عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 09:24 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة إبراهيم

[من الآية ( 42) إلى الآية ( 46) ]
{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)}

قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - قَوْله {إِنَّمَا يؤخرهم ليَوْم} 42
روى عَبَّاس عَن أَبي عَمْرو (إِنَّمَا نؤخرهم) بالنُّون لم يروها غَيره
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 363]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نؤخرهم) [42]: بالنون عباس، والمفضل). [المنتهى: 2/776]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَانْفَرَدَ الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ عَنِ النَّخَّاسِ عَنْ رُوَيْسٍ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ بِالنُّونِ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي زَيْدٍ وَجَبَلَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ، وَقِرَاءَةُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَغَيْرِهِ، وَرَوَى سَائِرُ أَصْحَابِ النَّخَّاسِ وَسَائِرُ أَصْحَابِ رُوَيْسٍ بِالْيَاءِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/300]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وانفرد القاضي أبو العلاء عن رويس في {إنما يؤخرهم} [42] بالنون، والباقون بالياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 566]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تَحْسَبَن" [الآية: 42] بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/171]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن "إنما نؤخرهم" بنون العظمة، وبذلك انفرد القاضي أبو العلا عن النخاس عن رويس ولم يعول على ذلك في الطيبة على عادته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/171]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر قريبا "تحسبن" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/172]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تحسبن} [42 - 47] معًا قرأ الشامي وحمزة وعاصم بفتح السين، والباقون بالكسر).[غيث النفع: 773] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤخرهم} [42] قرأ ورش بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمز).[غيث النفع: 773]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)}
{وَلَا تَحْسَبَنَّ}
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي
[معجم القراءات: 4/508]
(ولا تحسبن) بفتح السين، وهي لغة تميم.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف وهبيرة عن حفص عن عاصم والأعشى بخلاف عن أبي بكر (ولا تحسبن) بكسر السين، وهي لغة الحجاز.
والقراءتان: بفتح السين وكسرهما سبعيتان كما ترى. وتقدمتا في الآية / 273 من سورة البقرة.
وقرأ طلحة (ولا تحسب) بغير نون التوكيد.
{يُؤَخِّرُهُمْ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب {يؤخرهم} بالياء، وضميره يعود إلى الله سبحانه وتعالى في صدر الآية.
واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم.
وقرأ المفضل عن عاصم، وعباس بن الفضل وهارون العتكي ويونس بن حبيب عن أبي عمرو، وأبو زيد وجبلة عن المفضل، والقاضي عن رويس، والسلمي والحسن والأعرج، وعلي بن أبي
[معجم القراءات: 4/509]
طالب وأبو حيوة، وأبو رزين وقتادة (نؤخرهم) بنون العظمة.
قال الأنباري:
«.. فمن قرأ (نؤخرهم) بالنون وقف على «الظالمين»، وابتدأ: {إنما} ومن قرأ {يؤخرهم} بالياء وقف على {لا يرتد إليهم طرفهم} ».
وقرأ أبو جعفر وورش (يوخرهم) بإبدال الهمزة واوًا مفتوحة في الوقف والوصل.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز {يؤخرهم} في الحالين.
وتقدم هذا مرارًا، انظر الآية/10 من هذه السورة).[معجم القراءات: 4/510]

قوله تعالى: {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)}
{إِلَيْهِمْ}
تقدمت القراءتان بضم الهاء على الأصل وكسرها لمناسبة الياء، انظر الآية/37 من هذه السورة.
{وَأَفْئِدَتُهُمْ}
أجمع القراء هنا على القراءة بالهمز {وأفئدتهم} وهذا على خلاف ما مضى في الآية / 37 من هذه السورة في {أفئدة من الناس}.
{هَوَاءٌ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز مع المد والتوسط والقصر).[معجم القراءات: 4/510]

قوله تعالى: {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم هاء "يأتيهم" "العذاب" وصلا ووفقا يعقوب وضم الميم معها وصلا، وضمهما حمزة والكسائي وخلف وصلا، وكسرهما كذلك أبو عمرو وكسر الهاء وضم الميم الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/171]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يأتيهم العذاب} [44] جلي).[غيث النفع: 773]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44)}
{يَأْتِيهِمُ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأزرق والأصبهاني والسوسي (ياتيهم) بإبدال الهمزة ألفًا في الوقف والوصل.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على الهمز {يأتيهم}.
{يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ}
قرأ أبو عمرو واليزيدي وابن محيصن (يأتيهم العذاب) بكسر الهاء والميم في الوصل، أما الهاء فلمجاورة الياء، وأما الميم فلالتقاء الساكنين.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (يأتيهم العذاب) بضم الهاء والميم في الوصل، أما الهاء فعلى الأصل فيه، وأما الميم فللإتباع، أو أنها حركت للساكن بحركة الأصل، وضمت الهاء إتباعًا لها.
وضم الهاء وصلًا ووقفًا يعقوب، وهذا يقتضي أنه يضم الميم أيضًا، لأنه يقرأ عادة بإتباع الميم الهاء.
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن {يأتيهم العذاب} بكسر الهاء وضم الميم في الوصل، وهذه لغة بني أسد وأهل الحرمين.
وأما في الوقف فكلهم على إسكان الميم، وهم على أصولهم في الهاء:
[معجم القراءات: 4/511]
يعقوب على الضم على الأصل، والباقون على الكسر بسبب الياء.
{ظَلَمُوا}
الأزرق عن ورش بتغليظ اللام.
{نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ}
ذكر أبو معاذ النحوي أنه قرئ (يجب دعوتك ويتبع الرسل) على البناء لما لم يسم فاعله في الفعل، وما بعدهما رفع.
وقراءة الجماعة بالنون فيهما، ونصب ما بعدهما {نجب... ونتبع}.
{الرُّسُلَ}
قراءة المطوعي (الرسل) بسكون السين.
وقراءة الجماعة بالضم {الرسل} ).[معجم القراءات: 4/512]

قوله تعالى: {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45)}
{ظَلَمُوا}
تقدم تغليظ اللام في الآية السابقة.
{وَتَبَيَّنَ}
قرأ أغلب الجمهور {وتبين} فعلًا ماضيًا، وفاعله مضمر يدل عليه الكلام، أي وتبين لكم هو، أي حالهم.
وأما عند الكوفيين فجملة {كيف فعلنا بهم} هي الفاعل.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وأبو المتوكل (وتبين) بضم التاء مبنيًا للمفعول.
[معجم القراءات: 4/512]
وقرأ السلمي فيما ذكره عنه الداني، وعمر بن الخطاب فيما ذكره عنه الرازي، وعلي بن أبي طالب فيما ذكره ابن خالويه (ونبين) بالنون المضمومة أول الفعل ورفع النون الأخيرة أيضًا، وهو مضارع بين على إضماره «نحن»، أي: ونحن نبين..
وذكر المهدوي عن أبي عبد الرحمن السلمي، والفراء عن أصحاب عبد الله بن مسعود أنهم قرأوا (ونبين) بالنون في أول الفعل، وجزم النون الأخيرة منه عطفًا على {أولم تكونوا} في الآية/ 44 السابقة.
أي: أولم نبين، وهو مستقبلٌ معناه الماضي.
{وَتَبَيَّنَ لَكُمْ}
عن أبي عمرو ويعقوب إدغام النون في اللام، والإظهار.
{كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ}
إدغام الفاء في الفاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب).[معجم القراءات: 4/513]

قوله تعالى: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في فتح اللَّام الأولى وَضم الثَّانِيَة وَكسر اللَّام الأولى وَفتح الثَّانِيَة من قَوْله {وَإِن كَانَ مَكْرهمْ لتزول مِنْهُ الْجبَال} 46
فَقَرَأَ الكسائي وَحده {لتزول} بِفَتْح اللَّام الأولى وَضم الثَّانِيَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لتزول} بِكَسْر الأولى وَفتح الثَّانِيَة). [السبعة في القراءات: 363]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لتزول) بفتح اللام الأولى وضم الثانية الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 293]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لتزول) [46]: بفتح اللام الأولة، وضم الأخيرة علي). [المنتهى: 2/776]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (لتزول) بفتح اللام الأولى وضم الثانية، وقرأ الباقون بكسر اللام الأولى وفتح الثانية). [التبصرة: 247]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {لتزول منه} (46): بفتح اللام الأولى، وضم الثانية.
والباقون: بكسر الأولى، ونصب الثانية). [التيسير في القراءات السبع: 331]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (لتزول منه) بفتح اللّام الأولى ورفع الثّانية، والباقون بكسر الأولى ونصب الثّانية). [تحبير التيسير: 425]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِتَزُولَ) بفتح اللام أولى ورفع الثانية - قَتَادَة، ومجاهد، والْأَعْمَش، وعلى، وأبي مسلم عن حفص، والزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار على؛ لأنها لام التأكيد والتحقيق، الباقون بكسر اللام الأولى وفتح الثانية). [الكامل في القراءات العشر: 581]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([46]- {لِتَزُولَ} بفتح أوله وضم آخره: الكسائي). [الإقناع: 2/678]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (801 - وَفِي لِتَزُولَ الْفَتْحُ وَارْفَعْهُ رَاشِداً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 63]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([801] وفي لتزول الفتح وارفعه (ر)اشدا = وما كان لي إني عبادي خذ ملا
(إن) على قراءة الكسائي، هي المخففة من الثقيلة. واللام في {لتزول}، هي الفارقة بينها وبين النافية؛ والتقدير: وإنه. والمعنى: أنهم لو مكروا بالجبال لزالت، ومع ذلك فلا يقدرون على إزالة ما أراد الله تثبيته من الحق.
وهي النافية في القراءة الأخرى.واللام لام الجحود؛ ومثلها: {وما كان الله ليطلعكم على الغيب}. والمعنى: أن مكرهم لا يزيل ما جعله الله في ثباته كالجبال). [فتح الوصيد: 2/1042]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([801] وفي لتزول الفتح وارفعه راشدًا = وما كان لي إني عبادي خذ ملا
ب: (الملا): جمع (ملاءة) وهي الملحفة.
ح: (الفتح): مبتدأ، (في لتزول): خبره، الهاء في (رافعه): عائد إلى (لتزول)، (راشدًا): حال من فاعله، (ما كان) وما بعده: مفعول (خذ)، (ملا): حال، أي: ذا حجج كالملاء.
ص: قرأ الكسائي: {وإن كان مكرهم لتزول} [46] بفتح اللام الأولى ورفع الثانية، على أن (إن) مخففة من الثقيلة، واللام فارقة، أي: بلغ من عظم مكرهم أن يزيل ما هو كالجبال في رسوه مع ذلك لا يرد قضاء الله، والباقون: بكسر اللام الأولى، ونصب الثانية، على أنها نافية، واللام مؤكدة، أي: ما كان مكرهم ليزول منه الشرع الذي كالجبال في قوة ثباته). [كنز المعاني: 2/361] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (801- وَفِي لِتَزُولَ الفَتْحُ وَارْفَعْهُ "رَ"اشِدًا،.. وَمَا كَانَ لِي إِنِّي عِبَادِيَ خُذْ مُلا
يعني فتح اللام الأولى ورفع الثانية فالهاء في ارفعه لهذا اللفظ فـ "إن"
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/301]
على قراءة الكسائي مخففة من الثقيلة مبالغة في الإخبار بشدة مكرهم كقوله: {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا}؛ أي: قد كان مكرهم من كبره وعظمه يزيل ما هو مثل الجبال في الامتناع على من أراد إزالتها في ثباتها، وعلى قراءة الباقين تكون "إن" إما شرطية؛ أي: وإن كان مكرهم معادلا إزالة أشباه الجبال الرواسي وهي المعجزات والآيات فالله مجازيهم بمكر أعظم منه، وإما أن يكون "إن" نافية واللام في لتزول مؤكدة لها؛ أي: وما كان مكرهم بالذي يزيل ما هو بمنزلة الجبال وهي الشرائع ودين الله تعالى، فإن قلت على هذا: كيف يجمع بين القراءتين؟
فإن قراءة الكسائي أثبتت أن مكرهم تزول منه الجبال وقراءة غيره نفته؟
قلت: تكون الجبال في قراءة الكسائي إشارة إلى أمور عظيمة غير الإسلام ومعجزاته لمكرهم صلاحية إزالتها والجبال في قراءة الجماعة إشارة لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- من الدين الحق فلا تعارض حينئذ والله أعلم.
وأريد حقيقة الجبال قراءة الكسائي كما قال سبحانه في موضع آخر: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا، أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا}.
وفي قراءة غيره أريد بالجبال ما سبق ذكره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/302]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (801 - وفي لتزول الفتح وارفعه راشدا = وما كان لي إنّي عبادي خذ ملا
قرأ الكسائي: لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ بفتح اللام الأولى ورفع الثانية، وقرأ غيره بكسر الأولى ونصب الثانية). [الوافي في شرح الشاطبية: 303]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لِتَزُولَ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِفَتْحِ اللَّامِ الْأُولَى وَرَفْعِ الثَّانِيَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْأُولَى، وَنَصْبِ الثَّانِيَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/300]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {لتزول} [46] بفتح اللام الأولى ورفع الثانية، والباقون بكسر الأولى ونصب الثانية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 566]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (715- .... .... وافتح لتزول ارفع رما = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ل) ي الخلف وافتح لتزول ارفع (ر) ما = وربّما الخفّ (مدا) (ن) ل واضمما
يعني قرأ قوله تعالى «لتزول منه» بفتح اللام الأولى وبرفع الثانية الكسائي على أنها مخففة من الثقيلة، والباقون بكسر الأولى ونصب الثانية لاحتمال كونها نافية واللام للجر لأنها بعد كون منفي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 259]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(حبر) (غ) نا لقمان (حبر) وأتى = عكس رويس واشبعن أفئدتا
(ل) ى الخلف وافتح لتزول ارفع (ر) ما = ... ... ... ...
ش: أي: قرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو وغين (غنا) رويس ليضلوا عن سبيله هنا [إبراهيم: 30]، وليضل عن سبيل الله بالحج [الآية: 9]، وو جعل لله أندادا ليضل بالزمر [الآية: 8]- بفتح ياء الثلاث على أنه مضارع «ضل» [اللازم].
وكذلك قرأ (حبر) لهو الحديث ليضل في (لقمان) [الآية: 6]، وقوله: (وأتى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/404]
[عكس)، أي: ورد عن رويس] روايتان:
الأولى: ما تقدم، وهو رواية التمار من كل طرقه إلا من طريق أبي الطيب.
والثانية: طريق أبي الطيب، عكس ذلك: بفتح الياء في لقمان، وبضمها في الثلاث.
وقرأ الباقون بضم الأربع على أنه مضارع «أضل»، وعليها قوله [تعالى]: وأضلّوا كثيرا وضلّوا [المائدة: 77].
واختلف عن ذي لام (لى) هشام في فاجعل أفئدة من النّاس تهوي إليهم [إبراهيم: 37]:
فروى عنه الحلواني من طرقه بياء بعد الهمزة هنا خاصة.
وهي من رواية العباس بن الوليد عن أصحابه عن ابن عامر.
قال الحلواني عن هشام: هو من الوفود، فإن كان قد سمع على غير قياس، وإلا فهو لغة المشبعين [من] العرب الذين يقولون: الدراهيم، والصياريف، وليست ضرورة، بل لغة مستعملة.
قال ابن مالك: معروفة، وجعل منها قولهم: «بينا زيد قائم جاء عمرو»، أي: بين أوقات قيام زيد، وأشبعت فتحة النون؛ فتولدت الألف.
وحكى الفراء: أن من العرب من يقول: أكلت لحما شاة ورواها [عن هشام] مع الحلواني أبو العباس البكراوي شيخ ابن مجاهد [ورواها مع هشام عن ابن عامر العباس بن الوليد وغيره].
ورواها سبط الخياط عن الأخفش عن هشام، وعن الداجوني عن أصحابه عن هشام.
قال: ما رأيته منصوصا في «التعليق» قرأت به على الشريف. انتهى.
وأطلق أبو العلاء الخلاف عن جميع أصحاب هشام.
وروى الداجوني من أكثر الطرق عن أصحابه وسائر أصحاب هشام عنه بغير ياء، وكذلك قرأ الباقون.
وقرأ ذو راء (رم) الكسائي وإن كان مكرهم لتزول منه [إبراهيم: 46] بفتح اللام
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/405]
الأولى ورفع الأخيرة، والتسعة بكسر الأولى ونصب الأخيرة.
وجه الفتح: جعل أنّ مخففة من الثقيلة، واللام الأولى هي الفارقة بين المخففة والنافية، والفعل مرفوع.
ووجه الكسر: جعل أنّ نافية ك «ما» واللام للجحود والفعل منصوب بـ «أن» مضمرة بعدها نحو: وما كان الله ليطلعكم على الغيب [آل عمران: 179] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/406] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لِتَزُول" [الآية: 46] فالكسائي بفتح اللام الأولى ورفع الثانية على أن أن مخففة من الثقيلة، والهاء مقدرة واللام الأولى هي الفارقة بين المخففة والنافية، والفعل مرفوع أي: وإنه كان مكرهم وافقه ابن محيصن، والباقون بكسر الأولى ونصب الثانية على أنها نافية، واللام لام الجحود والفعل منصوب بعدها بأن مضمرة، ويجوز جعلها أيضا مخففة من الثقيلة، والمعنى إنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال الثابتة ثباتا وتمكنا من آيات الله تعالى، وشرائعه قاله القاضي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/171]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لتزول} [46] قرأ علي بفتح اللام الأولى، ورفع الثانية، والباقون بكسر الأولى، ونصب الثانية).[غيث النفع: 773]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)}
قراءة الجمهور {وإن كان..} بكسر الهمزة وسكون النون،. وهي «إن» النافية.
[معجم القراءات: 4/513]
ويؤيد القراءة السابقة قراءة عبد الله بن مسعود {وما كان...} فقد جاءت على النفي الصريح بـ «ما».
وذكر الرازي عن علي وعمر أنهما قرأا (وأن كان..) بفتح همزة «أن»، ولعله على تقدير اللام، وبيان مقدار هذا المكر.
{وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}
قراءة الجمهور {وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}، وهي رواية عن علي.
بكسر اللام من: لتزول، ونصب اللام الأخيرة.
إن: في الآية بمعنى «ما» النافية.
واللام في {لتزول} هي لام الجحود، والفعل منصوب بأن مضمرة.
والمعنى: وما كان مكرهم لتزول منه الجبال، وهذا على التصغير والتحقير لمكرهم.
ويحتمل أن تكون {كان} تامة، كما يجوز أن تكون ناقصة، وخبرها محذوف، أو هو الفعل الذي دخلت عليه اللام أي: {لتزول}.
[معجم القراءات: 4/514]
قال العكبري:
«يقرأ بكسر اللام الأولى وفتح الثانية، وهي لام «كي» فعلى هذا في «إن» وجهان:
أحدهما: هي بمعنى «ما» أي ما كان مكرهم لإزالة الجبال، وهو تمثيل أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أنها مخففة من الثقيلة، والمعنى: أنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال في الثبوت، ومثل هذا المكر باطل».
قال مكي: «وكسر اللام الاختيار؛ لأنه أبين في المعنى؛ ولأن الجماعة عليه».
وهي عند الزجاج حسنة جيدة، ورجحها الطبري.
وقرأ ابن مسعود وأبي بن كعب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو إسحاق السبيعي وزيد بن علي وابن عباس وعمرو بن دينار عن عكرمة، وأبو بكر وعمر وعلي وأبو العالية (وإن كاد مكرهم لتزول منه الجبال) بوضع «كاد» مكان «كان».
[معجم القراءات: 4/515]
ولتزول: بفتح اللام الأولى ورفع الثانية.
وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن وثاب وابن محيصن وابن جريج وعلي والكسائي (وإن كان مكرهم لتتزول منه الجبال) ببقاء «كان» على ما جاءت به قراءة الجمهور، وموافقة القراءة السابقة في «لترول» بفتح اللام الأولى وضم الأخيرة.
وتخريج قراءة الرفع في «لتزول» في القراءتين السابقتين على ما يلي:
«إن» هي المخففة من الثقيلة، واللام في «لتزول» هي الفارقة بين «إن» المخففة، و «إن» النافية، وقيل هي نفسها لام التوكيد، وهذا مذهب البصريين، وفرق ابن جني بين اللامين في المحتسب.
وأما على مذهب الكوفيين فـ «إن» نافية، واللام بمعنى «إلا».
فمن قرأ «كاد» بالدال كان المعنى:
إنه يقرب زوال الجبال بمكرهم، ولايقع الزوال، ومن قرأ «كان» بالنون يكون زوال الجبال قد وقع، ويكون في ذلك تعظيم مكرهم وشدته، ويحتمل أن يكون المعنى مع «كان» مثله مع «كاد» أي ليقرب زوالها.
وقرأ سعيد بن جبير (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) بفتح اللام الأولى، ونصب الثانية، وذلك على لغة من فتح لام «كي».
قال ابن جني:
«... قال كان سعيد بن جبير يقرأ... فيفتح اللام، ويردها إلى أصلها، وذلك أن أصل اللام الجارة الفتح...، وحكي أن الكسائي
[معجم القراءات: 4/516]
سمع من أبي حزام العكلي: «ماكنت لآتيك» ففتح لام كي» انتهى من «سر صناعة الإعراب».
وذكر مكي بن أبي طالب في مشكل إعراب القرآن أن بني العنبر يفتحون لام كي، وبعض النحويين يقولون: أصلها الفتح؛ ولذلك فتحت مع المضمر في قولك: هذا لك...، وأكثرهم يقولون أصلها الكسر.
وفي همع الهوامع: «وحكم لام كي الكسر، وفتحها لغة تميم».
وقال المرادي في الجنى الداني:
«وحكى أبو عمرو ويونس وأبو عبيدة وأبو الحسن أن من العرب من يفتحها مع الظاهر على الإطلاق، ولغة عكل وبلعنبر فتحها مع الفعل».
وقرأ أبي بن كعب فيما ذكره أبو حاتم عنه «ولولا كلمة الله لزال من مكرهم الجبال».
وذكر مكي أنها كذلك في مصحفه.
قال أبو حيان:
«وينبغي أن تحمل هذا القراءة على التفسير لمخالفتها سواد المصحف المجمع عليه» ).[معجم القراءات: 4/517]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس