عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 02:02 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة هود
[ من الآية (61) إلى الآية (63) ]

{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) }

قوله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (و(من إله) غيره)
[تحبير التيسير: 405]
قد ذكر قبل). [تحبير التيسير: 406] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الأعمش "وإلى ثمود" بالكسر على إرادة الحي والجمهور على منع صرفه للعلمية والتأنيث على إرادة القبيلة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه" [الآية: 61] بخفض الراء الكسائي وأبو جعفر وذكر قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {من إله غيره} [50 61] معًا، قرأ علي بكسر الراء والهاء، والباقون برفعهما). [غيث النفع: 715] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مجيب} كاف، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع على المشهور، وعند قوم {هود} قبله). [غيث النفع: 716]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}
{وَإِلَى ثَمُودَ}
قرأ الأعمش وابن وثاب والحسن (وإلى ثمود) بالصرف على إرادة الحي.
[معجم القراءات: 4/82]
وقرأ الجمهور {وإلى ثمود} على منع الصرف على إرادة القبيلة.
قال الزجاج: «وثمود لم ينصرف لأنه اسم قبيلة، ومن جعله اسمًا للحي صرفه..».
ووجدت نصًا قيمًا عند الفراء أحرص على ألا يفوتك خبره، قال: «وقد اختلف القراء في (ثمود)، فمنهم من أجراه في كل حال، ومنهم من لم يجره في حال.
حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال: حدثني قيس عن أبي إسحاق عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه أنه كان لا يجري {ثمود} في شيء من القرآن، فقرأ بذلك حمزة، ومنهم من أجرى {ثمود} في النصب؛ لأنها مكتوبة بألف في كل القرآن إلا في موضع واحد {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} /59 من الإسراء، فأخذ بذلك الكسائي فأجراها في النصب ولم يجرها في الخفض ولا في الرفع إلا في حرف واحد قوله: {ألا إن ثمودًا كفروا ربهم...} الآية / 68 من هذه السورة، فسألوه عن ذلك فقال:
قرئت في الخفض من المجرى، وقبيح أن يجتمع الحرف مرتين في موضعين ثم يختلف، فأجريته لقربه منه». انتهى.
وفي تفسير القرطبي: «... وزعم أبو عبيدة أنه لولا مخالفة السواد لكان الوجه ترك الصرف؛ إذ كان الأغلب عليه التأنيث».
وتعقبه أبو جعفر النحاس فقال: «الذي قال أبو عبيد - رحمه الله - من أن الغالب عليه التأنيث كلام مردود، لأن ثمودًا يقال له حي، ويقال له قبيلة، وليس
[معجم القراءات: 4/83]
الغالب عليه القبيلة، بل الأمر على ضد ما قال عند سيبويه......».
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة أبن محيصن (یا قوم) بضم الميم في الآية /50.
{مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
أخفى أبو جعفر التنوين في الغين.
{مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
قرأ الكسائي وأبو جعفر والمطوعي وابن محيصن بخلاف عنه (من إله غيره) بكسر الراء نعتًا على اللفظ لـ «إله».
وقراءة الجماعة {من إله غيره} بضم الراء نعتًا على المحل.
وقراءة أبن محيصن في وجهه الثاني (غيره) بالنصب على الاستثناء.
وتقدم هذا مفصلا في الآية / 50 من هذه السورة.
{غَيْرُهُ هُوَ}
إدغام الهاء في الهاء بخلاف عن أبي عمرو ويعقوب، ولا يجوز هذا الإدغام عند النحاس إلا على لغة من حذف الواو في الإدراج، وأخذ هذا عنه القرطبي.
{أَنْشَأَكُمْ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{مِنَ الْأَرْضِ}
تقدم السكت، ونقل حركة الهمزة ثم حذفها، انظر الآية/۹۹ من سورة يونس.
{فَاسْتَغْفِرُوهُ}
قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
والباقون على التفخيم.
وقرأ ابن كثير في الوصل (فاستغفروهو) بوصل هاء الضمير بواو في الوصل، وحذفها في الوقف.
[معجم القراءات: 4/84]
وقراءة الباقين في الحالين (فاستغفروه) بهاء مضمومة.
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي) بوصل الهاء بياء.
وقراءة الجماعة {إليه} بهاء مكسورة). [معجم القراءات: 4/85]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءابآؤنا} [62] و{يومئذ} [66] و{السيئات} [78] و{امرأتك} [81] الوقف عليها كاف، فإن وقف عليها ففي الأول والثاني والرابع لحمزة التسهيل مع المد والقصر في الأول وفي الثالث الإبدال ياء.
وحكى في الأول إبدال الهمزة واوًا، على صورة اتباع الرسم، مع المد والقصر، وهو ضعيف، لا أصل له في العربية ولا في القراءة، وحكى في {يومئذ} الإبدال ياء، وهو ضعيف). [غيث النفع: 720] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)}
{مَرْجُوًّا}
قراءة الجماعة {مرجوًا} بواو مشددة.
وقرأ طلحة (مرجوءًا) بواو بعدها همزة. قال: «بالمد والهمز».
قلت: أصل الهمز في «الرجاء» الواو، فلعله جاء بالقراءة هنا على هذا الأصل.
وذهب بعضهم إلى أن المراد بالمرجو المؤخر اطراحه، وغلبته، ويجعلون هذا من باب الاحتقار، وهذا تفسير يصلح لقراءة الهمز هذه.
{أَتَنْهَانَا}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
وقراءة الجماعة بالفتح.
{آَبَاؤُنَا}
قرأه حمزة بالتسهيل بين بين في الوقف، ويجوز في الألف المد والقصر.
وفيه وجه آخر وهو إبدال الهمزة واوًا محضة (آباونا).
[معجم القراءات: 4/85]
قال صاحب النشر عن الإبدال: «وهو وجه شاذ لا أصل له في العربية، ولا في الرواية، واتباع الرسم في ذلك ونحوه بين بين».
{إِلَيْهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (إليهي) بوصل الهاء بياء). [معجم القراءات: 4/86]

قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرأيتم" بتسهيل الثانية قالون والأصبهاني وأبو جعفر والأزرق، وله إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد وحذفها الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/129]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قالوا يا صالح}
{أرايتم} [63] لا يخفى وتقدم قريبًا.
{جا أمرنا} [66] كذلك). [غيث النفع: 717] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)}
{يَا قَوْمِ}
تقدمت قراءة ابن محيصن بضم الميم. انظر الآية/ 50 من هذه السورة.
{أَرَأَيْتُمْ}
قرأ نافع وقالون والأصبهاني وأبو جعفر والأزرق بتسهيل الهمزة الثانية بين بين.
وقرأ الأزرق وورش بإبدال الهمزة الثانية حرف مد مع الإشباع (أرآيتم).
وقرأ الكسائي بإسقاط الهمزة الثانية (أريتم).
وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين (أرأيتم).
وقراءة حمزة في الوقف بالتسهيل كقراءة نافع وصحبه.
وتقدمت هذه القراءات مفصلة في الآيتين/40 و 46 من سورة الأنعام، وفي الآيتين/50 و 59 من سورة يونس.
{آَتَانِي}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على القراءة بالفتح.
[معجم القراءات: 4/86]
{مِنْهُ}
قراءة ابن كثير في الوصل (منهوه) بوصل الهاء بواو.
{رَحْمَةً}
إمالة الهاء وما قبلها في الوقف، عن الكسائي.
{غَيْرَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 4/87]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس