عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:45 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (34) إلى الآية (37) ]
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}

قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في فتح السِّين وَكسرهَا من قَوْله {منسكا} 34 67
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم {منسكا} بِفَتْح السِّين في حرفي السُّورَة جَمِيعًا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {منسكا} بِكَسْر السِّين في الحرفين جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 436]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ومنسكا) بالكسر كوفي - غير
عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 329 - 330] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (منسكًا) [34، 67]: بكسر السين هما، وخلف). [المنتهى: 2/847] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (منسكًا) بكسر السين في الموضعين هنا، وقرأ الباقون بالفتح فيهما). [التبصرة: 278] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {منسكا} (34، 67)، في الموضعين: بكسر السين.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 373] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (منسكا)، في الموضعين بكسر السّين والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 471] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَنْسَكًا) بكسر السين فيهما كوفي غير عَاصِم، وقاسم، وابْن سَعْدَانَ، وأَبُو حَاتِمٍ عن أَبِي عَمْرٍو، ويونس، ومحبوب، وعبد الوارث إلا القصبي عنه، الباقون بفتح السين فيهما، وهو الاختيار، يعني: النسيكة وهو ما يتقرب به في الحج). [الكامل في القراءات العشر: 603]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([34]- {مَنْسَكًا} فيهما [34، 67] بكسر السين: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/706] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (897- .... .... .... .... وَقُلْ = معاً مُنْسَكاً بالكَسْرِ فِي السِّينِ شُلْشُلاَ). [الشاطبية: 71] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([897] فتخطفه عن (نافع) مثله وقل = معًا منسكًا بالكسر في السين (شـ)ـلشلا
...
والمنسك بالفتح: النسك، وبالكسر: النسك وموضعه، كالمجلس. قاله الفراء.
وقال غيره في الفتح: «إنه المكان الذي ينسك فيه».
[فتح الوصيد: 2/1123]
وقيل: «هما لغتان بمعنى واحد؛ يقال: نسكت الشيء: غسلته، فهو منسوك، مثل مغسول».
قال:
ولا تنبت المرعی سباخ عراعر = ولو نسكت بالماء ستة أشهر
فكان الناسك والنسك يرجع إلى التطهير والتنظيف.
وقال الزجاج: «الفتح المصدر، والكسر الموضع».
قال الأزهري: «إن كان من نسك ينسك، فلا سؤال فيه، وإن كان من نسك ينسك بالضم، عد في ما جاء على (مفعل) من (فعل) (يفعل)، مثل: المغرب والمفرق».
قال ابن السراج: «فعل يفعل بالكسر، مصدره: (مفعل) بالفتح. واسم الزمان والمكان منه (مفعل) بالكسر.
فإن كان المستقبل (یفعل) بالضم، فالمصدر منه أيضًا بالفتح، ويقتضي القياس مجيء اسم المكان والزمان بالضم، لكن ليس في الكلام (مفعل) بالضم، فمنهم من ردهما إلى الفتح للخفة، ومنهم من كسر، لأن الكسر أشبه بالضم».
فقول الزجاج راجع إلى هذا.
[فتح الوصيد: 2/1124]
فالفتح على هذا، يحتمل المصدر والإسم.
والكسر، الاسم لا غير على هذا.
وأهل الحجاز وبنو أسد يفتحون (منسكا)، وسائر أهل نجد يكسرون). [فتح الوصيد: 2/1125] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [897] فتخطفه عن نافعٍ مثله وقل = معًا منسكًا في السين بالكسر شلشلا
ح: (فتخطفه): مبتدأ، (عن نافعٍ): خبر، (مثله): حال، والهاء: لقوله: (وليوفوا)، (منسكا): مبتدأ، (بالكسر) خبر، (في السين): ظرف الخبر، والجملة: مقول القول، (شلشلا): حال من فاعل (قل)، أي: قل مسرعًا منسكًا مستقر بالكسر في السين.
ص: قرأ نافع {فتخطفه الطير} [۳۱] بتحريك الخاء بالفتح، وتشديد
[كنز المعاني: 2/455]
الطاء، مثل: {وليوفوا} في القيدين، والأصل: تتخطفه، حذف إحدى التائين تخفيفًا، والباقون: {فتخطفه} بسكون الخاء، وتخفيف الطاء من (خطف يخطف)، كـ (علم يعلم).
وقرأ حمزة والكسائي: {ولكل أمة جعلنا منسكًا ليذكروا)، و{لكل أمة جعلنا منسكًا هم ناسكوه} في الموضعين [34، 67] بكسر السين، والباقون بالفتح، لغتان، أو الكسر اسم مكان النسك، والفتح مصدر). [كنز المعاني: 2/456] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والنسك بالفتح يقال في المصدر واسم الزمان والمكان، وهو جار على القياس والكسر لغة فيه، وتقدير البيت: وقل مسرعا منسكا مستقر بالكسر في السين معا؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/9]
يعني: في موضعين: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ}، {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/10] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (897 - .... .... .... .... وقل = معا منسكا بالكسر في الشّين شلشلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا، جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ بكسر السين في الموضعين وقرأ غيرهما بفتح السين فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 324] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَنْسَكًا فِي الْحَرْفَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِكَسْرِ السِّينِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا مِنْهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/326]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {منسكًا} [34] في الموضعين بكسر السين، والباقون بالفتح فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 607]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (796- .... .... .... .... .... = .... وسيني منسكًا شفا اكسرن). [طيبة النشر: 87]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ثم أراد أن حمزة والكسائي وخلفا كسروا سين «منسكا» في الحرفين، والباقون بفتحهما). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 281]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف: جعلنا منسكا ليذكروا [34] وجعلنا منسكا هم [67] بكسر السين وهو لغة أسد، أو مصدر، والباقون بفتحها، وهو لغة الحجاز، [وهو المختار] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/464] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "منسكا" [الآية: 34] هنا وآخر السورة فحمزة والكسائي وخلف بكسر السين فيهما وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها فيهما قيل هما بمعنى واحد والمراد به مكان النسك، أو المصدر، وقيل المكسور مكان المفتوح مصدر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/275]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر منسكا قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/279]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {منسكا} [34] قرأ الأخوان بكسر السين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 883]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)}
{مَنْسَكًا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر، وشعبة وحفص
[معجم القراءات: 6/111]
كلاهما عن عاصم، وأبو جعفر ويعقوب (منسكًا) بفتح السين، وهي لغة أسد.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو حاتم عن أبي عمرو وخلف والأعمش ويونس وابن سعدان ومحبوب وعبد الوارث (منسكًا) بكسر السين، وهي لغة الحجاز.
قال ابن عطية: (والكسر في هذا شاذ، ولا يسوغ فيه القياس، ويشبه أن يكون الكسائي سمعه من العرب).
وقال مكي: (بالكسر اسم المكان، خارج عن القياس، وهذا لا يوجد إلا سماعًا من العرب؛ لأن فيه خروجًا عن الأصول).
وقال العكبري: (وهما لغتان، وقيل: الفتح للمصدر، والكسر للمكان) ). [معجم القراءات: 6/112]

قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والمقيمي الصلاة) [35]: نصب: عباس). [المنتهى: 2/847]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةَ) نصب ابن أبي عبلة، وعباس، وهارون، ويونس، ومحبوب، وعبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون (الصَّلَاةِ) جر، وهو الاختيار على الإضافة). [الكامل في القراءات العشر: 603]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن بخلفه والمقيمين بإثبات النون الصلاة بالنصب على الأصل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/275]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)}
{وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ}
- قرأ الجمهور: (والمقيمي الصلاة) بخفض الصلاة على الإضافة، وحذفت النون من الجمع لأجلها.
[معجم القراءات: 6/112]
- وقرأ ابن أبي إسحاق والحسن وعباس وعبد الوارث وهارون ويونس ومحبوب كلهم عن أبي عمرو (والمقيمي الصلاة) بنصب الصلاة، والتقدير: والمقيمين الصلاة، وحذفت النون تخفيفًا لا للإضافة، والألف واللام بمعنى الذي.
- وقرأ ابن مسعود والأعمش والبزي عن ابن محيصن بخلاف عن البزي في ذلك (والمقيمين الصلاة) بإثبات النون، والصلاة بالنصب.
- وقرأ الضحاك (والمقيم الصلاة) بالإفراد والإضافة.
- وذكر العكبري أنه قرئ (والمقيمين الصلاة) بإثبات النون وكسر التاء، وذهب إلى أنه يجوز أن يكون نوى الإضافة، ثم أقحم النون، أو أنه جر بلام مقدرة (للصلاة) قال: وفيه بعد). [معجم القراءات: 6/113]

قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والبدن) [36]: بضمتين العمري). [المنتهى: 2/847]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْبُدُنَ) بضمتين الْعُمَرِيّ، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ، والواقدي عن نافع بإسكان الدال، وهو الاختيار للإيجاز). [الكامل في القراءات العشر: 604]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" صوافن " بالنون قَتَادَة، ومجاهد وبالياء الحسن في رواية ابن عون عنه، الباقون (صَوَافَّ) مشدد وهو الاختيار؛ لموافقة المصحف، (وَالْمُعْتَرَّ) بكسر الراء خفيف وبفتح العين والراء وتشديد التاء الخفاف عن أَبِي عَمْرٍو في قول أبي يعلي، الباقون بإسكان العين وفتح الراء مع التشديد، وهو الاختيار اتباعًا للجماعة). [الكامل في القراءات العشر: 604]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "والبدن" بضم الدال وهي الأصل، والجمهور بسكونها تخفيفا من الضم أو كل منهما أصل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/275]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "صواف" [الآية: 36] بكسر الفاء مخففة وبعدها ياء مفتوحة جمع صافية أي: خوالص لوجه الله تعالى ورويت عن جماعة، والجمهور بفتح الفاء وتشديدها ومد الألف قبلها من غير ياء نصبها على الحال أي: مصطفه وتقدم في المد وسورة الحجر حكم الوقف عليها من حيث المد لاجتماع ثلاث سواكن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/275]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم تاء وجبت جنوبها أبو عمرو وهشام بخلف عنه وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بالإظهار، ومنهم ابن ذكوان، وحكاية الشاطبي رحمه الله الخلاف فيها عنه تعقبها في النشر كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/275]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صوآف} [36] مده لازم، فإن وقف عليه والوقف عليه كاف فلا بد من بيان التشديد فيه ومده طويلاً، كوصله، مع السكون فقط، ولا روم فيه ولا إشمام، ويتعين كما قال المحقق التحفظ من الوقف بالحركة، فإنه خطأ لا يجوز، وكذا كل ما في ماثله، لا بد فيه من التشديد والسكون والمد الطويل.
[غيث النفع: 883]
قال المحقق: (ولو قيل بزيادة المد في الوقف على قدره في الوصل لم يكن بعيدًا، فقد قال كثير منهم بزيادة ما شدد على غير المشدد، وزادوا مد لام على مد ميم، من أجل التشديد، فهذا أولى، لاجتماع ثلاثة سواكن، وقد ذهب الداني إلى الوقف بالتخفيف فيما إذا كان قبل المشدد واو أو ياء، نحو {تبشرون} [الحجر] و{هاتين} [القصص: 27] من أجل اجتماع هذه السواكن، ولم يكن أحدهما ألفًا، وفرق بين الألف وغيرها، وهو مما لم يقل به أحد غيره، والصواب الوقف على ذلك كله بالتشديد، ولا أعلم له كلامًا نظير هذا الكلام الذي لا يخفى ما فيه) اهـ من موضعين وببعض تصرف). [غيث النفع: 884]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)}
{وَالْبُدْنَ}
- قرأ الجمهور (والبدن) بإسكان الدال، جمع بدنٍ مثل وثن ووثن، ويقال للواحدة بدنة، مثل: خشبة وخشب، ويقال هو جمع بدنه مثل ثمرة وثمر، وهو منصوب بفعل مضمر يفسره الظاهر، أي وجعلنا البدن جعلناها، فهو نصب على الاشتغال.
- وقرأ الحسن وابن يعمر (والبدن) بسكون الدال وضم آخره، وهو رفع على الاستئناف، فهو مبتدأ، وما بعده خبره.
- وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وشيبة وعيسى، وأبو جعفر ونافع في رواية والخزاعي عن العمري عن أبي جعفر (والبدن) بضم الدال، وهي الأصل، والإسكان تخفيف، وقال مكي وغيره: (الإسكان أحسن).
- وقرأ ابن أبي إسحاق (والبدن) بضم الباء والدال وتشديد النون، على لفظ الوقف.
[معجم القراءات: 6/114]
{خَيْرٌ}
- قرأ بترقيق الراء الأزرق وورش، وانظر الآية/95 من سورة النحل إن شئت.
{صَوَافَّ}
- قراءة الجمهور (صواف) بفتح الفاء وتشديدها، ومد الألف قبلها من غير ياء، وهي ممنوعة من التنوين، ونصبها على الحال أي مصطفةً، أي بعضها إلى جنب بعض.
- وقرأ أبو موسى الأشعري والحسن ومجاهد وزيد بن أسلم وشفيق وسليمان التيمي والأعرج في رواية وأبو مجلز وأبو العالية والضحاك وابن يعمر (صوافي) بياء مفتوحة، وفاء مخففة، جمع صافية أي خوالص لوجه الله، وهي منصوبة على الحال.
قال الخليل: (بالياء، يريد خالصةً لله).
- وقرأ عمرو بن عبيد (صوافيًا) بالتنوين، عوضًا عن حرف الإطلاق عند الوقف.
قال الشهاب: (وقد خرجت على وجهين:
[معجم القراءات: 6/115]
أحدهما: أنه وقف عليه بألف الإطلاق لأنه منصوب، ثم نون تنوين الترنم لا تنوين الصرف بدلًا من الألف.
الثاني: أنه على لغة من يصرف ما لا ينصرف، وهي كثيرة في الجمع...).
- وقرئ (صوافي) بتسكين الياء، وهو مما سكن في موضع النصب من المنقوص.
وعند الزمخشري هو نحو مثل العرب (أعط القوس باريها)، بسكون الياء.
- وقرأ الحسن (صوافٍ) بتخفيف الفاء وكسرها مثل جوارٍ وعوارٍ، وهي على لغة من ينصب المنقوص بحركة مقدرة كقوله: (ولو أن واشٍ بالمدينة داره...).
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عمر وابن عباس وإبراهيم وقتادة ومجاهد وعطاء والضحاك والكلبي والأعمش بخلاف عنه وأبو جعفر محمد بن علي بخلاف عنه (صوافن) بالنون، والنصب على الحال، وهو غير منصرف، جمع صافنة.
[معجم القراءات: 6/116]
والصافنة من البدن ما اعتمدت على طرف رجل بعد تمكنها بثلاث قوائم، وأكثر ما يستعمل في الخيل.
قال ابن عباس: معقولة، وقال ابن مسعود: يعني قيامًا.
وقال الخليل: (أي معقولة إحدى يديها على ثلاث قوائم...، وكل صاف قدميه صافن).
{وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}
- أدغم التاء في الجيم أبو عمرو وهشام بخلف عنه وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان بخلاف عنه.
- وقرأ بإظهار التاء ابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون والأصبهاني عن ورش. ورويس في رواية، وهو الوجه الثاني عن ابن ذكوان، بخلاف عنه، وهو الوجه الثاني أيضًا لهشام.
{الْقَانِعَ}
- قراءة الجماعة بالألف (القانع) اسم فاعل من قنع.
- وقرأ أبو رجاء (القنع) بغير ألف، أي: القانع، فحذف الألف، كالحذر والحاذر.
{وَالْمُعْتَرَّ}
- قراءة الجماعة (والمعتر) بتشديد الراء، ومعناه المعترض من غير سؤال.
- وقرأ عمرو وإسماعيل وابن عباس وأبو رجاء والحسن (والمعتر) بكسر الراء دون ياء، أراد المعتري، لكن حذف الياء تخفيفًا واستغناء بالكسرة عنها.
[معجم القراءات: 6/117]
- وقرأ ابن عباس وأبو رجاء بخلاف عنه وعمرو بن عبيد والحسن (والمعتري) بالياء اسم فاعل من اعترى، وهو بالياء وبدونها بمعنى القراءة الأولى، أي التعرض للطلب.
- وذكر العكبري أنه قرئ (والمعتر) من عتر، وكأنه المضطرب.
- وذكرها الصفراوي للخفاف عن أبي عمرو). [معجم القراءات: 6/118]

قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((لن تنال الله) (ولكن تناله) بالتاء
يعقوب الأول زيد). [الغاية في القراءات العشر: 331 - 332]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لن تنال الله) [37]: بالتاء، و(لا يناله) [37]: بالياء زيد طريق الحريري. بالتاء فيهما يعقوب). [المنتهى: 2/847]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَنْ يَنَالَ)، و(يَنَالُهُ) بالتاء فيهما إسحاق الكوفي عن عَاصِم، والزَّعْفَرَانِيّ، ويَعْقُوب وافق زيد عن يَعْقُوب طريق الجريري في الأول، الباقون بالياء فيهما، وهو الاختيار؛ لأنه تأنيث غير حقيقي). [الكامل في القراءات العشر: 604]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (165- .... .... وَأَنِّثْ يَنَالَ فِيْـ = ـهِمَا .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 34]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: أنث ينال فيهما أي قرأ يعقوب أيضًا {لن ينال الله} [37]، {ولكن يناله} [37] بالتأنيث في الموضعين اعتبارًا لجمعية لحومها وتأنيثالتقوى وعلم للآخرين بالتذكير فيهما لأن التأنيث غير حقيقي). [شرح الدرة المضيئة: 181]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي لَنْ يَنَالَ اللَّهَ وَلَكِنْ يَنَالُهُ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ فِيهِمَا، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/326]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {لن ينال الله} [37] {ولكن يناله} [37] بالتأنيث فيهما، والباقون بالتذكير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 607]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (796- .... .... كلا ينال ظن = أنّث .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 87]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (كلا ينال) يريد أنه قرأ قوله تعالى: لن ينال الله، ولكن يناله بالتاء على التأنيث فيهما يعقوب، والباقون بالياء على التذكير). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 281]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
كتخطف (ا) تل (ث) ق كلا ينال (ظ) ن = أنّث وسينى منسكا (شفا) اكسرن
ش: أي: قرأ ذو همزة (اتل) (نافع) وثاء (ثق) أبو جعفر: فتخطّفه الطير بفتح الخاء وتشديد الطاء مضارع: تخطّفه، وأصله: فتتخطفه [فحذفت إحدى التاءين]
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/463]
على حد: تكلّم [هود: 105] أو مضارع: اختطفه، أصله: فتختطفه فنقلت فتحة تاء الافتعال إلى الخاء وأدغمت، والباقون بفتح [التاء] وإسكان الخاء وتخفيف الطاء، مضارع: خطف.
وقرأ ذو ظاء (ظن) يعقوب: لن تنال الله لحومها ولا دماؤها ولكن تناله [37] بتاء التأنيث لتأنيث فاعله، والباقون بياء التذكير؛ لأن تأنيثه مجازى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/464]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب: (لن تنال اللّه، ولكن تناله) بالتّاء فيهما، والباقون بالياء فيهما والله الموفق). [تحبير التيسير: 471]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لن ينال الله، ولكن يناله" [الآية: 37] فيعقوب بالتاء من فوق على التأنيث فيهما اعتبارا باللفظ، ورويت عن الزهري والأعرج وغيرهما، والباقون بالياء من تحت فيهما على التذكير؛ لأن التأنيث مجازي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/275]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المحسنين} تام، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى النصف عند جميع المغاربة وجمهور المشارقة). [غيث النفع: 884]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}
{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا}
- قراءة الجماعة (لن ينال) بالياء على التذكير؛ لأن التأنيث بعده مجازي، ثم وقع الفصل.
- وقرأ مالك بن دينار والأعرج وابن يعمر والزهري وإسحاق الكوفي عن عاصم والزعفراني وزيد عن يعقوب والجحدري وابن أبي عبلة (لن تنال الله...) بالتاء على التأنيث اعتبارًا باللفظ.
- وقرأ زيد بن علي (لن ينال الله لحومها ولا دماءها) بالنصب في (لحومها ودماءها).
[معجم القراءات: 6/118]
{وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}
- قراءة الجمهور بالياء (ولكن يناله...).
- وقرأ يعقوب والزهري والأعرج ويحيى بن يعمر والجحدري وابن أبي عبلة ويعقوب (ولكن تناله التقوى).
- وقرأ زيد بن علي (لن ينال الله لحومها ولا دماءها ولكن يناله التقوى منكم) بضم الياء على البناء للمفعول.
وجاءت القراءة عند الألوسي عن زيد (لن ينال ... ولكن يناله) بالبناء لما لم يسم فاعله في الفعلين.
{التَّقْوَى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن أبي عمرو وورش والأزرق.
- والباقون على الفتح.
{لِتُكَبِّرُوا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{هَدَاكُمْ}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 6/119]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس