عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ الآيتين (23) ، (24) ]

{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) }

قوله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {هيت لَك} 23
فَقَرَأَ ابْن كثير {هيت لَك} بِفَتْح الْهَاء وتسكين الْيَاء وَضم التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {هيت لَك} بِكَسْر الْهَاء وتسكين الْيَاء وَنصب التَّاء
وروى هِشَام بن عمار بإسناده عَن ابْن عَامر (هئت لَك) من تهيأت لَك بِكَسْر الْهَاء وهمز الْيَاء وَضم التَّاء
كَذَلِك حَدَّثَني ابْن بكر مولى بني سليم عَن هِشَام
وَقَالَ الحلواني عَن هِشَام (هئت لَك) يهمز وَيفتح التَّاء وَيكسر الْهَاء
وَلم يذكر ابْن ذكْوَان في الْهَمْز شَيْئا
وَقَرَأَ عَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {هيت لَك} بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الْيَاء وَفتح التَّاء). [السبعة في القراءات: 347]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (هيت) بكسر الهاء وفتح التاء، مدني، شامي، هشام بكسر
[الغاية في القراءات العشر: 286]
الهاء وضم التاء مختلف بضمه وفتح الهاء مكي). [الغاية في القراءات العشر: 287]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (هيت) [23]: بكسر الهاء: مدني، شامي. بالهمز حمصي، وهشام، وأبو بشر. بضم التاء مكي، وهشام إلا الحلواني). [المنتهى: 2/761]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (هيت لك) بكسر الهاء، وفتح الباقون؛ وكلهم فتحوا التاء إلا ابن كثير فإنه ضمها، وكلهم قرأوا بغير همز إلا هشامًا فإنه همز). [التبصرة: 240]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن ذكوان: {هيت لك} (23): بكسر الهاء، من غير همز، وفتح التاء.
وهشام: كذلك، إلا أنه يهمز. وقد روي عنه: ضم التاء.
وابن كثير: بفتح الهاء، وضم التاء.
والباقون: بفتحهما). [التيسير في القراءات السبع: 321]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وابن ذكوان وأبو جعفر: (هيت لك) بكسر الهاء من غير همز وفتح التّاء، وهشام كذلك إلّا أنه يهمز، وقد روي عنه ضم التّاء، وابن كثير بفتح الهاء [وضم] التّاء والباقون [بفتحهما] ). [تحبير التيسير: 413]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([23]- {هَيْتَ لَكَ} بكسر الهاء: نافع وابن عامر.
بالهمزة: هشام. بضم التاء: ابن كثير.
[الإقناع: 2/670]
وهي رواية الفضل بن شاذان عن الحلواني عن هشام فيما قرأت به من طريق الأهوازي). [الإقناع: 2/671]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (777 - وَهَيْتَ بِكَسْرٍ أَصْلُ كُفْؤٍ وَهَمْزُهُ = لِسَانٌ وَضَمُّ التَّا لِوَى خُلْفُهُ دُلاَ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([777] وهيت بكسرٍ (ا)صلُ (كـ)فؤٍ وهمزه = (لـ)سانٌ وضم التا (لـ)وا خلفه (د)لا
يقال: هيت، أي أسرع، كما يقال: هل.
قال الشاعر:
...أن العراق وأهله = عنق إليك فهيت هيتا
واللام في {لك}، للبيان؛ أي لك أقول، كقولهم: هل لك. وهو مبني على الفتح مثل: أين، وهيت، مثل: عيط، وهيت، مثل: حيث: لغات فيه.
قال الشاعر:
[فتح الوصيد: 2/1014]
ليس قومي بالأبعدين إذا ما = قال داع من العشيرة هيت
وكأن أصل الكلام: هيت لك، أي: دعائي لك، فبناه لما قطعه عن الإضافة، مع تضمنه معناها، كقبل وبعد.
(وهمزه لسان)، أي لغةٌ أيضًا؛ وهو من: هاء يهيء، إذا تهيأ، مثل جاء يجيء.
وفتح التاء هو المشهور عن هشام.
قال في التيسير: «وقد روي عنه ضم التاء».
وقال في غيره: «وبه قرأت في رواية إبراهيم بن عباد عنه».
أبو علي: «يشبه أن يكون الهمزة وفتح التاء وهمًا من الراوي، لأن الخطاب من المرأة ليوسف، ولم يتهيأ لها بدلالة: {ورودته} و{أنا رودته}، و{أني لم أخنه بالغيب}.
وتابعه على ذلك قوم.
[فتح الوصيد: 2/1015]
وقال مكي: «يجب أن يكون اللفظ: هيت لي، ولم يقرأ بذلك أحد».
قال: «وأيضًا، فإن المعنى على خلافه، لأنه لم يزل يفر منها ويتباعد عنها، وهي تراوده وتطلبه وتقد قميصه، فكيف تخبره عن نفسها أنه تقيأ لها؟ ؟ هذا ضد حالها. وقال يوسف: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب}، وهو الصادق في ذلك. فلو كان تهيأ لها، لم يقل هذا ولا ادعاه».
وأقول: ليست القراءة بوهم.
ومعي هئت لك: تهیأت؛ أي تهيا أمرك، لأنها ما كانت تقدر في كل وقت على الخلوة به.
أو يكون هنت، بمعنى: حسنت هيأتك.
ومعنى {لك}، أي: لك أقول.
وقراءة ابن ذكوان ونافع يجوز أن يكون أصلها الهمز ثم خفف.
و(أصل كفؤ): أصل عالم كفؤ.
و(لوا خلفه)، أي المشهور كشهرة اللواء.
و(دلا)، أخرج دلوه ملأى.
و(لوا خلفه): مبتدأ، و(دلا): خبره). [فتح الوصيد: 2/1016]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([777] وهيت بكسرٍ أصل كفؤٍ وهمزه = لسانٌ وضم التا لوا خلفه دلا
ب: (اللسان): اللغة، (اللواء) ممدود -: الراية، (دلا): مضى معناه.
ح: (هيت): مبتدأ، (بكسرٍ): حال، (أصل): خبره، (همزه لسانٌ): مبتدأ وخبر، (ضم التا): مبتدأ، (لوا): مبتدأ ثانٍ، قصرت ضرورة،
[كنز المعاني: 2/333]
(دلا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {هيت لك} بكسر الهاء وفتح التاء، ومعنى (أصل كفؤٍ): مذهب عالم كفؤ للعلم.
وقرأ هشام كذلك، لكن بالهمز، وقرأ أيضًا بخلافٍ عنه بضم التاء، وابن كثير: بضم التاء وفتح الهاء، وأبو عمرو وأهل الكوفة الباقون: بفتح الهاء والتاء.
فحصل خمس قراءات: (هيت) بكسر الهاء وفتح التاء بلا همز لنافع وابن ذكوان، (هئت) بالكسر والفتح مع همزٍ لهشام، (هئتُ) بالكسر والضم مع همز كذلك له، (هيت) بالفتح والضم بلا همز لابن كثير، {هيت} بفتح الهاء والتاء بلا همز لأبي عمرو وأهل الكوفة.
والكل لغات بمعنى: هلم وأقبل). [كنز المعاني: 2/334]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (777- وَهَيْتَ بِكَسْرٍ "أَ"صْلُ "كُـ"ـفْؤٍ وَهَمْزُهُ،.. "لِـ"ـسَانٌ وَضَمُّ التَّا "لِـ"ـوَى خُلْفُهُ "دُ"لا
أي: أصل عالم كفؤ وهمزه لسان؛ أي: لغة وقصر لفظ التاء ولوى ضرورة ولوى خلفه مبتدأ ودلا خبره وقد سبق معناه يقال هيت: كأين وهيت: كحيث وهيت: مثل غيظ قريء بهذه الثلاث اللغات وزاد هشام الهمز وهو من أهل كسر الهاء وضم التاء وفتحها وهو اسم فعل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/265]
بمعنى هلم وأسرع ويقال أيضا هيت كجير ولم يقرأ بهذه اللغة وقيل: المهموز فعل من هاء يهييء كجاء يجيء إذا تهيأ فعلى الفتح وهو المشهور عن هشام يكون خطابا ليوسف على معنى حسنت هيئتك أو على معنى تهيأ أمرك الذي كنت أطلبه؛ لأنها ما كانت تقدر في كل وقت على الخلوة به، وتحتمل قراءة نافع وابن ذكوان أن أصلها الهمز فخففت، وقال أبو علي: يشبه أن يكون "هيت" مهموزا بفتح التاء، وهما من الراوي؛ لأن الخطاب يكون من المرأة ليوسف، وهو لم يتهيأ لها، ولو كان لقالت له: هئت لي، وجوابه أن يقال: وقع قولها لك بيانا لا متعلقا بهيت، والمعنى لك أقول والخطاب لك، ومثله: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}، {بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/266]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (777 - وهيت بكسر أصل كفؤ وهمزة = لسان وضمّ التّا لوا خلفه دلا
قرأ نافع وابن عامر: وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ بكسر الهاء فتكون قراءة غيرهما بفتحها، وقرأ هشام بهمزة ساكنة بعد الهاء، فتكون قراءة غيره بياء ساكنة. وقرأ ابن كثير وهشام بخلف عنه بضم التاء؛ فتكون قراءة غيرهما بفتحها.
والخلاصة: أن نافعا وابن ذكوان يقرءان بهاء مكسورة وبعدها ياء ساكنة مع فتح التاء، ويقرأ هشام بكسر الهاء وبعدها همزة ساكنة، وله في التاء وجهان: الفتح والضم وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وبعدها ياء ساكنة مع ضم التاء وقرأ أبو عمرو والكوفيون بفتح الهاء وبعدها ياء ساكنة مع فتح التاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 295]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: هَيْتَ لَكَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ ذَكْوَانَ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ.
(وَاخْتُلِفَ) عَنْ هِشَامٍ، فَرَوَى
[النشر في القراءات العشر: 2/293]
الْحُلْوَانِيُّ وَحْدَهُ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ عَنْهُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ هَمَزَ، وَهِيَ الَّتِي قَطَعَ بِهَا الدَّانِيُّ فِي التَّيْسِيرِ وَالْمُفْرَدَاتِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَكِّيٌّ، وَلَا الْمَهْدَوِيُّ، وَلَا ابْنُ سُفْيَانَ، وَلَا ابْنُ شُرَيْحٍ، وَلَا صَاحِبُ الْعُنْوَانِ، وَلَا كُلُّ مَنْ أَلَّفَ فِي الْقِرَاءَاتِ مِنَ الْمَغَارِبَةِ عَنْ هِشَامٍ سِوَاهَا، وَأَجْمَعَ الْعِرَاقِيُّونَ أَيْضًا عَلَيْهَا عَنْ هِشَامٍ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرُوا سِوَاهَا، وَقَالَ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ: وَمَا رَوَاهُ الْحُلْوَانِيُّ مِنْ فَتْحِ التَّاءِ مَعَ الْهَمْزَةِ وَهْمٌ لِكَوْنِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ إِذَا هُمِزَتْ صَارَتْ مِنَ التَّهَيُّئِ، فَالتَّاءُ فِيهَا ضَمِيرُ الْفَاعِلِ الْمُسْنَدُ إِلَيْهِ الْفِعْلُ، فَلَا يَجُوزُ غَيْرُ ضَمِّهَا.
(قُلْتُ): وَهَذَا الْقَوْلُ تَبِعَ فِيهِ الدَّانِيُّ أَبَا عَلِيٍّ الْفَارِسِيَّ فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِهِ الْحُجَّةِ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْهَمْزُ وَفَتْحُ التَّاءِ وَهْمًا مِنَ الرَّاوِي؛ لِأَنَّ الْخِطَابَ مِنَ الْمَرْأَةِ لِيُوسُفَ، وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ وَرَاوَدَتْهُ، وَكَذَا تَبِعَهُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ جَمَاعَةٌ، وَقَالَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ: وَالْقِرَاءَةُ صَحِيحَةٌ، وَرَاوِيهَا غَيْرُ وَاهِمٍ، وَمَعْنَاهَا تَهَيَّأَ لِي أَمْرُكَ؛ لِأَنَّهَا مَا كَانَتْ تَقْدِرُ عَلَى الْخَلْوَةِ بِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ، أَوْ حَسُنَتْ هَيْئَتُكَ. وَلَكَ عَلَى الْوَجْهَيْنِ بَيَانٌ، أَيْ: لَكَ أَقُولُ.
(قُلْتُ): وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا زَعَمَ أَبُو عَلِيٍّ، وَمَنْ تَبِعَهُ، وَالْحُلْوَانِيُّ ثِقَةٌ كَبِيرٌ حُجَّةٌ خُصُوصًا فِيمَا رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ وَقَالُونَ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَا عَلَى زَعْمِ مَنْ زَعَمَ، بَلْ هِيَ رِوَايَةُ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ، وَرَوَى الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ هِشَامٍ بِكَسْرِ الْهَاءِ مَعَ الْهَمْزِ وَضَمِّ التَّاءِ، وَهِيَ رِوَايَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ.
(قُلْتُ): وَلِذَلِكَ جَمَعَ الشَّاطِبِيُّ بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ عَنْ هِشَامٍ فِي قَصِيدَتِهِ فَخَرَجَ بِذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ كِتَابِهِ لِتَحَرِّي الصَّوَابِ، وَانْفَرَدَ الْهُذَلِيُّ عَنْ هِشَامٍ مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ بَعْدَ الْهَمْزِ كَابْنِ ذَكْوَانَ، وَلَمْ يُتَابِعْهُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ، وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ فِيهَا، وَوَرَدَ فِيهَا كَسْرُ الْهَاءِ وَضَمُّ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، قِرَاءَةُ ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَابْنِ بَحْرِيَّةَ، وَغَيْرِهِمْ، وَفَتْحُ الْهَاءِ وَكَسْرُ التَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ - قِرَاءَةُ الْحَسَنِ، وَرُوِّينَاهَا عَنِ ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَالصَّوَابُ أَنَّ هَذِهِ السَّبْعَ الْقِرَاءَاتِ
[النشر في القراءات العشر: 2/294]
كُلَّهَا فِي لُغَاتٍ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَهِيَ اسْمُ فِعْلٍ بِمَعْنَى هَلُمَّ، وَلَيْسَتْ فِي شَيْءٍ مِنْهَا فِعْلًا، وَلَا التَّاءُ فِيهَا ضَمِيرُ مُتَكَلِّمٍ وَلَا مُخَاطَبٍ، وَقَالَ: الْفَرَّاءُ وَالْكِسَائِيُّ، هَيْتَ لُغَةٌ وَقَعَتْ لِأَهْلِ الْحِجَازِ فَتَكَلَّمُوا بِهَا وَمَعْنَاهَا تَعَالَ; وَقَالَ الْأُسْتَاذُ أَبُو حَيَّانَ،: وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ مُشْتَقًّا مِنِ اسْمٍ، كَمَا اشْتَقُّوا مِنَ الْحَمْدِ نَحْوَ سَبْحَلَ وَحَمْدَلَ، وَلَا يَبْرُزُ ضَمِيرُهُ لِأَنَّهُ اسْمُ فِعْلٍ، بَلْ يَتَبَيَّنُ الْمُخَاطَبُ بِالضَّمِيرِ الَّذِي يَتَّصِلُ بِاللَّامِ نَحْوَ هَيْتَ لَكَ وَلَكِ وَلَكُمَا وَلَكُمْ وَلَكُنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَثْوَايَ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن ذكوان {هيت لك} [23] بكسر الهاء وفتح التاء من غير همز، واختلف عن هشام، فروى عنه الحلواني كذلك إلا أنه بالهمز، وروى عن الداجوني كسر الهاء والهمز وضم التاء، وابن كثير بفتح الهاء وضم التاء من غير همز، والباقون بفتح الهاء والتاء من غير همز). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (701- .... .... .... هيت اكسرا = عمّ وضمّ التّا لدى الخلف درى
702 - واهمز لنا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (هيت اكسرا) أي قرأ المدنيان وابن عامر «وقالت هيت لك» بكسر الهاء وياء بعدها ساكنة إلا هشاما فإنه همز الياء كما سيأتي، والباقون بالفتح والياء، وضم التاء ابن كثير وهشام بخلاف عنه؛ فنافع وأبو جعفر وابن ذكوان بكسر الهاء وفتح التاء وترك الهمز، وابن كثير بفتح الهاء وضم التاء وترك الهمز، وهشام بكسر الهاء وهمز الياء وضم التاء وفتحها، والباقون بفتح الهاء والتاء؛ فالقراءات في هذه الكلمة لغات). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بشراي حذف اليا (كفى) هيت اكسرا = (عمّ) وضمّ التّا (ل) دى الخلف (د) رى
واهمز (ل) نا والمخلصين الكسر (ك) م = (حقّ) ومخلصا بكاف (حقّ) (عمّ)
ش: أي: (حذف) [ذو] (كفى) الكوفيون ياء يا بشرى [19]؛ فصارت: فعلى، والباقون بإثباتها.
وقرأ [ذو] (عم) المدنيان وابن عامر: قالت هيت لك [23] بكسر الهاء، وياء بعدها ساكنة، إلا ذا لام (لنا) هشام؛ فإنه همز، والباقون بالفتح والياء، وضم التاء ذو دال (درى) ابن كثير.
واختلف فيها عن [ذي] لام (لدى) هشام.
فروى الحلواني وحده من جميع طرقه عنه كابن ذكوان لكنه همز، وهي التي قطع بها في «التيسير»، و«المفردات»، ولم يذكر مكى، والمهدوي، ولا ابن سفيان، ولا ابن شريح، ولا صاحب «العنوان»، ولا كل من ألف في القراءات من المغاربة عن هشام سواه، وأجمع عليها العراقيون عن هشام من طريق الحلواني.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/391]
وقال الداني: «وما رواه الحلواني من فتح التاء مع الهمز وهم، ولا يجوز غير ضمها».
قال [الناظم] - أثابه الله تعالى-: وتبع الداني الفارسي في هذا القول، وتبعه عليه جماعة.
وقال الفارسي: بل هي صحيحة، وراويها غير واهم، ومعناه: تهيأ لي أمرك؛ لأنها ما كانت تقدر على الخلوة معه في كل وقت، أو حسنت هيئتك. ولك [23] على الوجهين بيان، أي أقول لك.
قال الناظم: وكذلك أقول، والحلواني فقيه حجة خصوصا فيما روى عن هشام على أنه لم ينفرد بها، بل هي رواية الوليد بن مسلم عن ابن عامر.
وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام: بكسر الهاء مع الهمزة وضم التاء، وهي رواية ابن عباد عن هشام.
قال الداني في «جامعه»: وهو الصواب؛ ولهذا جمع الشاطبي بين الوجهين عن هشام؛ فخرج بذلك عن طرق كتابه.
فصار المدنيان وابن ذكوان بكسر الهاء وياء وفتح التاء.
وابن كثير بفتح الهاء وياء وضم التاء.
وهشام بكسر الهاء وهمز، وضم التاء وفتحها.
والباقون بفتح الهاء، والتاء، [وياء].
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، ومدلول (حق) البصريان، وابن كثير بكسر لام المخلصين [24]، حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو: إنه من عبادنا المخلصين [يوسف: 24]؛ وكسرها في مريم [51]، وهو مراده بـ (كاف حق) البصريان، وابن كثير، و(عم) المدنيان وابن عامر.
تنبيه:
علم إسكان الهمزة من إطلاقه، وعلم أن ضدها الياء من رسمها، وعلم من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/392]
تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام- أن نحو: قل الله أعبد مخلصا [الزمر: 14]، [و] مخلصين له الدّين [الأعراف: 29] متفق الكسر.
وجه [ثبوت] ياء يا بشراى [يوسف: 19] إضافتها لنفسه، وفتحت على قياسها.
ووجه حذفها: أنه لم يضف، ويحتمل أن يقدر الخصوص؛ فيكون على حد «يا رجل»، والعموم على حد يا حسرة [يس: 30]، ولم ينون؛ للمنع بالتأنيث واللزوم.
و (هيت): اسم [فعل بمعنى:] أسرع، وبنى لمسماه، وفيه لغات:
فتح الهاء مع ثلاث حركات [التاء] ك «حيث».
وكسر الهاء وفتح التاء [مع الياء] والهمزة والكسر والضم [معه]، وعليها جاءت القراءات الأربع.
ولام لك متعلق بمقدر: أقول، أو الخطاب: لك.
ووجه فتح اللامين: أنهما اسما مفعول من: «أخلص»، أي: اختاره الله تعالى لعبادته أو نجاه من السوء على حد: أخلصنهم بخالصة [ص: 46] و[وجه] كسرهما: [أنهما اسما فاعل] منه، أي: أخلص دينه لله أو نفسه لعبادته على حد: وأخلصوا دينهم لله [النساء: 146] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم مثواي [يوسف: 23] في الإمالة، ولأبي جعفر خاطين [97]، ومتّكا [31] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "هَيْت" [الآية: 23] فنافع وابن ذكوان وأبو جعفر بكسر الهاء وياء ساكنة وتاء مفتوحة ففتح الهاء وكسرها لغتان، ومن فتح التاء بناها عليه نحو: كيف وأين ولهشام فيها خلف، فالحلواني من جميع طرقه عنه بكسر الهاء وفتح التاء، كنافع إلا أنه همز وهي قراءة صحيحة، كما في النشر وغيره خلافا لمن وهم الحلواني، ومعناها تهيأ لي أمرك، وأحسنت هيئتك ولك متعلق بمحذوف على سبيل البدل كأنها قالت القول لك، وروى الداجوني كسر الهاء مع الهمز وضم التاء، قال الداني: وهذا هو الصواب، وجمع الشاطبي بين الوجهين ليجري على الصواب، وإن خرج بذلك عن طرقه
[إتحاف فضلاء البشر: 2/143]
وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وياء ساكنة، وضم التاء تشبيها بحيث، وعن ابن محيصن كنافع وعنه فتح الهاء وسكون الياء وكسر التاء على أصل التقاء الساكنين، والباقون بفتح الهاء وسكون التاء وفتح التاء، والجمهور على أنها عربية اسم فعل كلمة حث وإقبال بمعنى هلم، وفيها لغات فتح الهاء بالياء مع تثليث حركة التاء كحيث وكسر الهاء وفتح التاء مع الياء والهمز والكسر والضم معه، وعليها جاءت القراءات الأربع، ولام لك متعلق بمقدر أي: أقول أو الخطاب لك قال في النشر: وليست فعلا ولا التاء فيها ضمير متكلم ولا مخاطب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/144]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "ربي أحسن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/144]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مَثْوَاي" [الآية: 23] الدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق بخلفه على قاعدته كما صوبه في النشر خلافا لمن تعلق بظاهر عبارة التيسير فقطع له بالفتح فقط، والباقون بالفتح وخرج حمزة ومن معه عن أصلهم للتنبيه على رسمها بالألف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/144]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({هيت لك} [23] قرأ نافع والشامي بكسر الهاء، والباقون بالفتح، وقرا هشام بهمزة ساكنة بعد الهاء، والباقون بالياء، وقرأ المكي بضم التاء، والباقون بالفتح.
وفيها أربع قراءات:
نافع وابن ذكوان: بكسر الهاء، وبالياء المدية، وفتح التاء.
والمكي: بفتح الهاء، وبالياء الساكنة، وضم التاء.
والبصري والكوفيون، بفتح الهاء، وبالياء الساكنة، وفتح التاء.
وهشام: بكسر الهاء، والهمزة الساكنة، وفتح التاء.
وزاد رحمه الله تعالى له ضم التاء حيث قال: ........ = وضم التا لوا خلفه دلا
[غيث النفع: 734]
فخرج في ذلك عن طريقه، ولذا لم نتبعه فيه.
وبيان ذلك أن طريقه أحمد الحلواني، كما تقدم، والمروي عنه من جميع طرقه فتح التاء.
قال المحقق: «وهو الذي قطع به الداني في التيسير والمفردات، ولم يذكر مكي ولا المهدوي ولا ابن سفيان ولا ابن شريح ولا صاحب العنوان ولا كل من ألف في القراءات من المغاربة عن هشام سواه، وأجمع العراقيون أيضًا عليه عن هشام من طريق الحلواني، ولم يذكروا سواه، نعم الضمة رواية إبراهيم بن عباد عن هشام، ورواية الداجوني عن أصحابه عن هشام» انتهى ببعض تصرف.
والحامل له والله أعلم على ذلك ما ذكره الداني تبعًا لأبي علي الفارسي في الحجة: «يشبه أن يكون الهمز وفتح التاء وهمًا من الراوي، لأن الخطاب من المرأة ليوسف، ولم يتهيأ، بدليل قوله {وراودته}» وتبعه على ذلك خلق كثير.
[غيث النفع: 735]
قال الشيخ أبو محمد مكي في كتابه الكشف: «وقرأ هشام بالهمزة وفتح التاء، وهو وهم عند النحويين، لأن فتح التاء للخطاب ليوسف عليه السلام، فيجب أن يكون في الفظ (وقالت هئت لي) أي: تهيأت لي يا يوسف، ولم يقرأ بذلك أحد أيضًا، فإن المعنى على خلافه، فإنه نفر منها وتباعد عنها، وهي تراوده وتطلبه وتقد قميصه، فكيف تخبره عن نفسه أنه تهيأ لها، هذا ضد حاله.
وقد قال يوسف عليه السلام {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} [52] وهو الصادق في ذلك، فلو كان تهيأ لها لم يقل هذا ولا ادعاه» انتهى، وذكر مثله في تفسير مشكل الإعراب.
قلت: وما نسبوه للحلواني من الوهم، هم أحق به، لأنه إمام ثقة حافظ ضابط من كبار الحذاق المجودين، كما وصفه بذلك أهل الطبقات، خصوصًا فيما رواه عن هشام وقالون، على أنه لم ينفرد به، بل رواه الوليد بن مسلم عن الشامي.
ويحتمل من التأويل وجوهًا، منها:
[غيث النفع: 736]
ما ذكره أبو عبد الله محمد الفاسي ونقله المحقق وارتضاه، أن المعنى: «تهيأ لي أمرك، لأنها ما كانت تقدر على الخلوة في كل وقت، أو: حسنت هيئتك، و{لك} على الوجهين بيان، أي: لك أقول» انتهى.
وقوله (حسنت) هو فعل ماض قاصر، مضموم العين، والتاء ساكنة للتأنيث، و(هيئتك) فاعل، أي: تهيأت للمراودة بما جعل الله فيك من الجمال الفائق، والحسن الرائق، والعفة الكاملة، والإعراض الكلي عن كل ما سوى الله تعالى، وذلك من أعظم أسباب المراودة، وتكون الآية من أعظم الثناء على يوسف عليه السلام.
ولا يصح أن يكون بتثقيل السين والتاء فاعله، و(هيئتك) مفعوله، لأن اللازم يصير متعديًا بالتثقيل، لأنه يصير معناه: حسنت هيئتك بما هو داخل تحت كسبك عادة، كلبس الثياب الجميلة ومس الرائحة الطيبة، وإزالة ما يستنكر وينفر عادة، وهاذ كلام يلام عليه إن علم أنه يترتب عليه ما لا يجوز، وأحرى إن قصد ذلك، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام عصموا من ما هو أدنى من هذا.
وقوله (و{لك} على الوجهين بيان) أي كقول العرب: سقيًا لزيد، فاللام متعلقة بمحذوف، استؤنف للتبيين، أي إرادتي لك، وكأنها لشدة شغفها به ومحبتها له خشيت أن يتوهم أن الخطاب لغيره.
ويحتمل كما قال أبو البقاء: أنها لغة في الكلمة التي هي اسم فعل بمعنى هلم وأقدم، وليست هي فعلاً، ولا التاء فيها ضمير تكلم ولا خطاب.
[غيث النفع: 737]
وقد جزم المحقق وغيره بثبوت هذه اللغة، وهو ظاهر كلام القاموس، حيث قال: «و(هيت لك) مثلث الآخر، وقد يكسر أوله، أي: هلم».
فترجع قراءته في المعنى إلى قراءة غيره.
ويحتمل أن {هئت} بمعنى: تهيأت، وهو بمعناه الحقيقي من غير توسع، وهي كاذبة في قولها، قصدت إغواءه وخداعه، والكذب عليها جائز، وقد قصدت ما هو أعظم منه، وغلقت لأجله سبعة أبواب.
والعشاق يقولون أكثر من ذلك، وحكاياتهم كما في رسالة القشيري والإحياء وغيرهما تدل على ذلك، مع أنها كانت إذ ذاك مشركة، ولا يلحق يوسف عليه الصلاة والسلام بقولها هذا عيب ولا نقص، بل يدل على تنزيهه عن كل مذموم.
ولا يعكر علينا: (أن الله عز وجل ذكر ذلك، فكيف يخبر بما هو كذب؟!) فإن الله عز وجل أخبر بمقالات الكفار في أنبيائهم، وقولهم محض كذب وزور، لأن المراد الإخبار بالقول الصادر من المتكلم، بقطع النظر عن كونه صادقًا فيه أو كاذبًا.
وهذا الأخير وإن لم أره في كلام أحد، فهو أقربها عندي، لبعده عن التكلف، والله تعالى أعلم). [غيث النفع: 738]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ربي أحسن} [23] قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 738]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)}
{وَرَاوَدَتْهُ}
قراءة الجماعة {وراودته} بألف من المراودة.
وقرئ (روَّدته) بتشديد الواو من غير ألف وهو معنى قراءة الجماعة.
{وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ}
قراءة الجماعة {وغلقت الأبواب} بتضعيف اللام، وهو تضعيف
[معجم القراءات: 4/216]
تكثير بالنسبة إلى وقوع الفعل بكل باب باب.
قال الشهاب: «والتشديد للتكثير، يعني أنه للتكثير في المفعول إن قلنا بتعددها، فإن التفعيل يكون لتكثير الفاعل والمفعول، فإن لم نقل به فهو لتكثير الفعل، فكأنه غلق مرة بعد مرة، أو بمغلاق بعد مغلاق، وجمع الأبواب حينئذ إما لجعل كل جزء منه كأنه باب، أو لجعل تعدد إغلاقه بمنزلة تعدده.».
وذكر ابن جني أنه قرئ (وأغلقت الأبواب)، وانفرد ابن جني بذكرها، فلم أجدها في مرجع آخر مما بين يدي.
وفي التاج:
«وربما قالوا: أغلقت الأبواب يراد بها الكثير، نقله سيبويه، وقال: وهو عربي جيد...»، ومثل هذا عند الجوهري.
وذكر بيت الفرزدق:
ما زلت أفتح أبوابًا وأغلقها = حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
وقال الراغب: «وغلقته على التكثير، وذلك إذا أغلقت أبوابًا كثيرة، أو أغلقت بابًا واحدًا مرارًا، أو أحكمت إغلاق باب، وعلى هذا قوله تعالى (وغلقت الأبواب).
قال الأزهري: روى أبو يعلى عن الأصمعي، وعن حماد بن سلمة أنه قال: قرأت في مصحف أبي بن كعب (وترعت الأبواب).
قال: هو في معنى (غلقت الأبواب).
[معجم القراءات: 4/217]
قال الزبيدي بعد هذا النص:
«قلت: وهي أيضًا قراءة أنس رضي الله عنه، وقراءة أبي صالح كما في العباب».
وقالوا:
الترعة: الباب، وفتح ترعة الدار: أي بابها، وهو مجاز، وبه فسر حديث «إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة»، كأنه قال: على باب من أبواب الجنة.
وترع الباب تتريعًا: أغلقه.
وجاء في المحرر لابن عطية: «وفي مصحف ابن مسعود: وقرعت الأبواب» وكذلك رويت عن الحسن».
قلت: هنا تحريف، صوابه: (وترعت) كالقراءة السابقة، وفات المحققين إدراكه.
{هَيْتَ لَكَ}
قرأ أبو عمرو وعاصم وحفص وحمزة والكسائي ومسروق والحسن ويعقوب وخلف والأعمش، وهي الصحيحة من قراءة أبن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وابن مسعود وقتادة، وهي رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {هيت...} بفتح الهاء والتاء وسكون
[معجم القراءات: 4/218]
الياء، ومعناها: تعال، وبناء التاء على الفتح إنما هو للتخفيف نحو: أين، وكيف.
قال الزجاج:
«فأما الفتح... فلأنها بمنزلة الأصوات، ليس منها فعل يتصرف، ففتحت التاء لسكونها وسكون الياء، واختير الفتح لأن قبل التاء ياء، كما قالوا: كيف، وأين».
وهذه القراءة عند الزجاج أجود القراءات، وهي عند الطبري أولى من غيرها؛ لأنها اللغة المعروفة في العرب دون غيرها، وأنها فيما ذكروا قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الفراء:
«... عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {هيت}، ويقال: إنها لغة لأهل حورانسقطت إلى مكة فتكلموا بها».
وذهب غير الفراء إلى أنها لغة عبرانية (هيتلخ)، أي تعال فأعربه القرآن، وقال آخر إنها سريانية، وذهب السدي إلى أنها قبطية، وهي عند مجاهد وغيره عربية تدعوه بها إلى نفسها، وهي كلمة حث وإقبال.
قال أبو حيان:
«ولا يبعد اتفاق اللغات في لفظ، فقد وجد ذلك في كلام العرب مع لغات غيرهم، وقال الجوهري: «هوت وهیت به صاح فدعاه»،
[معجم القراءات: 4/219]
ولا يبعد أن يكون مشتقًا من اسم الفعل كما اشتقوا من الجمل نحو: سبحل وحمدل، ولما كان اسم فعل لم يبرز فيه الضمير، بل يدل على رتبة الضمير بما يتصل باللام من الخطاب نحو: هيت لك، وهيت لك، وهيت لكما، وهيت لكم، وهيت لكن».
وقرأ الوليد بن عتبة وأبو العالية (هئت) بكسر الهاء والتاء مع الهمز.
وقرأ ابن عامر ونافع وأبو جعفر وابن ذكوان والأعرج وشيبة وابن مسعود وابن محيصن وعلي بن أبي طالب (هيت...) بكسر الهاء، وياء بعدها ساكنة، ثم فتح التاء، على وزن قيل وغيض.
وذكروا أنها لغة قوم يؤثرون كسر الهاء على فتحها.
وذكروا عن ابن أبي إسحاق أنه قرأ (هيت) بكسر الياء.
وقرأ ابن عامر والحلواني عن هشام، وهي رواية عن ابن مسعود،
[معجم القراءات: 4/220]
وقالون والوليد بن مسلم عن نافع (هيئت...) بكسر الهاء، والهمز الساكن وفتح التاء.
قال الشهاب:
«قال الداني - رحمه الله تعالى: إنه وهم؛ لكونه فعلًا من التهيؤ، فلا بد من ضم تائه حينئذٍ، وقد تبع في هذا الفارسي في الحجة حيث قال:
إنه وهم من الراوي؛ لأن يوسف عليه الصلاة والسلام لم يتهيأ لها بدليل قوله: راودته إلخ، وتبعه جماعة.
قال الشهاب: وهي صحيحة، ومعناها تهيأ إلي أمرك؛ لأنها لم تتيسر لها الخلوة قبل ذلك، أو حسنت هيأتك، أي أقول لك، وهي صحيحة مروية عن هشام - رحمه الله - من طرق».
وقال العكبري:
والأشبه أن تكون الهمزة بدلًا من الياء، أو تكون لغة في الكلمة التي هم اسم للفعل، وليست فعلًا؛ لأن ذلك يوجب أن يكون الخطاب ليوسف عليه السلام وهو فاسد من وجهين:
أحدهما: أنه لم يتهيأ لها، وإنما هي تهيأت له.
والثاني أنه قال: ولو أراد الخطاب لكان: هئت لي.
[معجم القراءات: 4/221]
قرأ علي وأبو وائل وأبو رجاء ويحيى وعكرمة ومجاهد والداجوني لهشام وقتادة وطلحة بن مصرف والمقري وابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي وشقيق بن سلمة وابن أبي إسحاق وأبو عمرو في رواية والحلواني وعاصم، وهشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر وكذلك ابن بكر مولى بني سليم عن هشام وهو رواية الشعبي عن ابن مسعود، وابن عباس وأبو الدرداء (هيئت) بكسر الهاء مع الهمز وضم التاء، ومعناه: تهيأت لك.
قال ابن جني:
«وأما هيئت، بالهمز وضم التاء فعل، يقال فيه: هئت أهيء هيئةً كنت أجيء جيئةً، أي تهيأت، وقالوا أيضًا: هي أهاء كخفت أخاف، هذا بمعنى خذ».
وقال أبو عبيدة:
«سئل أبو عمرو عن قراءة من قرأ بكسر الهاء وضم التاء مهموزًا، فقال أبو عمرو: باطلٌ جعلها من تهيأت، اذهب فاستعرض العرب حتى تنتهي إلى اليمن هل تعرف أحدًا يقول هذا؟!».
وقال الكسائي: «لم تحك «هيئت» عن العرب.
قال عكرمة:
[معجم القراءات: 4/222]
(هئت لك) أي تهيأت لك، وتزينت، وتحسنت، وهي قراءة غير مرضية؛ لأنها لم تستمع في العربية».
وقال النحاس:
«وهي جيدة عند البصريين؛ لأنه يقال: هاء الرجل يهاء ويهيء هيئة، فهاء يهيء مثل جاء يجيء، وهيئت مثل جئت».
وقرأ زيد بن علي وابن أبي إسحاق وابن محيصن والأعمش وطلحة ابن مصرف وأبو وائل وابن مسعود والهذلي منفردًا عن هشام (هيت) بكسر الهاء، وتسهيل الهمزة، وضم التاء.
وقرأ ابن كثير وأبو عبد الرحمن السلمي (هيت) مثل: حيث، بفتح الهاء، وياء ساكنة، بعدها تاء مضمومة.
قال الزجاج:
«ومن قال: هيت ضمها لأنها في معنى الغايات؛ كأنها قالت: دعائي لك، ولما حذفت الإضافة وتضمنت معناها بنيت على الضم كما بنيت حيث ومنذ يا هذا».
[معجم القراءات: 4/224]
وقال العكبري:
ومنهم من ضم أي التاء شبهه بحيث، واللام على هذا للتبيين مثل التي في قولهم: سقيًا لك».
وقرأ ابن عباس بخلاف عنه وأبو الأسود الدؤلي والحسن وابن أبي إسحاق وابن محيصن وعيسى بن عمر الثقفي وعاصم الجحدري وأبو رزين وحميد (هيت) مثل: جير، بفتح الهاء وسكون الياء، وكسر التاء على أصل التقاء الساكنين.
وقرأ ابن عباس وابن السميفع (هييت) مثل حييت، وهو فعل مبني للمفعول، مسهل الهمزة من هيأت الشيء.
وقرأ علي وابن عباس وعكرمة وابن مسعود وابن السميفع وابن يعمر والحجدري (هيئت)وهو فعل صريح كقولك: أصلح لك، أي: فدونك.
قال ابن جني:
«وأما هيئت، ففعل صريح، كهنئت لك، كقولك: أصلحت لك، أي فدونك، وما انتظارك؟. واللام في لك متعلقة بالفعل نفسه».
وقال العكبري: «والقراءة الخامسة: هيئت لك، وهي غريبة».
[معجم القراءات: 4/224]
وقرأ علي بن أبي طالب وابن خيثم (هيت) بكسر الهاء، بعدها ياء ساكنة، وتاء مكسورة، لالتقاء الساكنين.
ونقل هذه القراءة أبو حيان عن النحاس من غير عزو لقارئ، وقد أخذ هذا عن المحرر ولم أجدها عند النحاس، ثم ذكر الزجاج أنها قراءة علي، رضي الله عنه.
وقرأ علي بن أبي طالب وأبي بن كعب (ها أنا لك).
تعليقات:
قال ابن مسعود:
وقد سمعت القراء، فسمعتهم متقاربين، فاقرأوا كما علمتم، وإياكم والتنطع والاختلاف، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال».
وجاء في القرطبي.
«قال عبد الله بن مسعود: «لا تقطعوا في القرآن، فإنما هو مثل قول أحدكم: هلم وتعال».
وذكر أبو حيان أنها تسع قراءات، وذكر صاحب التاج أنهم أوصلوا القراءات إلى سبع، وإلى مثل هذا ذهب الشهاب، والنحاس، والقرطبي.
قلت: وبعد حصر هذه القراءات وجمعها من مظانها فقد بلغت إحدى عشرة قراءة على النحو الذي ترى.
[معجم القراءات: 4/225]
قال النحاس:
«فيها سبع قراءات، فمن أجل ما فيها وأصحه إسنادًا ما رواه الأعمش عن أبي وائل قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقرأ: هيت لك، قال: فقلت: إن قومًا يقرأونها: هيت لك، فقال: إنما أقرأ كما علمت».
{لَكَ قَالَ}
أدغم الكاف في القاف أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (إنه ربي أحسن) بفتح ياء الإضافة.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب {إنه ربي أحسن} بسكون الياء.
{مَثْوَايَ}
قراءة الجماعة (مثواي) بألف بعد الياء.
وقرأ أبو الطفيل والجحدري (مثوي).
وذكرت من قبل قراءته (بشرى) في الآية/۱۹ من هذه السورة.
ب. الإمالة:
أمال الدوري عن الكسائي (مثواي).
وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح، فلم يميلوا للتنبيه على رسمها بالألف.
ج- حركة الياء (مثواي إنه):
قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع في المشهور عنه وعاصم
[معجم القراءات: 4/226]
وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (مثواي إنه) بفتح الياء.
وقرأ ورش عن نافع (مثواي إنه) بسكون الياء من إجراء الوصل مجرى الوقف.
قال ابن مجاهد بعد ذكر هذه القراءة:
«ورأيت أصحاب ورش لا يعرفون هذا، ويروون عنه بفتح الياء في هذا كله» ). [معجم القراءات: 4/227]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في فتح اللَّام وَكسرهَا من قَوْله {إِنَّه من عبادنَا المخلصين} 24
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {المخلصين} و{مخلصا} مَرْيَم 51 بِكَسْر اللَّام وتابعهم نَافِع في قَوْله {إِنَّه كَانَ مخلصا} في مَرْيَم بِكَسْر اللَّام وَقَرَأَ سَائِر الْقُرْآن {المخلصين} بِفَتْح اللَّام
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {المخلصين} و{مخلصا} في سُورَة مَرْيَم بِفَتْح اللَّام أما مَا فِيهِ الدّين مثل {مُخلصين لَهُ الدّين} الْأَعْرَاف 29 وَمثل {مخلصا لَهُ الدّين} الزمر 11 أَو ديني مثل {مخلصا لَهُ ديني} الزمر 14 فَلم يخْتَلف فِيهِ أَنه بِكَسْر اللَّام). [السبعة في القراءات: 348]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((المخلصين) بفتح اللام، حيث كان مدني، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 287]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (المخلصين) [24]: بفتح اللام حيث جاء مدني، وكوفي، وأيوب). [المنتهى: 2/761]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأهل الكوفة (المخلصين) إذا كان بالألف واللام بفتح اللام التي بعد الخاء حيث وقع، وكسرها الباقون، وأما قوله عز وجل (إنه كان مخلصا) في مريم فإن الكوفيين فتحوا اللام، وكسرها الباقون). [التبصرة: 240]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، ونافع: {المخلصين} (24)، إذا كان في أوله ألف ولام، حيث وقع: بفتح اللام.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 321]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون ونافع وأبو جعفر: (المخلصين) إذا كان في أوله ألف ولام حيث وقع بفتح اللّام، والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 413]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الْمُخْلَصِينَ) بفتح اللام حيث وقع مدني، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وأيوب، والحسن، وكوفي، زاد ابْن مِقْسَمٍ والزَّعْفَرَانِيّ وأيوب والحسن وكوفي غير جبلة، وابن الحسن غير أبي بكر في مريم، زاد
[الكامل في القراءات العشر: 575]
الزَّعْفَرَانِيّ إذا كان مضافا إلى الأنبياء، زاد ابْن مِقْسَمٍ حيث وقع، وهو الاختيار ليكون اللَّه أخلصهم، وقد قال: (إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ)، الباقون بكسر اللام). [الكامل في القراءات العشر: 576]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([24]- {الْمُخْلَصِينَ} بفتح اللام حيث وقع: الكوفيون ونافع). [الإقناع: 2/671]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (778 - وَفِي كَافَ فَتْحُ الَّلامِ فِي مُخْلِصاً ثَوَى = وَفِي الْمُخْلِصِينَ الْكُلّ حِصْنٌ تَجَمَّلاَ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([778] وفي كاف فتح اللام في مخلصا (ثـ)وى = وفي المخلصين الكل (حصنٌ) تجملا
{المخلصين} بكسر اللام، أي أخلصوا دينهم لله.
وبفتحها، أخلصهم الله؛ أي اجتباهم؛ أو أخلصهم من السوء، مثل خلصهم). [فتح الوصيد: 2/1017]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([778] وفي كاف فتح اللام في مخلصًا ثوى = وفي المخلصين الكل حصنٌ تجملا
[كنز المعاني: 2/334]
ح: (فتح): مبتدأ، (ثوى): خبره، (في كاف): ظرفه، (في مخلصًا): حال من ضمير (ثوى)، (حصنٌ): مبتدأ، (تجملا): صفته، (في المخلصين) خبر، (الكل): تأكيده.
ص: أي: قرأ الكوفيون: {إنه كان مخلصًا} في كاف سورة مريم [51] بفتح اللام، وهم ونافع: {المخلصين} في كل القرآن بفتح اللام على أن الله تعالى أخلصهم لكرامته، كما قال تعالى: {إنا أخلصناهم بخالصةٍ} [ص: 46]، والباقون: بكسرها فيهما على أنهم أخلصوا عبادتهم لله، نحو: {وأخلصوا دينهم لله} [النساء: 146]، وعرف (المخلصين) ليخرج {مخلصين له الدين} [الأعراف: 29]، إذ لا خالف في كسر لامه). [كنز المعاني: 2/335]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (778- وَفِي كَافَ فَتْحُ الَّلامِ فِي مُخْلِصًا "ثَـ"ـوَى،.. وَفِي المُخْلِصِينَ الكُلّ "حِصْنٌ" تَجَمَّلا
يريد: {إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا}، في سورة مريم وسماها "كاف"؛ لأنها استفتحت بهذه الحروف فصارت كصاد ونون وقاف، وفي قوله: وفي المخلصين الكل؛ أي: حيث جاء معرفا باللام فقوله: {مخلصين له الدين} لا خلاف في كسر لامه، ومعنى الكسر أنهم أخلصوا لله دينهم،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/266]
ومعنى الفتح أخلصهم الله؛ أي: اجتباهم وأخلصهم من السوء والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/267]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (778 - وفي كاف فتح اللّام في مخلصا ثوى = وفي المخلصين الكلّ حصن تجمّلا
قرأ الكوفيون: إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً في مريم بفتح اللام. فتكون قراءة غيرهم بكسرها.
وقرأ نافع والكوفيون بفتح اللام في لفظ الْمُخْلَصِينَ* في كل مواضعه نحو: إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ. فتكون قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر بكسر اللام في هذا اللفظ حيث ورد في القرآن الكريم، وتقييد الْمُخْلَصِينَ* بمريم للاحتراز عن نحو: مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ*، مُخْلِصاً لَهُ دِينِي؛ فإنه بالكسر اتفاقا كذلك تقييد المخلصين بالاقتران
بأل التعريفية للاحتراز عن: مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ*: فإنه بكسر اللام اتفاقا أيضا). [الوافي في شرح الشاطبية: 295]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْمُخْلَصِينَ حَيْثُ وَقَعَ، وَفِي مُخْلَصًا فِي مَرْيَمَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ اللَّامِ مِنْهُمَا وَافَقَهُمُ الْمَدَنِيَّانِ فِي الْمُخْلَصِينَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ اللَّامِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/295]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {المخلصين} حيث جاء، و{مخلصًا} في مريم [51] بفتح اللام، وافقهم المدنيان في {المخلصين}، والباقون بالكسر فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 555]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (702- .... .... والمخلصين الكسر كم = حقٌّ ومخلصًا بكافٍ حقّ عم). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واهمز (ل) نا والمخلصين الكسر (ك) م = (حقّ) ومخلصا بكاف (حقّ) (عم)
أي قرأ ابن عامر والبصريان وابن كثير لام المخلصين حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو «إنه من عبادنا المخلصين» وكسرها في مريم وهو مراده بكاف من
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254]
قوله تعالى: إنه كان مخلصا البصريان وابن كثير، والمدنيان وابن عامر على أنه اسم فاعل: أي أخلص الرجل دينه لله «وأخلصوا دينهم لله» والباقون بالفتح فيهما على اسم مفعول به: أي أخلص وأخلصوا، وقول الناظم رحمه الله: ومخلصا بكاف، احترز به من قوله تعالى: قل الله أعبد مخلصا، ومخلصين له الدين فإنه لا خلاف في كسرهما). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 255]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بشراي حذف اليا (كفى) هيت اكسرا = (عمّ) وضمّ التّا (ل) دى الخلف (د) رى
واهمز (ل) نا والمخلصين الكسر (ك) م = (حقّ) ومخلصا بكاف (حقّ) (عمّ)
ش: أي: (حذف) [ذو] (كفى) الكوفيون ياء يا بشرى [19]؛ فصارت: فعلى، والباقون بإثباتها.
وقرأ [ذو] (عم) المدنيان وابن عامر: قالت هيت لك [23] بكسر الهاء، وياء بعدها ساكنة، إلا ذا لام (لنا) هشام؛ فإنه همز، والباقون بالفتح والياء، وضم التاء ذو دال (درى) ابن كثير.
واختلف فيها عن [ذي] لام (لدى) هشام.
فروى الحلواني وحده من جميع طرقه عنه كابن ذكوان لكنه همز، وهي التي قطع بها في «التيسير»، و«المفردات»، ولم يذكر مكى، والمهدوي، ولا ابن سفيان، ولا ابن شريح، ولا صاحب «العنوان»، ولا كل من ألف في القراءات من المغاربة عن هشام سواه، وأجمع عليها العراقيون عن هشام من طريق الحلواني.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/391]
وقال الداني: «وما رواه الحلواني من فتح التاء مع الهمز وهم، ولا يجوز غير ضمها».
قال [الناظم] - أثابه الله تعالى-: وتبع الداني الفارسي في هذا القول، وتبعه عليه جماعة.
وقال الفارسي: بل هي صحيحة، وراويها غير واهم، ومعناه: تهيأ لي أمرك؛ لأنها ما كانت تقدر على الخلوة معه في كل وقت، أو حسنت هيئتك. ولك [23] على الوجهين بيان، أي أقول لك.
قال الناظم: وكذلك أقول، والحلواني فقيه حجة خصوصا فيما روى عن هشام على أنه لم ينفرد بها، بل هي رواية الوليد بن مسلم عن ابن عامر.
وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام: بكسر الهاء مع الهمزة وضم التاء، وهي رواية ابن عباد عن هشام.
قال الداني في «جامعه»: وهو الصواب؛ ولهذا جمع الشاطبي بين الوجهين عن هشام؛ فخرج بذلك عن طرق كتابه.
فصار المدنيان وابن ذكوان بكسر الهاء وياء وفتح التاء.
وابن كثير بفتح الهاء وياء وضم التاء.
وهشام بكسر الهاء وهمز، وضم التاء وفتحها.
والباقون بفتح الهاء، والتاء، [وياء].
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، ومدلول (حق) البصريان، وابن كثير بكسر لام المخلصين [24]، حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو: إنه من عبادنا المخلصين [يوسف: 24]؛ وكسرها في مريم [51]، وهو مراده بـ (كاف حق) البصريان، وابن كثير، و(عم) المدنيان وابن عامر.
تنبيه:
علم إسكان الهمزة من إطلاقه، وعلم أن ضدها الياء من رسمها، وعلم من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/392]
تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام- أن نحو: قل الله أعبد مخلصا [الزمر: 14]، [و] مخلصين له الدّين [الأعراف: 29] متفق الكسر.
وجه [ثبوت] ياء يا بشراى [يوسف: 19] إضافتها لنفسه، وفتحت على قياسها.
ووجه حذفها: أنه لم يضف، ويحتمل أن يقدر الخصوص؛ فيكون على حد «يا رجل»، والعموم على حد يا حسرة [يس: 30]، ولم ينون؛ للمنع بالتأنيث واللزوم.
و (هيت): اسم [فعل بمعنى:] أسرع، وبنى لمسماه، وفيه لغات:
فتح الهاء مع ثلاث حركات [التاء] ك «حيث».
وكسر الهاء وفتح التاء [مع الياء] والهمزة والكسر والضم [معه]، وعليها جاءت القراءات الأربع.
ولام لك متعلق بمقدر: أقول، أو الخطاب: لك.
ووجه فتح اللامين: أنهما اسما مفعول من: «أخلص»، أي: اختاره الله تعالى لعبادته أو نجاه من السوء على حد: أخلصنهم بخالصة [ص: 46] و[وجه] كسرهما: [أنهما اسما فاعل] منه، أي: أخلص دينه لله أو نفسه لعبادته على حد: وأخلصوا دينهم لله [النساء: 146] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/393] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال حرفي "رأى" في الموضعين ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف، والأكثرون عن الداجوني عن هشام وأبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى، وقللهما الأزرق مع تثليث الهمزة وأمال الهمزة وفتح الراء أبو عمر، والخلاف عن السوسي في الراء ليس من طرق الكتاب كما مر، والباقون بفتحهما، وبه قرأ الجمهور عن الحلواني عن هشام وكذا العليمي عن أبي بكر، وأما فتح الراء عنه مع إمالة الهمزة فانفرادة كما مر "وسهل" الثانية كالياء من "الفحشاء إنه" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو
[إتحاف فضلاء البشر: 2/144]
جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "المخلُصِين" [الآية: 24] حيث جاء بأل وفي "مُخْلَصًا" [بمريم الآية: 51] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح اللام منهما اسم مفعول وافقهم الأعمش، وقرأ نافع وأبو جعفر بفتح لام المخلصين خاصة، والباقون بالكسر فيهما اسم فاعل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/145]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({رءا} [24 28] معًا، ما فيه لورش من المد والتوسط والقصر لا يخفى، وحكم إمالته سيأتي قريبًا إن شاء الله تعالى). [غيث النفع: 739] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({والفحشآء إنه} [24] تسهيل الهمزة الثانية للحرميين والبصري، وتحقيقها للباقين لا يخفى). [غيث النفع: 739]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({المخلصين} قرأ نافع والكوفيون بفتح اللام، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 739]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)}
{رَأَى}
أمال الراء والهمزة حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان وأبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى، والأكثرون عن الداجوني عن هشام والأعمش (رأی).
وقرأ الأزرق وورش بالتقليل فيهما، ولهما في الهمزة المد والتوسط والقصر على أصل ورش.
وأمال الهمزة وفتح الراء أبو عمرو (رأی).
وعن السوسي خلاف في الراء، فقد انفرد أبو القاسم الشاطبي بإمالة الراء عن السوسي، وذكر غيره عنه الفتح.
وقرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وحفص عن عاصم وقالون والحلواني عن هشام والعليمي عن أبي بكر بفتح الهمزة والراء معًا (رأى).
{لِنَصْرِفَ}
قراءة الجماعة بنون العظمة (لنصرف).
[معجم القراءات: 4/227]
وقرأ الأعمش (ليصرف) بياء الغيبة، ويعود الضمير على (ربه).
{السُّوءَ}
لحمزة وهشام في الوقف وجهان:
١- النقل: أي نقل حركة الهمزة إلى الواو قبلها.
۲ - الإدغام: تخفف الهمزة بإبدالها واوًا، ثم يدغم ما قبلها فيها، فتصبح صورتها: (السو).
{وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ}
هنا همزتان من كلمتين، الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة، وفيهما ما يلي:
الأول: تسهيل الهمزة الثانية كالياء، وتحقيق الأولى، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر ورويس.
الثاني: تحقيق الهمزتين: وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر ويعقوب وروح وخلف والحسن والأعمش.
الثالث: في الوقف: إذا وقف حمزة وهشام على (الفحشاء) أبدلا الهمزة ألفا مع المد والتوسط والقصر.
{الْمُخْلَصِينَ}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي ونافع وأبو جعفر وخلف والأعمش والحسن «المخلصين» بفتح اللام اسم مفعول، من أخلصهم الله أي اجتباهم واختارهم.
وقرأ أبو عمرو ابن عامر وابن كثير ويعقوب والحسن وأبو رجاء (المخلصين)
[معجم القراءات: 4/228]
بكسر اللام اسم فاعل من «أخلص»، والمفعول محذوف، أي: المخلصين أنفسهم أو دينهم). [معجم القراءات: 4/229]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس