عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:46 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (84) إلى الآية (90) ]

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)}

قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ) رفع هكذا إلا آخر الأنبياء شِبْل، الباقون في اختياره نصب، وهو الاختيار؛ لأنه عطف على ما قبله ولموافقة المصحف في قوله: (لُوطًا)، (وَذُرِّيَّاتِهِمْ)، وفي الرعد والطور.
على التوحيد القورسي عن أبي جعفر، والأصمعي عن نافع، وأما في الأعراف (مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) فأبو حيوة، وكوفي غير المفضل، وابْن سَعْدَانَ، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ على التوحيد، وفي الفرقان على التوحيد حمصي، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وأَبُو عَمْرٍو، وكوفي غير حفص، وابْن سَعْدَانَ في قول الجمع إلا أبا الحسين وهو منه سهو، وفي ياسين أبو عمرو وكوفي ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ وفي الطور على التوحيد فيهما مكي، وأيوب، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وافق مدني في الأول وكسرنا الأول أَبُو عَمْرٍو، وابْن مِقْسَمٍ؛ لأنها يقرآن و" اتبعناهما، الباقون على الجمع، وهو الاختيار لاختلاف جنس الذرية). [الكامل في القراءات العشر: 543]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)}
{ذُرِّيَّتِهِ}
- تقدمت قراءة المطوعي (ذرية) بكسر أوله مرارًا.
{وَيُوسُفَ}
- قرأ طلحة بن مصرف وعيسى بن عمر والحسن والأعمش ويحيى (يوسف) بفتح السين، وهي لغة بعض بن عقيل.
- وقرأ طلحة بن مصرف وعيسى بن عمر والحسن وابن وثاب والأعمش (يوسف) بكسر السين.
- وعن طلحة أنه قرأ (يؤسف) بالهمز وكسر السين، وهي لغة بعض بني أسد.
- وقراءة الجماعة (يوسف) بضم السين، وهي لغة أهل الحجاز.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآيتين/51، 92 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/474]

قوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "زكريا" [الآية: 85] بلا همز حفص وحمزة والكسائي وخلف والباقون بالهمز). [إتحاف فضلاء البشر: 2/21]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وزكريآء} [85] قرأ الأخوان وحفص بغير همز، وقفًا ووصلاً، والباقون بالهمز، كذلك). [غيث النفع: 582]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [80] و{نشآء} [83] {وإلياس} [85] {وإخوانهم} [87] و{ءابآؤكم} [91] و{شيء} [93] وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 583] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85)}
{وَزَكَرِيَّا}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش (زكريا) بلا همز.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وابن محيصن واليزيدي (زكرياء) بالهمز ممدودًا.
وتقدم مثل هذا مفصلًا في الآية/37 من سورة آل عمران فارجع إليها.
{يَحْيَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{عِيسَى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/87 من سورة البقرة.
{وَإِلْيَاسَ}
- قرأ الأعرج والحسن وقتادة وابن عباس باختلاف عنه (والياس) بوصل الألف.
- وقرأ الأعرج ونبيح وأبو واقد والجراح (وألياس) بهمزة قطع مفتوحة.
- وقراءة الجماعة (وإلياس) ). [معجم القراءات: 2/475]

قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (27 - وَاخْتلفُوا في زِيَادَة اللَّام ونقصانها من قَوْله {وَالْيَسع} 86
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَالْيَسع} بلام وَاحِدَة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {وَالْيَسع} بلامين
وَفِي ص مثله). [السبعة في القراءات: 262]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والليسع) وفي (ص) مشددة اللام، كوفي - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 245]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والليسع) [86]، وفي ص [48]: بلامين هما، وخلف). [المنتهى: 2/683]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (والليسع) بلامين إحداهما مدغمة في الأخرى وإسكان الياء هنا وفي ص، وقرأ الباقون بلام واحدة ساكنة وفتح الياء فيهما). [التبصرة: 206]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {واليسع} (86)، هنا، وفي ص: بلام مفتوحة مشددة، وإسكان الياء.
[التيسير في القراءات السبع: 278]
والباقون: بلام واحدة ساكنة، وفتح الياء). [التيسير في القراءات السبع: 279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف (والليسع) هنا وفي صاد بلام مشدّدة وإسكان الياء، والباقون بلام واحدة ساكنة وفتح الياء). [تحبير التيسير: 359]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْيَسَعَ) مشددة، وفي صاد عبد الوارث طريق المنادي أبي هارون عن أَبِي عَمْرٍو، والزَّعْفَرَانِيّ، وكوفي غير عَاصِم، وقاسم، وابن سعدان، وهو الاختيار؛ لأنه اسم أعجمي، الباقون بلام واحدة خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 543]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([86]- {وَالْيَسَعَ} هنا، وفي [ص: 48] بلامين: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/640]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (651- .... .... .... .... = وَوَالَّليْسَعَ الْحَرْفاَنِ حَرِّكْ مُثَقِّلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (والليسع قراءة حمزة والكسائي، على أن اسمه ليسع؛ ثم أدخل عليه الألف واللام.
وعلى قراءة الباقين: يسع؛ ثم أدخل ذلك عليه كما قال:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركًا = شديدًا بأحناء الخلافه كاهلة
قال أبو عبيد: «وجدنا اسم هذا النبي في الأنبياء والأحاديث، كلها اليسع».
قال: «ولم نسمع أحدًا منهم يسميه الليسع».
ومعنى قوله: (شفاء)، أنهم يقولون: لو كان يسع، ولم تدخله الألف واللام، لأنه على وزن الفعل؛ فالليسع أولى وأشبه بأسماء العجم.
والذي قالوه مدخول.
قال أبو علي: «من قرأ الليسع، فتكون اللام على حدها في الحارث.ألا ترى أنه على الصفات ؟ إلا أنه وإن كان كذلك، فليس له مزيةٌ على القول الآخر، ألا ترى أنه لم يجيء في الأسماء الأعجمية المنقولة في حال التعريف، نحو: إسماعيل وإبراهيم شيء على هذا النحو، كما لم يجيء فيها شيء فيه لام التعريف ؟
[فتح الوصيد: 2/894]
وإذا كان كذلك، فاليسع بمنزلة الليسع في أنه خارج عما عليه الأسماء الأعجمية المختصة المعربة» ). [فتح الوصيد: 2/895]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [651] وفي درجات النون مع يوسف ثوى = ووالليسع الحرفان حرك مثقلا
[652] وسكن شفاء واقتده حذف هائه = شفاءٌ وبالتحريك بالكسر كفلا
[653] ومد بخلف ماج والكل واقفٌ = بإسكانه يذكو عبيرًا ومندلا
ب: (ثوى): أقام، (ماج): من الموج، وهو: الاضطراب، (يذكو): يفوح من (ذكت النار): إذا اشتعلت، (العبير): الزعفران، وقيل: أخلاط تجمع من الزعفران وغيره طيبة الريح، (المندل): العود الهندي.
[كنز المعاني: 2/207]
ح: (النون): مبتدأ، (ثوى): خبر، (مع يوسفٍ): حال، (في درجاتٍ): ظرف (ثوى)، (ووالليسع): مبتدأ، والواو الثانية: لفظ القرآن، والأولى: للفصل، (الحرفان): بدل من المبتدأ، (حر): أمرٌ وقع خبرًا، نحو: (زيدٌ اضرب)، والأجود: أن ينصب (الحرفان) ليكون البدل والمبدل مفعول (حرك)، (مثقلا): حال من فاعل (حرك)، (اقتده): مبتدأ، (حذف هائه): مبتدأ ثانٍ، (شفاءٌ): خبره، (بالتحريك): متعلق (كفلا)، (بالكسر): متعلق (التحريك)، (بخلفٍ): متعلق (مد)، (ماج): صفته، فاعل (يذكو): ضمير يرجع إلى (الإسكان)، أو (اقتده)، أو (الكل) والجملة: حال، (عبيرًا ومندلًا): نصبان على التمييز أو الحال، أي: ذا عبيرٍ ومندل.
ص: أي: نون التنوين في: {درجاتٍ} في: {نرفع درجاتٍ من نشاءُ إن ربك} ههنا [83]، و{نرفع درجاتٍ من نشاء وفوق كلِ ذي علمٍ عليم} في يوسف [76] ثابت مقيم عند الكوفيين، على أن {من نشاء}: منصوب المحل على المفعول.
ويحذفها الباقون على الإضافة.
وحرفا {اليسع} أي: كلمتاها: {واليسع ويونس ولوطًا} هنا [86]، و{واليسع وذا الكفل وكلٌ من الأخيار} في ص [48] حرك لامها أي: بالفتح مشددًا إياها، وسكن ياءها عن حمزة والكسائي، على أن
[كنز المعاني: 2/208]
الأصل (ليسع) نحو: (ضيغم).
والباقون يسكنون اللام ويفتحون الياء على أن الأصل (يسع)، سمي بالفعل المضارع، وأدخل لام التعريف عليه تفخيمًا.
ولم يبين الناظم محل التحريك؛ إذ لا ساكن في الكلمة إلا اللام، ولا محل التسكين لضيق النظم ووضوح الحال.
ثم قال: حذف هاء {اقتده} شفاءٌ لعلة الثقل، أي: حذف حمزة والكسائي الهاء من قوله: {فبهداهم اقتده} [90] في الوصل لأنها هاء السكت جيء بها لبيان الحركة، والحركة حال الوصل بينةٌ لا تحتاج إلى التبيين، والباقون يثبتونها.
أما ابن عامر: فبالكسر دون الياء عن طريق هشام، وموصولة بالياء عن طريق ابن ذكوان بخلافٍ عنه، وما عدا ابن
[كنز المعاني: 2/209]
عامر: فبالإسكان.
أما الإثبات: فعلى أنها هاء الضمير يرجع إلى الاقتداء المدلول عليه بـ {اقتده}، أو إلى (الهدى) في: {فبهداهم}، أو هاء السكت أجري الوصل مجرى الوقف.
وأما الإسكان على كونها هاء السكت: فظاهر، وهاء الضمير: فعلى لغة من يسكن هاء {يؤده} [آل عمران: 75] و {نوله} [النساء: 115].
والكسر: فعلى كونها ضميرًا، والوصل بالياء: فعلى ما يجوز في هاء الكناية.
وكل القراء يسكنون الهاء في حالة الوقف على التقديرين، إذ الحركات لا يوقف عليها.
ومدح قراءة الإسكان بكونها فاتحةً رائحتها العبقة حال كونها عبيرًا ومندلًا لإجماع القراء عليها). [كنز المعاني: 2/210] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (قوله: ووالليسع لفظ القرآن "واليسع" فأدخل واو العطف الفاصلة على ذلك؛ لتحصل حكاية لفظ القرآن وهي في موضعين: هنا وفي سورة ص، وإليهما أشار بقوله: الحرفان؛ لأن الحرف اصطلاح القراء عبارة عن الكلمة المختلف في قراءتها، وفي إعراب الحرفان نظر وذلك أنه جاء بلفظ الرفع، فلزم أن يكون ووالليسع قبله مبتدأ والحرفان بدل منه بدل الاشتمال كأنه قال: حرفاه؛ أي: موضعاه ويجوز أن يكون مبتدأً ثانيًا؛ أي: الحرفان من هذا اللفظ، ولو قال: الحرفين بالنصب لكان أجود إعرابا وأقل إضمارا؛ فإن قولك: زيدا اضرب بنصب زيد أولى من رفعه بدرجات، وقوله: والليسع حرك مثل زيدا اضرب سواء وأراد بالتحريك فتح اللام؛ لأنه ليس في كلمة اليسع ساكن سواها ومثقلا حال من فاعل حرك؛ أي: مشددا اللام ثم تمم الكلام فقال:
652- وَسَكِّنْ "شِـ"ـفَاءَ وَاقْتَدِهْ حَذْفُ هَائِهِ،.. "شِـ"ـفَاءً وَبِالتَّحْرِيكِ بِالكَسْرِ "كُـ"ـفِّلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/129]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (651 - .... .... .... .... .... = وو اليسع الحرفان حرّك مثقّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: وَالْيَسَعَ* في الحرفين أي الموضعين هنا، وفي ص وَالْقُرْآنِ بتحريك اللام أي فتحها وبتثقيلها وتسكين الياء فتكون قراءة غيرهما بإسكان اللام مخففة وفتح الياء). [الوافي في شرح الشاطبية: 262]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْيَسَعَ هُنَا، وَفِي ص فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ، وَإِسْكَانِ الْيَاءِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ اللَّامِ مُخَفَّفَةً وَفَتْحِ الْيَاءِ فِيهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {واليسع} هنا [86]، وفي ص [84] بتشديد اللام وإسكان الياء، والباقون بإسكان اللام مخففة وفتح الياء فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (606- .... .... .... .... .... = .... .... .... واللّيسعا
607 - شدّد وحرّك سكّنن معًا شفا = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 73]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله:
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 225]
(واللسيعا) وشدد اللام من «وليسع» هنا وفي ص حمزة والكسائي وخلف كما سيأتي في البيت بعده.
شدّد وحرّك سكّنن معا (شفا) = ويجعلو يبدو ويخفو (د) ع (ح) فا
أي شدد اللام وحركها يعني بالفتح وسكن الياء أي في الموضعين هنا وص، والباقون بتخفيف اللام ساكنة وفتح الياء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 226]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (اليسع) فقال:
ص:
شدّد وحرّك سكّنن معا (شفا) = ويجعلوا يبدو ويخفو (د) ع (ح) فا
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، وللّيسع هنا [الآية: 86] وص [الآية: 48] بفتح اللام وتشديدها وإسكان الياء، والباقون بتخفيف اللام وإسكانها وفتح الياء.
وقرأ ذو دال (دع) ابن كثير وحاء (حفا) أبو عمرو يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا [الأنعام: 91] بياء الغيب، وفهم من الإطلاق، والباقون بتاء الخطاب.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/306]
وتقدم اقتده [الأنعام: 90] في الوقف.
وجه التشديد: أن أصله «ليسع» ولا ينصرف للعجمة، والعلمية.
قال زيد بن أسلم: هو اسم يوشع، فعرب.
[وقيل: عربي نقل من الصفة ك «ضيغم»، فزيادة أداة التعريف على هذا واضح كالجنس، وعلى الأول إجراء للمعرب مجرى العربي، ثم أدغمت لام «أل» في مثلها.
ووجه التخفيف: أنه «يسع» معرب «يوشع»] ففيه العلمية، والعجمة.
وقيل: عربي منقول من المضارع المجرد من الضمير، أصله: «يوسع» حذفت واوه؛ لوقوعها بين ياء مفتوحة، وكسرة مقدرة كيدع [إذ] فتح العين للعين، ثم زيدت فيه أداة التعريف كما دخلت في غيره من المنقولات من الصفة والمضارع في قوله:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ... .... ....
ووجه غيب الثلاثة: إسناده للكفار، [مناسبة] لقوله تعالى: ما قدروا الله ... الآية [الأنعام: 91] وعلّمتم ما لم تعلموا [الأنعام: 91] التفات إليه أو للمسلمين، اعترض بين «قل» أولا وثانيا.
ووجه خطابها: أنه مسند إليه باعتبار الأمر، أي: قل لهم ذلك، وهو المختار؛ لقرب مناسبته، وأبلغ توبيخا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/307] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "اليسع" [الآية: 86] هنا و[في ص الآية: 48] فحمزة والكسائي وكذا خلف بتشديد اللام المفتوحة وإسكان الياء في الموضعين، على أن أصله ليسع كضيغم وقدر تنكيره فدخلت ال للتعريف، ثم أدغمت اللام في اللام وافقهم الأعمش، والباقون بتخفيفها وفتح الياء فيهما على أنه منقول من مضارع، والأصل يوسع كيوعد وقعت الواو بين ياء مفتوحة وكسرة تقديرية؛ لأن الفتح إنما جيء به لأجل حرف الحلق فحذفت كحذفها في يدع ويضع ويهب وبابه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/21]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واليسع} [86] قرأ الأخوان بتشديد اللام، وإسكان الياء، والباقون بإسكان اللام مخففة، وفتح الياء). [غيث النفع: 582]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)}
{وَالْيَسَعَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم (واليسع)، كأن (أل) أدخلت على مضارع (وسع)، واختاره أبو عبيد، ورده أبو حاتم، وقال: لا يوجد ليسع، وتعقبه أبو جعفر النحاس.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وإبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف وطلحة بن سليمان الرازي وعيسى همدان وشيبان النحوي وعلي بن صالح بن حي وعبد الله بن إدريس وأبو إسحاق السبيعي (والليسع) بتشديد اللام وإسكان الياء على وزن (فيعل).
وذلك على أن أصله (ليسع) مثل ضيغم، وقدر تنكيره ثم دخلت (أل) التعريف، فأدغمت اللام في اللام.
قال الفراء: قراءة التشديد أشبه بأسماء الأعاجم.
وقال الطوسي: كان الكسائي يستصوب القراءة بلامين، ويخطئ من يقرأ بغيرهما.
{وَيُونُسَ}
- قرأ الحسن وطلحة بن مصرف ويحيى والأعمش وعيسى بن عمر (يونس) بفتح النون في جميع القرآن، وهي لغة بعض عقيل.
[معجم القراءات: 2/476]
- وقرأ سعيد بن جبير والضحاك وطلحة بن مصرف والأعمش وطاوس وعيسى بن عمر ونبيح والجراح والحسن بن عمران وابن وثاب (يونس) بكسر النون في جميع القرآن، وهي لغة بعض العرب.
- وقرأ طلحة بن مصرف (يؤنس) بالهمز وكسر النون، وهي لغة بعض العرب.
- وقراءة الجماعة (يونس) بضم النون وهي لغة الحجاز.
وتقدمت هذه القراءات مفصلة في الآية/163 من سورة النساء). [معجم القراءات: 2/477]

قوله تعالى: {وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (28 - وَاخْتلفُوا في التَّوْحِيد وَالْجمع من قَوْله {وذرياتهم} 87 في غير هَذَا الْموضع وَلم يَخْتَلِفُوا في هَذَا الْموضع أَنه بِالْجمعِ). [السبعة في القراءات: 262]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "صراط" [الآية: 87] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/21]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} [87] {والنبوة} [89] مما لا يخفى). [غيث النفع: 582]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا} [80] و{نشآء} [83] {وإلياس} [85] {وإخوانهم} [87] و{ءابآؤكم} [91] و{شيء} [93] وقوفها لا تخفى). [غيث النفع: 583] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)}
{ذُرِّيَّاتِهِمْ}
- تقدمت قراءة المطوعي بكسر الذال (ذريتهم)، انظر الآية/74.
{صِرَاطٍ}
- قرأ (سراط) بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد، ورويس.
- وقرأ بالإشمام خلف عن حمزة.
- وقراءة الباقين (صراط) بالصاد.
وتقدم هذا مفصلًا في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 2/477]

قوله تعالى: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)}
{هُدَى}
- الإمالة في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
وتقدم هذا في الآية الثانية من سورة البقرة.
{يَشَاءُ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف في الآية/213 من سورة البقرة.
{لَحَبِطَ}
- قراءة أبي السمال (لحبط) بفتح الباء حيث وقع.
[معجم القراءات: 2/477]
- وقراءة الجماعة (لحبط) بكسر الباء). [معجم القراءات: 2/478]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "النبوة" [الآية: 89] بالهمز نافع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/21]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89)}
{النُّبُوَّةَ}
- قراءة نافع (النبوءة) بالهمز.
وتقدم عنه أنه يقرأ هذه المادة وما تصرف منها بالهمز حيث جاءت: النبيء، النبيئين، الأنبئاء...
وانظر الآية/60 من سورة البقرة، والآية/91 منها، والآية/155 من سورة النساء.
{بِكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة في أمثاله في مواضع، وانظر الآيات/19، 34، 89 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 2/478]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (29 - وَاخْتلفُوا في إِثْبَات الْهَاء في الْوَصْل من قَوْله {فبهداهم اقتده قل} 90
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأهل مَكَّة وَنَافِع وَأهل الْمَدِينَة وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم (فبهدهم اقتده قل) يثبتون الْهَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف سَاكِنة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (فبهدهم اقتد قل) بِغَيْر هَاء في الْوَصْل ويقفان بِالْهَاءِ
وَقَرَأَ ابْن عَامر (فبهدهم اقتده قل) بِكَسْر الدَّال ويشم الْهَاء الْكسر من غير بُلُوغ يَاء
وَهَذَا غلط لِأَن هَذِه الْهَاء هَاء وقف لَا تعرب في حَال من الْأَحْوَال وَإِنَّمَا تدخل لتبين بهَا حَرَكَة مَا قبلهَا). [السبعة في القراءات: 262]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (اقتدهي) شامي، مختلس هشام). [الغاية في القراءات العشر: 245]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (اقتده) [90]: مشبع: ابن ذكوان، مختلس: الصوري عنهما، وهشامٌ غير البلخي، بالوجهين الثغري، بحذفها في الوصل هما، وخلف، وسلام، ويعقوب، وأبو بكر طريق علي). [المنتهى: 2/684]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (فبهداهم اقتده) بحذف الهاء في الوصل، وقرأ ابن ذكوان بإثباتها في الوصل ووصلها بياء، وقرأ هشام مثله غير أنه كسرها ولم يصلها بياء، وقرأ الباقون بإثباتها في الوصل ساكنة على نية الوقف، وكلهم وقفوا بالهاء ساكنة). [التبصرة: 206]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن ذكوان: {فبهداهم اقتدهي} (90): بكسر الهاء، وصلتها بياء.
وهشام: بكسرها، من غير صلة.
وحمزة، والكسائي: يحذفان الهاء في الوصل خاصة، وإذا وقفا أثبتاها ساكنة.
والباقون: يثبتونها ساكنة في الحالين). [التيسير في القراءات السبع: 279]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن ذكوان: (فبهداهم اقتده) بكسر الهاء وصلتها بياء وصلا، وهشام بكسرها من غير صلة وصلا ويعقوب وحمزة والكسائيّ وخلف، يحذفون الهاء في الوصل خاصّة، والباقون يثبتونها ساكنة في الحالين). [تحبير التيسير: 359]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (652 - وَسَكِّنْ شِفَاءَ وَاقْتَدِهْ حَذْفُ هَائِهِ = شِفَاءً وَبِالتَّحْرِيكِ بِالْكَسْرِ كُفِّلاَ
653 - وَمُدَّ بِخُلْفٍ مَاجَ وَالْكُلُّ وَاقِفٌ = بِإِسْكَانِهِ يَذْكُو عَبِيرًا وَمَنْدَلاَ). [الشاطبية: 52]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و {اقتده}، إنما كان حذف هائه شفاءً، لأنما هاء السكت.
(وبالتحريك بالكسر كفل)، أي جعل كافلٌ، وهو الذي ينصره ويذب عنه.
ويقول: الهاء ضمير الاقتداء الذي دل عليه اقتد، أو ضمير الهدى.
أو كما قال ثعلب: إن هاء السكت تشبه بهاء الضمير، كما تشبه هاء الضمير بهاء السكت، فكسرت كما تكسر هاء الكناية وكذلك وصلها بياء.
قال أبو علي: «وعلى ذلك- أعني عودها على المصدر -:
هذا سراقة للقرآن يدرسه
وقوله: (بخلفٍ ماج)، أي اضطرب. وهذا زائد على التيسيره، لأنه لم يذكر فيه عن ابن ذكوان سوى المد.
[فتح الوصيد: 2/895]
وكذلك ذكر أبو الفتح (فارس) ومكي وعبد الجبار الطرسوسي، وكذلك حكي صاحب التذكرة وأبوه في الإرشاد، وصاحب الروضة وغيرهم من الأئمة.
وذكر ابن مجاهد في قراءات السبعة له: «وقرأ ابن عامر اقتده بكسر الهاء من غير بلوغ یاء».
وقال ابن أبي هاشم عبد الواحد: «رأيت الحلواني قد روي عن هشام بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ {اقتده قل}، يبين الهاء ويكسر الهاء ولا يشبع الكسر، لم يذكر عن ابن عامر سوى ذلك».
وذكر النقاش في كتابه عن الحلواني عن هشام {اقتد قل}، بغير هاء في الوصل.
وعن ابن ذكوان مثل نافع وابن كثير وعاصم لا غير.
والكل واقف بإسكانه، لأن من يعتقدها هاء السكت، يثبتها في الوقف. وأما من أثبتها في الوصل ساكنة، فيجوز أن تكون هاء السكت وصلها بنية الوقف.
وحكى ابن الأنباري أن من العرب من يثبت هاء السكن في الوصل،
[فتح الوصيد: 2/896]
ويجوز أن يعتقد فيها ما ذكرناه في قراءة ابن عامر.وإنما أسكنت كما أسكنوا {يؤده}، و {نصله}؛ قاله أيضًا ابن الأنباري.
و{يذكو}: يفوح. والعبير: الزعفران، أو أخلاط من الزعفران وغيره. والمندل: العود الهندي). [فتح الوصيد: 2/897]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [651] وفي درجات النون مع يوسف ثوى = ووالليسع الحرفان حرك مثقلا
[652] وسكن شفاء واقتده حذف هائه = شفاءٌ وبالتحريك بالكسر كفلا
[653] ومد بخلف ماج والكل واقفٌ = بإسكانه يذكو عبيرًا ومندلا
ب: (ثوى): أقام، (ماج): من الموج، وهو: الاضطراب، (يذكو): يفوح من (ذكت النار): إذا اشتعلت، (العبير): الزعفران، وقيل: أخلاط تجمع من الزعفران وغيره طيبة الريح، (المندل): العود الهندي.
[كنز المعاني: 2/207]
ح: (النون): مبتدأ، (ثوى): خبر، (مع يوسفٍ): حال، (في درجاتٍ): ظرف (ثوى)، (ووالليسع): مبتدأ، والواو الثانية: لفظ القرآن، والأولى: للفصل، (الحرفان): بدل من المبتدأ، (حر): أمرٌ وقع خبرًا، نحو: (زيدٌ اضرب)، والأجود: أن ينصب (الحرفان) ليكون البدل والمبدل مفعول (حرك)، (مثقلا): حال من فاعل (حرك)، (اقتده): مبتدأ، (حذف هائه): مبتدأ ثانٍ، (شفاءٌ): خبره، (بالتحريك): متعلق (كفلا)، (بالكسر): متعلق (التحريك)، (بخلفٍ): متعلق (مد)، (ماج): صفته، فاعل (يذكو): ضمير يرجع إلى (الإسكان)، أو (اقتده)، أو (الكل) والجملة: حال، (عبيرًا ومندلًا): نصبان على التمييز أو الحال، أي: ذا عبيرٍ ومندل.
ص: أي: نون التنوين في: {درجاتٍ} في: {نرفع درجاتٍ من نشاءُ إن ربك} ههنا [83]، و{نرفع درجاتٍ من نشاء وفوق كلِ ذي علمٍ عليم} في يوسف [76] ثابت مقيم عند الكوفيين، على أن {من نشاء}: منصوب المحل على المفعول.
ويحذفها الباقون على الإضافة.
وحرفا {اليسع} أي: كلمتاها: {واليسع ويونس ولوطًا} هنا [86]، و{واليسع وذا الكفل وكلٌ من الأخيار} في ص [48] حرك لامها أي: بالفتح مشددًا إياها، وسكن ياءها عن حمزة والكسائي، على أن
[كنز المعاني: 2/208]
الأصل (ليسع) نحو: (ضيغم).
والباقون يسكنون اللام ويفتحون الياء على أن الأصل (يسع)، سمي بالفعل المضارع، وأدخل لام التعريف عليه تفخيمًا.
ولم يبين الناظم محل التحريك؛ إذ لا ساكن في الكلمة إلا اللام، ولا محل التسكين لضيق النظم ووضوح الحال.
ثم قال: حذف هاء {اقتده} شفاءٌ لعلة الثقل، أي: حذف حمزة والكسائي الهاء من قوله: {فبهداهم اقتده} [90] في الوصل لأنها هاء السكت جيء بها لبيان الحركة، والحركة حال الوصل بينةٌ لا تحتاج إلى التبيين، والباقون يثبتونها.
أما ابن عامر: فبالكسر دون الياء عن طريق هشام، وموصولة بالياء عن طريق ابن ذكوان بخلافٍ عنه، وما عدا ابن
[كنز المعاني: 2/209]
عامر: فبالإسكان.
أما الإثبات: فعلى أنها هاء الضمير يرجع إلى الاقتداء المدلول عليه بـ {اقتده}، أو إلى (الهدى) في: {فبهداهم}، أو هاء السكت أجري الوصل مجرى الوقف.
وأما الإسكان على كونها هاء السكت: فظاهر، وهاء الضمير: فعلى لغة من يسكن هاء {يؤده} [آل عمران: 75] و {نوله} [النساء: 115].
والكسر: فعلى كونها ضميرًا، والوصل بالياء: فعلى ما يجوز في هاء الكناية.
وكل القراء يسكنون الهاء في حالة الوقف على التقديرين، إذ الحركات لا يوقف عليها.
ومدح قراءة الإسكان بكونها فاتحةً رائحتها العبقة حال كونها عبيرًا ومندلًا لإجماع القراء عليها). [كنز المعاني: 2/210] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (652- وَسَكِّنْ "شِـ"ـفَاءَ وَاقْتَدِهْ حَذْفُ هَائِهِ،.. "شِـ"ـفَاءً وَبِالتَّحْرِيكِ بِالكَسْرِ "كُـ"ـفِّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/129]
يعني: سكن الياء وضاق عليه النظم عن بيان محل التسكين؛ فإنه محتمل أن يكون في الياء والسين وشفاء حال؛ أي: ذا شفاء، فقرأ حمزة والكسائي على أن اسمه ليسع على وزن لحمر، فدخلت عليه آلة التعريف وعلى قراءة الجماعة يكون اسمه كأنه يسع على وزن يضع، ثم دخله الألف واللام كقوله:
رأيت الوليد بن اليزيد
وكل هذا من تصرفاتهم في الأسماء الأعجمية، واختار أبو عبيد قراءة التخفيف، وقال: كذلك وجدنا اسم هذا النبي في الأنباء والأحاديث، وقال الفراء في قراءة التشديد: هي أشبه بأسماء العجم، وقوله: تعالى: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}، الهاء في اقتده هاء السكت فحذفها في الوصل شفاء كما تقدم في "يتسنه"، ومن أثبتها في الوصل أجراه مجرى الوقف، واتبع الرسم، وأجمعوا على إثبات هاء السكت في الوصل في "كتابيه" "وحسابيه" في موضعين في الحاقة واختلفوا في "ماليه" و"سلطانيه" و"ماهيه" في سورة القارعة على ما يأتي وابن عامر حرك هاء "اقتده" بالكسر، قال ابن مجاهد: يشم الهاء الكسر من غير بلوغ ياء قال وهذا غلط؛ لأن هذه الهاء هاء وقف لا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/130]
تعرف في حال من الأحوال؛ أي: لا تحرك، وإنما تدخل ليتبين بها حركة ما قبلها، وقال أبو علي ليس بغلط، ووجهها أن تجعل الهاء كناية عن المصدر لا التي تلحق الوقف وحسن إضماره لذكر الفعل الدال عليه، وعلى هذا قول الشاعر:
هذا سراقة للقرآن يدرسه
فالهاء كناية عن المصدر ودل يدرس على الدارس ولا يجوز أن يكون ضمير القرآن؛ لأن الفعل قد تعدى إليه اللام فلا يجوز أن يتعدى إليه وإلى ضميره كما أنك إذا قلت: زيدا ضربته لم تنصب زيدا بضربت؛ لتعديه إلى الضمير قلت: فالهاء على هذا ضمير الاقتداء الذي دل عليه اقتد، وقيل: ضمير الهدى، وقيل إن هاء السكت تشبه بهاء الضمير فتحرك كما تشبه هاء الضمير بهاء السكت فتسكن، وقوله: كفلا؛ أي: جعل له كافل وهو الذي ينصره ويذب عنه ثم قال:
653- وَمُدَّ بِخُلْفٍ "مَـ"ـاجَ وَالكُلُّ وَاقِفٌ،.. بِإِسْكَانِهِ يَذْكُو عَبِيرًا وَمَنْدَلا
أي: مد كسرة الهاء ابن ذكوان بخلاف عنه، والمد فرع تحريكها، فجرى فيها على القياس؛ إذ هاء الضمير بعد المتحرك موصولة في قراءة "يؤده" و"فألفه"، ونحوهما، وهشام من مذهبه القصر في ذلك فقصرها هنا، وقوله: ماج؛ أي: اضطرب وهو صفة لخلف، وهو من زيادات هذه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/131]
القصيدة فلم يذكر صاحب التيسير فيه عن ابن ذكوان غير المد، وذكر النقاش عن هشام حذف الهاء كقراءة حمزة والكسائي، وذكر عن ابن ذكوان مثل قراءة نافع وغيره بالإسكان، ويجوز في قراءة الإسكان أن تكون الهاء ضميرًا على ما ذكر في قراءة ابن عامر، وأسكنت كما أسكنت في "فألقه" "ويتقه" ونحوهما، فإذا وقفت على "اقتده" فكلهم أثبتوا الهاء ساكنة؛ لأنها إن كانت هاء السكت فظاهر، وإن كانت ضميرا فالوقف يسكنها فهذا معنى قوله: والكل واقف بإسكانه؛ أي: بإسكان الهاء ويذكو معناه: يفوح من ذكت النار؛ أي: اشتعلت، والعبير أخلاط تجمع بالزعفران، عن الأصمعي وقال أبو عبيدة: هو الزعفران وحده والمندل: العود يقال له المندل والمندلي، ذكره المبرد، وأنشد:
إذا ما أخمدت يلقى،.. عليها المندل الرطب
وقال صاحب الصحاح -رحمه الله: المندلي عطر ينسب إلى المندل، وهي بلاد الهند وانتصب عبيرا، ومندلا على التمييز ويجوز أن يكونا حالين أي: مشبها ذلك والضمير في يذكو للهاء، أو الإسكان وموضع الجملة من يذكو نصب على الحال؛ لأن إثبات الهاء في الوقف ساكنة لا كلام فيه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/132]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (652 - وسكّن شفاء واقتده حذف هائه = شفاء وبالتّحريك بالكسر كفّلا
653 - ومدّ بخلف ماج والكلّ واقف = بإسكانه يذكو عبيرا ومندلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ بحذف هاء اقْتَدِهْ وصلا، وقرأ ابن عامر بتحريك الهاء بالكسر وصلا أيضا، وقرأ ابن ذكوان بخلف عنه بمد الهاء أي إشباع حركتها حتى يتولد منها فتكون قراءة هشام بتحريك الهاء بالكسر من غير إشباع ولا صلة وهو الوجه الثاني لابن ذكوان. وفي قول الناظم: (ماج) إشارة إلى ضعف الخلاف واضطرابه عن ابن ذكوان؛ إذ ليس له من طريق النظم إلا إشباع الهاء وإن كان الوجه الثاني وهو كسر الهاء مع قصرها صحيحا عنه أيضا. وقرأ غير حمزة والكسائي وابن عامر بإثبات الهاء ساكنة وصلا، ولما ذكر الناظم حكم الهاء وصلا لجميع القراء أتبعه ببيان حكمها وقفا فقال: (والكل واقف إلخ).
المعنى: أن كل القراء وقف على اقْتَدِهْ بإثبات الهاء وإسكانها فيكون قوله: (والكل واقف بإسكانه إلخ) دليلا على أن الأحكام الأولى خاصة بحال الوصل. و(يذكو) من ذكت النار إذا اشتعلت. و(العبير) الزعفران. و(المندل) العود الهندي). [الوافي في شرح الشاطبية: 262]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَاءِ اقْتَدِهِ مِنْ بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({اقتده قل} [90] ذكر كسر هائها، والوقف عليه في الوقف على المرسوم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 510]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على إثبات هاء السكت في "اقتده" [الآية: 90] وقفا على الأصل سواء، قلنا: إنها للسكت أو للضمير، واختلفوا في إثباتها وصلا فأثبتها فيه ساكنة نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم، وكذا أبو جعفر وافقهم الحسن وابن محيصن من المبهج وأثبتها مكسورة مقصورة هشام، وأشبع الكسرة ابن ذكوان بخلف، والإشباع رواية الجمهور عنه، والاختلاس رواية زيد عن الرملي عن الصوري عنه كما في النشر قال فيه: وقد رواها الشاطبي رحمه الله تعالى عنه ولا أعلمها وردت عنه من طريقه، ولا شك في صحتها عنه لكنها عزيزة من طرق كتابنا ا. هـ.
[إتحاف فضلاء البشر: 2/21]
ووجه الكسر أنها ضمير الاقتداء المفهوم من اقتده أو ضمير الهدى، وقرأ بحذف الهاء وصلا حمزة والكسائي وخلف ويعقوب على أنها للسكت، فمحلها الوقف وافقهم الأعمش وابن محيصن من المفردة واليزيدي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/22]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {اقتده} [90] قرأ الأخوان بحذف الهاء وصلاً، والباقون بإثباتها في الحالين، وكسرها مع القصر هشام، ومع وصلها بياء ابن ذكوان، والباقون بإسكانها وصلاً، وكلهم واقف بإثباتها وإسكانها على مقتضى الوقف.
[غيث النفع: 582]
تنبيه: ذكر الشاطبي رحمه الله لابن ذكوان الكسر من غير إشباع كهشام، ولا شك في صحته عنه، إلا أنه ليس من طريقه، ولم يذكره الداني في تيسيره ولا في جامعه ولا مفرداته، فلا يقرأ به من طريقه، ولم أقرأ به على شيخنا رحمه الله، ولذا لم نذكره، قال المحقق رحمه الله: «ولا أعلمها وردت عنه من طريقه» انتهى.
أي ولا أعلم هذه الرواية وهي الكسر من غير إشباع وردت عنه، أي عن ابن ذكوان، من طريقه، أي من طريق الشاطبي، والله أعلم). [غيث النفع: 583]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)}
{هَدَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{فَبِهُدَاهُمُ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{اقْتَدِهِ قُلْ لَا}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر
[معجم القراءات: 2/478]
وشيبة والحسن وابن محيصن (اقتده..) بإثبات الهاء ساكنة في الوصل والوقف، وهي هاء السكت دخلت لبيان حركة الدال، وقد أجروها وصلًا مجرى الوقف.
قال العكبري: (يقرأ بسكون الهاء وإثباتها في الوقف دون الوصل، وهي على هذا هاء السكت، ومنهم من يثبتها في الوصل أيضًا لشبهها بهاء الإضمار،
وقيل: من سكن الهاء جعلها هاء الضمير، وأجرى الوصل مجرى الوقف).
وقال الزجاج: (والذي اختار من أثق بعلمه أن يوقف عند هذه الهاء).
- وقرأ هارون بن موسى الأخفش عن أصحابه عن ابن عامر، وأحمد بن يزيد الحلواني عن هشام بن عمار عن أصحابه عن ابن عامر، وكذا رواية زيد عن الرملي عن الصوري عن هشام، وكذا الرواية عن أبي الدرداء، وابن ذكوان بخلاف عنه (اقتده) باختلاس كسرة الهاء في الوصل.
[معجم القراءات: 2/479]
قال ابن مجاهد: (وهذا غلط؛ لأن الهاء هاء وقف، لا تعرب في حال من الأحوال، وإنما تدخل لتبين بها حركة ما قبلها).
قال أبو حيان: (وتغليظ ابن مجاهد قراءة الكسر غلط منه، وتأويلها على أنها هاء السكت ضعيف).
وقال ابن مجاهد أيضًا: (ابن عامر بكسر الدال، ويشم الهاء الكسر من غير بلوغ ياء).
قال مكي: (فأما من كسرها في الوصل فيمكن أن يكون جعلها هاء الإضمار، أضمر المصدر.
وقيل: إنه شبه هاء السكت بهاء الإضمار فكسرها، وهذا بعيد).
قال العكبري: (ومنهم من يكسرها، وفيه وجهان:
أحدهما: هي هاء السكت، أيضًا، شبهت بهاء الضمير وليس بشيء.
- والثاني: هي هاء الضمير والمضمر المصدر، أي اقتد الاقتداء، ومثله:
هذا سراقة للقرآن يدرسه = والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب
فالهاء ضمير الدرس، لا مفعول، لأن يدرس قد تعدى إلى القرآن).
وقال الشهاب: (... وبعضهم يحركها تشبيهًا بهاء الضمير، والعرب كثيرًا ما تعطي للشيء حكم ما يشبهه، وتحمله عليه، وقد روي قول المتنبي:
[معجم القراءات: 2/480]
واحر قلباه ممن قلبه شبم = ... ... ... ...
بضم الهاء وكسرها على أنها هاء السكت، شبهت بهاء الضمير فحركت، والأحسن -كما في الدر- أن يجعل الكسر لالتقاء الساكنين، لا لشبه الضمير، لأن هاء الضمير لا تكسر بعد الألف فكيف بما يشبهها، وأما كونه اتبع فيه خط المصحف فلا ينبغي ذكره، لأنه يقتضي أن القراءة بغير نقل تقليدًا للخط، فمن قاله فقد وهم...).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وسهل والأعمش وابن محيصن واليزيدي، وهي رواية الكسائي عن أبي بكر عن عاصم بإثبات الهاء في الوقف وحذفها في الوصل. (اقتد) في الوصل، بحذف الهاء.
- (اقتده)، في الوقف، بإثبات الهاء.
قال النشار: (وأما الوقف فجميع القراء يثبتون الهاء ويسكنونها).
وقال الزجاج: (وهذه الهاء التي في (اقتده) إنما تثبت في الوقف، تبين بها كسرة الدال، فإن وصلت قلت: اقتد).
وقال أبو علي: (الوجه الوقف بالهاء لاجتماع الكثرة، والجمهور على إثباته، ولا ينبغي أن يوصل والهاء ثابتة...).
[معجم القراءات: 2/481]
- وقرأ ابن ذكوان بخلاف عنه، وابن عامر بإشباع كسرة الهاء، ووصلها بياء (اقتدهي).
قال ابن عطية: (وهذا ضعيف، ولا تجوز القراءة بإشباع الياء).
قال في النشر: (واختلف عن ابن ذكوان في إشباع كسرتها، فروى الجمهور عنه الإشباع..، وروى بعضهم عنه الكسر من غير إشباع كرواية هشام، وهي طريق زيد عن الرملي عن الصوري...، وكذا رواه ابن مجاهد عن ابن شكوان...).
وقال ابن خالويه: (فأما ابن عامر فإنه قرأ برواية هشام (اقتده) بكسر الهاء غير صلة، وبرواية ابن ذكوان (اقتدهي) بكسر الهاء وصلتها، وغلط، لأن هاء السكت لا يجوز حركتها).
- وقرأ ابن محيصن (اقتدي) بالياء.
{ذِكْرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقراءة الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 2/482]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس