عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (15) إلى الآية (18) ]

{ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({غيابات} [10، 15]: [بألف] فيهما مدني، وأبو بشر.
(تلتقطه) [10]: بالتاء ابن كيسة). [المنتهى: 2/759] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (غيابت الجب) في الموضعين هنا بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد؛ وكلهم قرأوا (لا تأمنا) بإشمام النون الساكنة الضم بعد الإدغام، وقبل استكمال التشديد، هذه ترجمة القراء). [التبصرة: 239] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {غيابات الجب} (10، 15)، في الموضعين: على الجمع.
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 319] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (غيابات الجب) في الموضعين على الجمع والباقون على التّوحيد). [تحبير التيسير: 412] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([10]- {غَيَابَتِ} فيهما [10، 15] جمع: نافع). [الإقناع: 2/669] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (773 - غَيَابَاتٍ فِي الْحَرْفَيْنِ بِالْجَمْعِ نَافِعٌ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 61] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع (نافعٌ) وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياءُ (حصن) تطولا
[775] ويرتع سكون الكسر في العين (ذ)و (حـ)مى = وبشراي حذف الياء (ثـ)بتٌ وميلا
[776] (شـ)فاء وقلل (جـ)هبذا وكلاهما = عن (ابن العلا) والفتح عنه تفضلا
الغيابة: كل شيء غيبت فيه شيئًا.وقيل للحد: غيابةٌ: من ذلك؛ قال الشاعر:
إذا أنا يومًا غيبتني غيابتي = فسيروا بسيري في العشيرة والأهل
وغيابة البئر، في جانبه فوق الماء
[فتح الوصيد: 2/1007]
ووجه الجمع، أن يجعل كل موضع ما يغيب غيابةً، ثم يجمع ذلك؛ أو كان في الجب غيابات جماعةٍ، أي ألقوه في بعض غيابات الحب، كما تقول: ألقي زيد في هذه الحفر، أي: في بعضها.
ويقال: غاب يغيب غيبًا وغيابة وغيابًا). [فتح الوصيد: 2/1008] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([773] غيابات في الحرفين بالجمع نافعٌ = وتأمننا للكل يخفى مفصلا
[774] وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطولا
ح: (غياباتِ): مبتدأ، (بالجمع): حال، (في الحرفين): ظرف (الجمع)، (نافعٌ): خبر المبتدأ، أي: قراءة نافع، والمقدر هو العامل في الحال، (تأمننا): مبتدأ، (يُخفى): خبر، (للكل) و (مفصلًا): حالان، الهاء في (إشمامه) لـ (تأمننا)، وضمير (عنهم): لـ (الكل)، (نرتع): مبتدأ، (ياءُ): مبتدأ ثانٍ، (تطولا): خبره، والجملة: خبر الأول.
ص: يعني: قرأ نافع: (وألقوه في غيابات الجب) بالجمع في الموضعين [10-15] لأن كل موضع مما تغيب عن البئر غيابةٌ، إذ هي ما غاب عن العين، والباقون: بالإفراد، والمراد: ما غاب من أسفل الجب.
ثم قال: (وتأمننا للكل)، يعني: {ما لك لا تأمنا} [11] لأهل الأداء فيه مذهبان:
[1] الإخفاء، وهو عند صاحب التيسير: أن تدغم النون الأولى في الثانية لا تمامًا، مع إشمام الأولى بأن يشار بالحركة إليها، لا
[كنز المعاني: 2/329]
بالعضو، فيكون ذلك إخفاءً لا إدغامًا صحيحًا، إذ الحركة لم تسكن رأسًا، بل يضعف الصوت بها، فيفصل بين المدغم والمدغم فيه، وأشار إلى ذلك بقوله: (مفصلًا).
[2] والثاني: الإدغام الصحيح ثم إشمام الضم بعد الإدغام وقبل فتحة النون الثانية.
ووجهه: أن المدغم كالموقوف عليه من حيث جمعهما للساكنين، فكما يشم الحرف الموقوف عليه مرفوعًا في الإدراج، كذلك تشم النون المدغمة فرقًا بين إدغام المتحرك والساكن، وهذا الإشمام: أن تضع شفتيك من غير إسماع صوت، كما يُفعل عند التقبيل.
[كنز المعاني: 2/330]
وقرأ الكوفيون ونافع: {يرتع ويلعب} [12] بالياء فيهما على أن الضمير ليوسف، والباقون بالنون على أنه لجميع الإخوة). [كنز المعاني: 2/331] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (773- غَيَابَاتِ فِي الحَرْفَيْنِ بِالجَمْعِ نَافِعٌ،.. وَتَأْمَنُنا لِلْكُلِّ يُخْفَي مُفَصَّلا
يريد بالحرفين موضعين: وهما: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، {وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، والغيابة ما يغيب فيه شيء، وغيابة البئر في جانبه فوق الماء فوجه الإفراد ظاهر، ووجه الجمع: أن يجعل كل موضع مما يغيب غيابة ثم يجمع، أو كان في الجب غيابات؛ أي: ألقوه في بعض غيابات الجب أو أريد بالجب الجنس؛ أي: ألقوه في بعض غيابات الأجبية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/261] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (773 - غيابات في الحرفين بالجمع نافع = وتأمننا للكلّ يخفي مفصّلا
774 - وأدغم مع إشمامه البعض عنهم = ونرتع ونلعب ياء حصن تطوّلا
775 - ويرتع سكون الكسر في العين ذو حمى = وبشراي حذف الياء ثبت وميّلا
776 - شفاء وقلّل جهبذا وكلاهما = عن ابن العلا والفتح عنه تفضّلا
قرأ نافع: وألقوه في غيابات الجبّ. وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجبّ بألف بعد الباء في الموضعين على الجمع، وقرأ غيره بحذف الألف في الموضعين على الإفراد). [الوافي في شرح الشاطبية: 294] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: غَيَابَةِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى التَّوْحِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/293] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {غيابت} [10، 15] في الموضعين بالألف جمعًا، والباقون بغير ألف إفرادًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 554] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (699- .... .... .... .... .... = .... .... .... غيابات معا
700 - فاجمع مدًا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (غيابات) يعني قوله تعالى: فألقوه في غيابة الجب، وأجمعوا على أن يجعلوه في غيابة الجب قرأهما
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
المدنيان بالألف جمعا كما في البيت الآتي والجمع يجعل كل اسم من الغيابة غيابة، والباقون بغير ألف إفرادا لأن يوسف لم يجعل إلا في غيابة واحدة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 254] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا = آيات افرد (د) ن غيابات معا
فاجمع (مدا) يرتع ويلعب نون (د) ا = (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (مدا)
ش: أي: قرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثطعا) أبو جعفر بفتح [تاء] يا أبت أين (جاء)، والثمانية بكسرها.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير: لقد كان في يوسف وإخوته آية للسائلين [7] بلا ألف على التوحيد، والباقون بألف على الجمع.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان: وألقوه في غيابات الجب [10]، [و] وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب [15] بألف على جمع السلامة، والثمانية بحذفها على التوحيد.
وقرأ ذو دال (دن) ابن كثير، وحاء (حز) أبو عمرو، وكاف (كيف) ابن عامر بنون في: نرتع ونلعب [12]، والسبعة بياء فيهما.
وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير، و(مدا) المدنيان بكسر عين نرتع، والباقون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/389]
بسكونها، وقيد الجزم للمخالفة؛ فصار المدنيان بالياء والكسر، [والكوفيون بالياء والإسكان]، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين، ويعقوب بالنون والياء في الحالين، والباقون [بالنون والإسكان].
تنبيه:
لم يعين [محل] فتح يا أبت، وعلم خصوصية الجمع المضاد للتوحيد في: آية، وغيبت من لفظه، ومن وحد وقف بالهاء، ومن جمع بالتاء [علما] من الإجماع.
ويا أبت فيه عشر لغات:
وجه كسر التاء: أنهم [عوضوا الياء] تاء تأنيث بدلالة الوقف؛ لاشتراكهما في دلالة التأنيث؛ تفخيما كعلامة أو ازدواجا، وكسرت دلالة على الوصل.
ووجه فتحها: أن الياء أبدلت ألفا ثم الألف تاء، وفتحت دلالة على الألف.
ووجه توحيد آية: اعتبار الجنس، ويوافق الرسم في حذف الألف خلافا للإمام، ويخالفه في الهاء.
[ووجه الجمع]: اعتبار الإفراد، ويوافق في التاء لا في الألف.
وغيابة الشيء: ما يستر مظروفه، وغيابة الجب: حفرة في جانبه فويق الماء.
ووجه جمعها: أنه ربما كان فيه حفرا.
وأراد بالجب: الجنس، أي: ألقوه في بعض غيابات الجب، أو بالغ فيه.
[ووجه] التوحيد: أن الواحد لا يحويه إلا مكان واحد.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/390]
ووجه ياء يرتع ويلعب: إسنادهما لضمير يوسف.
ووجه نونهما: إسنادهما للإخوة على حد: نستبق [17]، وجاز لعبه لصغره، [ولعبهم] لسبقه النبوة أو معناه التشاغل، ك «تلاعبها» وتلاعبك»، أو المفاضلة، وهما مجزومان جوابا للشرط، ونرتع مضارع: «رتع».
ووجه كسر عينه: أنه مضارع «ارتعى»: «افتعل» من «رعى» الماشية؛ فحذفت الياء؛ للجزم، وتقدم وجه الياء). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/391] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "غَيَابَة" [الآية:10، 15] معا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/140]
فنافع وأبو جعفر بالجمع في الحرفين كأنه كان لتلك الجب غيابات، وهي أي: الغيابة قعره أو حفرة في جانبه، والباقون بالإفراد؛ لأنه لم يلق إلا في واحدة، والجب البئر التي لم تطو، وعن الحسن وكسر الغين وسكون الياء بلا ألف فيهما "وتلتقطه" بالتاء من فوق لإضافته لمؤنث، يقال قطعت بعض أصابعه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/141] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({غيابات} [10 - 15] معًا، قرأ نافع بألف بعد الباء الموحدة، على الجمع، والباقون بحذفها، على التوحيد، وحكم وقفه جلي). [غيث النفع: 728] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يشعرون} كاف، وفاصلة بلا خلاف، ومنتهى النصف على ما اقتصر عليه في اللطائف، وعليه عملنا بالمغرب الأدنى، وقيل {صالحين} قبله، وعليه عمل أهل المغرب الأقصى كلهم، وقيل {حكيم} قبله، وزعم في المسعف أنه بلا خلاف). [غيث النفع: 731]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)}
قراءة ابن كثير في الوصل (أن يجعلوهو) بوصل الهاء بواو.
وقراءة الجماعة {أن يجعلوه} بهاء الضمير من غير وصل.
{غَيَابَةِ الْجُبِّ}
سبق الحديث عنه في الآية /۱۰ من هذه السورة.
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي» بوصل الهاء بياء.
وقراءة الجماعة بهاء الضمير مكسورة من غير وصل {إليه}.
[معجم القراءات: 4/202]
{لَتُنَبِّئَنَّهُمْ}
قراءة الجمهور بتاء الخطاب {لتنبئنهم}، والخطاب هنا ليوسف عليه السلام، وقيل الهاء في «إليه» ليعقوب.
وقرأ ابن عمر (لينبئنهم) بياء الغيبة على سياق ما تقدم من قوله «إليه»، أي: إلى يوسف.
قالوا: وكذا جاء في بعض مصاحف البصرة بالياء.
وقرأ عيسى بن عمر الثقفي وسلام (لننبئنهم) بنون العظمة، لله تعالى، وهو وحيد لهم.
وصورة القراءة عنهما عند ابن خالويه (لننبينهم) كذا بالياء من غير همز.
وقرأ حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسرياء (لننبينهم).
وقراءة الجماعة على تحقيق الهمز.
{بِأَمْرِهِمْ هَذَا}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة، وصورتها: (بيمرهم هذا).
والجماعة على تحقيق الهمز {بأمرهم...} ). [معجم القراءات: 4/203]

قوله تعالى: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عِشَاءً يَبْكُونَ) بضم العين عيسى بن ميمون عن الحسن). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن والمطوعي "عُشَاء" بضم العين من العشوة بالضم والكسر وهي الظلام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({وجآءوا أباهم عشاء يبكون}
{وجآءو أباهم} [16] إن وقف ورش على {جآءو} فثلاثته لا تخفى، وإن وصلها بـ{أباهم} فليس له إلا المد، لتزاحم المنفصل وما تقدم فيه الهمز على حرف المد، والمنفصل أقوى، فيتقدم). [غيث النفع: 733]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16)}
{وَجَاءُوا}
أماله حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه.
والباقون على الفتح، وهو الوجه الثاني عن هشام.
[معجم القراءات: 4/203]
وإذا وقف ورش على (جاءوا)، قرأ بالمد والتوسط والقصر في الهمزة، وإن وصل فليس له إلا المد.
وإذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر.
ولحمزة أيضًا إبدالها واو مع المد والقصر.
وتقدمت الإمالة وحكم الوقف على «جاء» في مواضع، وانظر منها: الآية/43 من سورة النساء، والآية/6۱ من آل عمران {جاءك}، والآية/۸۷ من سورة البقرة {جاءكم}.. قراءة الجماعة {عشاء} بكسر العين والمد.
وقرأ الحسن والمطوعي والأعمش وابن السميفع وأبو هريرة (عشاءً) بضم العين والمد، من العشوة: بفتح العين وهي الظلمة. قال العكبري: «ويقرأ بضم العين، والأصل عشاة مثل غازٍ وغزاة، فحذفت الهاء، وزيدت الألف عوضا عنها، ثم قلبت الألف همزة...».
- وروى عيسى بن ميمون عن الحسن أنه قرأ (عُشا) على وزن دجًى جمع عاشٍ، حذفت منها الهاء، وكان قياسه عشاة كماشٍ ومشاة، وحذف الهاء تخفيفًا.
وذكر ما تقدم ابن جني ثم قال:
«ويجوز أن يكون جمع حشوة، أي ظلامًا، وجمعه لتفرق أجزائه..».
وقرأ الحسن (عُشيا) بضم العين وفتح الشين وتشديد الياء منونًا، وهو تصغير «عشي» ). [معجم القراءات: 4/204]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الذيب) [13، 14، 17]: بلا همز يزيد، وحمص، وسلام، وعلي، وقاسم، وخلف، والأعشى، وورش، واليزيدي إلا ابن سعدان). [المنتهى: 2/760] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ورش، والكسائي، وأبو عمرو: إذا خفف الهمز: {الذيب} (13، 14، 17): بغير همز.
والباقون: بالهمز في الحالين.
وحمزة: على أصله إذا وقف). [التيسير في القراءات السبع: 320] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ورش وأبو جعفر وخلف والكسائيّ وأبو عمرو إذا خفف الهمز قرؤوا الذّئب بغير همز والباقون بالهمز في الحالين وحمزة على أصله إذا وقف). [تحبير التيسير: 413] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([13، 14، 17]- {الذِّئْبُ} مخفف: ورش والكسائي، وأبو عمرو إذا أدرج، وحمزة إذا وقف). [الإقناع: 2/670] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)}
{نَسْتَبِقُ}
قراءة الجماعة {نسبتق} أي نترامى بالسهام، أو نتجارى على الأقدام أينا أشد عدوًا، أو نستبق في أعمال نتوزعها من سقي ورعي واحتطاب، أو نتصيد...
وقرأ عبد الله بن مسعود (ننتضل).
قال القرطبي: «وهو نوع من المسابقة، قاله الزجاج.
وقال الأزهري: «لنضال في السهام، والرهان في الخيل، والمسابقة تجمعهما...».
قلت: قراءة عبد الله بن مسعود تحمل على التفسير، فهي مبينة قراءة الجماعة، وهذا الحال في أغلب ما روي عنه.
{الذِّئْبُ}
تقدم الحديث فيه قبل قليل في الآية / 14.
{بِمُؤْمِنٍ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش عن نافع والأصبهاني (بمومن) على إبدال الهمزة واوًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والجماعة على التحقيق «بمؤمن» ). [معجم القراءات: 4/205]

قوله تعالى: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِدَمٍ كَذِبٍ) بالدال الحسن، وأبو السَّمَّال، والْجَحْدَرِيّ " كذبًا " بالذال والألف ابن أبي عبلة، الباقون بالذال المنقوطة وجر الياء، وهو الاختيار أي مكذوب). [الكامل في القراءات العشر: 575]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "كَدِب" بالدال المهملة قيل هو الدم الكدر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم لام "بل سولت" خلف وهشام على ما صوبه في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/142]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}
{وَجَاءُوا}
تقدم الحديث فيه في الآية/16 من هذه السورة من حيث الإمالة، وحكم الهمز في الوقف.
{بِدَمٍ كَذِبٍ}
قراءة الجمهور {بدمٍ كذب} كذب: كذا بالجر، وهو وصف الدم على سبيل المبالغة، أو على حذف مضاف، أي: ذي كذب.
قال أبو حيان: «لما كان دالا على الكذب وصف به وإن كان الكذب صادرًا من غيره».
وقرأ زيد بن علي وابن أبي عبلة (بدم كذبًا) كذبًا: بالنصب على الحال من الواو في {جاءوا}، أي جاءوا كاذبين، فهو مصدر في موضع الحال، ويجوز أن يكون مفعولًا لأجله.
قال الشهاب: «وقراءة النصب لزيد بن علي رضي الله تعالى عنهما على أنه مفعول له، أو حال، لكنه من النكرة على خلاف القياس...، والأحسن جعله من فاعل جاءوا بتأويله بكاذبين.....».
وقال الفراء:
«ويجوز في العربية أن تقول: جاءوا على قميصه بدم كذبًا، كما تقول جاءوا بأمرٍ باطلٍ وباطلًا، وحق وحقًا.».
وقرأت عائشة وابن عباس والحسن وأبو السمال وأبو العالية (بدم
[معجم القراءات: 4/206]
كدب) بالدال المهملة، وفسر بالكدر، وفسره الخليل بالدم الطري.
قال ابن جني:
«أصل هذا من الكدب، وهو الفوف، يعني البياض الذي يخرج على أظفار الأحداث، فكأنه دم قد أثر في قميصه، فلحقته أعراض كالنقش عليه...».
وقال الشهاب:
«... وليس من قلب الذال دالًا بل هو لغة أخرى، بمعنى كدر، أو طري، أو يابس، فهو من الأضداد».
وفي التاج:
«وسئل أبو العباس عن قراءة من قرأ بالدال المهملة فقال: «إن قرأ به إمام فله مخرج، قيل له: فما هو؟ فقال: بدمٍ ضارب إلى البياض، مأخوذ من كدب الظفر، وهو وبش بياضه، كأنه دم قد أثر في قميصه، فلحقته أعراضه كالنقش عليه، وقيل: أي طري، وقيل: يابس؛ لأنهم عدوه من الأضداد».
قال ابن عطية: «وليست هذه القراءة قوية».
وقرئ (بدم كدب) وكدب: هو الجدي، والوجه أن يقرأ على الإضافة.
[معجم القراءات: 4/207]
{بَلْ سَوَّلَتْ}
أدغم اللام في السين حمزة والكسائي وخلف وهشام.
والباقون على إظهار اللام.
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}
قراءة الجماعة {فصبر جميل} على الرفع.
وتخريجه أنه خبر مبتدأ مقدر: أي صبري صبر جميل، كذا قدره قطرب، وعند الزجاج: فشأني، أو الذي أعتقده صبر جميل.
وذكروا فيه، وجه آخر، وهو أن يكون مبتدأ محذوف الخبر.
وقال العكبري:
«أي فشأني، فحذف المبتدأ، وإن شئت كان المحذوف الخبر، أي: فلي أو عندي».
وقرأ أبي بن كعب والأشهب العقيلي من طريق سهل بن يوسف وعيسى بن عمر والكسائي وأبو المتوكل وعبد الله بن مسعود (فصبرًا جميلًا) بالنصب على المصدر.
وذكروا أنه كذلك في مصحف أبي وأنس بن مالك وأبي صالح.
وقراءة النصب ضعيفة عند سيبويه والمبرد.
قال النحاس:
«قال محمد بن يزيد:... بالرفع أولى من النصب؛ لأن المعنى: فالذي عندي صبر جميل، قال: وإنما النصب الاختيار في الأمر، كما
[معجم القراءات: 4/208]
قال جل وعز {فاصبر صبرًا جميلًا} المعارج/5».
وقال مكي:
«... ويجوز النصب على المصدر، ولم يقرأ به، على تقدير: فأنا أصبر صبرًا.
والرفع الاختيار فيه؛ لأنه ليس بأمر، ولو كان أمرا لكان الاختيار فيه النصب».
وقال الزجاج: «ويجوز في غير القرآن، فصبرًا جميلًا».
وقال الفراء: «ولو كان: فصبرًا جميلًا، يكون كالآمر لنفسه بالصبر لجاز، وهي في قراءة أبي... كذلك على النصب بالألف» ). [معجم القراءات: 4/209]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس