عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس

[ الآيتين (57) ، (58) ]

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "قد جاءتكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)}
{قَدْ جَاءَتْكُمْ}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلف.
- وبالإظهار قرأ الباقون من السبعة وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون. وتقدم حكم الإدغام في مواضع، انظر الآية/34 من سورة الأنعام.
{جَاءَتْكُمْ}
- أماله حمزة وابن ذكوان وخلف وهشام بخلاف عنه.
- والباقون على الفتح.
- وإذا وقف حمزة سهل الهمز مع المد والقصر.
وتقدم حكم الإمالة في مواضع، انظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/34 من سورة الأنعام.
{مَوْعِظَةٌ}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
{وَشِفَاءٌ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{وَهُدًى}
- تقدمت الإمالة فيه في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف.
- وللأزرق وورش الفتح والتقليل.
انظر الآية/2 من سورة البقرة.
{وَرَحْمَةٌ}
- قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
{لِلْمُؤْمِنِينَ}
- تقدمت القراءة بالواو من غير همز (للمومنين)، وهي لأبي عمرو
[معجم القراءات: 3/572]
وأبي جعفر وغيرهما، في الهمزة الساكنة، انظر الآية/185 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 3/573]

قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - قَوْله {فليفرحوا هُوَ خير مِمَّا يجمعُونَ} 58
كلهم قَرَأَ {يجمعُونَ} بِالْيَاءِ غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ {خير مِمَّا تجمعون) بِالتَّاءِ
وَلم يذكر عَنهُ في: {فليفرحوا} فليفرحوا شيء
هَذِه رِوَايَة ابْن ذكْوَان وَهِشَام جَمِيعًا). [السبعة في القراءات: 327 - 328]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فليفرحوا) بالياء (تجمعون) بالتاء، شامي، ويزيد، ضده زيد بالتاء فيهما رويس). [الغاية في القراءات العشر: 277]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فليفرحوا) [58]: بالياء، (تجمعون) [58]: بالتاء دمشقي غير أبي بشر، ويزيد. ضده: المنهال، وزيد. بالتاء فيهما رويس). [المنتهى: 2/742]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (مما تجمعون) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 232]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وكلهم قرأوا (فليفرحوا) بالياء). [التبصرة: 232]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {خير مما تجمعون} (58): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: رويس (فلتفرحوا) بالتّاء والباقون بالياء والله الموفق). [تحبير التيسير: 400]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو جعفر ورويس: (خير ممّا تجمعون) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 400]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((فَلْيَفرَحُوا)، و(يَجْمَعُونَ) بالتاء فيهما رُوَيْس، والحسن، وقَتَادَة، والوليد، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو خليد عن نافع، وزكريا بن زدان عن علي، وقُتَيْبَة وعيسى عن أبي بكر وإسحاق الكوفي زيد، وَرَوْحٌ (فَلْتَفرَحُوا) بالتاء (يَجْمَعُونَ) بالياء ابن عامر، وابن أبي عبلة، وأبو جعفر غير إسماعيل، وشيبة ضدها ابْن سَعْدَانَ عن أبي جعفر " فلتفرحوا "، و(تَجْمَعُونَ) كزيد، الباقون بالياء فيهما وهو الاختيار إذا المواجهة من الأمر مبني على الوقف وها هنا لما ذكره باللام دل على أن المعاينة فيه أولى). [الكامل في القراءات العشر: 568]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([58]- {يَجْمَعُونَ} بالتاء: ابن عامر). [الإقناع: 2/661]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (749- .... .... .... .... = وَخَاطَبَ فِيهَا يَجْمَعُونَ لَهُ مُلاَ). [الشاطبية: 59]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و{يجمعون} بالتاء، مخاطبة للكفار.
و{يجمعون}، إخبارٌ عنهم.
و(ملاء)، جمع ملاءة، وقد سبق). [فتح الوصيد: 2/977]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([749] ولكن خفيفٌ وارفع الناس عنهما = وخاطب فيها يجمعون له ملا
ب: (الملا): جمع (ملاءة)، وهي الملحفة.
[كنز المعاني: 2/303]
ح: (لكن خفيفٌ): مبتدأ وخبر، ضمير (عنهما): لحمزة والكسائي، (يجمعون): فاعل (خاطب)، ضمير (فيها): للسورة، (له ملا): خبر ومبتدأ، والضمير لـ (يجمعون) .
ص: يعني قرأ حمزة والكسائي: (ولكن الناس أنفسهم يظلمون) [44] بتخفيف {لكن}، ورفع {الناس}، والباقون: بالتشديد والنصب، والوجهان ذُكرا.
وقرأ هشام وابن ذكوان يعني ابن عامر -: (هو خيرٌ مما تجمعون) [58] بتاء الخطاب؛ لأن بعده: {قل أرأيتم} [59] على الخطاب، والباقون: بياء الغيبة؛ لأن قبله: {فبذلك فليفرحوا} [58].
و(له ملا): كناية عن حجج تعضده وتقويه). [كنز المعاني: 2/304] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والغيبة والخطاب في قوله: {هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ظاهر أن الخطاب للكفار والغيب إخبار عنهم وقوله: فيها؛ أي: في هذه السورة وملا جمع ملاءة وهي الملحفة وقد ذكرنا المراد بها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/225]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (749 - .... .... .... .... .... = وخاطب فيها يجمعون له ملا
....
وقرأ هشام وابن ذكوان: هو خير ممّا تجمعون. بتاء الخطاب، وقرأ غيرهما بياء الغيب). [الوافي في شرح الشاطبية: 288]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (129- .... .... .... .... .... = وَفَلْيَفْرَحُوا خَاطِبْ طِلاً يَجْمَعُوا طَلَى
130 - إِذًا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 30]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وفليفرحوا خاطب طلا أي روى مرموز (طا) طلا وهو رويس {فليفرحوا} [58] بالخطاب على الأمر الحاضر العام وعلم من انفراده لمن بقى بالغيبة الشاملة للكل لتناسب ما بعده.
وقوله: تجمعوا طلا أي روى مرموز(طا) طلا وهو رويس وقرأ مرموز (ألف) إذا وهو أبو جعفر {خير مما تجمعون} [58] بالخطاب وعلم من الوفاق لخلف وروح بالغيبة وأشار بقوله طلا إلى صحة هذه القراءة). [شرح الدرة المضيئة: 146]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَلْيَفْرَحُوا فَرَوَى رُوَيْسٌ بِالْخِطَابِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ أُبَيٍّ، وَرُوِّينَاهُمَا مُسْنَدَةً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لِتَأْخُذُوا مَصَافَّكُمْ " (أَخْبَرْنَا) شَيْخُنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَزْيَدٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ أَنَا أَبُو الْوَلِيدِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَرْخِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ أَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَافِظُ (ثَنَا) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ ثِنًّا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الْأَجْلَحِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا تَجْمَعُونَ يَعْنِي بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ كَذَلِكَ فِي كِتَابِهِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ وَاخْتَلَفُوا فِي مِمَّا يَجْمَعُونَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَرُوَيْسٌ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/285]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى رويس {فليفرحوا} [58] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وابن عامر ورويس {يجمعون} [58] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 542]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (683- .... .... تفرحوا غث خاطبوا = وتجمعوا ثب كم غوى .... ). [طيبة النشر: 78]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خلف (ب) هـ (ذ) ق تفرحوا (غ) ث خاطبوا = وتجمعوا (ث) ب (ك) م (غ) وى اكسر يعزب
أي قرأ رويس «فبذلك فلتفرحوا» بالخطاب، والباقون بالغيب قوله: (وتجمعوا) يريد قوله تعالى: هو خير مما يجمعون قرأه بالخطاب أبو جعفر وابن عامر ورويس التفاتا إلى الكفار، والباقون بالغيب إخبارا عنهم على جهة الغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 249]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
خلف (ب) هـ (ذ) ق تفرحوا (غ) ث خاطبوا = وتجمعوا (ث) بـ (ك) م (غ) وى اكسر يعزب
ضمّا معا (ر) م أصغر ارفع أكبرا = (ظ) لـ (فتى) صل فاجمعوا وافتح (غ) را
ش: أي: قرأ ذو غين (غث) رويس: فلتفرحوا [58] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر، وكاف (كم) ابن عامر، وغين (غرا) رويس: هو خير مما تجمعون [58] [بتاء الخطاب التفاتا إلى الكفار؛ مناسبة للاحقه، أعني: قل أرءيتم [59]، والباقون بياء الغيب]؛ إخبارا عنهم على جهة الغيب؛ مناسبة لسابقه، وهو وجه غيب يمكرون [21].
وقرأ ذو راء (رم) الكسائي: وما يعزب [بكسر الزاي] [أي:] يبعد عنه- هنا [61] وفي سبأ [3]، والباقون [بضمها]، وهما لغتان.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/373]
وقرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب، ومدلول (فتى) حمزة، وخلف: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر [61] برفعهما هنا عطفا على محل من مثقال [61]؛ لأنه [فاعل] على حد: وكفى بالله [النساء: 6]، وفتحهما الباقون عطفا على لفظ مثقال، [فهما مجروران لكنهما غير منصرفين،] ومنع صرفهما للوزن والوصف.
واختلف عن ذي غين (غرا) رويس في: فأجمعوا أمركم وشركآءكم [71]: فروى أبو الطيب، والقاضي، وأبو العلاء عن النحاس عن التمار عنه، بوصل الهمزة وفتح الميم، وبه قطع أبو العلاء لرويس في «غايته» مع أنه لم يسند طريق النحاس عنه إلا من طريق الحمامي، [وأجمع الرواة عن الحمامي] على خلاف ذلك، وهو الوجه الثاني.
نعم رواها عن النحاس الحمامي، ووجهها: أنه أمر من: «جمع»، وضد «فرق». قال [الله] تعالى: فجمع كيده ثمّ أتى [طه: 60].
وقيل: «جمع»، و«أجمع» بمعنى، ويقال: «الإجماع» في الأحداث و«الجمع» في الأعيان، وقد يستعمل كل مكان الآخر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/374] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَلْيَفْرَحُوا" [الآية: 58] فرويس بتاء الخطاب وافقه الحسن والمطوعي وهي قراءة أبي وأنس رضي الله تعالى عنهما، ورفعها في النشر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي لغة قليلة؛ لأن الأمر باللام إنما يكثر في الغائب كقراءة الباقين والمخاطب المبني للمفعول نحو: لتعن بحاجتي يازيد، ويضعف الأمر باللام للمتكلم نحو: لأقم ولنقم ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم- قوموا فلأصل لكم والباقون بالغيب، وكلهم سكن اللام إلا الحسن فكسرها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مما تجمعون" [الآية: 58] فابن عامر وأبو جعفر ورويس بالخطاب على الالتفات وتوافق قراءة رويس وافقهم الحسن والباقون بالغيب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/116]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يجمعون} قرأ الشامي بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة). [غيث النفع: 701]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
{فَلْيَفْرَحُوا}
- قراءة الجمهور (فليفرحوا) بالياء أمرًا للغائب، وهي رواية عن ابن عامر.
- وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان بن عفان وأبو عبد الرحمن السلمي وقتادة وعاصم الجحدري وهلال بن يساف وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وأنس بن مالك والحسن البصري وأبو رجاء العطاردي وابن هرمز ومحمد بن سيرين ويعقوب الحضرمي وسليمان الأعمش وعمرو بن فائد والعباس بن الفضل الأنصاري ورويس والمطوعي وأبو التياح الضبعي وعلقمة بن قيس وأبو جعفر بخلاف عنه، وأبو مجلز وأبو
[معجم القراءات: 3/573]
العالية، ومعاذ القارئ وأبو المتوكل والكسائي في رواية زكريا ابن وردان، وابن عامر وابن جبير عن الكسائي (فلتفرحوا) بالتاء أمرًا للمخاطب، وهو لغة لبعض العرب، وهذه القراءة وإن كانت شاذة فقد ورد مثلها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لتأخذوا مصافكم)؛ ولهذا ذكر الرواة أنها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشهاب:
(قوله -أي البيضاوي-: وعن يعقوب (فلتفرحوا) بالتاء على الأصل المرفوض، أي وروي أنه قرأ فلتفرحوا بلام الأمر وتاء الخطاب على أصل أمر المخاطب المتروك فيه، فإن أصل صيغة الأمر باللام، فحذفت مع تاء المضارعة، واجتلبت همزة الوصل للتوصل إلى الابتداء بالساكن، فإذا أتي بأمر المخاطب فقد استعمل الأصل المتروك فيه، وهذا أحد قولين للنحاة فيه، وقيل: إنها صيغة أصلية. وفي حواشي الكشاف عن المصنف أن هذه القراءة إنما قرئ بها لأنها أدل على الأمر بالفرح، وأشد إيذانا بأن الفرح بفضل الله ورحمته مما ينبغي التوصية مشافهة به؛ وبهذا الاعتبار انقلب ما ليس فصيحًا فصيحًا...).
وقال ابن جني:
(... لكن (فلتفرحوا) بالتاء خرجت على أصلها؛ وذلك أن أصل الأمر أن يكون بحرف الأمر وهو اللام، فأصل اضرب: لتضرب، وأصل قم لتقم، كما تقول للغائب: ليقم زيد، ولتضرب هند، لكن لما كثر أمر الحاضر نحو قم واقعد ... حذفوا حرف المضارعة تخفيفًا، وبقي ما بعده، ودل حاضر الحال على أن المأمور
[معجم القراءات: 3/574]
هو الحاضر الغائب، فلما حذفوا حرف المضارعة بقي ما بعده في أكثر الأمر ساكنًا، فاحتيج إلى همزة الوصل ليقع الابتداء بها فقيل: اضرب، اذهب، ونحو ذلك.
فإن قيل: ولم كان أمر الحاضر أكثر حتى دعت الحال إلى تخفيفه لكثرته؟ قيل: لأن الغائب بعيد عنك، فإذا أردت أن تأمره احتجت إلى أن تأمر الحاضر لتؤدي إليه أنك تأمره، فقلت: يا زيد، قل لعمرو: قم...، فلا تصل إلى أمر الغائب إلا بعد أن تأمر الحاضر أن يؤدي إليه أمرك إياه، والحاضر لا يحتاج إلى ذلك؛ لأن خطابك إياه قد أغنى عن تكليفك غيره أن يتحمل إليه أمرك له.
ويدلك على تمكن أمر الحاضر أنك لا تأمر الغائب بالأسماء المسمى بها الفعل في الأمر نحو: صه، ومه، ... ونحو ذلك...، فهذا كله يريك استغناءهم بقم عن لتقم ونحوه.
وكأن الذي حسن التاء هنا أنه أمر لهم بالفرح، فخوطبوا بالتاء لأنها أذهب في قوة الخطاب، فاعرفه، ولا تقل قياسًا على ذلك؛ فبذلك فلتحزنوا؛ لأن الحزن لا تقبله النفس قبول الفرح، إلا أن تريد إصغارهم وإرغامهم، فتوكد ذلك بالتاء على ما مضى).
انتهى نص ابن جني، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه في آخرته جزاء الأبرار عن مثل هذا البيان! ومثله عنده كثير كثير!!
وقال الفراء:
(وكان الكسائي يعيب قولهم: (فلتفرحوا)؛ لأنه وجده قليلًا فجعله عيبًا، وهو الأصل.
ولقد سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في بعض المشاهد: (لتأخذوا مصافكم) يريد به: خذوا مصافكم).
[معجم القراءات: 3/575]
وقال الأخفش:
(وهي لغة للعرب رديئة؛ لأن هذه اللام إنما تدخل في الموضع الذي لا يقدر فيه على (افعل)، يقولون: ليقل زيد؛ لأنك لا تقدر على (افعل)، ولا تدخل اللام إذا كلمت الرجل فقلت (قل)، ولم تحتج إلى اللام).
وقال مكي في الكشف:
(وقد روي عن ابن عامر وغيره أنه قرأ (فلتفرحوا) بالتاء على الخطاب للكفار، أي لو كنتم مؤمنين لكان فرحكم بالإسلام والإيمان خيرًا مما تجمعون من دنياكم.
[قال مكي]: ولم أقرأ (فليفرحوا) إلا بالياء للجميع، ويجوز أن يكون الضمير في قوله: فليفرحوا في هذه القراءة للمؤمنين).
وقال ابن خالويه:
(... قرئ (فلتفرحوا) بالتاء، وهو ضعيف في العربية؛ لأن العرب لم تستعمل الأمر باللام للحاضر إلا فيما لم يسم فاعله كقولهم: لتعن بحاجتي).
حركة اللام:
وأما اللام على القراءتين: بالياء، والتاء فهي ساكنة عند الجمهور من القراء (فليفرحوا، فلتفرحوا) كل على حسب قراءته.
- وقرأ أبو التياح والحسن وابن أبي إسحاق (فلتفرحوا) بكسر اللام، وهو الأصل فيها.
حركة التاء:
- وقراءة من قرأ بالتاء إنما جاءت على فتحها (فلتفرحوا).
[معجم القراءات: 3/576]
- وذكر الجوهري أنه قرئ بكسرها (فلتفرحوا).
قال الجوهري:
(وقول الشاعر [منظور بن مرثد]:
قلت لبوابٍ لديه دارها = تيذن فإني حمؤها وجارها
قال أبو جعفر: أراد لتئذن، وجائز حذف اللام وكسر التاء، على لغة من يقول: أنت تعلم وقرئ: فبذلك فلتفرحوا).
قلت: قد تقدم كسر حروف المضارعة عدا الياء مرارًا، ومن ذلك قراءة (نستعين) بكسر النون في سورة الفاتحة.
وذكرت هناك عن المتقدمين أنها لغة تميم وقيس وأسد وربيعة وهذيل وبعض قريش.
فانظر هذا في هذه القراءة، وارجع إلى سورة الفاتحة، واجمع بين القراءتين، والله يرحمك ويرحمني.
- وفي حرف أبي بن كعب، وابن مسعود وأبي عمران (فبذلك فافرحوا) بالأمر، وهذه هي اللغة الكثيرة الشهيرة في أمر المخاطب.
وذكر ابن عطية أنها كذلك في مصحف أبي.
قال الفراء: (وهو البناء الذي خلق للأمر إذا واجهت به).
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
وتقدم هذا مرارًا، انظر الآية/103 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 3/577]
{يَجْمَعُونَ}
- قرأ ابن عامر وأبو جعفر وأبي بن كعب ورويس عن يعقوب وزيد ابن ثابت والحسن وأبو التياح (تجمعون) بالتاء على الخطاب، أي خير مما تجمعون يا معشر الكفار، وهو التفات من غيبة.
- وقراءة الجماعة، والحسن في رواية (يجمعون) بالياء على الغيبة على الإخبار عن الكفار، وهو على نسق الغيبة في الآية.
قال مكي: (وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، ولصحة معناه).
قال القرطبي: (وروي عن الحسن أنه قرأ بالتاء في الأول؛ ويجمعون بالياء...) ). [معجم القراءات: 3/578]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس