عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (69) إلى الآية (73) ]

{ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) }

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {قَالُوا سَلاما قَالَ سَلام} 69
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم (قَالُوا سلما قَالَ سلم) هَهُنَا وفي الذاريات 25
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (قَالُوا سلاما) بِأَلف (قَالَ سلم) بِغَيْر ألف بِكَسْر السِّين وتسكين اللَّام في السورتين جَمِيعًا هَهُنَا وفي الذاريات). [السبعة في القراءات: 337 - 338]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (قال سلم) وفي "الذاريات"، حمزة، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 283]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قال سلم) [69، الذاريات: 25] فيهما: بكسر السين بلا ألف هما، [وافق
هناك جبلة] ). [المنتهى: 2/752]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (قال سلم)، بكسر السين وسكون اللام هنا وفي الذاريات، وقرأ الباقون بفتح السين وبألف بعد اللام] ). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {قال سلم} (69)، هنا، وفي الذاريات (25): بكسر السين، وإسكان اللام.
والباقون: بفتح السين واللام، وألف بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ: (قال سلم) هنا وفي الذاريات بكسر السّين وإسكان اللّام من غير ألف، والباقون بفتح السّين واللّام وألف بعدها). [تحبير التيسير: 407]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سِلْمٌ) وفي الذاريات بكسر السين من غير ألف الْأَعْمَش، والزَّيَّات، وطَلْحَة، والْعَبْسِيّ، وعلي ابن أبي عبلة " قال سلامًا " بالنصب فيهما، الباقون (سَلَامٌ)، وهو الاختيار من التسليم قال أبو علي أبو زيد عن المفضل كعلي في الذاريات وهو غلط؛ لأنه لن نتابع عليه إلا في طريق أسباهان). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([69]- {قَالَ سَلامٌ} فيهما هنا والذاريات52 بكسر السين بلا ألف: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (764 - هُناَ قَالَ سِلْمٌ كسْرُهُ وَسُكُونُهُ = وَقَصْرٌ وَفَوْقَ الطُّورِ شَاعَ تَنَزُّلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([764] هنا قال سلمٌ كسره وسكونه = وقصرٌ وفوق الطور (شـ)اع تنزلا
سِلمٌ بمعنى السلام، كحِرم وحَرام؛ قال الشاعر:
مررنا فقلنا إيه سِلم فسلمت = كما اكتل بالبرق الغمام اللوائح
يعني أننا سلمنا فردت علينا.
و{قال سلم}، أي أمري سلامٌ، أو جوابي.
وقيل: يريد سلام عليكم، وهو اسمٌ أقيم مقام المصدر، فنصب في قوله تعالى: {قالوا سلما}.
و (كسره)، يعني في السين. و(سكونه)، يعني في اللام.
(وقصر)، يعني حذف الألف، وهو مبتدأ وما عطف عليه.
و (شاع تنزلا)، خبره). [فتح الوصيد: 2/995]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([764] هنا قال سلمٌ كسره وسكونه = وقصرٌ وفوق الطور شاع تنزلاش
ح: (قال سلمٌ): مبتدأ، (كسره) وما عطف عليه، مبتدأ ثانٍ، (شاع): خبره (تنزلًا): تمييز، والجملة: خبر الأول، (فوق الطور): عطف على
[كنز المعاني: 2/319]
(هنا)، وهو ظرف ملغى.
ص: يعني: قرأ حمزة والكسائي: (قال سلمٌ فما لبث) هنا [69]، و(قال سلمٌ قومٌ منكرون) في الذاريات [25] فوق الطور بكسر السين وسكون اللام وقصرها، أي: حذف الألف منها، والباقون، (سلامٌ) بفتح السين وتحريك اللام بالفتح مع الألف، لغتان، كـ (حرمٌ) و {وحرامٌ} [الأنبياء: 95]، أو السلم: ضد الحرب). [كنز المعاني: 2/320]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (764- هُنا قَالَ سِلْمٌ كسْرُهُ وَسُكُونُهُ،.. وَقَصْرٌ وَفَوْقَ الطُّورِ "شَـ"ـاعَ تَنَزُّلا
كسره: مبتدأ، وسكونه وقصر عطف عليه، وشاع خبر المبتدأ، وتنزلا تمييز، وفوق الطور: عطف على هنا؛ أي: قوله: "قال سلم" موضع: "قال سلام هنا وفي الذاريات وهما لغتان كحرم وحرام وحل وحلال، وقيل: سلم ضد حرب؛ وذلك لأنه نكرهم فقال: أنا مسالم لكم ورفعه على حكاية قوله؛ أي: سلام عليكم أوامري سلام، ونصب: {قَالُوا سَلامًا}؛ أي: قولا ذا سلامة لم يقصد فيه حكاية قولهم، وكذا معنى قوله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}.
وأما في كل موضع يقصد التسليم فلم يأت الأمر معرفا والأكثر تنكيره: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ}،: {سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}، {سَلامٌ عَلَى نُوحٍ}، {وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ}.
وجاء معرفا في: {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ}، {وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى}.
وقيل: التقدير: سلمنا سلاما، وله نظائر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/241]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (764 - هنا قال سلم كسره وسكونه = وقصر وفوق الطّور شاع تنزّلا
قرأ حمزة والكسائي: قالُوا سَلاماً* هنا وفي السورة التي فوق الطور، وهي الذاريات بكسر السين وسكون اللام والقصر أي: حذف الألف بعد اللام، فتكون قراءة الباقين بفتح السين واللام والمد أي إثبات الألف بعد اللام). [الوافي في شرح الشاطبية: 292]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (132- .... .... .... .... .... = .... .... .... سِلْمُ فَانْقُلَا
133 - سَلامٌ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: سلم فانقلا سلام أي قرأ مرموز (فا) فانقلا وهو خلف {قال سلام} [69] هنا والذاريات بفتح السين واللام مع الألف بعدها كما نطق به ولفظ بالرفع فخرج {قالوا سلامًا} المجمع عليه بين العشرة وعلم من الوفاق للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 149]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَالَ سَلَامٌ هُنَا وَالذَّارِيَاتِ، فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، (سِلْمٌ) بِكَسْرِ السِّينِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ السِّينِ وَاللَّامِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي {قال سلام} هنا [69]، وفي الذاريات [25] بكسر السين وإسكان اللام من غير ألف، والباقون بفتح السين واللام وألف بعدها فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 548]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (694- .... .... .... .... .... = .... .... قال سلمٌ سكّن
695 - واكسره واقصر مع ذروٍ في ربا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (قال سلم) يريد قوله تعالى: قال سلام كما سيأتي في البيت الآتي:
واكسره واقصر مع ذرو (ف) ي (ر) با = يعقوب نصب الرّفع (ع) ن (ف) وز (ك) با
يعني قوله تعالى: قال سلام فما لبث هنا «وقال سلام» بالذاريات بكسر السين وإسكان اللام بلا ألف كلفظه حمزة والكسائي، والباقون بفتح السين واللام وألف بعدها فيهما، والسلام والسلم لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
واكسره واقصر مع ذرو (ف) ى (ر) با = يعقوب نصب الرّفع (ع) ن (ف) وز (ك) با
ش: أي: قرأ ذو فاء (في) حمزة وراء (ربا) الكسائي: قال سلم فما لبث هنا [69]، [و] قال سلم قوم بالذاريات [الآية: 25] بكسر السين وإسكان اللام بلا ألف كلفظه، وهو لغة في السلام: التحية ك «حل» و«حلال»، أو بمعنى مسالمة ضد الحرب.
قال مكي: «لأنه خافهم عند امتناع الأكل»، والباقون بفتحتين فألف [، وهي] التحية اتفاقا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/383]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "ولقد جاءت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "جاء" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأسكن سين "رسلنا" أبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "قَالَ سَلام" [الآية: 69] هنا و[الذاريات الآية: 25] فحمزة والكسائي بكسر السين وسكون اللام بلا ألف فيهما، وقرأ الباقون وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف بفتح السين واللام وبألف بعدها فيهما، وهما لغتان كحرم وحرام وخرج بقيد: قال قالوا سلاما اتفق عليه ما عدا الأعمش، فعنه بالكسر والسكون فيهما ورفع الميمين والجمهور على نصب الميم في الحرفين الأولين من السورتين، ورفع الثانيين منهما والنصب على المصدر أي: سلمنا عليك سلاما، أو بقالوا على معنى ذكروا سلاما ورفع الثاني أما خبر المحذوف أي: أمركم أو جوابي أو مبتدأ حذف خبره أي: وعليكم سلام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رسلنا} [69] قرأ البصري بإسكان السين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 718]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قال سلام} قرأ الأخوان بكسر السين وإسكان اللام، والباقون بفتح السين واللام وألف بعدها لفظًا، وأما خطًا فهي قبله، كما قال:
ومع لام ألحقت يمناه = لأسفل من منتهى أعلاه). [غيث النفع: 718]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)}
{وَلَقَدْ جَاءَتْ}
القراءة بإدغام الدال في الجيم عن أبي عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
وقراءة الباقين بالإظهار.
وتقدم هذا في مواضع منها الآية / 87 من سورة البقرة، و 34 من سورة الأنعام و 57 من سورة يونس، فانظر هذا فيما مضى.
{جَاءَتْ}
تقدمت الإمالة فيه، ووقف حمزة عليه، انظر الآية/ 43 من سورة النساء.
{رُسُلُنَا}
قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (رسلنا) بسكون السين، للتخفيف
[معجم القراءات: 4/94]
وقراءة الجماعة {رسلنا} بضم السين مثقلًا.
وفي حاشية الجمل:
«يقرأ بسكون السين وضمها حيث وقع مضافًا للضمير بخلاف ما إذا أضيف إلى مظهر فليس فيه إلا ضمها».
{بِالْبُشْرَى}
أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
وقرأ الأزرق وورش بالتقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ}
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف وسلام {قالوا سلاما قال سلام} انتصب «سلامًا» على إضمار الفعل أي: سلمنا عليك سلامًا، أو بـ «قالوا»، وارتفع «سلامٌ» خبرًا لمبتدأ محذوف، أي: أمري وأمركم سلام، أو هو مبتدأ محذوف الخبر: عليكم سلام.
وقرأ حمزة والكسائي ويحيى بن وثاب وإبراهيم النخعي (قالوا سلاما قال سلم).
[معجم القراءات: 4/95]
قال مكي: «وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أن يقرأ (قال سلم) بغير ألف.
وفي حاشية الجمل:
«... سيلم بكسر السين وسكون اللام، ويلزم بالضرورة سقوط الألف، فقيل هما لغتان، كحرم وحرام وحل وحلال، وقيل: السلم بالكسر ضد الحرب، وناسب ذلك لأنه نكرهم فكأنه قال: أنا مسالمكم غير محارب لكم».
وقرأ الأعمش (قالوا سلمٌ قال سلمٌ)، وتقدم تخريج الرفع قراءة حمزة ومن معه.
وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش (قالوا سلمًا قال سلمٌ).
جاءت هذه القراءة عند الزمخشري بزيادة الفاء (فقالوا..) ويغلب على ظني أنه تحريف.
وقرأ ابن أبي عبلة: (قالوا سلامًا قال سلامًا)بالألف والنصب فيهما، وتقدم تخريج النصب في قراءة الجماعة.
وقد ذكر هذا مكي جوازًا لا قراءة، وكذا الأمر عند الفراء والزجاج والنحاس.
وروي عن ابن أبي عبلة أيضًا (قالوا سلام قال سلام) بالألف والرفع فيهما، وتقدم تخريج الرفع في قراءة الجماعة، وذكره بعض العلماء على أنه جائز قراءة.
[معجم القراءات: 4/96]
ويأتي مثل هذه القراءات في الآية/25 من سورة الذاريات.
{جَاءَ}
تقدمت الإمالة فيه، ووقف حمزة، انظر الآية/43 من سورة النساء). [معجم القراءات: 4/97]

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ رَأَى فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءا} [70] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال حرفي "رأى" ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف والأكثرون عن الداجواني عن هشام وأبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى، وقللهما الأزرق
[إتحاف فضلاء البشر: 2/130]
وأمال الهمزة وفتح الراء أبو عمرو، وتقدم تضعيف نقل الخلاف عن السوسي في الراء، وأنه ليس من طرق الكتاب، والباقون بفتحهما، وبذلك قرأ الجمهور عن الحلواني عن هشام، وكذا العليمي عن أبي بكر في رواية الجمهور أيضا، وأما فتح الراء وإمالة الهمزة عن شعيب عن يحيى عنه فانفرادة كما مر لا يقرأ بها، وإذا وقف عليها الأزرق هنا جازت له ثلاثة البدل، لتقدم الهمز على حرف المد، فإن وصلها بأيديهم تعين المد المشبع عملا بأقوى السببين وهو الهمز بعد حرف المد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/131]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رءآ أيديهم} [70] قرأ ابن ذكوان وشعبة والأخوان بإمالة الراء والهمزة، وورش بتقليلهما، والبصري بإمالة الهمزة فقط، والباقون بالفتح.
[غيث النفع: 718]
وإمالة الراء للسوسي مما انفرد به الشاطبي، ولا يقرأ به، كما تقدم، فإن وقف ورش على {رءآ} فله الثلاثة، على أصله فيما تقدمت فيه الهمزة على الألف، وإن وصل فليس له إلا الطويل فقط، عملاً بأقوى السببين). [غيث النفع: 719]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70)}
{رَأَى}
إمالة الراء: انفرد أبو القاسم الشاطبي بذكر القراءة بإمالة الراء عن السوسي بخلاف عنه، وخالف بذلك سائر الناس.
ورد هذا ابن الجزري في النشر.
إمالة الهمزة والراء:
أمالهما إمالة محضة حمزة والكسائي وخلف وهشام وشعبة بخلاف عنهما، وابن ذكوان، والأكثرون عن الداجوني، وهي رواية عن عاصم.
وجاءت إمالة الراء لإمالة الهمزة والألف بعدها، وهو مما أميل. للإمالة بعده وهو قليل.
وأمال أبو عمرو الهمزة إمالة محضة وفتح الراء، وهي قراءة عن أبي بكر شعبة.
وقرأ الأزرق وورش بالتقليل فيهما.
وقراءة الباقين بفتحهما، وهو الوجه الثاني لهشام وشعبة.
[معجم القراءات: 4/97]
وإذا وقف الأزرق وورش أجريا في الهمزة المد والتوسط والقصر، وإذا وصلا فليس لهما إلا المد.
وإذا وقف حمزة سهل الهمزة على أصله.
{إِلَيْهِ}
ضم الهاء يعقوب وحمزة والمطوعي (إليه) وضم الهاء على الأصل.
والباقون على كسر الهاء مراعاةً للجوار {إليه}.
{نَكِرَهُمْ}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
{خِيفَةً}
قراءة الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف). [معجم القراءات: 4/98]

قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا في فتح الْبَاء وَضمّهَا من قَوْله {وَمن وَرَاء إِسْحَاق يَعْقُوب} 71
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو والكسائي {وَمن وَرَاء إِسْحَاق يَعْقُوب} رفعا
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة {يَعْقُوب} نصبا
وَاخْتلف عَن عَاصِم فروى عَنهُ أَبُو بكر بِالرَّفْع وروى حَفْص عَنهُ {يَعْقُوب} نصبا). [السبعة في القراءات: 338]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((يعقوب) نصب شامي، (وحمزة) وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 283]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يعقوب) [71]: نصب: دمشقي، وحمزة، وحفص). [المنتهى: 2/752]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة وابن عامر (يعقوب) بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع). [التبصرة: 236]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وحمزة، وحفص: {يعقوب قالت يا ويلتى} (71، 72): بنصب الباء.
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وحمزة وحفص: (يعقوب قالت) بنصب الباء والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 407]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَعْقُوبَ) نصب أبو حيوة، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وحفص، وابن عامر، والثغري في قول الرَّازِيّ، وهو الاختيار بودوع البشارة عليه، لأن البشارة بولد الولد كالبشارة بالولد، الباقون بالرفع). [الكامل في القراءات العشر: 573]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([71]- {يَعْقُوبَ} نصب: ابن عامر وحمزة وحفص). [الإقناع: 2/666]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (763- .... .... .... .... = وَيَعْقُوبُ نَصْبُ الرَّفْعِ عَنْ فَاضِلٍ كَلاَ). [الشاطبية: 60]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{يعقوب} بالنصب على: ومن وراء إسحاق وهبنا لها يعقوب، لدلالة الكلام على هذا التقدير؛ ومنه قوله:
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرةً = ولا ناعب إلا ببين غرابها
لأن {فبشرنها} دال على الهبة.
[فتح الوصيد: 2/993]
هذا قول سيبويه وتابعيه.
وإليه أشار بقوله: (نصب الرفع عن فاضل كلا)، أي حفط، لأن الكسائي والأخفش وأبا حاتم قالوا: «هو في موضع خفض»، عطفًا علی {إسحق}، ولكنه فتح لأنه لا ينصرف.
وأنكره سيبويه من قبل أن الجار لا يفصل بينه وبين المجرور، ولا يفرق بين المعطوف وبين حرف العطف، فلا يجوز: مررت بزيدٍ في الدار والبيت عمروٍ.
وقيل: يجوز أن يكون {يعقوب} منصوبًا على العطف علی موضع {إسحق}.
وفيه، أنك تفصل بين المنصوب والناصب، فيصير بمثابة قولك: رأيت زيدًا وفي الدار عمرً، وهو قبيح للتفرقة.
والوجه هو الأول.
والرفع على الإبتداء في أحد قولي سيبويه في هذا ونحوه، والخبر متقدم، أو على أنه مرتفع بالظرف قبله وهو القول الثاني. وإليه ذهب الأخفش واختاره أبو علي). [فتح الوصيد: 2/994]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([762] ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم = ينون على فصلٍ وفي النجم فصلا
[763] نما لثمود نونوا واخفضوا رضًى = ويعقوب نصب الرفع عن فاضل كلا
ب: (الكلاء): الحفظ.
ح: (ثمود): مبتدأ، (لم ينون): خبر، (على فصلٍ): حال، (فصلا): خبر مبتدأ محذوف، أي: ثمود فُصل في النجم، (نمى): خبر بعد خبر، (لثمود): مفعول (نونو)، (رضًى): حال منه، (يعقوب): مبتدأ، (نصب الرفع): مبتدأ ثانٍ، واللام عوض عن العائد، (عن فاضلٍ): خبر، (كلا): نعته، والجملة: خبر الأول.
ص: قرأ حمزة وحفص: {ألا إن ثمودا} هنا [68]، {وعادًا وثمودا وأصحاب الرس} في الفرقان [38]، {وعادًا وثمودًا وقد تبين لكم} في العنكبوت [38] بترك التنوين لعدم صرفه بناءً على أنه اسم القبيلة.
وأشار إلى قوة القراءة بقوله: (على فصلٍ)، أي: قولٍ فصلٍ.
وأما {وثمودا فما أبقى} من النجم [51]: فحمزة وعاصم بكماله
[كنز المعاني: 2/318]
تركا التنوين لعدم صرفه كما ذكر، والباقون: بالتنوين في الأربعة لأنه منصرف بناءً على أنه اسم الحي.
ولم يلتبس حرف هود بقوله: {وإلى ثمود} [61] لأنه متقدم على كلمة {يومئذٍ} [66]، ولو خولف فيه لقدمه، إذ لا ضرورة لتأخيره.
وقرأ الكسائي: {ألا بعدًا لثمودٍ} [68] بالتوين والجر لصرفه، والباقون: بترك التنوين والنصب في موضع الجر لمنع صرفه.
قرأ حفص وحمزة وابن عامر: {ومن وراء إسحاق يعقوب} [71] بنصب الباء، أي: وهبنا لها من وراء إسحاق يعقوب، لدلالة: {فبشرناها} [71] عليه، والباقون: بالرفع على الابتداء، والخبر: {ومن وراء إسحاق}). [كنز المعاني: 2/319] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرئ يعقوب بالنصب والرفع، فالنصب على تقدير: ووهبنا لها يعقوب من وراء إسحاق، ودل عليه معنى قوله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ}؛ لأنه في معنى وهبنا، واختاره أبو علي، وذكر وجهين آخرين على ضعف فيهما؛ أحدهما: أن يكون مجرورًا عطفًا على إسحاق، والثاني أن يكون منصوبًا عطفًا على موضع بإسحاق؛ أي: فبشرناها "بإسحاق" ويعقوب من وراء إسحاق، وضعفهما من جهة الفصل بين واو العطف والمعطوف بالظرف فهو كالفصل بين الجار والمجرور، ولو قلت: مررت بزيد اليوم وأمس عمرو على تقدير وبعمر وأمس لم يحسن ولكن في الشعر يحتمل مثل ذلك كما جاء:
بكف -يوما- يهودي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/239]
ومثله في الفصل بين حرف العطف والمرفوع وآونة أثالي وفي المنصوب:
ويوما أديمها نغلا
في بيتين معروفين أنشدهما أبو علي وغيره الأول لابن أحمر والثاني للأعشى، وله نظير في إعراب بعضهم {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} على أن هادٍ عطف على منذر؛ أي: أنت منذر وهادٍ لكل قوم، وقد مضى في هذه القصيدة وسيأتي نحو من ذلك في نظم الناظم، وذكر وجه العطف جماعة من أئمة العربية، أما قراءة يعقوب بالرفع فعلى الابتداء، وخبره ما قبله؛ أي: مولود لها من وراء إسحاق يعقوب أو يكون فاعل من وراء على قول الأخفش؛ أي: واستقر لها من وراء إسحاق يعقوب، قال أبو جعفر النحاس: وتكون الجملة في موضع الحال، وأظنه في البشارة أي: فبشرناها بإسحاق متصلا به يعقوب قال: ويجوز على إضمار فعل؛ أي: ويحدث من وراء إسحاق يعقوب، وقوله: نصب الرفع؛ أي: نصب رفعه أو نصب الرفع فيه منقول عن فاضل كلأه؛ أي: حفظه، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/240]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (763 - .... .... .... .... .... = ويعقوب نصب الرّفع عن فاضل كلا
....
وقرأ حفص وحمزة وابن عامر بنصب رفع الباء في لفظ يَعْقُوبَ في قوله: وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ. وقرأ غيرهم برفع بائه و(كلا) بالهمز وخفف حفظ). [الوافي في شرح الشاطبية: 292]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (133- .... وَيَعْقُوبَ ارْفَعَنْ فُزْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ويعقوب ارفعن فز أي قرأ مرموز (فا) فز وهو خلف {وراءإسحاق يعقوب] [71] بالرفع كالآخرين فهو مبتدأ خبره {ومن وراء إسحاق}أي ويعقوب مولود لها من وراء إسحاق). [شرح الدرة المضيئة: 149]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَعْقُوبَ قَالَتْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَحَفْصٌ بِنَصْبِ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/290]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وحمزة وحفص {يعقوب * قالت} [71 72] بنصب الباء، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 549]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (695- .... .... .... .... .... = يعقوب نصب الرّفع عن فوزٍ كبا). [طيبة النشر: 79]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يعقوب الخ) يريد قوله تعالى: ومن وراء إسحاق يعقوب نصب الباء حفص وحمزة وابن عامر على أنه مفعول لمقدر من معنى «بشرناها» والباقون بالرفع للابتداء عند سيبويه، وللظرف عند الأخفش). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 252]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو عين (عن) حفص، وفاء (فوز) حمزة، وكاف (كبا) ابن عامر: ومن ورآء إسحق يعقوب [71]- بنصب الباء على أنه مفعول لمقدر من معنى فبشّرنها [71].
قال سيبويه: أي: ووهبناها يعقوب.
وقال الأخفش والكسائي: عطف على لفظ بإسحق وفتحه علامة جره، [فمنعه] بالعلمية والعجمة.
والباقون برفعه بالابتداء عند سيبويه، وبالظرف عند الأخفش، وقيد النصب لمخالفة المفهوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/383]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يَعْقُوبَ، قَالَت" [الآية: 71] فحفص وابن عامر وحمزة بفتح الباء علامة جر عطفا على لفظ إسحاق، أو نصب بفعل مقدر يفسره ما دل عليه الكلام أي: ووهبنا يعقوب وافقهم المطوعي، والباقون بالرفع على أنه مبتدأ خبره الظرف قبله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/131]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ومن وراء إسحاق" بتسهيل الأولى قالون والبزي مع المد والقصر، وقرأ ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثانية، وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ياء ساكنة من جنس سابقتها فيشبع المد للساكنين، وقرأ أبو عمرو وقنبل من طريق ابن شنبوذ ورويس من طريق أبي الطيب بحذف الأولى مع المد والقصر، ولقنبل من طريق الأكثرين تسهيل الثانية وإبدالها ياء كالأزرق، فيكمل له ثلاثة أوجه، والباقون بتحقيقهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/131]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومن ورآه إسحاق} [71] قرأ قالون والبزي بتسهيل الهمزة الأولى، والبصري بإسقاطها مع المد والقصر فيهما، وورش وقنبل بتسهيل الثانية، وعنهما أيضًا إبدالها حرف مد، ويمد طويلاً لسكون السين، والباقون بتحقيقها، وهم في المد على اصولهم). [غيث النفع: 719]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يعقوب} قرأ الشامي وحفص وحمزة بنصب الباء، والباقون بالرفع). [غيث النفع: 719]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)}
{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ}
قراءة الجماعة {وامرأته قائمة}، مبتدأ وخبر.
وذكروا أن في مصحف عبد الله بن مسعود وقراءته (وامرأته قائمة وهو قاعد) بزيادة (وهو قاعد) على قراءة الجماعة.
ونقل أبو حيان عن ابن عطية أن ابن مسعود قرأ (وهي قائمة وهو جالس».
ولم أجد هاتين القراءتين في المطبوع من مصحفه، وهما قراءتان محمولتان على التفسير، ومن هذا الباب أغلب القراءات المروية عنه.
{فَضَحِكَتْ}
قراءة الجماعة {فضحكت} بكسر الحاء، وذهب بعضهم إلى أنه الضحك المعروف، ورأى آخرون أن معناه حاضت
[معجم القراءات: 4/98]
وذكر الفراء أنه لم يسمع هذا من ثقة.
وقرأ محمد بن زياد الأعرابي: (فضحكت) بفتح الحاء.
قال المهدوي: «فتح الحاء غير معروف».
وقال الشهاب: «وقيل إنه معروف في اللغة، وقيل إنه مخصوص بـ «ضحك» بمعنی حاض».
وقال أبو الفتح:
«روی ابن مجاهد قال: قال أبو عبد الله بن الأعرابي: الضحك هو الحيض وأنشد:
ضحك الأرانب فوق الصفا = مثل دم الجوف يوم اللقا»
{بِإِسْحَاقَ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ}
قرأ نافع في رواية إسماعيل وابن كثير في رواية ابن فليح وقالون والبزي بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء مع المد والقصر في حال الوصل.
وقرأ ابن كثير برواية القواس، ويعقوب ونافع برواية ورش وورش من طريق الأصبهاني وقنبل من طريق ابن مجاهد، والأزرق
[معجم القراءات: 4/99]
وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب وابن شنبوذ، وابن مهران عن روح بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بين بين.
وقرأ الأزرق وورش وقنبل من طريق أبن شنبوذ بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثانية ياء ساكنة من جنس ما قبلها مع إشباع المد للساكنين.
وصورة القراءة: (ومن وراء يسحاق).
وقرأ أبو عمرو وقنبل من طريق ابن شنبوذ ورويس من طريق أبي الطيب بحذف الهمزة الأولى مع المد والقصر، ووافقهم على هذا اليزيدي وابن محيصن وابن كثير برواية البزي.
وصورة القراءة: (ومن ورا إسحاق).
قال ابن شنبوذ: «إذا لم تحقق الهمزتين فاقرأ كيف شئت».
وفي المكرر: «وقرأ أبو عمرو بإسقاط إحداهما مع المد والقصر».
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين معًا {ومن وراء إسحاق}.
{يَعْقُوبَ}
قرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم، وأبو عمر الضرير عن عام أيضًا، وجبلة عن المفضل عن عاصم، وزيد بن علي والمطوي (ويعقوب) بالنصب، وتخريجه على وجهين:
[معجم القراءات: 4/100]
١- أن يكون محله الخفض بالعطف على {إسحاق} على معنى: وبشرنا من وراء إسحاق بيعقوب، وهو رأي الكسائي والأخفش: وأبي حاتم، وهو ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة؛ ولذا جاء الفتح في آخره.
وهذا الوجه غير جائز عند الفراء، فقد رده، لأن العطف على مجرور لا يصح عنده إلا بإعادة الجار وكذا الأمر عند سيبويه، فهو قبيح لأنك فصلت بين يعقوب والباء.
۲- أن يكون محله النصب، بفعل مقدر أي ووهبنا يعقوب من بعد إسحاق، واختاره ابن جني.
أن يكون النصب من عطفه على موضع قوله بإسحاق نحو: مررت بزيد وعمرًا.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم ويعقوب وخلف وأبو جعفر (ويعقوب) بالرفع.
وهي أولى القراءتين بالصواب عند الطبري، وذكر أن للنصب وجهًا غير أنه لا يحب القراءة به.
وفي تخريج هذه القراءة وجهان:
١- الرفع على أنه مبتدأ، وخبره شبه الجملة قبله.
٢- أنه مرفوع بالظرف، كذا عند العكبري، وهو مذهب الأخفش.
وذكر القرطبي أنه على تقدير: ويحدث لها من وراء إسحاق يعقوب، وهذا الذي نقلته عن القرطبي رأيته للنحاس فيما بعد.
وقال القرطبي: «ويجوز أن يرتفع بالفعل الذي يعمل في «من» كان
[معجم القراءات: 4/101]
المعنى: «وثبت لها من رواء إسحاق يعقوب».
وقال الفراء: «وقوله: يعقوب، يرفع، وينصب.
وكان حمزة ينوي به الخفض، يريد ومن وراء إسحاق بيعقوب، ولا يجوز الخفض إلا بإظهار الباء.. والنصب في يعقوب...».
قلت: ذكر العكبري أنه يقرأ (بيعقوب) بزيادة باء الجر والتنوين ثم قال: وصرف هذا بعيد لأنه معرفة أعجمي، ولا يصح تقدير تنكيره، وعزيت إلى ابن أبي عبلة). [معجم القراءات: 4/102]

قوله تعالى: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يَا وَيْلَتي" [الآية: 72] حمزة والكسائي وخلف؛ لأن الظاهر انقلاب ألفها عن ياء المتكلم، وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو، ووقف عليها رويس
[إتحاف فضلاء البشر: 2/131]
بهاء السكت بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أألِدُ" [الآية: 72] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام من طريق الحلواني غير الجمال، وقرأ ورش وابن كثير ورويس بتسهيلها بلا ألف، وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفا مع القصر فقط، لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه، وقرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بالتحقيق مع الإدخال، والوجه الثالث له التحقيق بلا إدخال من مشهور طرق الداجوني، وبه قرأ الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "شيخ" بالرفع خبر بعد خبر والجمهور على الحال من فاعل أألد أي: كيف تقع الولادة في هاتين الحالتين أو العامل فيه معنى الإشارة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءاالد} [72] قرأ قالون والبصري بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية وإثبات ألف بينهما، والمكي كذلك، إلا أنه لا يثبت الألف.
وورش له وجهان، وجه كالمكي، والثاني إبدال الثانية ألفًا، ولا يمدها، إذ لا ساكن بعدها، ولا يصير من باب {ءامنوا} [البقرة: 9] لعروض حرف المد بالإبدال، وضعف السبب بتقدمه على الشرط.
ومثله {ءأامنتم} و{جآء اجلهم} [الأعراف: 34] و{السمآء إلى} [السجدة: 5] و{أوليآء أولائك} [الأحقاف: 32] ونحوه، حالة إبدال الثانية حرف مد.
وهشام بتحقيق الأولى، وله في الثانية وجهان: التحقيق والتسهيل، مع الإدخال فيهما، والباقون بتحقيقهما من غير إدخال). [غيث النفع: 719]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)}
{يَا وَيْلَتَى}
أماله حمزة والكسائي وعاصم في رواية، وخلف والأعمش والأعشى.
والألف فيه منقلبة عن ياء المتكلم، وأصله (يا ويلتي).
وقرأ الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو بالفتح والتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح.
وقرأ رويس في الوقف بخلاف عنه (يا ويلتاه)بهاء السكت مع المد المشبع، وهذا أبين للألف، وأبعد للصوت، وذلك لزيادة التحسر والتوجع.
[معجم القراءات: 4/102]
قال أبو حيان:
«وقيل الألف ألف الندبة، ويوقف عليها بالهاء».
والوجه الثاني لرويس بغير هاء، وقال ابن الجزري: «والوجهان صحيحان عن رويس بهما قرأت، وبهما آخذ».
وقال الزجاج:
«ويجوز الوقف عليه بغير الهاء، والاختيار أن يوقف عليه بالهاء: يا ويلتاه، فأما المصحف فلا يخالف، ولا يوقف عليه بغير الهاء، فإن اضطر واقف وقف بغير الهاء».
وقال الأخفش:
«فإذا وقفت قلت يا ويلتاه»؛ لأن هذه الألف خفية وهي مثل ألف الندبة، فلطفت من أن تكون في السكت، وجعلت بعدها الهاء ليكون أبين لها وأبعد للصوت؛ وذلك أن الألف إذا كانت بين حرفين كان لها صدى كنحو الصوت يكون في جوف الشيء فيتردد فيه فيكون أكثر وأبين.
ولا تقف على ذا الحرف في القرآن؛ كراهية خلاف الكتاب، وقد ذكر أنه وقف على ألف الندبة، فإن كان هذا صحيحًا وقفت على الألفة».
وقال الطبري: «والصواب من القول في ذلك عندي أن هذه الألف ألف الندبة، والوقف عليها بالهاء وغير الهاء جائز في الكلام الاستعمال العرب ذلك في كلامهم».
[معجم القراءات: 4/103]
وقرأ الحسن وابن قطيب (يا ويلتي) بإضافته إلى ياء النفس وهو الأصل.
قرأ قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام من طريق الحلواني، وكذا من طريق ابن عبدان واليزيدي بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية بين الهمزة والألف، وإدخال ألف بينهما «أاالد».
وقرأ الأزرق عن ورش، وكذا ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير ورويس وابن محيصن والطرسوسي والأهوازي بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية من غير إدخال ألف بينهما «أالد».
وقرأ الأزرق وورش أيضًا بإبدال الهمزة الثانية ألفا مع القصر فقط العروض حرف المد بالإبدال.
قال ابن الجزري: «والأكثرون على إبدالها له ألفا خالصة مع المد المشبع للساكنين، وإنكار الزمخشري لهذا الوجه رده أبو حيان وغيره».
وقرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بتحقيق الهمزتين مع إدخال ألف بينهما «أاألد»، وتصبح صورتها: «آألد»، وذلك بعد استبدال المد بالهمزة الأولى والألف.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ونافع وخلف وروح والداجوني عن هشام والحسن والأعمش وابن ذكوان بتحقيق الهمزتين من غير إدخال ألف بينهما «أألد».
[معجم القراءات: 4/104]
{وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا}
قراءة الجمهور {وهذا بعلي شيخا} بالنصب على الحال من {بعلي}، وهي حال مؤكدة، والعامل في الحال معنى الإشارة والتنبيه، أو أحدهما.
وقرأ ابن مسعود وأبي بن كعب والأعمش والمطوعي والأصمعي عن أبي عمرو (وهذا بعلي شيخ) بالرفع.
قال أبو حاتم: «وكذلك في مصحف ابن مسعود».
وذكر العكبري وغيره في إعراب الرفع عدة أوجه، منها:
۱. أن يكون {هذا} مبتدأ، و{بعلي} بدل منه، و{شيخ} خبر.
۲. أن يكون {بعلي} عطف بيان، و{شيخ} خبر.
۳. أن يكون {بعلي} مبتدأ ثانيا، و{شيخ} خبره، والجملة خبر عن {هذا}.
4. أن يكون {بعلي} خبر المبتدأ، و{شيخ} خبر مبتدأ محذوف، أي: هو شيخ.
5. أن يكون {شيخ} خبرًا ثانية.
6- أن يكون «بعلي وشيخ» جميعًا خبرًا واحدًا، كما تقول: هذا حلوٌ حامضٌ.
۷- أن يكون {شيخ} بدلا من {بعلي}.
[معجم القراءات: 4/105]
وروي أن بعض الناس قرأه: (وهذا بعلي هذا شيخ).
{لَشَيْءٌ}
تقدمت قراءة حمزة فيه في الوقف، انظر الآيتين/20 و 106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 4/106]

قوله تعالى: {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على "رحمت" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/132]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)}
{رَحْمَةُ اللَّهِ}
الرسم القرآني (رحمت) بالتاء المفتوحة.
قراءة الوقف:
قرأ في الوقف بالهاء (رحمة) ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن، وهي لغة قريش.
وقراءة الكسائي بإمالة الهاء وما قبلها «رحمة».
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة بالتاء الساكنة (رحمت)، وهو الموافق لصريح الرسم القرآني، وهي لغة طيء). [معجم القراءات: 4/106]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس