عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:41 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (16) إلى الآية (18) ]
{وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}

قوله تعالى: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في فتح الْمِيم وَكسر الْفَاء وَكسر الْمِيم وَفتح الْفَاء من قَوْله {مرفقا} 16
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {مرفقا} بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْفَاء
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {مرفقا} بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْفَاء
والكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {مرفقا} بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْفَاء مثلهما). [السبعة في القراءات: 388]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (مرفقا) بفتح الميم، وكسر الفاء، مدني شامي، والأعشى، والبرجمي). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (مرفقًا) [16]: بفتح الميم، وكسر الفاء مدني، ودمشقي، وأبو بكر طريق على والأعشى والبرجمي، وسلام). [المنتهى: 2/802]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (مرفقًا) بفتح الميم وكسر الفاء، وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الفاء). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {مرفقا} (16): بفتح الميم، وكسر الفاء.
والباقون: بكسر الميم، وفتح الفاء). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر: (مرفقا) بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم وفتح الفاء). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِرفَقًا) بفتح الميم مدني دمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، وأبو بكر طريق أبو الحسن والأعشى، والبرجمي، والجعفي عن أبي بكر، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، وهو الاختيار؛ لأنه أخص وأبلغ في الرفق، الباقون بكسر الميم). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([16]- {مِرْفَقًا} بفتح الميم وكسر الفاء: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (834 - وَقُلْ مِرْفَقاً فَتْحٌ مَعَ الْكَسْرِ عَمَّهُ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([834] وقل مرفقًا فتح مع الكسر (عمـ)ـه = وتزور لـ(لشامي) كتحمر وصلا
[835] وتزاور التخفيف في الزاي (ثـ)ـابت = و(حرميـ)ـهم ملئت في اللام ثقلا
المرفق بكسر الميم: مرفق اليد. وبفتحها: ما يرتفق به. وقد يستعمل كل واحد موضع الآخر.ذكر ذلك ثعلب فيما حكى الأزهري عنه.
وقال الفراء وقطرب: هما لغتان فصيحتان.
وأنشد الفراء في الجمع بين اللغتين:
بت أجافي مرفقًا عن مرفق). [فتح الوصيد: 2/1066]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([834] وقل مرفقًا فتحٌ مع الكسر عمه = وتزور للشامي كتحمر وصلا
[835] وتزاور التخفيف في الزاي ثابتٌ = وحرميهم ملئت في اللام ثقلا
[كنز المعاني: 2/391]
ح: (مرفقًا): مبتدأ، (فتحٌ): مبتدأ ثانٍ، (مع الكسر): صفته، (عمه): خبر، والهاء في (عمه): ضمير (مرفقًا)، والجمة: خبر (مرفقًا)، (تزور): مبتدأ، (وصلا): خبره، (كتحمر): متعلق به، (للشامي): حال، (تزاور): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (في الزاي): ظرفه، (ثابت): خبره، والجملة: خبر الأول (حرميهم): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (ملئت): مفعوله، (في اللام): بيان لـ (ملئت)، أي: فعل التثقيل في لامه.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {من أمركم مرفقًا} [16] بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون: بالعكس، وهما لغتان في (مرفق اليد)، أو الأولى لغةٌ فيما يرتفق به، و(مرفق اليد) بالكسر والفتح لا غير.
وقرأ ابن عامر: (طلعت تزور)، ثم الكوفيون منهم: يخففون الزاي على أن الأصل (تتزاور)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا، والباقون:
[كنز المعاني: 2/392]
يشددونها بإدغام التاء الثانية في الزاي، والكل لغات بمعنى: تميل وتنحرف.
وقرأ الحرميان نافع وابن كثير {ولملئت منهم}[18] بتثقيل لام {ولملئت}، والباقون: بالتخفيف، وفي التثقيل معنى التكثير). [كنز المعاني: 2/393] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (834- وَقُلْ مِرْفَقًا فَتْحٌ مَعَ الكَسْرِ "عَمَّـ"ـهُ،.. وَتَزْوَرُّ لِلشَّامِي كَتَحْمَرُّ وُصِّلا
أي: عم مرفقا فتح في الميم مع الكسر في الفاء والباقون بعكس ذلك: كسروا الميم وفتحوا الفاء، وهما لغتان في مرفق اليد وفيما يرتفق به وقيل: هما لغتان فيما يرتفق به، أما مرفق اليد فبكسر الميم وفتح الفاء لا غير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/330]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (834 - وقل مرفقا فتح مع الكسر عمّه = وتزور للشّامي كتحمرّ وصّلا
835 - وتزّاور التّخفيف في الزّاي ثابت = وحرميّهم ملّئت في اللّام ثقّلا
قرأ نافع وابن عامر: مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً. بفتح الميم وكسر الفاء، فتكون قراءة الباقين بكسر الميم وفتح الفاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِرفَقًا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْفَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْفَاءِ، وَذَكَرْنَا تَرْقِيقَ الرَّاءِ لِمَنْ كَسَرَ الْمِيمَ فِي بَابِ الرَّاءَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ وَهَيِّئْ لَنَا وَيُهَيِّئْ لَكُمْ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {مرفقًا} [16] بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم وفتح الفاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وهيء} [10]، و{ويهيئ} [16] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (743 - مرفقًا افتح اكسرن عمّ .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (مرفقا افتح اكسرن (عمّ) وخف = تزّاور الكوفي وتزور (ظ) رف
أي قرأ المدنيان وابن عامر «من أمركم مرفقا» بفتح الميم وكسر الفاء،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 266]
والباقون بكسر الميم وفتح الفاء وهم لغتان بالشيء المرتفق به). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
مرفقا افتح اكسرن (عمّ) وخفّ = تزّاور الكوفي وتزورّ (ظ) رف
(ك) م وملئت الثّقل (حرم) ورقكم = ساكن كسر (ص) ف (فتى) (ش) اف (ح) كم
ش: أي قرأ [ذو (عم)] المدنيان، وابن عامر: من أمركم مرفقا [16] بفتح
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/428]
الميم وكسر الفاء.
والباقون بكسر الميم وفتح الفاء.
ولغة الحجاز فتح ميم «مرفق» إن كان لما يرتفق به، وكسر الميم العضو، وعكس الأخفش، وحكى الأزهري الكسر والفتح فيهما، وأصل الزّور الميل، ومنه «زاره»: مال إليه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم وهيّى لنا [10] ويهيّى لكم [16] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/428] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "هيئ لنا" و"يهيئ لكم" أبو جعفر فتصير يائين الثانية خفيفة "ويوقف" عليه لحمزة وهشام بخلفه بوجه واحد فقط كما في النشر وهو إبدالها ياء كأبي جعفر وأما تخفيفها لعروض السكون فلا يصح وكذا إبدالها ألفا للرسم كحذف حرف المد المبدل فهي أربعة والمقروء به الأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "فأوا" ألفا الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إدغام الراء في اللام من نحو: "ينشر لكم" لأبي عمرو بخلف عن الدوري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِرْفَقًا" [الآية: 16] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم وفتح الفاء، قيل هما بمعنى واحد، وهو ما يرتفق به، وقيل بفتح الميم مصدر كالمرجع وبكسرها للعضو، ومن فتح الميم فخم الراء حتما، ومن كسر رققها على الصواب كما في النشر خلافا للصقلي؛ لأنه يجعل الكسرة عارضة كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهيئ} [10] و{يهيئ} [16] عدم إبدال همزهما للسبعة إلا حمزة في الوقف لا يخفى). [غيث النفع: 813] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأووا} إبدال همزه لسوسي دون ورش جلي). [غيث النفع: 813]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مرفقا} قرأ نافع والشامي بفتح الميم، وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم، وفتح الفاء، ومن فتح الميم فخم الراءن ومن كسرها رققها، لأن الكسرة لازمة وإن كانت الميم فيه زائدة، فلهذا قال بعضهم بتفخيمه لزيادتها، والصواب الأول.
وهو كاف وقيل تام، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند جميع المغاربة وجمهور المشارقة، وشذ بعضهم وجعله {كذبا} قبله). [غيث النفع: 813]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)}
{وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ}
- قراءة الجماعة (وما يعبدون إلا الله).
- وذكر أبو حيان أن في مصحف عبد الله بن مسعود (وما يعبدون من دوننا).
قال أبو حيان:
(وما في مصحف عبد الله فيما ذكر هارون إنما أريد به تفسير المعنى، وأن هؤلاء الفتية اعتزلوا قومهم وما يعبدون من دون الله).
ثم قال: (وليس ذلك قرآنًا لمخالفتها لسواد المصحف؛ ولأن المستفيض عن عبد الله، بل هو متواتر ما ثبت في السواد، وهو: (وما يعبدون إلا الله).).
- وذكر الطبري أن ابن مسعود قرأ (وما يعبدون من دون الله)، قال: (هي في مصحف عبد الله...).
{فَأْوُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأعشى والسوسي والأزرق وورش بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين (فاووا).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز.
[معجم القراءات: 5/161]
{يَنْشُرْ لَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو من رواية السوسي بإدغام الراء في اللام، واختلف عنه من رواية الدوري.
{يُهَيِّئْ}
- قراءة الجماعة (يهيئ) بالهمز، وقبلها ياء.
- وقرأ أبو جعفر والزهري وشيبة (يهيي) بياءين من غير همز، فقد أبدلوا الهمزة الساكنة ياءً خفيفة.
- وقراءة حمزة وهشام في الوقف كقراءة أبي جعفر بإبدال الهمزة ياءً ساكنة.
- وذكر ابن خالويه أن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم قرأ (يهيي) من غير همز، ونقل هذا أبو حيان عنه، وقد ذكرت تخريجه في (هي) في الآية/10 من هذه السورة.
- وقال ابن خالويه: ((ويهيا) بألف في مصحف عثمان رضي الله عنه) انتهى النص.
قلت: إن أراد ابن خالويه أنه بالألف رسمًا فهو أمر مقبول. وإن أراد أن ينطق كذلك بالألف فقد أبعد المرمى، وغاب عنه أن من العرب من يكتب الهمزة على ألف في كل حين، ولقد مرت معي نصوص كثيرة في مراجعهم، ولكن يحضرني الآن ثلاثة منها أسوقها إليك.
- الأول: قال الفراء:
(قوله: هيئ، كتبت الهمزة بالألف (وهيأ) بهجائه، وأكثر
[معجم القراءات: 5/162]
ما يكتب الهمز على ما قبله، فإن كان ما قبله مفتوحًا كتبت بالألف، وإن كان مضمومًا كتبت بالواو، وإن كان مكسورًا كتبت بالياء.
وربما كتبتها العرب بألف في كل حال؛ لأن أصلها ألف، قالوا:
نراها إذا ابتدأت تكتب بالألق في نصبها وكسرها وضمها، مثل قولك: وأمرت و(قد جئت شيئًا إمرًا)، فذهبوا هذا المذهب.
قال: ورأيتها في مصحف عبد الله (شيئًا) في رفعه وخفضه بالألف، ورأيت يستهزئون: يستهزأون بالألف، وهو القياس، والأول أكثر في الكتب).
- والثاني: قال الفراء في موضع آخر:
(... وذلك أن مصاحفه -أي عبد الله بن مسعود- قد أجري الهمز فيها بالألف في كل حال إن كان ما قبلها مكسورًا أو مفتوحًا أو غير ذلك...).
والثالث: قال ابن الجزري:
(وكتب: (هيئ لنا، ويهيئ لكم) في بعض المصاحف صورة الهمزة فيها ألفًا من أجل اجتماع المثلين؛ إذ لو حذفت لحصل الإجحاف من أجل أن الياء فيهما قبلها مشددة، نص على تصويرها ألفًا فيهما).
{مِرْفَقًا}
- قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو في رواية هارون والكسائي عن أبي بكر عن عاصم، وأبو جعفر والأعرج وشيبة وحميد وابن
[معجم القراءات: 5/163]
سعدان والأعشى والبرجمي والجعفي والأعمش (مرفقًا) بفتح الميم وكسر الفاء.
قال الأخفش: ((ومرفقًا) جعله اسمًا كالمسجد، أو يكون لغةً).
ونقل هذا عنه مكي في الكشف، وذهب المذهب فيه أبو حاتم. وقيل هو مصدر جاء على خلاف القياس.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وابن أبي إسحاق وطلحة والحسن والأعمش (مرفقًا) بكسر الميم وفتح الفاء.
وقالوا: بكسر الميم لليد.
وذهب بعضهم إلى أنهما لغتان فيما يرتفق به، فأما الجارحة فبكسر الميم فقط.
قال الزجاج:
(يقال: هو مرفق اليد بكسر الميم وفتح الفاء، وكذلك مرفق الأمر مرفق اليد سواء.
قال الأصمعي: لا أعرف غير هذا، وقرأت القراء: مرفقا -بفتح الميم وكسر الفاء.
[معجم القراءات: 5/164]
وذكر قطرب وغيره من أهل اللغة اللغتين جميعًا في مرفق الأمر ومرفق اليد، وقالوا جميعًا: المرفق لليد بكسر الميم، هو أكثر في اللغة وأجود).
وقال مكي:
(... وهما لغتان، حكى أبو عبيد: المرفق ما ارتفقت به، قال: وبعضهم يقول: المرفق، فأما في اليدين فهو مرفق بكسر الميم وفتح الفاء، وقد قيل: إن المرفق -بكسر الميم- المصدر كالمرفق، وكان القياس فتح الميم في المصدر؛ لأنه فعل يفعل، ولكنه جرى نادرًا كالمرجع والمحيض، وقال الأخفش: مرفقًا، بالكسر، هو شيء يرتفقون به، و(مرفقًا) بالفتح اسم كالمسجد).
وقال الفراء:
(.. فكأن الذين فتحوا الميم وكسروا الفاء أرادوا أن يفرقوا بين المرفق من الأمر، والمرفق من الإنسان، وأكثر العرب على كسر الميم من الأمر ومن الإنسان، والعرب أيضًا قد تفتح الميم من مرفق الإنسان، لغتان فيها) ). [معجم القراءات: 5/165]

قوله تعالى: { وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {تزاور عَن كهفهم} 17
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو (تزور) بتَشْديد الزاي
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (تزور) خَفِيفَة
وَقَرَأَ ابْن عَامر (تزور) مثل تحمر). [السبعة في القراءات: 388]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((تزاور) خفيف كوفي (تزور) مشدد الراء شامي، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تزاور) [17]: خفيفة الزاي: كوفي. مثل: «تحمر» دمشقي، ويعقوب). [المنتهى: 2/802]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (تزور) بغير ألف على وزن (تحمر)، وقرأ الكوفيون (تزاور) بألف والتخفيف، وكذلك قرأ الباقون غير أنهم شددوا). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {تزور عن كهفهم} (17): بإسكان الزاي، وتشديد الراء.
والكوفيون: بفتح الزاي مخففة، والف بعدها.
والباقون: يشددون الزاي، ويثبتون الألف). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر ويعقوب: (تزور عن كهفهم) بإسكان الزّاي وتشديد الرّاء، والكوفيون بفتح الزّاي مخفّفة وألف بعدها، والباقون يشددون الزّاي ويثبتون الألف). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَزْوَرُّ) على وزن تَحْمَرُّ يَعْقُوب، والحسن، وقَتَادَة، وأبو حيوة، وابن عامر وبألف من تخفيف الزاي هارون عن أَبِي عَمْرٍو، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، الباقون بتشديد الزاي وألف بعدها، وهو الاختيار للتكرار ابن أبي عبلة، وجابر بن وردان عن أيوب بإسكان الزاي وبألف بعد الواو). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([17]- {تَزَاوَرُ} خفيفة الزاي: الكوفيون.
مثل "تحمَرّ": ابن عامر). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (834- .... .... .... .... = وَتَزْوَرُّ لِلشَّامِي كَتَحْمَرُّ وُصِّلاَ
835 - وَتَزَّاوَرُ التَّخْفِيفُ فِي الزَّايِ ثَاِبت = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([835] وتزاور التخفيف في الزاي (ثـ)ـابت = و(حرميـ)ـهم ملئت في اللام ثقلا
...
و{تزْور}: الماضي ازورت، أي انقبضت.
و{تزَّور}، مثل: تسَّاءلون.
و{تزَور}، مثل: تسَاءلون.
والمعين متقارب، لأن تزَاور: تميل، وميلها انقباض). [فتح الوصيد: 2/1066]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([834] وقل مرفقًا فتحٌ مع الكسر عمه = وتزور للشامي كتحمر وصلا
[835] وتزاور التخفيف في الزاي ثابتٌ = وحرميهم ملئت في اللام ثقلا
[كنز المعاني: 2/391]
ح: (مرفقًا): مبتدأ، (فتحٌ): مبتدأ ثانٍ، (مع الكسر): صفته، (عمه): خبر، والهاء في (عمه): ضمير (مرفقًا)، والجمة: خبر (مرفقًا)، (تزور): مبتدأ، (وصلا): خبره، (كتحمر): متعلق به، (للشامي): حال، (تزاور): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (في الزاي): ظرفه، (ثابت): خبره، والجملة: خبر الأول (حرميهم): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (ملئت): مفعوله، (في اللام): بيان لـ (ملئت)، أي: فعل التثقيل في لامه.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {من أمركم مرفقًا} [16] بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون: بالعكس، وهما لغتان في (مرفق اليد)، أو الأولى لغةٌ فيما يرتفق به، و(مرفق اليد) بالكسر والفتح لا غير.
وقرأ ابن عامر: (طلعت تزور)، ثم الكوفيون منهم: يخففون الزاي على أن الأصل (تتزاور)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا، والباقون:
[كنز المعاني: 2/392]
يشددونها بإدغام التاء الثانية في الزاي، والكل لغات بمعنى: تميل وتنحرف.
وقرأ الحرميان نافع وابن كثير {ولملئت منهم}[18] بتثقيل لام {ولملئت}، والباقون: بالتخفيف، وفي التثقيل معنى التكثير). [كنز المعاني: 2/393] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ("وتزور" ظاهر.
835- وَتَزَّاوَرُ التَّخْفِيفُ فِي الزَّايِ "ثَـ"ـاِبت،.. "وَحِرْمِيُّـ"ـهُمْ مُلِّئْتَ فِي الَّلامِ ثَقِّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/330]
أصله تتزاور فمن شدد أدغم التاء الثانية في الزاي ومن خفف حذفها كما مضى في نحو: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ}، و"تَذَّكَّرُونَ" وهما وقراءة ابن عامر سواء؛ الكل بمعنى العدول والانحراف). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/331]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (834 - .... .... .... .... = وتزور للشّامي كتحمرّ وصّلا
835 - وتزّاور التّخفيف في الزّاي ثابت = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر: إذا طلعت تزور بإسكان الزاي وتشديد الراء مثل تحمر، وقرأ الكوفيون تزاور بفتح الزاي وتخفيفها وألف بعدها وتخفيف الراء، وقرأ الباقون بفتح الزاي وتشديدها وألف بعدها وتخفيف الراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (148 - وَتَزْوَرُّ حُزْ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - وتزور (حُـ)ـز واكسر بورق كثمره = بضمي (طـ)ـسوى فتحا (ا)تل (يـ)ـاثمر (ا)ذ (حـ)ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب {تزور عن كهفهم} [17] بإسكان الزاي وتشديد الراء كابن عامر كما نطق به وعلم لأبي جعفر بفتح الزاي مشددة وألف بعدها وتخفيف الراء ولخلف كذلك إلا أنه يخفف الزاي). [شرح الدرة المضيئة: 165]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَزَاوَرُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ، (تَزْوَرُّ) بِإِسْكَانِ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ مِثْلَ تَحْمَرُّ، وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ الزَّايِ وَتَخْفِيفِهَا وَأَلِفٍ بَعْدَهَا وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُمْ شَدَّدُوا الزَّايَ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر ويعقوب {تزاور} [17] بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف مثل (تحمرُّ)، والكوفيون بفتح الزاي مخففة وألف بعدها وتخفيف الراء، والباقون كذلك، ولكنهم يشددون الزاي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (743- .... .... .... .... وخف = تزّاور الكوفي وتزورّ ظرف
744 - كم .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخف) أي قرأ الكوفيون بتخفيف الزاي من «تزّاور» وقرأ يعقوب وابن عامر المرموز لهما أول البيت الآتي تزور بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف كما لفظ به، وقرأ الباقون بتشديد الزاي ثم ألف بعدها وتخفيف الراء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ الكوفيون: تزور عن كهفهم [17] بتخفيف الزاي، والراء، وألف تالية، جعلوه مضارع «تزاور» ك: «تطاول»، وأصله: تتزاور، فحذفت إحدى التاءين [كما ثبتت لغته ].
وقرأ ذو ظاء (ظرف) (يعقوب) وكاف (كم) (ابن عامر) بتخفيف الزاي، وتشديد الراء، جعله مضارع «ازورّ» للمبالغة منه.
والباقون بتشديد الزاي ثم ألف، وتخفيف الراء على إدغام إحدى التاءين في الأخرى كما تقدم في تذّكرون [الأنعام: 152] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وَتَرَى الشَّمْس" وصلا السوسي بخلفه، وفتحه الباقون وفي الوقف كل على أصله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تَزَاوَر" [الآية: 17]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
فابن عامر ويعقوب بإسكان الزاي وتشديد الراء بلا ألف كتحمر وأصله الميل والأزور المائل بعينه وبغيرها، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الزاي مخففة وألف بعدها، وتخفيف الراء مضارع تزاور وأصله تتزاور حذفت إحدى التاءين تخفيفا، وافقهم الأعمش والباقون بفتح الزاي مشددة وألف بعدها وتخفيف الراء على إدغام التاء في الزاي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "المهتدي" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر في الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وترى الشمس إذا طلعت}
{تزاور} [17] قرأ الشامي بإسكان الزاي، وحذف الألف، وتشديد الراء، والكوفيون بفتح الزاي وتخفيفها، وألف بعدها، وتخفيف الزاي، والباقون كذلك إلا أنهم شددوا الزاي). [غيث النفع: 815]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فهو المهتد} {فهو} جلي، وأما {المهتد} فقرأ نافع والبصري حال الوصل بإثبات ياء بعد الدال، والباقون بحذفها في الحالين). [غيث النفع: 815]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}
{وَتَرَى الشَّمْسَ}
- قرأه بالإمالة في الوقف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
[معجم القراءات: 5/165]
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش في الوقف.
- وقراءة الإمالة في الوصل عن السوسي بخلاف عنه.
- والباقون على الفتح في الحالين، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{إِذَا طَلَعَتْ}
- قرأ الأزرق وورش بتغليظ اللام وترقيقها.
- وقراءة الباقين بالترقيق.
{تَزَاوَرُ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وابن مناذر وأبو عبيد وابن سعدان ومحمد بن عيسى الأصبهاني وأحمد بن جبير الأنطاكي (تزاور) بفتح الزاء مخففة، وألف بعدها، وبتخفيف الراء.
وأصله تتزاور، فحذفت إحدى التاءين تخفيفًا، على الخلاف المشهور في المحذوف منهما.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر (تزاور) بفتح التاء، وتشديد الزاي، وألف بعدها.
[معجم القراءات: 5/166]
وأصله تتزاور، فقلبت التاء الثانية زايًا وأدغمت في الزاي.
- وقرأ ابن عامر وابن أبي إسحاق وقتادة وحميد ويعقوب عن العمري:
(تزور) على وزن تحمر، بإسكان الزاي، وتشديد الراء، أي تنقبض، فهو من ازور، وقيل بمعنى تميل وتتنحى، من الزور وهو الميل.
- وقرأ أبو الجوزاء وأبو السمال وعبد الحميد عن ابن عامر (تزور) بفتح التاء والزاي وتشديد الواو المفتوحة، خفيفة الراء.
- وقرأ عاصم الجحدري وأبو رجاء وأيوب السختياني وابن أبي عبلة وجابر ووردان عن أبي أيوب وأبي بن كعب وأبو مجلز وأبو رجاء (تزوار)، على وزن (تحمار)، بتاء مفتوحة، فزاي ساكنة، ثم واو بعدها ألف، ثم راء مشددة.
قال ابن جني: (هذا افعال...، وقلما جاءت افعال إلا في الألوان، نحو: اسواد، وابياض، واحمار، واصفار، أو العيوب الظاهرة نحو: احول واحوال..، وقد جاءت افعال..، في غير الألوان..).
[معجم القراءات: 5/167]
- وقرأ ابن مسعود وأبو المتوكل وابن السميفع (تزوئر) بهمزة قبل الراء، مثل: ادهأم واشعأل، وكان هذا فرارًا من التقاء الساكنين في مثل (تزوار) سكون الألف وسكون الراء الأولى المدغمة.
قال ابن خالويه: (وأجازه أبو معاذ).
{غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ}
وعن أبي عمرو إدغام التاء في التاء.
وعن حفص فيما رواه أبو عمرو عن أبي عمارة عنه الإظهار.
{تَقْرِضُهُمْ}
- قراءة الجمهور (تقرضهم) بالتاء، أي: تتركهم، والمعنى: أنهم كانوا لا تصيبهم شمس البتة كرامة لهم. كذا قال ابن عباس.
- وقرأت فرقة: (يقرضهم) بالياء من تحت، أي الكهف، من القرض، وهو القطع، أي يقطعهم الكهف بظله من ضوء الشمس.
{مِنْهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (منهو) بوصل الهاء بواو.
{فَهُوَ}
- تقدمت قراءتان فيه، بضم الهاء، وسكونها، وانظر هذا في الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{الْمُهْتَدِ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر في الوصل (المهتدي...) بإثبات الياء.
- وقرأ يعقوب، وابن شنبوذ عن قنبل بإثبات الياء في الحالين.
- وقراءة الباقين (المهتدِ) على حذف الياء في الحالين.
وتقدم مثل هذا في الآية/97 من سورة الإسراء). [معجم القراءات: 5/168]

قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد اللَّام وتخفيفها من قَوْله {وَلَمُلئت مِنْهُم رعْبًا} 18
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع {وَلَمُلئت} مُشَدّدَة مَهْمُوزَة
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {وَلَمُلئت} خَفِيفَة
وروى إِسْمَاعِيل بن مُسلم عَن ابْن كثير {وَلَمُلئت} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 389]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولملئت) مشدد حجازي). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولملئت) [18]: مشدد: حجازي، يترك همزها أبو عمرو، ويزيد، والأعشى، وورش طريق ابن عيسى والأسدي، زاد يزيد، وابن عيسى،
[المنتهى: 2/802]
والأعشى تركها في {وهيء} [10]، و{ويهيء} [16] فيهما). [المنتهى: 2/803]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان و(لملئت) بالتشديد وخفف الباقون). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان: {ولملئت منهم} (18): بتشديد اللام.
والباقون: بتخفيفها.
ابن عامر، والكسائي: {رعبا}: مثقلا.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الحرميان وأبو جعفر: (ولملئت منهم) بتشديد اللّام الثّانية، والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 443]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (رعبًا) قد ذكر في آل عمران). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَنُقَلِّبُهُمْ) بالتاء وضم الباء عمران بن جدير عن الحسن (وَلَمُلِئْتَ) مشدد أبو حيوة، وابن أبي عبلة، وحجازي غير محبوب عن ابْن كَثِيرٍ وهو الاختيار للتأكيد، الباقون خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([18]- {وَلَمُلِئْتَ} مشددة: الحرميان). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (835- .... .... .... .... = وَحِرْمِيُّهُمْ مُلِّئْتَ فِي الَّلامِ ثَقِّلاَ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([835] وتزاور التخفيف في الزاي (ثـ)ـابت = و(حرميـ)ـهم ملئت في اللام ثقلا
...
وملْئت وملِّئت بمعنًى.
وفي التشديد معنى التأكيد؛ والأصل التخفيف). [فتح الوصيد: 2/1066]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([834] وقل مرفقًا فتحٌ مع الكسر عمه = وتزور للشامي كتحمر وصلا
[835] وتزاور التخفيف في الزاي ثابتٌ = وحرميهم ملئت في اللام ثقلا
[كنز المعاني: 2/391]
ح: (مرفقًا): مبتدأ، (فتحٌ): مبتدأ ثانٍ، (مع الكسر): صفته، (عمه): خبر، والهاء في (عمه): ضمير (مرفقًا)، والجمة: خبر (مرفقًا)، (تزور): مبتدأ، (وصلا): خبره، (كتحمر): متعلق به، (للشامي): حال، (تزاور): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (في الزاي): ظرفه، (ثابت): خبره، والجملة: خبر الأول (حرميهم): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (ملئت): مفعوله، (في اللام): بيان لـ (ملئت)، أي: فعل التثقيل في لامه.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {من أمركم مرفقًا} [16] بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون: بالعكس، وهما لغتان في (مرفق اليد)، أو الأولى لغةٌ فيما يرتفق به، و(مرفق اليد) بالكسر والفتح لا غير.
وقرأ ابن عامر: (طلعت تزور)، ثم الكوفيون منهم: يخففون الزاي على أن الأصل (تتزاور)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا، والباقون:
[كنز المعاني: 2/392]
يشددونها بإدغام التاء الثانية في الزاي، والكل لغات بمعنى: تميل وتنحرف.
وقرأ الحرميان نافع وابن كثير {ولملئت منهم}[18] بتثقيل لام {ولملئت}، والباقون: بالتخفيف، وفي التثقيل معنى التكثير). [كنز المعاني: 2/393] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والتخفيف، والتشديد في "ملئت" لغتان ففي التشديد تكثير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/331]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (835 - .... .... .... .... .... = وحرميّهم ملّئت في اللّام ثقّلا
....
وقرأ الحرميان: وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً. بتشديد اللام الثانية، وقرأ غيرهم بتخفيفها). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَمُلِئْتَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ الثَّانِيَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي الْهَمْزِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ رُعْبًا فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير {ولملئت} [18] بتشديد اللام، والباقون بتخفيفها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (744- .... وملئت الثّقل حرمٌ .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ((ك) م وملئت الثّقل (حرم) ورقكم = ساكن كسر (ص) ف (فتى) ش) اف (ح) كم
يعني قرأ قوله تعالى: «ولملّئت منهم رعبا» بتشديد اللام المدنيان وابن كثير. والباقون بتخفيفها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ غير (حرم): ولملئت منهم [18] بتخفيف اللام للتكثير؛ [لأنه يرد التكثير]، والتقليل، على أنه متعد بنفسه بنى للمفعول فارتفع المنصوب.
وقرأ ذو (حرم) المدنيان، وابن كثير بتشديد اللام للتكثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ بفتح سين "وَتَحْسَبُهُم" [الآية: 18] ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وتقلبهم" بتاء مفتوحة وقاف ساكنة ولام مخففة مضارع قلب مخففا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "لو اطلعت" بضم الواو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم تفخيم راء "فرارا" للأزرق كغيره من أجل التكرير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلَمُلِئْتَ مِنْهُم" [الآية: 18] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بتشديد اللام الثانية للمبالغة وافقهما ابن محيصن، والباقون بتخفيفها وأبدل همزها ياء ساكنة أبو عمرو بخلفه والأصبهاني، وأبو جعفر كوقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رعبا" بضم العين ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وتحسبهم} [18] قرأ الحرميان وبصري وعلي بكسر السين، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 815]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ذراعيه} راؤه مرقق لورش من أجل الكسرة قبله، وهو الذي في أكثر التصانيف، وبه قرأ الداني على فارسي والخاقاني.
وأخذ جماعة فيه بالتفخيم من أجل العين بعده وبه قرأ الداني على أبي الحسن، والأخذ عندنا بالأول، ومثله {سراعًا} [ق: 44] و{ذراعًا} [الحاقة: 32] ). [غيث النفع: 815]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولملئت} قرأ الحرميان بتشديد اللام الثانية، والباقون بالتخفيف، وإبدال همزه للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 815]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رعبا} قرأ الشامي وعلي بضم العين، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 815]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}
{تَحْسَبُهُمْ}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي (تحسبهم) بفتح السين، وهي لغة تميم، وهو القياس لأن ماضيه على فعل بكسر العين.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي والأعشى عن أبي بكر بخلاف، وهبيرة عن حفص عن عاصم ويعقوب وخلف (تحسبهم) بكسر السين.
قال ابن مجاهد:
(وقال هبيرة عن حفص إنه كان يفتح، ثم رجع فكان يكسر).
وقال مكي:
(والفتح أقوى في الأصول؛ لأن فعل في الماضي إنما يأتي مستقبله على يفعل بالفتح في الأكثر، والكسر لغة فيه شذت عن القياس، وله نظائر أتت بالكسر في المستقبل والماضي مسموعة.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بكسر السين، وهي لغة حجازية، وهو الاختيار).
وتقدم كسر السين وفتحها في الآية/273 من سورة البقرة.
{نُقَلِّبُهُمْ}
- قرأ الجمهور (نقلبهم) بنون العظمة.
- وقرئ (يقلبهم) بالياء، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
[معجم القراءات: 5/169]
- وقرأ ابن السميفع (تقلبهم) بتاء معجمة مضمومة.
- وقرأ الحسن فيما حكى الأهوازي في الإقناع [كذا في البحر] (يقلبهم) بياء مفتوحة، وقاف ساكنة، لام مكسورة خفيفة، مضارع (قلب).
- وعن الحسن وعكرمة وأبي رجاء (تقلبهم) بتاء مفتوحة وقاف ساكنة ولام مكسورة خفيفة، مضارع (قلب)، فهو كالقراءة السابقة إلا أنه بالتاء في أوله.
- وقرأ الحسن: (تقلبهم) بفتح التاء والقاف وضم اللام وفتح الباء، وهو مصدر (تقلب).
قال ابن جني:
(هذا منصوب بفعل دل عليه ما قبله من قوله تعالى: (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم)، وقوله: (وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود)، فهذه أحوال مشاهدة، فكذلك (تقلبهم) داخل في معناه، فكأنه قال: وترى أو تشاهد تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال...).
وذهب مثل هذا المذهب فيه العكبري، والزمخشري، ونقل أبو حيان هذا التخريج عن ابن جني.
[معجم القراءات: 5/170]
- وروي عن الحسن واليماني: (تقلبهم) بضم الباء، وهو مصدر (تقلب)، وهو مرفوع بالابتداء، وخبره ما بعده، أو مقدر، أي: آية عظيمة.
- وقرأ أبو الجوزاء وعكرمة (ونقلبهم) بالنون وقاف ساكنة ولام مكسورة خفيفة.
{كَلْبُهُمْ}
- قراءة الجماعة (كلبهم) مفردًا، وبباء بعد اللام.
- وقرأ جعفر الصادق (كالبهم) بألف بعد الكاف، ثم لام مكسورة.
أي صاحب كلبهم، كما تقول: لابن وتامر، أي: صاحب لبن وتمر.
قال القرطبي:
(وقد حكى أبو عمر المطرز في كتاب اليواقيت أنه قرئ: (وكالبهم)..، وقرأ جعفر بن محمد الصادق: (وكالبهم) يعني صاحب الكلب).
- وحكى أبو عمر الزاهد غلام ثعلب أنه قرئ (كالئهم) اسم فاعل من كلأ، أي: حافظهم.
قال الشهاب: (وروي عن الزاهد كالئهم بهمزة مضمومة بدل الباء أي حارسهم، وكأنها تفسير أو تحريف).
{ذِرَاعَيْهِ}
- قراءة الأزرق ورش بترقيق الراء وتفخيمها.
[معجم القراءات: 5/171]
{لَوِ اطَّلَعْتَ}
- قرأ نافع وأبو جعفر ويحيى بن وثاب والأعمش والمطوعي وشيبة ويعقوب وأبو حصين (لو اطلعت) بضم الواو في الوصل.
- وقراءة الجمهور من القراء (لو اطلعت) بكسر الواو في الوصل على الأصل في التقاء الساكنين.
قال الزجاج:
(بكسر الواو: وتقرأ (لو اطلعت عليهم) بضم الواو، والكسر أجود؛ لأن الواو ساكنة والطاء ساكنة، فكسرت الواو الالتقاء الساكنين، وهذا هو الأصل، وجاز الضم لأن الضم من جنس الواو...).
{اطَّلَعْتَ}
- قراءة الجماعة بهمزة الوصل (اطلعت) بهمزة وصل على وزن (افتعلت) فهو خماسي: أصله اطتلع، ثم قلبت التاء طاء، ثم أدغمت الطاء في الطاء، وجيء بهمزة الوصل للتمكن من النطق بالطاء الساكنة المدغمة في الطاء المنقلبة عن تاء.
- وذكر ابن خالويه في مختصره عن يحيى بن وثاب والأعمش أنهما قرأا (... أطلعت) بهمزة قطع، من (أطلع)، وهو الثلاثي المزيد بالهمزة.
قلت: في التاج: أطلع لغة في طلع.
وفيه وأطلع رأسه إذا أشرف على شيء، فإذا رددت رواية ابن خالويه إلى هذا الذي ذكرته لك وجدت القراءة غير مستنكرة.
[معجم القراءات: 5/172]
- وقراءة الأزرق وورش في (أطلعت) بتغليظ اللام وترقيقها.
- وقراءة الباقين بالترقيق.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم ضم الهاء على الأصل عن حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي.
وكسرها لمجاورة الياء عن الباقين.
وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة في الجزء الأول من هذا المعجم.
{فِرَارًا}
- أجمع القراء على تفخيم الراء من أجل التكرير، وكذا جاءت قراءة الأزرق وورش.
{لَمُلِئْتَ}
- قرأ ابن عامر وأبو عمرو وإسماعيل بن مسلم عن ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (لملئت) بتخفيف اللام الثانية.
قال الأخفش: (الخفيفة أجود في كلام العرب).
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عباس وأبو حيوة وابن أبي عبلة والأعمش وأبو جعفر وابن محيصن (لملئت) بتشديد اللام الثانية للمبالغة.
- وقرا أبو عمرو بخلاف عنه والأعشى عن أبي بكر عن عاصم والزهري والأصبهاني عن ورش، والسوسي (لمليت) بإبدال الهمزة الساكنة ياء.
[معجم القراءات: 5/173]
- وقرأ أبو جعفر وشيبة (لمليت) بتشديد اللام، وإبدال الهمزة ياءً ساكنة.
- وقراءة حمزة في الوقف كقراءة أبي عمرو ومن معه (لمليت) بإبدال الهمزة ياءً مع لام خفيفة مكسورة.
{رُعْبًا}
- قرأ ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وعيسى بن عمر (رعبًا) بضم العين.
- وقرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع وعاصم وحمزة (رعبًا) بسكون العين.
قال أبو حاتم: (هما لغتان).
قال أبو حيان:
(... فقيل لغتان، وقيل: الأصل السكون، وضم إتباعًا، كالصبح والصبح.
وقيل: الأصل الضم، وسكن تخفيفًا كالرسل والرسل).
وتقدم مثل هاتين القراءتين في الآية/151 من سورة آل عمران: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب)، وأحالت أكثر المراجع ما جاء هنا في الكهف على ما مضى). [معجم القراءات: 5/174]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس