عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 04:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النساء
[ الآية (1) ]
بسم الله الرحمن الرحيم

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا فِي تَشْدِيد السِّين وتخفيفها من قَوْله {وَاتَّقوا الله الَّذِي تساءلون بِهِ} 1
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر {تساءلون بِهِ} مُشَدّدَة
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {تساءلون بِهِ} خَفِيفَة
وَاخْتلف عَن أبي عَمْرو فروى عَليّ بن نصر وهرون بن مُوسَى وَعبيد ابْن عقيل وَعبد الْوَهَّاب بن عَطاء عَنهُ والواقدي عَن عدي بن الْفضل وخارجة بن مُصعب عَنهُ {تساءلون} مُخَفّفَة
وروى اليزيدي وَعبد الْوَارِث عَنهُ {تساءلون} مُشَدّدَة
وروى أَبُو زيد عَنهُ التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد
وَقَالَ عَبَّاس عَنهُ إِن شِئْت خففت وَإِن شِئْت شددت قَالَ وقرأته بِالتَّخْفِيفِ). [السبعة في القراءات: 226]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا فِي نصب الْمِيم وَكسرهَا من قَوْله {والأرحام} 1
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده {والأرحام} خفضا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {والأرحام} نصبا). [السبعة في القراءات: 226]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({تساءلون به} خفيف كوفي، عباس مخير، {والأرحام} جر حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 222]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({تساءلون} [1]: خفيف: كوفي إلا ابن زروان. مخير: عباس.
{والأرحام} [1]: جر: حمزة). [المنتهى: 2/645]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (تسآءلون) بالتخفيف، وشدد الباقون.
قرأ حمزة (والأرحام) بالخفض، ونصب الباقون). [التبصرة: 188]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ الكوفيون: {تساءلون} (1): بتخفيف السين.
والباقون: بتشديدها.
حمزة: {والأرحام}: بخفض الميم.
والباقون: بنصبها). [التيسير في القراءات السبع: 260]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ الكوفيّون: (تساءلون) بتخفيف السّين والباقون بتشديدها. حمزة: (والأرحام) بخفض الميم، والباقون بنصبها). [تحبير التيسير: 334]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَسَاءَلُونَ) خفيف عبيد بن عقيل، والحربي، ووهيب، وهارون، ومحبوب، والواقدي والجهضمي جميعًا عن أَبِي عَمْرٍو، والبزي عن ابْن كَثِيرٍ، وكوفي غير ابن زروان، والفياض عن طَلْحَة، وخير عباس، وأبو زيد عن أَبِي عَمْرٍو، وروى معاذ عنه (تَسَاءَلُونَ) على وزن تفعلون، الباقون مشدد، وهو الاختيار؛ لأنه أفخم وهو من الأصل من غير حذف.
(وَالْأَرْحَامِ) جر الحسن، وقَتَادَة، والزَّيَّات، والْأَعْمَش رواية جرور، الباقون نصب وهو الاختيار لقوله: (وَاتَّقُوا اللَّهَ) والأرحام لا تقطعون؛ لأن الظاهر لا يعطف به على المضمر المخفوض إلا بإظهار الخاضع لا نقول: مررت به وزيد حتى تقول: مررت به ويزيد). [الكامل في القراءات العشر: 524]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([1]- {تَسَاءَلُونَ} خفيف: الكوفيون.
[1]- {وَالْأَرْحَامَ} جر: حمزة). [الإقناع: 2/627]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (587 - وَكُوفِيُّهُمْ تَسَّاءَلُونَ مُخَفَّفًا = وَحَمْزَةُ وَالأَرْحَامَ بِالْخَفْضِ جَمَّلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([587] و(كوفيهم) تساءلون مخففًا = و(حمزة) والأرحام بالخفض جملا
أصل {تسآءلون}: تتساءلون، فلما اجتمع التاءان، خفف بحذف إحداهما، على ما سبق من الخلاف في: {تظاهرون}.
وعلى هذا الضرب من التخفيف قراءة الكوفيين.
وخففه آخرون بالإدغام، وعليه القراءة الأخرى.
وأدغمت التاء في السين لما بينهما من التقارب؛ إذ هما من طرف اللسان، وهما مشتركان في الهمس.
والتاء مع ذلك أضعف من السين، لأن للسين صفيرًا ليس لها؛ فهي تقوى بالإدغام.
وقراءة حمزة رحمه الله: {والأرحام} قراءة صحيحة ثابتة، قرأ بها الأعمش وإبراهيم النخعي وقتادة.
والذي أنكره البصريون من القراءة بها، لأن عطف الظاهر على المضمر المخفوض لا يجوز إلا بإعادة الخافض عندهم، إنكار من لم يتثبت؛ لأن للمحتج عليهم أن يقول: إن المضمر هاهنا والظاهر، سواء؛ لأن ظاهره لا يصح أن
[فتح الوصيد: 2/817]
يتنكر؛ فهو كمضمره. فكما يجوز أن تقول: بالله والرحم، يجوز أن تقول: به والرحم.
وله أن يقول أيضًا: ليست هذه واو العطف، وإنما هي واو القسم، أقسم الله تعالى بها كما أقسم بالتين تنبيهًا على المنة به؛ فالقسم بالأرحام تنبيهًا على صلتها وتعظيمًا لشأنها أولى.
فإن اعترض على هذا الوجه بما روي أن قومًا من مضر جاءوا إلى رسول الله لا حفاة عراة، فتغير وجهه صلى الله عليه وسلم لما رأى من فاقتهم، ثم صلى الظهر وخطب الناس فقال: {يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ...} إلى قوله: {والأرحام}.
ثم قال: «تصدق رجل بديناره، تصدق رجل بدرهمه، تصدق رجل بصاع من ثمره» ...الحديث.
وهذا الحديث اعترض به ابن النحاس وقال: «معنى هذا على النصب، لأنه حضهم على صلة أرحامهم».
قلت: ولو روي أنه قرأه بالنصب، لم يكن في ذلك حجة، لأنا لا نقول: إن قراءة النصب ليست ثابتة.
وهذا الحديث إنما يصلح حجة لها، ولا نقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بجميع الوجوه.
ونحن نقول: إن وجه قراءة النصب: واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
ووجه قراءة الخفض، القسم على ما بينا.
[فتح الوصيد: 2/818]
وإذا كان لهذه القراءة وجهان، فلا تورد كل واحدة من القراءتين إلا بحيث يليق بها.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لو ثبت أنه قرأ بالنصب، لم يكن في ذلك ما يرد الأخرى.
لأنه قرأ بما يليق بذلك المقام.
ألا تراه يقول في حديث هشام بن حكیم: «هكذا أنزلت، هكذا أنزلت».
واحتج الشافعي رحمه الله بقوله تعالى: {وأرجلكم} بالخفض لمسح الخفين، وبالنصب لغسل الرجلين، لأنهما ثابتان منزلتان.
ولو سلم أن الواو عاطفة، فقد نقل ذلك في الكلام والشعر.
روی قطرب: ما فيها غيره وفرسه
وأنشد الفراء:
نعلق في مثل السواري سيوفنا = وما بينها والكعب غوطٌ نفانف
وقال آخر:
إذا أوقدوا نارًا لحرب عدوهم = فقد خاب من يُصلى بها و سعيرها
واعترض من رد القراءة فقال: «لو جاز هذا في الشعر والكلام، لم يجز في هذه القراءة».
[فتح الوصيد: 2/819]
قال: «وهو خطأ في أمر الدين عظيم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تحلفوا
بآبائكم))».
والجواب، أن الحكاية عنهم أنهم يتساءلون بالله، والرحم ليست بيمين.
فإن قيل: كيف ينهى عن شيء ويحكيه عنهم؟
فالجواب: أن تسآلهم كان قبل ورود النهی؛ وأيضًا، فليس في الحكاية ما يدل على الإباحة. ألا ترى إلى قوله تعالى: {ومن ثمرت النخيل والأعنب تتخذون منه سكرً ورزقًا حسنًا}، وأن الحكاية فيه لم تقتض الإباحة. والكوفيون يجيزون العطف المذكور ويختارون سواه، والبصريون يمنعونه، والقراءة ثابتة، وهي حجة وهم يحتجون في العربية بقول بعض العرب.
يقول قائلهم: سمعت بعض العرب...
ونقل القرآن أثبت وأصح.
وقوله: (والأرحام بالخفض جُملا)، فيه تورية مليحة، لأن الخفض في الجواري: الختان، وهو هن جمال، والخفض الذي هو للإعراب جمالٌ للأرحام، لما فيه من تعظيم شأنها). [فتح الوصيد: 2/820]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [587] وكوفيهم تساءلون مخففا = وحمزة والأرحام بالخفض جملا
ح: (كوفيهم): مبتدأ، (تساءلون): خبر، أي: قرأوا تساءلون، (مخففًا): حال، وحمزة: مبتدأ، (جملا): خبره، (والأرحام): مفعول، (بالخفض): متعلق بـ (جملا) .
ص: قرأ الكوفيون: {تساءلون به} [1] بتخفيف السين، على أن الأصل: (تتساءلون) حذفت إحدى التاءين، والباقون: بالتشديد على إدغام التاء في السين.
ثم قال: قرأ حمزة: {والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا} [1] بالجر عطفًا على الضمير المجرور في (به) من غير إعادة الجار، كما قال شاعرهم:
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا = فاذهب فما بك والأيام من عجب
وهي قراءة كثير من الصحابة والتابعين، كابن مسعود، وابن عباس،
[كنز المعاني: 2/137]
والحسن البصري، ومجاهد، وقتادة، والأعمش، فلا
[كنز المعاني: 2/138]
مطعن فيها، لأنها تثبتت بالتواتر، وليس لأحدٍ أن يبتدع برأيه في كلام الله تعالى شيئًا، ولا سيما وقد ورد في أشعارهم نحو.
ولا يقال: ورد في الشعر ضرورة، لأنه دعوى بلا دليل، ولو فتح باب
[كنز المعاني: 2/139]
الضرورة في الشعر لبطل أكثر استشهاداتهم.
أو لأن الضمير ههنا مثل مظهره في أن ظاهره لا ينكر لكونه اسم الله تعالى، بخلاف سائر الأسماء، فاستوى المضمر مع المظهر في هذا الحكم، فكما جاز: (سألتك بالله والرحم): جاز: (سألتك به والرحم).
أو يكون الجر في {والأرحام} على أن الواو للقسم، كما أقسم بسائر الأشاء نحو: {والتين والزيتون، وطور سينين} [التين 1-2] أقسم بالأرحام، وجواب القسم: {إن الله كان عليكم رقيبًا} [1]، ولا يلزم خلاف قوله عليه الصلاة والسلام -: «لا تحلفوا بآبائكم» لأنه واردٌ على طريق الحكاية عنهم تذكيرًا لهم بما كانوا يتعاطفون به في الجاهلية، ليحثهم على صلة الأرحام في الإسلام.
والباقون بالنصب عطفًا على اسم الله تعالى، أي: اتقوا الأرحام أن تقطوعها). [كنز المعاني: 2/140]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (587- وَكُوفِيُّهُمْ تَسَّاءَلُونَ مُخَفَّفًا،.. وَحَمْزَةُ وَالأَرْحَامَ بِالخَفْضِ جَمَّلا
نصف هذا البيت هو نصف هذه القصيدة؛ أي: الكوفيون قرءوا تساءلون بالتخفيف، والأصل: تتساءلون فمن خفف حذف التاء الثانية، ومن شدد أدغمها في السين، وله نظائر مثل: "تذكرون" "تزكى" تصدى، وأما قراءة والأرحام بالنصب، فعطف على موضع الجار والمجرور أو على اسم الله تعالى؛ أي: واتقوا الأرحام؛ أي: اتقوا حق الأرحام فصلوها ولا تقطعوها، وفي الحديث: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي من قطعها قطعته"، فهذا وجه الأمر بالتقوى
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/57]
فيها مع لله تعالى وقرأها حمزة والأرحام بالجر وعبر الناظم عنه بالخفض، واستحسنه الشيخ هنا، وقال: فيه تورية مليحة؛ لأن الخفض في الجواري الختان وهو لهن جمال والخفض الذي هو الإعراب جمال الأرحام لما فيه من تعظيم شأنها، قلت: يعني: بسبب عطفها على اسم الله تعالى أو بسبب القسم بها، وبهذين الوجهين عللت هذه القراة، وفي كل تعليل منهما كلام، أما العطف فالمعروف إعادة حرف الجر في مثل ذلك كقوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} ونحو ذلك، وقال الزجاج: القراءة الجيدة نصب الأرحام، المعنى واتقوا الأرحام أن تقطعوها، فأما الخفض فخطأ في العربية لا يجوز إلا في اضطرار شعر، وخطأ أيضا في أمر الدين عظيم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تحلفوا بآبائكم"، فكيف يكون تتساءلون بالله والأرحام على هذا قال: ورأيت إسماعيل بن إسحاق ينكر هذا، ويذهب إلى أن الحلف بغير الله أمر عظيم، وأن ذلك خاص لله تعالى على ما أتت به الرواية، فأما العربية فإجماع النحويين أنه يقبح أن ينسق باسم ظاهر على اسم مضمر في حال الخفض إلا بإظهار الخافض، قال بعضهم: لأن المخفوض حرف متصل غير منفصل فكأنه كالتنوين في الاسم، فقبح أن يعطف اسم يقوم بنفسه على اسم لا يقوم بنفسه، وقال المازني كما لا تقول مررت بزيد وبك، لا تقول مررت بك وزيد.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/58]
قلت: هاتان العلتان منقوضتان بالضمير المنصوب، وقد جاز العطف عليه فالمجرور كذلك، وأما إنكار هذه القراءة من جهة المعنى لأجل أنها سؤال بالرحم وهو حلف، وقد نهي عن الحلف بغير الله تعالى، فجوابه أن هذا حكاية ما كانوا عليه، فحضهم على صلة الرحم ونهاهم عن قطعها، ونبههم على أنها بلغ من حرمتها عندهم أنهم يتساءلون بها، ثم لم يقرهم الشرع على ذلك بل نهاهم عنه، وحرمتها باقية وصلتها مطلوبة وقطعها محرم، وجاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تلا هذه الآية عند حثه على الصدقة يوم قدم عليه وفد مضر، وهو إشارة إلى هذا سواء كان قرأها نصبا أو خفضا فكلاهما محتمل، وخفي هذا على أبي جعفر النحاس، فأورد هذا الحديث ترجيحا لقراءة النصب، ولا دليل له في ذلك، فقراءة النصب على تقدير: واتقوا الأرحام التي تتساءلون بها، فحذف استغناء بما قبله عنه، وفي قراءة الخفض حذف: واتقوا الأرحام ونبه بأنهم يتساءلون بها على ذلك، وحسن حذف الياء هنا أن موضعها معلوم فأنه كثر على ألسنتهم قولهم: سألتك بالله والرحم وبالرحم فعومل تلك المعاملة مع الضمير فهو أقرب من قول رؤبة خير لمن قال له: كيف أصبحت؛ أي: بخير لما كان ذلك معلوما، قال الزمخشري في كتاب الأحاجي في قولهم لا أبا لك: اللام مقدرة منوية وإن حذفت من اللفظ الذي شجعهم على حذفها شهرة مكانها وأنه صار معلوما؛ لاستفاضة استعمالها فيه وهو نوع من دلالة الحال التي لسانها أنطق من لسان المقال، ومنه حذف "لا" في: "تالله تفتؤ تذكر يوسف".
وحذف الجار في قوله: روبة خير إذا أصبح، وحمل قراءة حمزة: "تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامِ" عليه سديد؛ لأن هذا الكلام قد شهر بتكرير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/59]
الجار، فقامت الشهرة مقام الذكر، وقال في الكشاف: وينصره قراءة ابن مسعود: "تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ".
قال الفراء: حدثني شريك بن عبد الله عن الأعمش عن إبراهيم قال: "والأرحامِ" خفض الأرحام قال: هو كقولهم أسألك بالله والرحمِ، قال: وفيه قبح؛ لأن العرب لا ترد مخفوضا على مخفوض قد كني عنه، قال: وقال الشاعر في جوازه:
فعلق في مثل السواري سيوفنا،.. وما بينها واللعب غوط نفانف
قال: وإنما يجوز هذا في الشعر؛ لضيقه، قال الزجاج: وقد جاء ذلك في الشعر أنشد سيبويه:
فاذهب فما بك والأيامِ من عجب
وقال العباس بن مرداس:
أكر على الكتيبة لا أبالي،.. أحتفي كان فيها أم سواها
وأنشده الحق في إعرابه لحسان بن ثابت فانظر بنا والحق كيف نوافقه والأبيات المتقدمة وزاد:
إذا أوقدوا نارا لحرب عدوهم،.. فقد خاب من يصلى بها وسعيرها
ثم أخذ في الاستدلال على صحة ذلك وقوته من حيث النظر، وأصاب -رحمه الله- فإن الاستعمال قد وجد، وكل ما يذكر من أسباب المنع فموجود في الضمير المنصوب مثله، وقد أجازوا العطف عليه فالمجرور
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/60]
كذلك قياسا صحيحا، وقول أبي علي في الحجة هو ضعيف في القياس قليل في الاستعمال ممنوع، ولقائل أن يقول: العطف على الضمير المنصوب كذلك، فقال الشيخ في شرحه: حكى قطرب: ما فيها غيره وفرسه، وقال في شرح المفصل: وقد أجاز جماعة من النحويين الكوفيين أن يعطف على الضمير المجرور بغير إعادة الخافض، واستدلوا بقراءة حمزة وهي قراءة مجاهد والنخعي وقتادة وابن رزين ويحيى بن واب وطلحة والأعمش وأبي صالح وغيرهم، وإذا شاع هذا فلا بعد في أن يقال مثل ذلك في قوله تعالى: {وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}؛ أي: وبحرمة المسجد الحرام، ولا حاجة أن يعطف على سبيل الله كما قاله أبو علي وغيره، ولا على الشهر الحرام كما قاله الفراء؛ لوقوع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، وإن كان لكل وجه صحيح والله أعلم، والوجه الثاني في تعليل قراءة الخفض في الأرحام أنها على القسم وجوابه إن الله كان عليكم رقيبا أقسم سبحانه بذلك كما أقسم بما شاء من مخلوقاته من نحو والتين والزيتون والعصر والضحى والليل إما بها أنفسها أو على إضمار خالقها -عز وجل- وهو كإقسامه بالصافات وما بعدها على أن إلهكم لواحد وهذا الوجه وإن كان لا مطعن عليه من جهة العربية فهو بعيد؛ لأن قراءة النصب وقراءة ابن مسعود بالياء مصرحتان بالوصاية بالأرحام على ما قررناه، وأما رد بعض أئمة العربية ذلك فقد سبق جوابه، وحكى أبو نصر بن القشيري -رحمه الله- في تفسيره كلام أبي إسحاق الزجاج الذي حكيناه، ثم قال: ومثل هذا الكلام مردود عند أئمة الدين؛ لأن القراءات التي قرأ بها أئمة القراء ثبتت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تواترًا يعرفه أهل الصنعة، وإذا ثبت شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فمن رد ذلك فقد رد على النبي -صلى الله عليه وسلم- واستقبح ما قرأ به، وهذا مقام محذور لا تقلد فيه أئمة اللغة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/61]
والنحو، ولعلهم أرادوا أنه صحيح فصيح وإن كان غيره أفصح منه؛ فإنا لا ندعي أن كل القراءات على أرفع الدرجات في الفصاحة قلت: وهذا كلام حسن صحيح والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/62]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (587 - وكوفيّهم تسّاءلون مخفّفا = وحمزة والارحام بالخفض جمّلا
قرأ الكوفيون: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ بتخفيف السين فتكون قراءة غيرهم بتشديدها. وقرأ حمزة وَالْأَرْحامَ بخفض الميم فتكون قراءة غيره بنصبها). [الوافي في شرح الشاطبية: 242]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (94 - وَالارْحَامِ فَانْصِبْ أُمِّ كُلاًّ كَحَفْصِ فُقْ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 26] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):- والارحام فانصب أم كلا كحفص (فـ)ـق = فواحدة معه قيامًا وجهلا
أحل ونصب الله واللات (أ)د يكن = فأنث وأشمم باب أصدق (طـ)ـب ولا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بفا) فق وهو خلف {الأرحام}[1] بالنصبعطفًا على الجلالة كالآخرين فاتفقوا.
[شرح الدرة المضيئة: 114]
ويريد بقوله: أم كلا كحفص أنه قرأ أيضًا خلف بضم الهمزة من كلمة أم حيث وقع وإليه أشار بقوله كحفص وعلم من الوفاق للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 115] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَسَاءَلُونَ فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِتَخْفِيفِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَالْأَرْحَامَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِخَفْضِ الْمِيمِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهَا، وَتَقَدَّمَتْ إِمَالَةُ طَابَ لِحَمْزَةَ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {تساءلون به} [1] بالتخفيف، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 491]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {والأرحام} [1] بالخفض، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 491]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (552 - تساءلون الخفّ كوفٍ واجررا = الارحام فق .... .... .... ). [طيبة النشر: 69]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (تساءلون الخفّ (كوف) واجررا = الأرحام (ف) ق واحدة رفع (ث) را
يعني «تسّاءلون به» خفف السين منه الكوفيون والباقون بالتشديد قوله:
(واجررا) أي وقرأ «به والأرحام» بالجر حمزة، والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 212]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
تسّاءلون الخفّ كوف واجررا = الأرحام (ف) ق واحدة رفع (ث) را
ش: أي: قرأ الكوفيون: الذي تسآءلون به [النساء: 1] بتخفيف السين، والباقون بتشديدها.
وقرأ ذو فاء (فق) حمزة: والأرحام [النساء: 1] بجر الميم، والباقون بنصبها.
وقرأ ذو ثاء (ثرا) أبو جعفر: فواحدة أو ما ملكت [النساء: 3] برفع التاء، والباقون بنصبها.
وتفاعل للمشاركة صريحا ف «تساءلتم» مضارعه: تتساءلون.
وجه تخفيف تسآءلون [النساء: 1]: حذف إحدى التاءين تخفيفا ك تظهرون [البقرة: 85].
ووجه تشديدها إدغام التاء [فيها] على ما تقرر في: الصالحات سّندخلهم [النساء: 122]، [وهو المختار]؛ لقربه من الأصل.
ووجه خفض والأرحام [النساء: 1] عطفها على الهاء المجرورة من غير تقدير.
وهو جائز عند الكوفيين، أو أعيدت الباء، ثم حذفت، للعلم بها حيث كثرت.
أو أنها مقسم بها مجرورة بواو القسم؛ تعظيما لها؛ حثا على صلتها نحو: والتّين والزّيتون [التين: 1] على التقديرين.
واعلم أن مذهب أكثر البصريين اشتراط إثبات الجار في المعطوف لفظا به نحو: به
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/260]
وبداره الأرض [القصص: 81] [و] وإنّه لذكر لّك ولقومك [الزخرف: 44].
أو تقديرا اختيارا نحو: وكفر به والمسجد الحرام [البقرة: 217] على رأى، وقول قطرب: «ما فيها غيره وفرسه»، وحكاية سيبويه:
... ... ... ... = فاذهب فما بك والأيام من عجب
وحكى غيره:
إذا أوقدوا نارا لحرب عدوّهم = فقد خاب من يصلى بها وسعيرها
ويدل على أن حكم المقدر حكم الموجود قوله: تالله تقتؤا [يوسف: 85] وجر الشاعر:
... ... ... = ولا سابق شيئا ... .....
ومذهب الجرمي: اشتراط أحد أمرين: إعادة الجار، أو التأكيد نحو: «مررت به نفسه وزيد».
ومذهب يونس، والأخفش، وجل الكوفيين، عدم اشتراط الإثبات مطلقا؛ [كالأمثلة]؛ فيدل هذا على جواز الجر بالعطف إجماعا فعند من لم يشترط ظاهر، وعند المشترط معا تقديرا.
ووجه النصب دونها، أو على محل الهاء، أي: اتقوا الله الذي تعظمونه؛ لأنه عطفه على الجلالة.
أي: اتقوا الله في حدوده، واتقوا الأرحام أن تقطعوا أصل العظمة وتعظمون الأرحام، أي: حالتها.
ووجه رفع واحدة [النساء: 3] جعلها مبتدأ خبرها محذوف.
أي: فواحدة تكفى أو تجزئ.
ووجه النصب: تقديره: فانكحوا واحدة). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/261] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تساءلون" [الآية: 1] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بتخفيف السين على حذف إحدى التاءين الأولى أو الثانية على الخلاف وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالتشديد على إدغام تاء التفاعل في السين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/501]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "والأرحام" [الآية: 1] فحمزة بخفض الميم عطفا على الضمير المجرور
[إتحاف فضلاء البشر: 1/501]
في به على مذهب الكوفيين، أو أعيد الجار وحذف للعلم به، وجر على القسم تعظيما للأرحام حثا على صلتها رجوا به الله إلخ، وافقه المطوعي والباقون بالنصب عطفا على لفظ الجلالة، أو على محل به كقولك: مررت به وزيدا، وهو من عطف الخاص على العام، إذ المعنى اتقوا مخالفته، وقطع الأرحام مندرج فيها، فنبه سبحانه وتعالى بذلك وبقرنها باسمه تعالى على أن صلتها بمكان منه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/502]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
تقدم الإدغام مع ذهاب صفة الاستعلاء في "خلقكم" [الآية: 1] لأبي عمرو بخلفه، وكذا يعقوب وإسقاط الغنة لخلف عن حمزة "في نفس واحدة" وترقيق راء كثيرا للأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/501]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تسآءلون} [1] قرأ الكوفيون بتخفيف السين، والباقون بتشديدها). [غيث النفع: 504]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والأرحام} قرأ حمزة بخفض الميم، والباقون بنصبها). [غيث النفع: 504]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا}.
{خلقكم}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام القاف في الكاف، وفيه خلاف منقول عن أبي عمرو، والإدغام إنما يكون مع ذهاب صفة الاستعلاء.
{من نفس واحدة}
قرأ خلف عن حمزة بإدغام التنوين في الواو بلا غنة، ووافق حمزة المطوعي عن الأعمش.
{واحدة}
قرأ الجمهور {واحدة} بالتاء على تأنيث لفظ النفس.
- وقرأ ابن أبي عبلة (واحد) بالتذكير على مراعاة المعنى؛ إذ المراد به آدم، أو على أن النفس تذكر وتؤنث، فجاءت قراءته على تذكير النفس.
{وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا...}
- قرأ خالد الحذاء: (وخالق منها زوجها وباث...) على اسم الفاعل، وهو خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو خالق ...
وقراءة الجمهور {وخلق... وبث} على صورة الماضي في الفعلين.
[معجم القراءات: 2/3]
{كثيرًا}
قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء.
{ونساء}
قرأ حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{تساءلون}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو بخلاف عنه والحسن والأعمش وخلف {تساءلون} خفيفة السين، وأصله: تتساءلون، فحذفت إحدى التاءين: الأولى، أو الثانية على الخلاف.
- وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو بخلاف عنه ويعقوب وأبو جعفر {تساءلون} بشد السين، وذلك على إدغام التاء الثانية في السين، وأصله تتساءلون.
قال ابن مجاهد: «واختلف عن أبي عمرو، فروي علي بن نصر وهارون بن موسى وعبيد بن عقيل وعبد الوهاب بن عطاء عنه، والواقدي عن عدي بن الفضل، وخارجة عن مصعب عنه: {تساءلون} مخففة.
وروي أبو زيد التخفيف والتشديد، وروي اليزيدي وعبد الوارث عنه {تساءلون} مشددة.
[معجم القراءات: 2/4]
وقال عباس عنه: «إن شئت خففت، وإن شئت شددت، قال: وقرأته عنه بالتخفيف».
قال الطبري: «هما قراءتان معروفتان، ولغتان فصيحتان بالتشديد والتخفيف».
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش (تسألون) مضارع «سأل» الثلاثي.
- وقرأ إبراهيم النخعي (تسألون)، على ما لم يسم فاعله، أي: تطلب منكم.
- وقرأ ابن عباس ومحمد بن السميفع اليماني وابن مسعود (تسلون) بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى السين.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{والأرحام}
قرأ جمهور السبعة ما عدا حمزة وأبا جعفر ويعقوب {والأرحام} بنصب الميم، وهو معطوف على اسم الله تعالى، والتقدير: اتقوا الله واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
[معجم القراءات: 2/5]
- وقرأ حمزة وإبراهيم النخعي وقتادة والمطوعي ومجاهد والحسن البصري وابن عباس وأبو رزين ويحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف والأعمش وابن مسعود والأصفهاني والحلبي عن عبد الوارث وأبان ابن تغلب، وأبو إياس هارون بن علي بن حمزة الكوفي {والأرحام} بالخفض على أنه معطوف على الهاء في {به}، أو على أنه مجرور بباء مقدرة، أو بالقسم.
وزعم البصريون جميعًا أنه لحن، وأول من شنع على حمزة هذه القراءة المبرد حتى قال: «لا تحل القراءة بها»، وتبعه على ذلك جماعة منهم ابن عطية.
قال ابن خالويه: «وليس عندنا لحنًا؛ لأن ابن مجاهد حدثنا بإسناد يعزيه إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قرأ {والأرحام}، ومع ذلك فإن حمزة لا يقرأ حرفًا إلا بأثر».
وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش {تساءلون به وبالأرحام} بتكرير حرف الجر.
- وقرأ أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد {والأرحام} بالرفع على الابتداء، والخبر محذوف والتقدير: والأرحام محترمة، قال ابن جني: «أي والأرحام مما يجب أن تتقوه وأن تحتاطوا لأنفسكم فيه».
- وقرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، وصورة
[معجم القراءات: 2/6]
القراءة (ولرحام).
- وكذا يفعل حمزة في الوقف، بخلاف عنه.
- وروي خلف وخلاد عن حمزة السكت في لام التعريف). [معجم القراءات: 2/7]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس