عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 05:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المنافقون

[ من الآية (5) إلى الآية (8) ]
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)}

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {لووا رؤوسهم} 5
قَرَأَ نَافِع وَحده {لووا} خَفِيفَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لووا} مُشَدّدَة
والمفضل عَن عَاصِم {لووا} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 636]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((لووا) خفيف نافع، وروح، وزيد، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 413]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لووا) [5]: خفيف: نافع، والمفضل، وسلام، وسهل، ويعقوب غير رويس وزيد). [المنتهى: 2/1002]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (لووا) بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد). [التبصرة: 359]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {لووا} (5): بتخفيف الواو.
والباقون: بتشديدها). [التيسير في القراءات السبع: 487]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وروح: (لووا) بتخفيف الواو والباقون بتشديدها). [تحبير التيسير: 582]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَوَّوْا) خفيف نافع غير اختيار ورش، وسهل، ويَعْقُوب غير رُوَيْس، وسلام، وهشام عن الحسن، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، والمفضل، وأبان، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون مشدد، وهو الاختيار على التكثير). [الكامل في القراءات العشر: 648]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([5]- {لَوَّوْا} خفيف: نافع). [الإقناع: 2/787]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1073 - وَخَفَّ لَوَوْا إِلْفاً .... .... = .... .... .... .... .... ). [الشاطبية: 86]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1073] وخف لووا (إ)لفًا بما يعملون (صـ)ـف = أكون بواو وانصبوا الجزم (حـ)ـفلا
لوى رأسه ولواه: عطفه وأماله وأعرض.
وفي {لووا}، معنى التكثير). [فتح الوصيد: 2/1279]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1073] وخف لووا إلفًا بما يعملون صف = أكون بواوٍ وانصبوا الجزم حفلا
ب: (الحفل): جمع (حافل)، وهو من الغنم: ما اجتمع اللبن في ضرعه.
ح: (لووا): فاعل (خف)، (إلفًا): حال منه، (بما يعملون): مفعول (صف)، (أكون بواوٍ): مبتدأ وخبر، (حفلا): حال من فاعل (انصبوا)، أي: ممتلئين بكثرة العلم والسعة من توجيه القراءتين.
ص: قرأ نافع: {لووا رءوسهم} [5] بالتخفيف من اللي، والباقون: بالتشديد من التلوية، لغتان، بمعنى: أمال رأسه وعطفه إعراضًا.
[كنز المعاني: 2/666]
وقرأ أبو بكر: (والله خبيرٌ بما يعملون) [11] بالغيبة، لأن قبله: {ولن يؤخر الله نفسًا} [11]، وهي في معنى الجمع، فيرجع الضمير في (يعملون) إلى ما دلت عليه، وقيد بـ (ما) إذ لا خلاف في: {ولكن المنافقين لا يعلمون} [8] قبله، والباقون: بالخطاب، وهو ظاهر.
وقرأ أبو عمرو: (فأصدق وأكون من الصالحين) [10] بالواو ونصب النون على أنه عطف على {فأصدق} المنصوب بالفاء في جواب التحضيض الذي بمعنى التمني، والباقون: {وأكن} بترك الواو وجزم النون عطفًا على موضع {فأصدق} وهو الجزم، فلو حذف الفاء لظهر الجزم، فيكون عطفًا على المعنى، نحو قول الشاعر:
[كنز المعاني: 2/667]
أيا سلكت فإنني لك كاشحٌ = وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد
حمل: (وأزدد) على موضع الفاء، وقوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم} [الأعراف: 186] بالجزم). [كنز المعاني: 2/668] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1073- وَخَفَّ لَوَوْا "إِ"لْفًا بِمَا يَعْمَلُونَ "صِـ"ـفْ،.. أَكُونَ بِوَاوٍ وَانْصِبُوا الْجَزْمَ "حُـ"ـفَّلا
يريد "لووا رؤوسهم" لوى رأسه ولواه إذا عطفه وأماله؛ أي: أعرض معناهما واحد وفي التشديد زيادة تكثير قال أبو علي: التخفيف يصلح للقليل والكثير والتكثير يختص بالكثرة وإلفا حال من لووا أو هو أليف للمشدد؛ لأن معناهما واحد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/209]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1073 - وخفّ لووا إلفا .... .... .... = .... .... .... .... ....
قرأ نافع: لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ بتخفيف الواو الأولى وقرأ غيره بتشديدها). [الوافي في شرح الشاطبية: 370]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (218- .... .... .... .... .... = لَوَوْا ثِقْلٌ اُدْ وَالْخِفُّ يَسْرِيْ .... .... ). [الدرة المضية: 40]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم شرع في سورة المنافقين بقوله: لووا ثقل اد والخف يسرى يعني قرأ مرموز (ألف) أد وهو أبو جعفر بتشديد الواو في {لووا} [5] وعلم لخلف ورويس كذلك فاتفقوا وقوله والخف يسرى أي روى مرموز (يا) يسرى، وهو روح بتخفيف الواو من اللي بمعنى الإعراض). [شرح الدرة المضيئة: 239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَوَّوْا فَقَرَأَ نَافِعٌ، وَرَوْحٌ بِتَخْفِيفِ الْوَاوِ الْأُولَى، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/388]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وروح {لووا} [المنافقون: 5] بتخفيف الواو، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 718]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (و{ورأيتهم} [المنافقون: 5]، و{كأنهم} [المنافقون: 4] ذكرا للأصبهاني). [تقريب النشر في القراءات العشر: 718] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (953- .... .... خفّف لووا إذ شم .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 98]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (حرم ح) لا خفّف لووا (إ) ذ (شم أ) كن = للجزم فانصب حز ويعملون (ص) ن
يريد «لووا رؤوسهم» قرأه نافع وروح عن يعقوب بتخفيف الواو، والباقون بالتشديد). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 319]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
.... خفّف لووا (إ) ذ (ش) م أكن = للجزم فانصب (ح) ز ويعملون (ص) ن
ش: قرأ ذو همزة (إذ) نافع، وشين (شم) روح: لووا رءوسهم [5] بتخفيف الواو، وهو يصلح للتكثير، [والتقليل].
والباقون بالتشديد للتكثير فقط ونظير الأول: يلون ألسنتهم [آل عمران: 78]، وليّا بألسنتهم [النساء: 46]؛ [لأنه] مصدر «لوى» بالتخفيف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/587]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأشم قاف "قيل" هشام والكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/539]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَوَّوا" [الآية: 5] فنافع وروح بتخفيف الواو الأولى من لوى مخففا، والباقون بالتشديد على التكثير من لوى الرباعي، وانفرد النهرواني عن ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بمد همز "استغفرت" قال في النشر: ولم يتابعه عليه أحد إلا أن الناس أخذوه عنه ولم يعول عليه في الطيبة، ووجه بأن المد إشباع لهمزة الاستفهام للإظهار والبيان لا لقلب همزة الوصل ألفا أي: لأنها مكسورة بخلاف "آلسحر، وآلله أذن" والجمهور بهمزة واحدة مفتوحة ومقطوعة بلا مد وهي همزة التسوية التي أصلها الاستفهام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/540]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عليهم} [4] جلي.
{قيل} [5] كذلك). [غيث النفع: 1207] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لووا} قرأ نافع بتخفيف الواو الأولى، والباقون بتشديدها). [غيث النفع: 1207]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رءوسهم} ما فيه لورش جلي). [غيث النفع: 1207]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5)}
{قِيلَ}
- إشمام القاف الضم قراءة الكسائي وهشام ورويس. وتقدم هذا كثيرًا.
{قِيلَ لَهُمْ}
- إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب، وانظر الإشمام والإدغام في الآيتين/11 و59 من سورة البقرة.
{يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ}
- تقدم إدغام السوسي عن أبي عمرو الراء في اللام، وخلاف الدوري عنه.
وانظر الآية/12 من سورة الصف في هذا الجزء، والآية/19 من سورة محمد، وكذا الآية/11 من سورة الفتح.
وجاء هذا في هذه المواضع مفصلًا.
{لَوَّوْا}
- قرأ مجاهد وأبو حيوة وابن أبي عبلة وقالون والحسن وروح وزيد عن يعقوب والمفضل وأبان عن عاصم ونافع (لووا) بفتح الواو مخففةً.
[معجم القراءات: 9/471]
- وقرأ أبو جعفر والأعمش وطلحة وعيسى وأبو رجاء والأعرج وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وابن كثير وأبو بكر وحفص عن عاصم وزر (لووا) بتشديد الواو للتكثير، وهي اختيار أبي عبيد.
{رُءُوسَهُمْ}
- للأزرق وورش فيه ثلاثة البدل، ولحمزة وجهان:
1- التسهيل بين بين.
2- الحذف تبعًا للرسم.
والحذف أولى عند الآخذين بالرسم.
وانظر هذا في الآيتين/196 و279 من سورة البقرة.
{وَرَأَيْتَهُمْ}
- تقدمت القراءة فيه في الآية السابقة/4.
{يَصُدُّونَ}
- قراءة الجماعة (يصدون) بضم الصاد.
- وقرئ (يصدون) بكسرها.
وتقدم مثل هذا في الآية/57 من سورة الزخرف، وفيها بيان أوفى مما ههنا.
{مُسْتَكْبِرُونَ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 9/472]

قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ءاستغفرت) [6]: بالمد يزيد). [المنتهى: 2/1002]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاتَّفَقُوا) عَلَى: أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ عَلَيْهَا إِلَّا مَا رَوَاهُ النَّهْرَوَانِيُّ عَنِ ابْنِ شَبِيبٍ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ مِنَ الْمَدِّ عَلَيْهَا فَانْفَرَدَ بِذَلِكَ، وَلَمْ يُتَابِعْهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا أَنَّ النَّاسَ أَخَذُوهُ عَنْهُ، وَوَجَّهَهُ بَعْضُهُمْ بِأَنَّهُ إِجْرَاءٌ لِهَمْزَةِ الْوَصْلِ الْمَكْسُورَةِ مَجْرَى الْمَفْتُوحَةِ، فَمَدَّ مِنْ أَجْلِ الِاسْتِفْهَامِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِنَّ الْمَدَّ إِشْبَاعٌ لِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ لِلْإِظْهَارِ وَالْبَيَانِ لَا لِقَلْبِ الْهَمْزَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/388]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وانفرد النهرواني عن ابن وردان {أستغفرت} [المنافقون: 6] بمد الهمزة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 718]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه: اتفقوا على أن أستغفرت [4] بهمزة مفتوحة بلا مدّ عليها، إلا ما رواه النهرواني عن ابن شبيب عن الفضل عن عيسى بن وردان من المد عليها ولم يتابعه أحد إلا أن الناس أخذوه عنه.
ووجّهه بعضهم بأنه إجراء همزة الوصل المكسورة مجرى المفتوحة؛ فمد لأجل [الاستفهام].
وقال الزمخشري: المد إشباع لهمزة الاستفهام للإظهار والبيان، لا لقلب الهمزة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/588]

قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6)}
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة بضم الهمزة وكسرها، وانظر الآية/16 من سورة الرعد.
[معجم القراءات: 9/472]
{عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ}
- قراءة الجمهور (عليهم أستغفرت) بهمزة واحدة مقطوعة، وهي همزة التسوية التي أصلها الاستفهام، وطرح ألف الوصل، وهي قراءة حمزة إلا أنه ضم الهاء.
- وقرأ أبو جعفر برواية ابن وردان (عليهم آستغفرت) بضم الميم على الأصل ومد الهمزة، ووجه المد إشباع همزة الاستفهام للإظهار والبيان لا لقلب همزة الوصل ألفًا لأنها مكسورة.
- وقرأ أبو جعفر (عليهم استغفرت) بضم الميم وهمزة وصل في الفعل على الخبر، وروى هذا عنه ابن مجاهد ولم يذكر حركة الميم.
- وقرأ معاذ بن معاذ العنبري عن أبي عمرو كقراءة أبي جعفر بوصل الهمزة لكن مع كسر الميم (عليهم استغفرت).
قال أبو حيان: (وفي هذا كله ضعف؛ لأنه في الأولى أثبت همزة الوصل وقد أغنت عنها همزة الاستفهام، وفي الثانية حذف همزة الاستفهام وهو يريدها، هذا مما لا يستعمل إلا في الشعر).
وقال ابن جني: (هاتان القراءتان كلتاهما مضعوفتان، أما آستغفرت: بالمد فلأنه أثبت همزة الوصل وقد استغني عنهما بهمزة الاستفهام قبلها، وليس كذلك طريق العربية...، وأما استغفرت: بالوصل ففي الطرف الآخر من الضعف؛ وذلك أنه حذف همزة الاستفهام وهو يريدها، وهذا مما يختص بالتجوز فيه الشعر لا
[معجم القراءات: 9/473]
القرآن نحو قوله:
لعمرك ما أدري وإن كنت داريا = شعيث بن سهم أم شعيث بن منتقر)
{تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ}
- إدغام الراء في اللام عن أبي عمرو من رواية السوسي، وعنه خلاف من رواية الدوري.
وتقدم هذا مرارًا.
وانظر الآية/12 من سورة الصف في هذا الجزء والآية/19 من سورة محمد، وكذا الآية/11 من سورة الفتح.
{لَنْ يَغْفِرَ}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 9/474]

قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7)}
{حَتَّى يَنْفَضُّوا}
- قراءة الجمهور (حتى ينفضوا) أي: يتفرقوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وقرأ الفضل بن عيسى الرقاشي (حتى ينفضوا) من أنفض القوم: فني طعامهم، فنفض الرجل وعاءه.
- وفي مختصر ابن خالويه (حتى ينفضوا) مخففًا مفتوح الياء والفاء، قال: معناه: حتى يحتاجوا.
- وفي فتح الباري: (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله).
[معجم القراءات: 9/474]
قال ابن حجر: هو كلام عبد الله بن أبي، ولم يقصد الرواية، لسياق التلاوة، وغلط بعض الشراح فقال: هذا وقع في قراءة ابن مسعود، وليس في المصاحف المتفق عليها، فتكون على سبيل البيان من ابن مسعود.
- وذكر الشوكاني أن ابن مردويه أخرج هذه القراءة عن زيد بن أرقم وابن مسعود.
- وذكر العكبري أنه قرئ (حتى ينفضوا) بضم الياء وسكون النون وفتح الفاء وتشديد الضاد). [معجم القراءات: 9/475]

قوله تعالى: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((لَيُخْرِجَنَّ) بالنون، (الْأَعَزُّ) نصب (الْأَذَلَّ) اختيار الْمُسَيَّبِيّ، وابن أبي عبلة، الباقون بالياء (الْأَعَزُّ) رفع، وهو الاختيار لدليل القصة). [الكامل في القراءات العشر: 648]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "لنخرجن" بنون العظمة وكسر الراء ونصب الأعز مفعولا به ونصب الأذل حينئذ على الحال بتقدير مضاف أي: كخروج أو كإخراج أو مثل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/540]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يعلمون} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع للجمهور، وقيل {لا يفقهون} قبله، وقيل آخر السورة). [غيث النفع: 1207]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)}
{لَئِنْ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}
- قراءة الجمهور (ليخرجن الأعز منها الأذل).
الأعز: فاعل، الأذل: مفعول به.
قال ابن الأنباري: (هذا وجه الكلام، وهو القراءة المشهورة).
- وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق والمسيبي في اختياره وابن أبي عبلة (لنخرجن الأعز منها الأذل) بالنون من أخرج.
[معجم القراءات: 9/475]
الأعز: مفعول به، الأذل: حال.
- والقراءة عند ابن خالويه بوضع (أو) بدلًا من (منها) (لنخرجن الأعز أو الأذل) كذا!.
- وقرا الحسن فيما ذكر أبو عمرو الداني، وأبو حاتم (لنخرجن الأعز منها الأذل).
لنخرجن: بنون الجماعة مفتوحة، والراء مضمومة من (خرج).
الأعز: نصب على الاختصاص.
الأذل: حال.
- وحكى الكسائي والفراء أن قومًا قرأوا: (ليخرجن الأعز منها الأذل)، بالياء مفتوحة وضم الراء من (خرج)، الأعز: فاعل، والأذل: حال.
قال ابن خالويه: (على معنى ليخرجن العزيز منها ذليلًا، وليصيرن العزيز ذليلًا، حكاه الخليل في كتاب العين).
- وقرئ (ليخرجن الأعز منها الأذل)، الفعل مبني للمفعول، الأعز: مرفوع به على النيابة، والأذل: حال.
قال الفراء: (كأنك قلت: ليخرجن العزيز منها ذليلًا).
[معجم القراءات: 9/476]
قال أبو حيان: (ومجيء الحال بصورة المعرفة متأول عند البصريين، فما كان منها بأل فعلى زيادتها، لا أنها معرفة).
وقال ابن الأنباري: (إلا أن نصب (الأذل) على الحال وهو شاذ؛ لأن الحال لا يكون فيها الألف واللام، كقولهم: مررت به المسكين، منصوب على الحال، وقولهم: ادخلوا الأول فالأول، بالنصب، وهي من الشاذ الذي لا يقاس عليه).
وذكر البيضاوي والشهاب أن نصب الأذل على هذه القراءات مصدر، أو حال على تقدير مضاف، كخروج أو إخراج أو مثل، وقد تبعا في هذا الزمخشري.
وذهب أبو البقاء إلى نصبه على أنه مفعول به لحال محذوفة، أي: مشبهًا الأذل، أو بتقدير (مثل) فيه، أو هو حال والألف واللام زائدة.
قلت: كل هذه التقديرات، من أجل أن توافق مذهب البصريين، وقد أجاز الكوفيون مجيء الحال معرفة، والمسألة خلافية بين أصحاب المذهبين، وممن أجاز ذلك يونس والبغداديون.
{وَلِلْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوًا، وانظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 9/477]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس