عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (59) إلى الآية (63) ]

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (60) وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (62) لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (63)}

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (هَل تَنقِمُونَ) بفتح القاف الحسن، والْأَعْمَش في رواية الضبي، الباقون بكسرها، وهو الاختيار لأشهر اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59)}
{هَلْ تَنْقِمُونَ}
- قرأ حمزة والكسائي وهشام بإدغام اللام في التاء لقرب المخرج فيهما.
- وقراءة الباقين بإظهار اللام.
{تَنْقِمُونَ}
- قراءة الجمهور (تنقمون) بكسر القاف، وهو الفصيح، والماضي (نقم) بفتح القاف، وحكاها ثعلب في فصيحه.
- وقرأ أبو حيوة والنخعي وابن أبي عبلة وأبو البرهسم ويحيى والأعمش والحسن والمطوعي (تنقمون) بفتح القاف، وهذه اللغة: نقم ينقم، حكاها الكسائي وغيره، وذهب بعضهم إلى أنها لغة قليلة.
[معجم القراءات: 2/299]
قال الزجاج: (والأجود نقمت أنقم..).
- وعن المطوعي (تنقمون) بكسر أوله وفتح القاف.
{أُنْزِلَ ... أُنْزِلَ}
- قرأهما الجمهور مبنيين للمفعول (أنزل.. أنزل).
- وقرأهما أبو نهيك مبنيين للفاعل (أنزل.. أنزل)، والفاعل هو الله تعالى.
{وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ}
- قراءة الجمهور (وأن..) بفتح الهمزة، وهي تحتمل الرفع والنصب والجرب.
- وقرأ نعيم ين ميسرة (وإن أكثركم فاسقون) بكسر الهمزة على الاستئناف). [معجم القراءات: 3/300]

قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (60)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا فِي فتح الْبَاء وَضمّهَا من {وَعبد} وفي كسر التَّاء ونصبها من {الطاغوت} 60
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده {وَعبد الطاغوت} بِضَم الْبَاء من {عبد} وَكسر التَّاء من {الطاغوت}
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَعبد الطاغوت} مَنْصُوبًا كُله). [السبعة في القراءات: 246]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وعبد) بضم الباء (الطاغوت) جر حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 235]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وعبد الطاغوت) [60]: بضم الباء وجر التاء حمزة). [المنتهى: 2/665]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (وعبد الطاغوت) بضم الباء (الطاغوت) بالخفض، وقرأ الباقون بفتح الباء ونصب الطاغوت). [التبصرة: 198]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {وعبد الطاغوت} (60): بضم الباء من (عبد)، وخفض التاء من (الطاغوت).
[التيسير في القراءات السبع: 270]
والباقون: بفتح الباء، ونصب التاء). [التيسير في القراءات السبع: 271]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (وعبد) بضم الباء (الطاغوت) بخفض التّاء والباقون بفتح الباء وبنصب التّاء، والباقون بالتّوحيد ونصب التّاء). [تحبير التيسير: 348]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) بنصب العين والباء والدال مع التشديد (الطَّاغُوت) نصب أبو السَّمَّال، وبفتح العين والباء والدال خفيف (الطَّاغُوت) جر ابن أبي عبلة (وَعَبُدَ الطَّاغُوتِ) بفتح العين والدال وضم الباء وجر التاء الزَّيَّات إلا الأزرق، والْأَعْمَش وبضم العيين وفتح الباء والدال مع التشديد وجر التاء ابْن مِقْسَمٍ وبضم العين والدال مع الألف مشدد (الطَّاغُوتِ) جر الكسائي، والقورسي عن أبي جعفر، والمسجدي عن قُتَيْبَة عنه " وعبدوا لا على الفعل والجمع (الطَّاغُوتَ) نصب اختيار شِبْل (وَعُبِدَ الطَّاغُوتُ) بضم العين وكسر الباء وفتح الدال ورفع التاء على ما لم يسم فاعله ابن حنبل، الباقون (وَعَبَدَ) على الفعل الماضي (الطَّاغُوتَ) نصب اختيار شِبْل، الباقون وعبد علي الفعل الماضي (الطَّاغُوتَ) نصب، وهو الاختيار لقوله: (مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([60]- {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} بضم الباء وجر التاء: حمزة). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (623 - وَبَا عَبَدَ اضْمُمْ واَخْفِضِ التَّا بَعْدُ فُزْ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([623] وبا عبد اضمم واخفض التاء بعد (فـ)ز = رسالته اجمع واكسر التلا (كـ)ما (ا)عتلى
[624] (صـ)فا وتكون الرفع (حـ)ج (شـ)هوده = وعقدتم التخفيف (مـ)ن (صحبةٍ) ولا
[625] وفي العين فامدد (مـ)قسطًا فجزاء نو = ونوا مثل ما في خفضه الرفع (ثـ)ملا
قوله: (فز)، لأن من النحويين من رده.
[فتح الوصيد: 2/859]
قال الفراء: «من قرأ عبد الطاغوت، فإن تك فيه لغة، مثل: حذِر وحذُر، وعجِل وعجُل، فهو وجه، وإلا فلا يجوز في القراءة».
وقال نصير النحوي: «هو وهم ممن قرأ به، فليتق الله من قرأ به، وليسأل عنه العلماء حتى يوقف على أنه غير جائز».
قال أبو عبيد: «إنما معنى العبد عندهم الأعبد؛ يريدون خدم الطاغوت، ولم نجد هذا يصح عن أحدٍ من فصحاء العرب أن يجمع العبد فيقال: عَبُد، وإنمل هو عبْد وأعْبد بالألف».
قال أبو علي: «ليس (عَبُد) لفظ جمع، ألا ترى أنه ليس في أبنية الجمع مثله، ولكنه واحد يراد به الكثرة، مثل: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}؛ وجاء على فعل، لأن هذا البناء يراد به الكثرة والمبالغة، نحو: يقظ وندسٍ؛ فكأن هذا قد ذهب في عبادة الطاغوت والتذلل له كل مذهب».
وكلام أبي علي يد كلام أبي عبيد.
والمعنى: وجعل منهم عبد الطاغوت.
قال الزمخشري: «معناه الغلو في العبودية، كقولهم: رجل حَذُر وفَطُن، للبليغ في الحذر والفطنة؛ قال:
[فتح الوصيد: 2/860]
أبني لبيني إن أمكم = أمةٌ وإن أباكم عبدُ
والقراة الأخرى، عطف على صلة من؛ كأنه قيل: ومن عبد الطاغوت، وهو فعل ماض). [فتح الوصيد: 2/861]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [623] وبا عبد اضمم واكسر التا بعد فز = رسالته اجمع واكسر التا كما اعتلا
[624] صفا وتكون الرفع حج شهوده = وعقدتم التخفيف من صحبة ولا
ح: (با): مفعول (اضمم) قصر ضرورة، (بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: بعد (عبد)، (رسالاته): مفعول (اجمع)، (كما اعتلى): نصب على الظرف، (تكون): مبتدأ، (الرفع): بدل اشتمال، أي: فيه، (حج شهوده): جملة فعلية خبر المبتدأ، (عقدتم): مبتدأ، (التخفيف): بدل اشتمال، أي: فيه، (من صحبةٍ): خبر، (ولا): حال، أي: متابعةً للنقل.
ص: يعني ضم حمزة الباء من: {وعبد الطاغوت} [60] وخفض تاء {الطاغوت} بعده على أنه اسم مفرد بمعنى المبالغة، نحو: (ندس)، و(حذرٍ)، أي: المبالغ في العبودية، وأضيف إلى: {الطاغوت}.
[كنز المعاني: 2/178]
والباقون فتحوا الباء ونصبوا التاء على أنه فعل ماضٍ، و{الطاغوت}: مفعوله.
وقرأ ابن عامر ونافع وأبو بكر: {فما بلغت رسالاته} [67] بالجمع وكسر التاء؛ لأن كل حكم رسالة، والباقون: {رسالته} بالإفراد، لأنها مصدر يصلح للقليل والكثير، ونصب التاء لكونها مفعول: {بلغت}.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: (وحسبوا ألا تكون) [71] برفع النون على أن {أن} مخففة من الثقيلة، والأصل: أن لا تكون، والباقون بالنصب على أنها ناصبة، والأمران جائزان لوقوعها بعد (حسب) بمعنى: (ظن) .
وقرأ ابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو بكر: {بما عقدتم الأيمان} [89] بتخفيف القاف على أنه من (عقد) إذا قصد ونوى، لكن ابن
[كنز المعاني: 2/179]
ذكوان يزيد الألف بعد العين كما يذكر بعد، والباقون بالتشديد للتوكيد). [كنز المعاني: 2/180] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (623- وَبَا عَبَدَا اضْمُمْ واخْفِضِ التَّاء بَعْدُ "فُـ"ـزْ،.. رِسَالَتَهُ اجْمَعْ وَاكْسِرِ التَّا "كَـ"ـمَا "ا"عْتَلا
يريد: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}، اضمم باء عبد، واخفض التاء من الطاغوت فيكون عبدا اسما مضافا إلى الطاغوت ويكون معطوفا على القردة، وهو المبالغ في العبودية المنتهي فيها كما يقال فطن وحذر للبليغ في الفطنة، قال طرفة:
أبني لبينى إن أمكمُ،.. أمة وإن أباكم عبدُ
وعبد في قراءة الجماعة فعل، والطاغوت مفعول والجملة عطف على صلة من). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/98]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (623 - وبا عبد اضمم واخفض التّا بعد فز = رسالته اجمع واكسر التّا كما اعتلا
624 - صفا وتكون الرّفع حجّ شهوده = وعقّدتم التّخفيف من صحبة ولا
625 - وفي العين فامدد مقسطا فجزاء نو = ونوا مثل ما في خفضه الرّفع ثمّلا
قرأ حمزة: وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ بضم با عَبَدَ وخفض تاء الطاغوت وهو الذى بعد عبد.
وقرأ غيره بفتح باء وَعَبَدَ ونصب تاء الطَّاغُوتَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 253]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (100- .... .... .... وَقَاسِيَةً عَبَدْ = وَطَاغُوتَ وَلْيَحْكُمْ كَشُعْبَةَ فُصِّلَا). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وقاسية عبد وطاغوت وليحكم كشعبة فصلا أي قرأ جميع ذلك خلف في الكلمات الأربعة كشعبة فيصير له {قاسية} [13] بالألف وتخفيف الياء اسم فاعل {وعبد} [60] بفتح الباء على الماضي {الطاغوت} [60] بنصب التاء {وليحكم} [47] بسكون اللام والميم وعلم للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 120] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِضَمِّ الْبَاءِ مِنْ " عَبُدَ " وَخَفْضِ " الطَّاغُوتِ "، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ وَالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {وعبد} [60] بضم الباء {الطاغوت} [60] بالخفض، والباقون بالفتح والنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 502]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (582- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... عبد
583 - بضمّ بائه وطاغوت اجرر = فوزًا .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وعبد) يريد قوله تعالى «عبد الطاغوت» كما سيأتي في البيت بعده.
بضمّ بائه وطاغوت اجرر = (ف) وزا رسالاته فاجمع واكسر
يعني بضم باء عبد وخفض الطاغوت حمزة، والباقون بفتح الباء ونصب الطاغوت). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
بضمّ بائه وطاغوت اجرر = (ف) وزا رسالاته فاجمع واكسر
ش: أي: قرأ ذو فاء (فوز) حمزة وعبد الطاغوت [المائدة: 60] بضم باء عبد [وجر تاء (طاغوت)] والباقون بفتحهما.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/288]
وقرأ مدلول «عم» [أول الآتي] المدنيان وابن عامر، وصاد «صرا» أبو بكر وظاء «ظلم» يعقوب - فما بلغت رسالاته [المائدة: 67] بالجمع، والباقون بالإفراد.
وجه ضم باء وعبد [المائدة: 60] وكسر الطاغوت [المائدة: 60] قول أبي علي: إنه اسم واحد، معناه الجمع على حد: وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها [النحل: 18، وإبراهيم: 34]؛ إذ ليس من صيغ التكسير، وجاء على «فعل» مبالغة.
ووجه الفتح والنصب جعل وعبد [المائدة: 60] فعلا ماضيا معطوفا على الصلة، أي: ومن عبد.
والرسالة جنس تحته أنواع: وهي الأحكام.
ووجه الجمع: إطلاقه على الأنواع على حد قول نوح- عليه السلام- أبلّغكم رسالات ربّي [الأعراف: 62، 68].
ووجه التوحيد: إطلاقه على الجنس على [حد] قول صالح- عليه السلام- لقد أبلغتكم رسالة ربّي [الأعراف: 79]، وهو المختار؛ لأن ماهية الرسالة واحدة. والله أعلم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/289] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "مثوبة" بسكون الثاء وفتح الواو، والجمهور بضم الثاء وسكون الواو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/539]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عبد الطاغوت" [الآية: 60] فحمزة بضم الباء وفتح الدال وخفض "الطاغوت" على أن عبد واحد يراد به الكثرة على حد: "وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها" وليس بجمع عبد إذ ليس من صيغ التكثير، والطاغوت مجرور بإضافته إليه أي: وجعل منهم عبد الطاغوت أي: خدمه وافقه المطوعي، وعن الحسن فتح العين والدال وسكون الباء وخفض الطاغوت، وعن الشنبوذي ضم العين والباء وفتح الدال وخفض الطاغوت، جمع عبيد، والباقون بفتح العين والباء على أنه فعل ماض ونصب الطاغوت مفعولا به). [إتحاف فضلاء البشر: 1/539]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وعبد الطاغوت} [60] قرأ حمزة بضم باء {عبد} وخفض تاء {الطاغوت} وقرأ الباقون بفتح الباء والتاء). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60)}
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ}
- قرأ ورش (هل انبيكم) بنقل حركة الهمزة وهي الضمة إلى اللام الساكنة، وحذف الهمزة.
{أُنَبِّئُكُمْ}
- قراءة الجمهور (أنبئكم) بشد الباء، من (نبأ) المضعف.
- وقرأ النخعي وابن وثاب (أنبئكم) بتخفيف الباء من (أنبأ)، وهما لغتان فصيحتان.
- وذكر ابن خالويه (أنبيكم) كذا بالياء عن القسط ويحيى.
[معجم القراءات: 2/300]
والقسط: هو إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، مقرئ مكي، مولى بني ميسرة، قرأ على عبد الله بن كثير المكي.
- وقراءة حمزة في الوقف بوجهين:
1- تسهيل الهمزة بين بين.
2- إبدالها ياء.
{مَثُوبَةً}
- قراءة الجمهور (مثوبة) بضم الثاء وسكون الواو مثل مشورة.
- وقرأ الحسن وابن هرمز وابن بريدة والأعرج ونبيح وابن عمران (مثوبة) ساكنة الثاء مفتوحة الواو مثل مشورة، وهو عند ابن جني مما خرج عن أصله، وهو شاذ عن نظائره.
وتقدم مثل هذا في الآية/103 من سورة البقرة في قوله تعالى: {لمثوبة من عند الله}.
{لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ}
- قرأ أبي وعبد الله (من غضب الله عليهم وجعلهم قردة وخنازير).
{وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وابن كثير وعاصم والكسائي وأبو جعفر وشيبة ويعقوب (وعبد الطاغوت) وهو ماضٍ معطوف
[معجم القراءات: 2/301]
على قوله سبحانه: (وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت)، والفاعل ضمير يعود إلى (من).
وهذه القراءة اختيار الزجاج وغيره من المتقدمين، وهي عند ابن خالويه قراءة أكثر الناس.
وهي القراءة الجيدة التي لا يجوز عند الأزهري غيرها، فهي قراءة العامة التي بها قرأ القراء المشهورون.
- وقرأ حمزة والأعمش ويحيى بن وثاب والمطوعي ويحيى بن يعمر والجحدري (وعبد الطاغوت) بضم الباء وفتح الدال، وخفض (الطاغوت)، على أن (عبد) واحد يراد به الكثرة والجنس، وهو اسم على (فعل) قال أبو الحسن: جاء به على نحو حذر وفطن.
وقال النحاس: (ينصبه على الذم، وإن شئت كان منصوبًا بمعنى: وجعل منهم، أي وصفهم بهذا.
وهذه القراءة مختلف فيها، فقد ذهب الأزهري إلى أنها قراءة مهجورة، ونسب الفراء وأبو عبيدة حمزة إلى الوهم في هذه القراءة، وطعنا فيها، وتعقبهم الشهاب فقال:
(فلا عبرة بمن طعن على هذه القراءة، ونسب قارئها إلى الوهم،
[معجم القراءات: 2/302]
كالفراء وأبي عبيدة).
وأنا أنقل لك بعض هذه النصوص لتتبين موضع الخلاف فيها:
1- جاء في البحر: (قال نصير النحوي صاحب الكسائي: وهو وهم ممن قرأ به، وليسأل عنه العلماء حتى تعلم أنه جائز).
2- وقال الفراء:
(وأما قوله: (وعبد الطاغوت. فإن تكن فيه لغة مثل حذر وفطن وعجل، فهو وجه، وإلا فإنه أراد -والله أعلم- قول الشاعر:
أبني لبيني إن أمكم = أمة وإن أباكم عبد
وهذا في الشعر يجوز لضرورة القوافي، فأما في القراءة فلا).
يريد: عبد فحرك الساكن وهو الباء للوزن. والبيت الذي ذكر الفراء وغيره هنا هو لأوس بن حجر، وقيل: لطرفة.
3- وقال أبو علي:
(ليس في أبنية الجموع مثله، ولكنه واحد يراد به الكثرة، وهو بناء مبالغة، فكأن هذا قد ذهب في عبادة الطاغوت).
4- وقال الزجاج:
(.. فإنه عند بعض أهل العربية ليس بالوجه من جهتين:
إحداهما: أن عبد على فعل، وليس هذا من أمثلة الجمع؛ لأنهم فسروه: خدم الطاغوت.
والثاني: أن يكون محمولًا على: وجعل منهم عبد الطاغوت).
5- وقال ابن عطية:
(عبد، لفظ مبالغة كيقظ وندس، فهو لفظ مفرد يراد به الجنس، وبني بناء الصفات؛ لأن عبدًا في الأصل صفة، وإن كان يستعمل استعمال الأسماء، وذلك لا يخرجه عن حكم الصفة؛ ولذلك لم يمتنع
[معجم القراءات: 2/303]
أن يبنى منه بناء مبالغة، وأنشد: أبنى لبيني.. البيت).
قال أبو حيان: (وعد ابن مالك في أبنية أسماء الجمع فعلًا، فقال: ومنها فعل كنحو: سمر وعبد).
- وذكر ابن خالويه أن يحيى بن وثاب قرأ (وعبد الطاغوت) كالقراءة السابقة المروية عن حمزة في (عبد) إلا أنه بنصب (الطاغوت).
- وقرئ (وعبد الطاغوت) بكسر الدال وجر الطاغوت.
- وقرأ أبي وعبد الله (وعبدوا الطاغوت) معلومًا بضمير الجمع على معنى (من).
- وجاء التصريح بلفظ (من) في قراءتهما: (ومن عبدوا الطاغوت).
قال أبو حيان: (ويحتمل أن يكون: (وعبد)، بضمير الجمع على هذا السياق، وكذلك جاءت في الكشاف وعند الشهاب وأبي زرعة في حجته.
- وذكر الرازي قراءة أبي (وعبدوا..)، وقراءة ابن مسعود (ومن عبدوا).
- وقرأ الحسن في رواية، وأبو عبيدة وأبو مجلز وأبو نهيك (وعبد
[معجم القراءات: 2/304]
الطاغوت) بفتح العين وسكون الباء، وفتح الدال على وزن (كلب) وجر (الطاغوت).
قالوا: أراد: وعبدة الطاغوت، فحذف الهاء، أو هو تخفيف من عبد كما يقال في عضد عضد، ويجوز أن يكون (عبد) اسم الواحد يدل على الجنس.
- وقرأ الحسن أيضًا (وعبد الطاغوت) على التخفيف من (عبد) وخرجه ابن عطية على أنه أراد (وعبدًا) منونًا، فحذف التنوين كما حذف في قوله:
(... ... ... ... = ولا ذاكر الله إلا قليلًا)
قال أبو حيان:
(ولا وجه لهذا التخريج؛ لأن عبدًا لا يمكن أن ينصب الطاغوت إذ ليس بمصدر، و(اسم فاعل، والتخريج الصحيح أن يكون تخفيفًا من (عبد) بفتحها كقولهم: سلف في سلف).
- وقرأ الحسن وأبو الأشهب والعطاردي والنخعي (وعبد الطاغوت) بضم العين وسكون الباء وفتح الدال، والإضافة إلى الطاغوت.
[معجم القراءات: 2/305]
- وقرأ النخعي وأبو جعفر المدني وهارون عن الأعمش وأبو جعفر الرؤاسي وأبو عمران الجوني ومورق العجلي (عبد الطاغوت) بضم العين وكسر الباء مبنيًا للمفعول.
قال ابن جني: (كقولك: ضرب زيد، لم يسم فاعله).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (وعبدت الطاغوت) مبنيًا للمفعول، ومعه تاء التأنيث، مثل: ضربت المرأة، والطاغوت يذكر ويؤنث.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وحمزة (وعبد الطاغوت) بضم الباء، نحو شرف الرجل، أي صار له عبد، كأن العبادة صارت سجية له، أو أنه بمعنى صار معبودًا، كأمر أي صار أميرًا.
قال الخليل: (أي صار الطاغوت يعبد، كما تقول: فقه الرجل وشرف).
- وقرأ بعضهم (وعبدًا الطاغوت)، ورواه ابن الأنباري.
- وقرأ أبو السمال (وعبدة الطاغوت).
- وقرأ ابن عباس في رواية عكرمة عنه وأبو العالية وإبراهيم النخعي ومجاهد والأعمش والشنبوذي وحمزة ويحيى بن وثاب
[معجم القراءات: 2/306]
وأبان بن تغلب وعلي بن صالح وشيبان والضحاك وابن مسعود وأبي ابن كعب (وعبد الطاغوت) بضم العين والباء، وفتح الدال، وخفض الطاغوت، وهو جمع عبد، كرهن ورهن.
وقال ثعلب: جمع عابد كشارف وشرف.
وذكر ابن جني أيضًا أنه جمع عبيد فهو جمع الجمع، وإلى مثل هذا ذهب الأخفش والزجاج، فهو مثل رغف جمع رغيف، أو هو جمع (عباد) مثل كتاب وكتب، فهو على هذا جمع الجمع أيضًا.
- وقرأ ابن عباس وعكرمة (وعبد الطاغوت) كالقراءة السابقة مع نصب (الطاغوت)، وهو عند أبي حيان جمع عابد كضارب وضرب، أو جمع عبيد، فهو كالقراءة السابقة في التخريج.
- وقرأ الأعمش وعكرمة عن ابن عباس، وأيوب (وعبد الطاغوت) بضم العين وفتح الباء وتشديدها، وفتح الدال، وخفض الطاغوت.
وهو جمع عابد، كضارب وضرب.
وقرئ (عبادة الطاغوت) وهو مصدر أي ذوي عبادة الطاغوت، أو
[معجم القراءات: 2/307]
جمع بمعنى عباد الطاغوت.
- وقرأ ابن عباس فيما روى عنه عكرمة، وابن مسعود في رواية علقمة (وعبد الطاغوت) كالقراءة السابقة، وبنضب (الطاغوت).
- وروي عن ابن عباس (وعبد الطاغوت) على البناء للمفعول، ورفع (الطاغوت).
- وقرأ أبو المتوكل وأبو الجوزاء وعكرمة (وعبد الطاغوت).
- وقرأ عبد الله بن مسعود فيما رواه عبد الغفار بن علقمة عنه، والأعمش والضحاك وعمرو بن دينار (عبد الطاغوت) على وزن حطم، وزفر، وصرد، وهو بناء مبالغة.
- وقرأ أبو واقد الأعرابي في رواية العباس بن الفضل عنه (عباد الطاغوت) جمع عابد، مثل: صائم، وصوام، وجاهل وجهال.
- وقرأ أبو واقد أيضًا (وعباد الطاغوت)، مثل: ضراب.
- وقرأ ابن حذلم وعمرو بن فائد (وعباد الطاغوت).
- وقرأ محبوب بن حسن الهاشمي (وعباد الطاغوت) كقراءة أبي
[معجم القراءات: 2/308]
واقد إلا أنه بضم الدال، كذا وجدته عند ابن خالويه.
- وقرأ الحسن (وعباد الطاغوت) كرجال.
قال أبو حيان:
(قرأ بعض البصريين ... جمع عابد كقائم وقيام أو جمع عبد)، ومثل هذا عند ابن عطية، وعنه نقل أبو حيان.
جاءت القراءة عند ابن خالويه عن أبي واقد (وعباد الطاغوت) بالرفع، وهو خبر مبتدأ مقدر.
- وقرأ عون العقيلي في رواية العباس بن الفضل عنه وابن بريدة ومعاذ القارئ (وعابد الطاغوت) بالرفع، مفردًا.
قال الخليل: (كما تقول: ضارب الرجل) قلت: قد يراد به الجمع، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين.
- وقرأ ابن عباس في رواية عكرمة عنه: (وعابدو الطاغوت) بواو الجماعة، والإضافة.
قال الأزهري: (وذكر الليث أيضًا قراءة أخرى ما قرأ بها أحد وهي: (وعابدو الطاغوت) جماعة، قال: وكان رحمه الله قليل المعرفة بالقراءات، وكان نوله ألا [كذا!] يحكي القراءات
[معجم القراءات: 2/309]
الشاذة وهو لا يحفظها، والقارئ إذا قرأ بها وهو جاهل.
وهذا دليل على أن إضافته كتابه إلى الخليل بن أحمد غير صحيح؛ لأن الخليل كان أعقل من أن يسمي مثل هذه الحروف قراءات في القرآن، ولا تكون محفوظة لقارئ مشهور من قراء الأمصار، ودليل على أن الليث كان مغفلًا، ونسأل الله العصمة والتوفيق للصواب).
- وقرأ ابن أبي زائدة وبريدة الأسلمي وابن بريدة وعون العقيلي وأبو هريرة وأبو رجاء وابن السميفع (وعابد الطاغوت) بالنصب، وهو مفرد يراد به الجنس.
قال ابن جني:
(فهو في الإفراد كعبد الطاغوت، واحد في معنى جماعة).
- وقرأ ابن عباس في رواية وابن أبي عبلة وعكرمة وأصحاب عبد الله بن مسعود (وعبد الطاغوت) بفتح الثلاثة، يريد (وعبدة) جمع عابد، كفاجر وفجرة وكافر وكفرة، وحذفت التاء للإضافة، أو هو اسم جمع كخادم وخدم.
قال الخليل: (أرادوا عبدة الطاغوت مثل: فجرة وكفرة، فطرح الهاء والمعنى في الهاء).
[معجم القراءات: 2/310]
- وقرأ علي بن أبي طالب وأبي وابن مسعود (وعبدة الطاغوت) بالتاء، كفاجر وفجرة.
- وقرأ عبيد بن عمير (أعبد الطاغوت) جمع عبد كلفس وأفلس، وكلب وأكلب.
- وقرأ ابن عباس في رواية وأنس بن مالك (وعبيد الطاغوت) جمع عبد، نحو كلب وكليب، أو اسم جمع، ورواه ابن الأنباري عن بعضهم.
- وروى ابن الأنباري عن بعضهم (وعبد الطاغوت).
- وقرأ أبو رجاء (عبد الطاغوت).
- وقرئ (وعابدي الطاغوت) على الجمع، فهو جمع عابد.
- وقرأ النخعي والأعمش (وأعبد الطاغوت) مجهولًا، مع رفع الطاغوت.
- وقرأ سعيد بن جبير والشعبي (وعبدة الطاغوت) كذا عبدة مثل حمزة.
[معجم القراءات: 2/311]
- وقرأ أبو عبيدة وبريدة الأسلمي (وعابد الشيطان)، وقيل: إنه تفسير للطاغوت.
- وقرأ الحسن وأبو حيوة (وعباد الطواغيت)، وتقدم من قبل أن (عباد) على الجمع قراءة أبي واقد الأعرابي، غير أنه قرأ معها (الطاغوت) مفردًا فيه معنى الجمع، وقراءة الحسن هنا على الجمع الصريح.
- وقرأ قتادة وهذيل بن شرحبيل (وعبدة الطواغيت) كذا على الجمع.
قال الزجاج بعد عرض بعض هذه القراءات:
(ولا يجوز القراءة بشيء من هذه الأوجه إلا بالثلاثة التي رويت، وقرأ بها القراء، وهي:
عبد الطاغوت، وهي أجودها، ثم عبد الطاغوت، ثم وعبد الطاغوت).
قلت: وذكر المتقدمون أنها أربع وعشرون قراءة، ولكن الذي وجدته وأثبته هنا هو تسع وثلاثون قراءة). [معجم القراءات: 3/312]

قوله تعالى: {وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ (61)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61)}
{جَاءُوكُمْ}
- تقدمت الإمالة، وحكم الهمز في الوقف في الآية/42 من هذه السورة.
{وَقَدْ دَخَلُوا}
- اتفق القراء على إدغام دال (قد) في الدال بعدها.
[معجم القراءات: 2/312]
{أَعْلَمُ بِمَا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإخفاء الميم عند الباء، وذلك بإسكانها، وبعض المقتدمين يسمي هذا إدغامًا، وليس بالصواب، فالفرق بينهما لا يخفى). [معجم القراءات: 3/313]

قوله تعالى: {وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (62)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({السحت} ثقيل
[الغاية في القراءات العشر: 233]
مكي بصري، ويزيد، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 234] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (السحت) [42، 62، 63]: خفيف: دمشقي، ونافع، وعاصم، وحمزة، وخلف). [المنتهى: 2/662] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، والكسائي: {السحت} (42، 62، 63)، في الثلاثة المواضع: بضم الحاء.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 269] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ وأبو جعفر ويعقوب: (السّحت) في الثّلاثة المواضع بضم الحاء والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 346] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِسْكَانِ السُّحْتَ، (وَالْأُذْنَ) مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" الهاء والميم من "قولهم الإثم، وأكلهم السحت" [الآية: 62] أبو عمرو ويعقوب وضمها حمزة والكسائي وخلف، وكسر الهاء وضم الميم الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/539]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم تسكين حاء السحت قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/540]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السحت} [62 - 63] معًا، قرأ نافع وشامي وعاصم وحمزة بإسكان الحاء، والباقون بالضم، هذا حكمه مفردًا، وأما مع {وأكلهم} فنافع وعاصم الشامي بكسر الهاء، وضم الميم، وإسكان الحاء، وحمزة مثلهم إلا أنه يضم الهاء، والبصري بكسر الهاء والميم، وضم الحاء، والمكي مثله إلا أنه يضم الميم وعلي كذلك إلا أنه يضم الهاء). [غيث النفع: 555] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62)}
{وَتَرَى}
- أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من رواية الصوري واليزيدي والأعمش.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{كَثِيرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{يُسَارِعُونَ}
- أماله الدوري عن الكسائي.
وتقدم هذا في الآية/41 من هذه السورة.
{الْعُدْوَانِ}
- قراءة الجماعة بضم العين (العدوان).
- وقرأ أبو حيوة بكسرها (العدوان).
{وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب واليزيدي والحسن (وأكلهم السحت) بكسر الهاء والميم في الوصل.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (وأكلهم السحت) بضم الهاء والميم في الوصل.
[معجم القراءات: 2/313]
- والباقون قراءتهم بكسر الهاء وضم الميم (وأكلهم السحت).
وجميع القراء كسروا الهاء في الوقف (وأكلهم).
{السُّحْتَ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وسهل ويعقوب (السحت) بضم السين والحاء.
- وقراءة الباقين (السحت) بضم فسكون.
وتقدم بيان هذا في الآية/42 من هذه السورة مفصلًا.
وذكر ابن خالويه فيها:
1- خارجة عن نافع (السحت) بفتح فسكون.
2- وقرئ (السحت) بفتحتين.
3- وقرئ بكسر السين (السحت).
وتقدمت هذه القراءات مستوفاة على غير هذا الطرز.
{لَبِئْسَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأصبهاني والأزرق والسوسي (لبيس) بإبدال الهمزة وقفًا ووصلًا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 3/314]

قوله تعالى: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (63)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({السحت} ثقيل
[الغاية في القراءات العشر: 233]
مكي بصري، ويزيد، والكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 234] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (السحت) [42، 62، 63]: خفيف: دمشقي، ونافع، وعاصم، وحمزة، وخلف). [المنتهى: 2/662] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابو عمرو، والكسائي: {السحت} (42، 62، 63)، في الثلاثة المواضع: بضم الحاء.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 269] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ وأبو جعفر ويعقوب: (السّحت) في الثّلاثة المواضع بضم الحاء والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 346] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان سين رسلنا [المائدة: 32] وللسّحت [المائدة: 42، 62، 63] وو الأذن [المائدة: 45] وهزوا [بالبقرة] [الآية: 67]، وإمالة دوري الكسائي يسارعون [المائدة: 62] في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "ينهيهم" [الآية: 63] حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه، وكذا ينهى، وتنهانا.
إرشاد من الأدب كما تقدم خفض الصوت قليلا بقوله تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُود" إلى قوله: "مَغْلُولَة" ثم رفعه عند قوله تعالى: "غَلَت" على سنن القراءة السابقة، ونقل عن فعل إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى "وسهل" الثانية من "البغضاء إلى" بين بين نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/540]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السحت} [62 - 63] معًا، قرأ نافع وشامي وعاصم وحمزة بإسكان الحاء، والباقون بالضم، هذا حكمه مفردًا، وأما مع {وأكلهم} فنافع وعاصم الشامي بكسر الهاء، وضم الميم، وإسكان الحاء، وحمزة مثلهم إلا أنه يضم الهاء، والبصري بكسر الهاء والميم، وضم الحاء، والمكي مثله إلا أنه يضم الميم وعلي كذلك إلا أنه يضم الهاء). [غيث النفع: 555] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63)}
{يَنْهَاهُمُ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
[معجم القراءات: 2/314]
{الرَّبَّانِيُّونَ}
- قراءة الجماعة (الربانيون) جمع: رباني نسبة إلى الرب.
- وقرأ الجراح وأبو واقد وابن عباس (الربيون) براء مكسورة، وبدون الألف.
- وجاءت القراءة عنهما وعن ابن عباس (الربانيون) جمع: ربي؛ كذا بألف عند ابن عطية، وهو خطأ من المحققين، وإن شئت فقل: سبق قلم.
{عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب واليزيدي والحسن (عن قولهم الإثم) بكسر الهاء والميم.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (عن قولهم الإثم) بضم الهاء والميم.
- وقراءة الباقين بكسر الهاء وضم الميم (عن قولهم الإثم).
- وجميع القراء كسروا الهاء في الوقف (عن قولهم).
وذكر الألوسي أنه قرئ: (عن قولهم العدوان).
{وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ}
- تقدم حكم الهاء والميم في الآية السابقة/62.
{السُّحْتَ}
- تقدمت القراءات مفصلة فيه في الآية/42، وموجزة في الآية/62.
{لَبِئْسَ}
- قراءة الجماعة باللام (لبئس) بلام القسم.
- وقرأ ابن عباس (بئس) بغير لام قسم.
وتقدمت قراءة (لبيس) بإبدال الهمزة ياءً في الآية/62.
{يَصْنَعُونَ}
- قراءة الجماعة (يصنعون).
- وقراءة ابن عباس (يعملون) ). [معجم القراءات: 2/315]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس