهم اليزيدي.
- الثاني: الوقف بغير ألف (سلاسل)، وهم حمزة وخلف وزيد عن الداجوني عن هشام ورويس من غير طريق أبي الطبيب وروح من غير طريق المعدل، ووافقهم المطوعي.
- الثالث: الاختلاف عن الباقين وهم:
ابن كثير وابن عامر وابن ذكوان وحفص وابن محيصن ويعقوب، وخلافهم كما يلي:
1- الرواية الأولى: فروى الحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة وابن الحباب عن البزي وابن شنبوذ عن قنبل وغالب العراقيين عن ابن ذكوان وأكثر طرق المغاربة عن حفص، كل هؤلاء عمن ذكرت بالألف (سلاسلا) في الوقف.
[معجم القراءات: 10/208]
2- الرواية الثانية: وهي رواية باقي أصحاب النقاش عن أبي ربيعة عن البزي وابن مجاهد عن قنبل وابن كثير والنقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان والعراقيون عن حفص، كل هؤلاء عمن ذكرت، يقفون بغير ألف (سلاسل).
3- الرواية الثالثة: وهي أن صاحب التيسير أبا عمرو الداني أطلق عنهم الوجهين.
قال الزمخشري: (وبالتنوين، وفيه وجهان:
- أحدهما: أن تكون هذه النون بدلًا من حرف الإطلاق، ويجري الوصل مجرى الوقف.
- والثاني: أن يكون صاحب هذه القراءة به ممن ضرب برواية الشعر، ومرن لسانه على صرف غير المنصرف) انتهى كذا! وكأن رواية القراءة على ما يعتاده اللسان ويألف من رواية الشعر، لا على التلقي والنقل، ومن يقول بهذا؟!
وقال الزجاج: (الأجود في العربية ألا يصرف سلاسل، ولكن لما جعلت رأس آية صرفت ليكون آخر الآي على لفظ واحد) قلت: أين رأس الآية هنا؟!
{وَأَغْلَالًا}
- قرأ ابن عبد الرزاق عن أبي عمارة حفص (وأغلال) من غير تنوين في الوصل ولم يذكر عنه كيف يقرؤها في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالتنوين في الوصل (وأغلالًا) وبالألف في الوقف (وأغلالًا) ). [معجم القراءات: 10/209]

قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كأس} [5] إبداله لسوسي جلي). [غيث النفع: 1245]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5)}
{كَأْسٍ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه واليزيدي وأبو جعفر ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (كاس) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجمهور (كأس) بتحقيق الهمز.
{كَافُورًا}
- قراءة الجمهور (كافورًا) بالكاف.
- وقرأ عبد الله بن مسعود (قافورًا) بالقاف.
قال أبو حيان: (وهما -أي القاف والكاف- كثيرًا ما يتعاقبان في الكلمة كقولهم: عربي قح وكح) ). [معجم القراءات: 10/210]

قوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)}
{يَشْرَبُ بِهَا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الباء في الباء.
- وقرأ ابن أبي عبلة (يشربها).
- وقرأ الجمهور (يشرب بها).
{يُفَجِّرُونَهَا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{تَفْجِيرًا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 10/210]

قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) }
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7)}
{مُسْتَطِيرًا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 10/211]

قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)}
{أَسِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 10/211]

قوله تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {إِنَّمَا نطعمكم لوجه الله} 9
روى عَبَّاس عَن أَبي عَمْرو {نطعمكم} جزما
وَالْبَاقُونَ {نطعمكم} رفعا). [السبعة في القراءات: 663]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)} {نُطْعِمُكُمْ}
- قراءة الجماعة (نطعمكم)، بضم الميم.
- وروى ابن مجاهد عن عباس عن أبي عمرو من طريق المعدل (نطعمكم) بجزم الميم، لكثرة توالي الحركات.
قال ابن خالويه: (... بجزم الميم كأنه اختلس الحركة ... لئلا تتوالى الحركات) ). [معجم القراءات: 10/211]


قوله تعالى: {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)}
{قَمْطَرِيرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 10/211]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس