عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:11 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (78) إلى الآية (83) ]

{ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) }

قوله تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَطهَرُ) نصب الخوزي، والْأَخْفَش وابن عمر، وعتبة عن الحسن، الباقون رفع، وهو الاختيار على خبر المبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "ولا تخزون" وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب "وفتح" ياء الإضافة من "ضيفي أليس" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا تخزون} [78] قرأ البصري بإثبات الياء بعد النون، في الوصل لا في الوقف، والباقون بحذفها، وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 720]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {في ضيفي أليس} قرأ نافع والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 720]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءابآؤنا} [62] و{يومئذ} [66] و{السيئات} [78] و{امرأتك} [81] الوقف عليها كاف، فإن وقف عليها ففي الأول والثاني والرابع لحمزة التسهيل مع المد والقصر في الأول وفي الثالث الإبدال ياء.
وحكى في الأول إبدال الهمزة واوًا، على صورة اتباع الرسم، مع المد والقصر، وهو ضعيف، لا أصل له في العربية ولا في القراءة، وحكى في {يومئذ} الإبدال ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 720] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)}
{جَاءَهُ}
تقدمت الإمالة فيه مرارًا، انظر الآية/61 من سورة آل عمران «جاءك».
{يُهْرَعُونَ}
قراءة الجمهور {يهرعون} بضم الياء وفتح الراء مبنية للمفعول من «أهرع»، أي: يهرعهم الطمع.
وقرأت فرقة (يهرعون) بفتح الياء من «هرع» الثلاثي.
وفي التاج: (وجاءه قومه يهرعون إليه):
«قال أبو عبيدة: أي يستحثون إليه، كأنه يحث بعضهم بعضًا.
وأهرع الرجل - مجهولًا - فهو مهرع إذا كان يرعد من غضب أو ضعف، كالحمى أو خوف أو سرعة أو حرص...».
وقال الشهاب:
«والعامة على قراءته مبنيًا للمفعول.، وقرأه جماعة {يهرعون} بفتح الياء مبنيًا للفاعل من هرع، وأصله من الهرع، وهو الدم الشديد السيلان، كأن بعضه يدفع بعضًا، فالمعنى على القراءتين: يسوقون أي يسوق بعضهم بعضا، أو يساقون بمعنى يسوقهم كبيرهم...».
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي)بوصل الهاء بياء.
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم حيث وقع. وانظر الآية/ 50
[معجم القراءات: 4/109]
{السَّيِّئَاتِ}
قرأ حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء خالصة (السييات) كذا!.
{هُنَّ}
قراءة يعقوب في الوقف بخلاف عنه (هنه)بهاء السكت لبيان حركة الموقوف عليه، وهو النون.
{هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}
قراءة السبعة وأبو جعفر ويعقوب {هن أطهر...} بالرفع، خبر المبتدأ {هن}، ورجح الطبري هذه القراءة، ولم يستجز غيرها.
وقرأ الحسن وزيد بن علي وعيسى بن عمر ومروان بن الحكم وسعيد بن جبير ومحمد بن مروان وعبد الملك بن مروان وابن أبي إسحاق والسدوسي والسدي (هن أطهر...) بالنصب، وتخريجه على وجهين:
1- أن يكون {بناتي} خبرًا، و {هن} فصلًا، وأطهر، حالًا، والعامل التنبيه أو الإشارة.
۲. أن يكون {هن} مبتدأ، و{لكم} خبر، و{أطهر} حالًا، والعامل فيه ما في {هن} من معنى التوكيد، وقيل: العامل «لكم».
وقال الرازي: «أكثر النحويين على أنه خطأ».
[معجم القراءات: 4/110]
وقال أبو عمرو بن العلاء: «احتبي فيه ابن مروان في لحنه» يعني تربع».
وقال الطوسي: «ولا يجوز نصب «أطهر» في قول سيبويه وأكثر النحويين..».
وقال سيبويه:
«وزعم يونس أن أبا عمرو رآه لحنًا، وقال: احتبی ابن مروان في هذا اللحن».
قال الشهاب: «يعني أنه أخطأ خطأ فاحشًا يجعله كأنه تمكن في الخطأ كالمحتبي أي العاقد للحبوة أو المتربع..».
وقال مكي:
«مبتدأ وخبر، ولا يجوز عند البصريين غيره، وقد روي أن عيسى بن عمر قرأ «أطهر لكم» نصب «أطهر» على الحال، وجعل «هن» فاصلة، وهو بعيد ضعيف».
وسيبويه والخليل والأخفش لا يجيزون أن يكون «هن» ههنا عمادًا، ويكون عمادًا، فيما لا يتم الكلام إلا بما بعدها، نحو: كان زيد هو أخاك، لتدل بها على أن الأخ ليس بنعت».
وقال أبو حيان في النهر: «.. وأطهر: حال، ورد بأن الفصل لا يقع إلا بين جزأي الجملة، ولا يقع بين الحال وذي الحال، وأجاز ذلك بعضهم، وادعى السماع فيه عن العرب لكنه قليل».
[معجم القراءات: 4/111]
{أَطْهَرُ لَكُمْ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام الراء في اللام، وعنهما الإظهار.
{وَلَا تُخْزُونِ}
قرأ ابن كثير وابن عامر والمسيبي وورش عن نافع، وعاصم وحمزة والكسائي وخلف {ولا تخزون} بنون مكسورة، على حذف الياء في الحالين.
وقرأ يعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ (ولا تخزوني) بإثبات الياء في الحالين.
وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر ونافع برواية إسماعيل بن جعفر، وابن جماز وشيبة بإثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف.
قال ابن مجاهد: «وكان أبو عمرو يثبتها في الوصل ويقف بغير ياء...».
{فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ}
قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي {في ضيفي أليس» بفتح الياء.
وقراءة الباقين بالسكون). [معجم القراءات: 4/112]

قوله تعالى: {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)}
{لَتَعْلَمُ مَا}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 4/113]

قوله تعالى: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رُكْنٍ) بضم الكاف ابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالإسكان وهو الاختيار؛ لأنه أخف). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)}
{قَالَ لَوْ}
قراءة أبي عمرو ويعقوب بإدغام اللام في اللام بخلاف عنهما.
{أَوْ آَوِي}
قراءة الجماعة {أو آوي..} بسكون الياء على الرفع، والحركة مقدرة، والرفع على الاستئناف، أو هو في موضع رفع خبر «أن» على المعنى، وتقديره: أو أني آوي، كذا عند العكبري.
وقرأ أبو جعفر، والحلواني عن قالون عن شيبة (أو آوي..) بفتح الياء. قال ابن مجاهد: «ولا يجوز تحريك الياء ههنا»، أي لا يجوز النصب.
قال ابن جني:
«هذا الذي أنكره ابن مجاهد عندي سائغ جائز، وهو أن تعطف «آوي» على «قوة»، فكأنه قال: لو أن لي بكم قوة أو أويا إلى ركن شديد، فإذا صرت إلى اعتقاد المصدر فقد وجب إضمار «أن» ونصب الفعل بها، ومثله قول ميسون بنت بحدل الكليبية:
للبس عباءة وتقر عيني = أحب إلي من لبس الشفوف
فكذلك هذه القراءة: لو أن لي بكم قوة أو أويا، أي: أو أن آوي إلى ركن شديد، وهذا واضح.
ومثل هذا نجده عند الشهاب، نقله عن ابن جني، ولم يذكر
[معجم القراءات: 4/113]
الفضل فيه لصاحبه.
{إِلَى رُكْنٍ}
قراءة الجماعة {ركن} بسكون الكاف.
وقرأ عمرو بن عبيد وسعيد بن أبي عروبة {ركن} بضم الكاف، ولعله من إتباع الكاف حركة الراء.
والركن بسكون الكاف وضمها الناحية من جبل وغيره، ويجمع على أركان وأزكن). [معجم القراءات: 4/114]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا في همز الْألف وإسقاطها في الْوَصْل من قَوْله {فَأسر بأهلك} 81
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع {فَأسر بأهلك} من سريت بِغَيْر همز
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {فَأسر بأهلك} من أسريت). [السبعة في القراءات: 338]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في نصب التَّاء ورفعها من قَوْله {إِلَّا امْرَأَتك} 81
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {إِلَّا امْرَأَتك} بِرَفْع التَّاء
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {إِلَّا امْرَأَتك} نصبا). [السبعة في القراءات: 338]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((فاسر) (وأن اسر) وصل حرمي). [الغاية في القراءات العشر: 283]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((إلا امرأتك) رفع، مكي، وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 283]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فاسر) [81]، و(أن اسر) [طه: 77، الشعراء: 52]: وصل: حجازي، وأبو بشر.
[المنتهى: 2/752]
(إلا امرأتك) [81]: رفع: مكي، وأبو عمرو، وأبو بشر). [المنتهى: 2/753]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان (فاسر) (وأن اسر) بالوصل حيث وقع، وقرأ الباقون بالقطع حيث وقع). [التبصرة: 236]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (إلا امرأتك) بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان: {فاسر} (81)، و: {أن اسر} (طه: 77): بوصل الألف، حيث وقع.
والباقون: بقطعها). [التيسير في القراءات السبع: 316]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {إلا امرأتك} (81): بالرفع.
والباقون: بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وأبو جعفر: (فاسر) و(أن اسر) بوصل الألف حيث وقع والباقون بقطعها.
[تحبير التيسير: 407]
ابن كثير وأبو عمرو: (إلّا امرأتك) بالرّفع وكذا روى الأشناني عن ابن جماز والباقون بالنّصب). [تحبير التيسير: 408]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِلَّا امْرَأَتَكَ) رفع مكي، وأبو بشر، والحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، وأَبُو عَمْرٍو، وإلا عصمة، وهو الاختيار بدل من أحد، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([81]- {فَأَسْرِ}، و{أَنْ أَسْرِ} حيث وقع، وصل: الحرميان.
[81]- {إِلَّا امْرَأَتَكَ} رفع: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (765 - وَفَاسْرِ أَنِ اسْرِ الْوَصْلُ أَصْلٌ دَناَ وَهَا = هُنَا حَقٌّ إِلاَّ امْرَاتَكَ ارْفَعْ وَأَبْدِلاَ). [الشاطبية: 61]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([765] وفاسر أن اسر الوصل أصل (د)نا وها = هنا (حق) إلا امراتك ارفع وأبدلا
سرى وأسرى لغتان: {سبحن الذي أسرى}، {واليل إذا يسر}.
[فتح الوصيد: 2/995]
وقال النابغة:
سرت عليه من الجوزاء سارية
وقال لبيد:
إذا هو عليه أسرى ليلة خال أنه = قضى عملًا والمرء ما عاش عاملُ
وقوله: (ارفع وأبدلا)، أراد: وأبدلن، لأن الرفع على البدل من أحدٍ وساغ هذا، لأن النهي في معنى النفي.
والبدل في النفي، الوجه.
والنصب على وجهين:
أحدهما، أن يكون مستثنى من قوله: فأسر بأهلك إلا امرأتك.
والثاني، أن يكون مستثنى من النهي لتمام الكلام قبله.
والوجه هو الأول، لأنه واجب، والمستثنى منه منصوب.
ويجوز (وأبدلا)، على أنه فعل ماض لما لم يسم فاعله). [فتح الوصيد: 2/996]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([765] وفاسر أن اسر الوصل أصلٌ دنا وها = هنا حق إلا امراتك ارفع وأبدلا
ح: (فاسر): مبتدأ، (أن اسر): عطف بحذف العاطف، (الوصل): مبتدأ ثانٍ، (أصلٌ): خبره، والعائد محذوف، أي: فيهما، (إلا امرأتك): مفعول (ارفع)، (ههنا): ظرفه، (حقٌ): اعتراض، أي: الرفع حق، (أبدلا): عطف على (ارفع)، والألف عوض عن نون التوكيد، ويجوز ضم الهمزة وكسر الدال على بناء المجهول، والألف للإطلاق.
ص: يعني: قرأ نافع وابن كثير: {فاسر} و{أن اسر} حيث جاء اللفظان بهمزة الوصل من (سرى)، والباقون: بالقطع من (أسرى)، وهما لغتان،
[كنز المعاني: 2/320]
يشهد للأولى: {والليل إذا يسر} [الفجر: 4]، وللثانية: {سبحان الذي أسرى} [الإسراء: 1].
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: {ولا يلتفت منكم أحدٌ إلا امرأتك} [81] بالرفع على أنه بدل من {أحدٌ}، وبين ذلك بقوله: (أبدلا)، لأن النهي تضمن معنى النفي، والباقون: بالنصب على الاستثناء منه، نحو قوله تعالى: {ما فعلوه إلا قليلٌ}، و{قليلًا} [النساء: 66]، ولا يجوز أن يكون مستثنًى من {فاسر}، وإلا يلزم التناقض بين معنى القراءتين، لأنه إذا كان بدلًا من {أحدٌ} يلزم أن تكون المرأة مسرًى بها، وإذا استثنى من {فأسر} يلزم أن يكون إلا على تأويل بعيدٍ لا يليق إيراده ههنا.
[كنز المعاني: 2/321]
واحترز الناظم بقوله: (ههنا) من حرف العنكبوت: {إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك} [33]، إذ لا خلاف في نصبها). [كنز المعاني: 2/322]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (765- وَفَاسْرِ أَنِ اسْرِ الوَصْلُ "أَ"صْلٌ "دَ"نا وَهَا،.. هُنَا حَقٌّ الا امْرَاتَكَ ارْفَعْ وَأَبْدِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/241]
يريد حيث جاء هذان اللفظان، وجاء فأسر في ثلاث سور هنا: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ}، ومثله في الحجر والدخان: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا}.
وأما: {أَنْ أَسْرِ}؛ ففي طه والشعراء عنى بالوصل: همزة الوصل، ولا يظهر لفظها إلا على تقدير أن تقف على "أن"، فتبتدئ "إسر" بكسر الهمزة، أما إذا وصلت فلا يظهر إلا أثرها، وهو حذفها في الدرج وكسر النون من "أن"؛ لالتقاء الساكنين لورش وغيره، أما في كلمة "فأسر" فلا يظهر أثر إلا في حذفها، وقرأ الباقون بهمزة القطع المفتوحة، فالنون من أن ساكنة على أصلها، لكنها تفتح لحمزة إذا وقف على أن أسر على رواية نقل الحركة له في الوقف والقراءتان مبنيتان على الفعل الذي منه هذا الأمر، وفيه لغتان سرى وأسرى فعلى لغة سرى جاءت همزة الوصل في الأمر كقولك: ارم من رمى، وعلى لغة أسرى جاءت همزة القطع كقولك من أعطى: أعط، ويشهد لـ: "سرى" قوله سبحانه: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}.
ويشهد لأسرى قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى}.
ويتعلق بهما بحث كما ذكرناه في تفسير آية سبحان وأما قوله تعالى:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/242]
{وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ}، فقرئ برفع امرأتك ونصبها، فقوله: ههنا احترازًا من الذي في العنكبوت: {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ}؛ فإنه منصوب باتفاق؛ لأنه مستثنى من موجب، أما هنا فمستثنى من غير موجب، فجرى فيه الوجهان النصب والرفع كما سبق في سورة النساء: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}، و{إِلَّا قَلِيلًا}، لكن لم يقرأ بالنصب ثَم إلا واحد، وههنا الأكثر على النصب، فلهذا قال جماعة من أئمة العربية: إنه مستثنى من قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}؛ ليكون مستثنى من موجب، وهذا فيه إشكال من جهة المعنى؛ إذ يلزم من استثنائه من: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} أن لا يكون أسرى بها وإذا لم يسر بها كيف يقال: "لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتُكَ" على قراءة الرفع، فكيف تؤمر بالالتفات، وقد أمر أن لا يسري بها فهي لما التفتت كانت قد سرت معهم قطعا فيجوز أن يكون هو لم يسر بها ولكنها تبعتهم والتفتت، فأصابها ما أصاب قومها، والذي يظهر لي أن الاستثناء على القراءتين منقطع لم يقصد به إخراجها من المأمور بالإسراء بهم، ولا من المنهيين عن الالتفات، ولكن استؤنف الإخبار عنها بمعنى لكن امرأتك يجري لها كيت وكيت، والدليل على صحة هذا المعنى أن مثل هذه الآية جاءت في سورة الحجر، وليس فيها استثناء أصلا فقال تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ}.
فلم تقع
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/243]
العناية إلا بذكر من أنجاهم الله تعالى، فجاء شرح حال امرأته في سورة هود تبعا لا مقصودا بالإخراج مما تقدم، ونحو ذلك قوله تعالى في سورة الحجر: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}.
قال كثير من المفسرين: إنه استثناء متصل، وبنى قوم على ذلك جواب الاستثناء الأكثر من الأقل؛ لأن الغاوي أكثر من المهتدي، وعندي أنه منقطع بدليل أنه في سورة سبحان: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا}، فأطلق ولم يستثن الغاوين دل على أنه أراد بقوله تعالى: "عبادي": المخلصين المكلفين، وهم ليس للشيطان عليهم سلطان فلا حاجة إلى استثناء الغواة منهم فحيث جاء في الحجر استثناء الغواة كان على سبيل الانقطاع؛ أي: لكن من اتبعك من الغاوين لك عليهم سلطان فإذا اتضح هذا المعنى لك علمت أن القراءتين واردتان على ما تقتضيه العربية في الاستثناء المنقطع؛ ففيه لغتان: النصب والرفع، فالنصب لغة أهل الحجاز وعليها الأكثر، والرفع لبني تميم وعليها اثنان من القراء، ولهذا قلت في المنظومة التي في النحو:
واحمل على المنقطع الا امرأتُك،.. في هود مطلقا فتقوى حجتُك
وقول الناظم: ارفع وأبدلا يجوز بضم الهمزة وفتحها؛ فضمها على أنه فعل لم يسم فاعله وفتحها على الأمر والألف في آخره بدل من نون التأكيد الخفيفة، والمعنى: واحكم على المرفوع أنه بدل من أحد
قوله: {وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} هذا على قول الجماعة إنه مستثنى من ذلك، ولم
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/244]
يختلفوا فيه، وإنما الخلاف بينهم في قراءة النصب منهم من استثناها من ذلك ومنهم من استثناها من: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}، وقوله: "إِلَّا امْرَاتَكَ" أبدل فيه الهمزة ألفا؛ ليتزن له النظم، وقد سمع نحو ذلك من العرب يقولون: المراة والكماة، فيبدلونها ألفا، ولزم من هذه العبارة في نظمه إيهام، وذلك أنه قال: ارفع وأبدلا فيظن أنه أراد ما لفظ به من إبدال الهمزة ألفا وإنما أراد الإبدال من جهة الإعراب ووقع لي في تصحيح ما أعربه النحاة معنى حسن وذلك أن يكون في الكلام اختصار نبه عليه اختلاف القراءتين، وكأنه قيل: فأسر بأهلك إلا امرأتك، وكذا روى أبو عبيد وغيره أنها في قراءة ابن مسعود هكذا، وليس فيها: {ولا يلتفت منكم أحد}، فهذا دليل على استثنائها من المسري بهم ثم كأنه سبحانه قال: فإن خرجت معكم وتبعتكم من غير أن تكون أنت سريت بها فإنه أهلك عن الالتفات غيرها فإنها ستلتفت ويصيبها ما أصاب قومها فكانت قراءة النصب دالة على ذلك المعنى المتقدم، وقراءة الرفع دالة على هذا المعنى المتأخر ومجموعها دال على جملة المعنى المشروح). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/245]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (765 - وفاسر أن اسر الوصل أصل دنا و... هاهنا حقّ الّا امرأتك ارفع وأبدلا
قرأ نافع وابن كثير: فاسر بأهلك هنا وفي الحجر، فاسر بعبادى في الدخان، إن اسر بعبادى في طه والشعراء. بوصل الهمزة في المواضع الخمسة وتكسر نون أن في الوصل وإذا ابتدئ ب أَسْرِ* كسرت الهمزة؛ وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة في المواضع الخمسة وسكون نون أن وصلا ووقفا. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: إِلَّا امْرَأَتَكَ هنا برفع التاء، فتكون قراءة غيرهما بنصبها والتقيد بقوله: (هنا) للاحتراز عن موضع العنكبوت: إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ فلا خلاف بين السبعة في نصب تائه. وقوله: (وأبدلا) إشارة إلى وجه قراءة الرفع، وهو أنه مرفوع على البدل من لفظ أَحَدٌ في قوله تعالى: وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ. ووجه قراءة النصب.
هو أنه منصوب على الاستثناء من وَأَهْلَكَ من قوله تعالى: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 292]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (133- .... .... .... وَنَصْبُ حَا = فِظِ امْرَأَتُكْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ونصب حافظ امرأتك أي قراء مرموز (حا) حافظ وهويعقوب {إلا امرأتك} [81] بالنصب على الاستثناء الآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 149]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ هُنَا، وَالْحِجْرِ، وَفِي الدُّخَانِ فَأَسْرِ بِعِبَادِي، وَفِي طه وَالشُّعَرَاءِ أَنْ أَسْرِ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ بِوَصْلِ الْأَلِفِ فِي الْخَمْسَةِ وَيَكْسِرُونَ النُّونَ مِنْ " أَنْ " لِلسَّاكِنَيْنِ وَصْلًا وَيَبْتَدِئُونَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مَفْتُوحَةً، وَهُمْ فِي السَّكْتِ وَالْوَقْفِ عَلَى أُصُولِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: امْرَأَتَكَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِرَفْعِ التَّاءِ، وَانْفَرَدَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَشْنَائِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ بِالرَّفْعِ كَذَلِكَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير {فأسر بأهلك} هنا [81] والحجر [65]، وفي الدخان [23] {فأسر بعبادي}، وفي طه [77] والشعراء [52] {أن أسر} بوصل الهمزة وكسر النون للساكنين وصلًا من {أن} وتبدأ الهمزة بالكسر، والباقون بقطع الهمزة مفتوحة في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {إلا امرأتك} [81] برفع التاء، وانفرد الأشناني عن الهاشمي عن ابن جماز بذل، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (696 - وامرأتك حبرٌ أن اسر فاسر صل = حرمٌ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وامرأتك (حبر) أن اسر فاسر (ص) ل = (حزم) وضمّ سعدوا (شفا) (ع) دل
يريد قوله تعالى: امرأتك برفع التاء على لفظه ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالنصب قوله: (أن اسر فاسر) قرأ المدنيان وابن كثير «فأسر بأهلك» هنا
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
والحجر وفي الدخان «فاسر بعبادي» وفي طه والشعراء «أن اسر بعبادي» بوصل الهمزة وكسر النون لالتقاء الساكنين وصلا من قوله: «أن اسر، فاسر» وابتدأ الهمزة بالكسر المدنيان وابن كثير، والباقون بقطع الهمزة وفتحها في الكل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 253]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وامرأتك (حبر) أن اسر فاسر صل = (حرم) وضمّ سعدوا (شفا) (ع) دل
ش: أي: قرأ مدلول [ذو] (حبر) ابن كثير وأبو عمرو: ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك [81] برفع التاء، بدل من أحد على الفصحى؛ بناء على أنه لم ينه عن
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/383]
الإسراء بها، فالاستثناء مع حكم الالتفات.
ونصبها الباقون على اللغة القليلة في الاستثناء من غير الموجب، أو هو مستثنى من فأسر [81]؛ بناء على أنه نهى عن صحبتها.
والاستثناء متصل على الوجهين، وجوز بعد انقطاعه والنصب على الحجازية، والبدل على التميمية.
ويشكل بأنها من الأهل ومندرجة في أحد [81].
وقرأ [ذو] (حرم) المدنيان وابن كثير: أن اسر بعبادي فاضرب بطه [الآية: 77]، وأن اسر بعبادي إنكم بالشعراء [الآية: 52]، [و] فاسر بأهلك بقطع هنا [81]، والحجر [65]، [و] فاسر بعبادي ليلا في الدخان [الآية: 23]- بوصل همز الخمسة وكسر نون الأولين في الوصل والابتداء بكسر الهمزتين على أنه أمر من: «سرى» الثلاثي، مثل: فاقض [طه: 72]؛ فحذف الياء علامة البناء.
وتحذف الهمزة إذا خلفها متحرك، والباقون بقطع الهمزة وفتحها في الكل وإسكان النون على أنه [أمر] من: «أسرى» الرباعي، مثل: أن ألق [الأعراف: 117] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/384]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه:
علم كسر النون وصلا، والهمزة ابتداء، وأن اسر من الساكنين، والعموم من الضم، وقرينة خصوص الفرش أخرجت: إنّا منجّوك وأهلك إلّا امرأتك [العنكبوت: 33] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/385]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فأسر" هنا [الآية: 81] وفي [الحجر الآية: 65] وفي [الدخان الآية: 23] "فَأَسْرِ بِعِبَادِي" وفي [طه الآية: 77] و[الشعراء الآية: 52] "أَنْ أَسْر" فنافع وابن كثير وأبو جعفر بهمزة وصل تثبت ابتداء مكسورة مع كسر نون
[إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
إن للساكنين، وافقهم ابن محيصن، والباقون بهمزة قطع مفتوحة تثبت درجا، وابتداء يقال سرى وأسرى للسير ليلا، وقيل أسرى لأول الليل وسرى لآخره، وأما سار فمختص بالنهار). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِلَّا امْرَأَتُك" [الآية: 81] هنا فابن كثير وأبو عمرو برفع التاء بدل من أحد، واستشكل ذلك بأنه يلزم منه أنهم نهوا عن الالتفات، إلا المرأة فإنها لم تنه عنه، وهذا لا يجوز، ولذا جعله في المغني مرفوعا بالابتداء والجملة بعده خبر، والمستثنى الجملة قال: ونظيره: "لست عليهم بمسيطر، إلا من تولى وكفر، فيعذبه الله" وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بالنصب مستثنى من بأهلك، وجعله في المغني استثناء منقطعا؛ لئلا تكون قراءة الأكثرين مرجوحة على أن المراد بالأهل المؤمنون، وإن لم يكونوا من أهل بيته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/133]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فاسر} [81] قرأ الحرميان بوصل الهمزة، فمن الفاء ينتقل إلى السين، لأن همزة الوصل لا تظهر في الدرج، من (سرى) الثلاثي، والباقون بقطع الهمزة مفتوحة، من (أسرى) الرباعي). [غيث النفع: 720]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إلا امرأتك} قرأ المكي والبصري برفع التاء، على البدل من {أحد} والباقون بالنصب على الاستثناء من {بأهلك} وفيها أبحاث شريفة تركناها خوف التطويل). [غيث النفع: 720]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءابآؤنا} [62] و{يومئذ} [66] و{السيئات} [78] و{امرأتك} [81] الوقف عليها كاف، فإن وقف عليها ففي الأول والثاني والرابع لحمزة التسهيل مع المد والقصر في الأول وفي الثالث الإبدال ياء.
وحكى في الأول إبدال الهمزة واوًا، على صورة اتباع الرسم، مع المد والقصر، وهو ضعيف، لا أصل له في العربية ولا في القراءة، وحكى في {يومئذ} الإبدال ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 720] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)}
{رُسُلُ}
قرأ المطوعي (رسل) بإسكان السين، وهو للتخفيف، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
والجماعة على ضم السين {رسل}، وهي لغة الحجازيين.
{رُسُلُ رَبِّكَ}
أدغم الراء في الراء أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وابن مسعود وأبي بن كعب «فأسير».. بقطع الهمزة من
[معجم القراءات: 4/114]
«أسرى» الرباعي.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو جعفر وابن محيصن (فاسر) بهمزة وصل، أمرًا من «سرى» الثلاثي.
يقال: سرى وأسرى، وهما بمعنى واحد، وهو قول أبي عبيد، وذهب الليث إلى أن «أسرى» لأول الليل، و«سرى» لآخره.
والقراءتان عند الطبري سواء، قرأ بكل واحدة منهما أهل قدوة في القراءة، وهما لغتان مشهورتان في العرب معناهما واحد، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب.
وقرأ اليماني (فسر بأهلك)، وهو أمر من «سار».
{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ}
وهنا قراءتان أخريان:
الأولى: عن ابن مسعود وأبي بن كعب: (فأسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك)، وليس في هذه القراءة {ولا يلتفت منكم أحد}، وهي كذلك في مصحف عبد الله.
[معجم القراءات: 4/115]
الثانية: عن ابن مسعود (فأسر بأهلك إلا امرأتك) كذا، ولم يأت على ذكر ما بينهما.
{بِأَهْلِكَ}
قراءة حمزة في الوقف بقلب الهمزة المفتوحة بعد كسر ياء، وصورتها «بيهلك».
{بِقِطْعٍ}
قراءة الجماعة {بقطع} بكسر فسكون.
وقرأ نبيح وأبو واقد والجراح (بقطع) بكسر ففتح، والقطع: ظلمة آخر الليل، والقطع: جمع قطعة، وهي الطائفة من الشيء، وهو هنا الليل.
{وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب {... إلا امرأتك} بالنصب، وهو مستثنى من قوله {بأهلك}.
وذهب ابن هشام إلى أنه مستثنى منقطع، وهو لأبي حيان، نقله عن الزمخشري ثم تعقبه فيه، فأخذه عنه ابن هشام ولم يعزه لصاحبه.
[معجم القراءات: 4/116]
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي والحسن وابن جماز عن أبي جعفر «... إلا امرأتك» بالرفع، على أنه بدل من «أحد»، وجعله ابن هشام مرفوعًا بالابتداء والجملة بعده خبر، والمستثنى جملة.
وأنكر قراءة الرفع جماعة منهم أبو عبيد قال: لا يصح ذلك إلا برفع «يلتفت» ويكون نعتًا، لأن المعنى يصير. إذا أبدلت وجزمت ۔ أن المرأة أبيح لها الالتفات، وليس المعنى كذلك.
قال النحاس: وهذا الحمل من أبي عبيد ومن غيره على مثل أبي عمرو مع جلالته ومحله من العربية لا يجب أن يكون».
وذهب المبرد إلى أن مجاز هذه القراءة أن المراد بالنهي المخاطب، ولفظه لغيره، كما تقول لخادمك: لا يخرج فلان، فلفظ النهي الفلان، ومعناه للمخاطب، فمعناه: لا تدعه يخرج.
وكذلك معنى النهي إنما هول {لوط}: أي لا تدعهم يلتفتون إلا امرأتك، وكذلك قولهم: لا يقم أحد إلا زيد، معناه: إنههم عن القيام إلا زيدًا.
قال ابن هشام:
«والذي أجزم به أن قراءة الأكثرين لا تكون مرجوحة، وأن الاستثناء في الآية من جملة الأمر على القراءتين، بدليل سقوط {ولا يلتفت منكم أحد} في قراءة ابن مسعود، وأن الاستثناء منقطع، بدليل سقوطه في آية الحجر، ولأن المراد بالأهل المؤمنون وإن لم يكونوا من أهل بيته وإن لم يكونوا مؤمنين...».
[معجم القراءات: 4/117]
قال الرازي: «واعلم أن القراءة بالرفع أقوى، لأن القراءة بالنصب تمنع من خروجها من أهله...، وأما القراءة بالنصب فإنها أقوى من وجه آخر، وذلك لأن مع القراءة بالنصب يبقى الاستثناء متصلًا ومع القراءة بالرفع يصير الاستثناء منقطعًا».
{امْرَأَتَكَ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة.
{الصُّبْحُ.... الصُّبْحُ}
قراءة الجماعة فيهما {الصبح} بسكون الباء.
وقرأ عیسی بن عمر (الصبح)بضم الباء، وهي لغة، وليست من باب الإتباع). [معجم القراءات: 4/118]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)}
{جَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وحكم الهمز في الوقف، وانظر الآية 40 من هذه السورة.
{جَاءَ أَمْرُنَا}
تقدم حكم الهمزتين، انظر الآية/ 40 من هذه السورة). [معجم القراءات: 4/118]

قوله تعالى: {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ببعيد} تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب الثالث والعشرين، بإجماع). [غيث النفع: 721]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس