عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:10 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (51) إلى الآية (53) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة ألفي "النصارى"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)}
{النَّصَارَى}
- تقدم فيه إمالتان: في الألف الثانية، وفي الأولى على الإتباع.
انظر الآية/62 من سورة البقرة.
{أَوْلِيَاءَ}
- قراءة الجماعة (أولياء).
- وقرأ أبي وابن عباس (أربابًا) مكان (أولياء) ). [معجم القراءات: 3/289]

قوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فترى الذين" وصلا السوسي بخلفه وفتحه الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "يسارعون" الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "تخشى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)}
{فَتَرَى}
- قرأ إبراهيم وابن وثاب (فيري) بالياء من تحت، والفاعل ضمير يعود على الله تعالى، أو الرائي.
- وقراءة الجماعة (فترى) بتاء الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمن، أو الرائي.
- وأمال (فترى) السوسي، في الوصل بخلاف عنه، وعلى ذلك قال النشار: (قرأ.. بالفتح والإمالة).
- وقرأه الباقون في الوصل بالفتح.
[معجم القراءات: 2/289]
- وأما في الوقف فكل على أصله:
1- فقد أماله حمزة والكسائي وأبو عمرو وابن ذكوان من رواية الصوري، وخلف واليزيدي والأعمش.
2- والأزرق وورش بالتقليل.
3- والجماعة على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{يُسَارِعُونَ}
- قراءة الجماعة (يسارعون) بالألف من (سارع).
- وقرأ قتادة والأعمش وأبو الحسن النحوي (يسرعون) بغير ألف من (أسرع).
- وأمال الدوري عن الكسائي الألف من (يسارعون).
{فِيهِمْ}
- ضم الهاء يعقوب، على الأصل (فيهم).
- والباقون على الكسر لمجاورة الياء (فيهم).
{يَقُولُونَ نَخْشَى}
- أدغم النون في النون أبو عمرو ويعقوب.
{نَخْشَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل والفتح قرأ الأزرق وورش.
{دَائِرَةٌ}
- سهل حمزة الهمزة في الوقف.
- وأمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف.
[معجم القراءات: 2/290]
{فَعَسَى}
- إمالته في الوقف عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{أَنْ يَأْتِيَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش عن نافع ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (أن يأتي) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{فَيُصْبِحُوا}
- قرأ ابن الزبير (فتصبح الفساق)، ولعلها مصحفه وصوابها بالياء، إذ جاءت كذلك عند ابن عطية.
- وجاء في مصحفه (فيصبح الفساق) بالياء من تحت، وقال من روى هذه القراءة عنه (لا أدري أكان ذلك قراءة أو تفسيرا).
{فِي أَنْفُسِهِمْ}
- تقدم في الآية/234 من سورة البقرة حكم الهمزة مع الياء قبلها، وحسبي ما تقدم.
{نَادِمِينَ}
- قراءة الجماعة (نادمين) بألف جمع نادم.
- وقرأ عبد الله بن الزبير (ندمين) بغير ألف جمع (ندم).
قال ابن خالويه: (النادم والفارح يكون حالًا وفيما يستقبل، والندم والفرح لا يكونان إلا حالًا لازمة) ). [معجم القراءات: 2/291]

قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا فِي إِدْخَال الْوَاو وإخراجها وَالرَّفْع وَالنّصب من قَوْله {وَيَقُول الَّذين آمنُوا} 53
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده (وَيَقُول الَّذين ءامنوآ) نصبا
وَقَالَ علي بن نصر عَن أَبي عَمْرو إِنَّه قَرَأَ بِالرَّفْع وَالنّصب (وَيَقُول الَّذين ءامنوآ) رفعا {وَيَقُول} نصبا
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (وَيَقُول الَّذين ءامنوآ) رفعا
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر (يَقُول الَّذين ءامنوا) بِغَيْر وَاو في أَوله وبرفع اللَّام وَكَذَلِكَ هي في مصاحف أهل الْمَدِينَة وَمَكَّة وَالشَّام). [السبعة في القراءات: 245]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وَيَقُولُ) رفع كوفي، نصب بصري، عباس مخير). [الغاية في القراءات العشر: 234]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ويقول) [53]: بالواو عراقي، وحمصي. بفتح اللام أبو عمرو، ويعقوب، وسهل، وابن بشار طريق البختري. مخيرٌ: عباس). [المنتهى: 2/664]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وابن عامر (يقول الذين) بغير واو، وقرأ الباقون (ويقول) بالواو، وكلهم رفعوا الفعل إلا أبا عمرو فإنه نصبه). [التبصرة: 197]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وابن عامر: {يقول الذين آمنوا} (53): بغير واو قبل الياء.
والباقون: بالواو.
وأبو عمرو: ينصب اللام.
والباقون: يرفعونها). [التيسير في القراءات السبع: 270]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وابن عامر وأبو جعفر: (يقول الّذين) بغير واو قبل الياء، والباقون بالواو وأبو عمرو ويعقوب بنصب اللّام والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 347]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَقُولُ الَّذِينَ) بغير واو الزَّعْفَرَانِيّ، وعبيد عن أَبِي عَمْرٍو وأهل العالية غير حرمي عن ابن كتير، والأصمعي وخارجة عن نافع، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالواو ونصب اللام.
(يَعقُوبَ) حرمي عن ابْن كَثِيرٍ وخارجة، والأصمعي عن نافع، وابْن مِقْسَمٍ، وابن بشار طريق البحتري، وسهل في قول الجميع إلا أن أبي الحسين ولعله وهم؛ إذ الجماعة بخلافه، وأَبُو عَمْرٍو، ومحبوب، وعباس، والجعفي، وهارون، والجهضمي،
[الكامل في القراءات العشر: 534]
وعبيد الجهضمي، وعباس وهارون مخيرون، والاختيار النصب لقوله: (أَن يَأتيَ) بالفتح، الباقون بالرفع). [الكامل في القراءات العشر: 535]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([53]- {وَيَقُولُ} بالواو: الكوفيون.
بنصب اللام: أبو عمرو). [الإقناع: 2/635]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (621 - وَقَبْلَ يَقُولُ الْوَاوُ غصْنٌ وَرَافِعٌ = سِوَى ابْنِ الْعَلاَ .... .... ....). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([621] وقبل يقول الواو (غـ)صنٌ ورافعٌ = سوى (ابن العلا) من يرتدد (عم) مرسلا
[622] وحرك بالإدغام للغير داله = وبالخفض والكفار (ر)اويه (حـ)صلا
ثبتت الواو في مصاحف أهل العراق، وعلى ذلك قراءقم، وسقطت من مصاحف أهل الحجاز والشام كما قرأوا.
وجعل الواو غصنًا، لأنها تعطف الكلام، وتصل بعضه ببعض، فهي كغصن امتد من شجرة إلى أخرى فاتصلتا.
ومن رفع وقرأ بالواو وهم الكوفيون، فعلی معنی: ويقول الذين آمنوا في ذلك الوقت، فهو كلام مستأنف.
ومن رفع بغير واو، فعلی جواب قائل قال: فماذا يقول الذين آمنوا حينئذ ؟ فقيل: {يقول الذين ءامنوا أهؤلاء الذين أقسموا}.
[فتح الوصيد: 2/857]
وقرأ أبو عمرو {ويقول} عطفًا على {أن يأتي}، على تقدير: عسى أن يأتي الله بالفتح، فهو عطفٌ على المعنى، لأن معنی: عسى الله أن يأتي، وعسى أن يأتي الله، واحد؛ فعطف على تقدير: عسى أن يأتي.
ولا يحسن العطف على اللفظ من غير هذا التقدير، كما لا يحسن عسی الله أن يقول الذين آمنوا، لأن التقدير يرجع إلى ذلك.
ويجوز إبدال أن يأتي من اسم الله تعالى، فيصير التقدير: عسى أن يأتي الله ويقول الذين آمنوا. وقد جوز أن يعطف على الفتح، لأنه بمعنى أن يفتح؛ فتقديره: عسى الله أن يفتح وأن يقول، فاحتيج إلى تقدير أن، لتكون مصدرًا مع القول، ويكون عطف اسم على اسم.
كما قال:
للبس عباءة وتقر عيني = أحب إلي من لبس الشفوف). [فتح الوصيد: 2/858]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [621] وقبل يقول الواو غصنٌ ورافعٌ = سوى ابن العلا من يرتدد عم مرسلا
ح: (الواو غصنٌ): مبتدأ وخبر، (قبل يقول): ظرف الخبر، (سوى ابن العلا): مبتدأ، (رافعٌ): خبره، (من يرتدد): مبتدأ، (عم): خبر، (مرسلًا): حال.
ص: قرأ الكوفيون وأبو عمرو: {ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين} [53] بإثبات الواو قبل {يقول} على العطف، وقال: (الواو غصنٌ) لأن الغصن يمتد من شجرة إلى أخرى، كما أن العاطفة تصل ما بعدها بما قبلها.
وحذف الواو الباقون، ورفع اللام من {ويقول} غير ابن العلاء.
فللكوفيين: رفع اللام مع الواو، ولأبي عمرو: النصب معها، وللباقين: الرفع بدونها.
[كنز المعاني: 2/176]
فحذف الوا على تقدير سؤال: ماذا يقول المؤمنون حينئذٍ ؟ ورفع اللام على الاستئناف، ونصبها للعطف على: {فيصبحوا} لأنه منصوب بالفاء في جواب: {عسى}، أو على {أن يأتي} في قوله: {فعسى الله أن يأتي بالفتح} [52]؛ لأنه في معنى: عسى أن يأتي الله بالفتح ... ويقول الذين.
وقرأ نافع وابن عامر: {من يرتدد منكم عن دينه} [54] بدالين مكسورة وساكنة للجزم على رسم مصاحف المدينة والشام.
وأشار بقوله: (مرسلًا) -: أي: مطلقًا إلى أنه مطلق من عقال الإدغام). [كنز المعاني: 2/177] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (621- وَقَبْلَ يَقُولُ الْوَاوُ "غـ"ـصْنٌ وَرَافِعٌ،.. سِوَى ابْنِ العَلا مَنْ يَرْتَدِدْ "عَمَّ" مُرْسَلا
يعني: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ}، يثبت الواو في مصاحف أهل العراق دون غيرهم وجعل الواو غصنا؛ لأنها تصل ما بعدها بما قبلها؛ لأنها عاطفة كغصن امتد من شجرة إلى أخرى، ووجه حذف الواو أنه على تقدير سائل سأل: ماذا يقول المؤمنون حينئذ، ورفع يقول ظاهر على الاستئناف، ونصبه أبو عمرو وحده عطفا على: "فَيُصْبِحُوا"؛ لأن فيصبحوا منصوب بالفاء في جواب الترجي بعسى، وهذا وجه جيد أفاد به الشيخ أبو عمرو -رحمه الله- ولم أر أحدا ذكره، وذكروا وجوها كلها بعيدة متعسفة قيل: هو عطف على: {أَنْ يَأْتِيَ بِالفَتْحِ}.
ولا يستقيم على ظاهره؛ إذ يبقى التقدير فعسى الله أن يقول الذين آمنوا، فتحيل أبو علي لصحته وجهين تبعه فيهما الناس؛ أحدهما: أنه عطف على معناه؛ لأن معنى: عسى الله أن يأتي وعسى أن يأتي الله واحد فالتقدير: عسى أن يأتي الله، وأن يقول الذين آمنوا.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/95]
والثاني: أن يكون قوله: "أن يأتي" بدلا من اسم الله تعالى فيكون المعنى كما سبق، وقيل: التقدير: ويقول الذين آمنوا به؛ أي: بالله، وأما الزمخشري فلم يقدر شيئا من ذلك بل أطلق القول بأنه عطف على "أن يأتي"، وذكر ابن الحاس وجها آخر وهو أن يكون عطفا على بالفتح؛ لأن معناه بأن يفتح فأضمر أن قبل يقول؛ ليكون عطف مصدر على مصدر كقوله:
للبس عباءة وتقر عيني
وأظن أن الذي حملهم على ارتكاب هذه الأوجه البعيدة وتركهم الوجه الواضح الذي ذكرته أولا اعتقادهم أن "فيصبحوا" ليس نصبا على جواب الترجي؛ لأن الترجي من الله تعالى إيجاب وتحقيق فلم يكن معنى الترجي حاصلا، فيكون {فَيُصْبِحُوا} عطفا على {أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}، ولا يستقيم عطف "ويقول" على ظاهر قوله: "أَنْ يَأْتِيَ"، فتأولوا هذه التأويلات، ونحن نقول: وإن كان الأمر كذلك فلا يمتنع النصب اعتبارا بلفظ الترجي وهذا متعين في تعليل قراءة عاصم: {فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} بالنصب في سورة عبس فهو في جواب: {لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}. فكذا ههنا والله أعلم.
وقول الناظم: ورافع سوى ابن العلا: رافع خبر مقدم والمبتدأ قوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/96]
سوى ابن العلا؛ أي: غير ابن العلا رافع ليقول وفي هذه العبارة نظر؛ فإن أكثر النحويين يقولون: إن سوى التي بمعنى غير لازمة للنصب على الظرفية، فلا يجوز أن يليها عامل يقتضي غير ذلك إلا أن المختار خلاف ما ذكروه، ففي أبيات الحماسة:
ولم يبقَ سوى العدوان
فإذا جاز وقوع سوى فاعلة جاز وقوعها مبتدأة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/97]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (621 - وقبل يقول الواو غصن ورافع = سوى ابن العلا يرتدد عمّ مرسلا
622 - وحرّك بالإدغام للغير داله = وبالخفض والكفّار راويه حصّلا
قرأ أبو عمرو والكوفيون: وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بواو قبل يقول وقرأ غيرهم بغير واو. وقرأ السبعة سوى أبي عمرو برفع لام وَيَقُولُ وقرأ أبو عمرو بنصبها فيتحصل من هذا أن نافعا وابن كثير وابن عامر يقرءون بحذف الواو ورفع اللام. وأن أبا عمرو يقرأ بإثبات الواو ونصب اللام. وأن الكوفيين يقرءون بإثبات الواو ورفع اللام). [الوافي في شرح الشاطبية: 252]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَيَقُولُ الَّذِينَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ يَقُولُ بِغَيْرِ وَاوٍ كَمَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ وَيَقُولُ بِالْوَاوِ، وَكَذَا هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَقَرَأَ مِنْهُمُ الْبَصْرِيَّانِ بِنَصْبِ اللَّامِ. وَقَرَأَ
[النشر في القراءات العشر: 2/254]
الْبَاقُونَ مِنَ الْقُرَّاءِ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/255]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر {ويقول الذين} [53] بغير واو، والباقون {يقول} بالواو، وقرأ البصريان بنصب اللام، والباقون بالرفع. ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 501]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (581- .... .... .... .... وقبلا = يقول واوه كفى حز ظلاّ
[طيبة النشر: 71]
582 - وارفع سوى البصري .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وقبلا) يعني والواو قبلا، يقول يريد قوله تعالى «ويقول الذين آمنو» قرأ بالواو الكوفيون وأبو عمرو ويعقوب والباقون بغير واو قبله.
وارفع سوى البصرى و (عمّ) يرتدد = وخفض والكفّار (ر) م (حما) عبد
يعني وارفع يقول لغير أبي عمرو ويعقوب والباقون بالرفع فيصير فيه ثلاث قراءات: إحداها بالواو ويقول ونصبه للبصريين، والثانية يقول بالواو رفعا للكوفيين، والثالثة يقول بالرفع من غير واو للباقين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 220]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(ف) ق خاطبوا تبغون (ك) م وقبلا = يقول واوه (كفى) (ح) ز (ظ) لّا
ش: أي: قرأ ذو فاء (فق) حمزة وليحكم أهل الإنجيل [المائدة: 47] بكسر اللام ونصب الميم، والباقون بسكون اللام وجزم الميم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/286]
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر أفحكم الجاهلية تبغون [المائدة: 50] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب.
وقرأ مدلول (كفا) الكوفيون وحاء (حز) أبو عمرو وظاء (ظلا) يعقوب ويقول الّذين ءامنوا [المائدة: 53] بإثبات (واو) قبل يقول [المائدة: 53] والباقون بحذفها.
وجه النصب: جعلها لام «كي» فينصب الفعل بعدها بإضمار «أن»، ويتعلق بـ وءاتينه [المائدة: 46] إن انتصب وهدى وموعظة [المائدة: 46] على الحال، وبمفسر [به] إن كانا مفعولين لهما، أي: للهدى والموعظة.
ثم عطف وليحكم [المائدة: 47] عليهما؛ لأن «أن» أولته بالمصدر.
ووجه الجزم: جعلها لام الأمر، وأسكنت مع الواو، ولما يأتي في وليوفوا [الحج: 29] فينجزم [بها] محكي، أي: وقلنا لهم: ليحكم، بمعنى: مرهم أن يحكموا به؛ على حد: ومآ ءاتيكم الرّسول فخذوه [الحشر: 7].
ووجه الخطاب تبغون [المائدة: 50]: الالتفات إلى أهل الكتاب، أو: قل لهم يا محمد.
ووجه الغيب: أنه إخبار عن الغائبين مناسبة لقوله: وأن احكم بينهم ... إلى ذنوبهم [المائدة: 49].
وهو المختار؛ لرجحان التناسب على الالتفات). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/287] (م)

- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
وارفع سوى البصري و(عمّ) يرتدد = وخفض والكفّار (ر) م (حما) عبد
ش: أي: رفع القراء كلهم ويقول [المائدة: 53] إلا البصري، وهو أبو عمرو ويعقوب فنصباه؛ فصار المدنيان، وابن كثير وابن عامر [بحذف واو يقول ورفعه،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/287]
والبصريان بإثبات واوه، ونصبه، والكوفيون بإثبات واوه ورفعه].
وقرأ [ذو] عم المدنيان وابن عامر يرتدد [المائدة: 54] بفك الإدغام، والباقون بالإدغام.
وقرأ ذو راء «رم» الكسائي، و«حما» البصريان من قبلكم والكفار [المائدة: 57] بكسر الراء، عطفا على من الّذين أوتوا الكتب [المائدة: 57]، والباقون بفتحها عطفا على الّذين اتّخذوا [المائدة: 57].
ووجه الرفع مع الواو: الاستئناف.
ووجه حذفها معه: جواب سؤال، وهو: ماذا يقول الذي آمنوا [إذا أتى الله بالفتح] أو أمر؟ فقيل: يقول الذين آمنوا [المائدة: 53].
ووجه نصبه معها: العطف.
قال الفارسي: بتقدير تمام فعسى [المائدة: 52] أو إبدال أن يأتي [المائدة: 52] من اسم الله تعالى؛ لاتحاد معنى فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده [المائدة: 52]: و «عسى أن يأتي»، وامتناع عطفه على الخبر بلا عائد أو تقدير: «آمنوا به».
ووجه إظهار يرتدد [المائدة: 54]: أن الدال الثانية سكنت للجزم؛ فامتنع الإدغام فيها، وهي لغة الحجاز، وعليه الرسم المدني، والشامي والإمام.
ووجه الإدغام بالفتح: تخفيفا، وهو لغة تميم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/288] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَيَقُولُ الَّذِين" [الآية: 53] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر يقول بغير واو قبل الياء، ورفع
[إتحاف فضلاء البشر: 1/537]
اللام جملة مستأنفة على أنه جواب قائل يقول فماذا يقول المؤمنون، "وافقهم" ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإثبات الواو ونصب اللام عطفا على أن يأتي باعتبار المعنى فكأنه قال: عسى أن يأتي بالفتح، ويقول أو عطفا على فيصبحوا على جعله منصوبا بأن في جواب الترجي على مذهب الكوفيين، وافقهما اليزيدي بالواو والباقون بالواو والرفع وهي واضحة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/538]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يقول} [53] قرأ الحرميان والشامي بترك الواو قبل الياء، ورفع اللام، والبصري بإثبات الواو، ونصب اللام، والكوفيون بإثبات الواو، ورفع اللام). [غيث النفع: 555]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53)}
{وَيَقُولُ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وأبو جعفر وابن محيصن (يقول) بغير واو، وكأنه جواب قائل: ما يقول المؤمنون حينئذٍ. فقيل: يقول الذين آمنوا ...
وجاءت كذلك بدون واو في مصاحف أهل مكة والمدينة والشام.
- وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف، وهي رواية نصر عن أبي عمرو، وابن أبي إسحاق، و(يقول) بالواو، والرفع، على الاستئناف، وبالواو جاء في مصاحف أهل الكوفة والبصرة وسائر العراق.
[معجم القراءات: 2/292]
- وقرأ أبو عمرو ويعقوب واليزيدي وابن أبي إسحاق وسهل: (ويقول) بالنصب، وإثبات الواو، عطفًا على (أن يأتي) في الآية/52 المتقدمة عند أكثر.
النحويين. وبالواو جاء في مصاحف أهل الكوفة والبصرة وسائر العراق.
{أَهَؤُلَاءِ}
- تقدمت القراءة في (هؤلاء) في الآية/31 من سورة البقرة، والآية/143 من سورة النساء.
{حَبِطَتْ}
- قراءة الجماعة (حبطت) بكسر الباء.
- وقرأ أبو واقد والجراح والحسن وابن عباس وأبو السمال (حبطت) بفتح الباء، وهي لغة.
وتقدم مثل هذا في الآية/217 من سورة البقرة، والآية/22 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 3/293]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس