عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 10:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ الآية (6) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في نصب اللَّام وخفضها من قَوْله {وأرجلكم} 6
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحَمْزَة وَأَبُو عَمْرو {وأرجلكم} خفضا
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر والكسائي {وأرجلكم} نصبا
وروى أَبُو بكر عَن عَاصِم {وأرجلكم} خفضا
وروى حَفْص عَن عَاصِم {وأرجلكم} نصبا). [السبعة في القراءات: 242 - 243]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({وأرجلكم} نصب [شامي، ونافع، والكسائي، وحفص، ويعقوب، وروى الأعشى عن أبي بكر {وأرجلكم} نصب}). [الغاية في القراءات العشر: 232]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وأرجلكم): نصب: نافع، ودمشقي، وسلام، ويعقوب، وعلي، وحفص، وقاسم، والأعشى، والمفضل). [المنتهى: 2/661]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع والكسائي وابن عامر وحفص (وأرجلكم) بالنصب، وقرأ الباقون بالخفض). [التبصرة: 196]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، والكسائي، وحفص: {وأرجلكم} (6): بنصب اللام.
والباقون: بجرها). [التيسير في القراءات السبع: 268]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {أو لمستم} (6): بغير ألف.
والباقون: بألف). [التيسير في القراءات السبع: 268]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر والكسائيّ وحفص ويعقوب: (وأرجلكم) بنصب اللّام، والباقون بجرها). [تحبير التيسير: 345]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (والمحصنات و(أو لامستم) قد ذكر في النّساء). [تحبير التيسير: 346]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَأَرْجُلَكُمْ) نصب مجاهد، والحسن والمدني غير أبي جعفر، واختيار ورش، ودمشقي، وحفص، والمفضل، واختيار أبي بكر والأعشى، والكسائي، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن مقسم، وابْن سَعْدَانَ، وأحمد، والشافعي عن ابْن كَثِيرٍ، وهو الاختيار، لأنه أعطف على الغسل، الباقون بالجر). [الكامل في القراءات العشر: 533]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([6]- {وَأَرْجُلَكُمْ} نصب: نافع وابن عامر والكسائي وحفص). [الإقناع: 2/634]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (615- .... .... .... .... = وَأَرْجُلِكُمْ بِالنَّصْبِ عَمَّ رِضاً عَلاَ). [الشاطبية: 49]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(رضى)، منصوبٌ على التمييز، أو على الحال بمعنى: مرضيا.
وفي (عم)، ضمير يعود إلى {وأرجلكم} بالنصب.
وأشار بذلك إلى أن هذه القراءة مرضية قد عم رضاها، أو عمت مرضية، لأنه عطف المغسول على المغسول. ولم يمنع ما فصل بينهما معترضًا، كما قال: {اليوم أحل لكم الطيبت}، ثم قال بعد الجملة المعترضة: {والمحصنت}، فجاء معطوفًا على {الطيبت}.
ومن قرأ بالجر، فهو عطف على الرؤوس.والغسل مضمر، كأنه قال: وأرجلكم غسلا.
وقيل: لما كان غسل الأرجل بصب الماء، فهي مظنة الإسراف، وهو منهي عنه مذموم، فعطفت على الممسوح لا لتمسح، لكن لينبه على وجوب الاقتصاد في صب الماء عليها.
وقوله: {إلى الكعبين}، دل على الغسل، لأن المسح لم يجعل له حد.
وقال الشافعي رحمه الله: «أراد بالنصب قومًا، وبالجر آخرين».
[فتح الوصيد: 2/852]
يعني أنهما نزلنا من السماء، فأفادت إحداهما وجوب الغسل، وأفادت الأخرى المسح على الخفين.
وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في القراءتين المختلفتين: «هكذا أنزلت، هكذا أنزلت».
فهذا يؤيد ما ذهب إليه الشافعي رحمه الله). [فتح الوصيد: 2/853]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([615] مع القصر شدد ياء قاسية شفا = وأرجلكم بالنصب عم رضا علا
ح: (ياء): مفعول (شدد)، (شفا): صفته، و (أرجلكم): مبتدأ، (عم): خبر، (رضًا): تمييز، أو مفعول به، (علا): صفته.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي: (وجعلنا قلوبهم قسية) [13] بتشديد الياء وحذف الألف بعد القاف على وزن (فعيلة)، والباقون: {قاسية} بالألف وتخفيف الياء على وزن (فاعلة).
وكلاهما بمعنًى نحو: (عليمة) و(عالمة) من القسوة خلاف اللين والرقة.
وقرأ نافع وابن عامر والكسائي وحفص: {وامسحوا برءوسكم وأرجلكم} [6] بنصب اللام عطفًا على: {وأيديكم}؛ لأن الرجل واجبة الغسل أيضًا.
[كنز المعاني: 2/169]
والباقون بالجر عطفًا على: {برءوسكم}، وتوجيهه على تقدير وجوب الغسل.
[1] إنها جر على الجوار والإتباع لفظًا لا معنًى، كقولهم: (جحرُ ضب خربٍ)، و(ماء بئرٍ باردٍ)، وفيه نظر؛ لأنه يلتبس ههنا بخلاف هنالك، ولوجود الفصل بالواو، ولأن جر الجوار خلاف القياس.
[كنز المعاني: 2/170]
[2] أو يقال: المراد به المسح على الخفين كما قال الشافعي رضي الله عنه: أراد بالنصب قومًا، وبالجر قومًا آخرين، فالنصب: أفاد وجوب الغسل، والجر جواز المسح على الخفين، وتحديد المسح ليدل على أنه لا يجوز التجاوز عن ذلك). [كنز المعاني: 2/171] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}، فقرئت بنصب اللام وجرها؛ أما النصب فوجهه العطف على وجوهكم وأيديكم؛ لأن الجميع ثابت غسله من جهة السنة، وإنما فصل بين المعطوف والمعطوف عليه بقوله: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} للتنبيه على الترتيب المشروع سواء قيل بوجوبه أو استحبابه، وأما الجر فوجهه ظاهر وهو: العطف على برءوسكم، والمراد به المسح على الخفين، وعلى ذلك حمل الشافعي -رحمه الله- القراءتين فقال: أراد بالنصب قوما وبالجر آخرين:
فإن قلت: التحديد يمنع من ذلك؛ فإن قوله: {إِلَى الْكَعْبَيْنِ} كقوله: {إِلَى الْمَرَافِقِ}، قلت: التحديد لا دلالة فيه على غسل ولا مسح وإنما يذكر عند الحاجة إليه فلما كانت اليد والرجل لم يذكر التحديد فيهما لاقتصر على ما يجب قطعه في السرقة أو لوجب استيعابها غسلا ومسحا إلى الإبط والفخذ أعتنى بالتحديد فيهما، ولما لم يحتج إلى التحديد لم يذكره لا مع الغسل ولا المسح كما في الوجه والرأس.
فإن قلت: استيعاب المحدود بالمسح على الخف غير واجب بالإجماع، قلت: فائدة التحديد أن الاقتصار على مسح ما جاوز ذلك غير مجزٍ فليس المطلوب إلا المسح فيما دون الكعبين إلى أطراف الأصابع، فهذا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/89]
أرجح ما وجدت من الأقوال في تفسير هذه الآية وإعرابها، ورضى في موضع نصب على التمييز أو الحال، أشار إلى ن قراءة النصب ظاهرة الموافقة لما ثبت في السنة، وقراءة الجر خفية الموافقة وهي ما ذكرناه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/90]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (615 - .... .... .... .... .... = وأرجلكم بالنّصب عمّ رضا علا
....
وقرأ نافع وابن عامر والكسائي وحفص وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ بنصب اللام. وقرأ الباقون بخفضها). [الوافي في شرح الشاطبية: 251]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (99- .... .... .... .... .... = وَأَرْجُلِكُمْ فَانْصِبْ حَلاَ الْخَفْضُ أُعْمِلَا). [الدرة المضية: 26]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقرأ أيضًا يعقوب بنصب و{وأرجلكم} عطفًا على أيديكم وقوله: الخفض أعملا أي قرأ مرموز (ألف) أعملا وهو أبو جعفر بالخفض في وأرجلكم). [شرح الدرة المضيئة: 120]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَأَرْجُلَكُمْ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ وَحَفْصٌ بِنَصْبِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخَفْضِ). [النشر في القراءات العشر: 2/254]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن عامر ويعقوب وحفص والكسائي {وأرجلكم} [6] بالنصب، والباقون بالجر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 500]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (578 - أرجلكم نصب ظبىً عن كم أضا = رد .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 71]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أرجلكم نصب (ظ) بى (ع) ن (ك) م (أ) ضا = (ر) د واقصر اشدد يا قسيّة (رضى)
يعني «وأرجلكم إلى الكعبين» بالنصب يعقوب وحفص وابن عامر ونافع والكسائي، والباقون بالخفض). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 219]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أرجلكم نصب (ظ) بى (ع) ن (ك) م (أ) ضا = (ر) د واقصر اشدد يا قسيّة (رضى)
ش: أي: قرأ ذو ظاء (ظبا) يعقوب، وعين (عن) حفص، وكاف (كم) ابن عامر، وهمزة (أضا) نافع، وراء (رد) الكسائي- وأرجلكم إلى الكعبين [المائدة: 6] (بنصب) اللام، والباقون بكسرها.
وقرأ مدلول (رضى) حمزة والكسائي قلوبهم قسيّة [المائدة: 13] بحذف الألف وتشديد الياء، والباقون بالألف وتخفيف الياء.
وجه النصب: العطف على وجوهكم [المائدة: 6].
ووجه الكسر: العطف على محل برءوسكم [المائدة: 6].
قال سيبويه، والأخفش، وأبو عبيدة: منصوب لكنه كسر؛ للمجاورة، ورد بالواو.
وأجيب بنحو: حور [الرحمن: 72، والواقعة: 22].
والحق أن ما ثبت على غير قياس لا يتعدى، والمسموع من المجاورة كله بلا واو، نحو: عذاب يوم محيط [هود: 84]، وقوله: «جحر ضبّ خرب».
وقوله:
... ... ... ... = كبير أناس في بجاد مزمّل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/284]
وسيأتي جر حور [الرحمن: 72، والواقعة: 22] في موضعه.
والمختار النصب لظهوره في المعنى المراد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/285] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف على "برؤسكم" لحمزة بوجهين بالتسهيل بين بين وبالحذف، قال في النشر: وهو الأولى عند الآخذين باتباع الرسم وقد نص عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/530]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَأَرْجُلَكُم" [الآية: 6] فنافع وابن عامر وحفص والكسائي ويعقوب بنصب اللام عطفا على أيديكم، فإن حكمها الغسل كالوجه وعن الحسن بالرفع على الابتداء والخبر محذوف، أي: مغسولة، وعلى الأول يكون وامسحوا جملة معترضة بين المتعاطفين، وهو كثير في القرآن وكلام العرب،
[إتحاف فضلاء البشر: 1/530]
والباقون بالخفض عطفا على "رؤسكم" لفظا ومعنى، ثم نسخ بوجوب الغسل أو بحمل المسح على بعض الأحوال، وهو لبس الخف وللتنبيه على عدم الإسراف في الماء؛ لأنها مظنة لصب الماء كثيرا فعطفت على الممسوح، والمراد الغسل أو خفض على الجوار قال القاضي: ونظيره كثير لكن قال بعضهم: لا ينبغي التخريج على الجوار؛ لأنه لم يرد إلا في النعت أو ما شذ من غيره). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "مرضى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وقصر" لمستم حمزة وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ومر قريبا" حكم همزتي "جاء أحد منكم" بالنساء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/531]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأرجلكم} [6] قرأ نافع والشامي وعلي وحفص بنصب اللام، عطفًا على {وجوهكم} والباقون بالخفض، عطفًا على {برءوسكم} والمراد بالمسح فيها
[غيث النفع: 543]
الغسل، والعرب تقول: تمسحت للصلاة، أي توضأت، ولهذا قال أبو زيد: إن المسح خفيف الغسل.
والحكمة والله أعلم في عطف الأرجل على الممسوح التنبيه على الاقتصاد في صب الماء عليها، لأن غسل الأرجل مظنة الإسراف، وهو منهي عنه مذموم فاعله، وفي الآية كلام طويل هذا أقربه عندي، والله أعلم). [غيث النفع: 544]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جا أحد} لا يخفى ما تقدم، أنك إذا أبدلت الثانية من المتفقتين حرف مد ووقع بعده ساكن نحو {هؤلاء إن كنتم صادقين} [البقرة] و{جآء امرنا} [هود: 58] مددت مدًا طويلاً لالتقاء الساكنين، فإن لم يكن بعده ساكن نحو {في السماء الله} [الزخرف: 84] و{جاء احدهم} [المؤمنون: 99] و{أولياء أولائك} [الأحقاف: 32] لم يزد على مقدار حروف المد، ولا يقال إنها صارت من باب {ءامنوا} كما تقدم.
[غيث النفع: 544]
فإن قرأته مع {مرضى أو} فمن له فيه الإسقاط وله قصر منفصل ومده وهو قالون وبصري، فلهما على قصر المنفصل في {جآء أحد} المد والقصر، وليس لهما على مد المنفصل إلا المد في {جآء} لأنه لا يخلو إما أن يقدر متصلاً إن قلنا بحذف الثانية، فلا يجوز قصره، أو منفصلاً إن قلنا بحذف الأولى، وهو مذهب الجمهور، فلا يمد أحد المنفصلين ويقصر الآخر، والله أعلم). [غيث النفع: 545]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لامستم} قرأ الأخوان بحذف الألف، والباقون بالألف). [غيث النفع: 545]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)}
{الصَّلاةِ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
{بِرُءُوسِكُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف على وجهين:
1- بالتسهيل بين بين.
2- بالحذف.
قال ابن الجزري: (وهو [أي الحذف] الأولى عند الآخذين باتباع الرسم).
{وَأَرْجُلَكُمْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وحمزة وأبو جعفر وخلف وأنس وعكرمة ويحيى بن وثاب والشعبي والباقر وقتادة وعلقمة والضحاك والأعمش (وأرجلكم) بالخفض.
[معجم القراءات: 2/231]
والظاهر من هذه القراءة اندراج الأرجل في المسح مع الرأس، ورجح الطبري هذه القراءة.
وروي وجوب مسح الرجلين عن ابن عباس وأنس وعكرمة والشعبي وأبي جعفر الباقر، وهو مذهب الأمامية من الشيعة.
- وقرأ نافع والكسائي وابن عامر وحفص عن عاصم وابن مسعود ويعقوب والأعشى وأبو بكر وابن عباس والشافعي وعلي والمفضل (وأجلكم) بالنصب، وهو معطوف على (أيديكم) وما قبله، وحكمها الغسل، وهو رأي جمهور الفقهاء.
قال النحاس: (فمن قرأ بالنصب جعله عطفًا على الأول، أي: وأغسلوا أرجلكم، وقد ذكرنا الخفض، إلا أن الأخفش وأبا عبيدة يذهبان إلى أن الخفض على الجوار، والمعنى للغسل.
قال الأخفش: ومثله: هذا حجر ضب خربٍ.
وهذا القول غلط عظيم؛ لأن الجوار لا يجوز في الكلام أن يقاس عليه، وإنما هو غلط.
ومن أحسن ما قيل: أن المسح والغسل واجبان جميعًا، والمسح واجب على قراءة من قرأ بالخفض، والغسل واجب على قراءة من قرأ بالنصب.
والقراءتان بمنزلة آيتين..).
وهذا كلام لطيف في المسألة.
وقال الزمخشري: (قرأ جماعة (وأرجلكم) بالنصب، فدل على أن الأرجل مغسولة، فإن قلت: فما تصنع بقراءة الجر ودخولها في حكم المسح؟ قلت: الأرجل من بين الأعضاء الثلاثة المغسولة، تغسل بصب الماء عليها، فكانت مظنةً للإسراف المذموم المنهي
[معجم القراءات: 2/232]
عنه، فعطفت على الرابع [كذا] الممسوح، لا لتمسح، ولكن لينبه على وجوب الاقتصاد في صب الماء عليها).
وقال الزجاج: (.. بالجر عطف على الرؤوس، وقال بعضهم: نزل جبريل بالمسح والسنة في الغسل، وقال بعض أهل اللغة: هو جر على الجوار.
[قال الزجاج]: فأما الخفض على الجوار فلا يكون في كلمات الله، ولكن المسح على هذا التحديد في القرآن كالغسل..).
وأختم حديثي في هاتين القراءتين والحكم الفقهي المترتب عليهما بنص أبي جعفر الطوسي، ونص أبي حيان.
قال في التبيان: (قوله: وأرجلكم إلى الكعبين) عطف على الرؤوس، فمن قرأ بالجر ذهب إلى أنه يجب مسحهما كما وجب مسح الرأس، ومن نصبهما ذهب إلى أنه معطوف على موضع الرؤوس؛ لأن موضعهما نصب لوقوع المسح عليهما؛ وإنما جر الرؤوس لدخول الباء الموجبة للتبعيض...
فالقراءتان جميعًا تفيدان المسح على ما نذهب إليه، وممن قال بالمسح ابن عباس والحسن البصري وأبو علي الجبائي ومحمد بن جرير الطبري ... غير أنهم أوجبوا الجمع بين المسح والغسل، المسح بالكتاب، والغسل بالسنة، وخيره الطبري في ذلك).
وقال أبو حيان: (وقال داود يجب الجمع بين المسح والغسل، وهو قول الناصر للحق من أئمة الزيدية).
[معجم القراءات: 2/233]
- وقرأ الوليد بن مسلم عن نافع، وعمرو عن الحسن وسليمان الأعمش (وأرجلكم) بالرفع، وهو مبتدأ محذوف الخبر، والتقدير: وأرجلكم واجب غسلها.
قال ابن خالويه: (على تقدير: وأرجلكم مسحها إلى الكعبين، كذلك: ابتداء وخبر).
وقال أبو حيان: (وأرجلكم بالرفع ... أي اغسلوها إلى الكعبين على تأويل من يغسل، أو ممسوحة إلى الكعبين على تأويل من يمسح).
{فَاطَّهَّرُوا}
- قراءة الجمهور بتشديد الطاء والهاء (فاطهروا).
وأصله: تطهروا، فأدغموا التاء في الطاء، واجتلبت همزة الوصل من أجل الساكن.
- وقرأ يزيد (فاطهروا) بالتخفيف، كذا جاءت عند ابن خالويه.
- وقرأ مجاهد (فاطهروا) بتخفيف الهاء.
- وقرئ (فأطهروا) بسكون الطاء والهاء مكسورة، من (أطهر) الرباعي، أي: فأطهروا أبدانكم، والهمزة للتعدية.
{مَرْضَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش وأبو عمرو بالفتح والتقليل.
- والباقون بالفتح.
[معجم القراءات: 2/234]
{جَاءَ أَحَدٌ}
- قرأ قالون والبزي وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر (جا أحد).
- وقرأ ورش وقنبل بتسهيل الهمزة الثانية.
- ولهما وجه آخر، وهو إبدال الهمزة الثانية حرف مد.
- وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين.
- وإذا وقف حمزة على (جاء) أبدل الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وكذا هشام.
- وأمال حمزة (جاء) حيث وقع، وبقراءته قرأ خلف وابن ذكوان، وهشام بخلاف عنه.
وتقدمت هذه القراءات في الآية/43 من سورة النساء.
{الْغَائِطِ}
- قراءة الجماعة (الغائظ).
- وقرأ الزهري (الغيط) بغير ألف.
وتقدم مثل هذا في الآية/43 من سورة النساء.
{لَامَسْتُمُ}
- قراءة الجمهور بالألف (لامستم).
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (لمستم) بالقصر.
وتقدم هذا في الآية/43 من سورة النساء.
{فَتَيَمَّمُوا}
- قراءة الجماعة (فتيمموا) أمر من (تيمم).
- وقرأ ابن مسعود (فأموا).
[معجم القراءات: 2/235]
{بِوُجُوهِكُمْ}
- قرأ أبي بن كعب (بأوجهكم).
وتقدم مثلها في سورة النساء، آية/43.
{لِيُطَهِّرَكُمْ}
- قراءة الجماعة (ليطهركم) من طهر المضعف.
- وقرأ سعيد بن المسيب (ليطهركم) بالتخفيف من (أطهر).
- وقراءة الزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 3/236]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس