عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:35 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (45) إلى الآية (48) ]

{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)}

قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يبشرك} [39، 45]، حيث جاء: خفيف إلا {فبم تبشرون} حمزة. وافق علي إلا في التوبة [21]، والحجر [53]، ومريم [7، 97]. وافق مكي، وأبو عمرو في عسق). [المنتهى: 2/628] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {يبشرك} (39، 45) في الموضعين هنا، وفي سبحان (9)، والكهف (2): {يبشر المؤمنين}: بفتح الياء، وإسكان الباء، وضم الشين مخففًا في الأربعة.
وحمزة: في التوبة (21): {يبشرهم}، وفي الحجر (53): {إنا نبشرك}، وفي مريم: {إنا نبشرك} (7)، و: {لتبشر به} (97): بتلك الترجمة في الأربعة أيضًا.
والباقون: بضم الأول، وكسر الشين مشددًا، في الجميع). [التيسير في القراءات السبع: 251] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ (يبشرك) في الموضعين هنا وفي سبحان والكهف (ويبشر) بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين مخففا في الأربعة وحمزة في التّوبة (يبشرهم) وفي الحجر (إنّا نبشرك) وفي مريم (إنّا نبشرك ولتبشر به) بتلك التّرجمة في الأربعة أيضا والباقون لتبشر بضم الأول وكسر الشين مشددا في الجميع). [تحبير التيسير: 322] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (555 - مَعَ الْكَهْفِ وَالإِسْرَاءِ يَبْشُرُ كَمْ سَمَا = نَعَمْ ضُمَّ حَرِّكْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ أَثْقَلاَ
[الشاطبية: 44]
556 - نعَمْ عَمَّ فِي الشُّورَى وَفي التَّوْبَةِ اعْكِسُوا = لِحَمْزَةَ مَعْ كَافٍ مَعَ الْحِجْرِ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 45] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([555] مع الكهف والإسراء يبشرُ (كـ)م (سما) (نـ)عم ضم حرك واكسر الضم أثقلا
يقول: (يبشر) هاهنا في آل عمران وهو موضعان: {يبشرك} و{يبشرك}.
(مع الكهف والإسراء... ضم)، يعني في الياء.
(حرك)، يعني افتح؛ يريد افتح الياء، لأن التحريك إذا جرى غير مقيد، فهو الفتح، وضده الإسكان.
(واكسر الضم)، يعني في الشين؛ وقيده بقوله: (اكسر الضم).
ولو قال: واكسر، وسكت، لكان ضده الفتح. فلذلك قيده.
(أثقلا)، أي في حال ثقله.
و(كم) هاهنا خبرية؛ أي سما سموًا كثيرًا.
وقوله: (نعم)، قدر أن قائلا قال له لما ذكر يبشر في السور الثلاث، وأثنى عليه ما شأنه فقال: (نعم ضم حرك واكسر الضم أثقلا).
وإنما أشار إلى قوة التشديد وسموه لشهرته عن إنكار المنكرين كما قال أبو حاتم في التخفيف: «لا نعرف فيه أصلًا نعتمد عليه وأنكره».
[فتح الوصيد: 2/778]
وأيضًا، فإنهم أجمعوا على تشديد {فبشر عباد} وعلی {فبشره بمغفرة}، وعلى {فبشرنها بإسحق} و {فشرنه بغلم} وعلى {فشرهم بعذاب} ... إلى غير ذلك. وهو أكثر استعمالًا في الكلام وأسير.
والذي قاله أبو حاتم ليس بصواب. وبشَّرته وبَشرته وأبشرته، تستعمل معنى واحد.
يقال: بشرته بالتخفيف وأبشر وبشر، أي سر وفرح.
قال الشاعر:
ثم أبشرت إذ رأيت سواما = وبيوتًا مبثوثة وجلالا
ومنه قوله تعالى: {وأبشروا بالجنة}.
وفي الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: «إن الله يبشرك بغلام». بالتخفيف؛ فولد له غلام.
وقال الشاعر - أنشده الفراء-:
بشرت عيالي إذ رأيت صحيفةً = أتتك من الحجاج يتلی كتابها
وأصل ذلك كله، أن بشرة الوجه تنبسط عند السرور.
وتقول: فلانٌ ذو بشرٍ، أي وجه منبسط.
[فتح الوصيد: 2/779]
ويقال: بشره بالتشديد من البشارة. وبشره يبشره بالتخفيف، أي سره. لذلك ما حكى اليزيدي عن أبي عمرو أنه خفف التي في الشورى، لأنه ليس فيها بـ: كذا قال: ومعناها ينضر الله وجوههم، أي ترى النضرة فيها.
[556] (نـ)عم (عم) في الشورى وفي التوبة اعكسوا = لـ (حمزة) مع كافٍ مع الحجر أولا
أي عم هذا الحكم في الشورى، وهو التثقيل مع الضم والفتح المذكور.
(وفي التوبة أعكسوا)، فيكون موضع الضم الفتح، وموضع التحريك الإسكان، وموضع كسر الضم الضم، وموضع التثقيل التخفيف، فيقرأ {يبشرهم ربهم}.
(مع كاف): في أولها: {إنا نبشرك بغلم}، وفي آخرها: {لتبشر به المتقين}. مع الأول في الحجر: {لا توجل إنا نبشرك}.
وهذه الترجمة لم يأت بها أحد وجيزة سليمة من الاختلال في ما علمت إلا صاحب القصيد.
والمختلف فيه تسعة مواضع: خفف حمزة جميعها، ووافقه الكسائي على خمسة منها وهي: موضعا آل عمران، وموضع في الإسراء، وموضع في الكهف: {ويبشر المؤمنين الذين}، وفي الشوری: {ذلك الذي يبشر الله}.
ووافقه أبو عمرو وابن كثير على الذي في الشورى.
وما سوى ذلك فبالتشديد لهما وللباقين). [فتح الوصيد: 2/780] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [555] مع الكهف والإسراء يبشر كم سما = نعم ضم حرك واكسر الضم أثقلا
ح: (يبشر): مبتدأ، (كم سما): خبره، والتقدير: كم مرة سما، أي: سموًا كثيرًا، (نعم): حرف الإيجاب، جواب سؤال مقدر، كأنه قيل له: صف ما شأنه؟ (أثقلا): حال من الضم، أي: اكسر المضموم مشددًا.
ص: أي: قرأ ابن عامر ونافع وأبو عمرو وابن كثير وعاصم: {يبشرك} في الموضعين هنا، وهما: {أن الله يبشرك بيحيى} [39]، {إن الله يبشرك بكلمةٍ} [45]، و{يبشر المؤمنين} في أول الإسراء [9] والكهف [2] بضم الياء وتحريك الباء، أي: فتحها، وكسر الشين مع تشديدها على أنه من (بشر: يبشر).
والباقون وهم حمزة والكسائي {يبشر} في المواضع الأربعة
[كنز المعاني: 2/104]
بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين من غير تشديد من (بشر) الثلاثي.
وهما لغتان، قال الفراء منشدًا.
بشرت عيالي إذ رأيت صحيفةً = أتتك من الحجاج يُتلى كتابها
لكن اللغة الأولى أشهر، وبها نزل المواضع المجمع عليها، نحو: {فبشره بمغفرةٍ} [يس: 11]، {فبشرناه بغلامٍ} [الصافات: 101]، {ومبشرًا برسول} [الصف: 6].
[556] نعم عم في الشورى وفي التوبة اعكسوا = لحمزة مع كاف مع الحجر أولا
ح: (نعم): عوض عن جملة مقدرة، أي: نعم ... الأمر كذلك، وفاعل (عم): الحكم، أي: عم الحكم في الشورى، و(في التوبة): ظرف (اعكسوا)، (لحمزة): حال من العكس الدال عليه (اعكسوا)، (مع كافٍ): متعلق بالتوبة، وصرف (كافٍ) للضرورة، (أولا): ظرف، أي: الحرف الواقع أولًا.
[كنز المعاني: 2/105]
ص: يعني: قرأ عاصم ونافع وابن عامر في {حم، عسق} سورة الشورى: {ذلك الذي يبشر الله عباده} [23] بالتشديد أيضًا، وخالف ابن كثير وأبو عمرو أصلهما بالتخفيف اتباعًا للنقل.
ثم قال: (اعكسو لحمزة)، أي: خففوا لحمزة، لأن عكس التثقيل التخفيف، يعني: ضده، أي: قرأ حمزة بالتخفيف في التوبة: {يبشرهم ربهم برحمةٍ} [21]، و{إنا نبشرك بغلام اسمه}، و{لتبشر به المتقين} كلاهما في {كهيعص} [مريم: 7، 97].
وفي أول الحجر: {لا توجل إنا نبشرك بغلام} [53]، واحترز بقوله: (أولًا) عن الثاني، وهو: {فبم تبشرون} [54] إذ لا خلاف في تشديده). [كنز المعاني: 2/106] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (553- مَعَ الكَهْفِ وَالإِسْرَاءِ يَبْشُرُ "كَـ"ـمْ "سَمَا"،.. "نَـ"ـعَمْ ضُمَّ حَرِّكْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ أَثْقَلا
أي: لفظ يبشر هنا وفي سورتي الإسراء والكهف، أما في آل عمران فموضعان: {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى}، {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ}، وفي أول الإسراء: {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ}، والكهف: {وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ}، الخلاف في هذا الفعل المضارع في هذه الأربعة هل هو مضارع فَعَل بتخفيف العين كخرج، أو مضارع فعَّل بتشديدها كسوَّل وهما لغتان إلا أن المشدد مجمع عليه في القرآن في الفعل الماضي والأمر: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ}، {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ}، فهذا مما يقوي التشديد في المضارع، وقال الشاعر:
بشرت عيالي إذ رأيت صحيفة
وأنشد أبو علي:
فأعنهم وأبشر بما بشروا به
وحكى لغة ثالثة: أبشر يبشر كأكرم يكرم فالبشر والإبشار والتبشير: ثلاث لغات فيه ويقال: بشر بكسر الشين وأبشر كأدبر إذا سر وفرح،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/18]
وأنشد الجوهري بيت أبي علي بفتح الشين في الأمر، وكسرها في الماضي، وأبشر بالهمز مطاوع وبشر، ومنه قوله تعالى: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ}.
وكان المعنى والله أعلم: بشروا أنفسكم بها، وكم في قوله: كم سما خبرية؛ أي: سما سموا كثيرًا، وتقديره: كم مرة سما ونعم: جواب سؤال مقدر كأنه قيل له صف ما شأنه فقال: نعم فهو مثل قوله: فيما سبق نعم إذ تمشت وأراد ضم الياء وفتح الباء؛ لأنه أطلق التحريك وكسر الشين؛ لأنها هي المضمومة في قراءة التخفيف وأراد بالضم المضموم؛ أي: ذا الضم وأثقلا حال منه؛ أي: في حال كونه ثقيلا؛ أي: يصير مكسورا مشددا والله أعلم.
554- "نَـ"ـعَمْ "عَمَّ" فِي الشُّورَى وَفي التَّوْبَةِ اعْكِسُوا،.. لِحَمْزَةَ مَعْ كَافٍ مَعَ الحِجْرِ أَوَّلا
أي عم هذا الحكم في الشورى وهو التثقيل، وهو قوله تعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ}، وافق أبو عمرو وابن كثير فيه من خفف، ووافق ابن عامر فيه من شدد، وقرأ حمزة وحده بعكس التثقيل يعني بالتخفيف في التوبة: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ}.
وفي مريم وهي المرادة بقوله: مع كاف؛ لأن أولها كهيعص كما تسمى سورة ص وق ون بالحرف الذي في أولها، وصرفه ضرورة، وقد ترك صرفه في قوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/19]
وكم صحبة يا كاف
وفي كاف فتح اللام
وكذا استعمل ص، فقال:
هشام بصاد حرفه متحملا
وفي ص غيطلا
وفيها موضعان: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ}، وفي آخرها: {لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ}.
والأول الذي في الحجر: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ}، واحترز بقوله: أولا عن الثاني وهو: {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ}، ولا خلاف في تشديده، فهذه المواضع الأربعة خففها حمزة وحده، فقد صار الخلاف في تسعة مواضع منها؛ في آل عمران موضعان وفي التوبة والحجر والإسراء والكهف والشورى منها واحد بالتاء وهو آخر مريم واثنان بالنون في الحجر وأول مريم والبواقي بالياء). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/20] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (555 - مع الكهف والإسراء يبشركم سما ... نعم ضمّ حرّك واكسر الضّمّ أثقلا
556 - نعم عمّ في الشّورى وفي التّوبة اعكسوا ... لحمزة مع كاف مع الحجر أوّلا
قرأ ابن عامر وأهل سما وعاصم لفظ ويبشر في هذه السورة وهو في موضعين:
أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى، إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ. مع اللفظ الذي في سورة الكهف والذي في سورة الإسراء وهو: وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ فيهما.
قرءوا هذه الألفاظ الأربعة بضم الياء وتحريك الباء؛ أي فتحها وكسر ضم الشين وتثقيلها فتكون قراءة حمزة والكسائي في هذه المواضع الأربعة بعكس ما ذكر؛ أعني بفتح الياء وإسكان الباء؛ لأنه ضد التحريك، وضم الشين وتخفيفها، وأخذ ضم الشين لهما من قوله: (واكسر الضم) وقوله (نعم عم في الشورى) معناه أن عاصما ونافعا وابن عامر يقرءون في موضع الشورى كقراءة ابن عامر ومن معه في المواضع الأربعة وموضع الشورى:
ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فيقرءون بضم الياء وتحريك الباء بالفتح وكسر الشين وتشديدها فتكون قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين وتخفيفها. وقوله (وفي التوبة اعكسوا لحمزة إلخ) معناه أن حمزة يقرأ بضد قراءة هؤلاء المذكورين وهم: ابن
عامر ومن ذكر معه في الترجمتين.
المعنى: أنه يقرأ في المواضع الآتية مثل قراءته في المواضع الماضية، والمواضع الآتية هي: يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ في التوبة، يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ، لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ كلاهما في مريم. والذي دلنا على أنه أراد الموضعين معا إطلاقه في قوله (مع كاف) أي مع ما في هذه السورة فشمل، موضعيها. وعبر عن مريم بكاف؛ لأنه أول هجائها والموضع الأخير هو إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ وهو أول موضع في سورة الحجر. واحترز به عن الموضع الثاني فيها وهو: فَبِمَ تُبَشِّرُونَ فقد اتفق السبعة على قراءته بالتشديد. وأما أَبَشَّرْتُمُونِي فهو فعل ماض وكلامنا في الفعل المضارع وقد اتفق القراء على التشديد في الفعل الماضي والأمر في القرآن الكريم حيث وقعا نحو:
[الوافي في شرح الشاطبية: 234]
فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ، فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ*). [الوافي في شرح الشاطبية: 235] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (87 - يُبَشِّرُ كُلاًّ فِدْ .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - يبشر كلا (فـ)ـد قل الطائر (آ)تل طا = ئرًا (حـ)ـز نوفى اليا (طـ)ـوى افتح لما (فـ)ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بفا) فد وهو خلف (يبشر) حيث وقع بتثقيل الشين كما نطق به ذلك {يبشرك} في الموضعين [39، 45] هنا و{يبشرهم} [21] في التوبة و{إنا نبشرك} في الحجر[53] ومريم [7] {لتبشر به} [97] بها {ويبشر المؤمنين} [9] بسبحان والكهف [2] وخرج من عموم قوله {يبشر} [23] في الشورى إذ ذكر الناظم حكمه في سورته وخرج أيضًا {فبم تبشرون} ثاني الحجر [54] فإنه متفق عليه بالتشديد للعشرة فإطلاقه للاعتماد على الشهرة وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 109] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاتَّفَقُوا) عَلَى كَسْرِ هَمْزَةِ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ لِأَنَّهُ بَعْدَ صَرِيحِ الْقَوْلِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: (يُبَشِّرُكِ وَنُبَشِّرُكَ) وَمَا جَاءَ مِنْ ذَلِكَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، يُبَشِّرُكَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا وَيُبَشِّرُ فِي سُبْحَانَ وَالْكَهْفِ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَفَتْحِ الشِّينِ وَضَمِّهَا مِنَ الْبِشْرِ، وَهُوَ الْبُشْرَى وَالْبِشَارَةُ، زَادَ حَمْزَةُ فَخَفَّفَ يُبَشِّرُهُمْ فِي التَّوْبَةِ وَإِنَّا نُبَشِّرُكَ فِي الْحِجْرِ (وَإِنَّا نُبَشِّرُكَ، وَلِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ) فِي مَرْيَمَ.
وَأَمَّا الَّذِي فِي الشُّورَى، وَهُوَ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ فَخَفَّفَهُ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ،
[النشر في القراءات العشر: 2/239]
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَتَشْدِيدِ الشِّينِ مَكْسُورَةً مِنْ (بَشَّرَ) الْمُضَعَّفِ عَلَى التَّكْثِيرِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَشْدِيدِ فَبِمَ تُبَشِّرُونَي فِي الْحِجْرِ لِمُنَاسَبَتِهِ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْمُجْتَمَعِ عَلَى تَشْدِيدِهَا وَالْبِشْرُ وَالتَّبْشِيرُ وَالْإِبْشَارُ ثَلَاثُ لُغَاتٍ فَصِيحَاتٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/240] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي {يبشرك} في الموضعين هنا [39، 45]، {ويبشرُ} في سبحان [9]، والكهف [2] بفتح الياء وتخفيف الشين وضمها، وكذا حمزة وحده في {يبشرهم} في التوبة [21]، و{إنا نبشرك} في الحجر [53]، و{إنا نبشرك} [مريم: 7]، و{لتبشر به} في مريم [97]، وكذلك ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي {يبشر الله عباده} في الشورى [23]، والباقون بضم الياء وتشديد الشين مكسورة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 481] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يبشرك} [39 - 45] معًا، قرأ الأخوان بفتح الياء وإسكان الموحدة وتخفيف الشين وضمها، والباقون بضم الياء وفتح الباء وتشديد الشين مكسورة). [غيث النفع: 470] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخرة وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}
- وقرأ ابن مسعود وعبد الله بن عمر «قال الملائكة» على التذكير.
[معجم القراءات: 1/493]
وتقدم هذا في الآية /42.
- وجاءت قراءة ابن مسعود في مصحفه كقراءة الجماعة «قالت..».
{إِنَّ ٱللهَ يُبَشِّرُكِ}
- تقدمت القراءات في الآية /39 في كسر «إن» وفتحها، وتخفيف يبشرك وتثقيلها، فانظر هذا حيث هو.
- وفي مصحف ابن مسعود «إن ّ الله لَيُبَشِّرُكِ» كذا بلام الابتداء.
{بِكَلِمَةٍ}
- تقدمت في الآية /39 القراءتان بكسر اللام وسكونها.
{عِيسَى} تقدَّمت الإمالة فيه في الآية /87 من سورة البقرة.
{وَجِيهاً} قرأ زيد بن علي «وِجيهاً» بكسر الواو على الإتباع.
- ويقرأ «وَجْهِيّاً» بسكون الجيم وكسر الهاء وياء مشددة.
{في ٱلدُّنْيَا} تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين: 85 و114 من سورة البقرة.
{وَٱلْآَخِرَةِ} تقدَّمت القراءات فيه في الآية /4 من سورة البقرة، وهي:
- تحقيق الهمز، نقل حركته وحذفه، السكت، ترقيق الراء، إمالة الهاء). [معجم القراءات: 1/494]

قوله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)}

قوله تعالى: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): ({كن فيكون} (47): قد ذكر في البقرة). [التيسير في القراءات السبع: 251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (كن فيكون) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 322]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" الهمزة الثانية كالياء من "يشاء إذا" وأبدلها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وتسهيلها كالواو لا يصح كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "كُنْ فَيَكُون" [الآية: 59] بنصب فيكون ابن عامر وتقدم توجيهه بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشاء إذا} [47] تسهيل همزة {إذا} وإبدالها واوًا خالصة للحرمين وبصري، وتحقيقها للباقين لا يخفى). [غيث النفع: 470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فيكون} قرأ الشامي بنصب النون، الباقون بالرفع). [غيث النفع: 470]

قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا فِي النُّون وَالْيَاء من قَوْله {ويعلمه الْكتاب} 48
فَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم {ويعلمه} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ (ونعلمه) بالنُّون). [السبعة في القراءات: 206]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يعلمه} بالياء مدني وعاصم، ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 212]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ويعلمه} [48]: بالياء مدني، بصري غير أبي عمرو، وعاصم، وقاسمٌ). [المنتهى: 2/628]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وعاصم و(يعلمه) بالياء، وقرأ الباقون بالنون). [التبصرة: 179]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وعاصم: {ويعلمه الكتاب} (48): بالياء.
والباقون: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( [نافع] وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (ويعلمه) بالياء والباقون بالنّون). [تحبير التيسير: 322]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيُعَلِّمُهُ) بالياء مدني، ومجاهد، وعَاصِم وقاسم، وابْن مِقْسَمٍ ونصري غير أَبِي عَمْرٍو وأبي السَّمَّال، وهو الاختيار لقوله: (كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ)، وقوله: (إِذَا قَضَى أَمْرًا)، الباقون بالنون). [الكامل في القراءات العشر: 516]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([48]- {وَيُعَلِّمُهُ} بالياء: نافع وعاصم). [الإقناع: 2/620]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (557 - نُعَلِّمُهُ بِالْيَاءِ نَصُّ أَئِمَّةٍ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 45]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([557] نعلمه بالياء (نـ)ص (أ)ئمةٍ = وبالكسر أني أخلق (ا)عتاد أفصلا
معنى القراءة بالياء، أن قبله: {يخلق ما يشاء إذا قضی أمرًا} فهو راجع إليه.
ومعنى النون، أن الله تعالى يقول ذلك عن نفسه، إما بحكاية الملائكة ذلك عنه، أو يكون مخاطبة من الله تعالى لها إذ {قالت رب أنى يكون لي ولدٌ ولم يمسسني بشرٌ قال كذلك الله يخلق ما يشاء} ... {ونعلمه} ). [فتح الوصيد: 2/781]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [557] يعلمه بالياء نص أئمة = وبالكسر إني أخلق اعتاد أفصلا
ح: (يعلمه): مبتدأ، (بالياء): حال منه، (نص): خبر، أي: منصوص أئمة، (إني أخلق): مبتدأ، (بالكسر): خبر، (اعتاد): بمعنى تعود، والضمير لـ (الكسر)، (أفضلا): حال بمعنى: فاصلًا، أو صفة بمعنى المصدر، نحو:
[كنز المعاني: 2/106]
.............. = ولا خارجًا من في زور كلام
إشارة إلى أن الكسر على الاستئناف، فلا يبقى له تعلى بما قبله.
ص: يعني: قرأ عاصم ونافع: {ويعلمه الكتاب والحكمة} [48] بالياء على أن الضمير لله تعالى في قوله: {فكذلك الله يخلق ما يشاء} [47]، والباقون بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه.
وقرأ نافع: {إني أخلق لكم من الطين} [49] بكسر: {إني} على الاستئناف، على معنى: (يقول: إني ...)، والباقون: بالفتح على البدل من {آيةٍ} في قوله: {قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق}، أي: بأني أخلق). [كنز المعاني: 2/107] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (555- نُعَلِّمُهُ بِاليَاءِ "نَـ"ـصُّ "أَ"ئِمَّةٍ،.. وَبِالكَسْرِ أَنِّي أَخْلُقُ اعْتَادَ أَفْصَلا
الخلاف في: "ونعلمه الكتاب" بالنون والياء ظاهر، ويجوز
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/20]
نصبه مثل: كتاب الله وصبغة الله). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/21]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (557 - نعلّمه بالياء نصّ أئمّة ... وبالكسر أنّي أخلق اعتاد أفصلا
قرأ عاصم ونافع: وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ بالياء فتكون قراءة غيرهما بالنون). [الوافي في شرح الشاطبية: 235]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَنَعَلِّمُهُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/240]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وعاصم ويعقوب {ويعلمه} [48] بالياء، والباقون بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (529- .... .... .... .... .... = نعلّم اليا إذ ثوى نل .... ). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يعلم) يعني قوله تعالى «ونعلمه الكتاب» بالياء نافع وأبو جعفر ويعقوب وعاصم والباقون بالنون وهما ظاهران). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 207]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
نادته ناداه (شفا) وكسر أن = ن الله (ف) ى كم يبشر اضمم شدّدن
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف فناداه الملائكة [آل عمران: 39] بألف على التذكير، والباقون بالتاء على التأنيث، واستغنى بلفظهما.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة وكاف (كم) ابن عامر إن الله يبشرك [آل عمران: 39] بكسر الهمزة والباقون بفتحها.
تنبيه:
علم أن الخلاف [في] أنّ الله يبشّرك [آل عمران: 39] لا إنّ الله يرزق [آل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/236]
عمران: 37] من الترتيب، والمميلون على أصولهم.
وجه التذكير: أنه مسند لجمع مذكر، والتأنيث: أنه مسند لجمع مؤنث، أو على تأويل جمع وجماعة، أو باعتبار الحقيقي والمجازي، والرسم واحد.
ووجه كسر: (إن) تضمين (ناداه) معنى القول، أو إضماره بعده، والهاء مفعوله الأول، وثانيهما مقدر، أي: يا زكريا ومن ثم تعين كسر «إن» لئلا يعمل «نادى» في ثلاثة.
ووجه فتحهما: تقديره: بأن الله، والمحل على الخلاف، وهو ثاني مفعوليه.
تتمة:
تقدم ترقيق المحراب [آل عمران: 39] للأزرق، وإمالته لابن ذكوان، والخلاف في غير المجرور.
ثم كمل فقال:
ص:
كسرا كالاسرى الكهف والعكس (رضى) = وكاف أولى الحجر توبة (ف) ضا
و (د) م (رضى) (ح) لا الذي يبشّر = نعلّم اليا (إ) ذ (ثوى) (ن) لـ واكسروا
ش: أي: قرأ القراء كلهم يبشّرك بيحيى [آل عمران: 39]، ويبشّرك بكلمة منه هنا [آل عمران: 45] [و] ويبشّر المؤمنين بالإسراء [الآية: 9] والكهف [الآية: 2] بضم الياء، وفتح الباء الموحدة، وتشديد الشين.
وعكس مدلول (رضى) حمزة والكسائي، فقرأ بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين، وتخفيفها.
وقرأ ذو فاء (فضا) حمزة بهذه الترجمة في سورة «مريم»، وهي مراده بـ (كاف)؛ لأنها أول هجائها - يا زكريا إنا نبشرك بغلام [الآية: 7]، ولتبشر به التقين [الآية: 97]، وإنا نبشرك بغلام (أول) [الحجر] [الآية: 7]، ويبشرهم ربهم بالتوبة [الآية: 21].
والباقون بالتشديد كالأولى، وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير و(رضى) حمزة والكسائي وحاء (حلا) أبو عمرو ذلك الذي يبشر الله بالشورى [الآية: 23]، بالفتح والتخفيف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/237]
والباقون بالضم والتشديد.
وقرأ ذو ألف (إذ) نافع ونون (نل) عاصم و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب- ويعلّمه الكتب [آل عمران: 48] بالياء، والباقون بالنون.
تنبيه:
علمت كيفية العكس من اللفظ، وكلمة (الحجر) وأول «مريم» بالنون، وآخرها بالتاء، والبواقي ست بالياء، وصح عطفها باعتبار المضارع، وقيد (الحجر) بالأول؛ ليخرج مّسّني الكبر فبم تبشّرون [الحجر: 54]؛ فإنه متفق بالتشديد؛ لمناسبة ما قبله وما بعده من الأفعال المجمع على تشديدها.
والبشرة: ظاهر الجلد، وبشره بالتشديد للحجاز، [و] بالتخفيف لغيرهم، وكلاهما بمعنى.
أو المخفف بمعنى: أفرحه، وأبشره أقل إذا أخبره بما يغير بشرة وجهه بانبساط خير وانقباض شر.
[قال الجوهري: ولا يستعمل في الشر إلا مقيدا؛ فدل على عكسه في الخير].
وجه تشديد الكل: الحجازية.
ووجه تخفيفه الأخرى، ويعطي المعنى؛ إذ لا مبالغة في المرة، وهي الفصحى؛ بدليل [نحو:] فبشّرنها بإسحاق [هود: 71] [هود: 71].
ووجه التخصيص: الجمع.
وقال اليزيدي عن أبي عمرو: إنه إنما خفف الشورى؛ لأنها بمعنى ينضرهم؛ إذ ليس فيه نكد، أي: يحسن وجوههم، يتعدى لواحد.
ووجه ياء الغيب: مناسبة قوله: يبشّرك [آل عمران: 39] ويخلق [آل عمران: 47] وقضى [آل عمران: 47] ووجه النون: أنه إخبار من الله تعالى بنون العظمة خبرا لقولها: أنّى يكون لي ولد
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/238]
[آل عمران: 47] على الالتفات، وهو المختار). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/239] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في و"نعلمه" [الآية: 48] فنافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بياء الغيب مناسبة لقوله: قضى، والباقون بالنون على أنه إخبار من الله بنون العظمة جبرا لقولها إني يكون إلخ على الالتفات). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "التورية" لأبي عمرو وابن ذكوان والأصبهاني والكسائي
[إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
وخلف وحمزة بخلفه، والثاني له التقليل كالأزرق، وعن قالون التقليل أيضا، والفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/479]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ونعلمه} [48] قرأ نافع وعاصم بالياء التحتية، والباقون بالنون). [غيث النفع: 471]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ) : (وتقدم {ويعلمه الكتاب} [48] بياء الغيبة لأبي جعفر ويعقوب وبالنونللآخر في آخر البقرة). [شرح الدرة المضيئة: 108]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ ليِ وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَالِكِ اللهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}
[معجم القراءات: 1/494]
{يَشَاَءُ إِذَا} قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بتسهيل الهمزة الثانية كالياء.
- وروي عنهم تسهيلها كالواو.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وجعفر ورويس بإبدالها واواً خالصة «يشاء وِذا».
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين «يشاءُ إِذا».
- وإذا وقف حمزة وهشام على «يشاء»:
1 أبدلا الهمزة ألفاً مع المدِّ والتوسط والقصر.
2 ولهما أيضاً تسهيلها مع المدِّ والقصر.
وحمزة في هذين الوجهين أطول مَدّاً من هشام.
- وتقدَّم مثل هذا في «يشاءُ إلى» في الآية /213 من سورة البقرة.
{قَضَى} أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح للتقليل.
{يَقُولُ لَهُ،} أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{فَيَكُونُ} قراءة الجماعة «... فيكونَ» بالنصب.
وتقدم بيان هاتين القراءتين في الآية / 117 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/495]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيُعَلّمُهُ ٱلكِتَابَ وٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَوْرَاةَ وَٱلْإِنجِيلَ}
{وَيُعَلّمُهُ}
- قرأ نافع وعاصم ويعقوب وأبو جعفر وسهل «ويُعَلّمُهُ» بالياء.
قال الطبري: «ردّاً على قوله: «كذلك الله يخلق ما يشاء..».
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وابن مسعود «ونُعَلّمُهُ» بنون العظمة، وهي كذلك في مصحف ابن مسعود.
قال الطبري: «عطفاً به على قوله: «نوحيه إليك..».
والقراءتان عنده سواء فبأيِّهما قرأ القارئ فهو مصيب الصواب.
{وَٱلتَّوْرَاةَ}
- تقدَّم تفصيل القراءات فيه غي الآية /3 من هذه السورة.
{ٱلإِنجِيلَ}
- تقدّمت قراءة الحسن «الأنجيل» بفتح الهمزة في الآية /3 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/496]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس