عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 02:34 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (78) إلى الآية (82) ]

{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)}

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({أماني} خفيف حيث كان يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 179]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({إلا أماني} [78]: بفتح الياء مخففة، و{تلك أمانيهم} [111]، و{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل} [النساء: 123]: ساكنة الياء، و{في أمنيته} [الحج: 52] بفتح الياء وتخفيفًا يزيد طريق ابن شبيب، وافق العمر إلا في الحج [52]،
[المنتهى: 2/574]
وزاد في الحديد [14] تخفيف {وغرتكم الأماني} ).[المنتهى: 2/575] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَمَانِيَّ) مخفف، و(تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ)، وهكذا في جميع القرآن إلا في الحديد أبو جعفر وشيبة، وأبو حيوة والحسن، والْأَعْمَش في رواية جرير، وابن سلمان عن أبي عمرو، وزاد ابن شاذان في الحج وعمري في الحديد (الْأَمَانِيُّ) خفيف، الباقون مشدد،
[الكامل في القراءات العشر: 487]
وهو الاختيار لأنه أشهر اللغتين). [الكامل في القراءات العشر: 488]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (66- .... .... .... .... = .... .... خِفُّ الأَمَانِيَ مُسْجَلَا
67 - أَلاَ .... .... .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم استأنف فقال: خف الأماني أسجلا أي قرأ مرموز (ألف) أسجلا وهو أبو جعفر (الأماني) وما جاء لفظه بتخفيف الياء حيث وقع وهو ستة مواضع مفتوحتان {إلاأماني} [78] هنا و{في أمنيته} [52] في الحج، ومضمومتان {تلك أمانيهم} [111] هنا {وغرتكم الأماني} [14] بالحديد، ومكسورتان {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل} [123] في النساء ولزم من التخفيف إسكان المضمومتين والمكسورتين وكسر الهاء لوقوعها بعد ياء ساكنة وتخفيف المشدد لغة وأخر الأماني عن الإسارى للنظم وكذلك البواقي). [شرح الدرة المضيئة: 91] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْأَمَانِيُّ وَبَابِهِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَّا أَمَانِيَّ، وَأَمَانِيُّهُمْ، وَلَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ، فِي أُمْنِيَّتِهِ بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ فِيهِنَّ مَعَ إِسْكَانِ الْيَاءِ الْمَرْفُوعَةِ وَالْمَخْفُوضَةِ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ عَلَى كَسْرِ الْهَاءِ مِنْ
[النشر في القراءات العشر: 2/217]
أَمَانِيُّهُمْ لِوُقُوعِهَا بَعْدَ يَاءٍ سَاكِنَةٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ فِيهِنَّ وَإِظْهَارِ الْإِعْرَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/218]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {إلا أماني} [78] وما جاء منه نحو: {أمانيهم} [111]، و{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} [النساء: 123]، و{في أمنيته} [الحج: 52] بتخفيف الياء فيهن وإسكان المرفوعة والمخفوضة من ذلك، وبكسر الهاء من {أمانيهم} [111]، والباقون بتشديد الياء فيهن وإظهار إعرابه). [تقريب النشر في القراءات العشر: 458] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (457- .... .... .... .... .... = .... .... باب الأماني خفّفا
458 - أمنيّةٌ والرّفع والجرّ اسكنا = ثبتٌ .... .... .... ....). [طيبة النشر: 63] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (باب الأماني) أي كل ما جاء منه، يعني «إلا أمانيّ، وأمانيهم، وليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، وفي أمنيته» قرأ بتخفيف الياء أبو جعفر حيث وقع، والباقون بالتشديد وهما لغتان.
أمنيّته والرّفع والجرّ اسكنا = (ث) بت خطيئاته جمع (إ) ذ (ث) نا
يعني إذا وقعت من ذلك مرفوعة أو مجرورة فإنها تسكن لا أنه يصير منقوصا فلا يظهر فيه علامة رفع ولا جر ووصل همزة أسكنا للضرورة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 178] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل (باب الأماني) فقال:
ص:
أمنيّة والرّفع والجرّ اسكنا = (ث) بت خطيئاته جمع (إ) ذ (ث) نا
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثبت) أبو جعفر باب [«الأماني» وهو] إلا أماني [البقرة: 72]، [و] تلك أمانيهم [البقرة: 111]، وليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب [النساء: 123] [و] في أمنيته [الحج: 52]- بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة والمجرورة [من ذلك]، وبقاء المنصوبة على إعرابها قبل التخفيف، وهو على كسر الهاء من أمانيهم [البقرة: 111] لوقوعها بعد ياء ساكنة.
وقرأ الباقون بتشديد الياء فيهن، وإظهار الإعراب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/167] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر (أماني) بتخفيف الياء وكذلك أمانيكم وأمانيهم وأمنيته حيث
[تحبير التيسير: 289]
وقع، وسكن الياء المخفوضة والمرفوعة من ذلك، والباقون بالتّشديد والله الموفق). [تحبير التيسير: 290]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِلَّا أَمَانِي" [الآية: 78] وبابه فأبو جعفر "إلا أماني، وأمانيهم، وليس
[إتحاف فضلاء البشر: 1/398]
بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، في أمنيته" بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة والمخفوضة من ذلك، وبكسر الهاء من أمانيهم لكونها بعد ياء ساكنة، والأماني جمع أمنية وهي أفعولة أصلها أمنوية، اجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وهي من مني إذا قدر؛ لأن المتمني يقدر في نفسه ويحرز ما يتمناه وجمعها بتشديد الياء؛ لأنه أفاعيل وإذا جمعت على أفاعل خففت الياء والأصل التشديد؛ لأن الياء الأولى في الجمع هي الواو التي كانت في المفرد التي انقلبت فيه ياء، فوجه قراءة التخفيف جمعه على أفاعل، ولم يعتد بحرف المد الذي في المفرد كما يقال في جمع مفتاح مفاتيح ومفاتح، وافقه الحسن والباقون بالتشديد وإظهار الإعراب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/399]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومنهم أميون لا يعلمون الكتب إلا أماني وإن هم إلا يظنون (78)}
{أميون}
- قرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة «أميون» بتخفيف الميم.
- والجماعة على التشديد «أمون».
{أماني}
- قرأ الجمهور «أماني» بالتشديد.
- وقرأ أبو جعفر وشيبه والأعرج وابن جماز عن نافع وهارون عن أبي عمرو والحسن «أماني» بالتخفيف على حذف إحدى الياءين.
قال أبو حاتم: «كل ما جاء من هذا النحو واجه مشدد فلك فيه التشديد والتخفيف، ورد الطبري قراءة التخفيف). [معجم القراءات: 1/134]

قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(رويس: (لذهب بسمعهم) بالإدغام كالسوسي وكذا (يكتبون الكتاب بأيديهم) وكذا (نزل الكتاب بالحقّ وإن الّذين) من هذه السّورة وكذلك (جعل لكم) جميع ما في سورة النّحل وهو ثمانية مواضع وكذلك (لا قبل لهم) في سورة النّمل وكذلك (وأنه هو) في سورة النّجم وهو أربعة مواضع على اختلاف بين أهل الأداء في ذلك.
[تحبير التيسير: 283]
ولا خلاف عنه في إدغام (والصاحب بالجنب) في سورة النّساء و(نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنّك كنت) الثّلاثة في سورة طه وكذا (فلا أنساب بينهم) في سورة قد أفلح المؤمنون وتابعه روح في إدغام (والصاحب بالجنب) والباقون بالإظهار في ذلك كله والله الموفق). [تحبير التيسير: 284] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم "الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِم" أبو عمرو وكذا رويس بخلف عنهما ويعقوب بكماله من المصباح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/399]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فويل للذين يكتبون الكتاب بأیديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما یكسبون (79)}
{الكتاب بأيديهم}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ورويس ويعقوب.
{بأيدهم}
- قرأ يعقوب بضم الهاء «بأيديهم» على الأصل.
- والباقون على الكسر «بأيديهم»، والكسر لمجاورة الياء). [معجم القراءات: 1/135]

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ ابن كثير وحفص وكذا رويس بخلف عنه بإظهار ذال "اتخذتم" [الآية: 80] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/399]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم الكل نون لن في ياء "يخلف" مع الغنة الإخفاء عن حمزة فأسقط الغنة ومثله الدوري عن الكسائي بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/399]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما تعلمون (80)}
{معدودة}
- قرأ الكسائي وحمزة بخلاف عنه بإمالة الهاء وما قبلها في الوقف.
{قل أتخذتم}
- قرأ ورش «قل اتخذتم» بنقل حركة الهمزة إلى اللام ثم حذف الهمزة.
{أتخذتم}
- قرأ ابن كثير وحفص ورويس بخلاف عنه وعبد الله بإظهار الذال.
- وقرأ بقية القراء بالإدغام «أتختم».
وتقدم مثل هذا في الآية/5۱.
[معجم القراءات: 1/135]
{فلن يخلف}
- قراءة القراء بإدغام النون في الياء مع الغنة.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والدوري بالإدغام بلا غنة). [معجم القراءات: 1/136]

قوله تعالى: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (28 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى {وأحاطت بِهِ خطيئته} 81 فِي الْجمع وَالْوَاحد
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {خطيئته} جمَاعَة وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {خطيئته} وَاحِدَة). [السبعة في القراءات: 162]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({خطيآته} مدني). [الغاية في القراءات العشر: 179]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({خطيئته} [81]: جمع مدني، وأبو بشر).[المنتهى: 2/575]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (خطيئاته) بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد). [التبصرة: 156]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {خطيئاته} (81): بالجمع.
والباقون: على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 228]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر (خطيئاته) بالجمع والباقون خطيئته على التّوحيد). [تحبير التيسير: 290]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([81]- {خَطِيئَتُهُ} بالجمع: نافع). [الإقناع: 2/599]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (463 - خَطِيئَتُهُ التَّوْحِيدُ عَنْ غَيْرِ نَافِعٍ = ... .... .... .... ). [الشاطبية: 37]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([463] خطيئته التوحيد عن غير (نافع) = ولا يعبدون الغيب (شـ)ايع (د)خللا
قوله تعالى: (بلى من كسب سيئةً وأحطت به خطيئته)، جوابٌ لليهود حين قالوا: {لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة}: أربعين يومًا عدد الأيام التي عبد فيها العجل، أو سبعة أيام على قول؛ فقال الله تعالى:{بلى من كسب سيئة}، أي كفر كما كفرتم. و(أحطت به خطيئته)، أي سيئته.
إلا أنه خولف بين اللفظين.
[فتح الوصيد: 2/641]
وقيل: السيئة: الشرك. والخطيئة: الكبيرة .وقيل بعكس ذلك.
فإذا فهم هذا، فمن قرأ بالتوحيد، فإما أن يريد بالخطيئة السيئة المتقدمة، أو لأنها وإن انفردت، فهي للجمع كما قال تعالى: {وإن تعدوا نعمت الله} وفيها تشاكل اللفظين.
ومن قرأ بالجمع، فعلى قولنا: السيئة والخطيئة: الكفر، فمعنى الجمع على هذا، أن الكافر في كل لحظة مقترفٌ بكفره خطيئة لاستمراره على المخالفة؛ ولأنه بكفره مرتكب للمناهي، تارك للأوامر. وهذه خطايا محيطة بكل كافر.
ومعن الإحاطة، أن الكفر احتوى عليه كما يحتوي الحائط على ما يحوزه.
قال الله تعالى:{أحاط بهم سرادقها}.
وعلى قولنا: السيئة: الكفر، والخطيئة: الكبيرة، فمعناه: وأحاطت به كبائره التي كان يرتكبها بكفره حتى مات عليها.
وعلى قولنا: السيئة: الكبيرة، والخطيئات: الكفر، فلأنه في كل زمان يكتسب خطيئة بالكفر. فقد صار كفره في كل هفوة خطيئة قائمة برأسها. وأحاط به من ذلك خطيئات كثيرة كما سبق). [فتح الوصيد: 2/642]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [463] خطيئته التوحيد عن غير نافعٍ = ولا يعبدون الغيب شايع دخللا
ب: (شايع): تابع، (الدخلل): الدخيل الذي يداخلك في أمورك.
ح: (خطيئته): مبتدأ، (التوحيد): مبتدأ ثانٍ، أي: فيه، (عن غير
[كنز المعاني: 2/20]
نافع): خبره، والجملة: خبر المبتدأ الأول، و(لا يعبدون): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، (شايع): خبر، (دخللا): حال أو مفعول (شايع).
ص: قرأ غير نافع: {وأحاطت به خطيئته} [81] على التوحيد، على أن المراد بها الشرك، أو اسم الجنس، ونافع: {خطيئته} على الجمع بمعنى الكبائر الموبقة.
وأما قوله: {لا تعبدون إلا الله} [83]: فقرأ حمزة والكسائي وابن كثير بالغيبة لكونه إخبارًا عن بني إسرائيل المأخوذ ميثاقهم، والباقون بالتاء على حكاية حال المخاطب، أو لأن الميثاق قول، فكأنه قال: قلنا لبني إسرائيل: لا تعبدون إلا الله، ولمناسبة ما بعده، وهو {وقولوا للناس} [83] ). [كنز المعاني: 2/21] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (461- خَطِيئَتُهُ التَّوْحِيدُ عَنْ غَيْرِ نَافِعٍ،.. وَلاَ يَعْبُدُونَ الغَيْبُ "شَـ"ـايَعَ "دُ"خْلَلا
لم يأت بواو فاصلة بين هاتين المسألتين؛ لأن قوله خطيئته لا يلتبس أنه رمز؛ لأنه رمز لنافع فيما قبله، ولأنه من لفظ القرآن، وهو في البيت مبتدأ والتوحيد صفته على معنى ذو التوحيد أو يكون مبتدأ ثانيا أي التوحيد فيه كقولهم: السمن منوان بدرهم، ولو قال "خطيئاته" وحده عن غير نافع لكان لأحسن؛ لأن فيه التلفظ بقراءة وتقييد أخرى ولئلا يوهم أن قراءة نافع بجمع التكسير كما قرئ شاذا "خطايا" والتوحيد في مثل هذا يفيد معنى الجمع كقوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا}، ووجه الجمع ظاهر لأن الذنوب متعددة وفي الإفراد موافقة قوله قبله: {مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً}؛ أي وأحاطت به تلك السيئة وقيل في قراءة الجمع: إن المراد بالسيئة الشرك فيبقى على موازنة: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، فالمعنى: من أشرك وعمل السيئات والله
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/303]
أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/304]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (463 - خطيئته التّوحيد عن غير نافع ... ولا يعبدون الغيب شايع دخللا
قرأ القراء السبعة إلا نافعا وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ بالتوحيد أي الإفراد، فتكون قراءة نافع بالجمع أي بزيادة ألف بعد الهمزة). [الوافي في شرح الشاطبية: 205]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خَطِيئَةً فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِهِ خَطِيئَاتُهُ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ عَلَى الْأَفْرَادِ). [النشر في القراءات العشر: 2/218]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ بَلَى فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/218]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {وأحاطت به خطيئته} [81] بالجمع، والباقون بالإفراد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 458]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (458- .... .... .... .... .... = .... خطيئاته جمع إذ ثنا). [طيبة النشر: 63]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : («خطيآته» بالجمع، يعني قوله تعالى «وأحاطت به خطيئته» نافع وأبو جعفر، ووجهه أن الذنوب كثيرة متعددة، والباقون بالإفراد، ووجهه أن التوحيد يفيد معنى الجمع كقوله «وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها»، قوله: (ثنا) أي طوى وعطف وجمع وهو الأنسب هنا، لأن القراءة بالجمع). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 178]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو همزة (إذ) نافع وثاء (ثنا) أبو جعفر وأحاطت به خطيئاته [البقرة: 81] بجمع السلامة، وهو زيادة ألف دون الهمزة.
وقرأ الباقون بالتوحيد.
و «الخطيئة»، و«السيئة»: [الكفر].
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/167]
أو السيئة: الكفر، والخطيئة: الكبيرة، أو بالعكس.
وجه الإفراد- على أن الخطيئة الكفر-: أنه واحد.
وعلى الكبيرة: أنه جنس، ويدل على العموم، خلافا لمن خصه بسياق النفي، وعليه وإن تعدّوا نعمة الله [النحل: 18].
ووجه الجمع على الأول؛ تنزيل إقامته [على المعصية منزلة] تعدد العصيان، وعلى الثاني؛ تعدد الكبائر أو تعدد الكفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/168]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه:
تقدم إمالة بلى للدوري وغيره). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/167]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بلى" حمزة والكسائي وكذا خلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه، وبالفتح والتقليل أبو عمرو وصححها في النشر عنه من الروايتين، لكنه اقتصر في طيبته في نقل الخلاف على الدوري، وبهما قرأ الأزرق والباقون بالفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/399]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" لحمزة على "سيئة" بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.
[إتحاف فضلاء البشر: 1/399]
وأمال هاء التأنيث منها الكسائي وفقا، وكذا حمزة بخلف عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/400]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "خطيئته" [الآية: 81] فنافع وكذا أبو جعفر "خطيآته" على جمع السلامة، والباقون بالتوحيد ويوقف عليه لحمزة بإبدال همزته ياء من جنس الزائدة قبلها، وإدغامها فيها وجها واحدا، وحكى بين بين وضعف وتقدم إمالة "النار" وتسهيل همزة إسرائيل ومد يائه والوقف عليه قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/400]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بلى} [ 81] قال الداني في كتاب الوقف والابتداء له: «الوقف على {بلى} كاف في جميع القرآن، لأنه ورد للنفي الذي تقدمه، هذا ما لم يتصل به قسم كقوله {قالوا بلا وربنا} [الأنعام: 30] و{قل بلا وربي} [التغابن: 7] فإنه لا يوقف عليه دونه» اهـ.
وقد جاءت في القرآن في اثنين وعشرين موضعًا، في ثماني عشرة سورة، وقد أطال العلماء الكلام فيها، حتى أفردوها مع {كلا} [مريم: 79] بالتأليف، وليس هذا محل استقصاء القول فيها، إذ غرضنا في هذا الكتاب الإيجاز والاختصار، دون الإطناب والإكثار، لكي تخف مناولته، وتقرب إن شاء الله فائدته، وتعم إن شاء الله منفعته، والله الموفق). [غيث النفع: 387]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خطيئاته} [81] قرأ نافع بزيادة ألف بعد الهمزة، جمع سلامة بمعنى الكبائر الموبقة، والباقون بالتوحيد بمعنى الكفر، وهو واحد، ولورش فيه الثلاثة، وتحريرها مع {بلى} جلى). [غيث النفع: 388]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (81)}
{بلى}
- قرأ القراء بالفتح «بلى».
- والإمالة عن حمزة والكسائي وخلف وشعبة عن عاصم.
- والفتح والتقليل عن أبي عمرو والأزرق وورش.
{سيئة}
- وقف حمزة عليه بإبدال الهمزة ياء مفتوحة «سيية».
- وأمال هاء التأنيث وقفة الكسائي وحمزة.
- وقرئ «سية» بترك الهمز.
.كما قرئ بالتليين.
{خطيئته}
- قراءة الجمهور على الإفراد «خطيئته».
- وقرأ نافع وأبو جعفر بجمع السلامة «خطيئاته».
- وقرأ بعض القراء «خطاياه»» جمع تكسير.
[معجم القراءات: 1/136]
- ووقف عليه حمزة بإبدال همزته ياء خطيته كذا في «المكرر» بالإفراد.
وفي «الإتحاف» على الجمع «خطياته».
ونص المكرر أصح وأثبت؛ لأن حمزة لا يقرأ هنا هذا اللفظ على صورة الجمع.
- وقرئ «خطاؤه» بفتح الطاء وهمزة مضمومة. كذا جاءت ولعل الصواب: خطؤه.
- وحكي أنه قرئ بين بين.
- وقرأه بعض الشاميين «خطأياه».
{النار}
- تقدمت إمالة «النار» عن أبي عمرو وابن ذكوان والصوري والكسائي والدوري واليزيدي والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
وانظر الآية / ۳۹). [معجم القراءات: 1/137]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس