عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:41 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]

{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44)}

قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق إمالة ألف "القربى" وألفي "اليتامى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واعلموا أنما غنمتم}
{واعلموا أنما غنمتم} إلى {الجمعان} [41] والوقف عليه كاف، اجتمع فيه {شيء} والممال ذو الوجهين و{ءامنتم}.
ففيها بحسب الضرب اثنا عشر وجهًا، ثلاثة {ءامنتم} مضروبة في وجهي الممال، ستة، مضروبة في وجهي {شيء} والصحيح منها ستة:
الأول: توسط {شيء} مع فتح {القربى واليتامى} مع قصر {ءامنتم}.
الثاني: مثله مع مد {ءامنتم} طويلاً.
الثالث: توسط {شيء} مع إمالة {القربى واليتامى} وتوسط {ءامنتم}.
الرابع: مثل، إلا أنك تمد {ءامنتم} طويلاً.
الخامس: تطويل {شيء} مع فتح الممال وتطويل {ءامنتم}.
السادس: مثله، إلا أنك تقلل {القربى واليتامى}.
وقس على هذا جميع ما ماثله، والله الموفق). [غيث النفع: 658]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)}
{فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ}
- قرأ الجعفي وهارون واللؤلؤي وخارجة كلهم عن أبي عمرو، وأبو
[معجم القراءات: 3/294]
بكر عن عاصم، وأبو هريرة (فإن لله ...) بكسر الهمزة، على أن تكون (عن) وما عملت فيه مبتدأ وخبراً في موضع خبر الأولى.
- وقراءة الجماعة (فإن لله ...) بفتحها، على تقدير: فالحكم أن لله ...، فهو على هذا التقدير خبر مبتدأ محذوف.
وذهب بعضهم إلى أن (أن) وما في حيزها مبتدأ، وقدر خبره مقدماً. ومن العلماء من ذهب إلى أن (أن) هنا توكيد للأولى.
- وقرأ النخعي (فلله خمسه)، وذهب أبو حيان وغيره إلى أن هذه القراءة تقوي من قرأ بكسر (إن)
قال الزمخشري: (والمشهورة آكد وأثبت للإيجاب).
{خُمُسَهُ}
- قراءة الجماعة (خمسه) بضم الخاء والميم وفتح السين، نصباً، اسماً لأن.
- وقرأ الحسن وعبد الوارث وخارجة واللؤلؤي كلهم عن أبي عمرو والخليل (خمسه) بضم الخاء وسكون الميم وفتح السين.
[معجم القراءات: 3/295]
- وقرأ النخعي (خمسه) بضم الثلاثة على أنه خبره (فلله) على قراءته من غير (أن).
- وعن النخعي أنه قرأ (خمسه) بكسر الخاء على الإتباع، أي إتباع حركة الخاء لحركة ما قبلها.
{الْقُرْبَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل أبو عمرو وورش والأزرق.
- والباقون على الفتح.
وتقدم هذا في الآية/ 83 من سورة البقرة.
وتقدم فيه إمالتان:
- الأولى: في الألف الأخيرة عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
والثانية: في الألف الأولى مع التاء وهي قراءة الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير عن الدوري.
وانظر الآية/ 83 من سورة البقرة.
{عَلَى عَبْدِنَا}
- قرأ زيد بن علي (على عبدنا) بضم العين والباء على الجمع، والمراد الرسول ومن معه.
- وقراءة الجماعة على (عبدنا) مفرداً وهو الرسول.
{الْتَقَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 3/296]
{شَيْءٍ}
- تقدمت القراءة فيه، انظر الآيتين/ 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/297]

قوله تعالى: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في كسر الْعين وَضمّهَا من قَوْله {بالعدوة الدُّنْيَا} ... {بالعدوة} 42
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {بالعدوة} و{بالعدوة} الْعين فيهمَا مَكْسُورَة
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي بِضَم الْعين فيهمَا). [السبعة في القراءات: 306]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا في الْإِدْغَام والإظهار من قَوْله {وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة} 42
فَقَرَأَ ابْن كثير في رِوَايَة قنبل وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {حَيّ عَن بَيِّنَة} بياء وَاحِدَة مُشَدّدَة
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَنَافِع (من حيي) بيائين الأولى مَكْسُورَة وَالثَّانيِة مَفْتُوحَة
وَقَالَ البزي عَن ابْن كثير (حيي) بياءين مثل نَافِع
حَدثنَا الْحُسَيْن بن بشر الصوفي قَالَ حَدثنَا روح بن عبد الْمُؤمن قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن صَالح عَن شبْل عَن ابْن كثير أَنه قَرَأَ (حيى) بياءين ظاهرتين مثل رِوَايَة البزي
وروى حَفْص عَن عَاصِم {حَيّ} بياء وَاحِدَة مُشَدّدَة). [السبعة في القراءات: 306 - 307]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بالعدوة) بالكسر، مكي، وأبو عمرو، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 265]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بالعدوة) [42]: بكسر العينين مكي، وأبو عمرو، وسلام، ويعقوب.
(ليهلك) [42]: بفتح اللام الثانية يحيى طريق ابن الحجاج، كرواية عصمة عن عاصم.
[المنتهى: 2/720]
(حيي) [42]: بياءين مدني، وأبو بكر، والمفضل، وسلام، ويعقوب غير المنهال، وسهلٌ، والبزي، ونصيرٌ، وابن الصلت عن قنبل، وأبو بشر، وخلف). [المنتهى: 2/721]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (بالعدوة) بكسر العين في الموضعين هنا، وقرأ الباقون بالضم). [التبصرة: 223]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والبزي وأبو بكر (حيي) بياءين ظاهرتين، وقرأ الباقون بياء شديدة مفتوحة). [التبصرة: 224]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {بالعدوة} (42)، في الحرفين: بكسر العين.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 299]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، والبزي، وأبو بكر: {من حيي عن بينة} (42): بياءين، الأولى مكسورة مخففة.
والباقون: بواحدة مفتوحة مشددة). [التيسير في القراءات السبع: 299]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: (بالعدوة) في الحرفين بكسر العين والباقون بضمها.
نافع وأبو جعفر والبزي ويعقوب وأبو بكر وخلف: (من حييّ) بياءين، الأولى مكسورة والثّانية مفتوحة والباقون بواحدة مفتوحة مشدّدة). [تحبير التيسير: 385]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِيَهْلِكَ) بفتح اللام الثانية عصمة عن أَبِي عَمْرٍو، وعَاصِم، وابن الْحَجَّاج عن أبي بكر، قال الرَّازِيّ: هو طريق خلف والصريفيني، والجمال عن صاحبيه، الباقون بكسرها على الاختيار على فعل يفعل). [الكامل في القراءات العشر: 559]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) بياءين محققين مدني غير كردم، وابن حماد في قول أبي علي، ومكي غير ابن مجاهد عن قُنْبُل في قول الرَّازِيّ قال أبو علي بن عمر، وابْن شَنَبُوذَ عن قُنْبُل كالبزي، ويَعْقُوب غير المنهال، وسهل، والحسن، والخريبي، وابن عقيل، واللؤلؤي، ومحبوب، والقرشي والقزاز، والأزرق، وعن حَمْزَة، وعَاصِم إلا حفصًا، ونصيرًا، وأبو بشر، وخلف، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن مقسم. قال الْخَبَّازِيّ: غير الرَّازِيّ نصير وغير ابن الوليد وهو صحيح كذلك قرأت على الطبراني كطريق إبراهيم بن نوح، ويوسف بن معروف، زاد الرَّازِيّ الثغري عن الكسائي، وهو الاختيار لإظهار بناء الفعل الماضي، الباقون بإدغام الياء في الياء). [الكامل في القراءات العشر: 559]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([42]- {بِالْعُدْوَةِ} بكسر العين فيهما: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/654]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([42]- {حَيَّ} بياءين: نافع والبزي وأبو بكر). [الإقناع: 2/655]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (718- .... .... .... وَفِيـ = ـهِمَا الْعُدْوَةِ اكْسِرْ حَقًّا الضَّمَّ وَاعْدِلاَ
719 - وَمَنْ حَيِيَ اكْسِرْ مُظْهِرًا إِذْ صَفَا هُدًى = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والكسر على الاستئناف.
والعدوة: بدلٌ من الضمير المتصل بحرف الجر، أو عطف بيانٍ، أو حكاية ما في القرآن.
واعدل، لأن أبا عبيد، زعم أن الضم أعرب اللغتين وأكثرهما.
وقد ذكر اليزيدي أن الكسر لغة أهل الحجاز.
وأنكر أبو عمرو الضم، فاعدل أنت.
ويقال: العدوة بالفتح أيضًا، وهي جانب الوادي؛ وقيل: المكان المرتفع.
[فتح الوصيد: 2/951]
[719] ومن حيي اكسر مظهرًا (إ)ذ (صـ)فا (هـ)دى = وإذ يتوفى أنثوه (لـ)ـه (مـ)لا
الإظهار: الأصل، ولأن المستقبل منه لا يجوز إدغامه، لانقلاب الياء فيه ألفًا، والمستقبل الأصل، فلا يدغم في الماضي حملًا عليه، ولأن الإدغام، إنما يحسن حيث تكون الحركة لازمة.
وحركة (حيي)، قد تزول في نحو: حييت، فأشبهت حركة الإعراب في {على أن يحي}؛ وتلك الكلمة لا يجوز إدغامها، لأن الحركة فيها غير لازمة، بل تذهب في الرفع والجزم.
قال سيبويه: «أخبرنا بهذه اللغة يونس»؛ يعني الإظهار.
قال: «وسمعنا بعض العرب يقول: أحيياء وأحيية»، فيظهر.
وإذا لم يدغموا -هذا مع لزوم الحركة- فإظهار ما تفارقه الحركة أولى.
والإدغام لاجتماع مثلين، ولأن الياء الأولى بلزوم الحركة لها، قد صارت بمنزلة الصحيح، نحو: شممت وعضضت؛ فلما لزم إدغام نحو: شم وعض، كذلك لزم إدغام حيي.
وعلى هذا قول الشاعر:
[فتح الوصيد: 2/952]
عيوا بأمرهم كما = عيت ببيضتها الحمامه). [فتح الوصيد: 2/953]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([718] وبعد وإن الفتح عم علا وفيـ = ـهما العدوة اكسر حقًّا الضم واعدلا
ح: (إن): مبتدأ، (الفتح): مبتدأ ثانٍ، (عم): خبره، (علا): تمييز، (بعد): مضموم منصوب المحل على الحال من (إن)، أي: كائنًا بعد (كيد)، (العدوة): بدل من ضمير (فيها)، نحو: (ضربته زيدًا)، وأبدل بالمفرد لأنه في موضعين، (الضم): مفعول (اكسر)، (حقًا): مفعول مطلق، أو حال من الضم، (اعدلا): أمرٌ عطف على (اكسر).
ص: يعني: {وأن الله مع المؤمنين} [19] - الذي بعد قوله تعالى: {وأن الله موهنُ كيد الكافرين} [18] يفتح همزهُ نافع وابن عامر وحفص
[كنز المعاني: 2/273]
على تقدير: ولأن الله مع المؤمنين امتنع غناكم، والباقون: بالكسر على الاستئناف.
و (بعد): احتراز من: {وأن للكافرين عذابَ النار} [14]، و{وأن الله موهن} [18]؛ إذ لا خلاف فيهما.
ثم قال: (والعدوة): اكسر ضم العين في موضعيها، يعني: قرأ أبو عمرو وابن كثير (إذ أنتم بالعِدوة الدنيا وهم بالعِدوة القصوى} [42] بكسر العين، والباقون: بالضم، لغتان.
[719] ومن حيي اكسر مظهرا إذ صفا هدى = وإذ يتوفى أنثوه له ملا
ب: (الملا): - بضم الميم جمع (ملاءة)، وهي الملحفة، كناية عن الحجج.
ح: (من حبي): مفعول (اكسر)، (مظهرًا): حال من فاعله، فاعل (صفا): ضمير عائد إلى الكسر المدلول عليه في (اكسر)، أو إلى (من حيي)، (هُدى): تمييز، أو حال، (إذ يتوفى): مبتدأ، (أنثوه): خبر، (له مُلا): خبر ومبتدأ، والضمير: للتأنيث.
[كنز المعاني: 2/274]
ص: يعني: اقرأ عن نافع وأبي بكر والبزي: (ويحيى من حي عن بينةٍ) [42] بكسر الياء الأولى، مظهرًا لما أدغم غيرهم، أي: بفك الإدغام على الأصل، كـ (عمي)، والباقون: يشددون الياء المفتوحة على الإدغام للتخفيف.
وقرأ هشام وابن ذكوان يعني ابن عامر -: (إذ تتوفى الذين كفروا الملائكة) [50] بتأنيث {يتوفى} لتأنيث لفظ {الملائكة}، والباقون بالتذكير؛ لأن تأنيث الجمع غير حقيقي، وللفصل). [كنز المعاني: 2/275] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والعدوة بكسر العين وضمها: لغتان وهي جانب الوادي وقيل المكان المرتفع، وقوله: فيهما؛ لأنها في موضعين: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/197]
الْقُصْوَى}، وهي مخصوصة في العلم حكاية لما في القرآن، وإنما موضعها رفع بالابتداء وتقدير الكلام: والعدوة اكسر الضم في موضعيها، ويجوز أن يكون العدوة بدلا من الضمير في فيهما أو في عطف بيان؛ أي: اكسر الضم فيهما ثم بيَّن ما أضمره فقال العدوة كقولك: رأيته زيدًا ومررت به زيد.
فإن قلت: كيف بدل مفردًا من ضمير تثنية وأنت لا تقول: رأيتهما زيدًا بل يجب أن تقول زيدا وعمرا أو الزيدين أو نحو ذلك؟ قلت: لما كان المضمر في هذا النظم لفظا متحدًا لم يحتج إلى تثنية اللفظ المثنى؛ بل اللفظ المفرد كافٍ في البيان كالتمييز في "عشرون رجلا" لما كان الغرض بيان حقيقة المعدود المتحد الجنس كفى في بيانه لفظ مفرد فكذا هذا، ولما كان المضمر في قولك: رأيتهما ومررت بهما يحتمل الاختلاف لزم البيان بلفظ التثنية أو ما يقوم مقامه، والكلام في حقا كما سبق إما نعت مصدر محذوف؛ أي: اكسر الضم كسرا حقًّا وهو مصدر مؤكد؛ أي: حق ذلك حقا، والألف في واعدلا بدل عن نون التأكيد الخفيفة أراد واعدلن، قال الشيخ: لأن أبا عبيد زعم أن الضم أعرب اللغتين وأكثرهما، وقد ذكر اليزيدي أن الكسر لغة أهل الحجاز، وأنكر أبو عمرو الضم فاعدل أنت، ويقال: العدوة بالفتح أيضا والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/198]
719- وَمَنْ حَيِيَ اكْسِرْ مُظْهِرًا "إِ"ذْ "صَـ"ـفَا "هُـ"ـدًى،.. وَإِذْ يَتَوَفَّى أَنِّثُوهُ "لَـ"ـهُ "مُـ"ـلا
يريد: {وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}؛ أصل هذا المدغم حيي بياءين على وزن عمى فأدغم، أراد كسر الياء الأولى مظهرا لما كان أدغم في قراءة الغير وللباقين افتح مدغما وهما لغتان: نحو عيى وعى وهدى: تمييز أو حال؛ أي: صفا هداه وصفا ذا هدى كما سبق في عم علا وغيره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/199]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (718 - .... .... .... .... وفيـ = ـهما العدوة اكسر حقّا الضّمّ واعدلا
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى بكسر ضم العين في الموضعين فتكون قراءة غيرهما بضم العين فيهما.
[الوافي في شرح الشاطبية: 279]
719 - ومن حيي اكسر مظهرا إذ صفا هدى = وإذ يتوفّى أنّثوه له ملا
قرأ نافع وشعبة والبزي: وَيَحْيى مَنْ حَيَّ بإظهار الياء الأولى وكسرها، فينطق بياءين الأولى مكسورة والثانية مفتوحة، وقرأ الباقون بإدغام الأولى في الثانية، فيصير النطق بياء واحدة مفتوحة مشددة). [الوافي في شرح الشاطبية: 280]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (119- .... .... .... حَيَّ أَظْهِرَنْ = فَتًى حُزْ .... .... .... ). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: حي اظهرن فتى حز، أي قرأ مرموز (فا) فتى وهو خلف و(حا) حز وهو يعقوب {من حي عن بينة} [42] بياءين؛ الأولى مكسورةكأبي جعفر فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 137]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِالْعُدْوَةِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِكَسْرِ الْعَيْنِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمٍّ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي مَنْ حَيَّ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ وَخَلَفٌ وَالْبَزِّيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بِيَاءَيْنِ ظَاهِرَتَيْنِ الْأُولَى مَكْسُورَةٌ وَالثَّانِيَةُ مَفْتُوحَةٌ، وَاخْتُلِفَ عَنْ قُنْبُلٍ، فَرَوَى عَنْهُ ابْنُ شَنَبُوذَ كَذَلِكَ بِيَاءَيْنِ، وَكَذَا رَوَى عَنْهُ الزَّيْنَبِيُّ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ مُشَدَّدَةٍ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ السَّبْعَةِ، وَفِي كِتَابِ الْمَكِّيِّينَ وَأَنَّهُ قَرَأَ بِذَلِكَ عَلَى قُنْبُلٍ، وَنَصَّ فِي كِتَابِهِ الْجَامِعِ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ قَالَ الدَّانِيُّ: إِنَّ ذَلِكَ وَهْمٌ مِنْهُ.
(قُلْتُ): وَهِيَ رِوَايَةُ ابْنِ ثَوْبَانَ وَابْنِ الصَّبَّاحِ وَابْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَأَبِي رَبِيعَةَ كُلُّهُمْ عَنْ قُنْبُلٍ، وَكَذَا رَوَى الْحُلْوَانِيُّ عَنِ الْقَوْسِ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان {بالعدوة} [42] بكسر العين في الموضعين، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 531]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان ويعقوب وخلف والبزي وأبو بكر وابن شنبوذ عن قنبل {من حي} [42] بياءين الأولى مكسورة والثانية مفتوحة، والباقون بياء واحدة مفتوحة مشددة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 531]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (659 - بالعدوة اكسر ضمّه حقًّا معا = وحيي اكسر مظهرًا صفا زعا
660 - خلفٌ ثوى إذ هب .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (بالعدوة اكسر ضمّه (حقّا) معا = وحيي اكسر مظهرا (ص) فا (ز) عا
يريد قوله تعالى «إذا أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى» بكسر العين فيهما ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بضمها وهما لغتان قوله: (وحي) أي وقرأ من حي بكسر الياء الأولى مع الإظهار على وزن عمى خلف وشعبة ونافع وقنبل بخلاف عنه والبزي وأبو جعفر ويعقوب كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بالفتح مع الإدغام وهما لغتان من حي وحي.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 242]
زد خلف (هـ) ب (ثوى) ويحسبنّ (ف) ي = (ع) ن (ك) م (ث) نا والنّور (ف) اشيه (ك) في
زد من الزيادة؛ وفيه إشارة إلى زيادة وجه الإظهار لقنبل عن الشاطبية وغيرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 243]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
بالعدوة اكسر ضمّه (حقّا) معا = وحيى اكسر مظهرا (صفا) (ز) عا
خلف (ثوى) (إ) ذ (هـ) بـ ويحسبنّ (ف) ى = (ع) ن (ك) م (ث) نا والنّور (فا) شيه (ك) فى
ش: أي: قرأ مدلول (حق) البصريان وابن كثير: أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى [الأنفال: 42] بكسر العين فيهما، والباقون بالضم، وهما لغة الحجاز.
قال [الفراء:] الضم أعرف.
وقرأ مدلولي (صفا) أبو بكر وخلف، و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب، وهمزة (إذ) نافع، وهاء (هب) البزي: من حيي عن بينة [الأنفال: 42] بإظهار الياء الأولى وكسرها، والباقون بإسكانها وإدغامها في الثانية.
واختلف فيها عن ذي زاي (زعا) قنبل: فروى عنه ابن شنبوذ والزينبي الإظهار، وروى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/351]
عنه ابن مجاهد الإدغام؛ نص على ذلك في كتابه «السبعة»، وفي كتاب «المكيين»، وأنه قرأ بذلك على قنبل، ونص في كتابه «الجامع» على خلاف ذلك.
قال الداني: إن ذلك وهم منه.
قال المصنف: وهو رواية ابن بويان، وابن الصباح، وابن عبد الرزاق، وأبي ربيعة، كلهم عن قنبل، وكذا روى الحلواني عن القواسي.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة، وعين (عن) حفص، وكاف (كم) ابن عامر، وثاء (ثنا) أبو جعفر: ولا يحسبنّ الّذين كفروا سبقوا [الأنفال: 59] بياء الغيب.
وقرأ ذو فاء (فاشيه) حمزة وكاف (كفى) ابن عامر لا يحسبن الذين كفروا معجزين بالنور [الآية: 57] بياء الغيب، وأيضا: بتاء الخطاب فيهم.
تنبيه:
لا بد من قوله: (اكسر) بيانا لحركة الحرف المظهر، وليس بتأكيد، ولا يلزم من إظهار الحرف كسره، ولا مفهوم له؛ لأنه فرع الوجود.
وجه إظهار حيي: الأصل المؤيد بقصد الحركة وكراهة [تشديد العليل]، ووجه الإدغام تخفيف ثقل المثلين، وعليه صريح الرسم.
ووجه غيب يحسبنّ فيهما: إسناده لضمير النبي صلّى الله عليه وسلّم أو «حاسب» [أو] «المؤمنين»: مناسبة لطرفيه الّذين كفروا، وسبقوا مفعولا، أي: يحسبن النبي الكافرين فئتين، والّذين كفروا فاعله، والأول محذوف، وسبقوا الثاني.
ووجه الخطاب فيهما: إسناده للنبي صلّى الله عليه وسلّم لتقدمه، والّذين كفروا وسبقوا مفعولاه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/352] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بالعدوة" [الآية: 42] معا فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بكسر العين فيهما وافقهم الحسن واليزيدي وابن محيصن،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/79]
والباقون بالضم فيهما، وهما لغتان لأهل الحجاز، وإنكار أبي عمر والضم محمول على أنه لم يبلغه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/80]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَنْ حَيّ" [الآية: 42] فنافع والبزي وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب وخلف عن نفسه بكسر الياء الأولى مع فك الإدغام، وفتح الثانية، وافقهم ابن محيصن بخلفه، والباقون بياء مشددة مفتوحة، وبه قرأ قنبل من طريق ابن مجاهد وهما لغتان مشهورتان في كل ما آخره ياءان من الماضي أولاهما مكسورة نحو: عي وحي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/80]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر" إمالة "الدنيا" "القصوى" وكذا "يحيى" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/80]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالعدوة} [42] معًا قرأ المكي والبصري بكسر العين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 658]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حي} قرأ نافع والبزي وشعبة بياءين، الأولى مكسورة، والثانية مفتوحة، والباقون بياء مشددة مفتوحة). [غيث النفع: 658]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42)}
{بِالْعُدْوَةِ.. بِالْعُدْوَةِ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر (بالعدوة.. بالعدوة) بضم العين فيهما.
قال الأخفش: (وبها نقرأ).
والضم لغة أهل الحجاز، وهو لغة قريش.
وأنكر أبو عمرو الضم، وحمل هذا الإنكار على أنه لم يبلغه.
- وقرا ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والحسن واليزيدي وابن محيصن (بالعدوة.. بالعدوة) بكسر العين فيهما، والكسر لغة قيس.
قال مكي:
[معجم القراءات: 3/297]
(والكسر عند الأخفش أكثر.
وقال أحمد بن يحيى: الضم أكثر اللغتين، وهو الاختيار: لأن أكثر القراء عليه).
وهما عند الطبري لغتان مشهورتان بمعنى واحد.
وعند أبي عبيد الضم أكثرهما.
- وقرأ الحسن وقتادة وزيد بن علي وعمرو بن عبيد وعدي وخالد كلاهما عن أبي عمرو (بالعدوة.. بالعدوة) بفتح العين فيهما.
قال الشهاب: (وقراءة الفتح شاذة ...، وهي كلها لغات، ولا عبرة بإنكار بعضها".
- وقرئ (بالعدية ... بالعدية) بقلب الواو ياءً لكسرة العين، ولم يعتدوا بالساكن لأنه حاجز غير حصين.
{بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى}
- قرأ ابن مسعود (... بالعدوة العليا وهم بالعدوة السفلى).
ومقل هذا يحمل على التفسير، وغالب قراءات ابن مسعود هذا مخرجها.
{الدُّنْيَا}
- سبقت الإمالة في الآيتين/ 85 و114 من سورة البقرة في الجزء الأول.
[معجم القراءات: 3/298]
{الْقُصْوَى}
- قرأ زيد بن علي 0القصيا)، وذهب أبو حيان إلى أنه القياس، وهي لغة تميم.
قال الشهاب:
(... فعلى هذا القصوى شاذة والقياس قصيا، وهي لغة قرأ بها زيد ابن علي، وعنوا بالشذوذ مخالفة القياس لا الاستعمال، فلا تنافي الفصاحة) أي لفظ: القصوى.
- وقراءة الجماعة (القصوى)، وهي لغة أهل الحجاز.
قال أبو حيان:
(القصوى: شاذ في القياس فصيح في الاستعمال، والقياس: القصيا، وقد قاله بعض العرب..).
- وأمال (القصوى) حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة أبي عمرو بين بين.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي
[معجم القراءات: 3/299]
وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (... أسفل) بالنصب على الظرفية، وهو واقع موقع الخبر.
- وقرأ زيد بن علي (... أسفل..) بالرفع على أنه خبر، وقد اتسع في الظرف، وأجاز هذا الكسائي والأخفش والفراء.
قال الزجاج:
(الوجه أن تنصب (أسفل)، وعليه القراءة، ويجوز أن ترفع (أسفل) على أنك تريد: والركب أسفل منكم، أي أشد تسفلاً، ومن نصب أراد: والركب مكاناً أسفل منكم).
{لِيَهْلِكَ}
- قراءة الجماعة (ليهلك) بكسر اللام، وماضيه (هلك)، بفتح اللام.
- وقرأ الأعمش وعصمة عن أبي بكر عن عاصم (ليهلك) بفتح اللام، وقياس ماضيه (هلك) بكسر اللام، والمشهور فيه الفتح. وذهب ابن جنى إلى أن هذه القراءة شاذة مرغوب عنها.
- وروى خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم (ليهلك) بضم الياء وفتح اللام.
- وقرأ الأعمش ويحيى عن أبي بكر (ليهلك) بضم الياء وكسر
[معجم القراءات: 3/300]
اللام والفعل لله تعالى، وماضيه أهلك.
{وَيَحْيَا}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{حَيَّ}
- قرأ أن كثير في رواية قنبل والقواس، وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي، وحفص عن عاصم، وابن مجاهد (حي) بياء واحدة مشددة، وهي اختيار سيبويه وأبي عبيد؛ لأنها كذلك وقعت في المصاحف، وهي عند الفراء أكثر قراءة القراء.
- وقرأ نافع، والبزي وشبل عن ابن كثير، وأبو بكر عن عاصم، وقنبل من طريق ابن شنيوذ، ونصير عن الكسائي، وأبو جعفر ويعقوب وخلف وابن محيصن وسهل والمفضل وجبلة (حيي) بكسر الياء الأولى وفلك الإدغام وفتح الثانية.
والفك والإدغام لغتان مشعورتان.
[معجم القراءات: 3/301]
{وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}
- جاء في شرح الرضي على الكافية أنه قرئ (وأن الله لسميع عليم) بفتح همزة (أن).
واستشهد بهذه القراءة على دخول لام الابتداء في خبر (أن) المفتوحة الهمزة، وعد هذا شاذا، إذ الأصل فيها أن تأتي مع خبر (إن) المكسورة الهمزة.
وتخريجها هنا على الزيادة وأن الأصل: وأن الله سميع عليم.
وقد ذهبت فيها هذا المذهب قياساً على تخريج قراءة سعيد بن جبير في آية سورة الفرقان/ 20).
(إلا أنهم ليأكلون الطعام) بفتح اللام بعد (أن) ). [معجم القراءات: 3/302]

قوله تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ أَرَاكُمْ فِي الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إمالة أريكهم [الأنفال: 43]، وترجع الأمور أول البقرة [الآية: 210]،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/352]
وإبدال رياء الناس [البقرة: 264]، وو لا تنزعوا [الأنفال: 46] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/353] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أراكهم" [الآية: 43] أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري والأزرق بالفتح والصغرى، ولم يقرأ الأزرق بوجهين من الرائي إلا هذه فقط، وبالأول قطع له صاحب العنوان، وبالثاني صاحب التيسير، وأطلق الشاطبي الوجهين في الحرز، وهما صحيحان كما في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/80]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43)}
{مَنَامِكَ قَلِيلًا}
- قرأ بإدغام الكاف في القاف وبالإظهار أبو عمرو ويعقوب.
{أَرَاكَهُمْ}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وللأزرق وورش فيه الفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
[معجم القراءات: 3/302]
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء هن الأزرق وورش.
{وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ}
- قراءة الجماعة (ولكن الله سلم) بتشديد النون، ونصب لفظ الجلالة اسماً لها.
- وقرأ مسلم بن جندي (ولكن الله سلم) بتخفيف النون وكسرها، ولفظ الجلالة مرفوع على الابتداء). [معجم القراءات: 3/303]

قوله تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تُرْجَعُ الْأُمُورُ فِي أَوَائِلِ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ترجع الأمور} [44] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 531] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إمالة أريكهم [الأنفال: 43]، وترجع الأمور أول البقرة [الآية: 210]،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/352]
وإبدال رياء الناس [البقرة: 264]، وو لا تنزعوا [الأنفال: 46] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/353] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تُرْجَعُ الْأُمُور" [الآية: 44] بالبناء للفاعل ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/80]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ترجع الأمور} قرأ الشامي والأخوان بفتح التاء، وكسر الجيم والباقون بضم التاء، وفتح الجيم). [غيث النفع: 658]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44)}
{وَيُقَلِّلُكُمْ}
- قراءة ابن محيص بإسكان اللام، وباختلاس الضمة (يقللكم).
{تُرْجَعُ الْأُمُورُ}
- قراءة الجماعة (ترجع ...) بضم التاء وفتح الجيم، مبنياً للمفعول.
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وابن محيصن والمطوعي والحسن وعيسى بن عمر والأعمش (ترجع) بفتح التاء وكسر الجيم مبنياً للفاعل.
وهو مذهب يعقوب في جميع القرآن.
وتقدم مثل هذا، وانظر الآيتين/ 28 و210 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 3/303]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس